الخميس الموافق 29/5/2014 م
أموالنا أغلى من أبنائنا
هل يمكنك أن تأتمن نصف ثروتك بيد سائقك ؟، هل ستنامين قريرة العين لو كانت أطقم مجوهراتك في غرفة الخادمة؟، هل يمكنكما فعل ذلك ومواصلة يومكما بشكل طبيعي دون قلق؟، لا أعتقد أن واحدًا منا بكامل قواه العقلية سيفعلها، ولكننا جميعًا للأسف نفعلها “إلا من رحم ربي”، بل وأكثر من ذلك أيضًا، نفعلها بجهالة منا ودون دراية .
كيف ؟، سمعتكم جميعًا تقولونها في سِرّكم والبعض الآخر ربما قد جهروا بها!، أليس أبناؤكم أغلى وأثمن من كل ما تملكون؟ أليسوا أغلى من الأموال والمجوهرات التي تكتنزون ؟ ألا تقولون “حشاشة جوفي” و”فلذات أكبادنا”، إذن هم أغلى من كل شيء حتى من أنفسنا، ومع ذلك نأتمن الخدم والسائقين عليهم، نتركهم معهم دون أن نبالي، ولو كان مبلغًا من المال – حتى وإن كان بسيطًا نسبيًا – لما تركناه هكذا معهم، فلا أمانة لخادم! هكذا تعلّمنا من تجاربنا في الحياة، ورغم كل ما نسمع من قصص تقشعر لها الأبدان، ونرى من صور بشعة لجرائم الخدم إلا أننا مازلنا نودعهم إياهم، ونتركهم بالساعات الطوال معهم.
“شر لابد منه” هكذا هو واقعنا الذي نعيشه للأسف مع الخدم، رغم شرورهم، ورغم مساوئهم إلا أننا لا يمكن أن نستغني عنهم، ويوم بعد آخر تزيد حاجتنا إليهم، لزيادة مسؤولياتنا، وارتباط المرأة بالعمل خارج المنزل، وتوسّع البيوت، واستقلال الأسر، كل ذلك يضعنا فوق صفيح ساخن، ولا يمكننا أن نكذب على أنفسنا ونقول إننا سنتمكن من إدارة كل ذلك دون وجود الخدم، ولكن كأضعف الإيمان، علينا أن لا نستودع أطفالنا إياهم، حتى ولو وصل الأمر إلى ترك جميع مسؤوليات وواجبات المنزل من تنظيف وغسل وخلافه على الخادمات، والتفرّغ تمامًا لتربية الأبناء، نعم لن تستطيع الأم أن تكون 24 ساعة في 7 أيام متواجدة معهم، ولكن يمكنها أن تتركهم مع أحدهم بشرط أن يكون ثقة، وتربطها به علاقة دم ونسب ليكون عينًا أخرى عليهم وعلى الخادمة التي معهم.
يجب علينا عدم التساهل بفلذات أكبادنا ممن كان غريبًا، وجاء من بيئة لا تقيم للدين أو العرف أي اعتبار، ناهيك عن الحرمان الجنسي الذي يعيشونه، ألسنا جزءًا من الجريمة عندما نقدّم لهم الأطفال على طبق من ذهب ونتركهم معهم؟، الأمر لا يتوقف عند جرائم التحرّشات بل تتشعّب وتتنوع، والضحية في النهاية الطفل الذي لا حول له ولا قوة، فاحفظوا أبناءكم قبل أن تحفظوا أموالكم ومجوهراتكم.
ياسمينة: إن لم تكن أهلاً لتربية الأطفال والعناية بهم ورعايتهم لا تفكر في الإنجاب، عدم إنجابك خير ألف مرة من تركهم لقمة سائغة للخدم .
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/ojvFLhBbrs
الخميس الموافق 29/5/2014 م
أموالنا أغلى من أبنائنا
هل يمكنك أن تأتمن نصف ثروتك بيد سائقك ؟، هل ستنامين قريرة العين لو كانت أطقم مجوهراتك في غرفة الخادمة؟، هل يمكنكما فعل ذلك ومواصلة يومكما بشكل طبيعي دون قلق؟، لا أعتقد أن واحدًا منا بكامل قواه العقلية سيفعلها، ولكننا جميعًا للأسف نفعلها “إلا من رحم ربي”، بل وأكثر من ذلك أيضًا، نفعلها بجهالة منا ودون دراية .
كيف ؟، سمعتكم جميعًا تقولونها في سِرّكم والبعض الآخر ربما قد جهروا بها!، أليس أبناؤكم أغلى وأثمن من كل ما تملكون؟ أليسوا أغلى من الأموال والمجوهرات التي تكتنزون ؟ ألا تقولون “حشاشة جوفي” و”فلذات أكبادنا”، إذن هم أغلى من كل شيء حتى من أنفسنا، ومع ذلك نأتمن الخدم والسائقين عليهم، نتركهم معهم دون أن نبالي، ولو كان مبلغًا من المال – حتى وإن كان بسيطًا نسبيًا – لما تركناه هكذا معهم، فلا أمانة لخادم! هكذا تعلّمنا من تجاربنا في الحياة، ورغم كل ما نسمع من قصص تقشعر لها الأبدان، ونرى من صور بشعة لجرائم الخدم إلا أننا مازلنا نودعهم إياهم، ونتركهم بالساعات الطوال معهم.
“شر لابد منه” هكذا هو واقعنا الذي نعيشه للأسف مع الخدم، رغم شرورهم، ورغم مساوئهم إلا أننا لا يمكن أن نستغني عنهم، ويوم بعد آخر تزيد حاجتنا إليهم، لزيادة مسؤولياتنا، وارتباط المرأة بالعمل خارج المنزل، وتوسّع البيوت، واستقلال الأسر، كل ذلك يضعنا فوق صفيح ساخن، ولا يمكننا أن نكذب على أنفسنا ونقول إننا سنتمكن من إدارة كل ذلك دون وجود الخدم، ولكن كأضعف الإيمان، علينا أن لا نستودع أطفالنا إياهم، حتى ولو وصل الأمر إلى ترك جميع مسؤوليات وواجبات المنزل من تنظيف وغسل وخلافه على الخادمات، والتفرّغ تمامًا لتربية الأبناء، نعم لن تستطيع الأم أن تكون 24 ساعة في 7 أيام متواجدة معهم، ولكن يمكنها أن تتركهم مع أحدهم بشرط أن يكون ثقة، وتربطها به علاقة دم ونسب ليكون عينًا أخرى عليهم وعلى الخادمة التي معهم.
يجب علينا عدم التساهل بفلذات أكبادنا ممن كان غريبًا، وجاء من بيئة لا تقيم للدين أو العرف أي اعتبار، ناهيك عن الحرمان الجنسي الذي يعيشونه، ألسنا جزءًا من الجريمة عندما نقدّم لهم الأطفال على طبق من ذهب ونتركهم معهم؟، الأمر لا يتوقف عند جرائم التحرّشات بل تتشعّب وتتنوع، والضحية في النهاية الطفل الذي لا حول له ولا قوة، فاحفظوا أبناءكم قبل أن تحفظوا أموالكم ومجوهراتكم.
ياسمينة: إن لم تكن أهلاً لتربية الأطفال والعناية بهم ورعايتهم لا تفكر في الإنجاب، عدم إنجابك خير ألف مرة من تركهم لقمة سائغة للخدم .
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/ojvFLhBbrs
أحدث التعليقات