Written by: "admin"

2030

الأربعاء 02 يناير 2019

كم يفصلنا عن العام 2030؟ نعم، 11 عامًا فقط، هل فعلًا كما يستشرف الخبراء والمتخصصون أنه بحلول هذا العام ستُلغى 800 مليون وظيفة حول العالم، بعد أن  يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي، وبعد إحلال الروبوتات مكان البشر؟ مرعب التفكير بأمر خطير كهذا، فكم عدد البشر الذين سيبقون عاطلين عن العمل طوال حياتهم في كوكب الأرض؟ وهل سنكون عالة على الحياة؟

المتخصصون يرون أن الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها مواجهة التحدي مع الآلة والحواسيب والتكنولوجيا هو تغيير نمط التعليم السائد في عالمنا اليوم، والذي يعتمد في أغلبه إن لم يكن كله في الكثير من الدول على المعرفة والعلوم التي بدأت منذ مئات الأعوام، ولا شيء غير المعرفة، دون أن يكون هناك نمط جديد من التعليم قادر على بلورة إمكانات الإنسان ومهاراته ليتمكن من منافسة الآلة، ويقوم بما لا تتمكن الآلة من القيام به، خصوصًا أن الآلة وبفعل البشر أصبحت تتفوق على صانعيها، فباتت أذكى من البشر، وأقدر على حل المشكلات في وقت أقصر، وبجهد أقل.

لابد من تهيئة أطفال اليوم لأنواع جديدة من العلوم، على أن تكون العملية التعليمية غير تقليدية، حتى لا تسهم بمخرجات تعتمد على الحفظ دون وعي أحيانًا، وأحايين كثيرة حفظ مدته لا تتجاوز مدة الخروج من قاعة الامتحان، فتتبخر المعلومات كما يعترف الطلبة أنفسهم، عملية تعليمية تحاكي التطور الحاصل في التكنولوجيا، والذي يتغير ويتطور بسرعة قد لا يتمكن البعض منا من اللحاق بها أو مجاراتها، فإن نجحنا اليوم في القضاء على الأمية التقليدية، فلنهيئ أنفسنا للأمية الرقمية.

علينا أن نعرف أن الامتحان الحقيقي الذي سنوضع فيه خلال سنوات معدودات هو تزايد عدد العاطلين عن العمل، وعدم كفاءة الخريجين للوظائف الجديدة التي سوف تفرض نفسها، وعدم خدمة تخصصات البعض بيئة سوق العمل الإلكترونية.

علينا أن نعترف أننا لا نهيئ الأجيال الجديدة لمنافسة شرسة مع الآلات، وأن جل ما نقوم به هو الترنم بأن أسلافنا من القدماء كانوا علماء وأدباء وفلاسفة.

“تغيير نمط التعليم السائد في عالمنا اليوم، والذي يعتمد على المعرفة والعلوم التي بدأت منذ مئات الأعوام ضرورة قصوى، ولابد أن يكون هناك نمط جديد من التعليم يبلور إمكانات الإنسان ومهاراته ليتمكن من منافسة الآلة، وأن يقوم بما لا تتمكن الآلة من القيام به”.

ياسمينة: التحدي الأكبر الذي علينا أن نواجهه اليوم هو تغيير أنماط التعليم بشكل جذري.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 02 يناير 2019 كم يفصلنا عن العام 2030؟ نعم، 11 عامًا فقط، هل فعلًا كما يستشرف الخبراء والمتخصصون أنه بحلول هذا...

إقرأ المزيد »

أين الإنصاف في التعليم العالي؟

الخميس 27 ديسمبر 2018

هل يعقل أن يواجه المواطن رقابة وتشديدا في الالتزام بالقوانين أكثر من الأجنبي؟ هل من الإنصاف أن يوظف الأجنبي دون أية عراقيل، فيما توضع للمواطن العراقيل، فلا يوظف إلا بعد أن ينتهي آخر نفس صبر لديه؟ أليس القانون على الجميع؟ أم أنه لا يأتي إلا على مقاس البحريني! وفيما عداه، وبكرم بحريني، تمر عليهم الأمور “سهالات” ولا عقبات تواجههم ولا هم يحزنون.

تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية وضع يده على جرح يئن منه الكثير من البحرينيين من حملة الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه، وأكد أن مجلس التعليم العالي لا يقوم بالتحقق من سلامة مؤهلات أعضاء الهيئات الأكاديمية لغير البحرينيين بمؤسسات التعليم العالي، فيما يلزم البحرينيون بالحصول على معادلة من لجنة المؤهلات العلمية قبل الموافقة على توظيفهم كأكاديميين، والتي تتأخر عادةً في إصدارها لمدة تطول إلى 8 أشهر أو أكثر، وكأنها تثق ثقة عمياء بكل أجنبي، وتنظر بعين الشك للبحريني.

لا خلاف، فالتحقق من الشهادات والمؤهلات الأكاديمية أمر ضروري، وبالغ الأهمية كي لا نقع في فخ الشهادات المضروبة، وشهادات “التيك أوي”، سواءً للبحرينيين أو الأجانب، لكن من الظلم أن تؤخر طلبات البحرينيين ويوظف الأجانب دون أي تعقيد، وقبل حتى الحصول على نتائج معادلة لجنة المؤهلات العلمية الخارجية، ليتبين بعدها أن التعليم العالي وافق على توظيف أكاديميين “أجانب” يحملون مؤهلات من جامعات أوقفت اللجنة معادلتها، أو مؤهلات صادرة من جامعات غير مدرجة ضمن الجامعات المُوصى بها. ويعني ذلك وبصريح العبارة أن مدرسين أجانب غير مؤهلين يمارسون عملهم كأكاديميين في جامعات مملكة البحرين المختلفة، في حين ان المواطن البحريني ينتظر في منزله موافقة التعليم العالي على طلبه، رغم حصوله على مؤهل أكاديمي من جامعات تعترف مملكة البحرين بها، أو لنقل من المفترض أنها كذلك، على عكس الأجنبي الذي قد يحمل شهادة من جامعات لا تعترف مملكة البحرين بها، وكان من الأولى تشديد الرقابة عليها أكثر.

ياسمينة: أزمة الثقة بالبحريني وباء بحاجة إلى دواء.

وصلة فيديو المقال

الخميس 27 ديسمبر 2018 هل يعقل أن يواجه المواطن رقابة وتشديدا في الالتزام بالقوانين أكثر من الأجنبي؟ هل من الإنصاف أن يوظ...

إقرأ المزيد »

روضة الرعب

الخميس 20 ديسمبر 2018

قبل أسابيع انتشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأطفال روضة محشورين في إحدى الغرف الضيقة، والتي بدت وكأنها مخزن أو ما شابه، كانوا مذعورين يصرخون ويبكون في منظر مرعب ومخيف، الفيديو الذي تبين بعد تقصي وزارة التربية والتعليم أنه يعود لعام 2015، يضعنا في موجة من التساؤلات: لماذا خرج هذا الفيديو الآن فقط؟ ومن الذي سربه؟ ولماذا تم السكوت عن هذه الجريمة طوال هذه السنوات؟ وكم طفلا مر بهذه التجربة المؤلمة والمرعبة نفسياً؟

يبدو من صوت العاملة المتواجدة مع الأطفال أنها آسيوية، والتي يبدو كذلك أنها هي من قام بتسريبه لأسباب قد يكون منها خلافها مع الروضة؟ أو حتى إنهاء عقدها.

كل هذه التساؤلات والتأويلات قد لا تخدمنا الآن في شيء، خصوصاً أن الروضة المعنية أفلتت من العقاب، لسقوط القضية بالتقادم، فأهالي الأطفال الذين كانوا خيطاً للوصول إلى الروضة المعنية، أفادوا بأن أطفالهم اليوم في الحلقة الأولى من المرحلة الابتدائية، لكن ذلك لا يعني السكوت عن هذه الجريمة في حق أطفال لا نعلم كم من الآثار النفسية السيئة التي تركتها هذه الحادثة فيهم، أو غيرها من الحوادث التي لا يعلم عنها إلا الله والعاملون في هذه الروضة، والتي قد تلازم بعضهم طوال أعمارهم، فتجارب الطفولة، خصوصاً السيئة منها كالوشم في الذاكرة، وآثرها قد تطال سلوكيات المرء طوال حياته، والسكوت كذلك يسمح لضعاف الأنفس بالتمادي بسلوكيات أخرى قد تكون أكثر بشاعة، كمديرة الروضة وابنتها اللتين وضعتا رضيعاً في ثلاجة لتصويره وقبض عليهما مؤخراً.

