استطلاع – ياسمين خلف:
للشفافية وجوه ووجوه، غير ان وجها واحدا قد يطالب به الناس دون غيره، ويعرفونه بصورة اكثر وضوحا من غيرها، ليس جميعهم بالطبع ولكنهم يمثلون نسبة لا يستهان بها البتة، الا وهي وجهها السياسي، والتي ظهرت بصورة واضحة وبصورة ملفتة بعد الانفتاح الذي شهدته المملكة، فما ان يتكلم احدهم حتي قال وبلهجة تحدي وثقة تامة، نحن في عهد الشفافية، والديمقراطية، ومن حقنا ان نتكلم بحرية دون كبت اوقمع او حتي حدود.
وان كان بعضهم يطبقها في حياته الخاصة بينه وبين المحيطين من حوله من افراد عائلته واصدقائه وزملائه في العمل الا ان بعضهم يطلبها الشفافية من غيره، كحق له، دون ان يكون طرفا ايجابيا فيها، ودون ان يعتبرها واجباً عليه كما هو حق له كما يدعي.
كثيرون هم من يري في الشفافية شعارا براقا يردد دون ان يطبق، وكثيرون ايضا من يري فيها حلما يتمنوا ان يعيشوا ربيعه، وكثيرون هم كذلك من ندم وعضّ انامله علي انتهاجها سبيلا في حياتهم الخاصة لمرورهم في مواقف خذلهم فيها الطرف المقابل، وواجه الشفافية بجفاء وعدم تقدير، بل وكان جزاؤهم القطيعة والنفور، من هذا وذاك كان لنا استطلاع مع ثلة من الناس وكانت اراؤهم هي سطورنا التالية:
فعلي الرغم من ايمان حسين الخياط بضرورة التعامل مع الغير بشفافية الا انه يجد ان لها حدودا وتعتمد علي الطرف الآخر والموقف ومكانه الشخصي وجاء علي لسانه: اتعامل الي حد ما بشفافية ولكني اري ان الموقف يفرض نفسه وقد اكذب وابالغ واحيد عن الشفافية وبخاصة في تلك المواقف التي اجد ان من غيرها سيفقد شخصان علاقتهما ببعض وباختصار لا استخدم الشفافية في مواقف الصلح!
يضحك ويواصل ندمت لشفافيتي مع شريكة عمري زوجتي، فقبل ان ارتبط بها، اخبرتها عن الماضي وايام المراهقة والطيش بما في ذلك هوايتي الا وهي المراسلة، فعاتبتني كثيرا بل ولجأت الي اخذ رسائل المراسلة والتي وبطبيعة الحال كان بعضها لفتيات، تقرأها وتقطعها لقطع صغيرة مدعية ان كل ذلك كلام فاضي، يسكت ويقول: حدث وان ندم كذلك صديقي علي شفافية مع من اراد الزواج منها وفشل. كيف حدث ذلك؟
وما القصة؟ سألناه فأجاب: اعجب باحداهن وهي منفصلة ولمرتين وكان هو الآخر متزوجاً وله ابناء فتقدم لها خاطبا، واخبرها كما اخبر والدها انها زوجة ثانية فتقبلت الامر في اوله، ولكنها قالت بعد ذلك انها وقبل ان توافق وتزف اليه تريد ان تري زوجته، فوافق هو الآخر وذهب مع زوجته الاولي اليها في مقر عملها دون علم الاولي بالامر فما ان رأتها حتي تراجعت عن موقفها وقرارها من الزواج منه وقالت له انها كانت تعتقد ان زوجته كبيرة في السن، ولكنها شابة ولا تقبل ان تكون ضرتها! فندم صديقي علي شفافيته معها وتمني لو كذب عليها وفاجأها بالحقيقة بعد ان يدخل الدبلة في يدها.
شفافية مبالغ فيها
وبلهجة تنم عن موقف ما، قالت فاطمة العصفور وهي ام لبنتين وولد: للاسف الشفافية قد تصل الي درجة الوقاحة لدي البعض، لسوء استخدامها وعدم فهمهم الصحيح لها، وبشكل عام فان الشفافية الحقة غير موجودة في حياتنا!
