يا بخت من وفق رأسين بالحلال.. مجاناً أيضاً!
حوار اجرته ـ ياسمين خلف:
كنت اعمل في مؤسسة لدي احد المقاولين، وحدث ان تعطلت احدي السيارات التابعة للمؤسسة في قرية القدم ، فطلب مني رب العمل الذهاب حيثما تعطلت لاصلاحها، وان فشلت اعود ادراجي بتاكسي استأجره.. ذهبت.. وفشلت… فطلبت من احد سائقي النقل المشترك بيك اب اخذي الي مقر عملي في المنامة، وكانت عقارب الساعة تقترب من الواحدة ظهرا..
وقد ساهم لهيب الشمس في استرسالنا في الحديث في امور الحياة سعيا وراء تخفيف حرارة الجو التي لا مفر منها!!، وبالصدفة قال الحاج ميرزا – سائق البيك اب: هل انت متزوج، فاجبته بالنفي، واكمل هل لك نية في الزواج فكان النفي هو جوابي للمرة الثانية!! لسبب بسيط الا وهو انني لم اكون نفسي بعد!! فقال لي: هناك اختان غير شقيقتين يعود اصلهن الي نسب الرسول الاعظم ص – في سن الزواج، واتمني ان اجد عريس لاحداهما أو عريسين لهما، علي ان يكون العريس ذا خلق ودين، فاخذت بدوري رقم هاتفه بعدما وعدته خيرا خصوصا ان لي عما رجل دين وقد يساعدني في ذلك الامر.
مرت الايام والاشهر.. ونسيت الامر الي ان تذكرته عندما اخبرني احد اصدقائي بان ابن اخيه يريد الزواج، الا انه يعاني من مشكلة تكمن في ثقل لسانه مما يعيقه عن الكلام بصورة طبيعية!! فكان الحاج ميرزا هو اول من خطر علي بالي، وتلكما الفتاتان اللتان تحدث لي عنهما، فهاتفته علني انقل له خبرا يفرحه، وكنت متخوفا من رفضه للامر، خصوصا مع ثقل لسان العريس ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.. فقد كان الحاج ميرزا اكبر من تلك الظنون حيث قال: لا مشكلة في ثقل لسان الرجل وذلك لن يعيبه ما دام ذا خلق ودين، واذا كان هناك نصيب ستتم الخطبة، وان لم يشأ الله في ذلك فلن نتدخل في حكمه!! بعد ايام قابل العريس العروس وتم بعدها عقد القران.
تلك الصدفة البيك ابيه قد دفعت الشاب حسين ابراهيم العرادي – وزوجته من بعده رباب احمد العرادي للخوض في مشروع تزويج الشباب، والتوفيق بين رأسين بالحلال مجانا، لا يطلبون من ورائه دنانير كثمن، بل يطلبون قصرا في الجنة من الله سبحانه وتعالي.. تجربة حسين – ابو علي شبيهة في جانب من تجربة الشيخ محمد علي العكري وتختلف عنها في جوانب، حوارنا طاف معه ومع زوجته آفاقا سمعنا خلالها زغاريد فرحة تزويج شباب من طبقات مختلفة، تتخللها مناغاة ابنهما البكر ثمرة زواجهما علي ذي الثلاثة اشهر.
امش في جنازة ولا تمشيش في جوازه مثل شعبي مصري يخوف الناس من التدخل في زواج احدهم، لكيلا يلام اذا ما فشل الزواج لا قدر الله ، فكيف استمر ابو علي في المشروع، وما المشاكل التي اعترضته؟!، وما هي مخططاته المستقبلية؟! حوارنا معه جدير بالاجابة عن تلك التساؤلات وغيرها.
الايام:
فف بعد فرحتك بكونك طرفا ساهم في زواج شاب بشابة، كيف كانت خطواتك الاولي؟!
غغ حسين العرادي:
اعددت اعلانا بسيطا ووزعته في المساجد واكثرها كان في شيخ عزيز ، وهو ضريح احد الاولياء الصالحين، فيقصده الكثير من الشباب مع جميع مناطق المملكة، وبخاصة يوم الجمعة ليلة السبت من كل اسبوع، حيث يدخل فيه من الشباب زرافات ويخرجون زرافات، مما يتيح للاعلان الانتشار بصورة واسعة.
فف الايام:
وما حجم الاتصالات الهاتفية التي تلقيتها؟!
غغ حسين العرادي:
كانت الاتصالات كثيرة جدا وبصورة لم اتوقعها البتة خصوصا مع بداية خوضي للمشروع، وكانت اكثرها من الجنس الناعم!! علي الرغم من انني آثرت ان اوزع الاعلان في قسم الرجال في المسجد دون النساء!!!
