ياسمينيات
بقلم : ياسمين خلف
أكثر ما كان يلفت انتباهي خلال زياراتي الصحافيّة للأسر ممن تعاني من بعض المشاكل الاجتماعيّة، هو أنها أسر تفتقد للترابط وتعاني من تفكّك وتصدّع أسري، وبصورة أدقّ أن الأم ممن يحملن لقب مطلقة!.
مهلاً، المشكلة ليست في كون أن الأم من المطلقات، فكثير من الأسر لا يمكن أن تستقيم حياتها إلا مع الانفصال، لكن المشكلة هي أن تجد أكثر من مطلقة في نفس المنزل، الأم وبناتها!، ليست واحدة أو اثنتين بل أحياناً ثلاث مطلقات تحت سقف واحد!، وإن كانت الأم لا تزال على ذمة الأب فإن عدداً من الأخوات أو جميعهن يحملن لقب “مطلقات” وهنا بيت القصيد.
لن أقول إن الطلاق رغم أنه يغضب الله حلال، فذلك أمر مفروغ منه، ولن أقول إن الله جل وعلا لم يشرّعه إلا لأنه العلاج والحل الوحيد لدرء المشاكل وحفظ الكرامة والحقوق، بل وحفاظاً على سلامة وحقوق الأبناء في حالات كثيرة منها. بل سأقول إن بعض حالات الطلاق خصوصاً تلك التي تتعدّد في نفس المنزل أمر يتركنا مع علامة استفهام كبيرة حول مدى صحة اتخاذ قرار الانفصال عند هذه الأسر؟ وهل الأم هنا وبدلاً من أن تقوم بدور المُصلح، والخائف على مصير الابنة، تقوم بدور المُشجع، الدافع إلى التعجيل من قرار الانفصال مع أية مشكلة زوجية تعترض حياة ابنتها؟
إن نظرنا وبشكل أعمق نفسياً، فسنجد أن بعض الأشخاص يتلذذون برؤية غيرهم خصوصاً المُحيطين بهم يمرّون بذات التجربة، والإحساس بذات المعاناة، حتى لا يشعروا بالغربة أو الإحساس بالنقص، فطالما الجميع حولي منفصل ومطلق، فلن يكون للقبي كمطلقة أي شذوذ، وطلاق بناتي أو أخواتي يعني أننا جميعاً سواسية ولن ينظر أحدنا للآخر بنظرة دونيّة، وهذا ما يمكن تفسيره من تشجيع بعض الأمهات المطلقات بناتهن لاتخاذ قرار الانفصال بشكل سريع دون اللجوء إلى الحلول الممكنة لحفظ الأسرة من الانهيار.
لنأخذ الأمر على محمل الخير كي لا نظلم بعض الأمهات، فالأم أم في النهاية، ولا يمكن أن تدفع ابنتها إلى التهلكة، وربما مرورها هي – الأم – بتجربة زواج قاسية وفاشلة قد لا تتمنى لابنتها أو – بناتها – المرور بنفس الطريق وما يحمله من ألم وعذاب نفسي أو حتى جسدي في بعض حالات العنف الزواجي، فهنا الأم قد تتسم بالصرامة فلا مجال عندها للتريّث أو حتى التعقل فتجد أن إنهاء العلاقة الزوجيّة وبأسرع وقت هو الحل الوحيد للخروج من العلاقة بأقل الخسائر الممكنة. فهنا على المحكمة الاطلاع على تاريخ الأسرة الزواجي، وأن لا تبتّ في حكم الطلاق إلا بعد التدخل لإصلاح ذات البين، فإن كانت أسرتا الزوجين لم تكترثا كثيراً في أمر الإصلاح فعليها أن تقوم هي بالدور وتمحّص في أسباب الطلاق.
