التمـويــل لم يعــد حاجــــزا؟!
تحقيقكتبت – ياسمين خلف:
قد يكون ما سنطرحه اليوم دافعا للكثير من الشباب ذوي الطموح للمضي في ترجمة احلامهم علي ارض الواقع، متعدين كل عقبة قد تقف امامهم، ومتحدين الظروف القاهرة! خصوصا عندما يكون هناك من يذلل الصعاب وييسرها، وبالذات اذا كانت مادية متعلقة بتمويل المشروع! مشكلة البطالة التي هي وكما نري ازلية، يمكن التخفيف من وطأتها الجاثومية المريعة اذا ما تكاتفت الجهود. فالمملكة ممثلة في الحكومة تسعي علي قدم وساق، ولكنها حتما لن تحل المشكلة جذريا، فالامر يحتاج الي جهود من قبل القطاع الخاص والمواطنين، ولاسيما في خلق مشاريع جديدة، والتي هي وبلا شك سوف تسهم بدرجة او بأخري في حل ولو بنسبة بسيطة هذه المشكلة، وذلك بتشغيل عدد لا بأس به من المواطنين فيها.
اشتريت اول بانوش عام 1991م
للسفر سبع فوائد ذلك ما بدا واضحا جليا في قصة – صلاح عبدالله راشد الجلاهمة صاحب مؤسسة عطار لصناعة البوانيش مع مشروعه، حيث ان فكرة ذلك المشروع داهمته خلال زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة، عندما رأي ان عملية صناعة البوانيش تتخذ خمسة قوالب مختلفة.. خصوصا ان امر البوانيش يهمه، فهو من هواة ركوب البحر، وتربي علي حب الصيد علي يد والده، كما انه يمارس صناعة البوانيش بالطرق التقليدية الخشب ومع انبهاره بتلك البوانيش اشتري احداها عام 1991.
بوانيش من الفايبر كلاس
وعن بداية المشروع الصناعي الذي تبناه قال الجلاهمة: بدأت بمبلغ 70 الف دينار في مشروع يعتبر ذو خطورة كبيرة، اذ اقتحمت مجازفة تجارية! فالمشروع تطلب مني شراء قوالب مرتفعة السعر دون وجود اي ضمان لمستوي الطلب علي هذا النوع الجديد علي صيادي السمك في البحرين! فالبوانيش التي اصنعها من الفايبر كلاس وليس من الخشب كما تعودوا عليه ويواصل: مضيت ثلاثة اعوام بدون مردود مالي مجز، ولكن لكل مجتهد نصيب، فقد زادت مبيعاتي وبشكل مربح مع عام 1998م.
مشروعي ساهم
في ثبات اسعار الاسماك
وما الذي يميز تلك البوانيش عن مثيلاتها المصنوعة من الخشب؟! يجيبنا بقوله: انها ارخص ثمنا مقارنة بتلك المصنوعة من خشب الساج، فالاخيرة تكلف نحو 50 الف دينار، بينما تلك المصنوعة من الفايبر كلاس تكلف نحو 15 الف دينار، ولا تحتاج كذلك الي صيانة مكلفة.. ومن منطلق تحقيق ربح مجز فكرت في التوسع في المشروع وساعدني بذلك بنك البحرين للتنمية الذي مولني باداة المرابحة الاسلامية، فتمكنت من شراء مواد خام واجهزة التصنيع بقيمة 167 الف دينار. وساعدني المسئولون في البنك في وضع خطة للتسويق والادارة لأتمكن من النمو في مشروعي ومواجهة المنافسة المحتملة .. ويواصل حديثه بقوله: فبنك البحرين للتنمية ساعدني بطريقة مباشرة في تمويل المشروع ماديا، وبطريقة غير مباشرة بتمويل الصيادين الراغبين في شراء البوانيش من مصنعي، حتي زادت مبيعاتي لثلاثة اضعاف، وباعتقادي ان البنك له الفضل في استمرار الصيادين في هذه المهنة التراثية، وذلك بمساعدتهم في شراء هذه البوانيش، ومما اسهم كذلك في توافر الاسماك في السوق المحلية وثبات اسعارها وهي خدمة للمواطنين اجمعين .
