الآسيويون بشر

ياسمين خلف
بدأ الجو في البحرين في سباقه المحموم في تسجيل أعلى درجات الحرارة، وبدأ اللاهوب ‘’يصلخ’’ جلودنا ويرهقنا، أسأل من يتطلب عمله الخروج للشارع ساعات الظهيرة ‘’الحارقة’’، فلا مكيف سيارة ينفع ولا الملابس القطنية تجدي، وحده التأفف من يشهد على فداحة الوضع الذي قد يأخذنا للحلم في وضع البحرين بالكامل في إطار زجاجي عازل للحرارة ‘’ومكيف بعد’’ والله يعيننا على شهر أغسطس/ آب حيث تسجل أعلى درجات الحرارة والرطوبة في المملكة.
لن يتغير الوضع طبعا فقدرنا أن يكون موقعنا الجغرافي قريب من أشعة الشمس، ولكن ‘’أرحم ترحم’’ فالآسيويون ممن يعملون في المنشآت والطرقات أكثر كما أعتقد من يذوق طعم تلك الحرارة والرطوبة، فمواد البناء والإسفلت وغيرها من المواد التي أجهلها تزيد من هذا الشعور، ومن واجب المقاولين القائمين على تلك المشروعات أن يوفروا على الأقل أدنى مواصفات الحماية لهؤلاء العمال من أشعة الشمس، إذ إن الإحصائيات المحلية تؤكد أن الغالبية العظمى من المصابين بضربات الشمس هم من الآسيويين. مشهد رأيته بأم عيني ولا أظنني سأنساه، حيث لم يجد عمال آسيويون مكاناً لأخذ قسط من الراحة غير حفرة في الأرض انتهوا لتوهم من حفرها، غطوا في سبات أشبه بالموت لا النوم، بعد أن غطوا وجوههم بخرقة بالية، متناسين الحرارة والرطوبة والغبار هنا وهناك، أليس بالإمكان مثلا توفير خيمة صغيرة لهؤلاء يتفيأون فيها ويأخذون قيلولة أو حتى يأكلون فيها غذاءهم، هل ستكلف تلك الخيمة المقاولين شيئا؟ ولم لا توفر لهم قبعات وملابس تتوافر فيها مواصفات السلامة، ولم لا توفر لهم السوائل الباردة التي تعوضهم عما يفقدونه في ساعات عملهم تلك.
هؤلاء العمال المغتربون لحفنة من الدنانير ‘’بشر’’ ولابد من النظر في وضعهم، فيومهم يبدأ مع مغادرة الطيور لأعشاشها، ولا يعودون إلى غرفهم الأشبه بعلب السردين حيث يتراصون فيها إلا مع انهيار قواهم، حيث إن أغلبهم يكابد ليضاعف أجره ويسترزق من هنا وهناك، ليتمكن من إرسال دنانير متواضعة إلى أهله، وكم واحد منهم فضل الموت باختياره وانتحر، على أن يواصل حياته بالوتيرة ذاتها.
مع ساعات المغرب تأتي الشاحنات لتقلهم إلى حيث مساكنهم، وهو مشهد آخر لابد من وضع حد له، عشرات يتراصون في خلفية الشاحنة المكشوفة، بعضهم لم يقاوم النوم من التعب فاستسلم له، فتجدهم يترنحون يمنة ويسرة، كلما دعس السائق الكابح، ماذا سيحدث لو تعرضت الحافلة لحادث أليس من المحتمل أن تسجل كارثة؟ كثيرا ما كنت أقرأ الكلام في عيونهم عندما أكون بالسيارة خلفهم ‘’وغالبا ما كنت أحاول أن أبتعد لأتحاشى المنظر’’ وكأنما يلعنون الدنيا التي جعلت منهم عمالاً بسطاء يستقلون الحافلة يوميا بعد أن تعصرهم الشمس وتستنفد ما بقي منهم من طاقة، ولنتذكر دوما بأننا جميعا مساءلون.

بدأ الجو في البحرين في سباقه المحموم في تسجيل أعلى درجات الحرارة، وبدأ اللاهوب ‘’يصلخ’’ جلودنا ويرهقنا، أسأل من يتطلب عم...

