Written by: "tarradah"

بعد يومين من الجولات الاسعافية:حقائق اخري مثيرة و.. مزيد من القصص!!

كتبت ـ ياسمين خلف:

كانت جولتنا مثمرة ومفيدة في خدمات الاسعاف.. لقد كان تفاعل القراء معنا جميلاً، حتي وان كانت هناك انتقادات لبعض التصرفات، الا ان الاساس هو الخدمة ذاتها، والاشكالات يمكن تجاوزها وتصحيحها.. اليوم، نقرأ حقائق اخري مثيرة ومزيدا من القصص:
تسكن مدينة عيسي وتلد في سترة!!

غ الايام: هل تصلكم نداءات كاذبة؟!
– رضي عبدالله: كثيرة هي النداءات الكاذبة، فهناك من هاتفنا علي ان فتاة شابة مريضة جدا وتحتاج الي خدمة الاسعاف، واعطانا اسمها وعنوانها، ولما وصلنا اليها اكد لنا والدها انها في صحة جيدة وتتناول في ذلك الوقت وجبة الغذاء مع افراد اسرتها.
بل هناك من اتصل بنا وقال ان زوجته ستلد، واعطانا العنوان ورقم الهاتف واسم الزوجة كما ادعي، ولحسن الحظ اردنا التأكد من العنوان فاتصلنا به مرة اخري، فاجابنا زوجها الذي اكد لنا بان زوجته غير حبلي، وانه لم يتصل بنا ولم يطلب خدمة الاسعاف، وبعد ذلك تأكدنا بان الرقم الذي وصلنا من هاتف عمومي من قرية سترة، والزوجة التي ادعي انها ستلد في مدينة عيسي.
غ الايام: وهل هناك رقابة علي النداءات والمكالمات الهاتفية؟!
– رضي عبدالله: نعم هناك رقابة، فكل تلك المكالمات والنداءات يتم تسجيلها بالصوت، كما يتم تسجيل وقت المكالمة ومدتها الزمنية، فان حدثت اي مشكلة يمكننا الرجوع اليها وتقديمها الي مركز الشرطة ووزارة الداخلية تأخذ بدورها الاجراءات اللازمة حياله.
غ الايام: كم عدد الخطوط الموجودة في قسم اللاسلكي؟!
– رضي عبدالله: هناك خطان للطوارئ 999 ، وخط ساخن لمطار البحرين الدولي واخر لقوة دفاع البحرين، واخر للادارة، وست خطوط للمراكز الصحية، ولكن نتمني لو يتم ربط الخطوط جميعها في خط واحد لتسهيل العمل، ونتمني كذلك زيادة عدد الموظفين، فالعمل في الوقت الحاضر ملقي علي عاتق موظف واحد، مما يرهقه جسديا ونفسيا.
تعاون لتغطية مناطق المملكة
غ الايام: وهل هناك تعاون بينكم وبين الجهات الطبية الاخري؟!
– رضي عبدالله: هناك تنسيق بيننا وبين المستشفي العسكري، الذي يغطي مناطق كثيرة مخفف العبء الملقي علي مجمع السلمانية الطبي، بل انهم يغطون النقص اذا ما حدث في اي وقت كان، وخاصة ليلة الخميس وليلة الجمعة من كل اسبوع حيث تصل عدد النداءات الي 24 نداء في الوقت الذي توجد فيه نحو ثلاث سيارات بمسعفيها.
غ الايام: هل يعني ذلك ان مجمع السلمانية الطبي يعاني من نقص في عدد سيارات الاسعاف؟!
– رضي عبدالله: السيارات موجودة الا ان النقص يكمن في عدد الموظفين، فمثلا نحن ثلاثة موظفين في قسم اللاسلكي، واحد منا فقط في كل فترة، ونتيجة لاجازة احدنا، حل محله مسعف اول ، كما ان موظفي الاسعاف لا يسعهم الوقت في كثير من الاحيان الصلاة او تناول افطارهم لكثرة عدد النداءات.
غ الايام: ماذا عن المرضي الذين يحتاجون الي نقل للمطار هل توفرون لهم ذلك؟!
– رضي عبدالله: بالطبع نوفرها، سواء للنقل الجوي او للنقل البري عبر جسر الملك فهد، الا ان هناك مشكلة نواجهها في مطار البحرين الدولي، حيث تتعقد الامور ويتأخر المريض لساعتين من الزمن سواء في القدوم او في الذهاب، علي عكس التسهيلات التي نلاقيها علي الجسر.

غ الايام: لا قدر الله وحدثت كارثة كالتي حدثت للطائرة المنكوبة، هل هناك خدمة اسعاف كافية لتغطية الحدث؟!

– رضي عبدالله: في مثل هذه الحالات يتم الاتصال بجميع المسعفين سواء كانوا علي الدوام او في اجازاتهم، وكلمة حق تقال لم يتوان اي منهم في حادث الطائرة حيث جاءوا مسرعين لتقديم المساعدة الممكنة، وبالمثل عندما حدث حادث الخفجي، وقد ارسلنا نحو عشر سيارات اسعاف.

غ الايام: ايهما اكثر استخداما لخدمة الاسعاف المواطن ام الاجنبي؟

– رضي عبدالله: الاجانب هم اكثر من يطلب الاسعاف والسبب انهم بهذه الطريقة سوف يعفون من رسوم دخول المستشفي.

غ الايام: نداء لا يبرح ذاكرتك؟!
– رضي عبدالله: جاءنا نداء في احد الايام من احدهم وقال فيه ان امه مريضة وحامل، واعطانا اسمها وعنوان منزلهم، وفي مثل هذه الحالات حالات الوضع نقوم باخذ ممرضة مع المسعفين، ذهب المسعفون والممرضة الي العنوان وبحثوا عنه ولم يجدوه، وسألوا احدهم وكان امام احدي البرادات عن العنوان واسم المريضة، فاجابهم: لا اعرف احدا بهذا الاسم ولا هذا العنوان!! رجع الاسعاف بخفي حنين ولم ينقلوا المريضة الحامل .. بعد انصرام شهرين شاءت الصدف ان اتجاذب اطراف الحديث مع احدهم، وقال لي الحكاية ذاتها، وانه كان يحس بالفراغ والملل، ولم يجد طريقة ليقضي فيها وقت فراغه غير مهاتفة الاسعاف دون ان يعلم ان من كان علي اللاسلكي انا محدثه!!

النداءات في ارقام

خلال العام الماضي 2002م وصلت عدد النداءات الي 22625 نداء، من غير الانشطة التي يشارك فيها الاسعاف، منها 810 نداء لحوادث مرورية، 609 منها رجال، و116 نساء و 15 اطفال. ويشير محمد عبدالرحيم – مراقب خدمات الاسعاف الي ان 29% من الحوادث المرورية يتم نقل المصابين عبر سيارة الاسعاف لمجمع السلمانية الطبي، و 29% يتم نقلهم للمستشفي العسكري، اما عن النسبة الباقية 42% فيتم نقلهم عبر السيارات الخاصة، مما يعرض المصاب للخطر والمضاعفات غير المحسوبة، كما يعرض نفسه والاخرين للخطر جراء السرعة في السياقة، ومؤكدا علي ان بعض الدول تمنع منعا باتا نقل اي مصاب من اي حادث مروري عبر السيارات الخاصة اذ ان النقل بطريقة خاطئة قد تقتل المصاب.
اما عن توزيع نسبة النداءات حسب المناطق، فقد جاءت مدينة المحرق بنسبة 29%، ومدينة المنامة بنسبة 28% ، فيما سجلت قرية سترة 10% ووصلت في مدينة عيسي الي 13%، و 9% للبديع، و 8% للمنطقة الغربية ، وكانت النسبة الاقل من نصيب الرفاع، ويرجع السبب الي اعتماد المنطقة علي مستشفي العسكري، الذي يوفر خدمة الاسعاف ويسهم في تخفيف الضغط علي مجمع السلمانية الطبي.
اما عن اخر احصائية لستة الاشهر الماضية، فقد وصلت عدد النداءات حتي الساعة العاشرة صباحا من يوم الثلاثين من شهر يوليو الي 12301 نداء، اي زيادة عدد النداءات بالمقارنة بعددها في العام الماضي، ويرجع محمد عبدالرحيم تلك الزيادة الي اعتماد الناس علي سيارة الاسعاف، واستخدامها في غير ضرورة، بل واستخدامها كتاكسي يوصلهم الي المستشفي للدخول علي موعد ما او لنقلهم من منطقة لاخري، وكل ذلك يرجع الي قلة وعي الناس وسوء فهمهم لوظيفة سيارة الاسعاف. وفي اليوم الذي زرنا فيه المسعفين وصلت عدد النداءات الي 76 نداء، و 37 نداء منها اشار المتصلون علي انها طارئة، وتبين بعدها بان 6 فقط منها هي الطارئة فعلا.
اسعاف بالهيلوكوبتر
هل هناك نية لاضافة خدمة اسعاف بالهيلوكبتر سؤال وجهناه لمحمد عبدالرحيم واجاب: البحرين مملكة صغيرة ولا يحتاج الامر لاستخدام هذه الخدمة، وان فكرنا بالامر ومجمع السلمانية الطبي لا يتسع بمساحته هذه لاستيعاب مدرج للهيلوكبتر، وفي الوقت الحالي هناك تنسيق بيننننا وبين وزارة الداخلية لاستخدام الهيلوكبتر في الحالات الطارئة، اذ ان وزارة الداخلية تنقل المرضي للقلعة لنقوم بعدها بنقل المريض عبر سيارة الاسعاف لمجمع السلمانية الطبي، وذلك لا يأخذ من الوقت غير دقيقتين فقط.

غ الايام: ما هي الخطط المستقبلية لتطوير خدمة الاسعاف؟!
– محمد عبدالرحيم: هناك دراسة لتوفير خدمة الاسعاف في المحافظات الخمس، الا ان ذلك سيتطلب توفير عدد من سيارات الاسعاف وعدد من الموظفين المؤهلين طبيا، وسيسهم ذلك في تخفيف الضغط علي مجمع السلمانية الطبي.
وفي خطوة اخري سيتم برمجة القسم بالكمبيوتر، وقد خطونا خطوة اولي من خلال وجود جهاز صغير للكشف عن بيت المريض او مكان وجوده وهو ما يسمي بنظام JSp فالخريطة الجغرافية تظهر عبر جهاز الكمبيوتر.

في الختام

استمعنا لسيل من البلاغات والنداءات التي كان بعضها مضحكا والاخر مبكيا، وقبل الختام نعرض لكم نداءين: الاول: لهندي طلب قسم الاسعاف ليبلغ عن احدهم الذي فتح فرع مطعم بدون سجل تجاري!!
والنداء الاخر لشخص طلب خدمة الاسعاف لقريبته التي تعاني من حالة وضع ، وبعد اخذ المعلومات عاد الاتصال بعد 24 ثانية، وبعد 4 دقائق اتصل للمرة الثالثة، وكان شديد اللهجة بعدها بـ 24 ثانية اتصل للمرة الرابعة، وقد استشاط غضبا واخذ يسب ويشتم بكلمات نابية، علما بان توفير خدمة الاسعاف لحالات الوضع تتطلب توفير ممرضة لترافق طاقم الاسعاف وذلك يستغرق نحو 6 دقائق مع الوصول.
كنا نستمع للمكالمة وفعلا وصل الاسعاف لتلك الحالة بعد 6 دقائق ولحسن حظنا وسوء حظ المتصل لم يغلق هاتفه فضللنا نسمع احاديثه في المنزل ، بل والطامة الكبري انه وبعد وصول الاسعاف جاءت اخت الحبلي لتمنع المسعفين والممرضة من الدخول علي اختها، والغريب في الامر انهم طلبوا سيارة الاسعاف بعدما وضعت الحامل طفلها، علي الرغم ان المتصل افاد انها تعاني من الالام الطلق، الحمد لله كانت حالة الطفل والام جيدة.