كل من يعملون في هذه الروضة أو تلك مسؤولون عن هذه الجريمة، والمسؤولية الأخرى تُلقى على عاتق الأهالي، الذين عليهم أن يكونوا عيناً تراقب الروضات ودور الحضانات التي يقضي أطفالهم فيها ثلث يومهم تقريباً، فوزارة التربية والتعليم التي تقوم بدور رقابي وإشرافي لا يمكن أن تزور الروضات يومياً، ولكن الأهالي بإمكانهم أن يقوموا بذلك وأن يراقبوها يومياً، فعليهم الدخول مع أطفالهم صباحاً وعند استلامهم ظهراً، والتبليغ عن أية ملاحظات مثيرة للشك، كزيادة عدد الأطفال في الفصل الواحد مثلاً، أو وجود أبواب لمخارج لا داعي لها، حفاظاً على سلامة فلذات أكبادهم.

ياسمينة:

كيف تأمن الأمهات على الأطفال، وحوادث الروضات في تزايد!.

وصلة فيديو المقال

الخميس 20 ديسمبر 2018 قبل أسابيع انتشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأطفال روضة محشورين في إحدى الغرف الضيقة، والتي...

إقرأ المزيد »

أغفر لهما 

 
حقيقة، ليس كل الآباء صالحين، فمنهم من يعاقر الخمر، ويتعاطى المخدرات، والزاني، والسارق، وهاتك الأعراض، ومنهم من لا يكفي الناس شره، ويذيق أهل بيته المر والعار ويُبقي رؤوسهم مطأطئة خجلاً مما يقترفه من أعمال، فيُدنس سمعتهم، ويؤثر على علاقاتهم مع الناس. 

الأبناء في صغرهم قد يتوارون عن أنظار أقرانهم من فرط ما يشعرون به من نقص إن هم ما قارنوا أباهم مع آباء أصدقائهم، فتتأثر شخصياتهم سلباً، فينطوون على أنفسهم، ويتقوقعون في دائرة منازلهم، ويفقدون الثقة بأنفسهم وبمن حولهم، فتهتز شخصياتهم، وقد يكونون نسخة من والدهم إن هم كبروا، كمن ينتقم من نفسه ومن المجتمع، إن لم تكن الأم الدرع التي تحميهم من شرور والدهم وتصد عنهم هرج ومرج الناس من حولهم. وعلى النقيض إن كانت الأم ذات شخصية قوية قادرة على احتواء أبنائها، وقادرة على مواجهة فساد أبيهم بحسن تربيتها، فيشب الأبناء على الأخلاق الحسنة حتى يكاد لا يربطهم بأبيهم شيء غير الاسم. 

وبالمثل، ليست كل الأمهات صالحات، فيعاني ما يعاني منه الأبناء من هذا الجو الأسري غير السوي. حينها إما أن يجاور الأبناء والديهما في الدنيا معروفاً كما يأمرهم الله، وإما أن ينفروا منهما، وقد تصل الأمور إلى حد الصراع بين الآباء والأبناء، وتستمر الخلافات إلى أن تصل إلى حد القطيعة بينهم، ويتمادى بعضهم فيعزف الأبناء حتى على دفنهما إن هما ماتا. لكن، بين هؤلاء الآباء من يعود إلى رشده، ويتوب توبة نصوحا، فلا يعود إلى سابق عهده من الضلال، فيتقرب إلى الله، ومن بعده إلى أبنائه الذين فقدوا الثقة فيه، وتلاشت كل محبة كانت له يوماً في أنفسهم، وحل محلها الكره والحقد، لحد التبرؤ من كونه أباهم أو أمهم. إلا أنه لا يجد منهم حينها غير العقوق والهجر واللوم الذي لن يغير من الماضي شيئاً. ليس من السهل أن يُبنى ما تم هدمه من علاقة في ليلة وضحاها، وليس من السهل أن يحل الحب قلباً ملء كرهاً وحقداً لسنوات طوال، لكن التائب كما الضائع الذي لم يجد طريقه إلا بمشقة، ويحتاج يداً تشده، لا يداً تدفعه إلى الهاوية التي خرج منها، وإذا كان الأب فاسقاً أو الأم فاجرة قد تابا فعلاً، فهذا يعني إن الله قد فتح لهما باب رحمته ومغفرته.. فمن نحن لنغلق عليهما تلك الأبواب! ياسمينة: الله جل وعلا يغفر ويرحم، فما بالكم

 لا تغفروا لآبائكم، وإن لم يكن، تذكروا قوله تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) سورة لقمان- 15.