أحتاج إلي ضم قطعة
أرض لأرضي لأتوسع في مشروعي
ويصنع الجلاهمة حاليا بوانيش تصل اطوالها الي 75 قدما، ووضعه الحالي يمكنه من صناعة عدد اكبر من البوانيش ولكنه يقول بأسف: اهم عقبة تواجهني حاليا هي صغر المساحة المخصصة للمشروع! بإمكاني صناعة بوانيش تصل اطوالها الي 150 قدم، ولكن المساحة لا تسعفني علي تحقيق ذلك، وكل ما اتمناه ان تسمح لي الجهات المختصة بضم قطعة الارض الملاصقة لمصنعي الواقع علي احد سواحل جزيرة المحرق، اذ ان بنك البحرين للتنمية ابدي موافقته علي استمرار تمويلي لألبي احتياجات النهوض بهذه الصناعة، خصوصا انه امدني بالسيولة المادية وامدني بالمواد الخام لعشرة بوانيش تحت التصنيع، بالاضافة الي الفترة التي امدوني اليها لتغطية المصاريف المبدئية للمشروع والتي تصل الي عام كامل .
ويؤكد الجلاهمة ان مشروعه اذا ما توسع سيسهم في تشغيل البحرينيين، وسيغطي احتياجات الصيادين من البوانيش، ولن يضطروا مع ذلك الي الاتجاه الي السوق الاماراتية لشراء البوانيش التي يحتاجونها.
نال ثقة الشركة خلال أشهر
الفخر والاعتزاز هو اول شعور قد ينتابك كما انتابنا عندما تسمع عن مشاريع بعض المواطنين، والتي منها ما قام به عبدالخالق ميلاد، فقد كانت سنة 1993 استثنائية في حياته العملية، وذلك حينما تسلم مطوية لشركة بريطانية مختصة في مجال انظمة العرض، والتي اخضعها لدراسة مبدئية قبل ان يقرر الاتصال بالشركة لتعتمده وكيلا لمنتجاتها في مملكة البحرين. حتي نال ثقة الشركة ووقع علي عقد مع الوكالة خلال اشهر معدودة.
يبتسم ميلاد ابتسامة النصر ويقول: لقد فتحت الوكالة مجالات واسعة امام مؤسستي الصغيرة للنمو! فخلال العام الاول من الاتفاقية تمكنا من توسيع اعمالنا في سوق المملكة العربية السعودية، ونلنا عشرات الفرص في مجال تسويق انظمة العرض. وعلي الرغم من ان هذا العمل تطلب منا جهدا ومثابرة استثنائيين، الا اننا تمكنا من الاستجابة لمتطلبات وتحديات تغطية السوق السعودية الواسعة بمنتجاتنا يسكت برهة ويكمل: نجاحي في توسيع مؤسستي، والتي كانت تتطور يوما بعد يوم جعلني امام خيارين، اما المواصلة في العمل الصباحي كمنسق للارشاد الاكاديمي في جامعة البحرين او مواصلة العمل الخاص لكيلا تتشتت جهودي وحسمت الامر في يناير عام 1997 بالتفرغ لاعمال مؤسستي الخاصة كليا.
ورفض مشروع لثلاث مرات
وامام طموحي اللامحدود في توسيع اعمالي قدمت دراسة متكاملة الي الشركة البريطانية التي سبق وان حصلت علي وكالة توزيع منتجاتها، وقد تضمنت دراسة للجدوي لمشروع متكامل لتأسيس وحدة انتاجية لادوات وانظمة المعارض في البحرين بالتعاون مع الشركة البريطانية الام، بحيث يغطي انشاء الوحدة الانتاجية التي ستنشأ في البحرين من ادوات العرض وتجهيزاته باسعار تنافسية ممتازة، مقارنة مع العلاقات التجارية المنافسة.
