قصة الجمرات الثلاث ما زالت حية


أي مأزق تعيشه قرية بني جمرة

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

يحكي ان فتاة يمنية يعود أصلها لقبائل مضر ، حلمت ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة ان ثلاث جمرات قد خرجت من جسمها..ومن بين ما فسر لها المفسرون، انها سترزق بثلاثة أولاد.. مرت سنوات وتزوجت الفتاة وبعدها صدقت الرؤيا، فأسمت كل واحد منهم باسم جمرة ، كبر الابناء وبقي احدهم في اليمن مسقط رأسه، وهاجر الآخر الي ايران، والاخير هاجر الي البحرين، وسكن في المنطقة الشمالية منها، وتزوج وتوالدت قبيلته، وسميت المنطقة تلك باسمه بني جمرة ، حتي وصل اليوم عدد سكانها الي ما يربو علي ستة آلاف نسمة.. هذه القصة حية حتي اليوم يرددها الكثيرون.
وتلك احد الروايات المتعلقة بالتسمية!! وقد تكون هناك روايات اخري، لكن، ما يهمنا اليوم هذه القرية التي شهدت احداثا واحداثا، كيف حالها اليوم؟! وماذا ينقصها؟ ذلك ما عرفناه من خلال جولتنا الساخنة والتي زادتها سخونة حرارة الصيف الذي بدأت تلهب اجسادنا.

تحويل المدخل الرئيسي
أول هم رأي اهالي القرية بأنه يقلقهم ويزعجهم منذ عشرين عاما، والذي سبق وان ناقشوه مع المسئولين، وبعثوا بشأنه رسالة للديوان الملكي الذي تجاوب دون ان يترجم تجاوبه علي ارض الواقع ذلك الـ ‘ هم وهو تحويل المدخل الرئيسي الشمالي للقرية الي مخرج وتحدث في الامر محمد محسن وقال: قابلنا وزير الاشغال والزراعة السابق لطرح ومناقشة الموضوع معه، ووعد بالاهتمام بالموضوع، بل قال اعتبروا ان الموضوع قد انتهي، وسوف نقر بوضع اشارة ضوئية علي المدخل ولن نغلقه.. وذهبت تلك الوعود ادراج الرياح.
وعن اسباب اصرارهم علي ان يكون ذلك المنفذ مدخلا للقرية وليس بمخرج قال مضيفا: انه مدخل للمدارس في المنطقة ولمركز البديع الصحي، بل انه مدخل رئيسي لقرية الدراز.. ويتساءل: لم يتم انشاء دوار لمدخل الدراز وآخر لقرية الجنبية، ولا يتم انشاء دوار لقرية بني جمرة؟! ولم تكون هناك اشارات ضوئية للقري المتلاصقة كالديه وجدحفص والسنابس وتحرم علينا؟! فنحن نطالب المسئولين بضرورة وضع اشارات مرورية او مرايا عاكسة داخل القرية لتسهيل حركة المرور.

المجاري لم
تصل لمجمع 539
وكغيرها من القري في البحرين تعاني قرية بني جمرة من مشكلة المجاري التي تبعث الضيق علي أهلها، وتثير اشمئزاز زائريها، حيث اشار لتلك المشكلة محمد جعفر محسن – رئيس صندوق بني جمرة الخيري – سابقا مكملا: لدينا قائمة بأسماء مالكي 24 منزلا لم تصلهم المجاري بعد !!
وهم من يسكنون مجمع 539، علي الرغم من انتهاء شبكة المجاري في المجمع ذاته. وقد علق المسئولون السبب علي شماعة توصيلات شبكة الكهرباء والماء التي حالت دون امدادات شبكة المجاري!! ويزيد علي قوله: ناهيك عن وجود مضخة لمياه المجاري – قريبة من مدرسة البديع الابتدائية للبنين وللمركز الصحي، والتي هي مضخة باعثة علي الروائح الكريهة والمؤذية نفسيا لجملة من الأهالي، وبخاصة عندما يسدل الليل استاره وترتفع درجة الرطوبة، مما تسبب الارق للأهالي، وقد سبق وان نبهنا المسئولين بأضرار نقل المضخة من خارج البديع الي داخل قرية بني جمرة ، ولكن دون اي فائدة والآن وقد صدق تنبؤنا وحدث ما كنا نحسب له ألف حساب، نقلنا شكوانا للمسئولين ووعدونا خيرا بالقضاء علي المشكلة، وكغيرها من المشاكل لم نر اي تغيير او تحسن بشأنها.