إقرأ المزيد »

تضرب بوحشية وأمام المديرة

ياسمين خلف حادثة طالبة الإعدادي اليتيمة التي تعرضت إلى ضرب مبرح على يد خالها في حرم المدرسة وداخل غرفة المديرة، قضية بل وجريمة لابد من الوقوف عندها، على رغم تبرير وزارة التربية والتعليم تصرف الخال – ولي أمر الطالبة – على أنه طبيعي لاستياء الخال من مستواها الدراسي كونها من الطالبات المهملات في الدراسة.
أولا وقبل كل شيء، الطالبة ما أن تدخل المدرسة فهي في عهدة وأمانة وزارة التربية ممثلة في المديرة أولا والمدرسات ثانياً، وعليهن حمايتها من كل ما قد تتعرض له، إلى أن تخرج من أسوار تلك المدرسة، ولا يحق لأي كان التعرض لسلامة الطالبة حتى وإن كانا والديها، إذا كان وجودهم يهدد حياتها أو سلامتها، ثانيا مهما كان حجم المشكلة التي قد قامت بها الطالبة، فإنه لا يبرر أن يقوم ولي أمرها بضربها ورطم رأسها بالجدار والباب وركلها، من يعلم فلربما كانت نهاية تلك الطالبة على يده، أو حتى على أقل تقدير إصابتها بعاهات مستديمة أو ارتجاج في المخ ناهيك عن الأثر النفسي السلبي الذي ستعاني منه طيلة حياتها وستفرغه فيمن حولها.
لا أخفي سرا أنني عندما تلقيت الخبر وأردت التحقق منه خمنت أن تكون المشكلة التي دفعت ‘’بالخال’’ لضرب ابنة أخته ‘’بوحشية’’ وهي اليتيمة مرتبطة بقضايا الشرف، وصعقت عندما علمت أنها مشكلة مرتبطة بتدني مستواها الدراسي، حري بالمديرة أو المشرفة الاجتماعية دراسة حالة الطالبة، على أقل تقدير بعد حادثة الضرب التي تعرضت لها، فالطالبة مراهقة في الصف الثاني الإعدادي أي لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، وفقيرة ويتيمة وتعيش في كنف خالها الذي يبدو أنه يتعامل بلغة الضرب لا الكلام، وطبيعي أنها تمر بظروف تحتم عليها ربما التقصير في واجباتها المدرسية، والأجدى التعامل مع قضيتها بمهنية تربوية والأخذ بيدها لتتعدى الأزمة لا أن تفصل من المدرسة كما ورد إلينا ونفته وزارة التربية والتعليم.
كما أن إدارة المدرسة على ما أعتقد تأخرت كثيرا في لفت انتباه الأهل لمستوى ابنتهم الدراسي، فالامتحانات النهائية على الأبواب، ومن المفترض أن يلفتوا انتباههم قبل فترة مناسبة لسد الثغرات التي تعاني منها الطالبة، أو حتى مساعدتها عبر إدخالها في صفوف للتقوية، لا أن يأتوا بعد ما فات الفوت كما نقول بالعامية، ويريدوا منها أن تدرس المنهج بالكامل، كما علينا أن ندرك أن الناس قدرات ومن الظلم أن نطلب من جميع الطلبة أن يكونوا متفوقين.
من أسرة تحرير الوقت

حادثة طالبة الإعدادي اليتيمة التي تعرضت إلى ضرب مبرح على يد خالها في حرم المدرسة وداخل غرفة المديرة، قضية بل وجريمة لابد...

إقرأ المزيد »

الدين المعاملة يا «جماعة»

ياسمين خلف سلمان موظف بأحد المقاهي، ولو كانت لي السلطة لجعلت منه مدرسا لفنون التعامل مع الزبائن، أنموذجا حيا للشباب المكافح يعمل مساء ويدرس صباحا في الجامعة، ما لفت انتباهي منذ أن رأيته في المقهى حيث أكتب تقاريري الصحافية عادة، هو مدى شعبيته ومدى لطفه مع الزبائن ناهيك عن ابتسامته الدائمة، على عكس شريحة كبيرة من الموظفين في قطاعات واسعة تتطلب الاحتكاك بالزبائن.
وعلى النقيض من ذلك فقبل أيام فقط ‘’وهو مشهد طالما رأيته’’، كنت بأحد المجمعات التجارية، وكانت إحدى الزبونات ‘’مشتطة’’ وهائجة على البائعة، وكان واضحا من المشادة التي علا فيها الصوت أن البائعة لم تعر الزبونة أي اهتمام وبدلا من أن تجيبها على تساؤلها هزت رأسها بإيماءة دون حتى أدنى التفاتة، مما جعل الزبونة تشتط غضبا، وتقول لها ‘’ نفتخر أنكن يا بحرينيات تعملن في مثل هذه الوظائف ولكن للأسف لا تحترمن الزبون’’. مشهدان يعكسان النقيض في التعامل مع الزبائن، لا ينكر أحد أن الوظائف التي تتطلب احتكاكاً مع الناس هي من أصعب المهن، كما لا ننكر أن لكل منا مشاكله وهمومه التي قد تعكر صفو تفكيره وتمنع الابتسامة من الوصول إلى وجه، ولكن حري بهؤلاء الموظفين أن يعاملوا الزبون بطريقة أكثر احتراما، لا أن يكشروا في وجه الزبون وكأنه أحد الخصوم، أو يجيبوه على أي سؤال بفوقية وكأن ‘’يا أرض انهدي ما عليك أدي’’ كما يقول إخواننا المصريون. قد يكون بعض الموظفين حديثي العهد مع الوظيفة، متواضعي الخبرة في فنون التعامل مع الزبائن، فحبذا لو يتم إعداد دورات تكسبهم تلك اللياقة التي تمكنهم من كسب الناس كزبائن بل وكأصدقاء لا أن تنفرهم وتبعدهم عن المحل، على رغم أن ديننا الإسلامي يحث على ذلك دون الحاجة إلى دروس ووعظ، فالدين معاملة كما يقول نبينا محمد (ص)، ومع ذلك هناك المئات أمثال ‘’سلمان’’ ولكن أيضا علينا ألا ننكر أن هناك المئات أمثال تلك البائعة والذين هم بحاجة ماسة إلي أن يدركوا أهمية المعاملة اللطيفة مع الزبائن.

