الخميس الموافق 23/10/2014 م
سأزوج ابني المراهق
رغم أنه من حملة شهادة الدكتوراه، ويعكف على تحضير رسائل أخرى، إلا أنه يجد أن أحد أسباب الفساد الأخلاقي وتفشيه في مجتمعاتنا الخليجية والعربية على حد سواء، يرجع إلى تأخر سن الزواج، ويفكّر جديًا في تزويج ابنه الذي لا يتعدى السادسة عشرة من عمره!.
مؤمن “هو” بأن السلف من أجدادنا كانوا على صواب في تزويج الفتية والفتيات في سن مبكرة، البنت لا تخطو عامها الحادي عشر إلا وقد تقدَّم إليها ابن عمها ذو الثلاث عشرة سنة، والزوجة ما إن تدخل عامها الثاني عشر إلا وقد حملت على كتفها طفلها الأول!، منطق – رغم احترامي الشديد لشخصه، ولما يحمل من شهادات – إلا أنه لا يمكن أن يترجم على أرض الواقع الذي نعيشه، الذي نجد فيه أن حتى من هم في العشرينيات وربما الثلاثينيات لم ينضجوا فكريًا ولا سلوكيًا، فهل نتوقع منهم تحمّل المسؤولية، والتصرّف بحكمة مع المشاكل الزوجية، وتربية الأبناء؟ أخال منطقه يقف أخرسًا إن ما تكلّمت إحصائيات الطلاق المُرعبة في المجتمع الخليجي!، ويكفي أن تدخل قاعات المحاكم يوميًا لتتعرّف على حجم المشاكل الزوجية التي تنتهي أغلبها بالانفصال، وتشتت الأطفال.
لا يمكن الركون أبدًا إلى أن الرغبات الغريزية هي الدافع لتزويج المراهقين من الأبناء، لحمايتهم من وحل الرذيلة، والوقوع في الخطيئة!، إذن أين ذهب الآباء، ودورهم التربوي، وتعميقهم للوازع الديني عند أبنائهم، لتكون حصونًا لهم تحقق آدميتهم، وتمنعهم من الانجرار وراء الحيوان الذي بداخلهم المحرّض لهم على إشباع غرائهم بأي طريقة كانت، وفي أي وقت، ولا شيء غير تلك الغرائز! ؟
لسنا كأجدادنا، والعلم نور، والحياة تغيّرت، والزواج ليس من أجل الزواج وكفى، بل هو مشروع بناء أسرة، أساسها إن كان رخوًا مهلهلاً، فأبشروا بمجتمع يئن تحت وطأة الجهل والتخلّف، وإن كانت قوية، سنتمكن من المفاخرة بها كونها دعائم بناء مجتمع قوي وراقٍ.
فبدلاً من المُطالبة بالرجوع إلى الوراء، وتزويج المُراهقين الذين هم ما زالوا في طور التربية، فضلاً عن مطالبتهم بتربية أطفال من نسلهم، علينا المطالبة بإدراج مادة في المناهج المدرسية، تثقفهم كـ “آباء وأمهات” المستقبل، بالحياة الزوجية التي تنتظرهم، وطرق التعامل مع شريك الحياة. واللحاق بمن هم أكبر سنًا منهم، بتخصيص دورات إجبارية كمرحلة ما قبل الزواج، واعتبارها شرطًا من شروط إتمام عقد الزواج، علّنا مع كل ذلك نقلل من المشاكل الزوجية المؤدية إلى الانفصال وهدم الأسر.
ياسمينة: حل مشاكل الانحلال الخلقي لا يُعالج بالزواج المبكر، فليس من المعقول أن نحل مشكلة، لنقع في عدد من المشاكل .
للحديث تتمة
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/ufJWyxBbmU
الخميس الموافق 23/10/2014 م
سأزوج ابني المراهق
رغم أنه من حملة شهادة الدكتوراه، ويعكف على تحضير رسائل أخرى، إلا أنه يجد أن أحد أسباب الفساد الأخلاقي وتفشيه في مجتمعاتنا الخليجية والعربية على حد سواء، يرجع إلى تأخر سن الزواج، ويفكّر جديًا في تزويج ابنه الذي لا يتعدى السادسة عشرة من عمره!.
مؤمن “هو” بأن السلف من أجدادنا كانوا على صواب في تزويج الفتية والفتيات في سن مبكرة، البنت لا تخطو عامها الحادي عشر إلا وقد تقدَّم إليها ابن عمها ذو الثلاث عشرة سنة، والزوجة ما إن تدخل عامها الثاني عشر إلا وقد حملت على كتفها طفلها الأول!، منطق – رغم احترامي الشديد لشخصه، ولما يحمل من شهادات – إلا أنه لا يمكن أن يترجم على أرض الواقع الذي نعيشه، الذي نجد فيه أن حتى من هم في العشرينيات وربما الثلاثينيات لم ينضجوا فكريًا ولا سلوكيًا، فهل نتوقع منهم تحمّل المسؤولية، والتصرّف بحكمة مع المشاكل الزوجية، وتربية الأبناء؟ أخال منطقه يقف أخرسًا إن ما تكلّمت إحصائيات الطلاق المُرعبة في المجتمع الخليجي!، ويكفي أن تدخل قاعات المحاكم يوميًا لتتعرّف على حجم المشاكل الزوجية التي تنتهي أغلبها بالانفصال، وتشتت الأطفال.
لا يمكن الركون أبدًا إلى أن الرغبات الغريزية هي الدافع لتزويج المراهقين من الأبناء، لحمايتهم من وحل الرذيلة، والوقوع في الخطيئة!، إذن أين ذهب الآباء، ودورهم التربوي، وتعميقهم للوازع الديني عند أبنائهم، لتكون حصونًا لهم تحقق آدميتهم، وتمنعهم من الانجرار وراء الحيوان الذي بداخلهم المحرّض لهم على إشباع غرائهم بأي طريقة كانت، وفي أي وقت، ولا شيء غير تلك الغرائز! ؟
لسنا كأجدادنا، والعلم نور، والحياة تغيّرت، والزواج ليس من أجل الزواج وكفى، بل هو مشروع بناء أسرة، أساسها إن كان رخوًا مهلهلاً، فأبشروا بمجتمع يئن تحت وطأة الجهل والتخلّف، وإن كانت قوية، سنتمكن من المفاخرة بها كونها دعائم بناء مجتمع قوي وراقٍ.
فبدلاً من المُطالبة بالرجوع إلى الوراء، وتزويج المُراهقين الذين هم ما زالوا في طور التربية، فضلاً عن مطالبتهم بتربية أطفال من نسلهم، علينا المطالبة بإدراج مادة في المناهج المدرسية، تثقفهم كـ “آباء وأمهات” المستقبل، بالحياة الزوجية التي تنتظرهم، وطرق التعامل مع شريك الحياة. واللحاق بمن هم أكبر سنًا منهم، بتخصيص دورات إجبارية كمرحلة ما قبل الزواج، واعتبارها شرطًا من شروط إتمام عقد الزواج، علّنا مع كل ذلك نقلل من المشاكل الزوجية المؤدية إلى الانفصال وهدم الأسر.
ياسمينة: حل مشاكل الانحلال الخلقي لا يُعالج بالزواج المبكر، فليس من المعقول أن نحل مشكلة، لنقع في عدد من المشاكل .
للحديث تتمة
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/ufJWyxBbmU
أحدث التعليقات