  حقيقة، ليس كل الآباء صالحين، فمنهم من يعاقر الخمر، ويتعاطى المخدرات، والزاني، والسارق، وهاتك الأعراض، ومنهم من لا...

إقرأ المزيد »

أبنائي وأبناؤك

«أبو العّيال مب داري بعياله، تاركهم عليّ وأنا بالصراحة مب قادرة عليهم، وعلى مشاكلهم»، حديث يكاد يتكرر في كل لقاء بين الأمهات، حتى تكاد تيقن بأن جميع الآباء من صنف واحد، صنف يرى بأن مسؤوليته كأب هو توفير ما يحتاجه الأبناء من مأكل ومشرب وملبس وغيرها من الأمور المالية والمعيشية، وكأن أمر تربيتهم ومتابعة شؤونهم الدراسية أو حتى النفسية ليست من اختصاصه، كونها تندرج -كما يعتقد- ضمن مسؤوليات الأم. 

والأم وإن كانت قادرة على إدارة أمور أبنائها لفترة، إلا أنها قد تصل إلى مرحلة تحتاج فيها إلى أبيهم لمساندتها بل ولإعانتها على حل مشاكلهم وخصوصاً تلك المتعلقة بالأبناء الذكور، وبالأخص كذلك إن كان أولئك الذكور من الأبناء من ذوي السلوكيات غير المقبولة أو ممن يتسمون بأطباع تحتاج إلى ضبط أو حتى تغيير، سواء كانوا من فئة الأطفال العنيدين أو من فئة المراهقين المتمردين. 

أهمية وجود الأب وتدخله في تربية الأبناء لا يقل أبداً عن أهمية ودور الأم في التربية. فما يكتسبه الطفل ويتعلمه ويقتدي به من والده يختلف عن ذاك الذي يتعلمه ويتشربه من والدته، فليس من المعقول أن يكون الأب مصرفاً بنكياً فقط، ووجوده من عدمه سواء، حتى يكاد بعض الأبناء لا يرون والدهم إلا لساعة أو ساعتين في اليوم على الأغلب، أو عند البعض مرة كل نهاية أسبوع، وكأنهم أيتام وأبوهم حي يرزق. 

تقول إحدى الأمهات: عندما يتفوق أبنائي في المدرسة فهو أول من يقول للقاصي والداني «أبنائي» متفوقون، وعندما يبذر منهم أي سلوك لا يعجبه يقول: «أبنائك» غير متربين. في دليل على أنه وحتى على مستوى الألفاظ تجد الأب يجرهم إلى تبعيته متى ما وجد أن سيرتهم سترفع رأسه، وسيدعوهم لأمهم متى ما بذر منهم تصرف طائش وغير مقبول اجتماعياً. 

فمشروع طفل لا يمكن أن ينجح دون تعاون الشريكين «الزوجين» بكل ما يمتلكانه من خبرة وعلم في التربية، والطفل لا ينقصه الذكاء ليفطن -دون كلام- بأن غياب أحد الوالدين يعني أن هناك خللا ما، فإما أن يتأثر به سلباً فينطوي على نفسه، أو يلجأ إلى رفاق السوء، أو يستغل ذاك الغياب في ممارسة كل ممنوع. 
ياسمينة: مسؤولية الأبناء مسؤولية مشتركة، وتخاذل أحد الأبوين عنها غالباً ما تجر بعدها الندم ولكن بعد فوات الأوان
وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BUrLBWKDowR/

«أبو العّيال مب داري بعياله، تاركهم عليّ وأنا بالصراحة مب قادرة عليهم، وعلى مشاكلهم»، حديث يكاد يتكرر في كل لقاء بين الأ...

إقرأ المزيد »

ليتنا من كوكب اليابان

بلا أي مبالغة، هناك موظفون وموظفات يشعرونك كأنهم جثث تمشي على الأرض، وهم يجرون أقدامهم جراً للدخول إلى مقار أعمالهم ومكاتبهم، فلا يتوقفون عن التأفف والتذمر من العمل، ولا يجدون أي غضاضة في أن تلتهم متابعاتهم لوسائل التواصل الاجتماعي جل وقتهم الوظيفي، وينتظرون منذ بدء الدوام، الدقيقة الأخيرة التي يقفون فيها على جهاز البصمة، لتنبت لهم أجنحة طائرين إلى حيث وجهتهم، المهم بعيداً عن وظائفهم التي يجدون فيها فقط مصدراً للدخل ولا شيء غير الدخل. 

