الخميس الموافق 4/9/2014 م
التحدي المسخرة!
للأسف هكذا نحن العرب، دائماً ما يكون تقليدنا أعمى، تقليد من أجل التقليد! ولو كان تقليداً بمنفعة، وتقليدا للتعلم والاقتداء الإيجابي، لقلنا الحمد لله، ربما نتعلم ونطور ما قد تعلمناه، وبالتالي يمكن أن تتمخض تلك العقول بأفكار تعود علينا وعلى الأمة والإنسانية بالنفع، ويأتي اليوم الذي يقلدوننا بدلاً من أن نستنسخ ما يقوم به الغرب.
ليت الأمور تقف عند هذا الحد وكفى، المشكلة أننا دائماً ما نقلب الأمر ونحوله إلى “مسخرة”، ونكون وبجدارة أمة ضحكت من جهلها الأمم.
“تحدي دلو الثلج” الذي بات موضة استشرت كالنار في الهشيم في دول العالم قاطبة، كانت فكرة لمؤسسة “alsa” لمكافحة مرض “التصلب الجانبي الضموري” وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية والنخاع الشوكي ويسبب ضعفا في العضلات، وقد يؤدي إلى الشلل. تقوم فكرتها على سكب ماء مثلج على الرأس، وتحدي 3 شخصيات أخرى بفعل الأمر نفسه، أو أن يتبرع للمؤسسة بما لا يقل عن 100 دولار لدعم الأبحاث العلمية للوصول إلى علاج للمرض الذي لا يزال يشكل تحدياً لعلماء الغرب.
عندما انطلقت الفكرة ودعمها المشاهير في الغرب خلال أسبوعين تمكنت المؤسسة من جمع ما لا يقل عن 14 مليون دولار، وهو مبلغ ممتاز خلال تلك الفترة القصيرة نسبياً، وكل ذلك كان في مسار جميل لأنه منطلق من ثقافة دول تعودت على هذه الابتكارات في جمع أموال التبرعات، ولكن المخزي في الأمر أن العرب بدأوا في التقليد الأعمى، ليس من أجل خدمة هذه المؤسسة التي قد يجدها البعض مؤسسة لكفرة لم يركعوا يوماً لله، بل من أجل السباحة ضمن التيار والتقليد، بل ومن أجل الشهرة و “الشو”، فتحولت الحملة من تحدي “دلو الثلج” إلى تحد في “المسخرة”، المشاهير العرب وجدوها فرصة ذهبية للاستعراض والدعاية لأنفسهم، والناس العاديون وجدوها فرصة لكسب متابعين لهم في وسائل التواصل الاجتماعي والظهور بشخصيات خفيفة ظل وأصحاب نكته، فمنهم من وضع العصير بدل الماء، ومنهم من وضع الطماطم في دلو الماء، وآخرون استخدموا البيض لكسرها على الرأس، لتخرج حملة التبرع تلك عن سياقها “الخيري الإنساني” إلى مسار “المسخرة “إن لم تكن “السخافة” في الكثير منها.
لم تبق منقبة، ولا طفل، ولا شيخ كبير، إلا والتقط لنفسه فيديو قصير لعملية سكب “دلو الثلج” على رأسه، ولعمري إن كان أحد منهم “خرخش” جيبه، وقدم تبرعه لمؤسسة “alsa” لمكافحة مرض “التصلب الجانبي الضموري”، التي إن عرفوا اسمها فنحن بخير، فضلاً إن كانوا يعرفون أصلاً كيفية الوصول إليها والتبرع لصالحها. نتمنى أن نعرف كم وصلت تبرعات “العرب” لهذه المؤسسة، لنعرف إن كنا فعلاً لا نزال أمه ضحكت من جهلها الأمم، أم حطمنا هذا البيت الشعري ودفناه للأبد!
ياسمينة: مؤسف أننا نقلد فقط من أجل التقليد، ويكون لنا مآرب أخرى! فنشوه كل جميل بجهلنا.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/sg75rDBbgT
الخميس الموافق 4/9/2014 م
التحدي المسخرة!