فالشفافية ناسها وقوانينها وانظمتها وما نجده اليوم سوي تلاسن وضرب بالكلام، وترجع العصفور السبب الي الطائفية التي عبرت عنها بالفاصل والحاجز الذي يمنع وجود الشفافية داعية الي تذويب جليدها وهدم حواجزها لبلوغ الشفافية التي تري انها يمكن ان تخلق في مجتمعنا ولكن في وقت متأخر وقد يصل الي عشرين عاما كأقل تقدير.
واضافت العصفور : هناك من يعرقل وجود الشفافية خوفا علي مصالحهم الخاصة، وان اردنا خلق تلك العادة بيننا علينا البدء بها من داخل بيوتنا في تعاملنا مع ذوينا واهلنا وابنائنا.
وتختتم العصفور حديثها بسؤال مفاده: من منا يطبق فعلا الشفافية في حياته ليطالب بها غيره؟!
الشفافية في حياتي الخاصة
وبالمثل ينفي جميل الحلواجي وجود الشفافية في المجتمع البحريني ويقول في ذلك: لو كانت هناك شفافية لما حدث ما حدث مؤخراً، فحرية الكلمة تظل قاصرة وعن نفسه قال مكملا: استخدم الشفافية في حياتي الخاصة، وفي المنزل غالبا ما نتعامل بديمقراطية ونأخذ بالرأي الارجح ورأي الاغلبية، وان كان الامر غير ذلك في المواقف التي تتطلب الحزم وعدم الحياد فيها، ولخلق الشفافية علينا بذر بذورها في ابنائنا الصغار وتربيتهم علي روح الشفافية وبناء مجتمع قائم علي الحرية في التعبير عن الرأي.
لا ألمس الشفافية مع غيري
للاسف لا توجد شفافية في حياتنا! استخدمها شخصيا في اغلب امور حياتي ولكني لا المسها مع من اتعامل معهم الا فميا ندر، قد اقول تجاوزا ان نسبة من يتعامل بشفافية في مجتمعنا 5% فقط! بتلك الكلمات بدأت الحديث معنا هاشمية السيد عباس ام فاطمة وهي مدرسة في مدرسة سبأ الابتدائية للبنات وواصلت حديثها: ان السبب يرجع الي التربية، فأغلبنا لم ينشأ علي الشفافية ولعلنا جميعا ان نربي الجيل الجديد عليها لكيلا يكون مصيرهم كمصير ابائهم، وانا شخصيا سأغرس في ابنتي هذا السلوك لاحصد ثمار الشفافية فيها، وذلك الاسلوب الذي سانتهجه في تربيتي لها بل وتعاملي معها. وكوني معلمة لطالبات لازلن صغارا ويمكن تشكيلهن بسهولة، فأنا دائما ما اتعامل معهم بشفافية وبصراحة اجدهن متقبلات لذلك ومتعاونات ولابد كذلك من دعم هذا السلوك في التعامل عن طريق الندوات المدرسية واشراك الجهات ذات العلاقة في العملية ولا سيما المراكز الثقافية والجمعيات ذات الصلة.
بل ان الاعلام مسئول كذلك وله دور لا يستهان به مختتمة بإشارتها الي ان الشفافية قد تخلق بين الطلبة بعضهم لبعض عن طريق خلق جو من الحوار البناء فيما بينهم. مشيرة الي ان اثره سيكون اسرع لتقبل الطلبة للاسلوب.
أين الشفافية يا تري؟!
وباسهاب وبديباجة قال عبدالحسين الرامي – الرواق الذي يفتقد الشفافية والديمقراطية لا يمكن ان تنبع فيه، وان كانت الشفافية عنوان لا يطبق ستصبح نارا لا دخان، فليثق الجميع بان الشفافية اذا لم تطبق في جميع مجالات حياتنا العلمية والعملية والسياسية علي وجه الخصوص سنكون في كارثة من امرنا، والشفافية قد تجر صاحبها الي طريق التهلكة إذا عبر عنها في رواق لا يؤمن بكلمة شفافية اصلا!!