أين الخطأ والخلل؟ هل من الموظف أم من جهة عمله؟ لما نجد اليابانيين مثلاً يتسابقون على وظائفهم، ويرفضون أخذ إجازاتهم السنوية، وينكبون على أعمالهم انكباباً، لنجد أن في ربع الشركات اليابانية هناك من يقضي 80 ساعة عمل إضافية شهرياً، ويتصاعد الرقم إلى 100 ساعة في 12 % منها، ليصبح «الكاروشي»- وهو المصطلح الأكثر إثارة صحياً في اليابان- كابوساً يؤرق اليابانيين، والذي يعني «الموت من شدة العمل»، خصوصاً أنه وبحسب بعض الإحصاءات يتسبب في موت أو انتحار 22 ألف حالة سنوياً، لدرجة أن الحكومة اليابانية تقدمت بمشروع قانون يقر بفرض إجازة إجبارية مدفوعة الأجر للموظفين. 

لا نريد أن نصل إلى ما وصل إليه الموظفون اليابانيون فنتساقط موتى من شدة العمل، ولكننا نريد على الأقل إنتاجية مُرضية، وإخلاصاً في أداء العمل، لا أن يعمل الموظف ساعة واحدة فقط خلال ساعات دوامه الثماني يومياً، بحسب إحصائية أجريت على موظفي إحدى دول الخليج. 

وإن كنا نطالب الموظف بهذه الواجبات «ليحلل معاشه» كما نقول، فعلى جهات العمل في المقابل أن توفر بيئة العمل المناسبة للموظفين، وتُقدر أعمالهم، وتشجعهم من خلال المكافآت والحوافز على العمل بجدية وابتكار، لا أن تُطالبهم بواجباتهم وتنسى أن عليها هي الأخرى واجبات والتزامات اتجاه الموظف لتحقيق التوازن بين كفتي الميزان. 

فالموظف متى ما تسلل إحساس الظلم في حقوقه كموظف، قلت إنتاجيته لا شعورياً، وانخفضت جودة عمله، وسيجد ألف طريقة وطريقة ليتهرب من مسؤولياته طالما جهة عمله تبخس من حقه الوظيفي. 

لا تنقص موظفينا الأهلية للعمل بكفاءة عالية، ولن يتوانوا أبداً عن العمل وبساعات إضافية إن تطلب منهم الأمر ذلك، ولكنهم يعانون في أغلب الأحيان بخساً في حقوقهم، وعدم تقدير لجهودهم، وعدم توافر بيئة محفزة على الإنتاجية. 

ياسمينة

ليلتفت أرباب العمل لموظفيهم، وليشعروهم بمدى أهميتهم ليكون عطاؤهم أكبر.
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BUUih8EDs5H/

بلا أي مبالغة، هناك موظفون وموظفات يشعرونك كأنهم جثث تمشي على الأرض، وهم يجرون أقدامهم جراً للدخول إلى مقار أعمالهم ومكا...

إقرأ المزيد »