Catsocaff
2003-08-07

كتبت ـ ياسمين خلف: كانت جولتنا مثمرة ومفيدة في خدمات الاسعاف.. لقد كان تفاعل القراء معنا جميلاً، حتي وان كانت هناك انتقا...

إقرأ المزيد »

بعضها أشبه بمشاهد الافلام السينمائية:أحدث قصص محاولات الانتحـــــــــــــــــار في البحرين

كتبت – ياسمين خلف:

موت الفجأة، أو موت الشباب أكبر صدمة يتلقاها الأهالي، وتترك أثراً عميقاً في القلب، فما بال الأمر اذا كان الموت ناتجاً عن انتحار؟! واللجوء الى قتل النفس اسبابها في الغالب مجهولة الا لفاعليها فهم وحدهم الذين لديهم التفاصيل والحيثيات.
فئة الشباب أكثر من غيرهم لجوءً الى الموت السريع »الارادي« وان كانت الاناث يلجأن الى الطرق الرحيمة في الموت، الا ان الذكور لا يأبهون استخدام الطرق الأكثر قسوة والأسرع في ايقاف عداد سنوات أعمارهم، كما ذكرت العديد من الدراسات والبحوث المهتمة في أمر الانتحار..وعلى الرغم من كون الانتحار وقتل النفس »حرام« في الدين الاسلامي، كما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، وعلى الرغم من علم العديدين ان الله لا يغفر لمن يلجأ الى هذه الطريقة في الموت، وان عقاب مرتكبه في الآخره، بمثل ما سلكه من طريقة، كأن يطعن نفسه مرات ومرات او ان يرمي نفسه من شاهق طوال وجوده في النار، الا ان اعداد المنتحرين من المسلمين »خاصة« في تزايد مستمر، والبحرينيون ليسوا بمنأى عن تلك الاعداد الكبيرة!
سعينا للحصول على احصائيات واعداد موثقة عن ظاهرة الانتحار وحرصنا ان نضمن ملفنا هذا بجانب مهم يتلقى الحالات المنتحرة او التي حاولت الانتحار، من قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، الا ان الاجراءات الروتينية في أخذ التصاريح من مسئول لآخر عرقل حصولنا عليها، وعليه لجأنا الى اخبار حالات الانتحار التي وثقتها الصحافة، فكانت لنا هذه الباقة من القصص التي أنهى فيها شباب بحرينيون وآخرون مقيمون في عمر الزهور حياتهم.
فخلال شهر فبراير الماضي سجلت، حالات انتحار من بينها شابين بحرينيين وآسيوي، وشابة تايلندية، وبحسب الخبر فإن المجموعة الأولى والمتضمنة جنسيات آسيوية حاولت الانتحار باستخدام الأدوية والعقاقير الطبية، وبعض الادوات الحادة، الا ان محاولاتهم لم تنجح، فيما شنق ثلاثة آخرين انفسهم بالمراوح، وتبعته تايلندية، وشرطي انهى حياته بسبب مشاكل عائلية.
وفي شهر أكتوبر الماضي اقدم شاب بحريني على الانتحار في منطقة سافرة، في الوقت الذي انتحرت فيه خادمة فلبينية في منزل مخدومها في »جد علي« ولم تتضح الاسباب التي دفعت البحريني والفلبينية الى التخلص من حياتهما، حيث صادف وقوع الحادثين في نفس اليوم بمنطقتين مختلفتين.
وقبلها بشهر اي في شهر سبتمبر عام ٣٠٠٢، عثر رجال الأمن على جثة هندي متدلي في مروحة بغرفة النوم الخاصة بمنزله في الجفير وكان قد ابلغ شقيق المتوفى مركز شرطة الجفير بالحادثة بعد ان ذهب ليسأل عن اخيه المختفى من عدة أيام ليكتشف الحادث، وقد توجه رجال الشرطة والاسعاف الى مكان الحادث للمعاينة، وتبين لأجهزة الأمن بعد معاينة الجثة ان المتوفى، وهو متزوج وأب لولد وبنت يعيشان في الهند، قد توفي منذ فترة ليست بقصيرة.
وفي خبر آخر نشرته جريدة »الأيام« ذكر فيه بأن شاباً آسيوياً اقدم على الانتحار في أحد المنازل المستأجرة بمنطقة السهلة الشمالية، ولم تتضح اسباب انتحاره، وكان الآسيوي المنتحر يقطن بالمنزل مع نحو ٠٣ آسيوياً يعملون في قطاعات مختلفة، فيما كان يدير مطعماً للأكلات الهندية في نفس المنزل.
وفي خبر آخر شد انتباه العديدين ذكر انه وفي خلال اربعة ايام حدثت في المملكة تسع محاولات للإنتحار وعن ذلك يقول الخبر: شنق شاب بحريني يبلغ من العمر ٠٣ عاماً نفسه في منزل بمنطقة السنابس، وذكر أهالي المنطقة ان عائلة الشاب كانت خارج البحرين ووجدته معلقاً في مروحة لدى عودتها الى البلاد! وسجل مجمع السلمانية الطبي تسع محاولات انتحار لبحرينيين خلال اربعة ايام، ثمان منها لشابات غير متزوجات، وتبلغ اعمارهن ما بين السابعة عشرة والثلاثة وعشرين عاماً، وشاب عمره واحد وعشرين ويعاني من اضطرابات نفسيه.
وقال مصدر طبي ان كل محاولات الانتحار جرت ببلع كميات كبيرة من الحبوب الطبية، واضاف ان معظم اسباب محاولات الانتحار تعود لمشاكل عاطفية وجزء منها لأسباب عائلية، وأكد المصدر انه تم احالتهم الى طبيب نفساني بعد اجراء عمليات غسيل معدة ووضعهم تحت المراقبة، وأكد أحد المختصين في المستشفى ان محاولات الانتحار تتزايد في البحرين بشكل غير مسبوق، وطالب بتكثيف الاهتمام الرسمي لدراسة الظاهرة.
»انقاذ شاب بحريني من محاولة انتحار« ذلك كان عنوان الخبر الذي جاء فيه: قامت احدى دوريات الاتصالات والنجدة بإنقاذ أحد الاشخاص مساء الأثنين حينما سكب مادة الوقود على ملابسه محاولاً بذلك الانتحار.
وتشير تفاصيل الحادث انه حينما كانت احدى دوريات ادارة الاتصالات والنجدة تزاول مهامها الأمنية بمنطقة مدينة عيسى بالقرب من موقف محطة باصات النقل العام، شاهد افرادها شاباً بحرينيا يقوم بسكب الوقود على ملابسه محاولاً بذلك اشعال النار في نفسه بقصد الانتحار، وقد تمكن افراد الدورية من انقاذه وتسليمه لادارة أمن المنطقة الوسطى، حيث اتضح من خلال سؤاله بأنه يعاني من مشاكل نفسيه ادت الى قيامه بمحاولة الإنتحار، كما انه لا يزال مصراً على القيام بالمحاولة! الأمر الذي ترتب عليه توقيفه في الادارة، وذلك حفاظاً على سلامته مما يحاول الاقدام عليه وحتى يتسنى ها التنسيق مع الجهات الأمنية في هذا الشأن.
وفي يوليو الماضي تلقت ادارة أمن منطقة المحرق بلاغاً من بحريني يفيد بوجود حالة وفاة بشقة شقيقه في منطقة البسيتين، وفور تلقي البلاغ توجه الى مكان الحادث افراد شرطة الادارة وطاقم مسرح الجريمة التابع للإدارة العامة للتحقيقات، والمباحث الجنائية بتواجد وكيل النيابة العامة، وذلك لمتابعة مسرح الجريمة والوقوف على اسباب الحادث، وشاهدوا هناك آسيوية منتحرة، وهي زوجة شقيق المبلغ حيث كانت ملقاة على سريرها وحول عنقها قطعة من القماش، وعندما دخل المبلغ بعد كسر باب غرفتها حيث شاهدها وهي معلقة بالمروحة وقد فارقت الحياة، ولايزال البحث والتحري جار لمعرفة تفاصيل وملابسات الحادث.
وفي حادثة اشبه بمشاهد الافلام السينمائية، جاء عنوان الخبر »فتاة تحاول الانتحار على جسر الشيخ عيسى« وجاء فيه أنقذ ثلاثة شبان بحرينيين في العشرينات من أعمارهم فتاة بحرينية من محاولة انتحار برمي نفسها من جسر الشيخ عيسى بن سلمان في الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي، وفي حديث مع أحد الشباب »عبدالهادي علي« قال: كنا نتمشى بالقرب من الجسر كعادتنا في مساء الحادث، حيث تفاجأنا بشابة تقف فوق السور في منطقة خطرة حيث يبلغ ارتفاعها حوالي ٥١ متراً، فتساءلنا عن السبب دون الاقتراب منها، ويواصل ولكن الشابة كانت تحاول رمي نفسها من على الجسر، وفي هذه الاثناء سمعنا نداء من رجل كان يصطاد في البحر لتوقيف الشابة التي كانت تحاول الانتحار، فأقتربنا وطلبنا منها ان تبتعد عن هذه المنطقة الخطرة، فرفضت مهددة بأنها سترمي نفسها اذا اقترب أحد منها، ورغم محاولاتنا الكثيرة الا انها بادرت في ما خطر لها.
ويقول: هرع أحد اصدقائي »سيد ناجي« لإمساكها من يدها بينما كانت ترمي نفسها، كما تدخلنا أنا و»حبيب علي« لمساعدتها، انقذناها، واستطعنا توصيلها الى رجال الأمن وكانت تجربة مخيفة لنا، وعلمت »الأيام« ان الشابة اقدمت على الانتحار بعد تعرضها لعملية اغتصاب واصابتها بالاحباط.
وفي آخر ما تناقلته الصحف من أخبار حالات الانتحار، خبر قيل فيه: لقي شرطي باكستاني حتفه، ويعتقد انه قد اطلق النار على رأسه باستخدام مسدس من نوع »رفولفر« في حمام محطة للكهرباء يعمل حارساً فيها. وقالت مصادر أمنية بان دورية اعتيادية توجهت الى محطة الزنج للكهرباء الواقعة بالقرب من مستشفى الطب النفسي بالسلمانية للتأكد من تواجد الشرطي في موقعه في التاسعة صباحاً، الا ان رجال الدورية لم يجدوه في الموقع، وابلغوا غرفة المراقبة بأن هناك حارساً لم يفتح الباب، مما استدعى رجال الأمن الى كسر الباب والدخول.
وبعد البحث في غرفة المحطة عثر رجال الأمن على الحارس مستلقياً في أحد الحمامات، وهو مصاب بالجانب الأيسر في الرأس وبجانبه مسدسه، وبدأت النيابة التحقيق في الحادث حيث قررت انتداب الطبيب الشرعي للتأكد مما اذا كانت الطلقة النارية خرجت من السلاح نفسه، واستدعى المختبر الجنائي للكشف عن المسدس

كتبت - ياسمين خلف: موت الفجأة، أو موت الشباب أكبر صدمة يتلقاها الأهالي، وتترك أثراً عميقاً في القلب، فما بال الأمر اذا ك...