ياسمينة: ليست جميع قرارات الطلاق صائبة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BL1HEnpgMFyPkQLgA7hNm_Mts-GF56YhEh7mCY0/
ياسمينيات
بقلم : ياسمين خلف
أكثر ما كان يلفت انتباهي خلال زياراتي الصحافيّة للأسر ممن تعاني من بعض المشاكل الاجتماعيّة، هو أنها أسر تفتقد للترابط وتعاني من تفكّك وتصدّع أسري، وبصورة أدقّ أن الأم ممن يحملن لقب مطلقة!.
مهلاً، المشكلة ليست في كون أن الأم من المطلقات، فكثير من الأسر لا يمكن أن تستقيم حياتها إلا مع الانفصال، لكن المشكلة هي أن تجد أكثر من مطلقة في نفس المنزل، الأم وبناتها!، ليست واحدة أو اثنتين بل أحياناً ثلاث مطلقات تحت سقف واحد!، وإن كانت الأم لا تزال على ذمة الأب فإن عدداً من الأخوات أو جميعهن يحملن لقب “مطلقات” وهنا بيت القصيد.
لن أقول إن الطلاق رغم أنه يغضب الله حلال، فذلك أمر مفروغ منه، ولن أقول إن الله جل وعلا لم يشرّعه إلا لأنه العلاج والحل الوحيد لدرء المشاكل وحفظ الكرامة والحقوق، بل وحفاظاً على سلامة وحقوق الأبناء في حالات كثيرة منها. بل سأقول إن بعض حالات الطلاق خصوصاً تلك التي تتعدّد في نفس المنزل أمر يتركنا مع علامة استفهام كبيرة حول مدى صحة اتخاذ قرار الانفصال عند هذه الأسر؟ وهل الأم هنا وبدلاً من أن تقوم بدور المُصلح، والخائف على مصير الابنة، تقوم بدور المُشجع، الدافع إلى التعجيل من قرار الانفصال مع أية مشكلة زوجية تعترض حياة ابنتها؟
إن نظرنا وبشكل أعمق نفسياً، فسنجد أن بعض الأشخاص يتلذذون برؤية غيرهم خصوصاً المُحيطين بهم يمرّون بذات التجربة، والإحساس بذات المعاناة، حتى لا يشعروا بالغربة أو الإحساس بالنقص، فطالما الجميع حولي منفصل ومطلق، فلن يكون للقبي كمطلقة أي شذوذ، وطلاق بناتي أو أخواتي يعني أننا جميعاً سواسية ولن ينظر أحدنا للآخر بنظرة دونيّة، وهذا ما يمكن تفسيره من تشجيع بعض الأمهات المطلقات بناتهن لاتخاذ قرار الانفصال بشكل سريع دون اللجوء إلى الحلول الممكنة لحفظ الأسرة من الانهيار.
لنأخذ الأمر على محمل الخير كي لا نظلم بعض الأمهات، فالأم أم في النهاية، ولا يمكن أن تدفع ابنتها إلى التهلكة، وربما مرورها هي – الأم – بتجربة زواج قاسية وفاشلة قد لا تتمنى لابنتها أو – بناتها – المرور بنفس الطريق وما يحمله من ألم وعذاب نفسي أو حتى جسدي في بعض حالات العنف الزواجي، فهنا الأم قد تتسم بالصرامة فلا مجال عندها للتريّث أو حتى التعقل فتجد أن إنهاء العلاقة الزوجيّة وبأسرع وقت هو الحل الوحيد للخروج من العلاقة بأقل الخسائر الممكنة. فهنا على المحكمة الاطلاع على تاريخ الأسرة الزواجي، وأن لا تبتّ في حكم الطلاق إلا بعد التدخل لإصلاح ذات البين، فإن كانت أسرتا الزوجين لم تكترثا كثيراً في أمر الإصلاح فعليها أن تقوم هي بالدور وتمحّص في أسباب الطلاق.
ياسمينة: ليست جميع قرارات الطلاق صائبة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BL1HEnpgMFyPkQLgA7hNm_Mts-GF56YhEh7mCY0/
أحدث التعليقات