الخميس الموافق 8/5/2014 م
أم متحللة في فراشها!
لا أعتقد أن أحدًا سمع أو قرأ خبر الأم الكويتية المتحللة التي غدت هيكلاً عظمياً على فراشها بعد موتها دون علم أهلها، ولم يبكها، أو يبك العقوق الذي وصل إليه الأبناء، 8 أشهر تمر ولا تسأل البنات عن أمهن، فتموت، وتتحلل في مكانها، وهي التي تسكن مع اثنتين منهن في “شقة” واحدة!
بحسب المباحث التي استبعدت أي شبهة جنائية حول الحادثة، فإن الأم تسكن مع اثنتين من بناتها، ولأنهما مشغولتان في العمل وتلهثان وراء لقمة العيش، لم تلحظا وفاة أمهما في غرفتها وعلى فراشها، وإنهما اكتشفتا ذلك بالصدفة، عندما طلبت أختهما الثالثة، التي تعاني من مرض نفسي وترقد في الطب النفسي أن ترى أمها بعد إحساسها بالحنين إليها. وما إن فتحت الغرفة ورفعت اللحاف عن أمها لتصدم بأنها جثة متحللة، لم يتبق منها غير ملابسها التي تغطي هيكلها العظمي!
أحد المغردين قال إن الفتاتين تعانيان من مرض التوحد، وإن ما حدث ليس عقوقاً بقدر ما هو مرض وابتلاء! لكن مهلاً زوبعة من الأسئلة تعصف في عقل أي منا مع سماعه لهذه الكارثة الإنسانية.
الطب الشرعي أكد أن الوفاة طبيعية، كما أن رجال المباحث هم الذين ختموا الحادثة بنقطة النهاية ليغلق ملف القضية، ليتأكد أن العمل والبحث عما يسد رمق الفتاتين هما السبب الرئيس الذي شغلهما عن والدتهما، ولم يذكر أنهما مريضتان؟ ولو كانتا فعلاً تعانيان من مرض نفسي، كيف لهما أن تعملا؟ وكيف تعيان أهمية العمل لكسب الرزق ولا تعيان أن لهما أما تقاسمهما الشقة، حتى وإن لم تزنا معنى بر الوالدين؟ ألم يكن بين 8 أشهر تلك بطولها وعرضها يوم واحد على أقل تقدير تتفقدان فيه أمهما؟ ألم تكن لهما إجازة عمل؟ ألم تسألا إن كانت بحاجة إلى غرض ما؟ ألم تفكرا مثلاً إن كانت بحاجة لبضعة دنانير مما تكسبانه لتعيش؟ ألم يخطر ببالهما حتى إلقاء السلام أو التحية على أمهما المسنة سواءً في دخولهما أو خروجهما للعمل؟ ألم تفح الشقة برائحة الموت لتعفن الجثة وتحللها؟
لا شيء منطقيا في هذه الحادثة سوى أن العقوق نخر ما تبقى من رحمة بيننا، ولم يتبق شيء من الإحسان لمن حملت، وربت، وتعبت، وسهرت وووو. لو كانت الحادثة في إحدى الدول غير الإسلامية، لكان تعجبنا أقل ولكن أن يحدث ذلك في دولة إسلامية فإن ذلك ما يهز البدن والضمير، ويدعو إلى إعادة النظر في الخلل الذي أدى إلى أن يصل الأمر بالأبناء إلى هجر الوالدين أو أحدهما، هذا وهما معها في ذات مقر السكن. فما بال إن كان أحد الوالدين ملقى في دور رعاية المسنين أو يسكن وحيداً بين جدران أربعة!
ياسمينة: حتى الحيوان إن مات أكرم بدفنه، ولكن أن يصل بنا الأمر أن يموت إنسان ويتحلل ولا يعرف عن أمره شيئاً لأشهر فهي الطامة الكبرى، فما بال إن كان ذاك الإنسان هو جنتكم وناركم..رحماك يارب.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/nuTWJKBbmT
الخميس الموافق 8/5/2014 م أم متحللة في فراشها! لا أعتقد أن أحدًا سمع أو قرأ خبر الأم الكويتية المتحللة التي غدت هيكلاً ع...
أحدث التعليقات