نشرت فى : ديسمبر 21, 2009

الخاسر الأكبر

ياسمينيات
الخاسر الأكبر
ياسمين خلف

ياسمين خلف

في لحظات، قد يتبدل سكون المدارس إلى حالة من الشغب وعدم القدرة على السيطرة على الغضب العارم في النفوس، كراسي وطاولات لا تجد غير التكسير والبعثرة هنا وهناك، وربما الحرق في حالات منها! بعضهم لا أقول جميعهم يكون موقفه «حشْر مع الناس عيد» لا يعرف ما الحكاية، ولكنه يعرف كيف يساند أصدقاءه فيما عزموا عليه، وبعض آخر قد يجدها وسيلة لإيقاف يوم دراسي أو بضع يوم، وكسر الروتين وسيناريو حضور مسؤولين من الوزارة في المدرسة وانتشار خبر الحادثة في الصحف قد تروق لبعضهم وتستهويهم، وأن كان بعضٌ منهم (ونعترف) قد تفتق وعيهم السياسي مبكراً، إلا أنه وفي جميع الأحوال الطالب هو الخاسر الأكبر.
حوادث التسعينات أصبحت تاريخاً، علينا جميعنا أن نأخذ منها العبر، وأوجه كلامي بالتحديد للطلبة، فمن اعتقل أو عذّب أو فُصل عن دراسته النظامية منها أو الجامعية خسر مستقبله، وإن لم يخسره تعطل وتأخر عن ركب أقرانه، ولم يفده اليوم من موقفه الثائر أحد، أقدر للكثيرين تعاطفهم وتفاعلهم السياسي الغض، ولكن لتعلموا أنكم بهذه الطريقة تتحولون من أصحاب قضية إلى قضية تحتاج إلى معالجة، ركزوا على دراستكم فهي السلاح الذي تستطيعون من خلاله الوقوف في وجه من تظنونه أنه خصمكم، لا تتركوا الفرصة لأحد أن يجد فرصة أو حتى ثغرة مجرد ثغرة ليدخل منها ويقول عنكم إنكم فاشلون إرهابيون أو قتلة، لا، أنتم لستم كذلك، لستم أنتم ولا أهاليكم من تربى على مثل هذه الخصال، فأنتم مكرمون عن تلك الأوصاف، ولكنكم للأسف تسمحون لهؤلاء وغيرهم أن يتقوّلوا عليكم بهذه النعوت، وما تقومون به سيجعلكم على باطل. نعم، هناك مطالب وهناك حقوق إن لم تأخذ تنتزع، ولكن لستم أنتم من سينتزعها (اليوم على الأقل)، بل اتركوا العقول الحكيمة تتصرف، وسيأتي يومكم الذي يمكنكم فيه أن تتصرفوا وتتحركوا، ولكن بتعقل وحكمة، بعيداً عن العنف الذي هو غريب عنا نحن أهل البحرين، وحينها تكونون قد وصلتم إلى أعلى المراتب من الثقافة السياسية والمكانة الاجتماعية التي ستنالونها باستحقاق لا بواسطة أو بمحسوبية، وأنتم أهلٌ لذلك، فقط إن أنتم لعبتم اللعبة بالطريقة الصحيحة وركزتم على دراستكم ولم تشتتوا أذهانكم في قضايا مازلتم صغاراً عليها، أو بالأحرى يجب أن تكونوا بعيدين عنها أو على أقل تقدير ألا تعبروا عنها بطريقة لا يقبلها حتى حكماء السياسة الذين تفخرون أنتم بهم.
لا نريد أن نسمع بأن المدارس بدأت تنتهك حرمتها بدخول قوات مكافحة الشغب فيها، وقد حدث للأسف! وأن طلابها قد اختنقوا بمسيلات الدموع، أو أصيب نفرٌ منكم بطلقات من الرصاص المطاطي أو «الشوزن»، أو أن بعضكم اعتقل وضرب ولا يعرف أهله في أي مركز توقيف هو. وكل ذلك بأيديكم، أينكر أحدكم أن ذلك ممكن الحدوث؟ إنْ رجعت الحقبة التسعينية – وكأني أراها قد لوّحت بيديها البشعتين تنذر بحوادث ربما تكون أكثر ضراوة وبشاعة – فإنكم ستندمون؛ لأنكم ابتعدتم عن الحكمة وجازفتم بأغلى ما عندكم؛ حياتكم أولاً ومستقبلكم الدراسي ثانياً وليس آخرها طبعاً مستقبلكم المهني. فأرجوكم، ارحموا أنفسكم منها وارحموا أهاليكم على الأقل منها، فأنتم أعلم بمدى تضحياتهم لكم ليفخروا بكم لا أن يبكوا على حالكم في السجون.

