الأولاد أكثر إصابة وللغذاء دور.. دراسة حديثة تؤكد: 62% من أطفــــال المملكــــة يعانــــون من أنيــــميــــا


كتبت – ياسمين خلف:
اثبتت دراسة محلية اجريت علي 500 طفل وطفلة، تراوحت اعمارهم ما بين الشهرين واقل من 5 سنوات، وان 310 اطفال يعانون من نقص كمية الحديد في الدم الانيميا وان 190 طفلاً فقط لا يعانون من الانيميا، اي ان نصبة الاطفال ممن انخفض الهيموجلوبين بالدم عن 11 جراماً وصل الي 62%، وهي نسبة فاقت النسب العالمية، التي لا تتجاز 10% بين الاطفال في الدول المتقدمة.
ولا تتعدي 50% من الاطفال في الدول النامية، كما جاء في نتائج لدراسة ان 57% من الاطفال لا توجد لهم اي تحاليل مختبرية، توضح حالتهم الصحية المتعلقة باصابتهم من عدمه بهذا المرض، واثبتت الدراسة نجاح الفحص الاكلينكي باستخدام اليد والشفاة في تشخيص حالات الاينيما، باعتبارها طريقة معتمده من قبل منظمة الصحة العالمية، في برنامج الرعاية المكملة للطفل المريض.
نتائج مرعبة توصل اليها كل من رئيسة مجلس ادارة مركز النعيم الصحي واستشارية طب العائلة ومسئولة برنامج الايدز، الدكتورة سمية الجودر وطبيب طب العائلة الدكتور علي محمد مصطفي وعن هذه الدراسة جاء لقاؤنا معهما ونص الحوار في الاسطر القادمة.
ف كيف جاءت فكرة اعداد هذه الدراسة؟!

– د. سمية الجودر: أردنا من خلال هذه الدراسة بحث مدي امكانية تشخيص مرض الانيميا بالطرق الاكلينكية، بالاستناد الي درجة بهتان الايدي والشفاة، في العيادات الخارجية في المراكز الصحية، باعتبار انها طريقة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، في برنامج الرعاية المكتملة الطفل المريض ةحة ، ناهيك عن رغبتنا في معرفة مدي اتساع قاعدة اصابة الاطفال بالانيميا فبحسب احصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية فان 43% من الاطفال الاقل من 5 سنوات يعانون من نقص كمية الحديد في الدم، والتي ترتفع في الدول النامية لتصل الي 50%، علي الرغم من ان النسبة تقل الي 10% في الدول المتقدمة وبالرغم من ان الحديد يعتبر العنصر الرابع في ترتيب العناصر من حيث الاهمية فان نقص الحديد هو الابرز والاشهر في النقص في المواد الغذائية، ومملكة البحرين يعاني افرادها بالاضافة الي الانيميا، الثلاسيميا والسكلر، ونقص الخميرة.
ويلتقط خيط الحديث الدكتور علي مصطفي ليؤكد تأثير نقص الحديد الانيميا لدي الاطفال علي سلوك الطفل وتطوره العقلي والجسدي، مشيرا بان هذا التأخر الناتج عن نقص الحديد، لا يمكن تعويضه او استرجاعه، بالاضافة الي تأثيره علي جهاز المناعة لدي الطفل، مما يعرضه للامراض، وعليه حاولنا حصر 500 حالة لاطفال تراوحت اعمارهم ما بين الشهرين واقل من 5 سنوات، في الفترة الممتدة من شهر اغسطس وهي شهر نوفمبر من عام 2003، لتقييم نسبة انتشار الانيميا بين الاطفال ومدي امكانية اسهام الطرق الاكلينيكية في تشخيص هذا المرض، ولا يقتصر الامر علي ذلك فحسب وانما يتخطاه لعلاج ومتابعة حالات الانيميا.
ففي عيادة رقم 1 بمركز النعيم الصحي، وبالتحديد من الساعة الخامسة وحتي التاسعة مساء فترة عمل المختبر مساء يقدم استمارة استبيان لولي امر الطفل المواقف علي ضمن الدراسة، ويقوم الطبيب بملاحظة يد الطفل، ومقارنتها مع يد الطبيب او يد الابوين او احد اخواته المرافقين له، مع فتح اليد ببطء شديد لضمان نجاح التشخيص، مع قلب الشفاة السفلية ببطء، لمشاهدة الغشاء المخاطي، وملاحظة اذ ما كان هناك بهتان اواصفرار في اليد فقط اوفي الشفاة فقط، او الاثنين معا، فاذا كان البهتان شديدا فيصنف ضمن قائمة ذو الانيميا الحادة او الشديدة، اما اذا كان البهتان متوسطا، فيضاف ضمن المعانين من انيميا.
وهذا التصنيف يتم اذ ما كان البهتان في اليد فقط او وجود الغشاء المخاطي بالشفاة السفلية او الاثنين معا ويرسل الطبيب الاستمارة للمختبر مع الوالدين لتحليل الدم واختبار درجة الهيموجلوبين في الدم، ولا ترجع الاستمارة للطبيب الا بعد نهاية البحث والدراسة، لمنع اي تداخل في المعلومات، ووضع 11 جراماً للهيموجلوبين الفيصل بين الاصابة بالانيميا من عدمه، اي ان من يتجاوز لديه اليموجلوبين 11 جراماً غير مصاب بالانيميا، واجريت الدراسة علي اطفال بحرينيين 2.79% وغير بحرينيين 8.20% .

ف وما نتائج البحث كما خرجتم به من الدراسة؟!

– د. سمية الجودر: النتائج كانت مرعبة وجديرة بالتدقيق فيها، بحسب كل تصنيف سواء من حيث عمر الطفل وجنسيته كونه بحرينيا او غير بحريني، ومدي معاناته من نقص الحديد ودرجة هذا النقص، فالعينة المدروسة شملت 2.79% بحرينيين منهم 243 ذكراً اي بما يعادل 6.48% و153 انثي اي 6.30% في الوقت الذي كانت نسبة الاطفال غير البحرينيين 8.20% منهم 54 ذكراً 8.10% و50 انثي 10% .
ومن ناحية الفئة العمرية المحصورة في الدراسة فكان من شهرين وحتي اقل من 5 سنوات، منهم 112 طفلاً 4.22% اعمارهم ما بين الشهرين وحتي اقل من سنة و141 طفلاً 2.28% اعمارهم من سنة واحدة حتي اقل من سنتين، فيما كانت النسبة الاعلي 4.49% لاطفال من سنتين وحتي اقل من خمس سنوات وكانت اعدادهم نحو 247 طفلاً وطفلة.
ويكمل الدكتور علي مصطفي علي كلام الدكتورة سمية الجودر بان النائج اظهرت بان 38% من الحالات اي 190 حالة منهم 109 للذكور 8.21% و81 حالة 2.16% لا يعانون من انيميا اذ أن نسبة الهيموجلوبين في الدم تجاوزت 11 جراماً في الوقت الذي اثبتت فيه الدراسة ان 310 حالات مصابة بالانيميا اذ قلت نسبة الهيموجلوبين عن 11 جرام اي بما يعادل 62% من عينة البحث منهم البحرنيون وغير البحرينيين، نسبة الذكور منها 6.37% نحو 188 طفل ذكر، و 4.24% اناث نحو 122 اثني.
وتشير الدكتورة الجودر الي ان التشخيص الاكلينكي عبر الاستناد علي درجة بهتان واصفرار اليد، وقلب الشفاة السفلية لرؤية الفشاء المخاطي جاء بنتائج مقاربة حيث تبين بان 2.38% من الاطفال غير مصابين بالانيميا، في مقابل اصابة 4.61% بالمرض، وهي نتائج تتقارب جدا مع تلك المأخوذة عبر التحليل المختبري لنسبة الهيموجلوبين في الدم، اذ ان نسبة التصنيف الصحيح للانيميا عن طريق اليد والشفاة وصل الي نسبة 6.76% نحو 383 حالة، فيما لم يتعد التصنيف الخاطئ 117 حالة اي 4.23% موضحة بان من بين 117 حالة المذكورة، هناك 84 حالة ارتكزت نسبة الهيموجلوبين حول 11 جراماً بمعني انها 9.10 جرام وعليه صنفت بانها حالة غير مصابة بالانيميا، اي ان 1.0% هو ما سبب الخطأ في النتيجة.
ف وهل في البحرين الاطفال اكثر اصابة بالانيميا من قرنائهم من غير البحرينيين؟!

– دكتور علي مصطفي: للاسف نعم، فأكثر الاطفال البحرينيين يتركزون في المنطقة الاقل من 11 جراماً في منحني الرسم البياني لنسبة الهيموجلوبين في الدم، في الوقت الذي يتركز معظم الاطفال غيار البحرينيين في منطقة الاكثر من 11 جراماً.

ف ماذا عن مشكلة السكلر والثلاسيما ونقص الخميرة لدي البحرينيين؟! هل شملتهم الدراسة؟!

– د. سمية الجودر: لم نستثنيهم من الدراسة طبعا، فقد تم ادخال المعلومات الشخصية للاطفال عنية الدراسة في الحاسب الآلي في المختبر، للوقوف علي مدي معاناة كل طفل علي حده من نقص الخميرة، فوجد ان 56% من الاطفال لم تجر لهم اي تحاليل مختبرية سابقة، وان من بين 44% من النسبة المتبقية منهم 18% يعانون من نقص خميرة و26% منهم لا يعانون من نقص في الخميرة، ومع طرح مشكلة عدم اجراء فحوصات للاطفال، وفي البعض السبب علي ان الاختبار الخاص بنقص الخميرة لا يجري الا مع تجاوز الطفل العام الاول من عمره، ومع ذلك وجد بان 52% من الاطفال ممن تحاوزوا السنة من اعمارهم لايوجد لهم اي تحاليل مختبرية وان 21% منهم مصابين بنقص في الخميرة وان 27% غير مصابون بهذا المرض.
ومن جهته اشار الدكتور علي مصطفي الي ان 57% من الاطفال ممن تراوحت اعمارهم من شهرين وحتي اقل من 5 سنوات لم يجر لهم تحليل مختبري للكشف عن اصابتهم بداء السكلر من عدمه، فيما كانت نسبة المصابين بالسكلر وصلت الي 5%، وحاملي السكلر 7%، والمصابين بالثلاسيما 2%، ولم تتجاوز نسبة غير المصابين عن 29%، ولان الشماعة التي علق عليها بان التحليل لا يجري الا مع تجاوز الطفل عامه الاول، فقد اثبتنا عبر الدراسة ان الاطفال ممن تجاوزوا العام وحتي اقل من 5سنوات 54% منهم لم تتوفر لهم تلك التحاليل ومن بين 46% من الاطفال ممن اجري لهم تلك التحاليل 33% سليمين، و7% حاملين للسكلر و4% مصابين بالسكلر، و2% يعانون من مرض الثلاسيما.

ف وهل يتم متابعة الحالات التي تكتشف بانها تحمل احد هذه الامراض؟!

– د. سمية الجودر: بالتأكيد فهو احد أهم اهداف هذه الدراسة فقد تم متابعة حالة 56 طفلاً وتبين بان 6.3% منهم استقرت نسبة الانيميا لديهم، الا ان 1.16% منهم زادت لديهم نسبة الانيميا، ومن ارتفعت لديه نسبة الهيموجلوبين 4.80% منهم لم يصل بعد الي 11 جراماً 7.35% في الوقت الذي زاد لدي 6.44% نسبة الهيموجلوبين عن 11 جراماً.
ومع مقارنة نسبة الاصابة بالانيميا بين الاطفال البحرينيين وغير البحرينيين فسنري ان نسبة الاصابة ترتفع لدي الاولاد البحرينيين من شهرين حتي اقل من سنة، وهو مؤشر علي ان الاكل الذي يتناوله الاجانب افضل واكثر صحة من ذلك الذي يتناوله البحرينيون

ف وما أهم ما تم استخلاصه من هذه الدراسة؟!

– يمكن حصرها في عدد من النقاط اهمها امكانية استخدام الطرق الاكلينكية في تشخيص وفحص اصابة الطفل بالانيميا عن طريق بهتان واصفرار اليد والشفاة السفلي وذلك في العيادات الخارجية المزدحمة بالاطفال، وخاصة في العيادات المسائية، والتي تعاني من وجود فني معمل واحد فقط حتي الساعة التاسعة مساء.
كما يمكن ان نقول ان اصابة الاولاد بالانيميا بين البحرينيين اكثر من اصابة الاناث، والتي تزداد من عمر شهرين حتي اقل من سنة. ولو استخدام التشخيص الاكلينيكي اليد والشفاة لكل طفل يزور المركز الصحي لامكن القليل من نسبة الاصابة بالمرض.
الانيميا غلبا ما تكون ناتجة عن نقص الحديد في الاطعمة ونقص الرضاعة الطبيعية، او كنتاج عن فشل العلاج بشرب الحديد، الذي يرجع لعدة اسباب اهمها الاعتقاد الخاطئ لدي بعض الامهات من أن الحديد يؤثر علي بياض الاسنان، بالاضافة الي عدم اهتمام الامهام بانتظام الجرعات الدوائية والمدة المحددة من قبل الطبيب، وعدم متابعتهم لصحة ابنائهم مع المختصين من الاطباء، وان نسبة كبيرة من الاطفال لم تجر لهم فحص ذ6ا والسكلر.

ف هل من توصيات ترفعانها من خلال هذه الدراسة للمسئولين والمهتمين؟!

– من هذا المنبر يمكن ان نشدد علي ضرورة تصنيف كل طفل يدخل العيادات الخارجية باصابته بالانيميا من عدمه سواء بالطرق الاكلينكية، اليد – الشفاة او عن طريق التحليل المختبري، مع علاج ومتابعةص حالة كل طفل يعاني من الانيميا، مع تقييم صحة غذاء كل طفل يعاني من الانيميا ومدي التزام الام بالرضاعة الطبيعية، ولان فحص الانيميا يجري في قسم الرعاية للطفل في المراكز الصحية بعد مرور 9 اشهر علي ولادة الطفل، فنوصي بضرورة فحص الطفل اكلينكيا في كل زيارة دورية، ومعالجته بالحديد، حيث لابد من صرف جرعة وقائية لكل طفل من سن 6 اشهر وحتي 30 شهرا كل اسبوع لوقاية الاطفال غير المصابين من المرض. مع توفير اغذية خاصة غنية بالحديد وفيتامين C للأطفال، كالخبز المدعم بالحديد والخضروات والفواكة مع تقليل شرب الشاي والاطعمة التي تساعد علي عدم امتصاص الحديد في الجسم. واقترح الكدتور علي مصطفي ان يكتشف كل طبيب في المركز 50 حالة انيميا ومتابعة تطورها الصحي، لرفع نسبة الهيموجلوبين لدي الاطفال، مشددا علي ضرورة اجراء تحليل ذ6ا والسكلر للاطفال وسلطت الدكتورة الجودر الضوء علي اهمية التوعية والتثقيف الصحي عبر وسائل الاعلام المختلفة، لتصحيح المعتقدات الخاطئة كفشل العلاج بالحديد، وضرورة تقييم عمل كل مركز صحي لمحاربة داء الانيميا.
2005-07-02