فف الايام:
وكيف تتعامل مع النساء عندما يتصلن بك؟!
غغ حسين العرادي:
آخذ المعلومات الكافية عنهن، كالاسم والعنوان ورقم الهاتف، ومقر العمل ان كن يعملن، ومواصفاتهن ومواصفات من يرغبن في الزواج بهم.
فف الايام:
وهل تستخدم اسلوب الصور كما يستخدمه غيرك من الخطاب؟!
غغ حسين العرادي:
انا لا احبذ استخدام هذا الاسلوب الذي قد يحرج احد الاطراف، وخصوصا النساء!! فانا اكتفي باخذ المواصفات الكاملة كالطول واللون مثلا وغيرها من الصفات الشخصية والشكلية، واذا كانت تعمل او تقود سيارة او لا!!!
فف الايام:
وبعد ان تجد فارس الاحلام او بنت الحلال هل تتوسط بين الطرفين؟!
غغ حسين العرادي:
انا واسطة فقط، ادل العريس علي العروس، والباقي علي الله، فانا افضل ان ابقي بعيدا لاري العرس من بعد تلك الخطوة، خوفا من الاحراجات التي قد تحدث او المشاكل!! كما ان وقتي لا يسعفني علي ذلك لارتباطي بعملي مصدر رزقي .
فف الايام:
وهل كان زواجك من رباب بنفس الطريقة؟!
غغ حسين العرادي يجيب:
قصة زواجنا قد تكون غريبة بعض الشيء، فنحن علي الرغم من كوننا ابناء خالة الا اننا لم نعرف بعضا الا عند الزواج!!
فف رباب تستلم خيط الحوار:
تصوروا كنت اعرف اخوانه، كونهم ابناء خالتي، الا انني لم اعرف يوما ان لي ابن خالة اسمه حسين !!!
غغ حسين يضحك ويكمل:
بل والاغرب من ذلك اننا نحمل نفس تاريخ الميلاد مع فارق ثلاث سنوات من جانبي، ولم نكتشف ذلك الا ليلة عقد القران.
فف اذا كيف عرفت رباب وطلبتها للزواج.. الايام تتساءل؟!
غغ حسين يبرر طريقة تزويجه فيقول:
كنت في ذلك الوقت خطابا وكنت قادرا علي تزويج نفسي، او اختيار ابنة الحلال بطريقتي الخاصة، الا انني لم اشأ ان اكسر بخاطر اهلي ورغبتهم في تزويجي، فتركت الامر لهم خصوصا انهم كانوا كثيري الالحاح علي بضرورة الزواج، وما زاد الطين بلة ان اخواني الاصغر سنا مني تزوجوا قبلي!! فكان لا يأتي يوم الا وذكروني بالزواج، الا انني كنت ارفض كوني لم اكون نفسي بعد ولم استعد للزواج.
وعندما اعطيتهم الضوء الاخضر للبحث عن العروس عرضوا علي فكرة الزواج من ابنة خالتي غير رباب واتذكر ذلك اليوم والذي صادف يوم الجمعة، وهو اليوم الذي اذهب فيه إلي الشيخ عزيز لاستقبل طلبات الزواج، قبلت من طرفي ولكنها رفضت، والامر يخصها فلها الحق في الرفض او القبول، ولتطيب خاطري عرض عليّ اهلي خدماتهم وبانهم سيبحثون مجددا عن العروس المناسبة، ووافقتهم بشرط أنهم إذا أخفقوا هذه المرة، أتولي بنفسي مسألة اختيار العروس المناسبة، فكلموا بدورهم رباب ابنة خالتي وزوجتي الآن، ووافقت مبدئياً علي الموضوع، إلا أنها قالت إنها لا تعرفني، وتريد أن تراني قبل أن ترتبط بي، وتمت المقابلة ووفق الله بيننا كزوج وزوجة.
فف الأيام :
مع وجود قائمة من الطلبات من الجنس الناعم، ألم تفكر بالزواج من إحداهن؟!
غغ حسين ينفي ويقول : لم أفكر البتة في ذلك، وإن كان جميع الشباب بلا استثناء تتراودهم فكرة الزواج، خصوصاً من هم في مثل ظروفي كإلحاح أهلي المستمر وزواج اخواني الأصغر سناً وبقائي العازب الوحيد بينهم، إلا أنني آثرت أن أكون نفسي وأعتمد عليها، بدلاً من أن أعتمد علي أهلي في الزواج!!
فف ما موقف زوجتك من مشروعك، خصوصاً أنك تتعامل مع آنسات؟!
