Written by: "admin"

وانتحرت اﻹنسانية 

​بغض النظر عن الأسباب التي دعت الخادمة الأثيوبية إلى الإقدام على الانتحار في إحدى الدول الخليجية، وبعيداً عن حالتها النفسية وقواها العقلية اللذين سلباها حُسن التصرف حينها، هل أصبح هوس التصوير للتفاعل مع المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أهم بكثير من حياة البشر عندنا؟ هل اللايكات باتت أكثر متعة لدينا من مد يد العون ومساعدة الآخر، أو حتى إنقاذه من هلاك هو مقدم عليه لا محالة؟ هل تحجرت القلوب لدرجة متابعة مشاهد ما قبل الموت؟ وكأن الموت أصبح مشهداً تُقتنص لحظاته لنصوره ونشاهده ونحن مسترخون على كراسينا الوفيرة، وليكون مادة دسمة لإطلاق النكات و«المسخرة» على إنسان فقد عقله في لحظات وقرر إنهاء حياته!. 

مؤمنة بأن الإنسان المقدم على الانتحار يصل في لحظات إلى مرحلة الجنون التي تفقده عقله فلا يدرك حجم ما هو مقدم عليه من إزهاق روحه بنفسه، فسيل العواطف القوية هي التي تجرفه لا أفكاره العقلية، وبالتالي أنت تتعامل مع إنسان مريض حد الجنون، وثني مقدم على الانتحار عملية ليست بالسهلة وأشبه بمحاولة إقناع طفل بعدم التهام حلوى في قبضة يده.

لا ننكر الموقف الصعب الذي وضعت فيه صاحبة المنزل تلك «المعزبة» والتي لا تحسد عليه إطلاقاً، فليس من السهل أبداً مواجهة موقف إقدام شخص على الانتحار، فسرعة التصرف وحسنه قد لا يملكها الكثيرون منا في مثل هذه المواقف، ولكن ما يثير الاستغراب حقاً هو إنها وكما يبدو من نبرة صوتها خلال عملية التصوير إنها لم تكن مرتبكة، وهي تلتقط الثواني الأخيرة من حياة تلك الإنسانة، التي وكما يبدو إنها وبعد أن قررت أن تضع حداً لحياتها، وواجهت الموت وجهاً لوجه استرجعت عقلها وأخذت تطلب النجدة والمساعدة، وبدلاً من أن تتدارك «المعزبة» صاحبة المنزل الموقف، وتستجيب لنداء إنسانة تستغيث، وتحاول ولو لمجرد المحاولة أن تنقذ حياتها، تركتها لتصارع الموت لوحدها، لتتفرغ هي لعملية التصوير، والتعليق على المشهد! والتي كان عليها وكأضعف الإيمان أن تكسب وقت ذاك التصوير في طلب نجدة رجال الشرطة أو الدفاع المدني أو أي شخص آخر يمكن أن ينقذها. 

ياسمينة: لطف الله بهذه الإنسانة فلم تلق حتفها، ولكن من بيننا من فقدوا الإنسانية والرحمة، وفقدوا أنفسهم وهم أحياء. 
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BSoHJj8DkPc/

​بغض النظر عن الأسباب التي دعت الخادمة الأثيوبية إلى الإقدام على الانتحار في إحدى الدول الخليجية، وبعيداً عن حالتها النف...

إقرأ المزيد »