وبالرغم من حرفية الدراسة ومضمونية نجاح المشروع المقترح لا يزال الكلام علي لسان ميلاد الا ان الشركة الام رفضت المشروع! لم يثبطني ذلك الرد، لثقتي بنجاح المشروع مما دعاني لتقديمه الي شركة سويسرية متخصصة، وللاسف الرد كان سلبيا كذلك، فتوجهت علي الفور بعدها الي شركة سويسرية رائدة وللاسف الشديد لم الق تجاوبا مشجعا!! .
صممت منتجات مبتكرة!
ألم تكن تلك الردود قاسية ومحطمة لآمالك وطموحاتك؟! يجيبنا بالنفي ويرد بإصرار: بل دفعتني تلك الردود الرافضة لمشروعي الي التسلح بالامل، ولكن برؤية مختلفة اساسها ان اقوم بنفسي بتصميم منتجات مبتكرة، ومتطابقة مع مواصفات الجودة للمنتجات الاوروبية، وكان التنفيذ يحتاج الي عمل دراسات مختلفة وبحث عن مصادر لمواد اولية، علي الرغم من وجود بعض الصعوبات الفنية والتمويلية التي كادت ان تسبب لي الاحباط لولا تشجيع شريكي ابراهيم الساعاتي الذي دفعني للمضي قدما في ابتكار انظمة عرض خاصة لا تتطلب ترخيص من شركة اجنبية، وبالفعل اتخذنا قرار الانتاج عام 1998 لانظمة عرض متكاملة .
وماذا عن صعوبة التمويل التي ذكرتها؟! كيف تجاوزتها؟! يجيبنا ميلاد : لجأت لبنك البحرين للتنمية عام 2001م، كي استند عليه كممول للمشروع، فطلبوا مني معلومات اضافية لدراسة مشروعي ميلاد للتسويق والترويج ، وكلمة حق تقال، لقد كان البنك خير سند لي لاهتمامي بالمشروع وامدادي بقرض بلغ نحو 50 الف دينار، وكان ذلك عام 2002م، حيث نلنا موافقة مركز البحرين لرواد الاعمال وبدأنا انتاجنا في نفس العام، وفتحنا قنوات اتصال مع المتخصصين، وسجلنا علامة تجارية هي ميلادكس .
هل ستقبل السوق فكرتك؟!
ولم يتردد ميلاد في نهاية حديثه من نصح رواد الاعمال في التركيز علي تحقيق فكرة واحدة لامعة في مجال الاعمال الناشئة، علي الا يشغل صاحب المشروع نفسه بعمليات الانتاج في البداية، ويركز علي فكرته الاساسية ودراسة ما يتطلبه السوق، وخاصة فيما يتعلق بتقبل السوق لفكرة المنتج او لا؟! ومؤكدا علي ضرورة ان يلجأ صاحب المشروع الي التثقيف الذاتي في كل ما له علاقة بمنتجه. قائلا في ذلك: علي صاحب المشروع ان يسعي وراء المعلومات التي تخدم مشروعه، حتي وان اضطره ذلك الي السفر للحصول علي تلك المعلومة التي قد تكون هي مفتاح النجاح! .
إنشاء شركة أمنية متخصصة
وفي اطار بحثنا عن المشروعات الناشئة في البحرين التقينا بأحد رواد الاعمال رشيد فواز الذي تخرج من دورة اعداد اصحاب الاعمال، والقائم عليها بنك البحرين للتنمية بالتعاون مع وزارة الصناعة ومكتب الامم المتحدة للتنمية في البحرين اليونيدو لمعرفة مدي جدوي وفاعلية البرنامج علي ارض الواقع.
فكرة المشروع كانت موجودة لدي الفواز الا انها لم تتبلور الا مع انضمامه الي دورة تدريبية في تأهيل رواد الاعمال القادرين علي البدء في المشروعات الصغيرة والمتوسطة بهدف تنويع مصادر الاقتصاد البحريني، وبحكم خلفية فواز في المجال الامني، لكونه كان قد عمل في احدي الادارات في وزارة الداخلية لمدة تزيد عن 24 عاما، فكر في انشاء شركة امنية متخصصة، وسانده في ذلك بنك البحرين للتنمية و اليونيدو في اعداد دراسة للمشروع ودراسة جدواه الاقتصادية والمالية حسب المعايير الدولية المتبعة.