ويواصل الرامي قد يظن البعض خطأ ان الشفافية في الحياة العائلية عيب وانها مطلوبة فقط في المجال السياسي، فيطالبون بها كحق لهم، دون ان يكون سمة لسلوكهم، فمن يطالب بها عليه ان يطبقها وبحذافيرها في حياته الخاصة مع الآخرين. كأن يجيب الطفل علي اسئلته وبكل شفافية وخصوصا اسئلته التي يعتقد البعض انها تجاوزا للحدود او خطوط حمراء واعني بذلك الثقافة الجنسية، فتتحفظ بعض الاسر علي الاجابة، فتزيد فضول الطفل الذي يدفعه بالتالي لاشباع ذلك الفضول باللجوء الي طرق قد تكون خاطئة في استياق المعلومات، فيقع في المحظور، فبالامكان الاجابة علي تلك الاسئلة بأسلوب مبسط ومهذب لتوسعة مدارك الطفل ودرئه عن الخطأ. وعلي الاهالي ان يكونوا قدوة حسنة لابنائهم، كأن لا يعدوا ابناءهم ويخلفوا وعودهم معهم لكيلا يفقدوا ثقتهم فيهم.
وبعد تنهيدة اضاف الرامي الشفافية مفهوم واسع وكبير، وانا شخصيا استخدمها في كل دقائق حياتي، وما بقلبي علي لساني، فأنا أؤمن بالشفافية والحمد لله اتحلي بها، وان كانت تجرني للمتاعب في بعض الاحيان، فالشفافية باعتقادي عنوان ارتقاء الشعوب. وان خضنا الحديث عن الوضع السياسي في البحرين فيمكننا ان نقول ان الناس باتوا لا يقبلون اي كلمة تعارض او تخالف رأي علماء الدين، ولا يقبلون الشفافية في ذلك، فالشفافية كما هي مطلوبة من الحكومة هي مطلوبة من رجال الدين وخصوصا في فترة الاحتقان لكيلا نصل الي مرحلة لا يحمد عقباها. وان كان لرجال الدين مع احترامي لهم مانع واعتراض علي اي سلوك ما او تصرف عليهم طرح البدائل المعقولة وبصراحة كل من يعترض علي اي فتوي ما يصبح اليوم من فئة المغضوب عليهم، فأين الشفافية يا تري التي يطالبون بها؟!
وباقتضاب قالت فاطمة عيسي نجيب – موظفة: الشفافية غير موجودة للاسف ونفتقدها في حياتنا بل ونفتقدها حتي بيننا وبين انفسنا، وان وجدت بين الاهل فهي محدودة بل ونادرة بين بعض الاهالي.
وان اردنا غرس الشفافية في اعماقنا علينا العودة الي ذواتنا واعادة صياغتها من جديد!! تتنفس الصعداء وتواصل: ظروف الحياة اليوم لا تسمح بوجود الشفافية، فحتي جلوس الشخص مع ذاته صعب فالوقت اليوم ليس ملكنا، فالكل يلهث وراء لقمة عيشه..
تعويد النشء علي الشفافية.
وبمثل واقعي عايشته زهراء السيد عباس وهي طالبة في جامعة البحرين قالت: كثيرا ما يكون الدكتور صريحا معنا ويأخذ ويعطي معنا في الحوار، فيطمئن الطالب له، وبعدها يكتشف ويصدم بان كل ذلك الكلام كذب ونفاق، فلا يثق الطالب بالدكتور بعدها، بل ويكره التعامل معه مرة اخري وان كنت اعتقد ان الشفافية غير موجودة، الا انني استخدمها في حياتي، ولا يمكن ان نطلبها من غيرنا خصوصا اذا كان ذلك ليس ضمن طباعهم، فالطبع يغلب علي التطبع ولن نغير الناس اجمعهم. اما عن المجتمع من حولنا، وان كان البعض يدعي وجود الشفافية الا انها في الحقيقة كما اعتقد غير موجودة !
وان اردناه فعلا علينا ان نربي النشء ونعودهم علي التعامل بشفافية لتخلق الاساس القوي لجيل قائم علي الشفافية.