* من أسرة تحرير «الوقت»

سلمان موظف بأحد المقاهي، ولو كانت لي السلطة لجعلت منه مدرسا لفنون التعامل مع الزبائن، أنموذجا حيا للشباب المكافح يعمل مس...

إقرأ المزيد »

قروض صحية يا «بنوك»

ياسمين خلف أبو محمد وأمثاله كثيرون ضاقت به الوسيعة عندما علم أن زوجته وأم عياله تعاني من ورم في رقبتها، لم يعترض على قضاء الله وقدره ولكنه أراد أن يطمئنها بأخذها إلى إحدى العيادات الخاصة، ولو من قبيل زيادة الاطمئنان بعد فحوصات مجمع السلمانية الطبي، ولكن ظروفه المادية القاهرة جعلته ينكس رأسه خجلا وهو يطلب العون ولو بخمسين دينارا لفتح الملف والدخول على الطبيب وما سيتبعه من صرف للأدوية. المئات من ذوي المرضى يلجؤون إلى الصحف، وقصصهم تنشر على صفحات الصحف يوميا، أكثرهم يطلب العون المادي للعلاج في الخارج، والذي تصل مبالغه إلى الألوف، حتى يكاد الصحافي يفقد بصيص الأمل في الحصول على المتبرعين، وما أقلهم حقيقة في ظل تجاهل المؤسسات الكبيرة لنداءات المرضى الذين أنهكهم المرض ولا يجدون غير التشبث بالأمل وان كان ضئيلا.
حري بالبنوك أن تضيف إلى قائمة امتيازاتها أن تخصص قروضاً ‘’صحية’’ إن جاز لنا الإطلاق عليها، تتيح لذوي المرض الاقتراض لتوفير مبالغ للعلاج، على أن تكون بسيطة الفوائد، وذات أمد طويل، مراعاة لظروف المرضى وأهاليهم، قد ترى البنوك بأنه مشروع يهدد فوائدها وأرباحها، ولكن أكاد أجزم بأنها فكرة قد تدر على البنوك فوائد وتكسب لائحة جديدة من المتعاملين معها.
فالكثير من المواطنين تجدهم يتخبطون يمنة ويسرى يستلفون من هذا وذاك، ويطرقون أبواباً لولا الحاجة لما طرقوها، ويتقبلون الإهانات في أحيان أخرى، فقط ليشفوا قريبهم من المرض ويخففوا من معاناته وآلامه، أسألوا من مر بظروف كهذه، حتما ستجدون أن الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمثل هذه القروض، شأنها شأن القروض الشخصية وتلك الخاصة بالبناء مثلا. وللعلم فقط هناك من يؤخر علاج فلذة كبده أو أحد والديه وعزيز له، لا تخاذلا وإنما فقط ليجمع من هذا وذاك بعض الدنانير، منهم (….. ) الذي تصارع ابنته الموت وهي التي لا تملك مريئاً ولا فتحة شرج وأجريت لها عدة عمليات في البحرين من دون جدوى، وعلاجها في الخارج كما أكد له الأطباء ها هنا.

* من أسرة تحرير الوقت

أبو محمد وأمثاله كثيرون ضاقت به الوسيعة عندما علم أن زوجته وأم عياله تعاني من ورم في رقبتها، لم يعترض على قضاء الله وقدر...

إقرأ المزيد »

لندخن إذا..!