هل تقبل بها زوجة؟

قبل أشهر حدث جدل واسع النطاق في إحدى الدول الخليجية بعدما حُرمت أم مطلقة من حضانة أطفالها، بسبب تدخين الشيشة «الأرجيلة» في المقاهي العامة؛ إذ رأت المحكمة أن «تدخين الشيشة بالنسبة للأم الحاضنة يعتبر سُلوكاً مشيناً، وغير لائق اجتماعياً، ويُسقط الحضانة، لأن الأبناء لن يكونوا في مأمن معها». البعض وجده حكماً ذكورياً، وظلماً للأم، فهي كما الزوج أو الأب مسؤولة عن تصرفاتها الشخصية، ولها الحرية الكاملة في التدخين من عدمه. والبعض وجده حكماً صائباً، فمن تسهر ليلها حتى فجرها في المقاهي لتدخن، حتماً لا يمكن أن تؤتمن على أطفال يرون أمهم قدوة ويحاولون أن يكونوا نسخة منها، فإذا كانت تلك القدوة «مدخنة» فهل ستملك ما ستُقنع به أبناءها بأن التدخين مُضر بالصحة وأسلوب حياة يقودهم إلى الهلاك لا محالة؟ قبل سنوات، في دولنا الخليجية كان تدخين الفتاة للشيشة في المقاهي من السلوكيات التي ينظر إليها المجتمع بنصف عين، ولا أبالغ إن قلت بنظرة فيها من الازدراء أو حتى الاحتقار، فكيف ببنت أو امرأة أن تتجرأ وتسلك مسلك الرجال فتضع رجلاً على أخرى في مكان عام وتنفث الدخان؟ أما اليوم فلا يجد الأخ غضاضة، ولا الزوج حرجاً ولا حتى الأب نقيصة أن جاورتهم محارمهم ليتقاسموا أوقاتهم في تدخين الشيشة، بل يجد البعض أن من الرجعية أن ترفض المرأة مجاراة الأخريات في ارتياد تلك المقاهي وتدخين الشيشة! ولا أكذب، إن قلت إن أحد الشباب عندما تقدم لإحداهن اشترط عليها عدم التدخين، كونه غير مدخن، ولا يحبذ أن تكون شريكة حياته من المدخنات، ووافقت على شرطه، واليوم هي قاب قوسين أو أدنى من الطلاق بعدما نكثت عهدها، وأخذت تتأخر وبشكل شبه يومي في المقاهي بداعي التدخين، حتى ساعات الليل الأولى، ضاربة مسؤوليتها كأم وزوجة عرض الحائط، بحجة أنها عجزت عن الانقطاع عن التدخين! قبل أن تكون الأحكام القانونية هي الرادع لبعض الزوجات والأمهات لترك التدخين، وقبل أن تكون نظرة المجتمع الدونية للأنثى المدخنة، عليها أن تتذكر جيداً أنها قدوة غير مشرفة لأبنائها، وإن كان كل ذلك لا يعنيها أو يهمها فلتلتفت إلى الأضرار التي مللنا جميعاً من تكرارها والتي منها أثرها السلبي على جمالها وأنوثتها. فصوتها سيتغير، وستزحف التجاعيد مبكراً إلى بشرتها، وستفقد رائحتها العطرة وستلازمها رائحة الدخان، وستصفر أسنانها هذا غير الأمراض الصدرية والسرطانات، والأهم أنها قد تكون سبباً في يُتم أطفالها مبكراً. 

ياسمينة: لا تلوثي أنوثتك بالدخان. 

قبل أشهر حدث جدل واسع النطاق في إحدى الدول الخليجية بعدما حُرمت أم مطلقة من حضانة أطفالها، بسبب تدخين الشيشة «الأرجيلة»...

إقرأ المزيد »

العبودية بعد عمليات التجميل 

عندما يعمل موظف براتب أو حتى رتبة أقل مما يستحق نظير الشهادة الأكاديمية التي يحملها أو الخبرة التي يمتلكها فهو يعاني من العبودية. عندما تعمل موظفة في عمل لا يحترم ضعفها كأنثى، فهي واقعة تحت مقصلة العبودية. وعندما يضطر طفل إلى ترك مقاعد الدراسة لينضم لقائمة العمال فهو الآخر يلحق بركب العبودية! فالاستعباد يتشكل بأوجه مختلفة، وقد نكون جميعاً نستعبد آخرين، أو ربما يُمارس علينا الاستعباد بوعي منا أو من غير وعي! فعندما تجبر على القيام بأعمال إضافية غير تلك المتفق عليها في عقد العمل، أو تجبر على البقاء لساعات إضافية تصل عند البعض إلى 16 ساعة في اليوم، فقط لسد النقص في عدد الموظفين كي لا يتحمل رب العمل تكلفة توظيف موظف جديد فأنت واقع تحت أمرة سيد يتلذذ باستعباد الآخرين! وما الذي يمنعه مادام يجني الأرباح الشهرية التي تغريه يوماً بعد يوم للاستمرار في سياسة استعباد من يلهث ليسد جوعه وجوع عياله؟ وإن كنت من أولئك فأنت عبد لا محالة! 