كتبت – ياسمين خلف:
اثبتت دراسة محلية اجريت علي 500 طفل وطفلة، تراوحت اعمارهم ما بين الشهرين واقل من 5 سنوات، وان 310 اطفال يعانون من نقص كمية الحديد في الدم الانيميا وان 190 طفلاً فقط لا يعانون من الانيميا، اي ان نصبة الاطفال ممن انخفض الهيموجلوبين بالدم عن 11 جراماً وصل الي 62%، وهي نسبة فاقت النسب العالمية، التي لا تتجاز 10% بين الاطفال في الدول المتقدمة.
ولا تتعدي 50% من الاطفال في الدول النامية، كما جاء في نتائج لدراسة ان 57% من الاطفال لا توجد لهم اي تحاليل مختبرية، توضح حالتهم الصحية المتعلقة باصابتهم من عدمه بهذا المرض، واثبتت الدراسة نجاح الفحص الاكلينكي باستخدام اليد والشفاة في تشخيص حالات الاينيما، باعتبارها طريقة معتمده من قبل منظمة الصحة العالمية، في برنامج الرعاية المكملة للطفل المريض.
نتائج مرعبة توصل اليها كل من رئيسة مجلس ادارة مركز النعيم الصحي واستشارية طب العائلة ومسئولة برنامج الايدز، الدكتورة سمية الجودر وطبيب طب العائلة الدكتور علي محمد مصطفي وعن هذه الدراسة جاء لقاؤنا معهما ونص الحوار في الاسطر القادمة.
ف كيف جاءت فكرة اعداد هذه الدراسة؟!

– د. سمية الجودر: أردنا من خلال هذه الدراسة بحث مدي امكانية تشخيص مرض الانيميا بالطرق الاكلينكية، بالاستناد الي درجة بهتان الايدي والشفاة، في العيادات الخارجية في المراكز الصحية، باعتبار انها طريقة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، في برنامج الرعاية المكتملة الطفل المريض ةحة ، ناهيك عن رغبتنا في معرفة مدي اتساع قاعدة اصابة الاطفال بالانيميا فبحسب احصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية فان 43% من الاطفال الاقل من 5 سنوات يعانون من نقص كمية الحديد في الدم، والتي ترتفع في الدول النامية لتصل الي 50%، علي الرغم من ان النسبة تقل الي 10% في الدول المتقدمة وبالرغم من ان الحديد يعتبر العنصر الرابع في ترتيب العناصر من حيث الاهمية فان نقص الحديد هو الابرز والاشهر في النقص في المواد الغذائية، ومملكة البحرين يعاني افرادها بالاضافة الي الانيميا، الثلاسيميا والسكلر، ونقص الخميرة.
ويلتقط خيط الحديث الدكتور علي مصطفي ليؤكد تأثير نقص الحديد الانيميا لدي الاطفال علي سلوك الطفل وتطوره العقلي والجسدي، مشيرا بان هذا التأخر الناتج عن نقص الحديد، لا يمكن تعويضه او استرجاعه، بالاضافة الي تأثيره علي جهاز المناعة لدي الطفل، مما يعرضه للامراض، وعليه حاولنا حصر 500 حالة لاطفال تراوحت اعمارهم ما بين الشهرين واقل من 5 سنوات، في الفترة الممتدة من شهر اغسطس وهي شهر نوفمبر من عام 2003، لتقييم نسبة انتشار الانيميا بين الاطفال ومدي امكانية اسهام الطرق الاكلينيكية في تشخيص هذا المرض، ولا يقتصر الامر علي ذلك فحسب وانما يتخطاه لعلاج ومتابعة حالات الانيميا.
ففي عيادة رقم 1 بمركز النعيم الصحي، وبالتحديد من الساعة الخامسة وحتي التاسعة مساء فترة عمل المختبر مساء يقدم استمارة استبيان لولي امر الطفل المواقف علي ضمن الدراسة، ويقوم الطبيب بملاحظة يد الطفل، ومقارنتها مع يد الطبيب او يد الابوين او احد اخواته المرافقين له، مع فتح اليد ببطء شديد لضمان نجاح التشخيص، مع قلب الشفاة السفلية ببطء، لمشاهدة الغشاء المخاطي، وملاحظة اذ ما كان هناك بهتان اواصفرار في اليد فقط اوفي الشفاة فقط، او الاثنين معا، فاذا كان البهتان شديدا فيصنف ضمن قائمة ذو الانيميا الحادة او الشديدة، اما اذا كان البهتان متوسطا، فيضاف ضمن المعانين من انيميا.
وهذا التصنيف يتم اذ ما كان البهتان في اليد فقط او وجود الغشاء المخاطي بالشفاة السفلية او الاثنين معا ويرسل الطبيب الاستمارة للمختبر مع الوالدين لتحليل الدم واختبار درجة الهيموجلوبين في الدم، ولا ترجع الاستمارة للطبيب الا بعد نهاية البحث والدراسة، لمنع اي تداخل في المعلومات، ووضع 11 جراماً للهيموجلوبين الفيصل بين الاصابة بالانيميا من عدمه، اي ان من يتجاوز لديه اليموجلوبين 11 جراماً غير مصاب بالانيميا، واجريت الدراسة علي اطفال بحرينيين 2.79% وغير بحرينيين 8.20% .

ف وما نتائج البحث كما خرجتم به من الدراسة؟!

– د. سمية الجودر: النتائج كانت مرعبة وجديرة بالتدقيق فيها، بحسب كل تصنيف سواء من حيث عمر الطفل وجنسيته كونه بحرينيا او غير بحريني، ومدي معاناته من نقص الحديد ودرجة هذا النقص، فالعينة المدروسة شملت 2.79% بحرينيين منهم 243 ذكراً اي بما يعادل 6.48% و153 انثي اي 6.30% في الوقت الذي كانت نسبة الاطفال غير البحرينيين 8.20% منهم 54 ذكراً 8.10% و50 انثي 10% .
ومن ناحية الفئة العمرية المحصورة في الدراسة فكان من شهرين وحتي اقل من 5 سنوات، منهم 112 طفلاً 4.22% اعمارهم ما بين الشهرين وحتي اقل من سنة و141 طفلاً 2.28% اعمارهم من سنة واحدة حتي اقل من سنتين، فيما كانت النسبة الاعلي 4.49% لاطفال من سنتين وحتي اقل من خمس سنوات وكانت اعدادهم نحو 247 طفلاً وطفلة.
ويكمل الدكتور علي مصطفي علي كلام الدكتورة سمية الجودر بان النائج اظهرت بان 38% من الحالات اي 190 حالة منهم 109 للذكور 8.21% و81 حالة 2.16% لا يعانون من انيميا اذ أن نسبة الهيموجلوبين في الدم تجاوزت 11 جراماً في الوقت الذي اثبتت فيه الدراسة ان 310 حالات مصابة بالانيميا اذ قلت نسبة الهيموجلوبين عن 11 جرام اي بما يعادل 62% من عينة البحث منهم البحرنيون وغير البحرينيين، نسبة الذكور منها 6.37% نحو 188 طفل ذكر، و 4.24% اناث نحو 122 اثني.
وتشير الدكتورة الجودر الي ان التشخيص الاكلينكي عبر الاستناد علي درجة بهتان واصفرار اليد، وقلب الشفاة السفلية لرؤية الفشاء المخاطي جاء بنتائج مقاربة حيث تبين بان 2.38% من الاطفال غير مصابين بالانيميا، في مقابل اصابة 4.61% بالمرض، وهي نتائج تتقارب جدا مع تلك المأخوذة عبر التحليل المختبري لنسبة الهيموجلوبين في الدم، اذ ان نسبة التصنيف الصحيح للانيميا عن طريق اليد والشفاة وصل الي نسبة 6.76% نحو 383 حالة، فيما لم يتعد التصنيف الخاطئ 117 حالة اي 4.23% موضحة بان من بين 117 حالة المذكورة، هناك 84 حالة ارتكزت نسبة الهيموجلوبين حول 11 جراماً بمعني انها 9.10 جرام وعليه صنفت بانها حالة غير مصابة بالانيميا، اي ان 1.0% هو ما سبب الخطأ في النتيجة.
ف وهل في البحرين الاطفال اكثر اصابة بالانيميا من قرنائهم من غير البحرينيين؟!