المشروع الأول من نوعه في البحرين
وعن هذا المشروع الامني يقول الفواز انه الاول من نوعه في مملكة البحرين، اذ يهدف لربط الانظمة الامنية للشركات والمؤسسات لحمايتها امنيا للحفاظ علي موجوداتها ومكتسباتها، وذلك بتوفير الاجهزة الرقابية وتأهيل رجال الامن علي التعامل مع هذه الانظمة الامنية المتقدمة، وتزويد العملاء بتقارير امنية بشكل متواصل ويضيف الفواز بقوله: وصلت كلفة المشروع الاولية الي 30 الف دينار، قام البنك بتمويل 50% من الكلفة، اي نحو 15 الف دينار .
واختتم الفواز بقوله: يمثل عدد الموظفين البحرينيين نحو عشرة موظفين من 12 موظفا، واتوقع زيادة هذا العدد من الموظفين البحرينيين مستقبلا نتيجة لارتفاع الطلب، لتزويد العديد من الجهات بالنظم الامنية خصوصا ان هذا المجال ينمو ويتطور تبعا لتقدم التكنولوجيا! مما يستوجب تأهيل المهندسين والفنيين البحرينيين لتلبية احتياجات السوق المحلية والخليجية مستقبلا.
خلال ثمانية أشهر 316
مواطنا وجدوا لهم أعمالا في المشاريع الجديدة
استرعي انتباهنا خلال تفقدنا للمشاريع المتوسطة والصغيرة تردد اسم نفس الممول المالي، الذي وبالاضافة الي امداده لصاحب المشروع بالمال ساهم في اعداد دراسة للجدوي للمشروع! والغريب في الامر ان تلك الدراسات التي يشارك فيها خبراء اجانب تقدم كخدمة لاصحاب المشاريع تلك مجانا وبدون اي مقابل!! ذلك الممول هو بنك البحرين للتنمية الذي قدم خلال ثمانية اشهر اي من شهر يناير حتي شهر اغسطس من عام 2003م نحو 1.5 مليون دينار بحريني كقروض لاصحاب تلك المشاريع، والتي بلغت نحو 68 مشروعا، وقد ساهمت تلك المشاريع في خلق فرص عمل جديدة لـ 316 مواطنا.
وقد سعي البنك منذ اثني عشر عاما، وهو عمر افتتاحه الي تعزيز الاستثمارات في البحرين بهدف تنويع قاعدتها الاجتماعية والاقتصادية في شتي المجالات سواء السياحية، الصحية، التعليمية، والمتعلقة بالثروة السمكية والزراعية وغيرها من المجالات.. وذلك عبر امداد اصحاب تلك المشاريع بالقروض القصيرة والطويلة الاجل، بل وتأجيرهم للمعدات وتمويلهم بالمواد الخام. ويختلف سعر الفائدة فيها من مشروع لآخر حسب مساهمته الاجمالية في تحقيق اهداف الاقتصاد الوطني كما ويختلف الجدول الزمني لتسديد القرض بما يتناسب مع ما يدره المشروع علي صاحبه من تدفق نقدي، بل ان تمويل المشاريع الزراعية والمرتبطة بالثروة السمكية معفية من الفوائد المالية.
اما عن اهم الشروط الواجب توافرها لامداد صاحب المشروع بتلك القروض فهي تتمحور في: ان يقع النشاط ضمن القطاعات المسموح للبنك الاقراض لها، وان يكون المشروع مسجلا وحاصلا علي جميع التراخيص اللازمة من الجهات الرسمية، وان يسهم المشروع في نمو الاقتصاد الوطني وخالقا فرص عمل جديدة للشباب البحريني. وبشرط كذلك ان يقع المشروع في مملكة البحرين.
بل وخطا البنك خطوات جديدة متمثلة في تنويع خدماته لتشمل التمويل بالمرابحة الاسلامية بالاضافة الي تمويل اصحاب الطموح الاكاديمي لاكمال دراستهم الجامعية ونيل شهادة الماجستير والدكتوراه في اي دولة كانت.
catfeat
catsocaff
2003-11-16
التمـويــل لم يعــد حاجــــزا؟!
