ريبورتاج مصور
كتبته – ياسمين خلف:تصوير: حميد جعفر
أعمدة إنارة مصابيحها متكسرة وأخري لا تعمل .. أسلاك كهربية مكشوفة ومتعرية .. نخيلات جميلات لم يسلمن من الأذي وقمامة هنا وهناك .. وصف قد ينقل مخيلتك إلي قرية أو إحدي المدن القديمة في مملكتنا .. ولكن ذلك بعيد عن الحقيقة، فالوصف يعود إلي مدينة لم يمر علي افتتاحها سوي عام وثمانية أشهر فقط، وافتتحت المرحلة الأولي منها بالتحديد يوم الأحد الموافق 27 رجب 1422هـ 14 اكتوبر عام 2001م، وضمت نحو 300 وحدة سكنية .. بالتأكيد أنها مدينة زايد النموذجية التي بدأت تستغيث وتطلب الرحمة علي الرغم من حداثة ولادتها.
هذه المدينة ترفض التقليد : نعني به تقليد بقية المناطق والاحياء السكنية من ناحية تردي الخدمات في بعض الأوجه .. وانصافاً .. في بعض الأحيان!! وترفض (التقليد) المتبع والمستمد ولابد أن تتحول إلي منطقة مهملة .. كتقليد.
في جولة بين أرجائها، نظرنا إليها كما لو كنا نري طفلاً حديث الولادة يحتضر ، فالقمامة والنفايات غطت تلك الزروع الخضراء، وانتشرت هنا وهناك، كما لو أنه لا يوجد من ينظفها أو أن ضمير القاطنين فيها أو زائريها انعدم، فأثروا تخريبها وتلويثها.
فأين قطاع النظافة المخصص عنها يا تري؟! المصابيح توقفت بعضها عن العمل، وخفت نور بعضها الآخر، كما تكشفت أسلاك بعضها وخصوصاً تلك الموجودة في الأرض وبقت عارية تعرض سلامة الأطفال للخطر .. وليست المصابيح هي الوحيدة التي توقفت حتي تلك الساعة التي توسطت المدينة أعلنت استسلامها وأثرت التوقف عن العمل منذ شهرين والانضمام إلي طابور المتقاعدين عن العمل!!
النخيل .. رمز البحرين سعفه تساقط وتكسر، راية المملكة علمها تشقق وتلف وتوسخ، وتدلي من علي السارية يعلن خجله من أفعال البعض، اللافتات الارشادية في حديقة المدينة زجاجها كسر .. بقايا أثاث متكسر وأسرة أطفال تالفة وجدت في الحديقة ملاذاً آمناً لها .. صنابير المياه العامة لا تعمل وخالية من المياه وغطتها الأغيرة، الزرع والحشائش ذبلت وماتت لقلة ريها .. العازل الاسفنجي حول الأعمدة في حديقة الألعاب طالتها أيدي المخربين ولم تعد بعد اليوم عازلاً.
اللوم يقع علي من؟!
سؤال وجهناه إلي بعض من وجدناهم في المدينة وكانت أولهم حنان عبدالله التي سكنت في المدينة منذ عشرة أشهر وقالت: لا أعلم من يقوم بتلك التصرفات، أبنائي الصغار بعيدون عن هذه التهمة!! ولكن أتمني أن تجدوا حلاً لأنواع الحشرات الغريبة المنتشرة في المدينة!!
خلود راشد هي الأخري قاطنة في المدينة منذ خمسة أشهر ألقت التهمة علي الزائرين للمدينة، والذين يقصدون الحديقة التي تتوسطها، وجاء علي لسانها: هناك من يأتي للمدينة بقصد التنزه، وهم من يلحقون بالضرر عليها، ولا أ نكر كذلك إن بعض المقيمين يتسببون في بعضها، فنحن إن استطعنا إرشاد أبنائنا لن نستطيع إرشاد أبناء الغير، فالسيطرة علي الأمر صعب، ويتطلب رقابة من الأهل.
الأطفال ليسوا بأمان!
شهر واحد هي المدة التي سكن فيها أحمد حسن المدينة وقال معلقاً: الشغل الشاغل الذي يؤرقنا كمقيمين في المدينة مستوي النظافة فيها!! فالأوساخ منتشرة في أرجائها، وعمال النظافة إذ ما أزالوا كيس قمامة تركوا الباقي علي الأرض، ونضطر نحن الساكنين أن نأخذ قمامة منازلنا إلي البوابة لنضمن إزالتها، يكمل: تم توزيع رسائل علي الوحدات السكنية تفيد بأن لجنة متخصصة ستتابع أمور الساكنين، وللأسف لم نر أي تحرك منهم.