غغ في البداية لم أشأ أن أفتح لها موضوع عملي التطوعي، وأثناء فترة الخطوبة مهدت لها الموضوع.
فف الأيام تتساءل :
لم أخفيته عنها؟ وكيف فاتحتها في الموضوع؟!
غغ حسين العرادي يجيب :
أخفيته لسببين الأول لأجعلها مفاجأة، وثانياً لأدربها علي العمل لتأخذ الجانب النسائي منه، وقلت لها حينها بأنني سأحدثها عن أمر ما، ولها الخيار في الموافقة عليه أو رفضه، وإن أحست بغيرة عليّ جراء حديثي مع فتيات سوف ألغي الموضوع برمته، منعاً للاحراجات والخلافات التي قد تحدث، فأنا اتخذتها زوجة وعليها أن تثق بي وأثق بها .. وإن وافقتني فهو تسهيل من رب العالمين، وكانت ردة فعلها مفاجأة لي بقدر ما كان الأمر مفاجأة لها، فقد أعربت عن بالغ فرحها وحبها للعمل التطوعي ذاته، فعرضت عليها أخذ جانب طلبات النساء.
فف وكيف كانت خطواتك الأولي يا رباب ؟!
غغ كنت متخوفة في البداية، فقلت لزوجي سوف أجرب، فإن أعجبني العمل سأستمر فيه، وإن لم يعجبني، سأترك الموضوع له ليتصرف – كما كان سابقاً قبل زواجه مني.
فف وما أهم المشاكل التي أعترضتكما جراء دخولكما واستمراركما في هذا المشروع التطوعي الخيري؟!
غغ الحمد لله لم تحدث لنا أية مشاكل إطلاقاً، علي الرغم من توقعنا حدوث خلافات أو إحراجات بين طرفي الزواج، وقناعتنا أن الموضوع توفيق من الله هو ما يجعلنا نقوم بما نستطيع ليسهل الله الباقي، ويوفق الطرفين، فقصدنا خير والله يعلم ذلك!!!
فف الأيام :
وهل مررت بمواقف محرجة؟!
غغ حسين العرادي :
بالطبع، خصوصاً مع كبار السن، والذين يصعب الحصول علي عروس لهم ، فهم يقولون لي: لا فائدة منك، حتي هذه اللحظة لم تأت بعروس تقبل بنا!! فهم لا يدركون انني مجرد وسيط، ولا أستطيع أن أجبر أحداً علي الزواج طالما هو يرفضه.
فف تجربتك شبيهة بتجربة الشيخ محمد علي العكري، فيم تلتقي معه وفيم تختلف؟!
غغ أنا من أشد المؤيدين له، فهو أقدم وأفهم مني في أمور الدين والدنيا، ولكن أسلوبه الوعظي يختلف عن أسلوبي، فأنا أتفهم ظروف وتفكير الشباب أكثر منه كوني من نفس جيلهم.
فف الأيام :
هل تعرضت لتعليقات تحبطك؟!
غغ حسين العرادي :
نعم .. بل تضحكني، فأصدقائي ومعارفي ما ان أقبل عليهم بادروني بالقول ها قد أتي الشيخ العكري الثاني، بل يدعوني دائماً لترك هذا العمل التطوعي اعتقاداً منهم بأن ذلك سيجر علي المشاكل، فمنهم من يقول لي: أنت مجنن نفسك!! بل إن أحدهم عرض علي العمل في رئاسة حملة بشرط أن أترك عملاً أحببته.
فف هل تذهبان للأعراس التي أنتما طرفاً في حدوثها؟!
غغ يجيبان معاً: نتلقي دعوات منهم، ولكننا لم نذهب لأي منها، لانشغالنا في أمور حياتنا.
فف الأيام :
ما أغرب طلب مر عليك خلال العام المنصرم ألا وهو مدة عملك في مشروعك؟!
غغ حسين العرادي :
اتصال من أم تطلب زوجاً لابنتها الجامعية، علي أن يملك بيتا وسيارة وجهاز كمبيوتر، وأنا أقول لهذه الأم ولغيرها من الأمهات: اتقوا الله، فالواحد منا اليوم يحمد ربه إذا ما وفقه في زوج لبناته ذي خلق ودين، لا أن يبحث عن المادة، فأنا شخصياً زوجت أختي بمهر لم يتعدي 500 دينار وكذلك كان مهر زوجتي، فالفقير فقير النفس، وبقاء الحال من المحال، الفقير قد يأتيه يوم ويغتني، والغني قد لا يدوم خيره ويزول، فكلنا نتمني العيش في أفضل حال، ولكن الواقع هو الفيصل، فكما قال الإمام علي بن أبي طالب (ع) : لو كان الفقر رجلاً لقتلته، فما من أحد يرضي بالفقر أو يحبذه، ولكن بنظرة احصائية سنجد ان معدل النساء يفوق معدل الرجال بكثير، وعلينا القضاء علي العنوسة بكل ما أوتينا من قوة لحماية مجتمعنا من المخاطر الاجتماعية التي وبلا شك هي سم قاتل يفتك في الداني والقاصي.