ثلاثون عاماً عمر الشوارع

عمران حسين عمران – عضو المجلس البلدي – ورئيس صندوق بني جمرة الخيري حاليا يؤكد علي ان هناك 68 منزلا ايل للسقوط، 18 بيتا منها في حالة يرثي لها والبعض الآخر مهجور واصبح مأوي للكلاب والقطط. وبشأن الشوارع الرئيسية في القرية يؤكد علي انها لم ترصف منذ ما يناهز الثلاثين عاما!! وان ما تحتاجه القرية: رصف للشوارع، وانشاء شوارع تربط بين القرية الاصلية القديمة والاحياء الجديدة، والتي تفيض بمياه الامطار شتاء، فتحول دون التنقل بينها حتي مع استخدام السيارة. مشيرا الي حاجة مجمعي 537 و539 الي مدخل علي شارع البديع الرئيسي، والذي يمكن انشاؤه بالقرب من دوار الدراز.

صحتنا وصحة
أبنائنا في خطر
وفي مداخلة لمحمد حسين محمد – احد وجهاء القرية قال: ولا ننسي مشكلة الظلام الدامس الذي يخيم علي بعض مناطق القرية ليلا، بسبب عدم وجود انارة كافية، وان وجدت فهي اما ان تكون ضعيفة أو تحتاج الي صيانة.
كما تنقص القرية حاويات للقمامة وبخاصة بين أزقتها، فبعد ان رفعنا شكوانا للمسئولين والتي تترجم نفاد صبرنا وقلة حيلتنا لتجمع اكوام القمامة وبخاصة بعد الخصخصة، اشاروا الي ان السبب يعود الي ضيق وكثرة الازقة في القرية، يتساءل: ما ذنبنا اذا كانت القرية تمتلئ بتلك الازقة الضيقة؟ وهل ندفع ثمنا لذلك من صحتنا وصحة ابنائنا التي ستتأثر بفعل تلك القمامة التي هي ملاذ للجرذان والبكتيريا والجراثيم.
مدرسة البديع الابتدائية للبنين هي ثاني مدرسة انشئت في البحرين، مع بداية اكتشاف النفط، تحتاج الي تطوير وترميم حفاظا عليها، ذلك ما بدأ به محمد طالب الغسرة – رئيس اللجنة الاجتماعية بصندوق بني جمرة الخيري – مكملا: كما ان مدرسة البنات جزء مقتطع من مدرسة البديع للبنين، وهي مدرسة صغيرة ولا يمكن التوسع فيها لمحدودية الارض القريبة منها، ونقترح ضمها لمدرسة البنين، وانشاء مدرسة جديدة للبنات، وكما نطالب بضرورة انشاء مدرسة اعدادية للبنات لاختصار المسافات التي تقطعها الطالبات كل يوم.. يسكت برهة ويقول: معظم أهالي القرية دخلهم محدود ان لم يكونوا اقل من ذلك، إلا انهم وبسبب عدم توفير وزارة التربية والتعليم المواصلات لابنائهم وبناتهم يضطرون الي استئجار باصات لنقلهم من والي مدارسهم وبخاصة اولئك الذين لديهم طالبات في المرحلة الاعدادية، ويداومن في مدارس قرية الدراز.. وان حدث ولم يستطع رب العائلة توفير ذلك لهن، يضطررن الي عبور الشارع السريع ويعرضن حياتهن للخطر، يقول بأسي: الأجل توفير تلك المواصلات يريدوننا ان نعتصم ونمنع بناتنا من مواصلة الدراسة – كما حدث في السبعينات عندما توفيت طالبة وبقيت الاخري في العناية المركزة عندما صدمتهما سيارة اثناء مرورهما علي الشارع للوصول الي مدرستيهما -؟! بسبب عدم وجود مدرسة في المنطقة حتي تم انشاء مدرسة هاجر الابتدائية للبنات.

أسم القرية عار ؟!