إقرأ المزيد »

أهالي المرخ يكسرون حاجز الصمت

بين كارثة بيئية وأزمة متأزمة

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

قرية المرخ قرية من قري المنطقة الشمالية علي شارع البديع، صغيرة بمساحتها التي لا تتجاوز الكيلومتر x الكيلومتر، وقليلة في عدد سكانها والذين لا يتجاوزون الآف نسمة، يعيشون في 200 منزل، بعضها آيل للسقوط!! ورغم كل ذلك فهي كبيرة في حبها وتماسك اهلها، لدرجة ان الوليمة التي يقيمها احدهم يشاركه فيها جميع اهل القرية بلا استثناء ، ليفترشوا الارض ويتقاسموا الحب والرحمة، والامر بالمثل فصلاة الجماعة تجمعهم في مسجد واحد!! كانت لنا مع الاهالي جولة، ورغم كثرة المشاكل التي طرحوها، الا ان الابتسامة لم تبرح وجوههم..
بدأنا معهم حيث بدأ الشارع المؤدي للقرية مدخل القرية والذي عج بالكراجات التي يصل عددها الي 20 كراجاً تقريباً، وبدأ أهالي القرية بفتح قلوبهم حيث كان اولهم سيد طه عيسي جواد – رئيس صندوق مرخ الخيري الذي قال: تخيلوا الوضع مع وجود سيارتين لكل كراج!! يعني بعملية حسابية بسيطة 40 سيارة واقفة امام المدخل الذي يحمل مسارين، مسار للسيارة الداخلة للقرية والآخر لخروجها.. فالمداخل الاخري التي يمكن اللجوء اليها غير مسفلتة، ويصعب علي سائق السيارة ارتيادها، والطامة الكبري ان باصات الجامعة تقل الطالبات من والي المدخل، مما يعرضهن للحرج اثناء مرورهن في هذه المنطقة التي تزدحم وتكاد تنفجر من كثرة السيارات والزبائن والعمال، وخاصة مع اقتراب ساعات النهار الاخيرة، ويقترح لو يكون مدخل الكراجات من الخلف بدلاً من ان يكون علي الشارع الرئيس حفاظاً علي كرامة الطالبات، او يتم رصف جانبي الشارع كحل آخر لمنع وقوف السيارات!!!

تفادياً للمشاكل الأخلاقية!!

سيد عيسي سيد جواد – رئيس مأتم المرخ – يدلي بدلوه في الموضوع ويقول متذمراً: تصوروا انارة الشوارع في القرية تعود الي اكثر من 20 سنة ولم تستبدل بأخري!! حتماً وبلا شك فهي باهتة وغير كافية، وخاصة تلك الموجودة في الازقة، ناهيك عن الشارع الرابط بين قرية مرخ وقرية بني جمرة، حيث لا توجد انارة بالمرة ونحن نطالب بها وبشدة تفادياً للممارسات الغير اخلاقية التي قد تجد ملاذاً آمناً لها هناك!!

لم سقطنا من الجدول؟!!

ذلك سؤال وجه لنا سيد عباس سيد نعمه – رئيس اللجنة الثقافية والاعلام مكملاً حديثه: القري المحيطة بنا كالدراز وسار وبني جمرة قد وضعوا في جدول وزارة الاشغال والاسكان للاهتمام بشبكة المجاري، في حين سقطت قرية مرخ من ذلك الجدول والسبب مجهول!! فالقرية تعاني من كثرة المجاري وفيضان البلاعات داخل وخارج منازلنا، والطامة الكبري ان عملية نزف البلاعات وشفطها تحتاج الي اسبوعين او ثلاثة في غالب الاحيان، فاذا تجاهلنا مجاري الشوارع والطرق هل يمكننا تجاهل تلك المجاري التي تتوسط بيوتنا، وتخنقنا وتنقل الينا الامراض والأوبئة؟! يسكت برهة ليواصل حديثه: شوارعنا قديمة وتفتقر الي التخطيط السليم، والدليل علي ذلك كثرة المنحدرات التي تتجمع فيها مياه الامطار والمجاري، لتخلف لنا المستنقعات التي تضر بصحتنا وتلوث بيئتنا.. نحن مستعدون لدفع الرسوم التي ألغيت والتي قيمتها دينارين لشفط البلاعات علي ان لا تبقي هكذا المجاري هنا وهناك مليئة بالحشرات والاوبئة.

الخصخصة قضت علي مضاجعنا

الامور كانت افضل مع تولي البلدية عملية تجميع القمامة وقطع الحشائش الغير مرغوب فيها، اما الآن ومع خصخصة قطاع النظافة، فالقمامة تزداد يوماً بعد يوم، دون رقيب او حسيب!!
فأهالي القرية يقومون بعمليات تنظيف للقرية بين الحين والآخري للتقليل من كمية النفايات والتي وان لم نقف صفاً واحداً ضدها سوف تقضي علينا، والخصخصة في غفلة من امرها!! ذلك ما قاله سيد عدنان سيد نعمه – رئيس العلاقات العامة في صندوق مرخ الخيري، معلقاً سبب الاهمال في النظافة علي قلة المفتشين وتهاون البعض منهم، واهمال بعض العمال في وظيفتهم، متسائلاً: الي من نوجه تلك الشكاوي؟ هل نوجهها لشركة التنظيف ام الي المحافظة ام الي المجلس البلدي؟! فنحن نطالب بلقاء مفتوح لمناقشة موضوع النظافة مع المسئولين في البلدية!! لنقف عند حل لهذه الأزمة او الكارثة البيئية ان صح لنا التعبير عنها!!

ست سنوات والأزمة متأزمة

بل الكارثة البيئية موجودة في جنوب وشمال غربي القرية، في ارض قد اشتراها احد التجار، من ادارة الاوقاف الجعفرية قبل ست سنوات!! التي اصبحت بعدها ارضا لرمي المخلفات والنفايات حتي باتت ارضا ومستودعا للاوبئة والامراض – جاء ذلك علي لسان سيد عبدالامير قاسم – رئيس لجنة الجباة – مكملاً: مساحة الارض تتراوح ما بين 200 الي 150 مترا، وهي ارض زراعية غنية بتربتها الرملية وحوّلها صاحبها الي ارض للقمامة.. يستلم خيط الحديث سيد طه عيسي جواد ليعيد شريط الذكريات بقوله: في احدي المناسبات الدينية نشب حريق هائل بسبب هذه المخلفات السريعة بطبعها في الاشتعال لتراكم اكوام من المخلفات والاخشاب والاشجار، ولم تكتمل تلك المناسبة بل عاش اهالي القرية ليلة لن ينسوها ما حيو، فالدخان ملأ الصدور قبل البيوت، وساهم الكبير والصغير في اطفاء الحريق، علي الرغم من وجود سيارات الاطفاء لضخامة الحريق الذي التهم ما وجد امامه، واردنا طرح الموضوع في الصحافة المحلية وتوقفنا امام وعود المسئولين بايجاد حل سريع!! وها نحن الآن وبعد مرور سنتين علي ذلك الحادث لم نر قراراً في النور يعيد لنا الطمأنينة واستقرار النفوس، فالوعد الضبابي ينتقل من مسئول الي آخر، واهالي القرية يترقبون تحقيقها.
ويشير سيد عباس سيد نعمه الي ان هناك ارض آخري شمالي القرية استملكها علي حد قوله الدخلاء علي القرية، واستخدمها بطريقة سيئة، حيث جعلها ارضا لنفايات الفنادق والانقاض التي معظمها كيميائية ، ومؤكداً علي ان بعض الجهات يتعاملون معه مقابل حفنة من الدنانير، متسائلاً: لاجل تلك الدنانير الفانية ، يعرض القرية للخطر في حالة نشوب حريق فيها، ويلوث بيئة مملكته؟!!
وفي مداخله للسيد عدنان سيد نعمة قال فيها: اراضي القرية لاهلها لا للدخلاء عليها، فالاهالي ينتظرون الحصول علي اراض لبناء بيوت تضمهم مع عيالهم، لا ان توزع تلك الاراضي علي بعض الدخلاء من مناطق آخري، كتعويض لهم عن اراضي اخذت منهم، كما ويطالب سيد عدنان بأرض صغيرة تكون مركزاً للشباب لاهدار طاقاتهم واوقات فراغهم بما هو مفيد.

صمت مطبق وهدوء أموات

واثناء مرورنا في القرية، اطلت علينا المقبرة التي احتلت جزءاً لا بأس به من مساحة القرية بصمت مطبق وهدوء اموات، قطعه حديث سيد طه عيسي حينما قال: تفتقر المقبرة الي شارع يتوسطها، ليسهل من عملية انتقال الاهالي بين ضفتيها، كما انها مظلمة لا ينيرها غير عمود انارة يتيم ذو اضاءة باهتة، تركنا تلك المقبرة الخاوية الا من مشاهد القبور الي الشارع الذي ملئ بالمطبات والمرتفعات، ويؤكد سيد طه علي ان بعض الشباب يستخدمون بعض تلك الشوارع للسباق فيما بينهم علي الرغم من كثرة المشاة فيها من نساء واطفال الذين اتخذوه بدورهم شارعا لممارسة رياضة المشي.
وفي جزئية آخري من حديثه أشار سيد طه الي ان الاسلاك الكهربائية مكشوفة لعوامل التعرية مما قد يلحق الاذي بالاهالي، متمنياً لو تقوم وزارة الكهرباء والماء بنقل اسلاكها للارض وتحذو حذو شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية بتلكو ، التي تنقل حالياً اسلاكها للارض.

مسجد بناه المغفور له
الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة

وفي تنهيدة اطلقها سيد عبدالامير قاسم استلم بعدها خيط الحديث ليقول: هناك مسجدان فقط في القرية احدهما هو الاقدم، بناه المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة جد الملك في الخمسينيات، والذي شارف علي الانهيار وسقوط سقفه، ورغم مطالبتنا باعادة بنائه الا ان ادارة الاوقاف الجعفرية ترفض ذلك لعدم اعتباره وقفا !! وهاهم الاهالي يقيمون صلاتهم حتي اليوم تحت قبته التي تكاد ان تسقط عليهم!!
اما عن المسجد الآخر فهو صغير وبناه احد رجال الخير من دولة الامارات العربية المتحدة.. ويضيف بقوله: المأتم اليتيم لدينا في القرية هو مأتم مرخ – بجانبه قطعة ارض صغيرة بحجم الغرفة لاحد المواطنين من خارج القرية، اردنا شراءها منه لضمها للمأتم الا انه يطلب سعراً غير معقول، فهو يطلب ثمانية الاف دينار في الوقت الذي لا تساوي فيه غير ألف دينار فقط وها هي حتي هذه اللحظات غرفة مهجورة ووكر لعديمي الاخلاق يمارسون فيها افعالهم المشينة!!
150 ديناراً لعشرة أفراد
وفي نهاية جولتنا كان لنا لقاء مع عائلة احمد محمد حسن – ذات العشرة افراد – القاطنة في منزل آيل للسقوط، حيث حدثنا محمد احد ابنائها والعائل لاسرته الكبيرة بقوله: كوني سائق فراتبي لا يتجاوز المائة والخمسين ديناراً، وانا العائل الوحيد لاسرتي، فأحد اخوتي عاطل عن العمل والآخر متزوج، والباقون منهم لا يزالون في مراحل دراسية مختلفة. واذ ما كان الصندوق الخيري يقدم مساعدته اليهم قال: الصندوق حديث الانشاء، وان كان يقدم لنا مساعدة شهرية قدرها 20 ديناراً وبعض المساعدات العينية الا اننا نواجه ضنك الحياة وقسوتها خصوصاً اننا ننام تحت سقف قد يسقط في اي لحظة ونحن عاجزون عن ترميمه!!!