لا تموت فقيراً 

مخطئ من يكرر على مسامع أطفاله جملة: أدرس كي تحصل على وظيفة جيدة في المستقبل!، فمن باب أولى بعد مرور الآباء بتجارب الحياة أن يكرروا على مسامع أطفالهم جملة «أدرس لتنهل العلم والمعرفة، ولتتعلم من أين يمكنك أن تحصل على المال كي لا تموت فقيراً»، فالوظيفة ما هي إلا مصدر للدخل، تؤمن له مصروفاته وتعيل عائلته وقد تمتعه حيناً من الزمن، ولكنها وفي نهاية المطاف وبعد الإحالة على التقاعد لن تكون إلا فتات من الأموال التي قد لا تكفي لقائمة الأدوية، ولحساب المستشفيات، وربما لراتب الخادم الذي سيحتاجه في مساعدته في تدبير أموره الحياتية، فالأجدى أن يعلم ابنه كيف لا يفني حياته في عمل أرباحه لغيره، فيموت فقيراً غير مأسوف عليه. لنعلم أطفالنا، بأن باب الرزق لا يتوقف عند مكتب، ووظيفة محددة بدوام رسمي، لنعلمهم بأن هكذا وظائف لا تنظر إلى الموظفين سوى جسراً يبلغ فيه صاحب العمل أهدافه ويراكم من خلاله أرباحه، وإن عقله سيبقى داخل الصندوق وسيحرم نفسه من الإبداع والانطلاق نحو حياة قد يتفاجأ هو من مدى جمالها لو خرج من إطار الصندوق الذي حصر نفسه بداخله. الخوف قد يكون هو السبب الرئيسي الذي يدفع الكثيرين إلى الجمود وتقبل الأمر الواقع، وهو الذي يمنع آخرين أيضاً من الإقدام على تغيير حياتهم، فيبقون في حالهم السيئ سنوات طويلة وربما حتى نهاية أعمارهم، دون أن يحاولوا ولو لمجرد محاولة أن يجدوا طريقاً آخر غير البقاء وانتظار وظيفة ما بعد التخرج من الجامعة. فالركون في زاوية والمشي بمحاذاة الحائط خوفاً من خسارة القليل الموجود، يخالف كل تجارب من نجد أسماءهم اليوم في قائمة الأغنياء أو حتى أثرياء العالم. كثيرة هي تجارب من حولنا، فمنهم من تنبه لهذا الأمر متأخراً بعض الشيء فتلاحق نفسه بالتجارة، ومنهم من فطن للأمر منذ البداية فنال ما نال من نصيبه من العلم وأسس مشروعه الخاص، وبدلاً من أن يكون موظفاً أصبح في مقتبل العمر صاحب عمل خاص! فتقدموا على أقرانهم من الموظفين بمراحل، فالحياة تحتاج منا المجازفة والمخاطرة، وألا نقيد أيدينا بأنفسنا وتبقى أعيننا تنظر للضفة الأخرى الأجمل دون أن نحاول أن نعبر الجسر حتى وإن كان مليئاً بالأشواك والعثرات. فكما يقول المؤلف روبرت تي في كتابه الأب الغني والأب الفقير، إن هناك أسرارا يعلّمها الأثرياء ولا يعلّمها الفقراء لأبنائهم عن المال، والتي منها ألا ينتظروا وظيفة ما بعد التخرج من الجامعة، بل يسعوا لخلق وظائفهم بأنفسهم. ياسمينة: قد فاز باللذات من كان جسورا.

وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BSbFLSvjtb2/

مخطئ من يكرر على مسامع أطفاله جملة: أدرس كي تحصل على وظيفة جيدة في المستقبل!، فمن باب أولى بعد مرور الآباء بتجارب الحياة...

إقرأ المزيد »

هل قلتَ فاشلات ؟!

ياسمين خلف 
لا شيء يخجل صديقتي ويجعلها تنكمش على نفسها أكثر من سؤالها عن مهنتها أو الوظيفة التي تشغلها، فهي وبعد زواجها وأمومتها، تركت العمل مرغمة لتتفرغ لمسؤوليتها الجديدة. حاولت لفترة أن تجمع بين مسؤوليتها كزوجة وأم وبين العمل، ولكن ظروف قاهرة أجبرتها على ترك العمل لتحمل اليوم لقب ربة منزل.. إلا أنها لم تعد تحتمل كما تقول كلمات التجريح واللمز والهمز من البعض عندما تجيبهم بأنها «ربة منزل»، فتفكر ملياً في العودة للعمل لا لحاجة مادية، كما تقول وإنما لتعيد لنفسها المكانة الاجتماعية التي كانت تتمتع بها. 

مشكلة صديقتي هذه ليست من صنيع أفكارها، بل من صنيع فكر مجتمع ينظر للأسف إلى ربات البيوت نظرة لا أقول دونية، ولكن أقول بنظرة أقل مما يستحقن فعلاً، إذ تُبخس من حقها في مقابل تبجيل من تعمل، فتضع للأخيرة ألف حساب في حين لا تدير بالاً لربة المنزل، فتشعرها أنها وإن لم تكن من أولئك النساء الموظفات، فهي بلا قيمة ولا أهمية!. 

ولنقلها صراحة قد تُحترم الموظفة عند البعض أكثر من تلك ربة المنزل، حتى وإن كانت تلك الموظفة فاشلة في منزلها وفي وظيفتها كزوجة وأم.. فكثيرات لا يمكنهن التوفيق بين كفتي ميزان العمل والمنزل، وكثيرات منهن يجعلن من العمل أولوية، فيكون الزوج والأبناء الضحية، ولكن من يعلم بها وهي داخل جدرانها الأربع؟ فكل ما يعرفونه أنها موظفة ناجحة. 