تحقيقكتبت – ياسمين خلف:
قد يكون ما سنطرحه اليوم دافعا للكثير من الشباب ذوي الطموح للمضي في ترجمة احلامهم علي ارض الواقع، متعدين كل عقبة قد تقف امامهم، ومتحدين الظروف القاهرة! خصوصا عندما يكون هناك من يذلل الصعاب وييسرها، وبالذات اذا كانت مادية متعلقة بتمويل المشروع! مشكلة البطالة التي هي وكما نري ازلية، يمكن التخفيف من وطأتها الجاثومية المريعة اذا ما تكاتفت الجهود. فالمملكة ممثلة في الحكومة تسعي علي قدم وساق، ولكنها حتما لن تحل المشكلة جذريا، فالامر يحتاج الي جهود من قبل القطاع الخاص والمواطنين، ولاسيما في خلق مشاريع جديدة، والتي هي وبلا شك سوف تسهم بدرجة او بأخري في حل ولو بنسبة بسيطة هذه المشكلة، وذلك بتشغيل عدد لا بأس به من المواطنين فيها.
اشتريت اول بانوش عام 1991م
للسفر سبع فوائد ذلك ما بدا واضحا جليا في قصة – صلاح عبدالله راشد الجلاهمة صاحب مؤسسة عطار لصناعة البوانيش مع مشروعه، حيث ان فكرة ذلك المشروع داهمته خلال زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة، عندما رأي ان عملية صناعة البوانيش تتخذ خمسة قوالب مختلفة.. خصوصا ان امر البوانيش يهمه، فهو من هواة ركوب البحر، وتربي علي حب الصيد علي يد والده، كما انه يمارس صناعة البوانيش بالطرق التقليدية الخشب ومع انبهاره بتلك البوانيش اشتري احداها عام 1991.
بوانيش من الفايبر كلاس
وعن بداية المشروع الصناعي الذي تبناه قال الجلاهمة: بدأت بمبلغ 70 الف دينار في مشروع يعتبر ذو خطورة كبيرة، اذ اقتحمت مجازفة تجارية! فالمشروع تطلب مني شراء قوالب مرتفعة السعر دون وجود اي ضمان لمستوي الطلب علي هذا النوع الجديد علي صيادي السمك في البحرين! فالبوانيش التي اصنعها من الفايبر كلاس وليس من الخشب كما تعودوا عليه ويواصل: مضيت ثلاثة اعوام بدون مردود مالي مجز، ولكن لكل مجتهد نصيب، فقد زادت مبيعاتي وبشكل مربح مع عام 1998م.
مشروعي ساهم
في ثبات اسعار الاسماك
وما الذي يميز تلك البوانيش عن مثيلاتها المصنوعة من الخشب؟! يجيبنا بقوله: انها ارخص ثمنا مقارنة بتلك المصنوعة من خشب الساج، فالاخيرة تكلف نحو 50 الف دينار، بينما تلك المصنوعة من الفايبر كلاس تكلف نحو 15 الف دينار، ولا تحتاج كذلك الي صيانة مكلفة.. ومن منطلق تحقيق ربح مجز فكرت في التوسع في المشروع وساعدني بذلك بنك البحرين للتنمية الذي مولني باداة المرابحة الاسلامية، فتمكنت من شراء مواد خام واجهزة التصنيع بقيمة 167 الف دينار. وساعدني المسئولون في البنك في وضع خطة للتسويق والادارة لأتمكن من النمو في مشروعي ومواجهة المنافسة المحتملة .. ويواصل حديثه بقوله: فبنك البحرين للتنمية ساعدني بطريقة مباشرة في تمويل المشروع ماديا، وبطريقة غير مباشرة بتمويل الصيادين الراغبين في شراء البوانيش من مصنعي، حتي زادت مبيعاتي لثلاثة اضعاف، وباعتقادي ان البنك له الفضل في استمرار الصيادين في هذه المهنة التراثية، وذلك بمساعدتهم في شراء هذه البوانيش، ومما اسهم كذلك في توافر الاسماك في السوق المحلية وثبات اسعارها وهي خدمة للمواطنين اجمعين .