فف الأيام :
كم عمر أكبر المتقدمين للزواج؟!
غغ حسين يضحك ويقول : جدي الذي تجاوز عاما بعد المائة والذي عملت جاهداً للبحث عن العروس المناسبة له وفشلت، وها هو حتي هذا اليوم يطلب مني مواصلة البحث له عن عروس الغفلة لتؤنسه في أيامه الأخيرة، وحالة أخري لرجل عمره 60 عاماً توفيت زوجته، ويريد الزواج بأخري.
فف كيف يمكنكما كسر حاجز الخجل لدي البعض نتساءل وجيب رباب :
غغ علي الرغم من ان البنات أكثر خجلاً والرجال أكثر جرأة، إلا أن أكثر الطلبات من النساء، وفي بعض الأحيان لا تتكلم البنت بنفسا وتترك الأمر لصديقتها أو لأختها أو لأمها أو حتي لابنة الجيران لتتكلم عنها!! ونقول للجميع لا داعي للخجل ما دام الأمر لا يخرج عن خط الدين.
فف أين توزعون إعلاناتكم؟! وكم تصل أعداد الطلبات شهرياً؟!
غغ وزعنا ما يقارب 500 إعلان خلال شهر محرم في مدينة المنامة والسنابس، علي النساء والرجال، وأعداد الطلبات تتفاوت، قد تزيد عن الثلاثين وقد تقل عنها بكثير، إلا أنها تزداد في شهر ربيع، حيث يزيد إقبال الشباب علي الزواج.
فف الأيام :
هل هناك مواصفات معينة تكثر لدي طالبي الزواج في النصف الآخر ؟!
غغ حسين العرادي :
أغلب الشباب يفضلون الزوجات العاملات للتغلب علي مصاعب الحياة، خصوصاً مع غلائها وتدني الأجور، ولكن يختلف الشباب عموماً في طلباتهم، فبعضهم يفضلأنها تقود سيارة والبعض لا يفضل ذلك، ولكن نتمني من البنات تفهم حال الشباب في هذه الأيام وعدم المغالاة في الطلبات والمهور، كما نطلب من الآباء قبول تزويج بناتهم علي من هو ذو خلق ودين، وعدم رفض المتقدم بسبب عدم قبوله لتزويج البنت الصغري قبل الكبري، وأنا شخصياً إذا ما رأيت أن المتقدم أو المتقدمة للزواج تبالغ في الطلبات لا أقبل الطلب، خصوصاً أننا نريد تسهيل الزواج لا تأخيره أو تعطيله.
فف ألم تفكر في التوسع في عملك ليكون لك مكتب رسمي للتزويج – شأنك في ذلك شأن بعض المتبنين لهذه الفكرة في دول الخليج؟!
غغ حالياً لم أفكر في ذلك وأفضل أن أبقي علي ما أنا عليه، وما أفكر فيه هو إيجاد معاونين من كلا الجنسين، ومساعدة من يخجل في التقدم بالطلب لتسهيل تزويجه.
كلمة أخيرة تقدم بها حسين العرادي قال فيها: أنصح الشباب بالزواج، إذا ما توفرت لهم السبل لذلك فالرجل بدون زوجة لا يساوي شيئا، فهو كالصفر علي الشمال، وأنصح أولياء الأمور بضرورة النظر إلي الرجل المتقدم لابنتهم لا إلي جيبه، وتفهم حال الشباب وعدم المغالاة في المهور والذي دفع بالكثير منهم للسفر والزواج من أجنبيات. يتساءل باستنكار : هل من المعقول ان يستدين الفرد بالألوف لإقامة حفلة لعدة ساعات فقط يظل يدفع تكاليفها سنوات!! كلها بهرجة ومظاهر كذابة، كالسراب الذي سرعان ما يختفي، والصديق الحق هو من يقدر الظروف، ويبارك لك علي الزواج دون أن يشترط اقامة حفلة في المكان الفلاني. وأحمد الله الذي وفقني في زواجي من رباب التي لا تقدر بملايين الدنانير، فهي نعم الزوجة التي قبلت بي رغم ظروفي الصعبة. وأم علي ابني الذي أتمني أن يخلفني في عملي التطوعي هذا!!!
catfeat
2003-06-19
يا بخت من وفق رأسين بالحلال.. مجاناً أيضاً!
