مصارعة حرة في سيارة

الخميس الموافق 15/5/2014 م

مصارعة حرة في سيارة                                            

كدت أن اتسبب في حادث مروري لصدمتي من رؤية امرأة أربعينية وقد خرجت من السيارة حال ما توقفت عند الإشارة الضوئية مستنجدة بالمارة ورجال الأمن لإنقاذها من زوجها الذي كان يضربها كما يبدو داخل السيارة، وأبناؤها يشهدون على هذه الجريمة في مقاعدهم الخلفية لا حول لهم ولا قوة، منظر محزن أن ترى تلك الأم وقد فرت من السيارة مجازفة بحياتها، وحجابها قد وقع من على رأسها، ونعلاها يمنة ويسرى وسط الشارع، لتكون فرجة “لمن يسوى ولمن لا يسوى”!.

المرآة العاكسة الأمامية غالباً ما تكون عدسة تنقل لك ما يدور في بعض السيارات، وكثيرة هي المواقف التي تجد فيها نسوة وقد طأطأن الرأس خجلاً، أمام زوج أو أخ أو حتى أب وقد استشاط غضباً، وأخذ يزبد ويرعد أمام خلق الله، غير مكترث بالعالم من حوله، وضارباً الأخلاق والذوق والاحترام عرض الحائط، وكثيرة هي المشاهد التي ترى فيها كلا الزوجين وهما يرفعان سبابتهما تهديداً وقد اكفهر وجهيهما وتقضبت حواجبهما، ولا أبالغ إن قلت إن بعضهم يرفع يده معنفاً المرأة أو الأولاد ممن يشاركونه السيارة، في منظر ليس فقط غير حضاري وإنما يعكس مستوى البيئة والتربية التي منها يندرجون.

في دراسة أجريت على المجتمع البريطاني تبين أن أكثر الأماكن استقطاباً للمشاحنات بين أفراد الأسرة هي السيارة، 54% من عينة الدراسة أكدوا فيها على “خلافات حامية” تنشب بينهم خلال اجتماعهم في السيارة، وإن 21% أعربوا عن قلقهم من تسبب هذه الخلافات في حوادث سير! تلك كانت جزءا يسيرا من الدراسة، التي لو أجريت في بلداننا العربية أكاد أن أجزم أن النسب ستفوقها مرات، مع ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من العصبية، وزحمة الشوارع، ناهيك عن تسلط بعض الرجال وعقدة “الذكورية” التي لا يزال “البعض” ينظر إلى المرأة بنظرة دونية، يستحقرها ويجبرها على السكوت وفي حلقها ألف غصة.

السيارة ليست المكان الملائم لتفريغ الشحنات السلبية، وليست المكان الذي تناقش فيه المشاكل الأسرية، “وإذا بليتم فاستتروا”، أنعم الله عليكم ببيوت لها أبواب تغلق، ولا داعي لأن يعلم القاصي والداني بمشاكلكم التي لا تعني لهم شيئا سوى الفضول الذي سيشغلهم فيما كان الخلاف؟ ومن هؤلاء؟ وللمرأة مكانة احترمها الله جل شأنه وجعل للإسلام دستورا لاحترامها وتوقيرها، وأقل ما يكون حفظ كرامتها وماء وجهها أمام الغرباء.

 

ياسمينة: تسقط رجولة الذكر ما إن يرفع يده على امرأة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/oAq6FKBbm6

الخميس الموافق 15/5/2014 م

مصارعة حرة في سيارة                                            

كدت أن اتسبب في حادث مروري لصدمتي من رؤية امرأة أربعينية وقد خرجت من السيارة حال ما توقفت عند الإشارة الضوئية مستنجدة بالمارة ورجال الأمن لإنقاذها من زوجها الذي كان يضربها كما يبدو داخل السيارة، وأبناؤها يشهدون على هذه الجريمة في مقاعدهم الخلفية لا حول لهم ولا قوة، منظر محزن أن ترى تلك الأم وقد فرت من السيارة مجازفة بحياتها، وحجابها قد وقع من على رأسها، ونعلاها يمنة ويسرى وسط الشارع، لتكون فرجة “لمن يسوى ولمن لا يسوى”!.

المرآة العاكسة الأمامية غالباً ما تكون عدسة تنقل لك ما يدور في بعض السيارات، وكثيرة هي المواقف التي تجد فيها نسوة وقد طأطأن الرأس خجلاً، أمام زوج أو أخ أو حتى أب وقد استشاط غضباً، وأخذ يزبد ويرعد أمام خلق الله، غير مكترث بالعالم من حوله، وضارباً الأخلاق والذوق والاحترام عرض الحائط، وكثيرة هي المشاهد التي ترى فيها كلا الزوجين وهما يرفعان سبابتهما تهديداً وقد اكفهر وجهيهما وتقضبت حواجبهما، ولا أبالغ إن قلت إن بعضهم يرفع يده معنفاً المرأة أو الأولاد ممن يشاركونه السيارة، في منظر ليس فقط غير حضاري وإنما يعكس مستوى البيئة والتربية التي منها يندرجون.

في دراسة أجريت على المجتمع البريطاني تبين أن أكثر الأماكن استقطاباً للمشاحنات بين أفراد الأسرة هي السيارة، 54% من عينة الدراسة أكدوا فيها على “خلافات حامية” تنشب بينهم خلال اجتماعهم في السيارة، وإن 21% أعربوا عن قلقهم من تسبب هذه الخلافات في حوادث سير! تلك كانت جزءا يسيرا من الدراسة، التي لو أجريت في بلداننا العربية أكاد أن أجزم أن النسب ستفوقها مرات، مع ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من العصبية، وزحمة الشوارع، ناهيك عن تسلط بعض الرجال وعقدة “الذكورية” التي لا يزال “البعض” ينظر إلى المرأة بنظرة دونية، يستحقرها ويجبرها على السكوت وفي حلقها ألف غصة.

السيارة ليست المكان الملائم لتفريغ الشحنات السلبية، وليست المكان الذي تناقش فيه المشاكل الأسرية، “وإذا بليتم فاستتروا”، أنعم الله عليكم ببيوت لها أبواب تغلق، ولا داعي لأن يعلم القاصي والداني بمشاكلكم التي لا تعني لهم شيئا سوى الفضول الذي سيشغلهم فيما كان الخلاف؟ ومن هؤلاء؟ وللمرأة مكانة احترمها الله جل شأنه وجعل للإسلام دستورا لاحترامها وتوقيرها، وأقل ما يكون حفظ كرامتها وماء وجهها أمام الغرباء.

 

ياسمينة: تسقط رجولة الذكر ما إن يرفع يده على امرأة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/oAq6FKBbm6

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.