Catsocaff
2004-11-27
استطلاع – ياسمين خلف:
للشفافية وجوه ووجوه، غير ان وجها واحدا قد يطالب به الناس دون غيره، ويعرفونه بصورة اكثر وضوحا من غيرها، ليس جميعهم بالطبع ولكنهم يمثلون نسبة لا يستهان بها البتة، الا وهي وجهها السياسي، والتي ظهرت بصورة واضحة وبصورة ملفتة بعد الانفتاح الذي شهدته المملكة، فما ان يتكلم احدهم حتي قال وبلهجة تحدي وثقة تامة، نحن في عهد الشفافية، والديمقراطية، ومن حقنا ان نتكلم بحرية دون كبت اوقمع او حتي حدود.
وان كان بعضهم يطبقها في حياته الخاصة بينه وبين المحيطين من حوله من افراد عائلته واصدقائه وزملائه في العمل الا ان بعضهم يطلبها الشفافية من غيره، كحق له، دون ان يكون طرفا ايجابيا فيها، ودون ان يعتبرها واجباً عليه كما هو حق له كما يدعي.
كثيرون هم من يري في الشفافية شعارا براقا يردد دون ان يطبق، وكثيرون ايضا من يري فيها حلما يتمنوا ان يعيشوا ربيعه، وكثيرون هم كذلك من ندم وعضّ انامله علي انتهاجها سبيلا في حياتهم الخاصة لمرورهم في مواقف خذلهم فيها الطرف المقابل، وواجه الشفافية بجفاء وعدم تقدير، بل وكان جزاؤهم القطيعة والنفور، من هذا وذاك كان لنا استطلاع مع ثلة من الناس وكانت اراؤهم هي سطورنا التالية:
فعلي الرغم من ايمان حسين الخياط بضرورة التعامل مع الغير بشفافية الا انه يجد ان لها حدودا وتعتمد علي الطرف الآخر والموقف ومكانه الشخصي وجاء علي لسانه: اتعامل الي حد ما بشفافية ولكني اري ان الموقف يفرض نفسه وقد اكذب وابالغ واحيد عن الشفافية وبخاصة في تلك المواقف التي اجد ان من غيرها سيفقد شخصان علاقتهما ببعض وباختصار لا استخدم الشفافية في مواقف الصلح!
يضحك ويواصل ندمت لشفافيتي مع شريكة عمري زوجتي، فقبل ان ارتبط بها، اخبرتها عن الماضي وايام المراهقة والطيش بما في ذلك هوايتي الا وهي المراسلة، فعاتبتني كثيرا بل ولجأت الي اخذ رسائل المراسلة والتي وبطبيعة الحال كان بعضها لفتيات، تقرأها وتقطعها لقطع صغيرة مدعية ان كل ذلك كلام فاضي، يسكت ويقول: حدث وان ندم كذلك صديقي علي شفافية مع من اراد الزواج منها وفشل. كيف حدث ذلك؟
وما القصة؟ سألناه فأجاب: اعجب باحداهن وهي منفصلة ولمرتين وكان هو الآخر متزوجاً وله ابناء فتقدم لها خاطبا، واخبرها كما اخبر والدها انها زوجة ثانية فتقبلت الامر في اوله، ولكنها قالت بعد ذلك انها وقبل ان توافق وتزف اليه تريد ان تري زوجته، فوافق هو الآخر وذهب مع زوجته الاولي اليها في مقر عملها دون علم الاولي بالامر فما ان رأتها حتي تراجعت عن موقفها وقرارها من الزواج منه وقالت له انها كانت تعتقد ان زوجته كبيرة في السن، ولكنها شابة ولا تقبل ان تكون ضرتها! فندم صديقي علي شفافيته معها وتمني لو كذب عليها وفاجأها بالحقيقة بعد ان يدخل الدبلة في يدها.
شفافية مبالغ فيها
وبلهجة تنم عن موقف ما، قالت فاطمة العصفور وهي ام لبنتين وولد: للاسف الشفافية قد تصل الي درجة الوقاحة لدي البعض، لسوء استخدامها وعدم فهمهم الصحيح لها، وبشكل عام فان الشفافية الحقة غير موجودة في حياتنا!
فالشفافية ناسها وقوانينها وانظمتها وما نجده اليوم سوي تلاسن وضرب بالكلام، وترجع العصفور السبب الي الطائفية التي عبرت عنها بالفاصل والحاجز الذي يمنع وجود الشفافية داعية الي تذويب جليدها وهدم حواجزها لبلوغ الشفافية التي تري انها يمكن ان تخلق في مجتمعنا ولكن في وقت متأخر وقد يصل الي عشرين عاما كأقل تقدير.
واضافت العصفور : هناك من يعرقل وجود الشفافية خوفا علي مصالحهم الخاصة، وان اردنا خلق تلك العادة بيننا علينا البدء بها من داخل بيوتنا في تعاملنا مع ذوينا واهلنا وابنائنا.
وتختتم العصفور حديثها بسؤال مفاده: من منا يطبق فعلا الشفافية في حياته ليطالب بها غيره؟!
الشفافية في حياتي الخاصة
وبالمثل ينفي جميل الحلواجي وجود الشفافية في المجتمع البحريني ويقول في ذلك: لو كانت هناك شفافية لما حدث ما حدث مؤخراً، فحرية الكلمة تظل قاصرة وعن نفسه قال مكملا: استخدم الشفافية في حياتي الخاصة، وفي المنزل غالبا ما نتعامل بديمقراطية ونأخذ بالرأي الارجح ورأي الاغلبية، وان كان الامر غير ذلك في المواقف التي تتطلب الحزم وعدم الحياد فيها، ولخلق الشفافية علينا بذر بذورها في ابنائنا الصغار وتربيتهم علي روح الشفافية وبناء مجتمع قائم علي الحرية في التعبير عن الرأي.
لا ألمس الشفافية مع غيري
للاسف لا توجد شفافية في حياتنا! استخدمها شخصيا في اغلب امور حياتي ولكني لا المسها مع من اتعامل معهم الا فميا ندر، قد اقول تجاوزا ان نسبة من يتعامل بشفافية في مجتمعنا 5% فقط! بتلك الكلمات بدأت الحديث معنا هاشمية السيد عباس ام فاطمة وهي مدرسة في مدرسة سبأ الابتدائية للبنات وواصلت حديثها: ان السبب يرجع الي التربية، فأغلبنا لم ينشأ علي الشفافية ولعلنا جميعا ان نربي الجيل الجديد عليها لكيلا يكون مصيرهم كمصير ابائهم، وانا شخصيا سأغرس في ابنتي هذا السلوك لاحصد ثمار الشفافية فيها، وذلك الاسلوب الذي سانتهجه في تربيتي لها بل وتعاملي معها. وكوني معلمة لطالبات لازلن صغارا ويمكن تشكيلهن بسهولة، فأنا دائما ما اتعامل معهم بشفافية وبصراحة اجدهن متقبلات لذلك ومتعاونات ولابد كذلك من دعم هذا السلوك في التعامل عن طريق الندوات المدرسية واشراك الجهات ذات العلاقة في العملية ولا سيما المراكز الثقافية والجمعيات ذات الصلة.
بل ان الاعلام مسئول كذلك وله دور لا يستهان به مختتمة بإشارتها الي ان الشفافية قد تخلق بين الطلبة بعضهم لبعض عن طريق خلق جو من الحوار البناء فيما بينهم. مشيرة الي ان اثره سيكون اسرع لتقبل الطلبة للاسلوب.
أين الشفافية يا تري؟!
وباسهاب وبديباجة قال عبدالحسين الرامي – الرواق الذي يفتقد الشفافية والديمقراطية لا يمكن ان تنبع فيه، وان كانت الشفافية عنوان لا يطبق ستصبح نارا لا دخان، فليثق الجميع بان الشفافية اذا لم تطبق في جميع مجالات حياتنا العلمية والعملية والسياسية علي وجه الخصوص سنكون في كارثة من امرنا، والشفافية قد تجر صاحبها الي طريق التهلكة إذا عبر عنها في رواق لا يؤمن بكلمة شفافية اصلا!!