العدد 1146 السبت 15 ربيع الثاني 1430 هـ – 11 أبريل 2009

ياسمينيات الخاسر الأكبر ياسمين خلف في لحظات، قد يتبدل سكون المدارس إلى حالة من الشغب وعدم القدرة على السيطرة على الغضب ا...

إقرأ المزيد »

مدرسة أم “غابة”؟

ياسمينيات
مدرسة أم «غابة»؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

الوضع أسوء مما قد يتخيله البعض، مدرسون أشبه ما يكونون بالوحوش في الغابة من أن يكونوا تربويين في مدرسة، فما يحدث في إحدى المدارس الابتدائية من ضرب مبرح، لا يمكن السكوت عنه إطلاقاً، رغم سكوت مدير المدرسة الذي هو على علم تام بما يجري للطلبة الأطفال المؤتمن هو عليهم قبل غيره على أيدي المدرسين بمدرسته، كما هو بالضبط على علم تام بقوانين وزارة التربية والتعليم التي تمنع ضرب الطلبة مهما كانت الأسباب.
قبل أيام فقط تجمهر الأهالي بعد انتهاء الدوام المدرسي على إثر «انقضاض» مدرس على طالب في الحافلة وضربه ضرباً مبرحاً، ليجره كما الشاة من الحافلة جراً، حتى كاد أولياء الأمور أن ينقضوا عليه ليلقنوه درساً لو ذاق طعمه لما نسيه طوال حياته على إثر الحنق الذي ثار في صدور الأهالي الذين شهدوا الحادثة.
الغريب أن الواقعة حدثت في الثانية عشرة والنصف ظهراً وقبلها بنحو ساعة أو أكثر بقليل هاتفني ولي أمر طالب من المدرسة ذاتها يشكو أحد المدرسين فيها لتعديه بالضرب على ابنه وتسببه برضوض في أصابعه بعد أن حاول الطالب/ الطفل منع ركلات و«رفسات» المدرس على ظهره بوضع يديه الصغيرتين وراء ظهره، مستذكراً حادثة أخرى تعرض إليها ابنه في المدرسة ذاتها ومن مدرس آخر العام الماضي، حيث أصيب بجرح غائر في خاصرته على إثر ضرب المدرس إياه ودفعه على الحاجز الحديد للسبورة، والجرح لايزال شاهداً على الحادثة وباقياً كندبة ستلازم ابنه طوال حياته لتذكره كل يوم بجريمة مدرس قيل عنه يوماً من الأيام «كاد أن يكون رسولاً»، وبالمناسبة هو المدرس ذاته الذي انقض على الطالب في الحافلة بعد أن لحقه كالطفل المتورط في شجار مع طفل آخر. الطلبة وخصوصاً ممن هم في المرحلة الابتدائية، وبالذات الأولاد منهم، يمتازون بكثرة الحركة والنشاط وربما الشقاوة الزائدة، وهو أمر لابد أن يكون المدرسون على علم به أكثر من غيرهم لملازمتهم للطلبة في هذا العمر وخبرتهم التربوية ومرور حالات متعددة عليهم طوال سنوات الخدمة.
وجود حالات متطرفة لا يعطي العذر أبداً لأي مدرس أن ينهال بالضرب المبرح على «أولاد الناس»، بل عليه التعامل معها بروح المدرس الأب، وإن عجز عليه تحويلها إلى الاختصاصي الاجتماعي، وإن استدعى الأمر تحولت إلى الطب النفسي لعلاجها لا أن يزيد الطين بلّه ويقابل العنف بعنف، فلكل فعل رد فعل، والطفل لن يعي بأنه «ضرب تأديبي» كما يحلو للبعض تسميته، وإنما سيجده ضرباً أريد منه الإهانة فيحاول الثأر والانتقام أو حتى إثبات الذات وكلٌ له أسلوبه.
خلْق الله عندما يأخذون أبناءهم للمدارس يعتقدون بأنهم في أيدي تربويين لا بأيدي وحوش، أرسلوهم ليتعلموا لا أن يصابوا بعاهات وندب وإصابات، بل بأمراض نفسية إذا ما هم تعقدوا من المدرسين والمدرسة ليكرهوا العلم والدراسة مستقبلاً.
ما بلغني أن الطالب «المضروب كالشاة في الحافلة» من أسرة فقيرة وأب لا حول له ولا قوة، وهو أمر متوقع، فلو كان الطفل ابن فلان الفلاني لما تجرأ هذا المدرس أو غيره على رفع يده وضربه بهذه القسوة المتجردة من أي رحمة. ويكذب من سيقول إن المدارس تطبق قانون منع الضرب، والحوادث تشهد على ذلك.
ما بقي أن نقوله هو هل ستلتفت وزارة التربية لهذه الشكوى وتعاقب المدرس، أم ستبحث له عن مبررات ليتحول من وحش إلى حمل وديع كاد الطالب أن ينحره فدافع عن نفسه؟

العدد 1136 الأربعاء 5 ربيع الثاني 1430 هـ – 1 أبريل 2009

ياسمينيات مدرسة أم «غابة»؟ ياسمين خلف الوضع أسوء مما قد يتخيله البعض، مدرسون أشبه ما يكونون بالوحوش في الغابة من أن يكون...

إقرأ المزيد »

ست الحبايب

ياسمينيات
ست الحبايب
ياسمين خلف

ياسمين خلف

حتى ثلاثة أعوام مضت، كنت أضحك من بكاء أمي رحمها الله، على والدتها التي توفيت منذ سنوات، كنت أعاتبها وأشكك في مصداقية تلك الدموع، ”أفبعد كل تلك السنوات تبكينها؟ شبعت جدتي موتاً يا أمي، كفاك دموعا”، كنت أستغرب من دموعها التي تنزف من مقلتيها وهي تشاهد وتسمع أغنية ”ست الحبايب يا حبيبة” للفنانة فايزة أحمد، حتى أيقنت اليوم وأنا مكان أمي، وأمي مكان جدتي حرارة تلك الدموع، بعد أن تجرعت من كأس الفراق والحنين ذاته، وعرفت بعد جهلي أن فقد الأم والأب لا يمكن أن ينسى، ولا يمكن أن تخفف عنه الأيام مهما طالت ومهما حملت من الأفراح، فما ذهب لن يعود ولا يعوض ولا يقارن بأي مصيبة أخرى، ألم تقرأ يوما الحكمة التي تقول ”يبقى الرجل طفلا طوال عمره، فإن ماتت أمه شاخ فجأة!”.
لا أريد أن أقلب أحزاني ولا أوجاعي وأوجاع من هم في الهم مثلي، فهو حزن يأبى أن يفارق الفؤاد، بعد أن قرر أن يجثم على صدورنا منذ اللحظة التي يفارق الوالدان الحياة، ولكني أردت أن أوصل رسالة إلى كل من لا يقدر الجوهرتين اللتين في بيته، ولا يعرف قدرهما ولا يعطيهما حقهما، هي نعمة كبيرة يحباها الله لمن يطول عمر والديه حتى أن المرء لا يشعر بقيمة وقدر هذه النعمة، بل ”يرفسها” برجليه كما يحدث للعاقين منهم، كانت أمي تقول ”لن يعرف المرء قدر والديه إلا بعد أن ينجب ويكون له أولاد” هي محقه، وأضيف عليها اليوم أنا مقولتي ”بأن المرء لا يعرف قدر والديه إلا بعد أن يغمضا عينيهما”.
في عيد الأسرة الذي مضى قبل يومين يخطئ من يعتقد أنه إن أهدى والديه هدية قلد الغرب واتبع ضلاله، باعتبار أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فإن كان ذاك التبرير بأنه عادات للغرب، فإني وبكل جرأة أعلنها بأنها عادة تجاوزت أخلاقيا الكثير من عادات العرب والمسلمين، ألسنا أصحاب الدين الذي يحض على بر الوالدين وطاعتهما والاعتراف بفضليهما؟ فما ضير إدخال الفرحة في قلبيهما ولو بهدية وكلمة كل سنة وأنتما طيبين يا أمي ويا أبي يا جنتي وناري، قائلا سوف ينبري ليقول ولما هذا اليوم بالذات، فهي حجة كل من يستثيره الفرح والأعياد! وأنا أقول لما حتى اليوم لم نر العرب والمسلمين يتفقون على يوم آخر لعيد الأسرة إن كان هذا التاريخ يستفزهم؟
أتدرون ما يحز في نفسي حقيقة ؟ أن أفكر في الأطفال اليتامى ممن فقدوا أحد والديهما أوكلاهما، وكيف لهم أن يجاروا الأطفال الآخرين في فرحتهم واحتفالاتهم في المدارس بعيد الأسرة؟ لابد أن تكون هناك فكرة لإبعاد هؤلاء الأطفال عن المشاعر السلبية والحزينة التي ستحيط بهم في هذا اليوم وهم فاقدون لهذه النعمة، لا أعرف كيف حقيقة؟ خصوصا إن الاستعداد لهذا اليوم يبدأ قبل شهر تقريبا، وليس فقط في المدارس بل على مستوى المملكة ككل، ولكن الذي أعرفه بأنه يوم استثنائي قد يقدم فيه البعض الورود لوالديه وقد ينثرها على قبريهما، كما أفعل أنا فلكما الرحمة والمغفرة يا والدي في عيدكم هذا الذي خلا من وجودكما.

العدد 1128 الثلثاء 27 ربيع الأول 1430 هـ – 24 مارس 2009

ياسمينيات ست الحبايب ياسمين خلف حتى ثلاثة أعوام مضت، كنت أضحك من بكاء أمي رحمها الله، على والدتها التي توفيت منذ سنوات،...

إقرأ المزيد »

أنهم يقولون …. دعهم يقولون

ياسمينيات
أنهم يقولون …. دعهم يقولون !
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا يجد الضعفاء غير الوشاية للنيل ممن حسسهم – دون قصد – بنواقصهم، وبعيوبهم ربما، فهم مرتاحو البال دون وجود ذاك المميز بينهم، فأقصر الطرق إلى إزاحته – في نظرهم طبعا- هو ”البسبسة والعقرة ” وتأليب الآخرين عليه، لإثباط همته وتأخير خطواته وإشغاله في أمور هي أتفه من التفاهة نفسها، هو أسلوب أرخص وأقصر عمرا من عمر الفراشة، فالقيل والقال فاكهة كل مجلس وما ألذها من فاكهة إن كانت سيرة الناس وبخاصة ما يمس شرفهم وسمعتهم هو ما يتناوبون على نهشه، وألذ الألذ إن كانت الوشاية تمس فتاة، وكأني بهم ليس لهم أهل ولا أخوات أو زوجات أو حتى بنات يخافون على سمعتهن من قبيل” كما تدين تدان”، فهي شرارة ما أن تنطلق حتى تحرق الأخضر واليابس، فتحول ما كان جنة في لحظات إلى جحيم.
يقول مثل غربي ”إنهم يقولون… ماذا يقولون ؟ دعهم يقولون!” ، وهذا ما يجب أن يكون، فليس كل ما يقال يحتاج إلى ردود أو تبرير، ”لا تبوق لا تخاف” هكذا قال القدماء من أهلنا، فالوقت الذي يهدر في متابعة تلك الأقاويل، يمكن استثماره في نجاحات أخرى تزيد من هم ”الواشي” وتثير حنقه وغضبه، فذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء، ومن منا لا يغلط ؟ و لو كان بسيطا لا يذكر إلا أن ”غلطة الشاطر بعشرة” كما نقول، فكلنا دون استثناء كالقمر لنا جانب مظلم، إلا أنه- الواشي- ومع الأيام سيجد نفسه قزما ويحس بتفاهته خصوصا إن كان من ”أكل لحمه ودعا غيره إلى المشاركة في ذاك النهش” عامله بالحسنى وقابل إساءته بطيبة وغفران، ألم تسمع من قال ”عندما تحب عدوك يحس بتفاهته؟”.
الغيوم مهما تلبدت سرعان ما تنقشع لتظهر شمس الحقيقة، فالذي أعرفه بأن الإنسان كلما ارتفع كلما تكاثفت حوله الغيوم والمحن، وكلما كان شجرة مثمرة زاد من يجاهد في إلقاء الحصى عليها ليسقط ذاك الثمر، ولا يدري إن سقوط ثمرة يقابلها إيناع ثمرات وثمرات، فالضرب الذي لا يميت يقوي كما يقال.
لا أعرف إن كان لكلماتي هذه معنى، فلكل كلمة ”أذن” ولعل كلماتي هذه ليست لآذان البعض، ولكنها حتما ستكون ثقيلة على آذان آخرين، فلا تتهموني بالغموض، وإن كنت موقنة حقا إن من يطع الواشي يضيع ويخرج من تلك اللعبة بعويل ونحيب، ولمنع هذه النهاية ”دعهم يقولون ويقولون و يقولون” وأمشٍ للأمام لأنك ما ضربت من الخلف إلا لأنك في المقدمة فواصل نجاحاتك يا أخي ليموت غيظا كل واشى عدو نجاحك وتميزك.

العدد 1120 الأثنين 19 ربيع الأول 1430 هـ – 16 مارس 2009

ياسمينيات أنهم يقولون .... دعهم يقولون ! ياسمين خلف لا يجد الضعفاء غير الوشاية للنيل ممن حسسهم - دون قصد - بنواقصهم، وبع...

إقرأ المزيد »

إعدام الطلبة

ياسمينيات
إعدام الطلبة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

من وجهة نظري الإعدام ربما أرحم بكثير، على الأقل إن كان سيحرم المذنب من نعمة الحياة إلا أنه سيلاقي وجه ربه الذي هو أرحم الراحمين، إلا أن ما يمارس بحق بعض الطلبة من فصل نهائي من الدراسة عقاب أقسى وأمر من الإعدام نفسه، حيث سيترك ليواجه حياة أقل ما يمكن أن نقول عنها في ظل حياتنا المعاصرة بالحياة الفظيعة التي لا رحمة فيها أبدا.
لا ننكر هناك بعض الطلبة ممن رسبوا مرات ومرات، ومنهم من ارتكب مخالفات ”شنيعة” ربما، إلا أن عقابهم بالفصل النهائي من الدراسة عقاب قد لا ينظر إلى أنهم أولا وقبل كل شيء لايزالون في أعمار صغيرة – حتما لم يتعدوا 20 عاما في أسوأ الحالات – أي أنهم قد يعانون من درجات متطرفة من المراهقة التي لا تزن الأمور بميزان العقل!، والتهور وتمثيل البطولة أو الرجولة أدوار يتفاخرون بالتطرف فيها، ثانيا قد يكونون بحاجة إلى اهتمام وإرشاد أكثر أو حتى العلاج في حالات معينة، فكثير منهم يعاني من صراع داخلي أو مشكلات قد لا يفصحون عنها ولا يعرفها حتى أهاليهم، أوليست هي وزارة للتربية أولا ثم التعليم؟
اليوم الجامعيون تتلاطمهم الحياة وتلفظهم الوظائف ويتكبدون مصاعب شاقة لبناء حياتهم، فما بال أولئك الذين فصلوا وهم في الابتدائية والإعدادية؟ أوننتظر أن تحدث لهم معجزة ويكونون أطباء ومهندسين؟ إن كانت وزارة التربية والتعليم تحارب الجهل والأمية فإنها بهذه الطريقة تكون أداة لنشر الجهل بل معولاً لمستقبل أسر سنجدها لا محالة تقف أمام الجمعيات والصناديق الخيرية تستجدي مساعدة ببضعة دنانير، أي ستكون اللبنة الأولى لأسر فقيرة حظها من التعليم قليل، إن لم يكن ليس لها فيه أي حظ.
إن أذنب هؤلاء الطلبة في حق أنفسهم وهم ”أطفال أو مراهقون” فالوزارة وبقوانينها وقراراتها تلك أذنبت في حق أبنائها الطلبة بل ارتكبت فيهم جريمة عقوبتها سيعاني منها – الطلبة – طوال حياتهم، وكان حري بها أن تعالج المشكلة التي يعاني منها أولئك النزر القليل من الطلبة واعتبارها حالات تتحدى فيها غول الجهل والفقر الذي يتربصهم لا محالة، فالاستثمار في الطاقات البشرية أهم بكثير من الاستثمار في الأموال، فالبشر هم من يخلق المال وليس العكس.

 العدد 1114 الثلثاء 13 ربيع الأول 1430 هـ – 10 مارس 2009

ياسمينيات إعدام الطلبة ياسمين خلف من وجهة نظري الإعدام ربما أرحم بكثير، على الأقل إن كان سيحرم المذنب من نعمة الحياة إلا...

إقرأ المزيد »