– دكتور علي مصطفي: للاسف نعم، فأكثر الاطفال البحرينيين يتركزون في المنطقة الاقل من 11 جراماً في منحني الرسم البياني لنسبة الهيموجلوبين في الدم، في الوقت الذي يتركز معظم الاطفال غيار البحرينيين في منطقة الاكثر من 11 جراماً.

ف ماذا عن مشكلة السكلر والثلاسيما ونقص الخميرة لدي البحرينيين؟! هل شملتهم الدراسة؟!

– د. سمية الجودر: لم نستثنيهم من الدراسة طبعا، فقد تم ادخال المعلومات الشخصية للاطفال عنية الدراسة في الحاسب الآلي في المختبر، للوقوف علي مدي معاناة كل طفل علي حده من نقص الخميرة، فوجد ان 56% من الاطفال لم تجر لهم اي تحاليل مختبرية سابقة، وان من بين 44% من النسبة المتبقية منهم 18% يعانون من نقص خميرة و26% منهم لا يعانون من نقص في الخميرة، ومع طرح مشكلة عدم اجراء فحوصات للاطفال، وفي البعض السبب علي ان الاختبار الخاص بنقص الخميرة لا يجري الا مع تجاوز الطفل العام الاول من عمره، ومع ذلك وجد بان 52% من الاطفال ممن تحاوزوا السنة من اعمارهم لايوجد لهم اي تحاليل مختبرية وان 21% منهم مصابين بنقص في الخميرة وان 27% غير مصابون بهذا المرض.
ومن جهته اشار الدكتور علي مصطفي الي ان 57% من الاطفال ممن تراوحت اعمارهم من شهرين وحتي اقل من 5 سنوات لم يجر لهم تحليل مختبري للكشف عن اصابتهم بداء السكلر من عدمه، فيما كانت نسبة المصابين بالسكلر وصلت الي 5%، وحاملي السكلر 7%، والمصابين بالثلاسيما 2%، ولم تتجاوز نسبة غير المصابين عن 29%، ولان الشماعة التي علق عليها بان التحليل لا يجري الا مع تجاوز الطفل عامه الاول، فقد اثبتنا عبر الدراسة ان الاطفال ممن تجاوزوا العام وحتي اقل من 5سنوات 54% منهم لم تتوفر لهم تلك التحاليل ومن بين 46% من الاطفال ممن اجري لهم تلك التحاليل 33% سليمين، و7% حاملين للسكلر و4% مصابين بالسكلر، و2% يعانون من مرض الثلاسيما.

ف وهل يتم متابعة الحالات التي تكتشف بانها تحمل احد هذه الامراض؟!

– د. سمية الجودر: بالتأكيد فهو احد أهم اهداف هذه الدراسة فقد تم متابعة حالة 56 طفلاً وتبين بان 6.3% منهم استقرت نسبة الانيميا لديهم، الا ان 1.16% منهم زادت لديهم نسبة الانيميا، ومن ارتفعت لديه نسبة الهيموجلوبين 4.80% منهم لم يصل بعد الي 11 جراماً 7.35% في الوقت الذي زاد لدي 6.44% نسبة الهيموجلوبين عن 11 جراماً.
ومع مقارنة نسبة الاصابة بالانيميا بين الاطفال البحرينيين وغير البحرينيين فسنري ان نسبة الاصابة ترتفع لدي الاولاد البحرينيين من شهرين حتي اقل من سنة، وهو مؤشر علي ان الاكل الذي يتناوله الاجانب افضل واكثر صحة من ذلك الذي يتناوله البحرينيون

ف وما أهم ما تم استخلاصه من هذه الدراسة؟!