ذلك ما تساءل عنه عبدالرؤوف محمد جعفر – نائب رئيس صندوق بني جمرة الخيري سابقا مستندا في تساؤله علي عدم وجود أي مرفق في القرية يحمل اسمها، لا مدرسة ولا مركزا صحيا ولا حتي اي مرفق آخر، ويقول كما لو كان يسترجع ذكريات مضت وولت: مدرسة هاجر الابتدائية عندما انشئت سميت بمدرسة بني جمرة واستمر الحال علي ذلك ثلاث سنوات فقط حتي تم تغيير اسم المدرسة الي ما هو عليه الآن، ويعيد تساؤله: لم تم تغيير اسمها؟، أليس من حقنا ان يكون احد المرافق التي تحتضنها القرية باسمها؟!
وقال نائب رئيس الصندوق الحالي جعفر عبدالحسين منصور: مقبرة القرية تحتاج الي تسوير واضاءة، كما ويقترح استغلال السور الشمالي للمقبرة والمطل علي شارع البديع في الدعاية والاعلان حتي يتم صرف الريع الناتج عنه في تطوير المقبرة، ومؤكدا في ذات الوقت علي ان قرية بني جمرة هي القرية الوحيدة في المنطقة الشمالية التي تفتقر الي مساحة لاقامة قسائم سكنية عليها، مما يحرم قاطنيها من فرصة الاستفادة من التوسع العمراني، والذي قضي بعضه علي الاراضي الزراعية في بعض بقاع القرية.

معالم تراثية
في طريقها للاندثار
صناعة النسيج والتي عرف اهل بني جمرة بها، لامتهانهم الحرفة، واعتمادهم عليها كمصدر للرزق، باتت اليوم مقتصرة علي عائلتين فقط!! بأسي واضح علي جعفر يكمل : سبق وان اجتمعنا بالمسئولين ووزير الاعلام لتطوير هذه المهنة والمحافظة عليها، والتي هي احد المعالم التراثية التي في طريقها للاندثار، وقد سبق وان وعدنا وكيل الاعلام السابق كاظم رجب بتخصيص مبلغ وقدره 150 ألف دينار لتطويرها ولم نر شيئا مما ذكر. بل ان الوكيل الحالي مبارك العطوي قد وعدنا برفع الامر الي وزير الاعلام، وبالفعل تم رفعه إلا ان الرد الكتابي كان مخيبا للآمال، حيث جاء فيه ان الارض التي تم تخصيصها لمزاولة المهنة قد استملكتها وزارة الاسكان، وان الطلب سوف يؤجل حتي يتم توفير مكان آخر، او قد تنقل الحرفة الي مركز الحرف في الجسرة!! وذلك ما لا نقبله، فقد اشتهرت القرية بصناعة النسيج منذ القدم، ولن نتنازل عن هذا الشرف، فنحن نطالب بتطوير الحرفة في القرية الأم لا ان يتم تصديرها الي مناطق اخري. كما طالب بضرورة اهتمام قسم الآثار ووزارة الاعلام بالنهر الداخلي تحت الارض في شرق القرية، والذي يصب من قرية المرخ ، والذي عرفه أهالي البحرين منذ القدم، واستغل في السباحة والغسيل لبرودة مياهه في الصيف ودفئها في الشتاء.