أحتاج إلي ضم قطعة
أرض لأرضي لأتوسع في مشروعي
ويصنع الجلاهمة حاليا بوانيش تصل اطوالها الي 75 قدما، ووضعه الحالي يمكنه من صناعة عدد اكبر من البوانيش ولكنه يقول بأسف: اهم عقبة تواجهني حاليا هي صغر المساحة المخصصة للمشروع! بإمكاني صناعة بوانيش تصل اطوالها الي 150 قدم، ولكن المساحة لا تسعفني علي تحقيق ذلك، وكل ما اتمناه ان تسمح لي الجهات المختصة بضم قطعة الارض الملاصقة لمصنعي الواقع علي احد سواحل جزيرة المحرق، اذ ان بنك البحرين للتنمية ابدي موافقته علي استمرار تمويلي لألبي احتياجات النهوض بهذه الصناعة، خصوصا انه امدني بالسيولة المادية وامدني بالمواد الخام لعشرة بوانيش تحت التصنيع، بالاضافة الي الفترة التي امدوني اليها لتغطية المصاريف المبدئية للمشروع والتي تصل الي عام كامل .
ويؤكد الجلاهمة ان مشروعه اذا ما توسع سيسهم في تشغيل البحرينيين، وسيغطي احتياجات الصيادين من البوانيش، ولن يضطروا مع ذلك الي الاتجاه الي السوق الاماراتية لشراء البوانيش التي يحتاجونها.
نال ثقة الشركة خلال أشهر
الفخر والاعتزاز هو اول شعور قد ينتابك كما انتابنا عندما تسمع عن مشاريع بعض المواطنين، والتي منها ما قام به عبدالخالق ميلاد، فقد كانت سنة 1993 استثنائية في حياته العملية، وذلك حينما تسلم مطوية لشركة بريطانية مختصة في مجال انظمة العرض، والتي اخضعها لدراسة مبدئية قبل ان يقرر الاتصال بالشركة لتعتمده وكيلا لمنتجاتها في مملكة البحرين. حتي نال ثقة الشركة ووقع علي عقد مع الوكالة خلال اشهر معدودة.
يبتسم ميلاد ابتسامة النصر ويقول: لقد فتحت الوكالة مجالات واسعة امام مؤسستي الصغيرة للنمو! فخلال العام الاول من الاتفاقية تمكنا من توسيع اعمالنا في سوق المملكة العربية السعودية، ونلنا عشرات الفرص في مجال تسويق انظمة العرض. وعلي الرغم من ان هذا العمل تطلب منا جهدا ومثابرة استثنائيين، الا اننا تمكنا من الاستجابة لمتطلبات وتحديات تغطية السوق السعودية الواسعة بمنتجاتنا يسكت برهة ويكمل: نجاحي في توسيع مؤسستي، والتي كانت تتطور يوما بعد يوم جعلني امام خيارين، اما المواصلة في العمل الصباحي كمنسق للارشاد الاكاديمي في جامعة البحرين او مواصلة العمل الخاص لكيلا تتشتت جهودي وحسمت الامر في يناير عام 1997 بالتفرغ لاعمال مؤسستي الخاصة كليا.
ورفض مشروع لثلاث مرات
وامام طموحي اللامحدود في توسيع اعمالي قدمت دراسة متكاملة الي الشركة البريطانية التي سبق وان حصلت علي وكالة توزيع منتجاتها، وقد تضمنت دراسة للجدوي لمشروع متكامل لتأسيس وحدة انتاجية لادوات وانظمة المعارض في البحرين بالتعاون مع الشركة البريطانية الام، بحيث يغطي انشاء الوحدة الانتاجية التي ستنشأ في البحرين من ادوات العرض وتجهيزاته باسعار تنافسية ممتازة، مقارنة مع العلاقات التجارية المنافسة.
