الخميس الموافق 14/8/2014 م
سكانه مرته !
السواد الأعظم من الذكور ما أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ إلا وتجدهم قد انبروا بلحن “أنا رجل”، وعلى الإناث في المنزل أن يخضعن لهم في القول، ويأمروهن فيستجبن لهم خانعات، خصوصًا في تلك البيوت التي تُربي ذكورها على نهج “السي سيد”، وتُجبر إناثها على السمع والطاعة، بدون اعتراض أو مناقشة ولا هم يحزنون، والويل لهن والثبور إذا ما اعترضن ورفضن أوامر إخوتهن الذكور!، لن أقول إنها تربية قديمة، أكل عليها الدهر وشرب، فما زالت بيوت كثيرة قائمة على هذا المبدأ.
المضحك المبكي، أن هؤلاء الذكور ولنقل أغلبهم يتحولون إلى رجال مختلفين ما أن يتزوجوا، وبالذات إذا ما كان نصيبهم زوجات “متسلطات”، فيستغللن حب أزواجهن لهن، فيحركنهم بالشكل الذي يردنه، فيتحول الواحد منهم بين ليلة وضحاها إلى رجل “سكانه مرته”، كما نقول ونصف من تقوده زوجته إلى حيث تريد، وكيفما تريد، لتترك من حوله مشدهين ومصدومين مما يرون ويسمعون، ورغم قناعتي بأن لا دخل للأهل والمحيطين بأي زوجين مهما كان الأسلوب الذي ينتهجانه في الحياة، مادامت حياتهما مستمرة، وربما بسعادة غامرة، ولا يوجد أي تذمر من أي طرف منهما. إلا أن المسألة تحتاج إلى وقفة، وقرع لأجراس التنبيه إن كان “سكانًا” أو مقود سيارة بيد زوجته، وعصا غليظة على أخواته وربما حتى أمه، أو حينما يجأر الزوج ويسأم من لعب دور المرأة ما أن يدخل بيته، ليقوم بكافة مسؤوليات زوجته، من غسل للملابس، وتنظيف للمنزل، والاهتمام بنظافة أطفاله، وتدريسهم، لتتفرغ هي لحياتها الخاصة، وكأنها فتاة عزباء، وليس لها زوج، ولا أولاد، ولا منزل، مسؤولة عنه، تخرج مع هذه للإفطار في إجازتها الأسبوعية، وتذهب مع تلك للتسوق في المجمعات التجارية، ولا تكترث إن بقي طفلها دون أكل، فالمهم هو أن تشبع بطنها هي في الأول، ولا تحركها غريزة الأمومة ولا تغص بلقمتها كباقي النساء إذا ما صرخ رضيعها من الجوع أو من تلك الحساسية التي أصابته نتيجة إهمالها في تنظيفه. الحياة مشاركة، وليس بعيب ولا حرام أن يساعد الزوج زوجته، ولكن أن تنقلب “الآية” وتصبح الزوجة “سي سيد” ويلبس الزوج مريلة المطبخ فإن الأمر سيتحول إلى كارثة، خصوصًا أنه سيكون النموذج الذي سيتربى عليه جيل يعيش تناقضًا في مفاهيمه، وربما يفقدون احترام والدهم في النهاية، فتتهدم بيوتهم كما تتهدم بيوت الرمال عند الشواطئ.
ياسمينة: لا تستغلي حب زوجك لك فتتسلطي عليه، فللصبر حدود، فربما تأتي رياح لا تشتهينها، وتحرك قاربك إلى حيث لا ترغبين، فتخسرين زوجك للأبد.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 14/8/2014 م
سكانه مرته !
السواد الأعظم من الذكور ما أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ إلا وتجدهم قد انبروا بلحن “أنا رجل”، وعلى الإناث في المنزل أن يخضعن لهم في القول، ويأمروهن فيستجبن لهم خانعات، خصوصًا في تلك البيوت التي تُربي ذكورها على نهج “السي سيد”، وتُجبر إناثها على السمع والطاعة، بدون اعتراض أو مناقشة ولا هم يحزنون، والويل لهن والثبور إذا ما اعترضن ورفضن أوامر إخوتهن الذكور!، لن أقول إنها تربية قديمة، أكل عليها الدهر وشرب، فما زالت بيوت كثيرة قائمة على هذا المبدأ.
المضحك المبكي، أن هؤلاء الذكور ولنقل أغلبهم يتحولون إلى رجال مختلفين ما أن يتزوجوا، وبالذات إذا ما كان نصيبهم زوجات “متسلطات”، فيستغللن حب أزواجهن لهن، فيحركنهم بالشكل الذي يردنه، فيتحول الواحد منهم بين ليلة وضحاها إلى رجل “سكانه مرته”، كما نقول ونصف من تقوده زوجته إلى حيث تريد، وكيفما تريد، لتترك من حوله مشدهين ومصدومين مما يرون ويسمعون، ورغم قناعتي بأن لا دخل للأهل والمحيطين بأي زوجين مهما كان الأسلوب الذي ينتهجانه في الحياة، مادامت حياتهما مستمرة، وربما بسعادة غامرة، ولا يوجد أي تذمر من أي طرف منهما. إلا أن المسألة تحتاج إلى وقفة، وقرع لأجراس التنبيه إن كان “سكانًا” أو مقود سيارة بيد زوجته، وعصا غليظة على أخواته وربما حتى أمه، أو حينما يجأر الزوج ويسأم من لعب دور المرأة ما أن يدخل بيته، ليقوم بكافة مسؤوليات زوجته، من غسل للملابس، وتنظيف للمنزل، والاهتمام بنظافة أطفاله، وتدريسهم، لتتفرغ هي لحياتها الخاصة، وكأنها فتاة عزباء، وليس لها زوج، ولا أولاد، ولا منزل، مسؤولة عنه، تخرج مع هذه للإفطار في إجازتها الأسبوعية، وتذهب مع تلك للتسوق في المجمعات التجارية، ولا تكترث إن بقي طفلها دون أكل، فالمهم هو أن تشبع بطنها هي في الأول، ولا تحركها غريزة الأمومة ولا تغص بلقمتها كباقي النساء إذا ما صرخ رضيعها من الجوع أو من تلك الحساسية التي أصابته نتيجة إهمالها في تنظيفه. الحياة مشاركة، وليس بعيب ولا حرام أن يساعد الزوج زوجته، ولكن أن تنقلب “الآية” وتصبح الزوجة “سي سيد” ويلبس الزوج مريلة المطبخ فإن الأمر سيتحول إلى كارثة، خصوصًا أنه سيكون النموذج الذي سيتربى عليه جيل يعيش تناقضًا في مفاهيمه، وربما يفقدون احترام والدهم في النهاية، فتتهدم بيوتهم كما تتهدم بيوت الرمال عند الشواطئ.
ياسمينة: لا تستغلي حب زوجك لك فتتسلطي عليه، فللصبر حدود، فربما تأتي رياح لا تشتهينها، وتحرك قاربك إلى حيث لا ترغبين، فتخسرين زوجك للأبد.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات