البحرين في موقع الريادة.. التنمية والتحديات:

البحرين في موقع الريادة.. التنمية والتحديات:
سياسة تحسين مستوي المعيشة بين النظرية والتطبيق
استطلاع اجرته – ياسمين خلف وسماء الوطني:

تركز تصريحات صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في شأن عزم الحكومة علي الاستمرار في سياساتها التي تضمن المحافظة علي المستوي المتقدم الذي حققته في مجال التنمية البشرية، لتعكس الرغبة في الحفاظ علي الانجازات والمكتسبات في مجال التنمية المستدامة، وذلك بعدما تبوأت مملكة البحرين المركز الاول عربيا علي صعيد التنمية البشرية و 37 علي مستوي العالم لعام 2003 طبقا لما اعلنته الامم المتحدة من خلال برنامج الامم المتحدة الانمائي، والذي عكس تفوق ونجاح فلسفة الحكومة القائمة سياستها علي تركيز استثماراتها وتوجيهها نحو بناء الانسان واعتباره محور التنمية ومحركها السياسي.
كيف يمكن للمملكة بعد ان تخطت تحدياً صعبا بهذا الانجاز الذي يضاف الي باقي الانجازات ان تحافظ علي ذلك المركز؟ وكيف يمكن رفع مستوي معيشة المواطنين للبقاء في المركز الاول ليس فقط علي المستوي العربي وانما العالمي يوما ما ان امكن!! ذلك ما هدفنا الوصول اليه عبر استطلاعنا هذا.
تدعم حكومتنا الرشيدة برئاسة رئيس الوزراء مسيرة التنمية في مملكتنا الامر الذي يجعلنا كمواطنين ننتمي لهذا الوطن الغالي ان نحافظ علي المركز الذي وصلنا اليه ذلك ما بدأ به حسن ابراهيم حسن كمال – عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة البحرين – مكملا: المركز الذي تبوأناه يجعلنا في تحد كبير للحفاظ عليه آخذين في عين الاعتبار المواطن البحريني تمشيا مع قدراته بانه قادر علي الاتيان والحصول علي المراكز الافضل في المستقبل وذلك من خلال مرتكزات اساسية اهمها تحمل المسئولية الوطنية خلال المرحلة القادمة بشكل يخلق اضافة نوعية في البنية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، اضافة الي الاهتمام بالفرد البحريني بمؤهلاته العلمية والاكاديمية بشكل يتيح له القدرة علي استيعاب كافة التطورات العلمية والعملية الحديثة تمشيا مع دول العالم المتقدمة واخيرا تطبيق مبدأ اعطاء كل ذي حق حقه وخلق المصارحة والشفافية في كل ما يتعلق بالوظائف القيادية واعطاء المؤهلين من ابناء المملكة حقهم في تبوؤ المراكز القيادية والاشرافية في كافة القطاعات.
بهذه الامور الثلاثة والمرتكزات الاساسية سنتمكن الاستمرار والبقاء بالقمة من ناحية التنمية البشرية وكذلك الارتقاء بمستوي الفرد بحيث نتمكن من رفع نسبة نصيب الفرد من الناتج المحلي لاعلي المستويات دوليا.
يواصل.. من آليات تحسين مستوي المعيشة مستقبلا اعطاء فرص للتعليم العالي والجامعي لكافة الشرائح وبالذات المتفوقة منها وخلق مشاريع انتاجية صغيرة ومتوسطة الحجم لاشراك الجميع بكافة مستوياتهم في هذه المشاريع مع اتاحة الفرص لخلق قنوات تمويلية لمثل هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشروط ميسرة، بالاضافة الي اكتساب الخبرات من الدول التي تعتبر نموذجا استرشاديا نتحفز جميعا لنكون في مصاف هذه الدول، وتوسيع قاعدة المشاريع الخدمية التي تتطلب شخصية متعلمة قادرة علي التكيف والاجتهاد والمثابرة وتنمية الجهود الذاتية.
ويختتم بقوله: اعداد دراسات ميدانية تتناول دراسة موضوع تحسين مستوي المعيشة امر ضروري لخلق مشاريع تنموية تصب في مصلحة المملكة مستقبلا.. بمثل هذه المرئيات مجتمعة سنتمكن بلا شك من الارتقاء بالمستوي المعيشي للمواطنين غير متناسين الاستقرار النفسي والاجتماعي في المرتبة الاولي كمؤشر اساسي للارتقاء بمستويات المعيشة للمواطن.