حوار اجرته ـ ياسمين خلف:
كنت اعمل في مؤسسة لدي احد المقاولين، وحدث ان تعطلت احدي السيارات التابعة للمؤسسة في قرية القدم ، فطلب مني رب العمل الذهاب حيثما تعطلت لاصلاحها، وان فشلت اعود ادراجي بتاكسي استأجره.. ذهبت.. وفشلت… فطلبت من احد سائقي النقل المشترك بيك اب اخذي الي مقر عملي في المنامة، وكانت عقارب الساعة تقترب من الواحدة ظهرا..
وقد ساهم لهيب الشمس في استرسالنا في الحديث في امور الحياة سعيا وراء تخفيف حرارة الجو التي لا مفر منها!!، وبالصدفة قال الحاج ميرزا – سائق البيك اب: هل انت متزوج، فاجبته بالنفي، واكمل هل لك نية في الزواج فكان النفي هو جوابي للمرة الثانية!! لسبب بسيط الا وهو انني لم اكون نفسي بعد!! فقال لي: هناك اختان غير شقيقتين يعود اصلهن الي نسب الرسول الاعظم ص – في سن الزواج، واتمني ان اجد عريس لاحداهما أو عريسين لهما، علي ان يكون العريس ذا خلق ودين، فاخذت بدوري رقم هاتفه بعدما وعدته خيرا خصوصا ان لي عما رجل دين وقد يساعدني في ذلك الامر.
مرت الايام والاشهر.. ونسيت الامر الي ان تذكرته عندما اخبرني احد اصدقائي بان ابن اخيه يريد الزواج، الا انه يعاني من مشكلة تكمن في ثقل لسانه مما يعيقه عن الكلام بصورة طبيعية!! فكان الحاج ميرزا هو اول من خطر علي بالي، وتلكما الفتاتان اللتان تحدث لي عنهما، فهاتفته علني انقل له خبرا يفرحه، وكنت متخوفا من رفضه للامر، خصوصا مع ثقل لسان العريس ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.. فقد كان الحاج ميرزا اكبر من تلك الظنون حيث قال: لا مشكلة في ثقل لسان الرجل وذلك لن يعيبه ما دام ذا خلق ودين، واذا كان هناك نصيب ستتم الخطبة، وان لم يشأ الله في ذلك فلن نتدخل في حكمه!! بعد ايام قابل العريس العروس وتم بعدها عقد القران.
تلك الصدفة البيك ابيه قد دفعت الشاب حسين ابراهيم العرادي – وزوجته من بعده رباب احمد العرادي للخوض في مشروع تزويج الشباب، والتوفيق بين رأسين بالحلال مجانا، لا يطلبون من ورائه دنانير كثمن، بل يطلبون قصرا في الجنة من الله سبحانه وتعالي.. تجربة حسين – ابو علي شبيهة في جانب من تجربة الشيخ محمد علي العكري وتختلف عنها في جوانب، حوارنا طاف معه ومع زوجته آفاقا سمعنا خلالها زغاريد فرحة تزويج شباب من طبقات مختلفة، تتخللها مناغاة ابنهما البكر ثمرة زواجهما علي ذي الثلاثة اشهر.
امش في جنازة ولا تمشيش في جوازه مثل شعبي مصري يخوف الناس من التدخل في زواج احدهم، لكيلا يلام اذا ما فشل الزواج لا قدر الله ، فكيف استمر ابو علي في المشروع، وما المشاكل التي اعترضته؟!، وما هي مخططاته المستقبلية؟! حوارنا معه جدير بالاجابة عن تلك التساؤلات وغيرها.
الايام:
فف بعد فرحتك بكونك طرفا ساهم في زواج شاب بشابة، كيف كانت خطواتك الاولي؟!
غغ حسين العرادي:
اعددت اعلانا بسيطا ووزعته في المساجد واكثرها كان في شيخ عزيز ، وهو ضريح احد الاولياء الصالحين، فيقصده الكثير من الشباب مع جميع مناطق المملكة، وبخاصة يوم الجمعة ليلة السبت من كل اسبوع، حيث يدخل فيه من الشباب زرافات ويخرجون زرافات، مما يتيح للاعلان الانتشار بصورة واسعة.
فف الايام:
وما حجم الاتصالات الهاتفية التي تلقيتها؟!
غغ حسين العرادي:
كانت الاتصالات كثيرة جدا وبصورة لم اتوقعها البتة خصوصا مع بداية خوضي للمشروع، وكانت اكثرها من الجنس الناعم!! علي الرغم من انني آثرت ان اوزع الاعلان في قسم الرجال في المسجد دون النساء!!!