لما نحن بالذات ؟

ياسمينيات
لما نحن بالذات؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قضية قد لا تعني شريحة كبيرة من الناس، وإن كانت في مضمونها رسالة قد تمس شرائح كثيرة تعاني هي الأخرى من التصرف ذاته، وإن اختلفت الظروف وجهات العمل، وحتى لا أدخلكم في متاهات التفكير ووضع الاحتمالات، فإن ما أذهب إليه في مسألة ”قضية” تعرض 6 أخصائيات تربية خاصة في وزارة التربية والتعليم إلى النقل للمدارس، بعد أن كن في إدارة الوزارة بدون سابق إنذار أو توضيح للأسباب، ومما زاد من حنق هؤلاء الأخصائيات هو معرفتهن بالقرار من خلال السكرتيرة وليس من قبل مديرة الإدارة، مما حسسهن بالإهانة خصوصا أنهن ذوات خبرات طويلة- بعضهن ناهزت خبرتهن 20 عاما – ناهيك عن مؤهلاتهن الأكاديمية، حيث جميعهن يحملن الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وعندما قابلهن مسؤول كبير في الوزارة لم يصلن إلى السؤال الجوهري الذي قض مضاجعهن ”لما نحن بالذات دون غيرنا؟ ونحن من أخلص للعمل وأهدر سنوات طويلة من عمره في الخدمة؟، ولم نطالب بحقوق نراها مشروعة حبا في العمل رغم أن من لم يطلهن القرار أقل خبرة ومؤهل أكاديمي”.
المشكلة أن لا أهداف مقنعة من عملية النقل، فالعمل ذاته يمارسنه سواء في الوزارة أو في المدارس بحسب الأخصائيات، والمشكلة الأكبر أن هؤلاء نقلن قسرا وبشكل مفاجئ، مما يعني أنهن سيعملن بنفسيات محطمة مما سينعكس بالتالي على الطلبة، وأي طلبة؟ طلبة احتياجات خاصة جلهم يرتبطون نفسيا بمن يتعاملون معه بشكل مباشر ومتواصل، خصوصا أنهن يرافقن الطلبة في سفرهم لدولة الكويت، حيث يتلقون هناك تعليمهم في المراكز المتخصصة، ويعرف المسؤولون ذلك تماما، وهذا يعني أن القرار لا يتوقف عند الأخصائيات وإنما يجرف معه كلا من الطلبة وأولياء أمورهم الذين ابدوا كذلك امتعاضا من عملية النقل التي زادت من همهم هما خوفا على أطفالهم، الذين هم بحاجة على عكس أقرانهم إلى درجة إضافية من الرعاية والصبر ”فهل كل أخصائية ستتحمل أطفال متأخرين في الذكاء؟”.
عمليات النقل غير المبررة وضبابية الأهداف تخلق نوعا من العدائية النفسية لدى الموظف، أيا كان موقعه بعيدا عن حديثنا عن تلك الأخصائيات، والذي – الموظف – وأن لم يبح بها علنا سيترجمها لا إراديا في عمله بشكل سلبي، خصوصا أنه من كان يهدر طاقته ووقته في سبيل تطوير عمله ولم يطالب بحقوقه حبا في عمله ورغبة في التميز دون انتظار المقابل المادي، وإن عدنا للقضية التي طرحتها سلفا سنجد ذلك جليا في أن هؤلاء الأخصائيات كن يتنقلن لعدد من المدارس، ويحصلن على ذات البدل الخاص بالمواصلات الذي يحصل عليه المدرسون في المدارس، والذين لا يتطلب عملهم التنقل ”20 ديناراً”، وأنهن يحصلن على إجازة 30 يوما في السنة رغم أن المدرسات يحصلن على 79 يوما في السنة كإجازتي الصيف والربيع، وقائلا سيقول لما إذا يعترضن على النقل والمميزات ستطالهن؟ وأجيب بصوتهن لأقول إن حب العمل اللصيق بذوي الاحتياجات الخاصة والشعور بعدم احترام رغبتهن في النقل من عدمه هو من أشعل نار السؤال ”لما نحن بالذات؟”.

العدد 1106 الاثنين 5 ربيع الأول 1430 هـ – 2 مارس 2009

ياسمينيات لما نحن بالذات؟ ياسمين خلف قضية قد لا تعني شريحة كبيرة من الناس، وإن كانت في مضمونها رسالة قد تمس شرائح كثيرة...

إقرأ المزيد »

أعرف …. ولا أعرف

ياسمينيات
أعرف .. ولا أعرف
ياسمين خلف

ياسمين خلف

الذي أعرفه أن أي قرار صادر من رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة هو أمر من القيادة الذي لا يقبل ”التطنيش” أو التنفيذ بحسب الأهواء، وسموه وبلفتة أبوية إنسانية قرر في مجلسه ”مجلس الوزراء” في السادس عشر من نوفمبر الماضي عدم احتساب الإجازات المرضية لمرضى السكلر والفشل الكلوي ضمن رصيد الإجازات السنوية بعد استنفاذ رصيد إجازاتهم المرضية، على أن لا يزيد عدد الأيام المستنفذة عن 30 يوما، وفي حال تجاوزها يتم احتسابها إجازةً من دون راتب، وقرر المجلس اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك.
كما قرر المجلس في حال تقاعدهم المبكر بناء على قرار اللجنة الطبية أن يحتسب لمريض السكلر أو الفشل الكلوي 40% من الراتب الأخير لذوي الحالات الشديدة أياً كانت مدة خدمته المحسوبة في التقاعد، أو منحه المعاش المنصوص عليه في المادة (20) من القانون رقم (13) لسنة 1975 أيهما أكبر، ولتشجيع توظيف مرضى السكلر والفشل الكلوي في القطاع الخاص قرر المجلس اعتبار توظيف كل حالة بمثابة حالتين؛ للاستفادة من رفع نسبة البحرنة لدى الشركات أو المؤسسات التي تقوم بتوظيفهم.
هذه القرارات التي جاءت دعماً من الحكومة لمرضى السكلر والفشل الكلوي وحرصاً منها على مساعدة المصابين بهذين المرضين خاصة فيما يتعلق بأوضاعهم الوظيفية وتشجيع توظيفهم وممارسة حياتهم الطبيعية بكل سهولة ويسر كانت بمثابة الأمل الذي بات يتحقق، وكانت فرحة المرضى الموظفين كبيرة بذلك، إلا أنه كما يقول إخواننا المصريون ”يا فرحة ما تمَّت”.
فاالذي لا أعرفه هو كيف تمر أكثر من ثلاثة أشهر وإلى اللحظة لم يتم الأخذ بالقرار لا من جانب ديوان الخدمة المدنية التي ينضوي تحتها موظفو الحكومة، ولا من جانب وزارة العمل بالنسبة لموظفي القطاع الخاص، فكل جهة تدعي عدم علمها بالقرار، ألم ينشر في الصحف يا ترى؟ أم أنهما جهتان لا تقرأن الصحف؟ شريحة كبيرة من المرضى لا يزالون يعانون من عدم تطبيق القرار، وأقل ما يمكن أن يضرب به مثالا على ذلك استلام أحد الموظفين المصابين بمرض السكلر 17 دينارا فقط من راتبه بعد استنفاذ إجازاته واقتطاع الراتب بسبب إجازاته المرضية، 17 دينارا يعني أقل من راتب الشغالات في منازلنا، ما الذي يمكن له أن يفعل به وهو شاب في الثامنة والعشرين من عمره ويتيم الأب ويصرف على أسرته! أأكثر من ذلك مثالا يضرب على معاناة هؤلاء من بيننا، فإلى متى سيطبق قرار رئيس الوزراء؟