نحتاج الي لجنة للتخطيط

84% من التنمية الاقتصادية كما اثبتت الدراسات ترجع الي العنصر البشري الا وهو المواطن، ومن هذا المنطلق علينا التركيز علي تقوية العنصر البشري بالتخطيط السليم ، تلك كانت اولي الكلمات التي بدأ بها الدكتور احمد جاسم التحو – عضو مجلس الادارة في غرفة تجارة وصناعة البحرين ومكملا بقوله: ليست ثروات البلاد الطبيعية كالنفط مثلا هي سبب نمو البلاد وانما سواعد اهله هي السبب، وعلينا جميعا التعاضد من اجل تأهيله لخدمة المملكة، فعلي الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم اعداد وتوفير مخرجات تعليم تتناسب مع احتياجات سوق العمل .
ويطالب الدكتور احمد التحو بضرورة وجود كيان كوزارة او لجنة للتخطيط ممثلة عن جميع الجهات والقطاعات بما فيها القطاع الخاص، بشرط ان تكون الحكومة هي المنظمة والمسهلة للعمل لا ان تكون المهيمنة. وان تعطي القطاع الخاص فرصة ليقوم بدوره الاستثماري في مشاريع كبيرة وتكاملية مع دول الخليج العربي والذي بدوره سيحتاج الي عمالة مؤهلة وكبيرة ستسحب الكثير في سوق العمل.
ويؤكد الدكتور التحو علي ضرورة تدريب الكوادر الوطنية مع عدم الاستغناء عن الخبرات الاجنبية التي لا تخلو اي دولة منها، بل علي العكس لا بد من الاستفادة من تجارب سنغافورا مثلا وهونج كونج واخذ افضل تجاربها.
وعن نتائج منظمة الامم المتحدة واحراز مملكة البحرين المركز الاول عربيا يعلق الدكتور التحو بقوله: هناك من شكك في النتيجة من قبل بعض المعارضين، لذا نتمني من التقييم المقبل ان يكون اكثر دقة وشفافية وحيادية .

الوقت هو المال

منذ صغرنا ووالدتي تردد علينا حكمة اعتبرها نبراسا في حياتي والتي تقول فيه: من اشتري ما لا يحتاج، باع ما يحتاج فحسن التدبير والابتعاد عن الاسراف، اسس مهمة في محافظة الفرد علي مستواه الاقتصادي والذي مع مرور الايام والسنين سيؤثر بشكل ايجابي علي طريقة حياته ذلك ما بدأت به خيرية عبدالله والتي استرسلت قائلة: انا وكوني مدرسة مادة الجغرافيا فموضوع التنمية البشرية من المواضيع المهمة التي ندرسها للطالبات، ونعرفه علي ان التنمية البشرية هي حصول الفرد علي الخدمات الاساسية في المجتمع، كالرعاية الصحية، والمسكن الملائم والتعليم الاساسي، وهي مقاييس منظمة الامم المتحدة، وفعلا مملكة البحرين تستحق المرتبة الاولي كما اشارت النتائج.
وعن الكيفية التي يمكن من خلالها رفع المستوي الاقتصادي للفرد في المملكة اشارت الي عدة امور اهمها التقدم في مستوي التعليم والذي عن طريقه سيحتل الفرد المتعلم وظائف ارقي ذات رواتب اعلي. ولم تغفل كذلك دور الاسرة في التوعية وخصوصا فيما يتعلق بالتدبير المنزلي واتزان الصرف والادخار لليوم الاسود. وجاء علي لسانها: نعم الله علينا كثيرة، ولكنه كذلك حرم علينا الاسراف والذي هو احد خصال الشيطان، فالمرء لا يعلم بالمستقبل فلربما احتاج ما انفقه اليوم علي امور تافهة في امور جادة في المستقبل.
مؤكدة علي ان الاسراف ليس بالمال فقط وانما كذلك بالوقت، وخصوصا لدي الشباب الذين يهدرون وقتهم بين التلفاز والانترنت، دون ان يدركوا بان الاجدر لهم استغلال ذلك الوقت في البحث عن عمل يحسن من وضعهم المعيشي والاقتصادي، فالوقت هو المال كما تقول الحكمة الصينية.

التركيز علي التخصصات
التقنية والتكنولوجية

ولا يري صلاح محمد البالغ من العمر 41 عاما وهو (موظف) ان هذا الانجاز امر مستحدث، فيقول:
ليس بغريب علي مملكة البحرين ان تحتل المرتبة الاولي عربيا في مجال التنمية البشرية، فهي سباقة في جميع المجالات، واظنها قد احتلت هذه المرتبة عن جدارة، وان ارادت المملكة المحافظة علي هذا المستوي عليها الاهتمام اكثر بالتعليم والزام الافراد علي مواصلته، حتي لا يضطر الشباب للجوء الي اعمال بسيطة ذات دخل محدود خصوصا في القطاع الخاص .
ويري انه علي الشباب التوجه للتخصصات التقنية والتكنولوجية لتحسين وضعهم الاقتصادي، اذ انها اكثر التخصصات التي تحتاجها المملكة في الوقت الحاضر.
ويوجه يوسف القصير مصمم جرافيك بتلفزيون البحرين اللوم علي بعض الجهات الحكومية في انخفاض مستوي الدخل ويقول: المواطن البحريني اليوم قد حصل علي جميع الخدمات المتوافرة في المملكة.. فانا شخصيا وعلي سبيل المثال كنت اسكن في بيت (اسكان)، وادفع شهريا 120 دينارا، وبعد المكرمة الملكية انخفض الايجار الي 42 دينارا فقط!! وهو فرق كبير جدا، واثر بشكل ايجابي علي مستوي معيشتي مع افراد اسرتي .
ويؤكد القصير علي ان هناك بعضا من الجهات تسبب احباطا للشباب.. يشرح ذلك بقوله:
بعض الجهات ذات العلاقة تحبط الشباب ولا تدفعهم نحو تحسين وضعهم او دخلهم، فانا كفنان شاركت ببرنامج كارتوني في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون وحصلت علي الجائزة البرونزية وللاسف لم ألقَ اقل تشجيع في مملكتي فمع وجود هذا الاحباط ساعتمد وسيعتمد من هم في مثل حالتي علي راتبهم الشهري، دون ان يشجعوهم علي استغلال مواهبهم لتحسين دخولهم الشهرية، وكل هذا في الاخير تحسين المستوي العام لمعيشة الافراد في مملكتنا الغالية .

الرواتب.. الأجنبي.. والقروض

ووضعت زينب غانم علي 20 عاما يدها علي جرح قديم جديد حين قالت: اذا ما اردنا تحسين مستوي معيشة الافراد في مملكة البحرين علينا احلال البحريني محل الاجنبي، وتعديل راتب الاول، وفتح المجال للشركات والمؤسسات العالمية في سوق البحرين لتوفير فرص عمل جديدة للعاطلين. تسكت برهة لتكمل: 150 دينارا كراتب لا يكفي البنت اليوم، والتي عليها بعض المسئوليات، فما بال الولد الذي يفكر بالزواج، واعالة اسرته في المستقبل .
ويتفق محمد الشماسي – اداري في وزارة الصحة مع زينب فيما يتعلق بضرورة تعديل رواتب البحرينيين لتحسين المستوي العام لمعيشة الافراد في المملكة ويضيف بقوله: عدد سكان البحرين يتيح للمملكة رفع رواتب مواطنيها، ولا يفوتني كذلك القروض التي هي الهم الاول والاخير للبحريني، فلو دفعت المملكة تلك القروض لازالة جزء من المشكلة واتجهت نحو تحسين معيشة الافراد .
تقنين الاعمال والاهتمام بالوظائف المهنية هو ما تحتاج اليه المملكة لتحسين مستوي معيشة الافراد ، ذلك ما سلط عليه الضوء جاسم محمد الصفار الذي يدعو الي الاهتمام بصورة اكبر بالوظائف المهنية التي لا تجد اي اهتمام من قبل مؤسسات الدولة المختلفة، مشيرا الي ضرورة رفع الرواتب التي تعتبر متواضعة ولا تفي بالمسئوليات الملقاة علي عاتق رب الاسرة، حتي وان شاركته زوجته في تحمل بعضها، مختتما بقوله: لا زلنا نئنُّ من وجع تفضيل الاجنبي علي البحريني في الوظائف .

الاستثمارات أساس
التطور المعيشي

اهم ما تقوم به المملكة لرفع المستوي المعيشي للفرد هو جذب الاستثمار هذا ما استهل به حديثه احمد الراشد اذ يقول: اعتمدت البحرين لفترة طويلة في التنمية الاقتصادية علي الموارد الطبيعية وآن الاوان الان ان تتجه للاستثمار حتي تفتح فرص عمل اكثر للمواطن البحريني وترتقي بمستواه المعيشي.
يواصل.. يجب ان تتوافر تخصصات عديدة ومختلفة لدي جامعات البحرين وذلك لتخدم سوق العمل، ولخلق موظفين ذوي خبرة علمية وعملية يستفيد منهم المجتمع من جانب ولرفع المستوي المعيشي للفرد من جانب آخر.

البحرين تستحق المركز الأول

ويتفق رامز محمد نعمان مع من سبقه حيث يقول: اهم ما قامت به القيادة الحكيمة برئاسة سمو رئيس الوزراء هو فتح باب الاستثمار الذي ساعد الكثيرين في التنمية الاقتصادية وبالتالي خلق فرص عمل للمواطنين ورفع من مستواهم المعيشي، وفتح معاهد وجامعات مختلفة التخصصات تخرج طلابا بمستويات علمية مختلفة لاغناء سوق العمل ورفع مستواهم المعيشي.
ويضيف: اتوجه بالشكر للقيادة الحكيمة علي الجهود التي بذلتها لوصول المملكة لهذا المركز العربي والعالمي في التنمية البشرية، فهي تستحق ذلك وخاصة بعد فترة قصيرة حيث لوحظ توافر وظائف للمواطنين البحرينيين وزيادة رواتبهم.

التنوع في التخصصات الجامعية
افضل ما تقوم به المملكة لرفع المستوي المعيشي للفرد هو منح الفرصة للمواطن في اختيار التخصص الدراسي الذي يرغب بدراسته ذلك ما بدأ به جاسم محمد علي 27 سنة مكملا: عندما تمنح الجامعات الفرد التخصص الذي يريده سيساعد ذلك في المحافظة علي رفع مستواه الدراسي ومعرفة كل ما هو جديد في تخصصه وبالتالي عندما يتخرج ويجد فرصة العمل في التخصص الذي درسه سيساهم في زيادة الانتاج والعطاء، ومن هنا يطور المرء نفسه ومن الوظيفة التي يشغلها.
يواصل: حتي يرتقي المستوي المعيشي للمواطن البحريني لا بد من زيادة الرواتب وتشجيع الفرد للالتحاق بالجامعات ورفع مستواه العلمي الذي سيساعده في رفع مستواه المعيشي ايضا الي جانب فتح جامعات عديدة بتخصصات متعددة تواكب احتياجات سوق العمل.

المهارات اليدوية
ترفع من المستوي المعيشي
بصوت يحمل لهجة واضحة من الاستغراب قالت نداء منصور – موظفة في وزارة الصحة: كيف يريد المرء ان يرفع من مستواه المعيشي وهو لا يستغل الموهبة التي وهبه الله عز وجل إياها!! لماذا لا يعمل المرء في المهارات اليدوية!! فعندما يمتلك المرء احدي المواهب لا بد ان يستغلها في ان يضعها علي ارض الواقع وبالتالي يستفيد الفرد في بيع ما صنعته انامل يده ولو كان بمبلغ رمزي فمع مرور الوقت سيزيد المبلغ الرمزي ويرفع من مستوي الفرد المعيشي ودور الحكومة هنا هو دعم من يمتلك هذه المهارات.
وتضيف: لرفع المستوي المعيشي للمواطن البحريني لا بد من بحرنة الوظائف وزيادة الرواتب.