وعلي الرغم من أن بعض الخدمات لا تتعلق بالجهات الرسمية إلا أن الأهالي يعتقدون أن حتي المرافق التجارية يجب أن تتوافر.
فعن النواقص التي تعاني منها المدينة قال: المدينة تفتقر إلي متجر عمومي وسوبر ماركت أو حتي برادة صغيرة!! فأطفالنا إذا ما أرادوا شيئاً نضطر إلي تلبية احتياجاتهم من خارج المدينة. كما أن المسجدين المتوافرين في المدينة لم يكتمل بناءهما، وأتمني لو يتم إكمال ولو واحد منهم فقط بشكل كامل ليتسني للمصلين الصلاة براحة!! ويقول أود أن أقترح علي المسؤولين إزالة الأرضية الخشبية في الحديقة المخصصة للألعاب وزرع الحشائش عوضاً عنها لحماية الأطفال وتوفير جو من الأمان لهم .. يختتم بإشارة مهمة ويقول: بصراحة لااطمأن علي أبنائي في هذه الحديقة، خصوصاً إن زوار من جنسيات متعددة يترددون علي المدينة، ولهذا السبب لا أتركهم لوحدهم.
البيضة أم الدجاجة
.. من جاء قبل من؟!
ذلك ما سيتبادر إلي ذهنك عندما ستسأل أحد الأطفال الموجودين في الحديقة وهم يلعبون عن الفاعل أو المتسبب في تخريب الحديقة.
وأجاب محمد عادل 14 سنة علي اتهامنا بقوله: الحشائش تضررت وتقطعت بسبب لعب الكبار كرة القدم في الساحة ليلاً، ومن هم أصغر منا سناً يقومون باقتطاع الأخشاب ووضعها كمرمي للكرة لكلا الفريقين أبعد الشبه عن نفسه وعن من هم في مثل سنه … أحد الأطفال كان بقربنا ووجهنا إليه وإلي من هم في مثل سنه 8 سنوات تقريباً التهمة فقال نافياً: لا لسنا نحن من قام بذلك بل من هم أكبر منا!! يعقب محمد بل هم من يقوم بتلك الأعمال التخريبية، ويقول معلقاً: الحديقة تنقصها دورات المياه، وصنابير مياه عذبة!!
ماذا قال الزائرون
حميد محمد – زائر لمدينة زايد – من سكنة الرفاع الشرقي قال: المدينة جميلة ونظيفة، ويستمتع الأطفال فيها. فأنا متعود أن أمر عليها مع أطفالي بين الفينة والأخري خصوصاً أنها هادئة وقريبة من الرفاعين.
أحمد الكعبي هو الآخر زائر ولكنه من سكنة مدينة حمد يقول: المدينة ممتازة ونموذجية، جوها منعش ولطيف لقربها من هورة عالي والزراعة والنخيل تحيطها .. فهي أجمل الحدائق وأقربها من مدينة حمد، وعن النواقص في الخدمات قال: تنقصها خزانات المياه العذبة للشرب، فهي وإن كانت موجودة إلا أنها خالية من المياه وتحتاج إلي صيانة، كما ينقص الحديقة كافتيريا، ولا أنسي كذلك المصلي صحيح أنه موجود ولكن لا توجد به مياه للوضوء!!
الساعة … تعمل
التعاون بدا واضحاً من قبل المحافظة الوسطي ممثلة بالمحافظ الشيخ عبدالرحمن بن صقر آل خليقة، ورئيس العلاقات العامة – عصام الخياط، الذي زار المنطقة بعدما أطلع علي ملاحظاتنا وجاء رده: مدينة زايد مدينة يشهد الجميع علي أنها تحفة من الجمال، فلا يختلف اثنان علي ذلك.
ومسؤولية المحافظة عليها تقع علي كاهل جميع من يزورها أو يقطن فيها .. ومسؤولية الاعتناء بها تقع علينا جميعاً بلا استثناء، وتبدأ من الأب أو الأم باعتبارهما قدوة لأبنائهم لينغرس في اسلوب تربيتهم الاحساس بالمسؤولية والمحافظة علي الممتلكات العامة.
وعن تلك الممتلكات التي طالها التخريب قال: بصراحة لم أجد ولم أر شيئاً مما ذكرتم، قد يكون العازل الجلدي الذي يحيط الأعمدة الحديدية في الحديقة قد تساقط، ولكن وكما أعتقد ليس بفعل فاعل، وإنما بسبب حرارة الشمس اللاهبة .. أما فيما يتعلق بالساعة فهي تعمل وقد تأكدت بذلك بنفسي بعدما قارنتها مع توقيت ساعتي الشخصية.