فف الايام:
وكيف تتعامل مع النساء عندما يتصلن بك؟!
غغ حسين العرادي:
آخذ المعلومات الكافية عنهن، كالاسم والعنوان ورقم الهاتف، ومقر العمل ان كن يعملن، ومواصفاتهن ومواصفات من يرغبن في الزواج بهم.
فف الايام:
وهل تستخدم اسلوب الصور كما يستخدمه غيرك من الخطاب؟!
غغ حسين العرادي:
انا لا احبذ استخدام هذا الاسلوب الذي قد يحرج احد الاطراف، وخصوصا النساء!! فانا اكتفي باخذ المواصفات الكاملة كالطول واللون مثلا وغيرها من الصفات الشخصية والشكلية، واذا كانت تعمل او تقود سيارة او لا!!!
فف الايام:
وبعد ان تجد فارس الاحلام او بنت الحلال هل تتوسط بين الطرفين؟!
غغ حسين العرادي:
انا واسطة فقط، ادل العريس علي العروس، والباقي علي الله، فانا افضل ان ابقي بعيدا لاري العرس من بعد تلك الخطوة، خوفا من الاحراجات التي قد تحدث او المشاكل!! كما ان وقتي لا يسعفني علي ذلك لارتباطي بعملي مصدر رزقي .
فف الايام:
وهل كان زواجك من رباب بنفس الطريقة؟!
غغ حسين العرادي يجيب:
قصة زواجنا قد تكون غريبة بعض الشيء، فنحن علي الرغم من كوننا ابناء خالة الا اننا لم نعرف بعضا الا عند الزواج!!
فف رباب تستلم خيط الحوار:
تصوروا كنت اعرف اخوانه، كونهم ابناء خالتي، الا انني لم اعرف يوما ان لي ابن خالة اسمه حسين !!!
غغ حسين يضحك ويكمل:
بل والاغرب من ذلك اننا نحمل نفس تاريخ الميلاد مع فارق ثلاث سنوات من جانبي، ولم نكتشف ذلك الا ليلة عقد القران.
فف اذا كيف عرفت رباب وطلبتها للزواج.. الايام تتساءل؟!
غغ حسين يبرر طريقة تزويجه فيقول:
كنت في ذلك الوقت خطابا وكنت قادرا علي تزويج نفسي، او اختيار ابنة الحلال بطريقتي الخاصة، الا انني لم اشأ ان اكسر بخاطر اهلي ورغبتهم في تزويجي، فتركت الامر لهم خصوصا انهم كانوا كثيري الالحاح علي بضرورة الزواج، وما زاد الطين بلة ان اخواني الاصغر سنا مني تزوجوا قبلي!! فكان لا يأتي يوم الا وذكروني بالزواج، الا انني كنت ارفض كوني لم اكون نفسي بعد ولم استعد للزواج.
وعندما اعطيتهم الضوء الاخضر للبحث عن العروس عرضوا علي فكرة الزواج من ابنة خالتي غير رباب واتذكر ذلك اليوم والذي صادف يوم الجمعة، وهو اليوم الذي اذهب فيه إلي الشيخ عزيز لاستقبل طلبات الزواج، قبلت من طرفي ولكنها رفضت، والامر يخصها فلها الحق في الرفض او القبول، ولتطيب خاطري عرض عليّ اهلي خدماتهم وبانهم سيبحثون مجددا عن العروس المناسبة، ووافقتهم بشرط أنهم إذا أخفقوا هذه المرة، أتولي بنفسي مسألة اختيار العروس المناسبة، فكلموا بدورهم رباب ابنة خالتي وزوجتي الآن، ووافقت مبدئياً علي الموضوع، إلا أنها قالت إنها لا تعرفني، وتريد أن تراني قبل أن ترتبط بي، وتمت المقابلة ووفق الله بيننا كزوج وزوجة.
فف الأيام :
مع وجود قائمة من الطلبات من الجنس الناعم، ألم تفكر بالزواج من إحداهن؟!
غغ حسين ينفي ويقول : لم أفكر البتة في ذلك، وإن كان جميع الشباب بلا استثناء تتراودهم فكرة الزواج، خصوصاً من هم في مثل ظروفي كإلحاح أهلي المستمر وزواج اخواني الأصغر سناً وبقائي العازب الوحيد بينهم، إلا أنني آثرت أن أكون نفسي وأعتمد عليها، بدلاً من أن أعتمد علي أهلي في الزواج!!
فف ما موقف زوجتك من مشروعك، خصوصاً أنك تتعامل مع آنسات؟!