من قال إن ربات البيوت نساء فاشلات؟ إن نظرنا خلفنا سنجد أن أكثر جداتنا وأمهاتنا قد قمن بمسؤوليات تعجز الكثير من الموظفات القيام بها، ومن ربط التخلف وحتى محدودية التعليم بمن وجدت من منزلها أولوية تستدعي منها التفرغ لها؟ فإن نظرنا حولنا سنجد أن بيننا ربات منازل يحملن شهادات أكاديمية عالية تصل حتى إلى الدراسات العليا، ولكنهن آثرن التفرغ لمسؤولياتهن كزوجات وأمهات، ما دام العمل لا يشكل لهن ضرورة، فيجبرن على الخروج للعمل. 

وظيفة الأم والزوجة أصعب من الكثير من الوظائف التي لا تتطلب الكثير من المجهود، فالعمل في المنزل لا يتوقف على مدار الساعة، فلا إجازات، ولا راتب، ولا مكافآت أو حوافز، ربة المنزل تدير كل الأمور مجتمعة التربوية منها والصحية، والنفسية، والاجتماعية، والغذائية، والسلوكية، والرجعي هو من ينتقص من دور ربات البيوت وليس تلك التي نذرت نفسها في بناء أمة. 

ياسمينة: لا تخجلي وأرفعي رأسك فوظيفتك مقدسة.
وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BSG3FfMjoxn/

ياسمين خلف  لا شيء يخجل صديقتي ويجعلها تنكمش على نفسها أكثر من سؤالها عن مهنتها أو الوظيفة التي تشغلها، فهي وبعد زو...

إقرأ المزيد »

وقلبه عليّ حجر

بكم من الريالات والدنانير يمكن أن نعوض الأم منذ ظهور أعراض الحمل عليها من غثيان، ودوخة، وحالة من التعب والإرهاق وربما الاكتئاب، إلى مرورها بالأشهر التسعة من الحمل وما يصاحبه من ألم في حزام الحوض ومشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم، والإصابة بسكر الحمل، أو فقر الدم، وتمزق الجلد وتمدده بل وترهله بعد الولادة، والتعرض لهشاشة العظام؟ ما هي التعويضات التي يمكن أن تُطالب بها أي أم أبنائها على رضاعتها إياهم حولين كاملين، وعلى سهرها الليالي الطوال على راحتهم، وتربيتهم، وتدريسهم، ووو…، حتى ليعجز الواحد منا عن حصر ما تقوم به الأمهات لأبنائهن إلى أن يشتد عودهم ويستقلوا بحياتهم، وإن كان الأغلبية العظمى منهم لا يستغنون عن خدمات أمهاتهم حتى بعد زواجهم وقيامهم بأدوار الأمهات والآباء. ليست بمزحة، ولا هي شطحة من شطحات الخيال، فعلاً. ما هي حجم التعويضات التي يمكن أن نقدرها للأم على تضحياتها، وتعبها، وخدماتها اللامحدودة؟ بالله عليكم هل حفنة من الريالات أو الدنانير يمكن أن تعوض أي أم على ما تبذله في سبيل أبنائها؟ سؤال على قدر سذاجته وغير واقعيته إلا أنه يفرض نفسه بقوة عندما نسمع إن أحدهم – في دولة خليجية – رغم تعديه الخمسين من عمره قد طالب أمه السبعينية أمام المحكمة بأن تعوضه بمبلغ مالي نتيجة الأضرار النفسية التي تعرض لها هو وزوجته وأطفاله بعدما زُج به بالسجن لمدة شهر واحد بعد توقيفه على ذمة قضية. والقضية إن هذا الرجل -إن كان فعلاً يمكننا أن نطلق عليه هذا اللفظ أصلاً- قد دفع أمه التي توجهت إليه لمعانقته فأوقعها أرضاً مما أدى لإصابتها بإصابات طفيفة! يا الله، أمه تريد معانقته فيدفعها ويوقعها أرضاً ويسبب لها بعض الإصابات! غضب باقي أبنائها «إخوته» فدفعوها للبلاغ ضده في مركز الشرطة، والتي بدورها رفعت القضية للنيابة العامة باعتبارها تهمة اعتداء على سلامة جسم الغير، فأوقف على ذمة التحقيق، إلا أن قلب الأم لم يرتض له ذلك فعادت لتبرئ ابنها، وتدعي أنها هي من سقطت من تلقاء نفسها، وأن ابنها لم يدفعها أرضا. وبعد براءة الابن جاء لينتقم من أمه فطالبها بتعويض مالي أمام القاضي الذي باغته بسؤاله: وإن عجزت عن دفعه، هل ستطالب بحبسها؟ رغم إجابته بالنفي، إلا أن الطعنة التي وجهها إلى قلب أمه وإن لم تنزف منها دماً، قد قتلها بها، ليكتب اسمه من العاقين، الذين لم يثمر فيهم خيرا، فبكم يعوض الأبناء أمهاتهم؟. 