Catsocaff
2003-07-13
ريبورتاج مصور
كتبته – ياسمين خلف:تصوير: حميد جعفر
أعمدة إنارة مصابيحها متكسرة وأخري لا تعمل .. أسلاك كهربية مكشوفة ومتعرية .. نخيلات جميلات لم يسلمن من الأذي وقمامة هنا وهناك .. وصف قد ينقل مخيلتك إلي قرية أو إحدي المدن القديمة في مملكتنا .. ولكن ذلك بعيد عن الحقيقة، فالوصف يعود إلي مدينة لم يمر علي افتتاحها سوي عام وثمانية أشهر فقط، وافتتحت المرحلة الأولي منها بالتحديد يوم الأحد الموافق 27 رجب 1422هـ 14 اكتوبر عام 2001م، وضمت نحو 300 وحدة سكنية .. بالتأكيد أنها مدينة زايد النموذجية التي بدأت تستغيث وتطلب الرحمة علي الرغم من حداثة ولادتها.
هذه المدينة ترفض التقليد : نعني به تقليد بقية المناطق والاحياء السكنية من ناحية تردي الخدمات في بعض الأوجه .. وانصافاً .. في بعض الأحيان!! وترفض (التقليد) المتبع والمستمد ولابد أن تتحول إلي منطقة مهملة .. كتقليد.
في جولة بين أرجائها، نظرنا إليها كما لو كنا نري طفلاً حديث الولادة يحتضر ، فالقمامة والنفايات غطت تلك الزروع الخضراء، وانتشرت هنا وهناك، كما لو أنه لا يوجد من ينظفها أو أن ضمير القاطنين فيها أو زائريها انعدم، فأثروا تخريبها وتلويثها.
فأين قطاع النظافة المخصص عنها يا تري؟! المصابيح توقفت بعضها عن العمل، وخفت نور بعضها الآخر، كما تكشفت أسلاك بعضها وخصوصاً تلك الموجودة في الأرض وبقت عارية تعرض سلامة الأطفال للخطر .. وليست المصابيح هي الوحيدة التي توقفت حتي تلك الساعة التي توسطت المدينة أعلنت استسلامها وأثرت التوقف عن العمل منذ شهرين والانضمام إلي طابور المتقاعدين عن العمل!!
النخيل .. رمز البحرين سعفه تساقط وتكسر، راية المملكة علمها تشقق وتلف وتوسخ، وتدلي من علي السارية يعلن خجله من أفعال البعض، اللافتات الارشادية في حديقة المدينة زجاجها كسر .. بقايا أثاث متكسر وأسرة أطفال تالفة وجدت في الحديقة ملاذاً آمناً لها .. صنابير المياه العامة لا تعمل وخالية من المياه وغطتها الأغيرة، الزرع والحشائش ذبلت وماتت لقلة ريها .. العازل الاسفنجي حول الأعمدة في حديقة الألعاب طالتها أيدي المخربين ولم تعد بعد اليوم عازلاً.
اللوم يقع علي من؟!
سؤال وجهناه إلي بعض من وجدناهم في المدينة وكانت أولهم حنان عبدالله التي سكنت في المدينة منذ عشرة أشهر وقالت: لا أعلم من يقوم بتلك التصرفات، أبنائي الصغار بعيدون عن هذه التهمة!! ولكن أتمني أن تجدوا حلاً لأنواع الحشرات الغريبة المنتشرة في المدينة!!
خلود راشد هي الأخري قاطنة في المدينة منذ خمسة أشهر ألقت التهمة علي الزائرين للمدينة، والذين يقصدون الحديقة التي تتوسطها، وجاء علي لسانها: هناك من يأتي للمدينة بقصد التنزه، وهم من يلحقون بالضرر عليها، ولا أ نكر كذلك إن بعض المقيمين يتسببون في بعضها، فنحن إن استطعنا إرشاد أبنائنا لن نستطيع إرشاد أبناء الغير، فالسيطرة علي الأمر صعب، ويتطلب رقابة من الأهل.
الأطفال ليسوا بأمان!
شهر واحد هي المدة التي سكن فيها أحمد حسن المدينة وقال معلقاً: الشغل الشاغل الذي يؤرقنا كمقيمين في المدينة مستوي النظافة فيها!! فالأوساخ منتشرة في أرجائها، وعمال النظافة إذ ما أزالوا كيس قمامة تركوا الباقي علي الأرض، ونضطر نحن الساكنين أن نأخذ قمامة منازلنا إلي البوابة لنضمن إزالتها، يكمل: تم توزيع رسائل علي الوحدات السكنية تفيد بأن لجنة متخصصة ستتابع أمور الساكنين، وللأسف لم نر أي تحرك منهم.