ياسمين خلف

ياسمين خلف تراهنت مع زميل لي أن المدخن السلبي ‘’ المخالط للمدخنين ‘’ يتضرر أكثر من ذاك المدخن، إلا أنه أصر بأن المدخن هو من يتضرر كونه ممارساً لعادة التدخين ويدخل في جوفه الدخان لا ذاك المجاور له، ولم يقتنع إلا مع تأكيد نائب رئيس جمعية مكافحة التدخين البحرينية كاظم الحلواجي الذي قال إن المدخن يأخذ 15% من الدخان، فيما ينثف الدخان المحترق بنسبة 85 % للمجاورين له، وعليه فإن المدخن السلبي يتضرر أكثر من المدخن ذاته.
أي إن المدخنين يرتكبون جريمة في حق غيرهم دون أن يكون هناك قانون يجرم فعلتهم، بل أنهم يتمادون ويفرضون حقهم ‘’ في التدخين ‘’ على من حولهم، ضاربين بعرض الحائط كل توسلات غير المدخنين بالتوقف عن ذلك السلوك أمامهم، ولاسيما المرضى منهم، ممن يعانون من حساسية في الصدر أو العين مثلا، والأدهى والأمر أن آباء وأمهات للأسف يدخنون في حضور أبنائهم دون خوف على صحتهم أو حتى على الأقل الخوف من ممارستهم لنفس العادة في سنوات عمرهم الصغيرة ويبتلون بعادة يعرفون هم جيدا بأنها من أسواء العادات وأن أنكر بعضهم ذلك.
من منا لم ير أباً يدخن في السيارة وبجواره زوجته وأبناؤه والنوافذ مغلقة، ومن منا لم ير زوجاً مع زوجته في أحد المطاعم وهو ينثف الدخان في وجه زوجته وكأنه نسي أبسط أنواع الاحترام لمن شاركته حياته.
لا مجال للشك في أن هذه العادة لن أتمكن لا أنا ولا غيري من إيقافها، ولكن من أراد أن يرمي نفسه إلي التهلكة عليه ألا يجر من حوله إلي مستنقع الأمراض، فأنواع السرطانات المختلفة من سرطان الفم والبلعوم والرئة وتصلب الشرايين والسكتات الدماغية والقلبية ليست بالأمراض الهينة وأن كان كثرة تداول هذه المصطلحات جعلت منها مصطلحات عادية عند البعض، بل جعلت المدخنين يستهزئون بها ومن يحذرهم منها، بل كثير منهم يتحدى ويقول أهلا بالأمراض ولا للتوقف عن التدخين، وحري بهم أن يروا أولئك المبتلين بها وهم أسرى للشراشف البيضاء ينتظرون خاتمة أعمارهم في حسرة على ما جنته أيديهم.
بحق أعجبني قرار إحدى المؤسسات الصحافية الزميلة في فرض غرامة تصل إلى 20 ديناراً لمن يخالف الأنظمة ويدخن في الجريدة، فيما عدا الشرفات المطلة على الهواء الطلق، وكم أتمنى أن تفرض مثل هذه الغرامات في جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الأخرى كنوع من احترام حقوق الغير، أليست الحرية تنتهي عندما تصل إلى حرية الآخرين؟ كلنا نوافق على ذلك وعندما يأتي الأمر إلى التدخين تجد أنصاره يحاربون وبضراوة للوقوف دفاعا عن قاتلهم، زميل لي عندما عجزت عن نصحه وترجيه بالتوقف عن التدخين بحضوري قال هازئا ‘’ دخني يبه وفكينا ‘’ وأعتقد بأنه محق فالمدخن السلبي هو من يعاني أكثر من ذاك المدخن، فلندخن إذ لا رغبة فيه ولكن للتقليل من ضرره رغماً عنه.

ياسمين خلف تراهنت مع زميل لي أن المدخن السلبي ‘’ المخالط للمدخنين ‘’ يتضرر أكثر من ذاك المدخن، إلا أنه أصر بأن المدخن هو...

إقرأ المزيد »

للأزواج فقط.. مع التحية «3»

