ارحموا اعصابنا 

بقلم: ياسمين خلف

بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها وقع السيوف فتقتل. فإن هي صدرت عن جاهل فسنعذره، ولكن أن تصدر من أناس من المفترض أنهم في مواقع مسؤولية فلا عذر لهم ولا مبرر، ولابد من توجيههم للالتفات إلى ما قد سهوا عنه، ومعاقبتهم إن لزم الأمر إذا تجاهلوا تلك الممارسات وأصروا عليها مستكبرين. 
المرضى، وخصوصاً أولئك الذين لزموا أسرتهم البيضاء لفترة لمعاناتهم من الأمراض المزمنة أو الميؤوس منها فأقعدتهم في المشافي أكثر مما أبقتهم في منازلهم، مرضى بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية يعانون من هشاشة نفسياتهم التي غدت أقل قدرة على احتمال أية أخبار أو قصص مؤلمة، فما قد يحتمله الإنسان الطبيعي لا يحتمله ذاك المريض أسير السرير، المحصور بين جدران أربعة تفترسه الآلام كل حين. ودور الأطباء ممن يشرفون على علاجهم، والممرضين ممن يتابعون أدويتهم كبير في رفع معنوياتهم ومساعدتهم لأن يفكروا بإيجابية لمقاومة المرض والتغلب عليه، لا أن يكون دورهم عكسيا يزيد من إحباطهم ويبث اليأس في نفوسهم. 
فما الداعي أو المبرر الذي يدفع بممرض أن ينقل لمريض خبر موت زميل له يعاني من ذات المرض؟ وما الذي سيجنيه هذا الطبيب إن أخبر مريضة أن تلك التي تجاورها الغرفة أصيبت بانتكاسة مفاجئة أدخلتها العناية القصوى وأن حالتها ميؤوس منها وأن الموت أقرب إليها من العودة للحياة، أمثل هذه الأخبار تُنقل لمريض يصارع المرض أو ربما الموت؟ أمثل تلك الأخبار تتداول أمام مريض الأجهزة من حوله والإبر تغرز في كل أنحاء جسمه؟ ما الرسالة التي يريد ذاك الطبيب أو الممرض أن يرسلها للمريض؟ أن دوره قد اقترب، وأن مصيره كمصير زميله الذي يعاني مثله من المرض، والموت ينتظره أمام الباب؟ أهذا الذي يريدون إيصاله لهم؟ حتى وإن لم تكن تلك الرسالة التي يقصدون أن يوصلوها، فذلك ما سيصل المريض أو ذاك ما سيفهمه المريض تلقائياً فستسوء حالته الصحية وستتأخر استجابته للعلاج وسيقبع في دائرة من اليأس والكآبة. 
إن لم تكن قوانين المستشفى تلزم العاملين فيها من أطباء وممرضين بضرورة مراعاة نوع الأحاديث المتداولة أمام المرضى، فعلى المرء مهما كان دوره في المستشفى حتى وإن كان زائراً للمريض أن يحفظ لسانه، ويزن أقواله ويكون عوناً للمريض وسنداً له، لا سبباً في تدهور حالته النفسية. 



ياسمينة: الإحساس بالغير نعمة وجزء من الذوق والتربية الحسنة.


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BQ9_t1zjPEA3dyeQGPE6uOUtjYLLldtdml1qv40/

بقلم: ياسمين خلف

بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها وقع السيوف فتقتل. فإن هي صدرت عن جاهل فسنعذره، ولكن أن تصدر من أناس من المفترض أنهم في مواقع مسؤولية فلا عذر لهم ولا مبرر، ولابد من توجيههم للالتفات إلى ما قد سهوا عنه، ومعاقبتهم إن لزم الأمر إذا تجاهلوا تلك الممارسات وأصروا عليها مستكبرين. 
المرضى، وخصوصاً أولئك الذين لزموا أسرتهم البيضاء لفترة لمعاناتهم من الأمراض المزمنة أو الميؤوس منها فأقعدتهم في المشافي أكثر مما أبقتهم في منازلهم، مرضى بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية يعانون من هشاشة نفسياتهم التي غدت أقل قدرة على احتمال أية أخبار أو قصص مؤلمة، فما قد يحتمله الإنسان الطبيعي لا يحتمله ذاك المريض أسير السرير، المحصور بين جدران أربعة تفترسه الآلام كل حين. ودور الأطباء ممن يشرفون على علاجهم، والممرضين ممن يتابعون أدويتهم كبير في رفع معنوياتهم ومساعدتهم لأن يفكروا بإيجابية لمقاومة المرض والتغلب عليه، لا أن يكون دورهم عكسيا يزيد من إحباطهم ويبث اليأس في نفوسهم. 
فما الداعي أو المبرر الذي يدفع بممرض أن ينقل لمريض خبر موت زميل له يعاني من ذات المرض؟ وما الذي سيجنيه هذا الطبيب إن أخبر مريضة أن تلك التي تجاورها الغرفة أصيبت بانتكاسة مفاجئة أدخلتها العناية القصوى وأن حالتها ميؤوس منها وأن الموت أقرب إليها من العودة للحياة، أمثل هذه الأخبار تُنقل لمريض يصارع المرض أو ربما الموت؟ أمثل تلك الأخبار تتداول أمام مريض الأجهزة من حوله والإبر تغرز في كل أنحاء جسمه؟ ما الرسالة التي يريد ذاك الطبيب أو الممرض أن يرسلها للمريض؟ أن دوره قد اقترب، وأن مصيره كمصير زميله الذي يعاني مثله من المرض، والموت ينتظره أمام الباب؟ أهذا الذي يريدون إيصاله لهم؟ حتى وإن لم تكن تلك الرسالة التي يقصدون أن يوصلوها، فذلك ما سيصل المريض أو ذاك ما سيفهمه المريض تلقائياً فستسوء حالته الصحية وستتأخر استجابته للعلاج وسيقبع في دائرة من اليأس والكآبة. 
إن لم تكن قوانين المستشفى تلزم العاملين فيها من أطباء وممرضين بضرورة مراعاة نوع الأحاديث المتداولة أمام المرضى، فعلى المرء مهما كان دوره في المستشفى حتى وإن كان زائراً للمريض أن يحفظ لسانه، ويزن أقواله ويكون عوناً للمريض وسنداً له، لا سبباً في تدهور حالته النفسية. 



ياسمينة: الإحساس بالغير نعمة وجزء من الذوق والتربية الحسنة.


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BQ9_t1zjPEA3dyeQGPE6uOUtjYLLldtdml1qv40/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.