ياسمينة: الأم أمان، وفقدانها حرمان، لن يعرف الأبناء معنى ذلك إلا بعد أن يتبع اسمها برحمها الله. 
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BRz0kq9jp1NC0f306EPWq0I8tA2w8RKNnnhSyY0/

بكم من الريالات والدنانير يمكن أن نعوض الأم منذ ظهور أعراض الحمل عليها من غثيان، ودوخة، وحالة من التعب والإرهاق وربما ال...

إقرأ المزيد »

!سؤال محظور ومستفز 

​من أكثر الأسئلة إحراجاً للنساء عموماً وممن تخطين حاجز الثلاثين عاماً خصوصاً سؤالهن عن أعمارهن، فتجدهن يراوغن إن لم يتهربن من الإجابة عن هذا السؤال الأكثر مقتاً لديهن. وإن لم يكن بُداً من الإجابة، فهن غالباً ما يكذبن، متحملات وزر كذبهن على أن يعترفن بأعمارهن الحقيقية؛ فالمرأة بطبيعتها تتمنى أن تبقى طيلة سنوات حياتها صغيرة في السن لما يقترن صُغر السن بالجمال والنضارة والقوة. فتراهن يتشبثن بالشباب محاولات قدر استطاعتهن أن يبدين يافعات صغيرات مهما بدت عليهن علامات التقدم في السن، ويتوجسن خيفة من مرحلة الشيخوخة التي ترعبهن وتقضي على مضاجعهن. 

أكثر ما قد يفرح المرأة أن يتوقع الآخرون بأنها أصغر بكثير من عمرها الحقيقي، وكم تحنق على ذاك الذي يُخمن بأنها أكبر من عمرها البيولوجي، فتعتبرها إهانة إن لم تعتبره سباً وذماً لا تغتفر ذنبه. 

وليس من المستغرب ابداً أن تجد من تجاوزت الستين من عمرها، تؤكد وبإصرار على أنها لم تصل إلى الأربعين من عمرها! أليس من بيننا نساء يؤكدن بأنهن في الخامسة والثلاثون منذ عشر سنوات وأكثر! هي حقيقة لا تُخفى على أحد، فتلك طبيعة أغلب النساء، وان لا ننفي الشواذ منهن ممن لا يجدن أي غضاضة أو حرج من الاعتراف وبكل صدق عن أعمارهن.

ولأننا جميعاً ندرك هذه الحقيقة لما لا نحترم خصوصية المرأة ونراعي مشاعرها، فليس من الذوق ولا من الأدب أن يسأل رجل امرأة عن عمرها إن لم يكن السؤال ضرورياً لإجراءات رسمية. وإن يكن، فحتى مع الحاجة إلى الرقم الشخصي أو ضرورة الحصول على تلك المعلومة لإنهاء بعض المعاملات الرسمية لما لا يُطلب من المرأة كتابة الرقم على ورقة لتسلمها للموظف المعني بالأمر بدلاً من الإعلان وبصوت مرتفع يسمعه القاصي والداني عن عمرها الذي تتكتم عليه وتخفيه، فتُحرج المرأة وتضطر مرغمة على كشف شأن خاص بها، تعتبره سراً لا تود إطلاع الآخرين عليه. 

ومع ذلك ولنعترف جميعاً، لم تعد النساء وحدهن يعتبرن أعمارهن سراً يجب عدم البوح به، أو السؤال عنه، فالرجال اليوم يحرصون كل الحرص على عدم الإفصاح عن أعمارهم شأنهم بذلك شأن النسوة، فالأمر بات اليوم سيان. فلنحفظ تلك الخصوصية التي لن تكلفنا شيئاً بل ستزيدنا وداً واحترام. 

ياسمينة: الأعمار عند النساء تحسب بطرح السنين لا بجمعها، كما يقول أحد الفلاسفة.
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BRiO8xvjwGfU1zllBwx2OXL4_qOuprrzZIArRA0/

​من أكثر الأسئلة إحراجاً للنساء عموماً وممن تخطين حاجز الثلاثين عاماً خصوصاً سؤالهن عن أعمارهن، فتجدهن يراوغن إن لم يتهر...