غغ في البداية لم أشأ أن أفتح لها موضوع عملي التطوعي، وأثناء فترة الخطوبة مهدت لها الموضوع.
فف الأيام تتساءل :
لم أخفيته عنها؟ وكيف فاتحتها في الموضوع؟!
غغ حسين العرادي يجيب :
أخفيته لسببين الأول لأجعلها مفاجأة، وثانياً لأدربها علي العمل لتأخذ الجانب النسائي منه، وقلت لها حينها بأنني سأحدثها عن أمر ما، ولها الخيار في الموافقة عليه أو رفضه، وإن أحست بغيرة عليّ جراء حديثي مع فتيات سوف ألغي الموضوع برمته، منعاً للاحراجات والخلافات التي قد تحدث، فأنا اتخذتها زوجة وعليها أن تثق بي وأثق بها .. وإن وافقتني فهو تسهيل من رب العالمين، وكانت ردة فعلها مفاجأة لي بقدر ما كان الأمر مفاجأة لها، فقد أعربت عن بالغ فرحها وحبها للعمل التطوعي ذاته، فعرضت عليها أخذ جانب طلبات النساء.
فف وكيف كانت خطواتك الأولي يا رباب ؟!
غغ كنت متخوفة في البداية، فقلت لزوجي سوف أجرب، فإن أعجبني العمل سأستمر فيه، وإن لم يعجبني، سأترك الموضوع له ليتصرف – كما كان سابقاً قبل زواجه مني.
فف وما أهم المشاكل التي أعترضتكما جراء دخولكما واستمراركما في هذا المشروع التطوعي الخيري؟!
غغ الحمد لله لم تحدث لنا أية مشاكل إطلاقاً، علي الرغم من توقعنا حدوث خلافات أو إحراجات بين طرفي الزواج، وقناعتنا أن الموضوع توفيق من الله هو ما يجعلنا نقوم بما نستطيع ليسهل الله الباقي، ويوفق الطرفين، فقصدنا خير والله يعلم ذلك!!!
فف الأيام :
وهل مررت بمواقف محرجة؟!
غغ حسين العرادي :
بالطبع، خصوصاً مع كبار السن، والذين يصعب الحصول علي عروس لهم ، فهم يقولون لي: لا فائدة منك، حتي هذه اللحظة لم تأت بعروس تقبل بنا!! فهم لا يدركون انني مجرد وسيط، ولا أستطيع أن أجبر أحداً علي الزواج طالما هو يرفضه.
فف تجربتك شبيهة بتجربة الشيخ محمد علي العكري، فيم تلتقي معه وفيم تختلف؟!
غغ أنا من أشد المؤيدين له، فهو أقدم وأفهم مني في أمور الدين والدنيا، ولكن أسلوبه الوعظي يختلف عن أسلوبي، فأنا أتفهم ظروف وتفكير الشباب أكثر منه كوني من نفس جيلهم.
فف الأيام :
هل تعرضت لتعليقات تحبطك؟!
غغ حسين العرادي :
نعم .. بل تضحكني، فأصدقائي ومعارفي ما ان أقبل عليهم بادروني بالقول ها قد أتي الشيخ العكري الثاني، بل يدعوني دائماً لترك هذا العمل التطوعي اعتقاداً منهم بأن ذلك سيجر علي المشاكل، فمنهم من يقول لي: أنت مجنن نفسك!! بل إن أحدهم عرض علي العمل في رئاسة حملة بشرط أن أترك عملاً أحببته.
فف هل تذهبان للأعراس التي أنتما طرفاً في حدوثها؟!
غغ يجيبان معاً: نتلقي دعوات منهم، ولكننا لم نذهب لأي منها، لانشغالنا في أمور حياتنا.
فف الأيام :
ما أغرب طلب مر عليك خلال العام المنصرم ألا وهو مدة عملك في مشروعك؟!
غغ حسين العرادي :
اتصال من أم تطلب زوجاً لابنتها الجامعية، علي أن يملك بيتا وسيارة وجهاز كمبيوتر، وأنا أقول لهذه الأم ولغيرها من الأمهات: اتقوا الله، فالواحد منا اليوم يحمد ربه إذا ما وفقه في زوج لبناته ذي خلق ودين، لا أن يبحث عن المادة، فأنا شخصياً زوجت أختي بمهر لم يتعدي 500 دينار وكذلك كان مهر زوجتي، فالفقير فقير النفس، وبقاء الحال من المحال، الفقير قد يأتيه يوم ويغتني، والغني قد لا يدوم خيره ويزول، فكلنا نتمني العيش في أفضل حال، ولكن الواقع هو الفيصل، فكما قال الإمام علي بن أبي طالب (ع) : لو كان الفقر رجلاً لقتلته، فما من أحد يرضي بالفقر أو يحبذه، ولكن بنظرة احصائية سنجد ان معدل النساء يفوق معدل الرجال بكثير، وعلينا القضاء علي العنوسة بكل ما أوتينا من قوة لحماية مجتمعنا من المخاطر الاجتماعية التي وبلا شك هي سم قاتل يفتك في الداني والقاصي.