الصندوق الخيري.. في مأزق

وفي مساحة صغيرة جدا لا تسع إلا لقلة من الافراد لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد الواحدة، خصص لأن يكون مقرا للصندوق الخيري في القرية وعن ذلك يقول عمران حسين عمران – رئيس الصندوق: في هذا المكان الصغير نجتمع ونزاول عملنا الخيري، وبالاضافة الي صغر مساحته فهو بالايجار!! فنحن نطالب بتوفير مقر للصندوق شأننا في ذلك شأن الصناديق الخيرية الاخري، كما نتمني انشاء ناد ثقافي لينفس الشباب عن انفسهم فيه، ويصرفون أوقاتهم.. بما هو مفيد، وحديقة ولو صغيرة لتكون متنفسا لأهالي القرية وبخاصة الاطفال والنساء منهم.
حالة من جملة من الحالات
واثناء مرورنا بين الازقة التي غلب علي ارضها الرمل لعدم سفلتتها، شدنا بيت آيل للسقوط، قيل لنا ان عائلة من 14 شخصا يسكنونه، فأحببنا الولوج داخله باعتباره احد نماذج سكان القرية. رحبوا بنا ونقلوا لنا جزءا من معاناتهم، والتي برغمها ما زالوا يبتسمون.
الابنة ذات التسعة عشر ربيعا قالت: نحن 14 فردا بالاضافة الي عمتي القاطنة معنا، وابي هو من يعيلنا من راتبه الذي لا يتجاوز 295 دينارا كونه مزارعا، ومنزلنا هذا الذي ترون ليس ملكا لوالدي وحده، وانما له ولاخوانه واخواته باعتباره إرثا للعائلة، تقدمنا بطلب لوزارة الاسكان ولكن الفرج لن يأتي الآن، فقد مرت الآن خمس سنوات فقط منذ ان تقدمنا به، وعلينا الانتظار!! تبتسم وهي تكمل: نحن اربعة أولاد وسبع بنات، وفقط واحدة منا هي المتزوجة، اما الباقي: فواحدة في الجامعة والاخري في المرحلة الثانوية، واثنان من اخواني في المرحلة الاعدادية. وثلاثة في المرحلة الابتدائية، اما عن اختي الصغري فهي لا زالت في الروضة. ولكم ان تتخيلوا الوضع مع راتب ابي الاقل من متواضع. تشاركنا الحديث عمتها التي تقول: هذا البيت المتهالك والمتصدع، مكون من ثلاث حجر ومطبخ وصالة، والمنزل يتحول الي بركة سباحة شتاء بفعل الامطار المتساقطة وان كانت شحيحة.. تكمل بعد تنهيدة مرة: كهرباء المنزل ضعيفة جدا، ولكن ضعف راتب اخي اكثر، فنضطر الي التجمع كلنا في غرفة واحدة اثناء فصل الصيف، لنوفر من استخدامنا للكهرباء والتي تعتبر عبئا يضاف الي باقي الاعباء المالية الملقاة علي أخي

catfeat
13-05-2003


أي مأزق تعيشه قرية بني جمرة

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

يحكي ان فتاة يمنية يعود أصلها لقبائل مضر ، حلمت ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة ان ثلاث جمرات قد خرجت من جسمها..ومن بين ما فسر لها المفسرون، انها سترزق بثلاثة أولاد.. مرت سنوات وتزوجت الفتاة وبعدها صدقت الرؤيا، فأسمت كل واحد منهم باسم جمرة ، كبر الابناء وبقي احدهم في اليمن مسقط رأسه، وهاجر الآخر الي ايران، والاخير هاجر الي البحرين، وسكن في المنطقة الشمالية منها، وتزوج وتوالدت قبيلته، وسميت المنطقة تلك باسمه بني جمرة ، حتي وصل اليوم عدد سكانها الي ما يربو علي ستة آلاف نسمة.. هذه القصة حية حتي اليوم يرددها الكثيرون.
وتلك احد الروايات المتعلقة بالتسمية!! وقد تكون هناك روايات اخري، لكن، ما يهمنا اليوم هذه القرية التي شهدت احداثا واحداثا، كيف حالها اليوم؟! وماذا ينقصها؟ ذلك ما عرفناه من خلال جولتنا الساخنة والتي زادتها سخونة حرارة الصيف الذي بدأت تلهب اجسادنا.