إقرأ المزيد »

ما الداعي للدروس الخصوصية؟

بقلم: ياسمين خلف

سوف آخذ ابني «للتوشن» بعد تناوله وجبة الغذاء مباشرة. عند أي معلمة تأخذين ابنتك للمراجعة عصراً؟ أتعرفين أحداً يراجع للطلبة؟ وأسئلة من هذا القبيل تجدها حاضرة منذ الأسابيع الأولى من بدء الدراسة، ليدخل الطالب وأهله في دوامة من الواجبات المنزلية، والدروس الإضافية والمشاريع الطلابية، حتى لا يكاد لهم جميعاً تنفس الصعداء، إلا وقد حل الليل وأرخى سدوله ليستعدوا للنوم، وليستعدوا ليوم حافل يبدأ وينتهي بالدراسة والواجبات التي لا تنتهي، وكأن الحياة فقط دراسة ولا شيء آخر غير الدراسة. 
بالله عليكم، ألم تعد الدروس الخصوصية جزءًا لا يتجزأ من حياة أغلب إن لم يكن السواد الأعظم من الطلبة؟ ألا يدل ذلك على قصور في المدارس ومدرسيها؟ إن كان المدرس يقوم بواجبه في تعليم الطلبة بأمانة فهل سيحتاج الطلبة إلى دروس خاصة عصراً؟ لا خلاف هناك طلبة مستوياتهم الدراسية أقل من أقرانهم وبحاجة إلى تقوية، وهم وحدهم من يحتاج إلى دروس خصوصية إن تطلب الأمر، لا أن يكون الأمر سواء بالنسبة لجميع الطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية، فحتى الشاطر منهم تجده بحاجة إلى تلك الدروس لتأدية ما يصعب عليه من فروض، فأين إذن دور المدرس في المدرسة؟ أليست تلك وظيفته؟ حتى أولئك المتدنون دراسياً من واجب المدرسة أن تخصص لهم حصصاً للتقوية لا أن تدفع بهم إلى أخذ دروس خاصة عصراً، مرهقة للطالب أكثر مما قد تنفعه، وترهق أهله مادياً. 
قائل سيقول وأين الأم إذن؟ فعليها مهمة تدريس ابنائها، وأقول ليس تلك وظيفتها، فليست كل أم ملمة بالمناهج الجديدة، وليست كل أم متقنة للغة الإنجليزية التي هي اللغة المستخدمة في مدارس اليوم، كما أنها لم تكن يوماً معلمة لتجيد عملية تدريس الأطفال كما هو الوضع بالنسبة للمدرسين الذين قضوا سنوات في الدراسة الجامعية للتأهل لعملية التعليم، ويتقاضون اليوم أجراً على مهمتهم تلك، ناهيك عن أن الأم وخصوصاً من لها عدة أبناء وفي صفوف ومراحل دراسية مختلفة- بطبيعة الحال- كيف لها أن تتفرغ لتدريس جميع المواد لجميع أولئك الأبناء؟ والطامة الكبرى إن كان لدى كل واحد منهم امتحان أو اثنان في يوم واحد. فليقم كل بدوره ليرتاح الجميع. 



ياسمينة: لو قام كل مدرس بوظيفته كما ينبغي لما اضطر الأهالي إلى اللجوء للدروس الخصوصية. 


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BRQQb1sDrUzdKlZ1OcefizZ_i0X5w0RC-IhktI0/

​بقلم: ياسمين خلف سوف آخذ ابني «للتوشن» بعد تناوله وجبة الغذاء مباشرة. عند أي معلمة تأخذين ابنتك للمراجعة عصراً؟ أتعرفين...

إقرأ المزيد »