وبالرغم من حرفية الدراسة ومضمونية نجاح المشروع المقترح لا يزال الكلام علي لسان ميلاد الا ان الشركة الام رفضت المشروع! لم يثبطني ذلك الرد، لثقتي بنجاح المشروع مما دعاني لتقديمه الي شركة سويسرية متخصصة، وللاسف الرد كان سلبيا كذلك، فتوجهت علي الفور بعدها الي شركة سويسرية رائدة وللاسف الشديد لم الق تجاوبا مشجعا!! .
صممت منتجات مبتكرة!
ألم تكن تلك الردود قاسية ومحطمة لآمالك وطموحاتك؟! يجيبنا بالنفي ويرد بإصرار: بل دفعتني تلك الردود الرافضة لمشروعي الي التسلح بالامل، ولكن برؤية مختلفة اساسها ان اقوم بنفسي بتصميم منتجات مبتكرة، ومتطابقة مع مواصفات الجودة للمنتجات الاوروبية، وكان التنفيذ يحتاج الي عمل دراسات مختلفة وبحث عن مصادر لمواد اولية، علي الرغم من وجود بعض الصعوبات الفنية والتمويلية التي كادت ان تسبب لي الاحباط لولا تشجيع شريكي ابراهيم الساعاتي الذي دفعني للمضي قدما في ابتكار انظمة عرض خاصة لا تتطلب ترخيص من شركة اجنبية، وبالفعل اتخذنا قرار الانتاج عام 1998 لانظمة عرض متكاملة .
وماذا عن صعوبة التمويل التي ذكرتها؟! كيف تجاوزتها؟! يجيبنا ميلاد : لجأت لبنك البحرين للتنمية عام 2001م، كي استند عليه كممول للمشروع، فطلبوا مني معلومات اضافية لدراسة مشروعي ميلاد للتسويق والترويج ، وكلمة حق تقال، لقد كان البنك خير سند لي لاهتمامي بالمشروع وامدادي بقرض بلغ نحو 50 الف دينار، وكان ذلك عام 2002م، حيث نلنا موافقة مركز البحرين لرواد الاعمال وبدأنا انتاجنا في نفس العام، وفتحنا قنوات اتصال مع المتخصصين، وسجلنا علامة تجارية هي ميلادكس .
هل ستقبل السوق فكرتك؟!
ولم يتردد ميلاد في نهاية حديثه من نصح رواد الاعمال في التركيز علي تحقيق فكرة واحدة لامعة في مجال الاعمال الناشئة، علي الا يشغل صاحب المشروع نفسه بعمليات الانتاج في البداية، ويركز علي فكرته الاساسية ودراسة ما يتطلبه السوق، وخاصة فيما يتعلق بتقبل السوق لفكرة المنتج او لا؟! ومؤكدا علي ضرورة ان يلجأ صاحب المشروع الي التثقيف الذاتي في كل ما له علاقة بمنتجه. قائلا في ذلك: علي صاحب المشروع ان يسعي وراء المعلومات التي تخدم مشروعه، حتي وان اضطره ذلك الي السفر للحصول علي تلك المعلومة التي قد تكون هي مفتاح النجاح! .
إنشاء شركة أمنية متخصصة
وفي اطار بحثنا عن المشروعات الناشئة في البحرين التقينا بأحد رواد الاعمال رشيد فواز الذي تخرج من دورة اعداد اصحاب الاعمال، والقائم عليها بنك البحرين للتنمية بالتعاون مع وزارة الصناعة ومكتب الامم المتحدة للتنمية في البحرين اليونيدو لمعرفة مدي جدوي وفاعلية البرنامج علي ارض الواقع.
فكرة المشروع كانت موجودة لدي الفواز الا انها لم تتبلور الا مع انضمامه الي دورة تدريبية في تأهيل رواد الاعمال القادرين علي البدء في المشروعات الصغيرة والمتوسطة بهدف تنويع مصادر الاقتصاد البحريني، وبحكم خلفية فواز في المجال الامني، لكونه كان قد عمل في احدي الادارات في وزارة الداخلية لمدة تزيد عن 24 عاما، فكر في انشاء شركة امنية متخصصة، وسانده في ذلك بنك البحرين للتنمية و اليونيدو في اعداد دراسة للمشروع ودراسة جدواه الاقتصادية والمالية حسب المعايير الدولية المتبعة.