لم سميت بـ مرخ ؟!!

سيد عدنان سيد نعمة احد المهتمين بأخبار القرية وتاريخها – ومؤلف بعض الاصدارات التي ذكر في بعضها سبب تسمية قرية مرخ بهذا الاسم منها: ان ارض القرية تميزت بأنها رملية زراعية، ومهما تساقطت الامطار فيها، ومهما كانت كميتها الا انها لا تتجمع علي سطحها، بل تمنعها التربة، فتزهر الارض وتخضر في فصل الربيع، وتكون مرعي للاغنام والابل والماشية، لذا سميت بأرض المرح اي تمرح فيها الماشية، وتحولت الكلمة الي مرخ مع مرور الايام. ويزيد علي قوله: كانت القرية منطقة ترانزيت لعبور القري الاخري وتنقل منها الحشائش التي تميزت بجودتها الي القري الآخري، هذا بالاضافة الي اشتهار اهل القرية بمهنة المرخ اي بمعني المساج ، ويختتم بقوله: وقد يرجع اسم القرية الي نوع من انواع النباتات والزروع مرخ والتي تكثر كذلك في منطقة بالقرب من محمية العرين .

catfeat
2003-05-19

بين كارثة بيئية وأزمة متأزمة استطلاع أجرته - ياسمين خلف: قرية المرخ قرية من قري المنطقة الشمالية علي شارع البديع، صغيرة...

إقرأ المزيد »

بين مؤيد ومعارض: الجامعات الخاصة علي المحك!

استطلاع – ياسمين خلف:

تمنيت لو كانت الفرصة متاحة لي كما هي عليه اليوم! لكنت وفرت علي نفسي مشاق الغربة وعناء السفر، فالثورة الاكاديمية في هذه الايام، وما ستكون عليه في المستقبل نعمة لمن يجهل مر الغربة والرضوخ لتخصص بغيض علي النفس لقلة الخيارات!! كلمات هذا الرجل الذي علق علي الجامعات الخاصة التي بدأت تستشري في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، فتحت لنا آفاقاً لاستطلاع آراء الناس حول ظاهرة، اعتبرها البعض صحية، ووجدها البعض الاخر مشكلة، اذا ما اتجهت نحو الاستثمار والتجارة، فماذا كانت آراؤهم؟! وهل المملكة وبحجمها وعدد سكانها القليل نسبيا قادرة علي استيعاب نحو احدي عشر جامعة خاصة بالاضافة الي جامعة البحرين وجامعة الخليج العربي؟ وما ايجابيات وسلبيات هذه الظاهرة؟! ذلك ما سنعرفه من خلال استطلاعنا هذا.. فماذا قال المشاركون فيه يا تري ؟!
عبدالنبي مرهون – مستشار تدريب ويحضر لشهادة الماجستير في احدي الجامعات الخاصة في البحرين، واولاده لم يتجاوز اكبرهم الاثني عشر عاما، يجد ان فتح الجامعات الخاصة، فرصة لتحقيق توازن في جامعة البحرين التي اخذت تفيض بعدد المنتسبين اليها، وجاء علي لسانه: افضل ان تكثر الجامعات الخاصة بصورة اكثر مما هي عليه الآن، حتي تواجه هذه الجامعات مع التنافس الكبير الذي ستواجه ضغطا لتخفض من رسومها.
ويكمل: فالجامعة الخاصة التي انتسب اليها تعتبر من اقل الرسوم اذا ما قورنت بالجامعات الاخري، ولكن اذا ما قلت عن ذلك اكثر سيفتح المجال للعديدين لاكمال دراستهم علي اختلاف تخصصاتهم، مما سيسهم في رفع المستوي الاكاديمي للمواطنين، كما ان التنافس قد يؤدي الي ارتفاع الجودة في التعليم وتباين مخرجاته – يسكت برهة ويكمل – وفي ذات الوقت من سلبيات كثرة الجامعات الخاصة وزيادة الطلب عليها امكانية ان تلجأ الجامعات الي تخفيض ادائها بما لن يعود بالنفع لمنتسبيها من الطلاب.
ويجد المرهون كذلك ان شروط الانتساب لجامعة البحرين تناسب الطلبة حديثي التخرج من المرحلة الثانوية، ومبالغ فيها ولا تناسب من هم اكبر سنا منهم، مما يعيق الكثيرين في اكمال دراستهم في الجامعة الحكومة، فيلجأون مرغمين لاكمالها في احد الجامعات الخاصة ومع ذلك يفضل المرهون ان يذهب ابناؤه لجامعة البحرين او احدي الجامعات الخاصة في المملكة علي ان يتغربوا للدراسة.

قد تكون فرصة ثمينة

وعلي العكس من مرهون تتمني صباح سيادي – موظفة في بنك – ورئيسة لجنة المرأة في جمعية اوال النسائية ان يتغرب ابنها للدراسة لاعتقادها بان الغربة ستسهم في صقل شخصيته ومع ذلك تجد ان وجود الجامعات الخاصة في البحرين ظاهرة صحية، لفتحها المجال امام الطلاب وعدم حصرهم في جامعة واحدة، وتقول في ذلك: صحيح ان الجامعات الخاصة رسومها مرتفعة ولا تناسب الا اولئك ذوي الدخل المرتفع، الا ان وجودها وسع الخيارات امام الطلاب خصوصا اولئك الذين انفصلوا لسبب من الاسباب من جامعة البحرين او توقفوا عن دراستهم لظروف ما، ولا تسمح ظروفهم المادية اكمال دراستهم في الخارج، فوجود جامعة خاصة فرصة ثمينة لهم.
ومع هذه الاندفاعية المؤيدة للجامعات الخاصة قالت مضيفة: ولكن اتمني الا تكون نظرة هذه الجامعات نظرة مادية بحتة، كأن تقدم التعليم الافضل لمن يدفع رسوما اكثر، او انها تسهل علي من يدفع اكثر لينهي دراسته في مدة اقصر، او تسهل عملية نجاحه لنيل الشهادة بيسر، فتتحول من جامعة اكاديمية الي جامعة تجارية.
وتشير سيادي الي ان ابنتها وهي طالبة في جامعة البحرين لاتعاني من مشاكل في الجامعة، بل وتجد ان الدراسة فيها ذات مستوي عال، والهيئة التدريسية فيها من ارقي الهيئات التعليمية، وان كانت قد عانت الكثير في السنوات الاولي خلال فترة التسجيل من قلة طرح المواد واحتكارها، لقلة عدد القاعات الدراسية.

الجامعات هذه قللت من عزم الطلبة

وبنظرة مختلفة لا يؤيد سيد حمزة العلوي – وهو خريج حديث من جامعة البحرين وجود الجامعات الخاصة في البحرين، ويدعم رفضه لها بحجة انها قللت من عزم الشباب واصرارهم علي احراز درجات عالية في المرحلة الثانوية. بهدف الحصول علي معقد في جامعة البحرين ويضرب مثالا علي احد الطلبة في الصف الثالث ثانوي توجيهي عندما سأله عن التخصص الذي ينوي الدخول فيه في الجامعة، ورد عليه، بانه لن يتمكن من دخول جامعة البحرين، لصعوبة شروطها وسيذهب لجامعة خاصة.
ويعلق العلوي بقوله: هذه الجامعة سمعتها اكبر من مضمونها، والطلبة اليوم لا يبحثون عن جودة الجامعة، وانما يبحثون عن الجامعة التي تناسب ضعف مستواهم الدراسي، وهي بطبيعة الحال جامعات ضعيفة في مقرراتها ومخرجاتها اضعف.
ويرجع العلوي ذاكرته لما قبل سنوات عندما اراد الدراسة في الخارج وقال: كنت اتمني ان ادرس في احدي الجامعات خارج البحرين، ونتيجة للظروف غير الموائمة لم اتمكن من تحقيق ذلك فانتسبت لجامعة البحرين، ولو سنحت لي الفرصة لا كمال دراستي لما ترددت في اكمالها في احدي الجامعات خارج البحرين.
واضاف: قبل سنوات وقبل تكدس اعداد كبيرة من الطلبة في جامعة البحرين، كان عطاء الدكاترة اكبر، ومع زيادة الضغط عليهم، قل عطاؤهم وقلت استفادة الطلاب منهم!! يسكت برهة ويكمل: نحن كمواطنين نؤيد ان تستقطب المملكة الجامعات كما تستقطب الاستثمارات الاخري ولكن ان يكون ذلك بوعي لا ان تسيرهم الارباح والتجارة علي حساب مصلحة الطالب وجودة التعليم.

مع الجامعات الخاصة

انا لست ضد الجامعات الخاصة، فهي ظاهرة صحية، وتفتح المجال امام الطالب لاختيار ما يناسبه، ولكن لابد من ان تخضع للرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم.. تلك كانت اولي حروف نورة المرزوقي – موظفة وام لاربعة ابناء اثنان منهم لا يزالان في المدرسة واخر طالب في جامعة استراليا والاخري في جامعة البحرين.
وتقول مضيفة: للاسف جامعة البحرين تفتقر للخطة الدراسية الواضحة، وغير منظمة في سياساتها التي تتغير بين الفينة والاخري. فتترك الطلبة علي مفترق طرق حائرين تائهين بينها، ناحيك عن نزول بعض المواد وتأخر بعضها مما يؤخر الطالب عن التخرج، وقد تربكه فتسهم في انخفاض معدله التراكمي، والاعجب والادهي من ذلك ان المرشدين الاكاديميين لادور لهم بالدرجة والطلبة يجهلونهم ولا يعرفون لهم طريقاً، عندما تنغلت الابواب بوجوههم ويحتاجون الي من يرشدهم!! وتكمل: ابني والذي يدرس في جامعة استراليا يجد راحة في دراسته ولله الحمد، وان كانت هناك مشكلة تتعلق بالمكاتب في البحرين، والتي هي وسيط بين الطالب والجامعة التي ينتسب اليها، والتي لا توضح كافة الامور للطالب عن الجامعة التي ينوي الدراسة فيها.