فالعامل أو الأجير الذي يعمل في بيئة عمل لا تتوافر فيها مقومات السلامة المناسبة، وتتعرض حياته للخطر فهو يُستعبد مقابل حفنة من الريالات أو الدنانير! وتلك الخادمة أو مدبرة المنزل إن شئنا أن نطلق عليها لنُخلص أنفسنا من تأنيب الضمير والتي تعمل لساعات غير محددة من الصباح الباكر قبل أن نستيقظ وحتى نغلق نحن أعيننا فهي من الرق والعبيد ولكن بعد أن أجرينا على ألفاظنا عمليات التجميل. قائل سيقول: ومن أجبرهم على الاستمرار أو تقبل هذا الوضع المهين والمشين، فالدنيا واسعة وعليهم البحث عن عمل آخر، وأقول: لنكن صادقين مع أنفسنا، فرص العمل في العالم أجمع في تقلص، وأعداد العاطلين في زيادة مرعبة، وإن كان ذاك أوفر حظاً كونه من حملة الشهادات، فإن ذاك العامل البسيط سيتشبث بالعمل الذين بين يديه كما يتشبث الهاوي من مرتفع بأي شيء قد يمر من أمامه. وإن دعت البعض الحاجة إلى تجرع العلقم المر من الأوضاع والصبر عليها، فإن ذلك لا يعني استغلال حاجتهم للعمل وممارسة صنوف أنواع العبودية التي تهين من كرامتهم قبل أن تدمرهم جسدياً ونفسياً وحتى اجتماعياً، بل وترجعنا إلى زمن ظننا يوماً أنه قد ولى وليس له من عودة أو رجعة. 

ياسمينة: نحن نساهم في استمرار ظاهرة الرق، وإن انسلخ المفهوم من العبودية وتجمل بمسميات أخرى كموظف، أو عامل، أو حتى مدبرة منزل!
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BTwVzZ9jB-h/

عندما يعمل موظف براتب أو حتى رتبة أقل مما يستحق نظير الشهادة الأكاديمية التي يحملها أو الخبرة التي يمتلكها فهو يعاني من...

إقرأ المزيد »

أن تكون رسولا

​تفقدت حقيبتها، فجن جنونها، أين محفظتي؟ لابد أن واحدة من الطالبات قد امتدت يداها طويلاً فسرقتها، جرت نحو غرفة الإدارة شاكية الطالبات، فالمحفظة كانت في الحقيبة، وليس لها بطبيعة الحال أرجل لتخرج منها! هدأت المشرفات من روع المعلمة وبدأن بجرد ملفات الطالبات، باحثات عمن لهن سوابق، فكان لهن ما أردن، إحدى الطالبات لها سوابق! إذن هي السارقة بعينها، ولا أحد سواها!. وجهت لتلك الطالبة الاتهام، نكرت، ورفضت الاتهام جملة وتفصيلا، واقسمت بأغلظ الأيمان بأنها بريئة ولكن لا أحد منهن صدقتها. هددوها باستدعاء ولي أمرها، ولم تجد أدمعها بالتوسل بعدم ارتكابها لذاك الجُرم. مرت ساعات الدوام المدرسي ثقيلة على الطالبة المحطمة نفسياً، والمشهر بها بين الطالبات بأنها السارقة التي لم تحترم مربيتها. وعادت المعلمة للمنزل وهي حنقة على الطالبة لتفاجأ بأن المحفظة لم تبرح مكانها، وهي على طاولتها في المنزل!. هل سيفيد بعد كل ذلك اعتذار المعلمة للطالبة؟ وهل هدية ستقدمها لها مثلاً لتعبر من خلالها عن أسفها سيبرئ الجرح العميق الذي تسببته لتلك المراهقة التي وبلاشك غرقت حتى أذنيها في الخجل أمام زميلاتها ولذنب لم تقترفه أصلاً؟ وإن كانت من ذوات السوابق، فهل ذلك يعطي الحق للمعلمة اتهامها قبل التأكد التام من ارتكابها لهذه الجريمة؟ أليس من واجب المعلمة -كمربية فاضلة- أن تتأكد من جميع الأماكن التي ارتادتها لتتفقد ما ضاع منها، قبل أن توجه سيل اتهاماتها للطالبة؟

إن تصرفا بهذا التسرع، الفاقد للتأني، لا يتناسب مع شخصية المربي، الذي عليه ان يكون قدوة لطلبته، والذي غالباً ما يترك أثراً نفسياً عميقاً لديهم طوال أعمارهم. فطالبة مثل تلك، حتى وإن تابت والتزمت بالسلوك السوي، إن احاطتها هذه النظرة الشكاكة في تصرفاتها، وعدم تصديقها هل سنتوقع منها التوبة النصوح؟ 

إن كان المربون يرددون دوماً شطر البيت الشعري:

كاد المعلم أن يكون رسولا.. عليهم فعلاً أن يكونوا كذلك، وأن يقتدوا بالرسل بأخلاقهم والتي منها بألا يقذفوا طلبتهم ويتهموهم جزافا!، مثل هذه النماذج السلبية بين المربين حتماً لا تشمل الجميع، فهناك نماذج جميلة، تؤكد على أن بعض المربين يتحلون بخُلق عظيم، يحبب الطلبة بهم، ويحببهم بالمادة الدراسية التي يدرسونها، وكم هو جميل تعبير طلبة إحدى المدارس الإعدادية في إحدى الدول الخليجية، عندما حضروا جميعاً حفل عقد قرآن مدرسهم، بل واحتفوا به مبتهجين عندما حضر أول درس له معهم بعد قرآنه، مقدمين له الهدايا والحلوى، ومرددين له أهازيج الزواج، وكل ذلك يعكس مدى معاملته الجميلة لهم. 

