غول سيلتهم دنانيركم

ياسمين خلف

حسبي أن السواد الأعظم من المواطنين وحتى المقيمين أيديهم على قلوبهم مترقبين خوفاً وتوجساً من المستقبل القريب الذي لا مفر منه، والذي لا يعرفون كيف ستعاملون خلاله مع ميزانياتهم التي لا تترك لهم مجالاً للادخار لليوم الأسود، فضريبة القيمة المضافة غول كبير سيلتهم كما يبدو كل ديناراً يمكن أن يكون في جيوب المواطنين وخصوصاً أولئك الذين يُصنفون ضمن الطبقات المتوسطة أو دونها.

الزيادة في أسعار البنزين والتي ابتلعها المواطنون غُصة، وسلموا أنفسهم للأمر الواقع لها، لم تكن الأخيرة! فها هو مصدراً رفيع المستوى بدأ يمهد الموضوع، كي لا تكون فاجعة مفاجئة لمن يحسبون كل شهر رواتبهم بالدينار وبالنصف دينار. إذ صرح بأن زيادة ثانية لا تقل عن 5% ستطال المحروقات، وأن البنزين ستطاله القيمة المضافة أسوة بباقي دول الخليج التي طبقت قانون “القيمة المضافة على المحروقات”، شأن ذلك شأن باقي البضائع والخدمات التي سيطالها هي الأخرى ضريبة القيمة المضافة أوائل العام المقبل.

ليكن قانون القيمة المضافة أسوة بدول الخليج الأخرى، لن نعترض ولا ننبس ببنت شفه، ولكن هل رواتبنا مرتفعة أسوة برواتب مواطنو دول الخليج؟ أو هل يحق لنا أن نكون أكثر تفائلاً ونقول ان رواتبنا سيطالها الارتفاع ليُطبق علينا ما يُطبق على مواطنو دول الخليج الجارة؟ هل سنحصل على ما يحصلون عليه من امتيازات تخفف علينا وطأة ما قد يرهق الآلاف من الأسر بل قل معظم الأسر المندرجة تحت فئة متوسطي الدخل أو أقل؟ هل سيتمكن المواطنون من مواجهة غول يفوقهم قوة، وحجم وعتاد؟ أم سنشهد أيام سُود نبكي على أطلال أيامنا التي نعيشها اليوم فنردد قول يُنسب للإمام علي عليه السلام، إذ يقول: رُب يوم بكيت منه، فلما صُرت في غيره بكيت عليه!

كغيري من الشباب النظارة السوداء هي أقرب إلينا من تلك الوردية، فما عاد الوضع يمكننا غير ذلك، العاطلون بالآلاف، وذوي الرواتب التي لا تصمد حتى إلى منتصف الشهر بالآلاف، والأسعار في ازدياد مضطر، واحتياجات الحياة هي الأخرى في ازدياد مضطر، وما كان كمالياً لم يعد كذلك، ليس ترفاً بل حاجة تمليه عليك الحياة كلما تطورت، وعدم مراعاة كل ذلك سيدخل البلاد في دوامة، أقلها إن يزداد عدد من سينضمون لقائمة المستحقين للإعانات الشهرية من وزارة التنمية الاجتماعية أو من الصناديق الخيرية.

ياسمينة: ما كل ما يناسب غيرنا يناسبنا.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BozLeWqnIOm/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1krka6kq26h6b

ياسمين خلف

حسبي أن السواد الأعظم من المواطنين وحتى المقيمين أيديهم على قلوبهم مترقبين خوفاً وتوجساً من المستقبل القريب الذي لا مفر منه، والذي لا يعرفون كيف ستعاملون خلاله مع ميزانياتهم التي لا تترك لهم مجالاً للادخار لليوم الأسود، فضريبة القيمة المضافة غول كبير سيلتهم كما يبدو كل ديناراً يمكن أن يكون في جيوب المواطنين وخصوصاً أولئك الذين يُصنفون ضمن الطبقات المتوسطة أو دونها.

الزيادة في أسعار البنزين والتي ابتلعها المواطنون غُصة، وسلموا أنفسهم للأمر الواقع لها، لم تكن الأخيرة! فها هو مصدراً رفيع المستوى بدأ يمهد الموضوع، كي لا تكون فاجعة مفاجئة لمن يحسبون كل شهر رواتبهم بالدينار وبالنصف دينار. إذ صرح بأن زيادة ثانية لا تقل عن 5% ستطال المحروقات، وأن البنزين ستطاله القيمة المضافة أسوة بباقي دول الخليج التي طبقت قانون “القيمة المضافة على المحروقات”، شأن ذلك شأن باقي البضائع والخدمات التي سيطالها هي الأخرى ضريبة القيمة المضافة أوائل العام المقبل.

ليكن قانون القيمة المضافة أسوة بدول الخليج الأخرى، لن نعترض ولا ننبس ببنت شفه، ولكن هل رواتبنا مرتفعة أسوة برواتب مواطنو دول الخليج؟ أو هل يحق لنا أن نكون أكثر تفائلاً ونقول ان رواتبنا سيطالها الارتفاع ليُطبق علينا ما يُطبق على مواطنو دول الخليج الجارة؟ هل سنحصل على ما يحصلون عليه من امتيازات تخفف علينا وطأة ما قد يرهق الآلاف من الأسر بل قل معظم الأسر المندرجة تحت فئة متوسطي الدخل أو أقل؟ هل سيتمكن المواطنون من مواجهة غول يفوقهم قوة، وحجم وعتاد؟ أم سنشهد أيام سُود نبكي على أطلال أيامنا التي نعيشها اليوم فنردد قول يُنسب للإمام علي عليه السلام، إذ يقول: رُب يوم بكيت منه، فلما صُرت في غيره بكيت عليه!

كغيري من الشباب النظارة السوداء هي أقرب إلينا من تلك الوردية، فما عاد الوضع يمكننا غير ذلك، العاطلون بالآلاف، وذوي الرواتب التي لا تصمد حتى إلى منتصف الشهر بالآلاف، والأسعار في ازدياد مضطر، واحتياجات الحياة هي الأخرى في ازدياد مضطر، وما كان كمالياً لم يعد كذلك، ليس ترفاً بل حاجة تمليه عليك الحياة كلما تطورت، وعدم مراعاة كل ذلك سيدخل البلاد في دوامة، أقلها إن يزداد عدد من سينضمون لقائمة المستحقين للإعانات الشهرية من وزارة التنمية الاجتماعية أو من الصناديق الخيرية.

ياسمينة: ما كل ما يناسب غيرنا يناسبنا.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BozLeWqnIOm/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1krka6kq26h6b

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.