تحويل المدخل الرئيسي
أول هم رأي اهالي القرية بأنه يقلقهم ويزعجهم منذ عشرين عاما، والذي سبق وان ناقشوه مع المسئولين، وبعثوا بشأنه رسالة للديوان الملكي الذي تجاوب دون ان يترجم تجاوبه علي ارض الواقع ذلك الـ ‘ هم وهو تحويل المدخل الرئيسي الشمالي للقرية الي مخرج وتحدث في الامر محمد محسن وقال: قابلنا وزير الاشغال والزراعة السابق لطرح ومناقشة الموضوع معه، ووعد بالاهتمام بالموضوع، بل قال اعتبروا ان الموضوع قد انتهي، وسوف نقر بوضع اشارة ضوئية علي المدخل ولن نغلقه.. وذهبت تلك الوعود ادراج الرياح.
وعن اسباب اصرارهم علي ان يكون ذلك المنفذ مدخلا للقرية وليس بمخرج قال مضيفا: انه مدخل للمدارس في المنطقة ولمركز البديع الصحي، بل انه مدخل رئيسي لقرية الدراز.. ويتساءل: لم يتم انشاء دوار لمدخل الدراز وآخر لقرية الجنبية، ولا يتم انشاء دوار لقرية بني جمرة؟! ولم تكون هناك اشارات ضوئية للقري المتلاصقة كالديه وجدحفص والسنابس وتحرم علينا؟! فنحن نطالب المسئولين بضرورة وضع اشارات مرورية او مرايا عاكسة داخل القرية لتسهيل حركة المرور.

المجاري لم
تصل لمجمع 539
وكغيرها من القري في البحرين تعاني قرية بني جمرة من مشكلة المجاري التي تبعث الضيق علي أهلها، وتثير اشمئزاز زائريها، حيث اشار لتلك المشكلة محمد جعفر محسن – رئيس صندوق بني جمرة الخيري – سابقا مكملا: لدينا قائمة بأسماء مالكي 24 منزلا لم تصلهم المجاري بعد !!
وهم من يسكنون مجمع 539، علي الرغم من انتهاء شبكة المجاري في المجمع ذاته. وقد علق المسئولون السبب علي شماعة توصيلات شبكة الكهرباء والماء التي حالت دون امدادات شبكة المجاري!! ويزيد علي قوله: ناهيك عن وجود مضخة لمياه المجاري – قريبة من مدرسة البديع الابتدائية للبنين وللمركز الصحي، والتي هي مضخة باعثة علي الروائح الكريهة والمؤذية نفسيا لجملة من الأهالي، وبخاصة عندما يسدل الليل استاره وترتفع درجة الرطوبة، مما تسبب الارق للأهالي، وقد سبق وان نبهنا المسئولين بأضرار نقل المضخة من خارج البديع الي داخل قرية بني جمرة ، ولكن دون اي فائدة والآن وقد صدق تنبؤنا وحدث ما كنا نحسب له ألف حساب، نقلنا شكوانا للمسئولين ووعدونا خيرا بالقضاء علي المشكلة، وكغيرها من المشاكل لم نر اي تغيير او تحسن بشأنها.

ثلاثون عاماً عمر الشوارع

عمران حسين عمران – عضو المجلس البلدي – ورئيس صندوق بني جمرة الخيري حاليا يؤكد علي ان هناك 68 منزلا ايل للسقوط، 18 بيتا منها في حالة يرثي لها والبعض الآخر مهجور واصبح مأوي للكلاب والقطط. وبشأن الشوارع الرئيسية في القرية يؤكد علي انها لم ترصف منذ ما يناهز الثلاثين عاما!! وان ما تحتاجه القرية: رصف للشوارع، وانشاء شوارع تربط بين القرية الاصلية القديمة والاحياء الجديدة، والتي تفيض بمياه الامطار شتاء، فتحول دون التنقل بينها حتي مع استخدام السيارة. مشيرا الي حاجة مجمعي 537 و539 الي مدخل علي شارع البديع الرئيسي، والذي يمكن انشاؤه بالقرب من دوار الدراز.