ياسمينة: لا نعمم، ولكن لنذكر بأن للمعلم هيبة، ولوظيفته قدسية عليه أن يحترمها، ليُحترم.

وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BTd_5XYDRPu/

​تفقدت حقيبتها، فجن جنونها، أين محفظتي؟ لابد أن واحدة من الطالبات قد امتدت يداها طويلاً فسرقتها، جرت نحو غرفة الإدارة شا...

إقرأ المزيد »

الجماد أغلى من بعض البشر 

عند الإشارة الضوئية، وحالما توقفت السيارات لضوئها الأحمر، قفز أحد الشباب من مقعده ليتفقد مقدمة سيارته، التي كما يبدو أنها تعرضت لضربة خفيفة أو ما شابه في هيكلها الخارجي أثناء قيادته لها، أخذ يتفحص، ويمسح بيده عليها مراراً وهو ينفخ عليها ليتأكد إن ما من شيء قد أصابها، تنفس الصعداء وطفق إلى مقعده مرة أخرى قبل أن ينزعج السّواق الآخرون من تأخره في تحريك سيارته. 

تصرف هذا الشاب جعلني أفكر ملياَ، ماذا لو تصرفنا جميعاً كما تصرف هذا الشاب، ليس مع سياراتنا بالطبع، ولكن مع بعضنا البعض كبشر، ماذا لو حملنا لبعضنا البعض ذات المشاعر التي نحملها لبعض مقتنياتنا من الجماد، والتي بعضها نغليها فنحافظ عليها، ونبعدها عن كل ما قد يتلفها أو حتى يحدث فيها أي خدش أو ضرر. 

لما لا نتفقد ذاك الأخ الذي قد سمع منا كلاماً دون قصد فأزعجه، فنتأكد أن تلك الكلمات لم تضره نفسياً أو تحبطه، لما لا نتأسف لتلك الأخت التي جُرحت مشاعرها بقصد أو حتى دون قصد، فنعتذر منها كي لا تترك تلك الكلمات ندوباتها على مشاعرها. لما لا نعتذر لذاك الزميل الذي قد فهمنا خطأ، وأثر ألا يقترب منا أكثر بعد أن أخذ موقفاً دون علمنا. تلك الزوجة والزوج وبعد سوء الفهم والخلاف والشجار لما لا تكون الكلمات الحانية أولى الكلمات التي يتقربون فيها من بعضهما البعض، بدلاً من توجيه سهام الانتقادات، والرمي باللائمة كل على الآخر، وكأن المشاعر أرخص وأقل أهمية من كل ما نقتنيه من جماد يعز علينا كسياراتنا الفارهة، أو مجوهراتنا وقطع الأثاث النادرة أو حتى ملابسنا التي نعتز بها وخصوصاً لدينا نحن الفتيات. 

ليتنا نعلم ونتعلم أن الكلمة التي تخرج وتجرح تترك ندوباتها في أنفس الكثيرين، وجرحها يكون غائراً في النفس كلما كانت تلك الكلمة من عزيز أو قريب، قد ينسى من تكلم وجرح، ولكن لن ينساها قلب من كُسر ولم يجبر. ليتنا نتعظ فكما لممتلكاتنا والجماد من حولنا عمر افتراضي فالبشر أعمارهم أقصر، وإن العمر قد لا يمهلنا لنقول عذراً لم أقصد! عاهد نفسك أن تعامل من تحب على أقل تقدير كما تعامل ذاك الجماد الذي لا يتنفس. 

ياسمينة: مهما كان نوع الجماد الذي تقدسه، قل إن عائلتي، وأهلي واصدقائي إلى نفسي أقرب. 
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BTQfw26jHPI/

عند الإشارة الضوئية، وحالما توقفت السيارات لضوئها الأحمر، قفز أحد الشباب من مقعده ليتفقد مقدمة سيارته، التي كما يبدو أنه...

إقرأ المزيد »