2003-07-19

البحرين في موقع الريادة.. التنمية والتحديات:
سياسة تحسين مستوي المعيشة بين النظرية والتطبيق
استطلاع اجرته – ياسمين خلف وسماء الوطني:

تركز تصريحات صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في شأن عزم الحكومة علي الاستمرار في سياساتها التي تضمن المحافظة علي المستوي المتقدم الذي حققته في مجال التنمية البشرية، لتعكس الرغبة في الحفاظ علي الانجازات والمكتسبات في مجال التنمية المستدامة، وذلك بعدما تبوأت مملكة البحرين المركز الاول عربيا علي صعيد التنمية البشرية و 37 علي مستوي العالم لعام 2003 طبقا لما اعلنته الامم المتحدة من خلال برنامج الامم المتحدة الانمائي، والذي عكس تفوق ونجاح فلسفة الحكومة القائمة سياستها علي تركيز استثماراتها وتوجيهها نحو بناء الانسان واعتباره محور التنمية ومحركها السياسي.
كيف يمكن للمملكة بعد ان تخطت تحدياً صعبا بهذا الانجاز الذي يضاف الي باقي الانجازات ان تحافظ علي ذلك المركز؟ وكيف يمكن رفع مستوي معيشة المواطنين للبقاء في المركز الاول ليس فقط علي المستوي العربي وانما العالمي يوما ما ان امكن!! ذلك ما هدفنا الوصول اليه عبر استطلاعنا هذا.
تدعم حكومتنا الرشيدة برئاسة رئيس الوزراء مسيرة التنمية في مملكتنا الامر الذي يجعلنا كمواطنين ننتمي لهذا الوطن الغالي ان نحافظ علي المركز الذي وصلنا اليه ذلك ما بدأ به حسن ابراهيم حسن كمال – عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة البحرين – مكملا: المركز الذي تبوأناه يجعلنا في تحد كبير للحفاظ عليه آخذين في عين الاعتبار المواطن البحريني تمشيا مع قدراته بانه قادر علي الاتيان والحصول علي المراكز الافضل في المستقبل وذلك من خلال مرتكزات اساسية اهمها تحمل المسئولية الوطنية خلال المرحلة القادمة بشكل يخلق اضافة نوعية في البنية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، اضافة الي الاهتمام بالفرد البحريني بمؤهلاته العلمية والاكاديمية بشكل يتيح له القدرة علي استيعاب كافة التطورات العلمية والعملية الحديثة تمشيا مع دول العالم المتقدمة واخيرا تطبيق مبدأ اعطاء كل ذي حق حقه وخلق المصارحة والشفافية في كل ما يتعلق بالوظائف القيادية واعطاء المؤهلين من ابناء المملكة حقهم في تبوؤ المراكز القيادية والاشرافية في كافة القطاعات.
بهذه الامور الثلاثة والمرتكزات الاساسية سنتمكن الاستمرار والبقاء بالقمة من ناحية التنمية البشرية وكذلك الارتقاء بمستوي الفرد بحيث نتمكن من رفع نسبة نصيب الفرد من الناتج المحلي لاعلي المستويات دوليا.
يواصل.. من آليات تحسين مستوي المعيشة مستقبلا اعطاء فرص للتعليم العالي والجامعي لكافة الشرائح وبالذات المتفوقة منها وخلق مشاريع انتاجية صغيرة ومتوسطة الحجم لاشراك الجميع بكافة مستوياتهم في هذه المشاريع مع اتاحة الفرص لخلق قنوات تمويلية لمثل هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشروط ميسرة، بالاضافة الي اكتساب الخبرات من الدول التي تعتبر نموذجا استرشاديا نتحفز جميعا لنكون في مصاف هذه الدول، وتوسيع قاعدة المشاريع الخدمية التي تتطلب شخصية متعلمة قادرة علي التكيف والاجتهاد والمثابرة وتنمية الجهود الذاتية.
ويختتم بقوله: اعداد دراسات ميدانية تتناول دراسة موضوع تحسين مستوي المعيشة امر ضروري لخلق مشاريع تنموية تصب في مصلحة المملكة مستقبلا.. بمثل هذه المرئيات مجتمعة سنتمكن بلا شك من الارتقاء بالمستوي المعيشي للمواطنين غير متناسين الاستقرار النفسي والاجتماعي في المرتبة الاولي كمؤشر اساسي للارتقاء بمستويات المعيشة للمواطن.