صحتنا وصحة
أبنائنا في خطر
وفي مداخلة لمحمد حسين محمد – احد وجهاء القرية قال: ولا ننسي مشكلة الظلام الدامس الذي يخيم علي بعض مناطق القرية ليلا، بسبب عدم وجود انارة كافية، وان وجدت فهي اما ان تكون ضعيفة أو تحتاج الي صيانة.
كما تنقص القرية حاويات للقمامة وبخاصة بين أزقتها، فبعد ان رفعنا شكوانا للمسئولين والتي تترجم نفاد صبرنا وقلة حيلتنا لتجمع اكوام القمامة وبخاصة بعد الخصخصة، اشاروا الي ان السبب يعود الي ضيق وكثرة الازقة في القرية، يتساءل: ما ذنبنا اذا كانت القرية تمتلئ بتلك الازقة الضيقة؟ وهل ندفع ثمنا لذلك من صحتنا وصحة ابنائنا التي ستتأثر بفعل تلك القمامة التي هي ملاذ للجرذان والبكتيريا والجراثيم.
مدرسة البديع الابتدائية للبنين هي ثاني مدرسة انشئت في البحرين، مع بداية اكتشاف النفط، تحتاج الي تطوير وترميم حفاظا عليها، ذلك ما بدأ به محمد طالب الغسرة – رئيس اللجنة الاجتماعية بصندوق بني جمرة الخيري – مكملا: كما ان مدرسة البنات جزء مقتطع من مدرسة البديع للبنين، وهي مدرسة صغيرة ولا يمكن التوسع فيها لمحدودية الارض القريبة منها، ونقترح ضمها لمدرسة البنين، وانشاء مدرسة جديدة للبنات، وكما نطالب بضرورة انشاء مدرسة اعدادية للبنات لاختصار المسافات التي تقطعها الطالبات كل يوم.. يسكت برهة ويقول: معظم أهالي القرية دخلهم محدود ان لم يكونوا اقل من ذلك، إلا انهم وبسبب عدم توفير وزارة التربية والتعليم المواصلات لابنائهم وبناتهم يضطرون الي استئجار باصات لنقلهم من والي مدارسهم وبخاصة اولئك الذين لديهم طالبات في المرحلة الاعدادية، ويداومن في مدارس قرية الدراز.. وان حدث ولم يستطع رب العائلة توفير ذلك لهن، يضطررن الي عبور الشارع السريع ويعرضن حياتهن للخطر، يقول بأسي: الأجل توفير تلك المواصلات يريدوننا ان نعتصم ونمنع بناتنا من مواصلة الدراسة – كما حدث في السبعينات عندما توفيت طالبة وبقيت الاخري في العناية المركزة عندما صدمتهما سيارة اثناء مرورهما علي الشارع للوصول الي مدرستيهما -؟! بسبب عدم وجود مدرسة في المنطقة حتي تم انشاء مدرسة هاجر الابتدائية للبنات.

أسم القرية عار ؟!

ذلك ما تساءل عنه عبدالرؤوف محمد جعفر – نائب رئيس صندوق بني جمرة الخيري سابقا مستندا في تساؤله علي عدم وجود أي مرفق في القرية يحمل اسمها، لا مدرسة ولا مركزا صحيا ولا حتي اي مرفق آخر، ويقول كما لو كان يسترجع ذكريات مضت وولت: مدرسة هاجر الابتدائية عندما انشئت سميت بمدرسة بني جمرة واستمر الحال علي ذلك ثلاث سنوات فقط حتي تم تغيير اسم المدرسة الي ما هو عليه الآن، ويعيد تساؤله: لم تم تغيير اسمها؟، أليس من حقنا ان يكون احد المرافق التي تحتضنها القرية باسمها؟!
وقال نائب رئيس الصندوق الحالي جعفر عبدالحسين منصور: مقبرة القرية تحتاج الي تسوير واضاءة، كما ويقترح استغلال السور الشمالي للمقبرة والمطل علي شارع البديع في الدعاية والاعلان حتي يتم صرف الريع الناتج عنه في تطوير المقبرة، ومؤكدا في ذات الوقت علي ان قرية بني جمرة هي القرية الوحيدة في المنطقة الشمالية التي تفتقر الي مساحة لاقامة قسائم سكنية عليها، مما يحرم قاطنيها من فرصة الاستفادة من التوسع العمراني، والذي قضي بعضه علي الاراضي الزراعية في بعض بقاع القرية.