ارحموا اعصابنا 

بقلم: ياسمين خلف

بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها وقع السيوف فتقتل. فإن هي صدرت عن جاهل فسنعذره، ولكن أن تصدر من أناس من المفترض أنهم في مواقع مسؤولية فلا عذر لهم ولا مبرر، ولابد من توجيههم للالتفات إلى ما قد سهوا عنه، ومعاقبتهم إن لزم الأمر إذا تجاهلوا تلك الممارسات وأصروا عليها مستكبرين. 
المرضى، وخصوصاً أولئك الذين لزموا أسرتهم البيضاء لفترة لمعاناتهم من الأمراض المزمنة أو الميؤوس منها فأقعدتهم في المشافي أكثر مما أبقتهم في منازلهم، مرضى بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية يعانون من هشاشة نفسياتهم التي غدت أقل قدرة على احتمال أية أخبار أو قصص مؤلمة، فما قد يحتمله الإنسان الطبيعي لا يحتمله ذاك المريض أسير السرير، المحصور بين جدران أربعة تفترسه الآلام كل حين. ودور الأطباء ممن يشرفون على علاجهم، والممرضين ممن يتابعون أدويتهم كبير في رفع معنوياتهم ومساعدتهم لأن يفكروا بإيجابية لمقاومة المرض والتغلب عليه، لا أن يكون دورهم عكسيا يزيد من إحباطهم ويبث اليأس في نفوسهم. 
فما الداعي أو المبرر الذي يدفع بممرض أن ينقل لمريض خبر موت زميل له يعاني من ذات المرض؟ وما الذي سيجنيه هذا الطبيب إن أخبر مريضة أن تلك التي تجاورها الغرفة أصيبت بانتكاسة مفاجئة أدخلتها العناية القصوى وأن حالتها ميؤوس منها وأن الموت أقرب إليها من العودة للحياة، أمثل هذه الأخبار تُنقل لمريض يصارع المرض أو ربما الموت؟ أمثل تلك الأخبار تتداول أمام مريض الأجهزة من حوله والإبر تغرز في كل أنحاء جسمه؟ ما الرسالة التي يريد ذاك الطبيب أو الممرض أن يرسلها للمريض؟ أن دوره قد اقترب، وأن مصيره كمصير زميله الذي يعاني مثله من المرض، والموت ينتظره أمام الباب؟ أهذا الذي يريدون إيصاله لهم؟ حتى وإن لم تكن تلك الرسالة التي يقصدون أن يوصلوها، فذلك ما سيصل المريض أو ذاك ما سيفهمه المريض تلقائياً فستسوء حالته الصحية وستتأخر استجابته للعلاج وسيقبع في دائرة من اليأس والكآبة. 
إن لم تكن قوانين المستشفى تلزم العاملين فيها من أطباء وممرضين بضرورة مراعاة نوع الأحاديث المتداولة أمام المرضى، فعلى المرء مهما كان دوره في المستشفى حتى وإن كان زائراً للمريض أن يحفظ لسانه، ويزن أقواله ويكون عوناً للمريض وسنداً له، لا سبباً في تدهور حالته النفسية. 



ياسمينة: الإحساس بالغير نعمة وجزء من الذوق والتربية الحسنة.


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BQ9_t1zjPEA3dyeQGPE6uOUtjYLLldtdml1qv40/

​بقلم: ياسمين خلف بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها...

إقرأ المزيد »

أسرارك وزوج صديقتك!

بقلم : ياسمين خلف
تعتقد الكثير من النسوة أن صديقاتهن الوفيّات المُخلصات أو لنقل ممن رافقنهن دهراً وبينهن “عيش وملح” – كما نقول بالعامية – صندوق أسرارهن الأسود الذي سيدفن معهن ولن يعرف أحد ما فيه، فيسررن لصديقاتهن كل تفاصيل حياتهن والكثير الكثير من الأمور التي يخفينها ربما عن أخواتهن أو حتى عن أزواجهن، ولا يعرفن الحقيقة الصادمة أن كل سر وكل حديث تسرّه إلى صديقتها هو في الواقع موضوع جديد للنقاش بين تلك الصديقة وزوجها!، فالصديقة الوفيّة تلك ولتمثل دور الزوجة التي لا تخبئ شيئاً عن زوجها تنقل له وبالحرف جميع أخبار وقصص صديقاتها، هذا إن لم تزد عليه بهاراتها لتجمّل من نفسها أمام زوجها وتشوّه من صورة تلك الصديقة في عينه!.
هناك نسوة لا يملكن ميزان يقسن فيه الأمور، فلا يفرّقن بين ما يمكن قوله وما لا يجب أن يُقال، يتكلمن بسذاجة فينقلن كل ما يدور بينهن وبين صديقاتهن إلى أزواجهن بحسن نيّة، فتطالهن المعايرة من أزواجهن كلما احتدام الخلاف بينهما واستغل الأزواج تلك القصص ضدّهن، فيما البعض الآخر يملكن ذاك الميزان، ولا يملكن حسن النيّة، إذ لا تنقصهن الفطانة ولا حسن التصرّف، ولكنهن يستمتعن بنقل تلك الأخبار، ويُحدثن أزواجهن عن خصوصيات صديقاتهن وكأنه واحد من “الشلة”، باعتباره شريك حياتهن وشريكهن في كل ما يخصّهن وللأسف يتمادين إلى ما يخصّ صديقاتهن.
هناك فرق بين تلك الأحاديث التي تجري بينك وبين أختك، وبين تلك التي بينك وبين صديقاتك، وبطبيعة الحال تختلف هي الأخرى عن تلك التي بينك وبين زوجك، ومن العيب – ولا أقول من سوء التصرّف – أن تكوني آلة تسجيل تنقل كل شيء إلى أذنه، وفي الطرف الآخر هناك من أمنت لك وأفضت لك بخصوصياتها.
المُضحك المُبكي أن ما وقعت تلك الزوجة في شر لسانها، ومن حيث لا تعلم تجعل من تلك الصديقة القصة التي تثير فضول زوجها بل واهتمامه وإعجابه، ولأنه يعلم بكل تفاصيل حياة الصديقة قد يطلبها كزوجة إن لم تتزوّج بعد، والطامّة إن كانت تلك الصديقة هي الأخرى لم تصن العشرة والصداقة، فتقبل عرضه، فتستيقظ تلك الزوجة على خبر زواج صديقتها من زوجها والسبب أنها ومن البداية لم تحترم خصوصيات صديقتها ولم تحفظ أسرارها، فلم تستحق الاحترام من الطرفين.
 