الجامعات الخاصة تجارة ٍّ استثمار

وعلي عكس المرزوقي يجد محمد الحداد ان جامعة البحرين ذات مستوي عال جدا في التدريس، والهيئة التدريسية تمتاز بقدرة عالية في ايصال المعلومات للطلبة، كما يجد ان الهدف الاول والاساسي لوجود الجامعات هو تخريج دفعات ذات مؤهلات اكاديمية تتناسب مع الوظائف الشاغرة ويقول: ولذلك لا بد ان يكون هناك تخطيط وتنسيق من الجهات ذات الصلة لا ستيعاب الكم الهائل من الخريجين، لا ان نقع في مشكلة البطالة الاكاديمية التي يعاني منها خريجو التربية وخاصة خريجو اللغة العربية، ومع ذلك يعتقد الحداد ان الهدف من الجامعات الخاصة التجارة والاستثمار.

Catedu
2004-06-12

استطلاع - ياسمين خلف: تمنيت لو كانت الفرصة متاحة لي كما هي عليه اليوم! لكنت وفرت علي نفسي مشاق الغربة وعناء السفر، فالثو...

إقرأ المزيد »

تحلم ببيت صحي يضمها .. أسرة تعيش في بيت اشباح

كتبت – ياسمين خلف:

من قلب المأساة الانسانية والإجتماعية سنعيش خلال الأسطر القادمة دقائق مع اسرة اضناها الفقر والعوز، ونهشت الأمية انيابها في اجسادهم، حتي باتوا معزولين في عالم لا يتحدث فيه افرادها الا بالتكنولوجيا، ولا يتفاهمون الا مع ذوي المستويات الاجتماعية والاكاديمية العلياً!!
للقضية ابعاد كثيرة اجتمعت لتحطم ثلاث أخوات ووالدتهن، بل انها امتدت لتحطم فلذات اكبادهن، والبالغ عددهم ستة اطفال اكبرهم في الثالثة عشرة من عمره واصغرهم طفلة لم تتجاوز الثانية من عمرها!!

عشرة اشخاص في قبر ضيق!

ففي نهاية الاسبوع قررنا ان نزور تلك العائلة التي اخذت تستغيث وتطلب العون والمساعدة، لانتشالهم من واقع عاشوه لسنوات طويلة، تأقلموا معه نعم، ولكنهم أبوا أن يستمروا فيه! في طريقنا اليهم مررنا علي ازقة المنامة، وكان البيت، عفواً المقبرة الذي يعيشون فيها، في احدي هذه الازقة الضيقة جداً، والتي تشبه في ضيقها ضيقة القبر . فلا يسمح ذلك الزرنوق الا بمرور شخص واحد علي الاكثر من ضيقه.
طرقنا الباب، ففتحه لنا اطفال في اعمار مختلفة، كانوا مبتهجين لقدومنا.. المهم حاولنا كتم انفاسنا، واستنشقنا اكبر قدر ممكن من الهواء الطلق قبل ان ندخل المنزل الذي فاحت منه رائحة نتنه للغاية، فالبيت قديم جداً وضيق وملييء بالحاجيات التي لها داع والتي لا داعي لها، لن ندخل في تفاصيل المنزل أكثر، فمأساة قاطنيه تفوق عليه مأسوية ..
فالأب قابل وجه ربه قبل عشر سنوات، والأخ الوحيد توفي هو الآخر قبل 22 عاماً، اما الام فهي في العقد السادس من عمرها، ولديها اربع بنات اكبرهن متزوجة ومستقرة في حياتها الزوجية، والثلاث الباقيات ذقن ويلات الحياة ومرها، وبيت القصيد وضع البنات الثلاث، فما هي قصتهن؟!

اربع زيجات فاشلة!!

أم أحمد -الابنة الكبري- والتي تأتي في الترتيب العائلي بعد تلك المستقرة في حياتها الزوجية، وقبل أن تنطق بكلماتها حاولت ان ترسم ابتسامة علي وجهها، الا انها فشلت فكأنما الابتسامة قد قتلت قبل ان تصل اليها ، واخذت تقول بلسانها واصفة وضعها: انا في الخامسة والثلاثين من عمري، ولي ثلاثة أبناء، أحمد وعمره 13 سنة، وحسن لم يتجاوز الحادية عشرة، وهيثم في الخامسة من عمره.. حياتي اشبه بمسلسل تلفزيوني مؤلم بائس .
فعائلتي فقيرة، وظروفها المادية الصعبة اجبرتني علي ترك مقاعد الدراسة وانا لازلت في الثانية عشر من عمري، وكل ما املكه الآن الشهادة الابتدائية!!، وتزوجت.. نعم، تزوجت وأنا في الثالثة عشرة من عمري وانفصلت بعدها بخمسة اشهر. بعدها تزوجت وللمرة الثانية وانجبت ابني البكر أحمد ، الا انني انفصلت عن ابيه بعد اقل من سنة زواج.. تنقلت من بعد طلاقي من عمل لآخر، مره كسكرتيره وأخري كبائعه ومرة كعامله في احدي الروضات، وبعد ان فقدت العمل والحيلة، لن اجد سوي بيع بطاقتي السكانية لأحصل علي بضعة دنانير تعينني علي حياتي وحياة ابني الصعبة .
تتنفس الصعداء وتكمل: فما كان مني بعدها الا الزواج وللمرة الثالثة واخفقت فيه كذلك كما اخفقت من قبلها! فحدث الطلاق بيننا بعد شهر واحد، خصوصاً انه كان متزوجاً وله ابناء وزوجة، ومع ذلك تزوجت للمرة الرابعة، وأنجبت ابنين حسن وهيثم، ولا زلت علي ذمة زوجي، الا انه لا يعرف شيئاً عني او عن ابنائه، فهو يهجرني لفترة طويلة، يعود بعدها ليطل علينا دقائق ليهجرنا بعدها، فأنا متزوجة علي ورق فقط، وان حدث ودفع لي مصروف ابنائه، اعتبر الامر فرجاً من عند الله، وان لم يدفع اعتمد علي نفسي، وابحث عن من يشتري بطاقتي السكانية، خصوصاً أنني لا اعمل ولا أمل لي في الحصول علي عمل طالما انني احمل الشهادة الابتدائية. وماذا بعد يا أم أحمد؟! أجابتنا: ماذا تريدون ان تسمعوا أكثر مما سمعتم، فما ذكرته جزء من حكايتنا، واترك الباقي لأخواتي.
الإبنة الوسطي ان شاء لنا ان نطلق عليها، وهي في الثالثة والعشرين عاماً، وهي الأخري تحمل الشهادة الابتدائية، وتعمل براتب زهيد، ولها ابن في العاشرة من عمره، ومطلقة كذلك..

زوجي يكبرني بـ 31 عاماً!!

الإبنة الصغري آخر العنقود في الثانية والعشرين عاماً من عمرها، وتحمل الشهادة الاعدادية، ولها ابنتان، احداهن في الثالثة من عمرها والأخري لم تتجاوز العامين ومطلقة كأخواتها!! اطرقت بنظرها واخذت تقول بلهجة من ذاق مر الحياة قبل اوانه: خرجت من المدرسة وانا صغيرة في السن، بسبب ظروفنا المادية الصعبة التي لم تمكنني من الاسمترار علي مقاعد الدراسة، وبقيت هكذا الي ان طرق بابي رجل متزوج عمره تعدي الثامنة والارربعين عاماً، وكنت في حينها في السابعة عشرة من عمري، وقبلت به زوجاً علي الرغم من فارق السن الكبير بيننا، وعلي الرغم من كونه اباً متزوجاً لآخري غيري! نعم قبلت لأشغل نفسي من واقع لاحقني ولم يتركني.
دبت الخلافات بيننا، ولم احتمل البقاء في كنفه، فحدث ابغض الحلال بيننا وتطلقنا.. عملت بعدها في احد المحلات ونتيجة للدوام الصعب الذي يمتد من الساعة الثالثة والنصف مساءً الي الساعة الواحدة صباحاً، وعدم وجود اجازة اسبوعية تركت العمل، والحمد لله حصلت لتوي علي عمل براتب 150 ديناراً.. أما عن من يصرف علي بناتها تقول: يدفع طليقي نفقة بناته كل شهر، وتساعدني امي من المساعدة التي تحصل عليها من ادارة الشئون الاجتماعية بواقع 46 ديناراً كل شهرين!

ابنتي تعود الي الحياة

تسكت وتأخذ احدي بناتها في حجرها وتقول: المشكلة التي تؤرقني وتؤرق اخواتي وجودنا في هذا المنزل غير الصحي لقدمه وضيقه، فالبيت مكون من ثلاث غرف والرابعه غرفتي الخشبية، وحمام ومطبخ صغير، ويوم بعد يوم المأساة تكبر مع تقدم ابنائنا في العمر، خصوصاً انهم يحتاجون الي بيئة صحية تسمح لهم بالنمو بالشكل المناسب .
وبادرتنا بالقول: تعالوا لتروا المكان الذي وقعت منه ابنتي فأخذتنا الي خارج الغرفة وقالت: ارفعوا اعينكم الي السماء لتروا الارتفاع الذي حدثت فيه المعجزه ، نعم معجزه، فمن كان يتوقع ان تعود الحياة لإبنتي ذات العامين بعدما سقطت من هذا العلو لتسلقها الثلاجة التي وضعتها اختي خارج الغرفة ، وتكمل بعدما زفرت تنهدات حزينة: بقت ابنتي ليومين في غيبوبة بعد الحادث، وحدث لها كسر في الجمجمة، والحمد لله رزقت عمراً جديداً ببقائها علي قيد الحياة..

أبناء زيجات فاشلة

تلتقط خيط الحديث الأخت الكبري لتقول: المنزل قديم ويحتاج الي مبالغ طائلة لبنائه او حتي ترميمه، وهو مالا تستطيع ان تتحمله جيوبنا الفاضية، قدمنا بطلب لوزارة الإسكان ورفض، حال منزلنا يسوء يوماً بعد يوم خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء وتساقط الامطار علينا، والذي يقضي علي الباقي من حاجياتنا بعدما تتسرب الامطار لغرفنا، البيت غير صحي كما ترون، وابني مصاب بضيق في التنفس، وهذا المكان لا يلائمه البته، ابنائي يذهبون الي المدرسة بمصروف يومياً، وبغيره ايام أخري، ماذا اعمل فالعين بصيرة واليد قصيرة!!
خرجنا بعد ذلك من المنزل بسرعة، فرائحته التي كادت ان تقتلنا، لم تتح لنا الفرصة لنبش مشاكل هذه الاسرة أكثر، والتي تحاصرهم كما لمسنا وتتفاوت ما بين الفقر والاسية والغربة وسط الحياة وبناء مهددين بالضياع هم حصيلة زيجات فاشلة.. تري هل سيكون اولئك الاطفال كأمهاتهن، خصوصاً ان لا احد من هؤلاء الاطفال الستة يعيش في كنف والده او علي الاقل تحت ناظره!!

Catsocaff
2003-10-06

كتبت - ياسمين خلف: من قلب المأساة الانسانية والإجتماعية سنعيش خلال الأسطر القادمة دقائق مع اسرة اضناها الفقر والعوز، ونه...