ياسمين خلف البعض للأسف اعتقد خطأ أن هذه الوصايا ما هي إلا حملة ضد الأزواج، من قبيل الوقوف المتحيز ضد الرجل مع المرأة، على رغم أن الهدف منها لا يخرج عن سياق الإشارة لطرق التعامل مع المرأة لكسبها طوال العمر، ومنهم رجل مرور قال ‘’شعندج كل حاطه على الأزواج’’ وكأني حملت شعار مع الزوجات ضد الأزواج ! وللأمانة ما كان ذلك وارد عندي بتاتا، فأنا من النوع الذي يقول الحق الإنساني لا الحق النسوي ولا الحق الذكوري.
وعلى رغم الإطالة واستغراق ثلاث مقالات على ذلك وأشعر زوجتك بأنها في مأمن من أي خطر، وأنك لا يمكن أن تفرط فيها، أو أن تنفصل عنها أرجع وأقول ‘’أشعر زوجتك بأنك كفيل برعايتها اقتصاديا مهما كانت ميسورة الحال، ولا تطمع في مال ورثته عن أبيها، فلا يحل لك شرعا أن تستولي على أموالها، ولا تبخل عليها بحجة أنها ثرية، فمهما كانت غنية فهي في حاجة نفسية إلى الشعور بأنك البديل الحقيقي لأبيها، وحذار من العلاقات الاجتماعية غير المباحة، فكثير من خراب البيوت تنشأ من تلك العلاقات’’.
وهمسة في أذن الزوج وائم بين حبك لزوجتك وحبك لوالديك وأهلك، فلا يطغى جانب على جانب، ولا يسيطر حب على حساب حب آخر، فأعط كل ذي حق حقه بالحسنى، والقسطاس المستقيم، وكن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها، قال ابن عباس (رض) ‘’إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي’’.
أعطها قسطا وافرا وحظا يسيرا من الترفيه خارج المنزل، كلون من ألوان التغيير، وخصوصاً قبل أن يكون لها أطفال تشغل نفسها بهم، و شاركها وجدانيا فيما تحب أن تشاركك فيه، فزر أهلها وحافظ على علاقة المودة والاحترام تجاه أهلها، واحذر أن تجعلها تغار من عملك بانشغالك به أكثر من اللازم، ولا تجعله يستأثر بكل وقتك، وخصوصاً في إجازة الأسبوع، فلا تحرمها منك في وقت الإجازة سواء كان ذلك في البيت أم خارجه، حتى لا تشعر بالملل والسآمة، ولا تفاجئها حتى تكون متأهبة للقائك، ولئلا تكون على حال لا تحب أن تراها عليه، وخصوصاً إن كنت قادما من السفر.
وانظر معها إلى الحياة من منظار واحد، وقد أوصى الرسول (ص) بالنساء بقوله ‘’رفقا بالقوارير’’ و’’إنما النساء شقائق الرجال’’ وقوله ‘’استوصوا بالنساء خيرا’’، وحاول أن تساعد زوجتك في بعض أعمالها المنزلية، فلقد بلغ من حسن معاشرة الرسول الكريم لنسائه التبرع بمساعدتهن في واجباتهن المنزلية، وحاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك، وتذكر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص، لقوله (ص) ‘’لا يفرك ‘’أي لا بغض’’ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر’’.
واستمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب، فقد كان نساء النبي (ص) يراجعنه في الرأي فلا يغضب منهن وأخيرا أحسن إلى زوجتك وأولادك فالرسول (ص) يقول خيركم خيركم لأهله’’، فإن أنت أحسنت إليهم أحسنوا إليك، وبدلوا حياتك التعيسة سعادة وهناء، لا تبخل على زوجتك ونفسك وأولادك، وأنفق بالمعروف، فإنفاقك على أهلك صدقة قال الرسول الكريم ‘’أفضل الدنانير دينار تنفقه على أهلك’’.

البعض للأسف اعتقد خطأ أن هذه الوصايا ما هي إلا حملة ضد الأزواج، من قبيل الوقوف المتحيز ضد الرجل مع المرأة، على رغم أن ال...

إقرأ المزيد »

للأزواج فقط.. مع التحية «2»

ياسمين خلف كنت قد توقفت في المرة الماضية عند الوصية العاشرة لضيق المساحة، وها أنا ذا أواصل معكم الوصايا الخاصة بالأزواج من دون ‘’الزوجات’’، والتي تقول: أنصت إلى زوجتك باهتمام، فإن ذلك يعمل على تخليصها مما ران عليها من هموم، وتحاشَ الإثارة والتكذيب، ولكن هناك من النساء من لا يستطيع التوقف عن الكلام، أو تصب حديثها في ذم أهلك أو أقربائك، فعليك حينئذ أن تعامل الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة.
والزم الهدوء ولا تغضب، فالغضب أساس الشحناء والتباغض، وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها، ولا تنم ليلتك وأنت غاضب منها وهي حزينة باكية، تذكر أن ما غضبت منه في أكثر الأحوال أمر تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية، ولا يحتاج إلى كل ذلك الانفعال، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهدأ ثورتك، وتذكر أن ما بينك وبين زوجتك من روابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.
وامنح زوجتك الثقة بنفسها، ولا تجعلها تابعة تدور في مجرتك وخادمة منفذة لأوامرك، بل شجعها على أن تكون لها كيانها وتفكيرها وقرارها، واستشرها في كل أمورك، حاورها ولكن بالتي هي أحسن، خذ بقرارها عندما تعلم أنه الأصوب، وأخبرها بذلك، وإن خالفتها الرأي فاصرفها إلى رأيك برفق ولباقة، واثن على زوجتك عندما تقوم بعمل يستحق الثناء، فالرسول (ص) يقول ‘’من لم يشكر الناس لم يشكر الله’’ رواه الترمذي.
وتوقف عن توجيه التجريح والتوبيخ، ولا تقارنها بغيرها من قريباتك اللاتي تعجب بهن وتريدها أن تتخذهن مثلاً علياً تجري في أذيالهن، وتلهث في أعقابهن، وحاول أن توفر لها الإمكانات التي تشجعها على المثابرة وتحصيل المعارف، فإن كانت تبتغي الحصول على شهادة في فرع من الفروع المعرفة فيسر لها ذلك، طالما أن ذلك الأمر لا يتعارض مع مبادئ الدين، ولا يشغلها عن التزاماتها الزوجية والبيتية، وتجاوب مع ما تحرزه زوجتك من نجاح فيما تقوم به.
أعتقد أن المساحة ستخنقني وللمرة الثانية، وحتى نكمل الوصايا الثلاثين نلقاكم في العمود التالي.