وعلي الرغم من أن بعض الخدمات لا تتعلق بالجهات الرسمية إلا أن الأهالي يعتقدون أن حتي المرافق التجارية يجب أن تتوافر.
فعن النواقص التي تعاني منها المدينة قال: المدينة تفتقر إلي متجر عمومي وسوبر ماركت أو حتي برادة صغيرة!! فأطفالنا إذا ما أرادوا شيئاً نضطر إلي تلبية احتياجاتهم من خارج المدينة. كما أن المسجدين المتوافرين في المدينة لم يكتمل بناءهما، وأتمني لو يتم إكمال ولو واحد منهم فقط بشكل كامل ليتسني للمصلين الصلاة براحة!! ويقول أود أن أقترح علي المسؤولين إزالة الأرضية الخشبية في الحديقة المخصصة للألعاب وزرع الحشائش عوضاً عنها لحماية الأطفال وتوفير جو من الأمان لهم .. يختتم بإشارة مهمة ويقول: بصراحة لااطمأن علي أبنائي في هذه الحديقة، خصوصاً إن زوار من جنسيات متعددة يترددون علي المدينة، ولهذا السبب لا أتركهم لوحدهم.
البيضة أم الدجاجة
.. من جاء قبل من؟!
ذلك ما سيتبادر إلي ذهنك عندما ستسأل أحد الأطفال الموجودين في الحديقة وهم يلعبون عن الفاعل أو المتسبب في تخريب الحديقة.
وأجاب محمد عادل 14 سنة علي اتهامنا بقوله: الحشائش تضررت وتقطعت بسبب لعب الكبار كرة القدم في الساحة ليلاً، ومن هم أصغر منا سناً يقومون باقتطاع الأخشاب ووضعها كمرمي للكرة لكلا الفريقين أبعد الشبه عن نفسه وعن من هم في مثل سنه … أحد الأطفال كان بقربنا ووجهنا إليه وإلي من هم في مثل سنه 8 سنوات تقريباً التهمة فقال نافياً: لا لسنا نحن من قام بذلك بل من هم أكبر منا!! يعقب محمد بل هم من يقوم بتلك الأعمال التخريبية، ويقول معلقاً: الحديقة تنقصها دورات المياه، وصنابير مياه عذبة!!
ماذا قال الزائرون
حميد محمد – زائر لمدينة زايد – من سكنة الرفاع الشرقي قال: المدينة جميلة ونظيفة، ويستمتع الأطفال فيها. فأنا متعود أن أمر عليها مع أطفالي بين الفينة والأخري خصوصاً أنها هادئة وقريبة من الرفاعين.
أحمد الكعبي هو الآخر زائر ولكنه من سكنة مدينة حمد يقول: المدينة ممتازة ونموذجية، جوها منعش ولطيف لقربها من هورة عالي والزراعة والنخيل تحيطها .. فهي أجمل الحدائق وأقربها من مدينة حمد، وعن النواقص في الخدمات قال: تنقصها خزانات المياه العذبة للشرب، فهي وإن كانت موجودة إلا أنها خالية من المياه وتحتاج إلي صيانة، كما ينقص الحديقة كافتيريا، ولا أنسي كذلك المصلي صحيح أنه موجود ولكن لا توجد به مياه للوضوء!!
الساعة … تعمل
التعاون بدا واضحاً من قبل المحافظة الوسطي ممثلة بالمحافظ الشيخ عبدالرحمن بن صقر آل خليقة، ورئيس العلاقات العامة – عصام الخياط، الذي زار المنطقة بعدما أطلع علي ملاحظاتنا وجاء رده: مدينة زايد مدينة يشهد الجميع علي أنها تحفة من الجمال، فلا يختلف اثنان علي ذلك.
ومسؤولية المحافظة عليها تقع علي كاهل جميع من يزورها أو يقطن فيها .. ومسؤولية الاعتناء بها تقع علينا جميعاً بلا استثناء، وتبدأ من الأب أو الأم باعتبارهما قدوة لأبنائهم لينغرس في اسلوب تربيتهم الاحساس بالمسؤولية والمحافظة علي الممتلكات العامة.
وعن تلك الممتلكات التي طالها التخريب قال: بصراحة لم أجد ولم أر شيئاً مما ذكرتم، قد يكون العازل الجلدي الذي يحيط الأعمدة الحديدية في الحديقة قد تساقط، ولكن وكما أعتقد ليس بفعل فاعل، وإنما بسبب حرارة الشمس اللاهبة .. أما فيما يتعلق بالساعة فهي تعمل وقد تأكدت بذلك بنفسي بعدما قارنتها مع توقيت ساعتي الشخصية.
Catsocaff
2003-07-13
أحدث التعليقات