حوار أجرته – ياسمين خلف:
أكدت رئيسة قسم التثقيف الصحي في وزارة الصحة الدكتورة أمل الجودر – الطبيبة الأولى في مملكة البحرين الحاصلة على شهادة أمريكية في البرمجة اللغوية العصبية أنها تسعى من خلال هذا العلم الى علاج الكثير من العادات السلوكية، كالقلق والإفراط في تناول الأغذية وقضم الأظافر وقلة النشاط ونتف الشعر، وحالات الخوف المرضي »الفوبيا« من خلال جلسات علاجية بعيدة عن العلاجات الدوائية أو الكيمائية.
وعن هذا العلم الذي بدأت خطواتها الأولى فيه عبر تقديمها لاستشارات للمرضى كل يوم إثنين من كل اسبوع عند الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة كان لنا معها هذا الحوار الذي أشارت فيه الى إمكانية تطبيقه في جميع مجالات الحياة، وفي جميع التخصصات، وبخاصة تلك المرتبطة بالسلوك والتواصل مع الغير. وفي سؤال لـ »الأيام« حول ماهية هذا العلم أجابت:
اسم هذا العلم »البرمجة اللغوية العصبية«، أي إن مخ الإنسان كالحاسب الآلي الذي يتعامل بصورة إرادية وغير إرادية مع البرامج، والتي تخرج بنتائج مختلفة، فلكل  واحد منا استراتيجيات مختلفة يتعامل بها ومعها في الحياة، ويعيد من خلالها اكتشاف ذاته دون وعي منا بأننا نسير وفق برمجة تتحكم في حياتنا، وإن كانت بعضها وهي قليلة بوعي منا! وخير مثال على ذلك قيادتنا للسيارة، والتي تبدأ في مراحلها الأولى بالتدقيق وشدة الإنتباه، الى أن تصل في المرحلة الأخيرة الى أن تكون »عادة« فتصل مثلاً للعمل بطريقة أوتوماتيكية، نتيجة لوجود برمجة محددة في المخ.
]] إي إن التعليم يمر بمراحل، فما هي تلك المراحل؟!
[[ بالضبط، فهو يمر بمراحل أربع، أولها لا واعي ولا مدرك، أي إن الفرد منا لا يعرف العلم الذي شرع في تعلمه مثلاً، بعدها تأتي مرحلة إدراك ولا واعي، أي نعرف ما سنقوم بتعلمه، ولكن لا ندركه بحيثياته، وتأتي بعدها مرحلة إدراك بوعي، وهنا تعلم الفرد العلم، كتعلمه السياقة مثلاً، لتأتي بعدها مرحلة إدراك بدون وعي وهي مرحلة يصل فيها السلوك الى العادة والتعود، وهنا ولتحقيق التمييز في مجال »نوع السلوك« لابد من الوعي لتحقيق الإلانتباه والتطور والتجديد، وللفرد الخيار في المواصلة على نفس الاستراتيجية أو الأخذ باستراتيجية أخرى.
]] وماذا عن »جزئية« اللغوية العصبية؟!
[[ اللغوية تعني إن لغتنا تحدد طريقة تفكرينا، وتحدد أي الحواس التي يعتمد عليها الفرد في حياته، كأن يكون مثلا بصري أو حسي أو سمعي، وفيما يتعلق بـ »العصبية« فإنها تبين طريقة عمل المخ، فالبرمجة اللغوية العصبية، تساعد على إخراج »الموجود«، فمخ الإنسان اذ ما مر عليه حدث ما وأثر فيه، أو بالتحديد أثر على حاسة من حواسه، فإنه إذا ما أراد استرجاع ذاكرته أو تخيل الموقف فإنه يتخيله بالحاسة الأكثر سيطرة عليه، فإن كان »بصري« مثلاً فإنه يتذكره بالصور، وإن كان سمعي فإنه يتذكر الكلمات أو الحوار الذي دار وهلم جرا.
]] وكيف للشخص أن يحل المشاكل التي يتعرض لها؟!
[[كل واحد منا له طريقة مختلفة في حل المشاكل، ولكن يمكن القول إن هناك ثلاثة مواقف، أولها حلها بطريقة واقعية، وأغلب مشاكل الأفراد الحياتية تكون بهذه الطريقة، أما الطريقة الأخرى فهي بالتقمص أو لعب دور الآخر، بمعنى أن يضع الشخص نفسه في موقف الشخص الآخر، صاحب المشكلة، ويرى كيف سيتصرف لو وضع محله، أو وضع في نفس المشكلة، وكما نقول أن يضع الشخص رجله في حذاء الآخر والموقف الثالث يكون بالمشاهدة والمراقبة من الخارج، ليحكم على الموقف وهو خارج المشكلة، ولو استطاع الفرد لعب ثلاثة المواقف، لما وضع أي منا في أي مشكلة.