المشروع الأول من نوعه في البحرين
وعن هذا المشروع الامني يقول الفواز انه الاول من نوعه في مملكة البحرين، اذ يهدف لربط الانظمة الامنية للشركات والمؤسسات لحمايتها امنيا للحفاظ علي موجوداتها ومكتسباتها، وذلك بتوفير الاجهزة الرقابية وتأهيل رجال الامن علي التعامل مع هذه الانظمة الامنية المتقدمة، وتزويد العملاء بتقارير امنية بشكل متواصل ويضيف الفواز بقوله: وصلت كلفة المشروع الاولية الي 30 الف دينار، قام البنك بتمويل 50% من الكلفة، اي نحو 15 الف دينار .
واختتم الفواز بقوله: يمثل عدد الموظفين البحرينيين نحو عشرة موظفين من 12 موظفا، واتوقع زيادة هذا العدد من الموظفين البحرينيين مستقبلا نتيجة لارتفاع الطلب، لتزويد العديد من الجهات بالنظم الامنية خصوصا ان هذا المجال ينمو ويتطور تبعا لتقدم التكنولوجيا! مما يستوجب تأهيل المهندسين والفنيين البحرينيين لتلبية احتياجات السوق المحلية والخليجية مستقبلا.
خلال ثمانية أشهر 316
مواطنا وجدوا لهم أعمالا في المشاريع الجديدة
استرعي انتباهنا خلال تفقدنا للمشاريع المتوسطة والصغيرة تردد اسم نفس الممول المالي، الذي وبالاضافة الي امداده لصاحب المشروع بالمال ساهم في اعداد دراسة للجدوي للمشروع! والغريب في الامر ان تلك الدراسات التي يشارك فيها خبراء اجانب تقدم كخدمة لاصحاب المشاريع تلك مجانا وبدون اي مقابل!! ذلك الممول هو بنك البحرين للتنمية الذي قدم خلال ثمانية اشهر اي من شهر يناير حتي شهر اغسطس من عام 2003م نحو 1.5 مليون دينار بحريني كقروض لاصحاب تلك المشاريع، والتي بلغت نحو 68 مشروعا، وقد ساهمت تلك المشاريع في خلق فرص عمل جديدة لـ 316 مواطنا.
وقد سعي البنك منذ اثني عشر عاما، وهو عمر افتتاحه الي تعزيز الاستثمارات في البحرين بهدف تنويع قاعدتها الاجتماعية والاقتصادية في شتي المجالات سواء السياحية، الصحية، التعليمية، والمتعلقة بالثروة السمكية والزراعية وغيرها من المجالات.. وذلك عبر امداد اصحاب تلك المشاريع بالقروض القصيرة والطويلة الاجل، بل وتأجيرهم للمعدات وتمويلهم بالمواد الخام. ويختلف سعر الفائدة فيها من مشروع لآخر حسب مساهمته الاجمالية في تحقيق اهداف الاقتصاد الوطني كما ويختلف الجدول الزمني لتسديد القرض بما يتناسب مع ما يدره المشروع علي صاحبه من تدفق نقدي، بل ان تمويل المشاريع الزراعية والمرتبطة بالثروة السمكية معفية من الفوائد المالية.
اما عن اهم الشروط الواجب توافرها لامداد صاحب المشروع بتلك القروض فهي تتمحور في: ان يقع النشاط ضمن القطاعات المسموح للبنك الاقراض لها، وان يكون المشروع مسجلا وحاصلا علي جميع التراخيص اللازمة من الجهات الرسمية، وان يسهم المشروع في نمو الاقتصاد الوطني وخالقا فرص عمل جديدة للشباب البحريني. وبشرط كذلك ان يقع المشروع في مملكة البحرين.
بل وخطا البنك خطوات جديدة متمثلة في تنويع خدماته لتشمل التمويل بالمرابحة الاسلامية بالاضافة الي تمويل اصحاب الطموح الاكاديمي لاكمال دراستهم الجامعية ونيل شهادة الماجستير والدكتوراه في اي دولة كانت.
catfeat
catsocaff
2003-11-16
أحدث التعليقات