العدد 1100 الثلثاء 29 صفر 1430 هـ – 24 فبراير 2009

ياسمينيات أعرف .. ولا أعرف ياسمين خلف الذي أعرفه أن أي قرار صادر من رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة هو أمر من...

إقرأ المزيد »

“أصنام” يتنفسون

ياسمينيات
«أصنام» يتنفسون
ياسمين خلف

ياسمين خلف

تجده عند الناس أفضلهم أخلاقا وأحسنهم طبعا وأكثرهم مرونة، يدخل الفرح في قلوب من حوله ”ينكت” وينثرات الضحكات هنا وهناك، حتى لتحسد أهله الذين يعيشون معه، وتصعق أن ما واجهت الحقيقة بأن ذاك المرح الفرح دائما، ما هو إلا ”صنم” في منزله، وكأن البسمة وحلو الحديث تطلقانه ما أن تطأ رجله عتبة منزله، بل أن منهم من يكون وحشا كاسرا بين أهله والمقربين إليه، لا يعرف إلا الضرب والصراخ كحوار، رغم أنه أشبه بالنعجة المريضة بين الناس.
هذا التناقض الغريب وإن كان متطرفا بعض الشيء لدى القلة ”كما أتمنى” يثير الشك بأنه شخص مريض يعاني من فصام في الشخصية – يخلق جوا مكهربا على الدوام بين المقربين إليه وبالذات الزوجات اللواتي قد يكن أكثرهن تأثرا من هذا التناقض ” لماذا معنا نحن بالذات لا يضحك لا يتكلم ويكون في أحسن مزاجه مع الغرباء؟ ” ولا أبالغ أن قلت بأن بعض الزيجات لتفشل بسبب هذه المشكلة، وإنصافا فأن بعض الأزواج يشكون بنفس القدر من ذات الظاهرة مع زوجاتهم وأن كانت الكفة لتنخفض ثقلا بين الأزواج ولنقل بين الرجال عموما، فكثيرون منهم عزاب ويعانون من نفس الداء ويعاني أهلهم معهم بنفس الطريقة، ولا يعلمون بأن من علامة حسن الأخلاق أن يكون المرء في بيته أفضلهم وأحسنهم أخلاقا، وهذا لا يمنع أبدا أن يكون حسن الخلق مع عباد الله.
شخصيا أعتقد أن بعضهم قد يستهلك كل طاقته في الحديث والضحك بل والإيضحاك حتى لتجده ”مستهلك” أو كما يحلو لي أن أطلق عليهم” بطارية فارغة” عندما يصلون إلى منازلهم، والضحية دائما هم من ينتظرونه في المنزل – الزوجة الأطفال أو حتى الأم بالنسبة للأعزب – فدائما هم من يكونوا في وجه المدفع رغم أنهم الوحيدون الذين يحبونه دون انتظار مقابل، كما أن البعض منهم قد يتجمل ولا أقول يكذب فيحاول أن يبعد عن نفسه تهمة أنه سيء الخلق فيعود إلى الشخصية التي يرتاح إليها حال وصوله إلى منزله فيخلع ذاك الإنسان ”الغريب عنه أصلا” كما يخلع ثوبه عند وصوله للمنزل.
حتى أسطورة الضحك الممثل سمير غانم تعاني زوجته من إصابته بذات الداء، حيث صرحت ذات مرة بأن زوجها الذي ينتزع الضحكات من الملايين يتجمد كما الصنم في المنزل ويبدو إنسان آخر لا يمكن لأحد أن يتصوره!
التوازن مطلوب في كل شيء وفي هذا الأمر ربما يكون أكثر المطالب إلحاحا حفاظا على سلامة العلاقات الداخلية والأسرية بالتحديد، فلكل منا طاقة احتمال تنفذ يوما من الأيام، حينها – عند نفاذ الصبر- قد تكون ردود الأفعال مضاعفة وفي كثير منها في غير محلها مما تسبب النزاعات التي هي كالجروح التي لا تندمل وتزداد قيحا مع الأدوية غير المفيدة، حينها سيتحول الحب إلى ضغينة ولن يفيده الضحك مع الغير والعبوس في وجه أقرب الناس إليه.