معالم تراثية
في طريقها للاندثار
صناعة النسيج والتي عرف اهل بني جمرة بها، لامتهانهم الحرفة، واعتمادهم عليها كمصدر للرزق، باتت اليوم مقتصرة علي عائلتين فقط!! بأسي واضح علي جعفر يكمل : سبق وان اجتمعنا بالمسئولين ووزير الاعلام لتطوير هذه المهنة والمحافظة عليها، والتي هي احد المعالم التراثية التي في طريقها للاندثار، وقد سبق وان وعدنا وكيل الاعلام السابق كاظم رجب بتخصيص مبلغ وقدره 150 ألف دينار لتطويرها ولم نر شيئا مما ذكر. بل ان الوكيل الحالي مبارك العطوي قد وعدنا برفع الامر الي وزير الاعلام، وبالفعل تم رفعه إلا ان الرد الكتابي كان مخيبا للآمال، حيث جاء فيه ان الارض التي تم تخصيصها لمزاولة المهنة قد استملكتها وزارة الاسكان، وان الطلب سوف يؤجل حتي يتم توفير مكان آخر، او قد تنقل الحرفة الي مركز الحرف في الجسرة!! وذلك ما لا نقبله، فقد اشتهرت القرية بصناعة النسيج منذ القدم، ولن نتنازل عن هذا الشرف، فنحن نطالب بتطوير الحرفة في القرية الأم لا ان يتم تصديرها الي مناطق اخري. كما طالب بضرورة اهتمام قسم الآثار ووزارة الاعلام بالنهر الداخلي تحت الارض في شرق القرية، والذي يصب من قرية المرخ ، والذي عرفه أهالي البحرين منذ القدم، واستغل في السباحة والغسيل لبرودة مياهه في الصيف ودفئها في الشتاء.

الصندوق الخيري.. في مأزق

وفي مساحة صغيرة جدا لا تسع إلا لقلة من الافراد لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد الواحدة، خصص لأن يكون مقرا للصندوق الخيري في القرية وعن ذلك يقول عمران حسين عمران – رئيس الصندوق: في هذا المكان الصغير نجتمع ونزاول عملنا الخيري، وبالاضافة الي صغر مساحته فهو بالايجار!! فنحن نطالب بتوفير مقر للصندوق شأننا في ذلك شأن الصناديق الخيرية الاخري، كما نتمني انشاء ناد ثقافي لينفس الشباب عن انفسهم فيه، ويصرفون أوقاتهم.. بما هو مفيد، وحديقة ولو صغيرة لتكون متنفسا لأهالي القرية وبخاصة الاطفال والنساء منهم.
حالة من جملة من الحالات
واثناء مرورنا بين الازقة التي غلب علي ارضها الرمل لعدم سفلتتها، شدنا بيت آيل للسقوط، قيل لنا ان عائلة من 14 شخصا يسكنونه، فأحببنا الولوج داخله باعتباره احد نماذج سكان القرية. رحبوا بنا ونقلوا لنا جزءا من معاناتهم، والتي برغمها ما زالوا يبتسمون.
الابنة ذات التسعة عشر ربيعا قالت: نحن 14 فردا بالاضافة الي عمتي القاطنة معنا، وابي هو من يعيلنا من راتبه الذي لا يتجاوز 295 دينارا كونه مزارعا، ومنزلنا هذا الذي ترون ليس ملكا لوالدي وحده، وانما له ولاخوانه واخواته باعتباره إرثا للعائلة، تقدمنا بطلب لوزارة الاسكان ولكن الفرج لن يأتي الآن، فقد مرت الآن خمس سنوات فقط منذ ان تقدمنا به، وعلينا الانتظار!! تبتسم وهي تكمل: نحن اربعة أولاد وسبع بنات، وفقط واحدة منا هي المتزوجة، اما الباقي: فواحدة في الجامعة والاخري في المرحلة الثانوية، واثنان من اخواني في المرحلة الاعدادية. وثلاثة في المرحلة الابتدائية، اما عن اختي الصغري فهي لا زالت في الروضة. ولكم ان تتخيلوا الوضع مع راتب ابي الاقل من متواضع. تشاركنا الحديث عمتها التي تقول: هذا البيت المتهالك والمتصدع، مكون من ثلاث حجر ومطبخ وصالة، والمنزل يتحول الي بركة سباحة شتاء بفعل الامطار المتساقطة وان كانت شحيحة.. تكمل بعد تنهيدة مرة: كهرباء المنزل ضعيفة جدا، ولكن ضعف راتب اخي اكثر، فنضطر الي التجمع كلنا في غرفة واحدة اثناء فصل الصيف، لنوفر من استخدامنا للكهرباء والتي تعتبر عبئا يضاف الي باقي الاعباء المالية الملقاة علي أخي

catfeat
13-05-2003

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.