إقرأ المزيد »

تخرج.. وظيفة.. زواج.. واثبات للذات .. ذكريــــات وأمنيـــات العـــــام الجديــــــــد

استطلاع – ياسمين خلف:
ها هو عام 2004 قد انصرم.. حاملاً معه ذكريات، قد تكون جميلة وحلوة عند البعض منا، وقد تكون حزينة ومؤلمة عن البعض الآخر، وتبقي مع كل ذلك ذكري، وها هو العام الجديد قد أقبل مخبئا لنا ما لا نعلم، ومع ذلك نستقبله بابتسامة ملؤها الأمل في مستقبل افضل.. ذكريات وأمنيات هو موضوع استطلاعنا اليوم مع الشباب البحريني الذي تفاءل بالعام الجديد فماذا قالوا؟!
لقائي بنصفي الثاني أهم ذكري تركها عام 2004! .
باجابة سريعة قالتها هديل ميزرا حبيب وواصلت: قد تكون هناك احداث مهمة مرت في هذه السنة المنصرمة، ولكن أهم ما يعنيني فيها هو عقد قراني بخطيبي المحامي ضياء خلف بعدها ذكري حفل تخرجي من الجامعة وتسلمي الشهادة من سمو رئيس الوزراء. وعن أمنياتها في السنة الجديدة ضحكت وقالت: بالتأكيد أتمني ان تحمل معها سعادتي الزوجية، كما أتمني ان احصل علي وظيفة تناسب مؤهلي الجامعي، وأتمني الخير للجميع والسلام والأمن للعالم أجمع.

تفعيل الاقتراحات الشبابية..

الذكريات السيئة هي ما بدأت به حنين الدوي – موظفة في هيئة الاذاعة والتلفزيون، حيث قالت الحرب علي العراق قد تكون أهم ذكري تركتها سنة 2004 بل واختتمت بكارثة وزلزال القرن في جنوب آسيا، ولكن مع ذلك تركت هذه السنة ذكريات حلوة لا يمكن اغفالها ومن أهمها تطور التجارة الحرة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الامريكية، ومشروع مدارس المستقبل، وعلي صعيد الذكريات الشخصية انتقلت من مرحلة الدراسة الي العمل الذي وجدت فيه نفسي، كما تشرفت بالسلام علي سمو رئيس الوزراء في حفل التخرج الاخير.
تسكت برهة وتكمل: وعن امنياتي لعام 2005 أتمني نجاح انتخابات العراق وان تتقدم للافضل بعيداً عن الدمار والحروب التي انهكتها، وأتمني لمملكة البحرين الخير والامان، كما أتمني ان تصل دورة المجلس النيابي الجديدة للطموح الذي علقناه عليها، فنتمني ان يخرج المجلس بقرارات تخدم الشعب وتمس مصالحه وحياته.. أما علي الصعيد الشبابي وهو الأهم بالنسبة لي فأتمني تحقيق استراتيجية واضحة للشباب. وتفعيل الاقتراحات وبخاصة تلك المرتبطة بالاتحاد الطلابي.

فقدت وظيفتي..
وهاجرت أختي

عام 2004 ترك في نفسي ذكريات مؤلمة منها فقداني لوظيفتي وهجرة اختي بعد زواجها للخارج، ولكن مع كل ذلك تركت ذكري جميلة وحلوة في ذاكرتي أهمها عضويتي في احدي الجمعيات الشبابية التي بدأت تظهر علي السطح، وبدأ الشارع البحريني يلتفت لإنجازاتها، ومع حلول السنة الجديدة أتمني ان يوفقني الله في عملي الجديد لأثبت كفاءتي وان يعم السلام علي شعوب العالم . بتلك الكلمات شاركنا الحديث هشام محمد – موظف.

أتمني التوفيق في الدراسة

أهم ما يمكنني ان اتذكره بعد مرور أعوام وأعوام من سنة 2004 هو التحاقي بجمعية ملتقي الشباب البحريني، التي خلقت في نفسي حب العمل الجماعي والتطوعي .. بتلك البداية انطلقت في الحديث سناء محمد – طالبة سنة ثانية في جامعة البحرين، وواصلت بنفس الحماس: تجارب حلوة تلك التي مررت بها مع هذه الجمعية، التي سنحت لي الفرصة للقاء عدد من الشخصيات البارزة والمهمة في البحرين، من مسئولين ووزراء وسفراء، كما ساهمت في دعمي اجتماعيا من خلال لقائي بأعضاء الجمعيات الشبابية الموجودة في المملكة.
تتنهد وتكمل: كما اني في عام 2004 بدأت الحياة الجامعية الصحيحة، فالدراسة قد اشتدت وبدأت احمل مسئوليتها بطريقة مختلفة عن السنة الاولي في الجامعة.
تضحك وهي تكمل: أما امنياتي لعام 2005 فجل ما أتمناه هو ان اتحلي بالصبر علي الدراسة، الي ان أحرز المستوي الذي أطمح اليه، وان تعم الصحة علي عائلتي ويطيل الله في عمر والدي.

حققت ذاتي في 2004

أكبر انجاز حققته في حياتي كان في عام 2004، فقد فزت بالتزكية بعضوية مجلس طلبة جامعة البحرين، بالفعل احببت عام 2004 لما تركه في ذاكرتي من احداث حلوة، رسمت خطوات في درب مستقبلي .
بكلمات متفائلة بدأت في علي سلطان – طالبة في السنة الاخيرة في الجامعة – أعمال مصرفية ومالية وواصلت: انجزت الكثير في هذه السنة، أهم ما يمكنني قوله هو تحقيقي لذاتي، فالاعمال التي قمت بها دفعتني للامام ودفعتني لتحقيق اهدافي لعام 2005، فالتجارب التي مررت بها قوت من عزيمتي ومن اصراري لنيل الافضل.
تتنفس الصعداء وهي تقول أتمني ومن كل قلبي ان تكون سنة 2005 افضل من كل السنوات التي مرت علي في حياتي، أتمني ان اصل الي اهدافي، وان احقق ما سعيت اليه لأجني ثمر تعبي، بالفعل ستكون سنة صعبة، ففيها سوف اخطو خطوات مصيرية في حياتي، سأكون في موضع اتخاذ قرار، وأغلبها حاسمة وستـــحدد مستقبلي فأتمني حقاً ان أحســـن الاختيار ولاتذكر بعد عام من الآن عام 2005 بالخير.

أتمني أن يكلل حبي بالزواج

وكاسمه بدأ باسم سرور – مهندس مدني – كلامه عندما وجهنا له سؤالنا وقال: في عام 2004 اعترفت بحبي لإنسانة انتظرتها بعدد سنين عمري، وتمنيتها دوماً ان تكون رفيقتي في درب الحياة ولقيت منها التجاوب، كما انني عملت في وظيفة احببتها وبنيت نفسي من خلالها واقتنيت سيارة جديدة.. بصراحة احببت عام 2004 كثيراً لما تركه من ذكريات حلوة في قاموس حياتي.
وعن أمنياته قال: أتمني ان يكلل حبي بالزواج في عام 2005، وأتمني من أهل من احببت تفهم موقفي، فالعراقيل التي فرضها اختلاف المذهب أتمني ان تزول مع السنة الجديدة، وأتمني علي الصعيد الداخلي للمملكة الامن والسلام واتمني ان يعود الناس الي ذواتهم، والتحلي بالاخلاق والصدق والبساطة في تعاملاتهم، يضحك وهو يختتم حديثه أتمني فعلا ان تتوطد علاقتي اكثر بالصحفي راشد الغائب الذي وجدت فيه خير صديق! تلك كانت ذكريات وأمنيات بعض الشباب، ولكل منا ذكرياته وامنياته التي نتمني ان تتحقق مع بداية العام الجديد. فكل عام والجميع بألف خير.

Catsocaff
2005-01-01

استطلاع - ياسمين خلف: ها هو عام 2004 قد انصرم.. حاملاً معه ذكريات، قد تكون جميلة وحلوة عند البعض منا، وقد تكون حزينة ومؤ...

إقرأ المزيد »

تقرير .. تبرّع بـ 65 % من كبده لوالده ..عملية ناجحة تعيد الفرحة لعائلة الحواج

كتبت – ياسمين خلف:
لم احسس بأي خوف او قلق، فهمي الوحيد ان يبقي ابي علي قيد الحياة، وان كلفني ذلك تقديم حياتي وشبابي فداء له، فلم اتراجع عن قراري الذي اتخذته عن قناعة، بل سعدت كثيرا عندما علمت بأن حالة ابي الصحية يمكن ان تتحسن اذا وجد من يتبرع له بكبده، بعد ان اصيبت كبده بالتليف وساءت حالته الصحية وتدهورت.. كلمات الابن احمد ذي التسعة عشر ربيعا، كانت كالبلسم علي قلب والديه اللذين وجدا ثمرة تربيتهم فيه، والفرحة التي بدت علي وجهيهما كفيلة بترجمة الفرج الذي منه الله عليهم بعد عسر وضائقة ألمت بهم، للحكاية فصول وان كانت مؤلمة الا انها باتت اليوم ذكري يقفون عليها كل لحظة ودقيقة يحمدون فيها الله علي رحمته التي وسعتهم ويشكرونه.
محمد سلمان الحواج – ذو العقد الخامس من العمر، اصيب وقبل اربع سنوات بتليف في الكبد، ولم يكن حينها يعلم بمرضه، حتي بعد ان خضع للتشخيص الطبي الذي لم يكشفه الا متأخرا، وعن ذلك قال: عانيت من مرض ابوصفار واحسست بوهن في جسدي، الا ان التحاليل المختبرية تؤكد بأنني لا اعاني من اي خطب او مشكلة في صحتي، وعندما تم تحويلي إلي مجمع السلمانية الطبي وجدت ان الموعد الخاص بدخولي علي الطبيب المختص بعيد ولم اتمكن من الصبر لـ 24 يوما، فقررت الذهاب إلي عيادة خاصة، وصُرفت لي ادوية، ولم اتوقف عند ذلك، فشددت رحالي إلي الاردن، علّي اجد هناك ضالتي.
تستلم خيط الحديث زوجته ام احمد لتقول: الادوية هي هي في الاردن وفي البحرين، ولكن بعد عملية المنظار التي اجريت له في الاردن، قال الاطباء بأن هناك قرحتين في المعدة وثلاث اخريات في الاثني عشر بالاضافة إلي انتفاخ في الكبد! ولم يكتشفوا حينها التليف! الذي اكتشفه طبيب آخر بعد زيارتنا للمرة الثانية للاردن، وحينها لم يكن زوجي يعاني من ألم ما، ولكنه وفي ثاني ايام العيد واثناء ما كنا في البحرين دخل في غيبوبة لاربعة ايام بعد ان خارت قواه في العمل.
واثناء ما كنا في قسم الانعاش بوحدة العناية القصوي، انخفضت نسبة الامونيا، وحاول الاطباء جاهدين لرفع نسبتها، وكان قد وصل إلي مرحلة حرجة احتاج فيها لعملية لزراعة الكبد، والتي تكلف نحو 50 الف دينار في احدي المستشفيات في المملكة العربية السعودية، ولم يخبرونا حينها أنه بالإمكان الحصول علي متبرع، وبعد ان علمنا بذلك وقعنا في حيرة، اين سنجد المتبرع بكبده؟! لننقذ من خلالها حياة زوجي؟!
لم يتردد ابن احمد عن التبرع، وكذلك انا واخت زوجي معصومة ، فأرسلنا التحاليل الثلاثة إلي المستشفي في السعودية،
ووصلت التقارير التي اختارت ان يكون ابني احمد افضل المتبرعين وأنسبنا للعملية، فوقعت في ميزان صعب، كلا كفتيه ثقيلة علي ميزان قلبي، ابني فلذة كبدي صغير في السن، ولتوه يستقبل الحياة، ولم ينعم بعد بشبابه، وزوجي والد ابنائي لا يقل عنه معزة، وزاد من خوفي سماع ثرثرة من حولي والتي منها ان فتاة تبرعت لاخيها بجزء من كبدها، ولما رجعوا إلي البحرين توفي وعندما دققت في تفاصيل المسألة وجدت ان اخاها كان يعاني من داء السكري، ومما زاد من ايماني ودعم قوتي سماعي لعملية مماثلة ولكنها ناجحة لشاب كان يعاني من تليف في كبده منذ ان كان في الثانية من عمره، واليوم هو في السادسة والعشرون من عمره.
فتوكلنا علي الله وتمسكنا بالايمان، وقررنا خوض العملية.
احمد الابن المتبرع – يدلي دلوه في الحديث ليقول: انا اول من قرر التبرع، فقد اخذت التقارير الطبية معي للهند، حيث ادرس واكد الاطباء هناك لي بأن والدي يحتاج إلي زراعة كبد، وكنت حينها اجهل ان هناك عملية لزراعة الكبد، فلما رجعت للبحرين وناقشت الموضوع مع الطبيب المعالج، بيّن لنا بأن التبرع هو بجزء من الكبد، والذي يعود للنمو تلقائيا بعد اسبوعين فقط من اجراء العملية، فقررت التبرع لوالدي بـ 65% من كبدي. ولم اكن حينها احس بأي نوع من الخوف، اذ وجدت ان هذه العملية فرصة لمساعدة والدي وتقديم جزء من فضائله عليّ في ازمته الصحية التي يمر بها، فلو يتوقف الامر علي حياتي فلن اتردد لحظة في تقديمها لاعز البشر عليّ.
يضحك وهو يكمل: بجد لم اكن خائفا البتة، لدرجة ان الاطباء كانوا في دهشة، وهم يرون دقات قلبي التي تشير إلي انني لم اكن خائفا عبر جهاز تخطيط القلب، واحمد الله الذي اعاد لنا والدي وابقاه ذخرا بيننا.