ياسمينة: هناك أمور بين الصديقات، وأخرى بين الأخوات من العيب نقلها للأزواج.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BMD4rKmA_yipEr9M_jQCfqvzXElwdw281Z1oSY0/

بقلم : ياسمين خلف تعتقد الكثير من النسوة أن صديقاتهن الوفيّات المُخلصات أو لنقل ممن رافقنهن دهراً وبينهن "عيش وملح" - كم...

إقرأ المزيد »

الطلاق هو الحل

​ياسمينيات
بقلم : ياسمين خلف
أكثر ما كان يلفت انتباهي خلال زياراتي الصحافيّة للأسر ممن تعاني من بعض المشاكل الاجتماعيّة، هو أنها أسر تفتقد للترابط وتعاني من تفكّك وتصدّع أسري، وبصورة أدقّ أن الأم ممن يحملن لقب مطلقة!.
مهلاً، المشكلة ليست في كون أن الأم من المطلقات، فكثير من الأسر لا يمكن أن تستقيم حياتها إلا مع الانفصال، لكن المشكلة هي أن تجد أكثر من مطلقة في نفس المنزل، الأم وبناتها!، ليست واحدة أو اثنتين بل أحياناً ثلاث مطلقات تحت سقف واحد!، وإن كانت الأم لا تزال على ذمة الأب فإن عدداً من الأخوات أو جميعهن يحملن لقب “مطلقات” وهنا بيت القصيد.
لن أقول إن الطلاق رغم أنه يغضب الله حلال، فذلك أمر مفروغ منه، ولن أقول إن الله جل وعلا لم يشرّعه إلا لأنه العلاج والحل الوحيد لدرء المشاكل وحفظ الكرامة والحقوق، بل وحفاظاً على سلامة وحقوق الأبناء في حالات كثيرة منها. بل سأقول إن بعض حالات الطلاق خصوصاً تلك التي تتعدّد في نفس المنزل أمر يتركنا مع علامة استفهام كبيرة حول مدى صحة اتخاذ قرار الانفصال عند هذه الأسر؟ وهل الأم هنا وبدلاً من أن تقوم بدور المُصلح، والخائف على مصير الابنة، تقوم بدور المُشجع، الدافع إلى التعجيل من قرار الانفصال مع أية مشكلة زوجية تعترض حياة ابنتها؟
إن نظرنا وبشكل أعمق نفسياً، فسنجد أن بعض الأشخاص يتلذذون برؤية غيرهم خصوصاً المُحيطين بهم يمرّون بذات التجربة، والإحساس بذات المعاناة، حتى لا يشعروا بالغربة أو الإحساس بالنقص، فطالما الجميع حولي منفصل ومطلق، فلن يكون للقبي كمطلقة أي شذوذ، وطلاق بناتي أو أخواتي يعني أننا جميعاً سواسية ولن ينظر أحدنا للآخر بنظرة دونيّة، وهذا ما يمكن تفسيره من تشجيع بعض الأمهات المطلقات بناتهن لاتخاذ قرار الانفصال بشكل سريع دون اللجوء إلى الحلول الممكنة لحفظ الأسرة من الانهيار.
لنأخذ الأمر على محمل الخير كي لا نظلم بعض الأمهات، فالأم أم في النهاية، ولا يمكن أن تدفع ابنتها إلى التهلكة، وربما مرورها هي – الأم – بتجربة زواج قاسية وفاشلة قد لا تتمنى لابنتها أو – بناتها – المرور بنفس الطريق وما يحمله من ألم وعذاب نفسي أو حتى جسدي في بعض حالات العنف الزواجي، فهنا الأم قد تتسم بالصرامة فلا مجال عندها للتريّث أو حتى التعقل فتجد أن إنهاء العلاقة الزوجيّة وبأسرع وقت هو الحل الوحيد للخروج من العلاقة بأقل الخسائر الممكنة. فهنا على المحكمة الاطلاع على تاريخ الأسرة الزواجي، وأن لا تبتّ في حكم الطلاق إلا بعد التدخل لإصلاح ذات البين، فإن كانت أسرتا الزوجين لم تكترثا كثيراً في أمر الإصلاح فعليها أن تقوم هي بالدور وتمحّص في أسباب الطلاق.
 