العدد 1096 الجمعة 25 صفر 1430 هـ – 20 فبراير 2009

ياسمينيات «أصنام» يتنفسون ياسمين خلف تجده عند الناس أفضلهم أخلاقا وأحسنهم طبعا وأكثرهم مرونة، يدخل الفرح في قلوب من حوله...

إقرأ المزيد »

أطفال في فم الموت

ياسمينيات – ياسمين خلف

ياسمينيات
أطفال في فم الموت
ياسمين خلف
بيننا من الأمهات أقل ما يمكن أن نقول عنهن إنهن مستهترات ومسترخصات لحياة أطفالهن، ومتهورات بالثقة والغرور بإمكاناتهن ومهاراتهن، فيضعنَ أطفالهن في حجورهن أثناء قيادتهن للسيارة، كما لو كن يقدمن فلذات أكبادهن لقمة سائغة في فم الموت.
مشهد يكاد يكون يوميا، أمٌّ ‘’ولا أعتقدها كذلك، فهي متجردة من أحساس الأمومة المسؤول’’ تقود السيارة بيد، واليد الأخرى تحاول أن تمنع يد طفلها من العبث بالمقود وهو في حضنها. لا أنكر أن الأطفال مولعون بالجلوس في المقاعد الأمامية وبخاصة ذاك المقعد الخاص بالسائق، يصرخون ويبكون ويضربون بأرجلهم وأيديهم، إلا أن كل ذلك لا يبرر السماح لهم بالجلوس في حضن السائق، ‘’ولا نبرئ بعض الآباء من الجرم ذاته’’، فأي موقف مفاجئ يتطلب سرعة التصرف حتما سيعوقها وجود الطفل الذي – وبلا شك – سيكون أول الضحايا، وستكون الفاجعة أكبر إن لم يمت وعاش حياته معاقا، مشلولا أو مصابا بتلف في الدماغ، إذ إن أول ما يتضرر في جسم الطفل رأسه باعتباره الجزء الأكبر والأثقل من بقية أجزاء جسده، ‘’واسألوا الأطباء في ذلك إن كنتم تشكُّون في المعلومة’’، حينها لن يفيد العويل والبكاء، فالله جل وعلا قال: ‘’وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ’’. البقرة: .195
المشكلة أن لا أحد من أولئك المخالفين يقبل النصيحة في ذلك، ويعتبرونه أمرا شخصيا، وعن ذلك قال لي أحدهم إنه حدث وأن فتح نافذة سيارته عندما توقفت الإشارة الضوئية بالقرب من إحدى الأمهات، وكانت تضع طفلها في حجرها ولما نصحها ردَّتْ عليه وبكل جرأة ووقاحة ‘’وش أخصك’’، أي أنه أمر لا يعنيه.. أليس ذلك تخلفاً؟
بعض الدول الأجنبية لا تسمح للآباء بأخذ أطفالهم من المستشفى بعد الولادة إلا بعد أن تتأكد من وجود كرسي خاص للطفل في المقاعد الخلفية من السيارة، وإلا سيبقى الطفل في رعاية المستشفى، ويحرم الأبوان من طفلهما الجديد، وهي ‘’حركة’’ جميلة جدا، ونحلم في دولنا العربية تطبيق القانون ذاته، ولكن الذي نرجوه من الهيئة العامة لإدارة المرور أن تتربص بأولئك الآباء المخالفين لقواعد المرور، وتنزل عليهم أشد أنواع الغرامات ليرتدعوا عن تلك التصرفات غير المسؤولة، فتلك بحق مخالفة لا تقلُّ عن ذاك المسرع أو المتجاوز للإشارة الحمراء، بل هي في نظري أشد فظاعة وخطورة وضررا، ولا أعتقد أن سعر الكرسي الخاص بالطفل في السيارة أغلى من حياة الطفل نفسه. أليس كذلك أم أني مخطِئة؟

العدد 1090 السبت 19 صفر 1430 هـ – 14 فبراير 2009

ياسمينيات - ياسمين خلف ياسمينيات أطفال في فم الموت ياسمين خلف بيننا من الأمهات أقل ما يمكن أن نقول عنهن إنهن مستهترات وم...

إقرأ المزيد »