Catsocaff
2004-07-22

كتبت - ياسمين خلف: لم احسس بأي خوف او قلق، فهمي الوحيد ان يبقي ابي علي قيد الحياة، وان كلفني ذلك تقديم حياتي وشبابي فداء...

إقرأ المزيد »

تقرير ميداني .. بحيرات صغيرة طيلة العام المستنقعات تهاجم قري سترة

كتبت ــ ياسمين خلف:
علي ما يبدو إن المستنقعات النتنة التي تنتشر هنا وهناك في المدخل الجنوبي لجزيرة سترة، والتي هي بالأساس مدخل لسبع قري واديان، الخارجية، أم العيش، سفالة، مركوبان، مهزة، القرية لن تبرح أراضيهم لا صيفاً ولا شتاءً، ولم ينعم أهالي تلك القري بالهواء النقي والذي تعكره الروائح المنبعثة من تلك المستنقعات المائية الناتجة عن مخلفات المجاري.
مستنقعات بحجم البحيرات الصغيرة

ومن خلال جولة بسيطة وقصيرة في تلك المناطق ستدرك حتماً حجم المشكلة التي دعت رباب الملا أم نداء – العضو المتطوع في المجلس البلدي للجأر والشكوي والتذمر من الوضع، والذي وكما تقول أنها حاولت جاهدة وعبر السبل والطرق المتاحة لها لحل المشكلة دون جدوي، مشيرة إلي أن المشكلة قد رفعت للمجلس البلدي الذي بدوره ناقش القضية، كما تعاونت شركة فلورا في تنظيف المنطقة وسحب المياه إلا أنها تعود بعد فترة قصيرة!!
وباهتمام بالغ بالأمر قالت أم نداء وهي تشير بأصابع يدها لمواقع المستنقعات: أنظروا لحجم هذه المستنقعات والتي يمكن أن نطلق عليهم اسم بحيرات صغيرة، والتي تنقل الميكروبات والجراثيم لقاطني هذه المناطق، والمشكلة لا تقف عند هذا الحد بل تتعداها إلي عدم وجود أرض مسفلته مرصوفه تحد من المشكلة، كما تفتقر المنطقة لمصابيح الإنارة، والتي تجعل من المنطقة في ساعات الليل، كالمنطقة المهجورة التي يقطنها الأشباح!! .

حياة الطلبة في خطر

وأثناء ذلك مرت علينا شاحنات كبيرة، في شارع قد وضعت فيه لافتة مرورية تقول: ممنوع مرور الشاحنات ! فقالت أم نداء معلقة: أرأيتم حجم الاستهتار وعدم الإلتزام بالقوانين! بالأمس مرت 5 شاحنات متتالية في هذا المدخل الذي يمنع فيه مرورهم، فأين رجال المرور عنهم؟! تسأل وتردف القول: المنطقة بالقرب من مدرسة إبتدائية، وقد تتعرض حياة الطلبة للخطر جراء تلك التصرفات الطائشة غير المسئولة..

ردم بسيط.. لم يحل المشكلة

وأمام مدرسة المعامير الإبتدائية للبنين في قرية العكر الغربي انتشرت تلك المستنقعات التي انبعثت منها الروائح الكريهة، وكان منظر الطلبة مثيراً للشفقة فعلاً، هذا طبعاً في جو صحو يخلو من الأمطار، فما بال أمرهم وقت تساقطت الأمطار يا تري؟! كان لنا وقفة مع مدير المدرسة علي عيسي محمد الذي أكد علي أن هذه المستنقعات لا تجف لا صيفاً ولا شتاءً! وأنها ناتجة عن تسرب المياه من المنشآت الصناعية القريبة والتي تصب في المدخل، مشيراً إلي أن هناك بعض الخطوات الإيجابية بذات الشأن من قبل المجلس البلدي، والتي تمثلت في ردم جزء من الأرض، إلا أنها بسيطة ولم تحل المشكلة جذرياً.
وبأسي أطلق علي – مدير المدرسة زفرات أعقبها قوله: هناك نحو 554 طالبا في المدرسة، وكلهم أطفال طبعاً، باعتبارهم في المرحلة الابتدائية، ووجود هذه المستنقعات ذات المياه الآسنة النجسة، حتماً ستكون مصدراً للخطر عليهم، أولاً من ناحية كونها مياه تتجمع فيها الميكروبات، وثانياً كونها تمثل عائقاً وحاجزاً يمنعهم من الوصول الي بوابة المدرسة، خصوصاً في ساعات تساقط الأمطار في فصل الشتاء، ولكم أن يتصوروا حالة الطالب الذي يضطر للعبور وصولاً للمدرسة، حتماً ستكون ملابسه متسخة بمياه نجسة، فيضطر مرغماً الابقاء عليها حتي إنتهاء الدوام المدرسي.

نناقش المشكلة منذ عام

نقلنا هذه المشكلة برمتها إلي ابراهيم حسن – عضو المجلس البلدي في المنطقة الوسطي، والذي أكد علي أن مشكلة المستنقعات والتي يعاني منها سكان المنطقة، وبخاصة المنازل القابعة في الجهة الغربية من قرية العكر الغربي، مشكلة صعبة وكبيرة، وحاول المجلس البلدي حلها مع الجهات المختصة منذ ما يقرب العام، وقد أبدت إدارة الخدمات المشتركة في البلدية اهتماماً بالأمر، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة.
ويرجع إبراهيم سبب تجمع هذه المستقنعات الي قرب المنطقة من الساحل البحري وانفتاح مجاري المعامير ونويدرات وإنصبابها في المنطقة، بالاضافة الي تشبع الأرض بالرطوبة، وبخاصة أراضي مجمع 626 التي تمتاز بالخصوبة الزراعية.
وجاء علي لسانه ايضاً: زرت المنطقة الغربية من المدرسة مع مهندس من إدارة الاشغال الذي عاين المنطقة وأكد علي أن الوضع مأساوي ويحتاج الي تغيير خصوصاً إنه طريق يمر فيه الطلبة وغير مسفلت، ويعرضهم وقت تساقط الأمطار إلي مشاكل عده منها، اتساخ ملابسهم أو حتي احتمال سقوط حقائبهم المدرسية في تلك المستنقعات، ويختتم بتحميل جزء من المسئولية وزارة التربية والتعليم التي عليها علي حد قوله ايضاً إنشاء ولو شارع واحد لينتقل عبره الطلبة للمدرسة بأمان.

Catgov
2004-01-15

كتبت ــ ياسمين خلف: علي ما يبدو إن المستنقعات النتنة التي تنتشر هنا وهناك في المدخل الجنوبي لجزيرة سترة، والتي هي بالأسا...

إقرأ المزيد »

تقرير ميداني .. الطفلة زهراء تصارع الموت كل يوم

كتبت – ياسمين خلف:
هذه حكاية طفلة رضيعة حبلي بالمعاناة والألم عمرها لم يتجاوز الستة أشهر، إلاّ أنها ذاقت من الألم والمرض ما عجز عنه الكبار! تشبثت بالحياة كتشبث الغريق بالقشة، تحرسها دعوات والدتها ومحبيها من حولها الذين ينتظرون الأمل ويبقي شهيقها وزفيرها متواصلاً كدليل علي رغبتها في البقاء والتشبث بالحياة، تساعدها أجهزة شاءت الأقدار ألا تفارقها.
والقصة تبدأ مع أول لحظة من ولادة زهراء أحمد علي والتي ولدت بمضاعفات في جهازها التنفسي وترقد منذ الولادة في مجمع السلمانية الطبي، والأجهزة تحيطها من كل جانب رغم ضعفها، أجريت لها عملية جراحية وثقبت رقبتها لتوصيل أنبوبة الي الرئتين لمساعدتها في عملية التنفس غير ان اضطرارها للحركة العفوية يجعل بقاء الماسورة أمراً مستحيلاً مما يؤثر علي صحتها، لذلك ادخلت عدة مرات للعناية المركزة.
والدة زهراء التي لا تكاد تغادر سريرها وهي تري طفلتها تذبل يوماً بعد يوم لم تفقد إيمانها برحمة الله وتقول: زهراء هي الرابعة في ترتيبها بين أخواتها، أكبرهن في الثالثة عشرة من عمرها، زوجي من ذوي الدخل المحدود إذ يعمل صباغاً براتب لا يتجاوز 170 ديناراً ونسكن في شقة بالإيجار، ورغم وجود ابنتي بين جدران المستشفي وعلي السرير الأبيض إلاّ أن المستشفي لا توفر لها المضاد الحيوي الذي تحتاج، ونضطر الي شرائه رغم انه يرهق كاهلنا، فخلال كل إسبوع نحتاج الي شراء علبة جديدة بـ 7 دنانير، بل حتي الأكل الذي يناسب سنها لا يقدم لها ونضطر الي احضار أطعمة خاصة، نشتريها ولأن عدد الممرضات ليس بالكافي في الجناح، فأضطر الي ملازمة ابنتي طوال الوقت خوفاً من تعرضها لنكسة تفقدها حياتها، وهذا علي حساب رعايتي لباقي أبنائي الذين لا أراهم إلاّ لساعات قليلة في اليوم، ولكن الحمد لله علي كل حال واللهم لا اعتراض.
وتواصل الأم (حليمة) رواية ابنتها فتقول:
ابنتي بحاجة الي علاج خارج البحرين لإنقاذ روحها البريئة، وامكانياتنا وظروفنا المادية لا تسمح لنا بتوفير تكاليف علاجها حيث أن حالتنا لا يعلم بها إلاّ الله، لذلك لجأنا الي وزارة الصحة لمساعدتنا في ابتعاثها للخارج إلاّ أننا لم نتلق أي رد حتي الآن ومازال ملف ابنتي حبيس الأدراج.