ياسمينة: ليست جميع قرارات الطلاق صائبة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BL1HEnpgMFyPkQLgA7hNm_Mts-GF56YhEh7mCY0/

​ياسمينيات بقلم : ياسمين خلف أكثر ما كان يلفت انتباهي خلال زياراتي الصحافيّة للأسر ممن تعاني من بعض المشاكل الاجتماعيّة،...

إقرأ المزيد »

شكراً 

بقلم : ياسمين خلف
قام صاحب مقهى إسباني بمبادرة لتخفيض الأسعار لأي زبون يقول كلمة “شكراً” لمقدمي الخدمات في المقهى، في لفتة أخلاقية تشجّع على المعاملة الجيدة ومؤصِّلة لحُسن الخلق. فارضاً عقوبات على من لا يقول كلمتَي “من فضلك” و”أرجوك”.
لا نعلم حقيقة ما هي تلك العقوبات، وليس من حقّ ذاك المقهى أن ينزل أيّ عقوبات تأديبية للأخلاق! ولكن من حيث فكرة تخفيض الأسعار وتشجيع الناس للتعوّد على التعبير عن مدى امتنانهم لمن يقدّم لهم أي خدمة فكرة جميلة ولطيفة بحدّ ذاتها، وإشارة فطنة لاستهتار البعض وعدم اكتراثهم بالالتزام بالذوق في المعاملة.
البعض وهم كُثر للأسف لا يعيرون اهتماماً لاستخدام هذه الكلمات البسيطة رغم مفعولها السحري على أي إنسان، فهؤلاء يرون أن تقديم الخدمات وخاصة إن كانت ضمن المهام الوظيفية هي واجب يتلقى الموظف عليه أجراً مادياً كراتب شهري فلا يستحقّ عليه كلمات الشكر والعرفان!. رغم أن جلّهم أو البعض ممن يحمل هذا المبدأ هم الآخرون موظفون مثلهم، وبلا شك ينتظرون من مسؤوليهم أو ممن يتعاملون معهم كلمة شكر وتقدير، وأسلوباً مهذباً في طلب الخدمات، لا أوامر صلفة تفتقد للذوق والاحترام، بحجة أنه دفع نظير ما يتلقاه من خدمة، وعلى الآخر أن يقدّمها غصباً عنه! وكأن الناس عبيد تحت إمرته.
طفلك سيتعلّم منك الذوق عندما يراك تشكر من يخدمك، وسيتشجّع على مواصلة أي عمل ترغب في تعزيزه إياه إن شكرته. وزوجتك ستنسى التعب إن أبديت لها عرفانك وامتنانك لما تقوم به تجاهك وتجاه أطفالكما. وزوجك سترين منه كل جميل إن سمع منك كلمة “شكراً”، وسيتعوّد عليها يوماً بعد آخر إن كنتِ ترين منه التجاهل، فكثير من الأحيان يحرج المرء من نفسه، فيبدأ في تغيير ذاته. وطلابك سيجتهدون أكثر، وسيبذلون قصارى جهدهم إن شكرتهم على أدائهم واجباتهم المدرسية، فليس من الضروري أن الأضعف والأقل شأناً ومقاماً هو من يقدّم شكره، فكلما تواضعت كان فعلك وكلامك أكثر وقعاً في النفس. والعامل البسيط الذي أنهكه التعب ستكسب أجر ابتسامته إن فاجأته بكلمة شكر مقدراً مجهوده، وستمدّه بطاقة لا يمكنك تخيلها.
فحياتنا ستكون أجمل لو قدّر كل واحد منا الآخر، وقدّم له كلمة طيبة لا تكلفه شيئاً. ولا ننسى أن ” لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.
ياسمينة: شكراً لكل من يقرأ ما أكتب، ويتجشّم عناء الرد. شكراً لكم من أعماق قلبي.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BLf6QmfhMZH-0NcrYaKibbw_JsZRomtqg8ssAk0/

بقلم : ياسمين خلف قام صاحب مقهى إسباني بمبادرة لتخفيض الأسعار لأي زبون يقول كلمة "شكراً" لمقدمي الخدمات في المقهى، في لف...

إقرأ المزيد »