فف الأيام :
كم عمر أكبر المتقدمين للزواج؟!
غغ حسين يضحك ويقول : جدي الذي تجاوز عاما بعد المائة والذي عملت جاهداً للبحث عن العروس المناسبة له وفشلت، وها هو حتي هذا اليوم يطلب مني مواصلة البحث له عن عروس الغفلة لتؤنسه في أيامه الأخيرة، وحالة أخري لرجل عمره 60 عاماً توفيت زوجته، ويريد الزواج بأخري.
فف كيف يمكنكما كسر حاجز الخجل لدي البعض نتساءل وجيب رباب :
غغ علي الرغم من ان البنات أكثر خجلاً والرجال أكثر جرأة، إلا أن أكثر الطلبات من النساء، وفي بعض الأحيان لا تتكلم البنت بنفسا وتترك الأمر لصديقتها أو لأختها أو لأمها أو حتي لابنة الجيران لتتكلم عنها!! ونقول للجميع لا داعي للخجل ما دام الأمر لا يخرج عن خط الدين.
فف أين توزعون إعلاناتكم؟! وكم تصل أعداد الطلبات شهرياً؟!
غغ وزعنا ما يقارب 500 إعلان خلال شهر محرم في مدينة المنامة والسنابس، علي النساء والرجال، وأعداد الطلبات تتفاوت، قد تزيد عن الثلاثين وقد تقل عنها بكثير، إلا أنها تزداد في شهر ربيع، حيث يزيد إقبال الشباب علي الزواج.
فف الأيام :
هل هناك مواصفات معينة تكثر لدي طالبي الزواج في النصف الآخر ؟!
غغ حسين العرادي :
أغلب الشباب يفضلون الزوجات العاملات للتغلب علي مصاعب الحياة، خصوصاً مع غلائها وتدني الأجور، ولكن يختلف الشباب عموماً في طلباتهم، فبعضهم يفضلأنها تقود سيارة والبعض لا يفضل ذلك، ولكن نتمني من البنات تفهم حال الشباب في هذه الأيام وعدم المغالاة في الطلبات والمهور، كما نطلب من الآباء قبول تزويج بناتهم علي من هو ذو خلق ودين، وعدم رفض المتقدم بسبب عدم قبوله لتزويج البنت الصغري قبل الكبري، وأنا شخصياً إذا ما رأيت أن المتقدم أو المتقدمة للزواج تبالغ في الطلبات لا أقبل الطلب، خصوصاً أننا نريد تسهيل الزواج لا تأخيره أو تعطيله.
فف ألم تفكر في التوسع في عملك ليكون لك مكتب رسمي للتزويج – شأنك في ذلك شأن بعض المتبنين لهذه الفكرة في دول الخليج؟!
غغ حالياً لم أفكر في ذلك وأفضل أن أبقي علي ما أنا عليه، وما أفكر فيه هو إيجاد معاونين من كلا الجنسين، ومساعدة من يخجل في التقدم بالطلب لتسهيل تزويجه.
كلمة أخيرة تقدم بها حسين العرادي قال فيها: أنصح الشباب بالزواج، إذا ما توفرت لهم السبل لذلك فالرجل بدون زوجة لا يساوي شيئا، فهو كالصفر علي الشمال، وأنصح أولياء الأمور بضرورة النظر إلي الرجل المتقدم لابنتهم لا إلي جيبه، وتفهم حال الشباب وعدم المغالاة في المهور والذي دفع بالكثير منهم للسفر والزواج من أجنبيات. يتساءل باستنكار : هل من المعقول ان يستدين الفرد بالألوف لإقامة حفلة لعدة ساعات فقط يظل يدفع تكاليفها سنوات!! كلها بهرجة ومظاهر كذابة، كالسراب الذي سرعان ما يختفي، والصديق الحق هو من يقدر الظروف، ويبارك لك علي الزواج دون أن يشترط اقامة حفلة في المكان الفلاني. وأحمد الله الذي وفقني في زواجي من رباب التي لا تقدر بملايين الدنانير، فهي نعم الزوجة التي قبلت بي رغم ظروفي الصعبة. وأم علي ابني الذي أتمني أن يخلفني في عملي التطوعي هذا!!!
catfeat
2003-06-19
أحدث التعليقات