كنت قد توقفت في المرة الماضية عند الوصية العاشرة لضيق المساحة، وها أنا ذا أواصل معكم الوصايا الخاصة بالأزواج من دون ‘’ال...

إقرأ المزيد »

للأزواج فقط.. مع التحية

ياسمين خلف النساء عموما ولنقل الزوجات هذه المرة، لهن مثل ما عليهن حقوق، قد يعطيها الزوج إياها من دون علمه، من قبيل البديهيات ولكن حتما هناك من الأزواج ممن يتطلب تذكيرهم بها من حين لآخر، فقد وصلتني رسالة إلكترونية تحوي ثلاثين وصية للأزواج وآثرت أن يقاسمني الأزواج متعة قراءتها، لتنفيذها إن أمكن، ولما لا وهي في غاية السهولة إن أراد الزوج حقا الظفر بحياة زوجية هانئة.
تقول أول الوصايا لا تهن زوجتك، فإن أي إهانة توجهها إليها تظل راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الاهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك بقلبها، وحتى ولو غفرتها لك بلسانها، هي أن تنفعل فتضر بها، أو تشتمها أو تلعن أباها أو أمها، أو تتهمها في عرضها.
وأحسن معاملتك لزوجتك تحسن إليك، أشعرها أنك تفضلها على نفسك، وأنك حريص على إسعادها، ومحافظ على صحتها، ومضح من أجلها، إن مرضت مثلا، اصنع ما أنت عليه قادر وتذكر أن زوجتك تحب أن تجلس لتتحدث معها وإليها في كل ما يخطر ببالك من شؤون، لا تعد إلى بيتك مقطب الوجه عابس المحيا، صامتا أخرسا، فإن ذلك يثير فيها القلق والشكوك، ولا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك، فإن كنت أستاذا في الفلك مثلا فلا تتوقع أن يكون لها مثل اهتمامك بالنجوم والأفلاك.
وتتابع الوصايا لتدعو الزوج إلى أن يكون مستقيما في حياته، لتكون هي كذلك، ففي الأثر ‘’عفوا تعف نساؤكم’’ رواه الطبراني، وتقول واحذر من أن تمدن عينيك إلى ما لا يحل لك، سواء كان ذلك في الطريق أو أمام شاشة التلفاز ‘’وما أسوأ ما تسببت به الفضائيات من مشاكل زوجية ‘’، وإياك ثم إياك أن تثير غيرة زوجتك، بأن تذكرها من حين لآخر انك مقدم على الزواج من أخرى، أو تبدي إعجابك بإحدى النساء، فإن ذلك يطعن في قلبها في الصميم، ويقلب مودتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون، وكثيرا ما تتظاهر تلك المشاعر بأعراض جسدية مختلفة من صداع إلى آلام هنا وهناك، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من طبيب إلى طبيب ‘’ ما تسوى عليك يعني بالعربي الفصيح ‘’، ولا تذكر زوجتك بعيوب صدرت منها في مواقف معينة، ولا تعيرها بتلك الأخطاء والعيوب وخصوصاً أمام الآخرين. وفي الوصية الثامنة تدعو الزوج إلى تعديل سلوكه من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم الزوجة بتعديل سلوكها، ويستمر هو في التشبث بما هو عليه، مع ضرورة تجنب ما يثير غيظ الزوجة ولو كان مزاحا، وتقول اكتسب من صفات زوجتك الحميدة، فكم من رجل ازداد التزاما بدينه حين رأى تمسك زوجته بقيمها الدينية والأخلاقية، وما يصدر عنها من تصرفات سامية.
… وللحديث صلة

النساء عموما ولنقل الزوجات هذه المرة، لهن مثل ما عليهن حقوق، قد يعطيها الزوج إياها من دون علمه، من قبيل البديهيات ولكن ح...

