سلمان موظف بأحد المقاهي، ولو كانت لي السلطة لجعلت منه مدرسا لفنون التعامل مع الزبائن، أنموذجا حيا للشباب المكافح يعمل مساء ويدرس صباحا في الجامعة، ما لفت انتباهي منذ أن رأيته في المقهى حيث أكتب تقاريري الصحافية عادة، هو مدى شعبيته ومدى لطفه مع الزبائن ناهيك عن ابتسامته الدائمة، على عكس شريحة كبيرة من الموظفين في قطاعات واسعة تتطلب الاحتكاك بالزبائن.
وعلى النقيض من ذلك فقبل أيام فقط ‘’وهو مشهد طالما رأيته’’، كنت بأحد المجمعات التجارية، وكانت إحدى الزبونات ‘’مشتطة’’ وهائجة على البائعة، وكان واضحا من المشادة التي علا فيها الصوت أن البائعة لم تعر الزبونة أي اهتمام وبدلا من أن تجيبها على تساؤلها هزت رأسها بإيماءة دون حتى أدنى التفاتة، مما جعل الزبونة تشتط غضبا، وتقول لها ‘’ نفتخر أنكن يا بحرينيات تعملن في مثل هذه الوظائف ولكن للأسف لا تحترمن الزبون’’. مشهدان يعكسان النقيض في التعامل مع الزبائن، لا ينكر أحد أن الوظائف التي تتطلب احتكاكاً مع الناس هي من أصعب المهن، كما لا ننكر أن لكل منا مشاكله وهمومه التي قد تعكر صفو تفكيره وتمنع الابتسامة من الوصول إلى وجه، ولكن حري بهؤلاء الموظفين أن يعاملوا الزبون بطريقة أكثر احتراما، لا أن يكشروا في وجه الزبون وكأنه أحد الخصوم، أو يجيبوه على أي سؤال بفوقية وكأن ‘’يا أرض انهدي ما عليك أدي’’ كما يقول إخواننا المصريون. قد يكون بعض الموظفين حديثي العهد مع الوظيفة، متواضعي الخبرة في فنون التعامل مع الزبائن، فحبذا لو يتم إعداد دورات تكسبهم تلك اللياقة التي تمكنهم من كسب الناس كزبائن بل وكأصدقاء لا أن تنفرهم وتبعدهم عن المحل، على رغم أن ديننا الإسلامي يحث على ذلك دون الحاجة إلى دروس ووعظ، فالدين معاملة كما يقول نبينا محمد (ص)، ومع ذلك هناك المئات أمثال ‘’سلمان’’ ولكن أيضا علينا ألا ننكر أن هناك المئات أمثال تلك البائعة والذين هم بحاجة ماسة إلي أن يدركوا أهمية المعاملة اللطيفة مع الزبائن.
* من أسرة تحرير «الوقت»
سلمان موظف بأحد المقاهي، ولو كانت لي السلطة لجعلت منه مدرسا لفنون التعامل مع الزبائن، أنموذجا حيا للشباب المكافح يعمل مساء ويدرس صباحا في الجامعة، ما لفت انتباهي منذ أن رأيته في المقهى حيث أكتب تقاريري الصحافية عادة، هو مدى شعبيته ومدى لطفه مع الزبائن ناهيك عن ابتسامته الدائمة، على عكس شريحة كبيرة من الموظفين في قطاعات واسعة تتطلب الاحتكاك بالزبائن.
وعلى النقيض من ذلك فقبل أيام فقط ‘’وهو مشهد طالما رأيته’’، كنت بأحد المجمعات التجارية، وكانت إحدى الزبونات ‘’مشتطة’’ وهائجة على البائعة، وكان واضحا من المشادة التي علا فيها الصوت أن البائعة لم تعر الزبونة أي اهتمام وبدلا من أن تجيبها على تساؤلها هزت رأسها بإيماءة دون حتى أدنى التفاتة، مما جعل الزبونة تشتط غضبا، وتقول لها ‘’ نفتخر أنكن يا بحرينيات تعملن في مثل هذه الوظائف ولكن للأسف لا تحترمن الزبون’’. مشهدان يعكسان النقيض في التعامل مع الزبائن، لا ينكر أحد أن الوظائف التي تتطلب احتكاكاً مع الناس هي من أصعب المهن، كما لا ننكر أن لكل منا مشاكله وهمومه التي قد تعكر صفو تفكيره وتمنع الابتسامة من الوصول إلى وجه، ولكن حري بهؤلاء الموظفين أن يعاملوا الزبون بطريقة أكثر احتراما، لا أن يكشروا في وجه الزبون وكأنه أحد الخصوم، أو يجيبوه على أي سؤال بفوقية وكأن ‘’يا أرض انهدي ما عليك أدي’’ كما يقول إخواننا المصريون. قد يكون بعض الموظفين حديثي العهد مع الوظيفة، متواضعي الخبرة في فنون التعامل مع الزبائن، فحبذا لو يتم إعداد دورات تكسبهم تلك اللياقة التي تمكنهم من كسب الناس كزبائن بل وكأصدقاء لا أن تنفرهم وتبعدهم عن المحل، على رغم أن ديننا الإسلامي يحث على ذلك دون الحاجة إلى دروس ووعظ، فالدين معاملة كما يقول نبينا محمد (ص)، ومع ذلك هناك المئات أمثال ‘’سلمان’’ ولكن أيضا علينا ألا ننكر أن هناك المئات أمثال تلك البائعة والذين هم بحاجة ماسة إلي أن يدركوا أهمية المعاملة اللطيفة مع الزبائن.
* من أسرة تحرير «الوقت»
أحدث التعليقات