الخميس الموافق 3/7/2014 م
وبدأ النفاق..!
هكذا فجأة يتحول كثيرون في شهر رمضان المبارك 180 درجة، وما هي إلا ثلاثين يومًا، ويعودون مع قدوم العيد إلى سابق عهدهم، وكأنها إجازة سنوية من المعاصي والآثام!.
مضحك مبكٍ ما نراه كل عام من تغيير وقتي في تصرفات وأفعال الكثيرين، لا يعرفون اتجاه القبلة ولا يؤدون صلاوتهم اليومية، وفي رمضان يتراكضون إلى المساجد، بل ويختارون أبعدها “طبعًا” لينالوا أجرًا مضاعفًا! يهجرون القرآن، وما إن يُقبل شهره الفضيل حتى يمسحوا الغبار المتراكم عليه، ويبدأوا في قراءته حتى لتجد الكثيرين منهم يتهجأ كلماته كما لو كان يقرأها لأول مرة! لا يعرف بيت جده ولا خاله ولا عمه، وربما لم يزر والديه أشهرًا طوالًا، وفي شهر رمضان يسأل عن عناوينهم “صلة الأرحام” يا سادة يا كرام! هذا إن لم يتحول فجأة إلى واعظ ينصح غيره ولا يطبق الأمر على نفسه إلا شهرًا في كل سنة!.
إن شتم وسب، أو نم واغتاب و”عقر” على خلق الله في شهره الفضيل قال “اللهم إني صائم” وكأن “لوك” أعراض الناس و”الحش” فيهم والتحدث بما يشينهم باقي أيام السنة مقبولًا، ولا أثم عليه في أكل لحومهم وهي نيئة، ومحرم نمهم، حرمة ذبح المسلم، فقط في شهر رمضان المبارك!.
خلال الشهر الفضيل تنتعش أسواق العباءات وتكسد محلات بيع مستحضرات التجميل، فطبعًا المتبرجة طوال العام والمتتبعة لآخر صيحات الموضة لا تجد حرجًا في ذلك ولا حرامًا إلا في شهر رمضان، فتلبس العباءة والحجاب، وتمتنع عن وضع مستحضرات التجميل والعطور، حتى تكاد لا تعرفها وتتحول إلى مخلوق جديد، لتستأنف “شياكتها” يوم العيد، وتطوي حجابها لتعود إليه مجددًا في شهر رمضان العام الذي يليه.
“النوم عبادة”، ويطبقها بحذافيرها سواءً أكان ذلك على فراشه أو حتى في دوامه، وينسى أن العمل عبادة، و”تحليل معاشه” من الأمانة، وقضاء حوائج الناس عبادة من نوع آخر، ينام نهارًا كي يبتعد عن كل ما يجرح صيامه، وما إن يرتفع صوت الأذان “الله أكبر” حتى يسارع للفطور ومنه للمقاهي في المطاعم والفنادق، ألا تحمل اسم “خيام رمضانية”؟ إذن هي مقبولة ما دامت عليها هالة روحانية، بغض النظر عما فيها من لهو ولعب وأغانٍ.
لا تنافسه في آخر إصدارات المغنين والمغنيات لألبوماتهم الغنائية، وفي رمضان يُعتبر الاستماع إليها حرامًا، وإن كان حريصًا كل الحرص على أن يحجز تذكرته لحفلة غنائية في ثلاثة أيام عيد الفطر المبارك، حتى وإن كلفه ذلك آلاف الريالات أو مئات الدنانير، و”الليلة عيد”!.
جميل أن يحترم المرء شهر الله، ويبتعد عن كل ما يراه يجرح صيامه أو يبطله، ولكن الأجمل منه أن تكون علاقته تلك مستمرة طوال أيام عمره وشهور أعوامه، لا أن ينافق الله عز وجل شهرًا، ويجاهر بعصيانه بقية أشهر السنة.
ياسمينة: أسوأ أنواع النفاق هو ذاك الذي يقوم بين العبد وربه، تذكر أن الله مطلع على أعمالك، وكل شاردة وواردة في كتاب مرقوم لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً سواءً أكان ذلك في شهره الفضيل أو في باقي الشهور.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/p-h0TrBbo1
الخميس الموافق 3/7/2014 م وبدأ النفاق..! هكذا فجأة يتحول كثيرون في شهر رمضان المبارك 180 درجة، وما هي إلا ثلاثين يومًا،...
أحدث التعليقات