للأسف هكذا نحن العرب، دائماً ما يكون تقليدنا أعمى، تقليد من أجل التقليد! ولو كان تقليداً بمنفعة، وتقليدا للتعلم والاقتداء الإيجابي، لقلنا الحمد لله، ربما نتعلم ونطور ما قد تعلمناه، وبالتالي يمكن أن تتمخض تلك العقول بأفكار تعود علينا وعلى الأمة والإنسانية بالنفع، ويأتي اليوم الذي يقلدوننا بدلاً من أن نستنسخ ما يقوم به الغرب.
ليت الأمور تقف عند هذا الحد وكفى، المشكلة أننا دائماً ما نقلب الأمر ونحوله إلى “مسخرة”، ونكون وبجدارة أمة ضحكت من جهلها الأمم.
“تحدي دلو الثلج” الذي بات موضة استشرت كالنار في الهشيم في دول العالم قاطبة، كانت فكرة لمؤسسة “alsa” لمكافحة مرض “التصلب الجانبي الضموري” وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية والنخاع الشوكي ويسبب ضعفا في العضلات، وقد يؤدي إلى الشلل. تقوم فكرتها على سكب ماء مثلج على الرأس، وتحدي 3 شخصيات أخرى بفعل الأمر نفسه، أو أن يتبرع للمؤسسة بما لا يقل عن 100 دولار لدعم الأبحاث العلمية للوصول إلى علاج للمرض الذي لا يزال يشكل تحدياً لعلماء الغرب.
عندما انطلقت الفكرة ودعمها المشاهير في الغرب خلال أسبوعين تمكنت المؤسسة من جمع ما لا يقل عن 14 مليون دولار، وهو مبلغ ممتاز خلال تلك الفترة القصيرة نسبياً، وكل ذلك كان في مسار جميل لأنه منطلق من ثقافة دول تعودت على هذه الابتكارات في جمع أموال التبرعات، ولكن المخزي في الأمر أن العرب بدأوا في التقليد الأعمى، ليس من أجل خدمة هذه المؤسسة التي قد يجدها البعض مؤسسة لكفرة لم يركعوا يوماً لله، بل من أجل السباحة ضمن التيار والتقليد، بل ومن أجل الشهرة و “الشو”، فتحولت الحملة من تحدي “دلو الثلج” إلى تحد في “المسخرة”، المشاهير العرب وجدوها فرصة ذهبية للاستعراض والدعاية لأنفسهم، والناس العاديون وجدوها فرصة لكسب متابعين لهم في وسائل التواصل الاجتماعي والظهور بشخصيات خفيفة ظل وأصحاب نكته، فمنهم من وضع العصير بدل الماء، ومنهم من وضع الطماطم في دلو الماء، وآخرون استخدموا البيض لكسرها على الرأس، لتخرج حملة التبرع تلك عن سياقها “الخيري الإنساني” إلى مسار “المسخرة “إن لم تكن “السخافة” في الكثير منها.
لم تبق منقبة، ولا طفل، ولا شيخ كبير، إلا والتقط لنفسه فيديو قصير لعملية سكب “دلو الثلج” على رأسه، ولعمري إن كان أحد منهم “خرخش” جيبه، وقدم تبرعه لمؤسسة “alsa” لمكافحة مرض “التصلب الجانبي الضموري”، التي إن عرفوا اسمها فنحن بخير، فضلاً إن كانوا يعرفون أصلاً كيفية الوصول إليها والتبرع لصالحها. نتمنى أن نعرف كم وصلت تبرعات “العرب” لهذه المؤسسة، لنعرف إن كنا فعلاً لا نزال أمه ضحكت من جهلها الأمم، أم حطمنا هذا البيت الشعري ودفناه للأبد!
ياسمينة: مؤسف أننا نقلد فقط من أجل التقليد، ويكون لنا مآرب أخرى! فنشوه كل جميل بجهلنا.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/sg75rDBbgT
أحدث التعليقات