عدد لا يستهان به من البحرينيين يعانون من مرض السكلر ”فقر الدم المنجلي” سواء مصابون به أم حاملون للمرض، والعائلة التي تضم أحدهم تعرف تمام المعرفة ما الذي يعنيه هذا المرض من آلام مبرحة ونوبات لا تعرف وقتا ولا حينا، هي مشيئة الله التي لا اعتراض عليها، ولكن على المجتمع مسؤولية كبرى تجاههم فمن أبرز مشكلات هذه الفئة هي صعوبة حصولهم على عمل يحفظ لهم كرامتهم ويمنعهم ذل السؤال والفاقة، وهو بيت القصيد.
إحداهن فقدت وظيفتها قبل أشهر، والسبب كثرة تغيبها ”مو عيارة والله ” ولكن لكثرة نوبات المرض التي داهمتها ولم ترحمها إذ جعلتها تتلوى على الفراش فأنهكها المرض، رغم أنها لم تخف على رب العمل معاناتها من هذا المرض المزمن، بل إنها من المجتهدات في عملها، والأكيد أن الكثيرين من مرضى السكلر تعرضوا إلى ما تعرضت إليه هذه الفتاة التي أصيبت بعد فصلها من العمل بانتكاسة أطالت من وقت بقائها على الفراش، الوقت حان قبل أي وقت مضى بأن يفرض على أرباب العمل في أي شركة أو مؤسسة وحتى الوزارات أن تشغل ما لا يقل عن 4 موظفين يعانون من أمراض مزمنة تجبرهم على الغياب المستمر والحال بالمثل بالنسبة إلى المعوقين الذين لا تقل معاناتهم عن معاناة مرضى السكلر.
والمساندة المجتمعية يجب ألا تتوقف عند هذا الحد بل لا بد أن تسند إليهم أعمال نوعا ما خفيفة، ولا أعني بذلك الأعمال الوضيعة ” إطلاقا ”، وإنما تلك التي لا تتطلب منهم مثلا العمل داخل وخارج المكتب لما تتطلبه من مشقة والتعرض لتقلبات الجو التي هي من أهم الأسباب التي تعرضهم إلى النوبات، وفي الحقيقة هناك موظفون يعانون من هذا المرض ويبذلون جهدا يميزهم حتى عن الأصحاء من الموظفين.
هذا إذ ما سلطنا الضوء على العاملين منهم، ولكن هناك الفئة السنية الأصغر الذين لا يزالون على مقاعدهم الدراسية سواء في المدرسة أم في الجامعة، فمعاناتهم مع الغياب المتكرر تؤرقهم وتؤرق أهاليهم، فتجدهم يبذلون طاقة إضافية لتعويض الحصص والدروس الفائتة عليهم ”بمجهود شخصي ” بل ويضطرون إلى تقديم امتحانين أو أكثر في الوقت نفسه للحاق بركب أقرانهم الطلاب، مما يعرضهم في كثير من الأحيان إلى الإصابة بنوبة جديدة بعد الامتحانات أو حتى في منتصفها لما يلاقونه من ضغط نفسي كبير من قلق الامتحانات، وجميع العارفين بالمرض والأطباء يعرفون أن الخوف والقلق من أهم أسباب التعرض لنوبات السكلر.
وللأسف بيننا أناس لا يستحقون أن يعيشوا وسط البشر، فتجدهم يعيرون المصاب بهذا المرض وكأنه هو من جلبه لنفسه، والأنكى أن البعض منهم يتسبب في تأخرهم عن الزواج أوالبقاء عزاباً لآخر عمرهم، إذ تراهم يعملون كعمل الشيطان الذي يوسوس في الصدور، ”إشلك فيها هذي مريضة، من قلة البنات في البلد” أو يقال لها ”ما عليش منه إيقصون عليش وتبتلشين بعيال مرضى ” ومن الحالات التي مرت علي أن أحدهم اقترن بفتاة مصابة بالسكلر وهو من الأصحاء، وكان متقبلا لمرضها، ولكن حدث أن انفصلا بعد فترة وجيزة من الخطبة، إلا أنه أنكر هو وأهله معرفتهم بأنها مصابة بالمرض وأخذوا يشون بها في كل منزل ومجلس بأنهم وقعوا تحت نصب هذه الفتاة وأهلها، وكأنهم نسوا أن هناك قانوناً يجبر على الفحص ما قبل الزواج ” أي أنهم يعرفون أنها مصابة بالمرض ” والأهم يعرفون وإن تناسوا بأن الله يأخذ حق كل مظلوم.
عدد لا يستهان به من البحرينيين يعانون من مرض السكلر ''فقر الدم المنجلي'' سواء مصابون به أم حاملون للمرض، والعائلة التي ت...
أحدث التعليقات