إقرأ المزيد »

الحدائق و«المخدراتية»

ياسمين خلف صدمتني مجموعة من الفتية ومن دون أي مقدمات عندما طلبت منهم اللعب بالكرة في الحديقة المجاورة بعيدا عن السيارات، ليلقوا علي قنبلة من العيار الثقيل عندما برروا فعلتهم بالخوف من دخول تلك الحديقة، حيث يكثر فيها متعاطو المخدرات في كل وقت حسبما قالوا بصوتهم البري ء ووجوههم التي بدا عليها الإجهاد من اللعب.
قالوا إنهم شاهدوا ولمرات عدة وبأم أعينهم رجالا يأتون للحديقة ليلا وحتى ظهرا ويغرزون إبرا في سواعدهم، ولأنهم لم يعودوا أطفال الأمس فهم يدركون خطورة تواجدهم في مكان يرتاده المنحرفون سلوكيا، لم أجد غير أن أحذرهم أنا الأخرى من التواجد هناك إن كانوا فعلا يرون مثل هذه المشاهد، ولم أحاول أن أقنعهم باللعب داخل الحديقة كونها أسلم وتحفظ سلامتهم من حوادث الطرق، فأكون أنا من دفعت بهم إلى الهاوية دون قصد.
ألا توجد رقابة على تلك الحدائق وما يمارس فيها من سلوكيات، وهي المكان الذي من المفترض أن يكون واحة ومتنفسا للأطفال والأهالي في المحافظات، أين عيون وزارة الداخلية ‘’الكبيرة الواسعة’’ عن أولئك الشاذين سلوكيا والمجرمين في حق أنفسهم قبل أن يجرموا في حق الآخرين، في الوقت الذي يراهم الأطفال بعيونهم الصغيرة’’؟، أين شرطة المجتمع عن تلك الحدائق ونحن من توسمنا خيرا منهم وتوقعنا أن نراهم كل حين بالقرب من منازلنا وأحيائنا يحفظون لنا الأمن ويمنعون الجرائم ؟
للأسف أطفال اليوم حرموا وبكل المقاييس من كل ملذات اللعب الحرة الطليقة في الهواء، وحبسوا قهرا أو حتى إراديا بين جدران المنزل بعد أن كثرت الجرائم، وتنوعت بأشكال لم تكن تحمل ذات الملامح قبل عشر سنوات على الأقل، ففي الأمس القريب كان الخوف على البنت هو المتعارف عليه، حتى بتنا في زمن نخاف فيه على الولد أكثر من البنت، بعد أن كثرت الجرائم التي غالبا ما يكون الأولاد هم أبطالها والضحايا في الأغلب الأعم، كما تذكر ذلك رئيسة اللجنة العلاجية لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال في مجمع السلمانية الطبي فضيلة المحروس.
نعم بات الوضع مفزعا وخطرا فإن كان هؤلاء الفتية قد خافوا اليوم من دخول الحديقة واللعب بداخلها، مع وجود وحوش ‘’ متعاطي المخدرات ‘’ بداخلها، فما الذي يضمن لنا بأنهم سيلتزمون بهذا الخوف الذي حماهم لفترة، أليس من المحتمل أن تدفعهم سني المراهقة يوما إلى حب الاكتشاف والمغامرة وتجريب تلك الوخزة التي يرون أنها تحمل صاحبها إلى عالم من الانتشاء!، كل ما نتوقعه أو نحسبه قد يحدث بل وأكثر مما نتوقعه فلتكن للأهالي وقفة جادة لحماية أبنائهم من براثن الجرائم التي قد تقض مضجعهم، فأقل الإيمان أن يبلغ الأهالي الجهات المسؤولة حال وجود أي شكوك لتصرفات غير سوية في تلك الحدائق، لعل وعسى يوقظون تلك الجهات ‘’النائمة’’ لتقوم بواجبها.

صدمتني مجموعة من الفتية ومن دون أي مقدمات عندما طلبت منهم اللعب بالكرة في الحديقة المجاورة بعيدا عن السيارات، ليلقوا علي...