Catsocaff
2004-06-11

كتبت - ياسمين خلف: هذه حكاية طفلة رضيعة حبلي بالمعاناة والألم عمرها لم يتجاوز الستة أشهر، إلاّ أنها ذاقت من الألم والمرض...

إقرأ المزيد »

تنظيمه وجه حضاري.. نواب:الاعتصام حق دستوري.. على ألا يتخطى الحدود

استطلاع – ياسمين خلف:

ما أن انطلقت تباشير الديمقراطية على ارض مملكتنا، حتى بدأ المواطنون على اختلاف مستوياتهم التعليمية والاقتصادية وتوجهاتهم الفكرية والمذهبية، في التعبير عن آرائهم بالاشكال والطرق التي اباحها لهم الدستور، والتي منها الاعتصامات الاحتجاجية، معتبرينها كآخر السبل واضعف الإيمان لتحقيق مطالب تصاعدت، ووصلت إلى آخر المسئولين واكبرهم، ولم تجد الحل ولا الضالة التي نشدوها، ومن خلال عيون المترصدين لهذه الظاهرة التي تفاقمت ووصلت بحجمها »حجم الفيل«، على ارضنا الصغيرة بشعبها القليل نسبيا »بحد تعبير احد المواطنين« وجدوا بأنه وعلى الرغم من كثرة الاعتصامات وكثرة مؤيدي هذه الطريقة من الاحتجاج، دفاعا عن المصالح إلا انها في اغلب الاحيان لا تحقق مطلبا ولا تحرك ساكنا طالما كان هناك رفض لتلك المطالب من قبل الجهة ذات العلاقة!!
»البرلمانيون« كيف يرون هذا الحق؟! وما هي الآليات التي يعتقدون أنها وعن طريقها يمكن ضبط هذه الاعتصامات لتنظيمها؟! وما شرعيةوقانونية هذا الاسلوب الاحتجاجي؟! هذا ما حاولنا معرفته من خلال استطلاعنا هذا، فإلى سطوره…
بحسب يوسف زينل – فإن المادة رقم 28 من الدستور البحريني، للمواطن الحق في الاعتصام بدون اخطار أو اذن من الجهات الرسمية، وان الاجتماعات العامة حق مباح ومشاع ضمن القانون، بشرط ان تكون اغراضه وادواته سليمة ولا تنافي الآداب العامة، كما ان مادة رقم 31 والتي يستعرض فيها المشرع الحقوق، والتي من ضمنها الاعتصامات يرى ان الاعتصام حق أصيل ولكن يجب ان يكون ضمن الحدود والقانون، ولا يتعارض مع جوهر الحق أو الحرية.
وقال »الزينل« موضحا: الاعتصام والتعبير عن الرأي حق دستوري مباح، ولكن لا يمكن ان يجاز بدون تنظيم، بمعنى انه لابد من تنظيمه من قبل الجهات المعنية، والتي منها وزارة الداخلية والمحافظة التي يقام فيها الاعتصام، فالتعبير عن الرأي يمكن ان يكون بعدة طرق ووسائل واشكال، والاعتصام أحدها، ومع انتهاج هذا الاسلوب في التعبير عن الحق، لابد من التركيز على النقطة الجوهرية والاساسية، وهي ان يكون الاعتصام سليما يلتزم بالقانون.
مكملا: والقانون بالتأكيد سيكون صادرا من الجهات ذات العلاقة والتي تفصل كل بند من البنود بشكل يحفظ الأمن في مكان اقامة الاعتصام، كأن تصدر التصريح للجهة القائمة على الاعتصام.فالاعتصام يترجم الحق الدستوري على ارض الواقع، ومنعه اجحاف بحق المواطنين وتقييد لحرياتهم، وبذلك فهو حق ولكن بشرط ألا تتعدى هذه الاعتصامات الحدود، ولا تتجاوز الخطوط الحمراء، فان تخطتها لن نصف تلك الاعتصامات بأداة من أدوات الحرية.
واضاف: ومن منظوري الشخصي أجد ان كان الاعتصام جماعيا او تابع لأحد الجمعيات او التنظيمات لابد من التقدم للجهات المعنية لطلب تصريح بإقامتها، مع تحديد الوقت والمكان، وذلك ليحتفظ الاعتصام بالهالة السليمة المنشودة، والتي يمتنع فيها المنظمون والمشاركون فيها عن استخدام أي تعبيرات لاذاعة او متطرفة ضد أي جهة من الجهات أو ضد أي رمز من الرموز، وحتى يحتفظ الآخرون بأمنهم ولا تتعرقل الحركة المرورية، ويحافظ الجميع على حرياتهم الشخصية، فهنا فقط يمكن أن نطلق عليها اعتصامات »حضارية«.

وسيلة لإبراز القضايا

»كثرة الاعتصامات والتي منها اعتصامات لا تتحقق الأهداف، قد يؤدي إلى تسيس الفكرة في حد ذاتها، والتي قد يكون لا صلة لها ولا معنى بالموضوع المثار! فالاعتصامات لابد ان تكون على هيئة احتجاجات ملموسة في إطار التنظيم، والتي قد توصف بالبيروقراطية التي تعيق الاحتجاج في حد ذاته! وإذا كنا مع اقامة الاعتصامات لابد من وضع آليات للاحتجاج، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والتي على رأسها وزارة الداخلية والجهات المعنية في المحافظة، بشرط ألا يعاق الاحتجاج ولا يمنع«.. بتلك الديباجة بدأ الحديث معنا النائب المحامي فريد غازي.
واستكمالاً على ذات النهج عندما قال: الاعتصام يعني احتجاجاً سلمياً، وكلما وضع في إطار قانوني، كلما جاء منظما ومحققا للأهداف المنشودة، فهو وسيلة للتعبير عن الرأي والتوجهات، وعملية تنظيمها امر ايجابي لا يختلف عليه اثنان خصوصا انها ستضمن عدم معارضة الجهات الأمنية، وستحفظ الأمن في مكان الاعتصام وستمنع إحداث أي فوضى أو ارباك في الحركة المرورية.
ومع كل ذلك فإن الاعتصامات وسيلة تبرز القضايا الحيوية في المجتمع سواء كانت قضايا محلية أو اقليمية أو حتى عالمية، وعملية تنظيمها أمر لا يمكن رفضه، تضافر الجهود والتي منها تضافر الجهات الإعلامية لابراز القضية على شكل أوسع.

حق مشروع

وباسترسال قال البرلماني يوسف حسين الهرمي – الاعتصامات بشكل عام حق مشروع لأي مواطن، على ان تكون في حدود القانون و»سلمية«، فالاحتجاج يدخل ضمن دائرة الحرية الشخصية ودائرة التعبير عن أي ظاهرة، ولكن لو نظرنا للموضوع بشكل أوسع، هل يحق لكل فئات المجتمع الاحتجاج؟! يسأل ويجيب : »خلال فترة السبعينات وحتى التسعينات، والتي يمكن ان نطلق عليها بفترة الاحتقان السياسي، الاحتجاج له ما يبرره، ولكن بعد ان طرح البديل وبدأت الاصلاحات وعم استقرار السفن في الموانئ ان جاز لنا القول، فان التعبير عن عدم الرضى للموقف السياسي، وبالتي تختلف من فرد لآخر تبعا للمصالح الشخصية في بعض الأحيان، يمكن ان يقوم بها اعضاء المجلس البرلماني تحت قبة البرلمان، عن طريق سؤال أو استجواب أو أي وسيلة مشروعة سياسياً أو حكوميا كتقديم الاقتراحات مثلا.
ويرى »الهرمي« إنه مع استقرار النظام السياسي تنحسر الاحتجاجات، والتي هي حق دستوري لجميع شرائح المجتمع، قائلا: ليس هناك قانون افلاطوني ومدينة فاضلة، فكلما اتجهنا لنسبة المائة في المائة في تحقيق التكافؤ في الفرص، كلما استطعنا رص الصفوف واوضحنا الرؤى في المسائل القانونية والتي عليها نحقق التوافق النفسي والاجتماعي لشريحة اعرض.
فالجمعيات على اختلاف انواعها اليوم استطاعت ان تعبر عن آراء منتسبيها من خلال مجلس الادارة، ولو عبر كل واحد من منتسبيها عن رأيه بشكل منفرد لأصبحنا في حالة من الفوضى السياسية، ومع وجود هذه الجمعيات التي تنظم الأفكار وتصب الجهود لتحقيق الأهداف يمكن تحقيق جزء من الاستقرار في المجتمع المدني، خصوصا إذا ما اتخذت صيغة للحوار في تعاملها، ولكن ومع ذلك فهي ومع احترامي الشديد تمثل رأي شرائح معينة وليست كل الشرائح، وعضو البرلمان يمكن ان يكون الممثل الحقيقي لكل شرائح المجتمع، حيث هناك ظاهرة واضحة في مجتمعنا ألا وهي ظاهرة اللا منتمين للجمعيات، وهم أكثر من يلجأ الى اسلوب الاحتجاج والاعتصام للمطالبة بالحقوق.
مكملا: الثقافة السياسية مهمة جدا لجميع شرائح المجتمع، ونحن كبرلمانيين قد تكون شهادتنا مجروحة إذا ما قلنا ان هناك نحو 180 مقترحا برغبة قدم تحت قبة البرلمان، وعدم اطلاع البعض من المواطنين على تلك الاقتراحات يؤدي الى وجود التذمر والاحتجاج، لدرجة اننا وفي سبيل تحقيق المصلحة العامة للمجتمع وصلنا في كثير من الأحيان إلى درجة المواجهة أو الملاسنة مع بعض الجهات ذات العلاقة.
مؤكدا على ان التطرف غير المدروس ظاهرة تزيد هموم الوطن، وان الغلو والتطرف في الرأي قد لا يكون في صالح الجماعة، داعيا إلى ضرورة مراجعة النفس والتدقيق في الأوراق المطروحة قبل اللجوء للتذمر والاعتصام بالنظر الى الحاضر والمستقبل. واختتم »الهرمي« بقوله: الخروج عن المنظومة طريق إلى هشاشة المجتمع، وعلينا أن نؤمن بالثوابت الدستورية والثقة بالمشروع الاصلاحي لتقليل الاحتجاجات والاعتصامات والتي هي حق لا يمكن ان يسلب من أي انسان.

استطلاع - ياسمين خلف: ما أن انطلقت تباشير الديمقراطية على ارض مملكتنا، حتى بدأ المواطنون على اختلاف مستوياتهم التعليمية...

إقرأ المزيد »