ويواصل الرامي قد يظن البعض خطأ ان الشفافية في الحياة العائلية عيب وانها مطلوبة فقط في المجال السياسي، فيطالبون بها كحق لهم، دون ان يكون سمة لسلوكهم، فمن يطالب بها عليه ان يطبقها وبحذافيرها في حياته الخاصة مع الآخرين. كأن يجيب الطفل علي اسئلته وبكل شفافية وخصوصا اسئلته التي يعتقد البعض انها تجاوزا للحدود او خطوط حمراء واعني بذلك الثقافة الجنسية، فتتحفظ بعض الاسر علي الاجابة، فتزيد فضول الطفل الذي يدفعه بالتالي لاشباع ذلك الفضول باللجوء الي طرق قد تكون خاطئة في استياق المعلومات، فيقع في المحظور، فبالامكان الاجابة علي تلك الاسئلة بأسلوب مبسط ومهذب لتوسعة مدارك الطفل ودرئه عن الخطأ. وعلي الاهالي ان يكونوا قدوة حسنة لابنائهم، كأن لا يعدوا ابناءهم ويخلفوا وعودهم معهم لكيلا يفقدوا ثقتهم فيهم.
وبعد تنهيدة اضاف الرامي الشفافية مفهوم واسع وكبير، وانا شخصيا استخدمها في كل دقائق حياتي، وما بقلبي علي لساني، فأنا أؤمن بالشفافية والحمد لله اتحلي بها، وان كانت تجرني للمتاعب في بعض الاحيان، فالشفافية باعتقادي عنوان ارتقاء الشعوب. وان خضنا الحديث عن الوضع السياسي في البحرين فيمكننا ان نقول ان الناس باتوا لا يقبلون اي كلمة تعارض او تخالف رأي علماء الدين، ولا يقبلون الشفافية في ذلك، فالشفافية كما هي مطلوبة من الحكومة هي مطلوبة من رجال الدين وخصوصا في فترة الاحتقان لكيلا نصل الي مرحلة لا يحمد عقباها. وان كان لرجال الدين مع احترامي لهم مانع واعتراض علي اي سلوك ما او تصرف عليهم طرح البدائل المعقولة وبصراحة كل من يعترض علي اي فتوي ما يصبح اليوم من فئة المغضوب عليهم، فأين الشفافية يا تري التي يطالبون بها؟!
وباقتضاب قالت فاطمة عيسي نجيب – موظفة: الشفافية غير موجودة للاسف ونفتقدها في حياتنا بل ونفتقدها حتي بيننا وبين انفسنا، وان وجدت بين الاهل فهي محدودة بل ونادرة بين بعض الاهالي.
وان اردنا غرس الشفافية في اعماقنا علينا العودة الي ذواتنا واعادة صياغتها من جديد!! تتنفس الصعداء وتواصل: ظروف الحياة اليوم لا تسمح بوجود الشفافية، فحتي جلوس الشخص مع ذاته صعب فالوقت اليوم ليس ملكنا، فالكل يلهث وراء لقمة عيشه..
تعويد النشء علي الشفافية.
وبمثل واقعي عايشته زهراء السيد عباس وهي طالبة في جامعة البحرين قالت: كثيرا ما يكون الدكتور صريحا معنا ويأخذ ويعطي معنا في الحوار، فيطمئن الطالب له، وبعدها يكتشف ويصدم بان كل ذلك الكلام كذب ونفاق، فلا يثق الطالب بالدكتور بعدها، بل ويكره التعامل معه مرة اخري وان كنت اعتقد ان الشفافية غير موجودة، الا انني استخدمها في حياتي، ولا يمكن ان نطلبها من غيرنا خصوصا اذا كان ذلك ليس ضمن طباعهم، فالطبع يغلب علي التطبع ولن نغير الناس اجمعهم. اما عن المجتمع من حولنا، وان كان البعض يدعي وجود الشفافية الا انها في الحقيقة كما اعتقد غير موجودة !
وان اردناه فعلا علينا ان نربي النشء ونعودهم علي التعامل بشفافية لتخلق الاساس القوي لجيل قائم علي الشفافية.
Catsocaff
2004-11-27
One Comment on “علي الرغم من اتفاقهم علي استخدامها إلا أنهم ينكرون وجودها ويقولون .. الشفافية لغة نتمني التخاطب بها”
مرام
بصراحة اؤيد ما قاله الاخ عبدالحسين فالشفافية مطلوبة بكل زمان ومكان ومن المفروض ان نتعامل بها ولا ندعي باننا نتعامل معها بخلاف ما يحصل بالعالم .. فلو تعاملت حكومة بشعبها على الشفافية والصراحة لما الت الامور الى ذلك فسلمت عبدالحسين ( حسين الرامي