– يمكن حصرها في عدد من النقاط اهمها امكانية استخدام الطرق الاكلينكية في تشخيص وفحص اصابة الطفل بالانيميا عن طريق بهتان واصفرار اليد والشفاة السفلي وذلك في العيادات الخارجية المزدحمة بالاطفال، وخاصة في العيادات المسائية، والتي تعاني من وجود فني معمل واحد فقط حتي الساعة التاسعة مساء.
كما يمكن ان نقول ان اصابة الاولاد بالانيميا بين البحرينيين اكثر من اصابة الاناث، والتي تزداد من عمر شهرين حتي اقل من سنة. ولو استخدام التشخيص الاكلينيكي اليد والشفاة لكل طفل يزور المركز الصحي لامكن القليل من نسبة الاصابة بالمرض.
الانيميا غلبا ما تكون ناتجة عن نقص الحديد في الاطعمة ونقص الرضاعة الطبيعية، او كنتاج عن فشل العلاج بشرب الحديد، الذي يرجع لعدة اسباب اهمها الاعتقاد الخاطئ لدي بعض الامهات من أن الحديد يؤثر علي بياض الاسنان، بالاضافة الي عدم اهتمام الامهام بانتظام الجرعات الدوائية والمدة المحددة من قبل الطبيب، وعدم متابعتهم لصحة ابنائهم مع المختصين من الاطباء، وان نسبة كبيرة من الاطفال لم تجر لهم فحص ذ6ا والسكلر.

ف هل من توصيات ترفعانها من خلال هذه الدراسة للمسئولين والمهتمين؟!

– من هذا المنبر يمكن ان نشدد علي ضرورة تصنيف كل طفل يدخل العيادات الخارجية باصابته بالانيميا من عدمه سواء بالطرق الاكلينكية، اليد – الشفاة او عن طريق التحليل المختبري، مع علاج ومتابعةص حالة كل طفل يعاني من الانيميا، مع تقييم صحة غذاء كل طفل يعاني من الانيميا ومدي التزام الام بالرضاعة الطبيعية، ولان فحص الانيميا يجري في قسم الرعاية للطفل في المراكز الصحية بعد مرور 9 اشهر علي ولادة الطفل، فنوصي بضرورة فحص الطفل اكلينكيا في كل زيارة دورية، ومعالجته بالحديد، حيث لابد من صرف جرعة وقائية لكل طفل من سن 6 اشهر وحتي 30 شهرا كل اسبوع لوقاية الاطفال غير المصابين من المرض. مع توفير اغذية خاصة غنية بالحديد وفيتامين C للأطفال، كالخبز المدعم بالحديد والخضروات والفواكة مع تقليل شرب الشاي والاطعمة التي تساعد علي عدم امتصاص الحديد في الجسم. واقترح الكدتور علي مصطفي ان يكتشف كل طبيب في المركز 50 حالة انيميا ومتابعة تطورها الصحي، لرفع نسبة الهيموجلوبين لدي الاطفال، مشددا علي ضرورة اجراء تحليل ذ6ا والسكلر للاطفال وسلطت الدكتورة الجودر الضوء علي اهمية التوعية والتثقيف الصحي عبر وسائل الاعلام المختلفة، لتصحيح المعتقدات الخاطئة كفشل العلاج بالحديد، وضرورة تقييم عمل كل مركز صحي لمحاربة داء الانيميا.
2005-07-02

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.