نحتاج الي لجنة للتخطيط

84% من التنمية الاقتصادية كما اثبتت الدراسات ترجع الي العنصر البشري الا وهو المواطن، ومن هذا المنطلق علينا التركيز علي تقوية العنصر البشري بالتخطيط السليم ، تلك كانت اولي الكلمات التي بدأ بها الدكتور احمد جاسم التحو – عضو مجلس الادارة في غرفة تجارة وصناعة البحرين ومكملا بقوله: ليست ثروات البلاد الطبيعية كالنفط مثلا هي سبب نمو البلاد وانما سواعد اهله هي السبب، وعلينا جميعا التعاضد من اجل تأهيله لخدمة المملكة، فعلي الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم اعداد وتوفير مخرجات تعليم تتناسب مع احتياجات سوق العمل .
ويطالب الدكتور احمد التحو بضرورة وجود كيان كوزارة او لجنة للتخطيط ممثلة عن جميع الجهات والقطاعات بما فيها القطاع الخاص، بشرط ان تكون الحكومة هي المنظمة والمسهلة للعمل لا ان تكون المهيمنة. وان تعطي القطاع الخاص فرصة ليقوم بدوره الاستثماري في مشاريع كبيرة وتكاملية مع دول الخليج العربي والذي بدوره سيحتاج الي عمالة مؤهلة وكبيرة ستسحب الكثير في سوق العمل.
ويؤكد الدكتور التحو علي ضرورة تدريب الكوادر الوطنية مع عدم الاستغناء عن الخبرات الاجنبية التي لا تخلو اي دولة منها، بل علي العكس لا بد من الاستفادة من تجارب سنغافورا مثلا وهونج كونج واخذ افضل تجاربها.
وعن نتائج منظمة الامم المتحدة واحراز مملكة البحرين المركز الاول عربيا يعلق الدكتور التحو بقوله: هناك من شكك في النتيجة من قبل بعض المعارضين، لذا نتمني من التقييم المقبل ان يكون اكثر دقة وشفافية وحيادية .

الوقت هو المال

منذ صغرنا ووالدتي تردد علينا حكمة اعتبرها نبراسا في حياتي والتي تقول فيه: من اشتري ما لا يحتاج، باع ما يحتاج فحسن التدبير والابتعاد عن الاسراف، اسس مهمة في محافظة الفرد علي مستواه الاقتصادي والذي مع مرور الايام والسنين سيؤثر بشكل ايجابي علي طريقة حياته ذلك ما بدأت به خيرية عبدالله والتي استرسلت قائلة: انا وكوني مدرسة مادة الجغرافيا فموضوع التنمية البشرية من المواضيع المهمة التي ندرسها للطالبات، ونعرفه علي ان التنمية البشرية هي حصول الفرد علي الخدمات الاساسية في المجتمع، كالرعاية الصحية، والمسكن الملائم والتعليم الاساسي، وهي مقاييس منظمة الامم المتحدة، وفعلا مملكة البحرين تستحق المرتبة الاولي كما اشارت النتائج.
وعن الكيفية التي يمكن من خلالها رفع المستوي الاقتصادي للفرد في المملكة اشارت الي عدة امور اهمها التقدم في مستوي التعليم والذي عن طريقه سيحتل الفرد المتعلم وظائف ارقي ذات رواتب اعلي. ولم تغفل كذلك دور الاسرة في التوعية وخصوصا فيما يتعلق بالتدبير المنزلي واتزان الصرف والادخار لليوم الاسود. وجاء علي لسانها: نعم الله علينا كثيرة، ولكنه كذلك حرم علينا الاسراف والذي هو احد خصال الشيطان، فالمرء لا يعلم بالمستقبل فلربما احتاج ما انفقه اليوم علي امور تافهة في امور جادة في المستقبل.
مؤكدة علي ان الاسراف ليس بالمال فقط وانما كذلك بالوقت، وخصوصا لدي الشباب الذين يهدرون وقتهم بين التلفاز والانترنت، دون ان يدركوا بان الاجدر لهم استغلال ذلك الوقت في البحث عن عمل يحسن من وضعهم المعيشي والاقتصادي، فالوقت هو المال كما تقول الحكمة الصينية.

