الخميس الموافق 6/3/2014 م
لا تورثوا أبناءكم
مللنا من سيناريو المسلسلات العربية والخليجية التي تمثل غلطة الآباء عندما يورثوا أبناءهم في حياتهم، والأضرار التي تلحق بهم جراء هذا القرار، ورغم سأمنا من تلك المشاهد المكررة إلا أنني أجدها حتى اليوم ضرورية، ولا مانع من تكرارها ما دام هناك آباء لم يتعظوا بعد، فيرتكبون ذات الغلطة، ويقعون في ذات الحفرة المظلمة.
ليست بقسوة عندما يؤجل الآباء توزيع ثرواتهم وأملاكهم وحلهم وحلالهم على أبنائهم إلى ما بعد وفاتهم، كآباء لن يقصروا في القيام بواجبهم المادي تجاه أبنائهم في حياتهم، ولكن كأبناء التقصير المادي والنفسي وارد بشكل كبير ومتوقع. النفس البشرية هي هي لم تتغير ولن تتبدل، فالمال يغري، والمال يعمي، والمال عديل الروح كما يقال، وعلينا أن نضع نصب أعيننا دائماً قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم” (سورة التغابن) فلا يعرف المرأ منا إن كان ابنه الذي من صلبه، والذي تعب ورباه، وأفنى زهرة شبابه عليه، سيكون باراً به أو عدوا له، خصوصاً إذا ما عمته ملذات الدنيا وأنسته من ربوه وكدو وكدحوا لأجله، وواصلوا صبحهم بمسائهم في العمل لجمع تلك الأموال ليعيش هو في رغد من العيش الكريم.
لا تورثوا أبناءكم، واتركوها لحين تلاقوا وجهه الكريم في وصية لهم، إما أن تنجرفوا وراء عاطفة الأبوة، وتهبوهم كل ما تملكون، فستجدون أنفسكم على قارعة الطريق، أو في دور كبار السن، تناجون أنفسكم، وتضربون كفاً بكف حسرة وندما، على أبناء لا يكلفون أنفسهم حتى عناء السؤال عنكم إن كنتم أحياء أم أمواتا.
ما دمتم تملكون المال ستبقون أعزاء لديهم، نعم هذه حقيقة مرة وقاسية، ولكن عليكم تقبلها، والشواهد في حياتنا كثيرة، فالمسلسلات العربية لم تكن تبالغ أو تكذب، فهناك من الأبناء من لم يرو آباءهم سنوات بعد أن وهبوهم كل ما يملكون، وهناك من يقاضي أباه لأنه يملك عقاراً لم يهبه له في جملة ما وهبه من عقارات، وكأنه يقول لن أترك لك حتى اللقمة التي بيدك وفي طريقها لفمك، وهناك أيضاً من حجر على أبيه لأنه لم يملك الصبر الذي يمكنه من الانتظار حتى يستلم الله أمانته ليرثه، ويستكثر عليه العمر الذي وهبه الله له وأمد فيه، وهناك من لم يكتف بما حصل عليه، فراكم الديون على أبيه وتركه ضائعاً في ممرات المحاكم وقاعاتها، حتى افترسته الأمراض. ولكي لا تكونوا في موقع الضعيف الذليل “لا توراثوا أبناءكم” في حياتكم.
ياسمينة: لا نعمم، هناك أبناء بارون، ولكن العاقين في المقابل كُثر، وما سيرثونه اليوم سيرثونه غداً، فاحذروا، واتعظوا من أخطاء الغير، كي تعيشوا في عز، وتموتوا بعز.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/lMD29TBbsv
الخميس الموافق 6/3/2014 م
لا تورثوا أبناءكم
مللنا من سيناريو المسلسلات العربية والخليجية التي تمثل غلطة الآباء عندما يورثوا أبناءهم في حياتهم، والأضرار التي تلحق بهم جراء هذا القرار، ورغم سأمنا من تلك المشاهد المكررة إلا أنني أجدها حتى اليوم ضرورية، ولا مانع من تكرارها ما دام هناك آباء لم يتعظوا بعد، فيرتكبون ذات الغلطة، ويقعون في ذات الحفرة المظلمة.
ليست بقسوة عندما يؤجل الآباء توزيع ثرواتهم وأملاكهم وحلهم وحلالهم على أبنائهم إلى ما بعد وفاتهم، كآباء لن يقصروا في القيام بواجبهم المادي تجاه أبنائهم في حياتهم، ولكن كأبناء التقصير المادي والنفسي وارد بشكل كبير ومتوقع. النفس البشرية هي هي لم تتغير ولن تتبدل، فالمال يغري، والمال يعمي، والمال عديل الروح كما يقال، وعلينا أن نضع نصب أعيننا دائماً قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم” (سورة التغابن) فلا يعرف المرأ منا إن كان ابنه الذي من صلبه، والذي تعب ورباه، وأفنى زهرة شبابه عليه، سيكون باراً به أو عدوا له، خصوصاً إذا ما عمته ملذات الدنيا وأنسته من ربوه وكدو وكدحوا لأجله، وواصلوا صبحهم بمسائهم في العمل لجمع تلك الأموال ليعيش هو في رغد من العيش الكريم.
لا تورثوا أبناءكم، واتركوها لحين تلاقوا وجهه الكريم في وصية لهم، إما أن تنجرفوا وراء عاطفة الأبوة، وتهبوهم كل ما تملكون، فستجدون أنفسكم على قارعة الطريق، أو في دور كبار السن، تناجون أنفسكم، وتضربون كفاً بكف حسرة وندما، على أبناء لا يكلفون أنفسهم حتى عناء السؤال عنكم إن كنتم أحياء أم أمواتا.
ما دمتم تملكون المال ستبقون أعزاء لديهم، نعم هذه حقيقة مرة وقاسية، ولكن عليكم تقبلها، والشواهد في حياتنا كثيرة، فالمسلسلات العربية لم تكن تبالغ أو تكذب، فهناك من الأبناء من لم يرو آباءهم سنوات بعد أن وهبوهم كل ما يملكون، وهناك من يقاضي أباه لأنه يملك عقاراً لم يهبه له في جملة ما وهبه من عقارات، وكأنه يقول لن أترك لك حتى اللقمة التي بيدك وفي طريقها لفمك، وهناك أيضاً من حجر على أبيه لأنه لم يملك الصبر الذي يمكنه من الانتظار حتى يستلم الله أمانته ليرثه، ويستكثر عليه العمر الذي وهبه الله له وأمد فيه، وهناك من لم يكتف بما حصل عليه، فراكم الديون على أبيه وتركه ضائعاً في ممرات المحاكم وقاعاتها، حتى افترسته الأمراض. ولكي لا تكونوا في موقع الضعيف الذليل “لا توراثوا أبناءكم” في حياتكم.
ياسمينة: لا نعمم، هناك أبناء بارون، ولكن العاقين في المقابل كُثر، وما سيرثونه اليوم سيرثونه غداً، فاحذروا، واتعظوا من أخطاء الغير، كي تعيشوا في عز، وتموتوا بعز.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/lMD29TBbsv
أحدث التعليقات