إقرأ المزيد »

سخرة المدرسين

ياسمين خلف هل تصل رسوم الدراسة في جامعة البحرين إلى 12 ألف دينار لينال الطالب شهادة البكالوريوس في الهندسة؟ على ذلك سيحرم الكثير من البحرينيين من دراسة هذا التخصص، وإن كانوا من الطلبة المتصدرين للوحات الشرف في الشهادة الثانوية بحكم أن السواد الأعظم من المواطنين من ذوي الدخل المحدود، والله وحدهم من يعين رب الأسرة الذي يعيل عددا من الأبناء الجامعيين.
للحقيقة وجه آخر، فالرسوم الجامعية لا تتعدى الثلاثمائة دينار للسنة الدراسية الواحدة، أي بحسبة بسيطة فإن إجمالي الرسوم قد لا تتعدى الألفي دينار لدراسة تصل إلى 6 سنوات، على ذلك لماذا تجبر وزارة التربية والتعليم المدرسين المبتعثين للدراسة في جامعة البحرين ممن ”أخلوا” بحسب الوزارة ببنود العقد لدفع رسوم تصل إلى ستة أضعاف المبلغ، والذي سيقودهم لدفع أقساط بالمبلغ لمدة تصل إلى عشرين عاما ” كما لو وقع المدرسين سخرة في يد الوزارة، فمن يدري ربما يتحمل أبناؤهم التكاليف كورثة غير محببة بعد عمر مديد.
الأمور سارت على خير ما يرام منذ بدء الدراسة الجامعية وحتى نال الطلبة الشهادة بعد جهد مضن في الجامعة لسنوات، وعملوا في وزارة التربية والتعليم كمدرسين لسنوات أخرى لم تصل إلى ست سنوات بحسب العقد المبرم ” أن يعمل المبتعث في الوزارة لسنوات تطابق سنوات الدراسة ”، إلا أنهم لم يجدوا ضالتهم في التدريس ”فهل يعطي من لا يحب” فالتدريس على رغم قدسيته لا يميلون إليه ووجدوا أنهم ربما سيكون إنتاجهم أكبر في وزارات الدولة الأخرى أو حتى في القطاع الخاص ناهيك عن المردود المالي الأفضل، فقرروا ترك التدريس، فسلطت عليهم عصا التربية ” الغليظة ” المدعمة بالقانون.
على رغم ذكر ذلك في العقد المسبق بين الطالب ” المتفوق ” وبين وزارة التربية والتعليم التي تكفلت بل لنقل كافأت الطالب على تفوقه بابتعاثه للدراسة في جامعة البحرين، وأدخلت فرحة في قلوب الأهل المتوجسين من الرسوم التي حتما ترهق ميزانية الأسرة، إلا أن للأسف دائما ما يقال للطالب أثناء التوقيع لا تعر الأمر أهمية كبيرة فهي إجراءات روتينية ولا تطبق فعليا ” وهذه حقيقة تعرضت لها شخصيا أثناء توقيع عقد المنحة الدراسية التي حصلت عليها للدراسة في جامعة الكويت ”.
ان كان القانون هو القانون فلم لا يطبق كاملا من دون إغفال بند أو تمريره، شأن أولئك الذين يتخلفون عن الدراسة ويجدون صعوبة في إكمالها فيؤثرون الانسحاب، على رغم أن أحد بنود الاتفاقية ( المادة الرابعة ) واضحة وصريحة بأن من يتخلف عن الدراسة ملزم بدفع الرسوم والرواتب المدفوعة، ناهيك عن أولئك الطلبة المتخرجين والذين لم يعملوا أبدا في وزارة التربية التعليم، وكأن القانون نسيهم أو فضل تناسيهم.
حري بوزارة التربية والتعليم أن تعامل هؤلاء الخريجين من حملة شهادة الهندسة، ممن تشرفوا بالحصول على بعثات لتميزهم وتفوقهم الدراسي معاملة الأطباء والمحامين وغيرهم ممن حصلوا على بعثات دراسية ولم يلزموا بالعمل في وزارة التربية والتعليم، من منطلق نص المادة رقم (3 أ ) والتي تقول (ويجوز للوزارة الترخيص للمبتعث بالعمل لدى إحدى وزارات الدولة أو مؤسساتها في حالة وجود تلك الوظيفة الشاغرة) خصوصا مع وجود خريجي تربية في العلوم الهندسية وأولى بالتدريس وأكفأ للوظيفة .
وان كان رد وزارة التربية والتعليم سيؤكد على عدم جواز تمرير هذا البند، فإننا نطمح أن يحصل هؤلاء الخريجون على إعفاء من تلك الرسوم كمكرمة ملكية تزيل هما أقلقهم وسيثقل كاهلهم لعشرين سنة مقبلة.

هل تصل رسوم الدراسة في جامعة البحرين إلى 12 ألف دينار لينال الطالب شهادة البكالوريوس في الهندسة؟ على ذلك سيحرم الكثير من...

إقرأ المزيد »