التركيز علي التخصصات
التقنية والتكنولوجية

ولا يري صلاح محمد البالغ من العمر 41 عاما وهو (موظف) ان هذا الانجاز امر مستحدث، فيقول:
ليس بغريب علي مملكة البحرين ان تحتل المرتبة الاولي عربيا في مجال التنمية البشرية، فهي سباقة في جميع المجالات، واظنها قد احتلت هذه المرتبة عن جدارة، وان ارادت المملكة المحافظة علي هذا المستوي عليها الاهتمام اكثر بالتعليم والزام الافراد علي مواصلته، حتي لا يضطر الشباب للجوء الي اعمال بسيطة ذات دخل محدود خصوصا في القطاع الخاص .
ويري انه علي الشباب التوجه للتخصصات التقنية والتكنولوجية لتحسين وضعهم الاقتصادي، اذ انها اكثر التخصصات التي تحتاجها المملكة في الوقت الحاضر.
ويوجه يوسف القصير مصمم جرافيك بتلفزيون البحرين اللوم علي بعض الجهات الحكومية في انخفاض مستوي الدخل ويقول: المواطن البحريني اليوم قد حصل علي جميع الخدمات المتوافرة في المملكة.. فانا شخصيا وعلي سبيل المثال كنت اسكن في بيت (اسكان)، وادفع شهريا 120 دينارا، وبعد المكرمة الملكية انخفض الايجار الي 42 دينارا فقط!! وهو فرق كبير جدا، واثر بشكل ايجابي علي مستوي معيشتي مع افراد اسرتي .
ويؤكد القصير علي ان هناك بعضا من الجهات تسبب احباطا للشباب.. يشرح ذلك بقوله:
بعض الجهات ذات العلاقة تحبط الشباب ولا تدفعهم نحو تحسين وضعهم او دخلهم، فانا كفنان شاركت ببرنامج كارتوني في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون وحصلت علي الجائزة البرونزية وللاسف لم ألقَ اقل تشجيع في مملكتي فمع وجود هذا الاحباط ساعتمد وسيعتمد من هم في مثل حالتي علي راتبهم الشهري، دون ان يشجعوهم علي استغلال مواهبهم لتحسين دخولهم الشهرية، وكل هذا في الاخير تحسين المستوي العام لمعيشة الافراد في مملكتنا الغالية .

الرواتب.. الأجنبي.. والقروض

ووضعت زينب غانم علي 20 عاما يدها علي جرح قديم جديد حين قالت: اذا ما اردنا تحسين مستوي معيشة الافراد في مملكة البحرين علينا احلال البحريني محل الاجنبي، وتعديل راتب الاول، وفتح المجال للشركات والمؤسسات العالمية في سوق البحرين لتوفير فرص عمل جديدة للعاطلين. تسكت برهة لتكمل: 150 دينارا كراتب لا يكفي البنت اليوم، والتي عليها بعض المسئوليات، فما بال الولد الذي يفكر بالزواج، واعالة اسرته في المستقبل .
ويتفق محمد الشماسي – اداري في وزارة الصحة مع زينب فيما يتعلق بضرورة تعديل رواتب البحرينيين لتحسين المستوي العام لمعيشة الافراد في المملكة ويضيف بقوله: عدد سكان البحرين يتيح للمملكة رفع رواتب مواطنيها، ولا يفوتني كذلك القروض التي هي الهم الاول والاخير للبحريني، فلو دفعت المملكة تلك القروض لازالة جزء من المشكلة واتجهت نحو تحسين معيشة الافراد .
تقنين الاعمال والاهتمام بالوظائف المهنية هو ما تحتاج اليه المملكة لتحسين مستوي معيشة الافراد ، ذلك ما سلط عليه الضوء جاسم محمد الصفار الذي يدعو الي الاهتمام بصورة اكبر بالوظائف المهنية التي لا تجد اي اهتمام من قبل مؤسسات الدولة المختلفة، مشيرا الي ضرورة رفع الرواتب التي تعتبر متواضعة ولا تفي بالمسئوليات الملقاة علي عاتق رب الاسرة، حتي وان شاركته زوجته في تحمل بعضها، مختتما بقوله: لا زلنا نئنُّ من وجع تفضيل الاجنبي علي البحريني في الوظائف .

الاستثمارات أساس
التطور المعيشي

اهم ما تقوم به المملكة لرفع المستوي المعيشي للفرد هو جذب الاستثمار هذا ما استهل به حديثه احمد الراشد اذ يقول: اعتمدت البحرين لفترة طويلة في التنمية الاقتصادية علي الموارد الطبيعية وآن الاوان الان ان تتجه للاستثمار حتي تفتح فرص عمل اكثر للمواطن البحريني وترتقي بمستواه المعيشي.
يواصل.. يجب ان تتوافر تخصصات عديدة ومختلفة لدي جامعات البحرين وذلك لتخدم سوق العمل، ولخلق موظفين ذوي خبرة علمية وعملية يستفيد منهم المجتمع من جانب ولرفع المستوي المعيشي للفرد من جانب آخر.

البحرين تستحق المركز الأول

ويتفق رامز محمد نعمان مع من سبقه حيث يقول: اهم ما قامت به القيادة الحكيمة برئاسة سمو رئيس الوزراء هو فتح باب الاستثمار الذي ساعد الكثيرين في التنمية الاقتصادية وبالتالي خلق فرص عمل للمواطنين ورفع من مستواهم المعيشي، وفتح معاهد وجامعات مختلفة التخصصات تخرج طلابا بمستويات علمية مختلفة لاغناء سوق العمل ورفع مستواهم المعيشي.
ويضيف: اتوجه بالشكر للقيادة الحكيمة علي الجهود التي بذلتها لوصول المملكة لهذا المركز العربي والعالمي في التنمية البشرية، فهي تستحق ذلك وخاصة بعد فترة قصيرة حيث لوحظ توافر وظائف للمواطنين البحرينيين وزيادة رواتبهم.

التنوع في التخصصات الجامعية
افضل ما تقوم به المملكة لرفع المستوي المعيشي للفرد هو منح الفرصة للمواطن في اختيار التخصص الدراسي الذي يرغب بدراسته ذلك ما بدأ به جاسم محمد علي 27 سنة مكملا: عندما تمنح الجامعات الفرد التخصص الذي يريده سيساعد ذلك في المحافظة علي رفع مستواه الدراسي ومعرفة كل ما هو جديد في تخصصه وبالتالي عندما يتخرج ويجد فرصة العمل في التخصص الذي درسه سيساهم في زيادة الانتاج والعطاء، ومن هنا يطور المرء نفسه ومن الوظيفة التي يشغلها.
يواصل: حتي يرتقي المستوي المعيشي للمواطن البحريني لا بد من زيادة الرواتب وتشجيع الفرد للالتحاق بالجامعات ورفع مستواه العلمي الذي سيساعده في رفع مستواه المعيشي ايضا الي جانب فتح جامعات عديدة بتخصصات متعددة تواكب احتياجات سوق العمل.

المهارات اليدوية
ترفع من المستوي المعيشي
بصوت يحمل لهجة واضحة من الاستغراب قالت نداء منصور – موظفة في وزارة الصحة: كيف يريد المرء ان يرفع من مستواه المعيشي وهو لا يستغل الموهبة التي وهبه الله عز وجل إياها!! لماذا لا يعمل المرء في المهارات اليدوية!! فعندما يمتلك المرء احدي المواهب لا بد ان يستغلها في ان يضعها علي ارض الواقع وبالتالي يستفيد الفرد في بيع ما صنعته انامل يده ولو كان بمبلغ رمزي فمع مرور الوقت سيزيد المبلغ الرمزي ويرفع من مستوي الفرد المعيشي ودور الحكومة هنا هو دعم من يمتلك هذه المهارات.
وتضيف: لرفع المستوي المعيشي للمواطن البحريني لا بد من بحرنة الوظائف وزيادة الرواتب.


2003-07-19

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.