أنهم يقولون …. دعهم يقولون

ياسمينيات
أنهم يقولون …. دعهم يقولون !
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا يجد الضعفاء غير الوشاية للنيل ممن حسسهم – دون قصد – بنواقصهم، وبعيوبهم ربما، فهم مرتاحو البال دون وجود ذاك المميز بينهم، فأقصر الطرق إلى إزاحته – في نظرهم طبعا- هو ”البسبسة والعقرة ” وتأليب الآخرين عليه، لإثباط همته وتأخير خطواته وإشغاله في أمور هي أتفه من التفاهة نفسها، هو أسلوب أرخص وأقصر عمرا من عمر الفراشة، فالقيل والقال فاكهة كل مجلس وما ألذها من فاكهة إن كانت سيرة الناس وبخاصة ما يمس شرفهم وسمعتهم هو ما يتناوبون على نهشه، وألذ الألذ إن كانت الوشاية تمس فتاة، وكأني بهم ليس لهم أهل ولا أخوات أو زوجات أو حتى بنات يخافون على سمعتهن من قبيل” كما تدين تدان”، فهي شرارة ما أن تنطلق حتى تحرق الأخضر واليابس، فتحول ما كان جنة في لحظات إلى جحيم.
يقول مثل غربي ”إنهم يقولون… ماذا يقولون ؟ دعهم يقولون!” ، وهذا ما يجب أن يكون، فليس كل ما يقال يحتاج إلى ردود أو تبرير، ”لا تبوق لا تخاف” هكذا قال القدماء من أهلنا، فالوقت الذي يهدر في متابعة تلك الأقاويل، يمكن استثماره في نجاحات أخرى تزيد من هم ”الواشي” وتثير حنقه وغضبه، فذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء، ومن منا لا يغلط ؟ و لو كان بسيطا لا يذكر إلا أن ”غلطة الشاطر بعشرة” كما نقول، فكلنا دون استثناء كالقمر لنا جانب مظلم، إلا أنه- الواشي- ومع الأيام سيجد نفسه قزما ويحس بتفاهته خصوصا إن كان من ”أكل لحمه ودعا غيره إلى المشاركة في ذاك النهش” عامله بالحسنى وقابل إساءته بطيبة وغفران، ألم تسمع من قال ”عندما تحب عدوك يحس بتفاهته؟”.
الغيوم مهما تلبدت سرعان ما تنقشع لتظهر شمس الحقيقة، فالذي أعرفه بأن الإنسان كلما ارتفع كلما تكاثفت حوله الغيوم والمحن، وكلما كان شجرة مثمرة زاد من يجاهد في إلقاء الحصى عليها ليسقط ذاك الثمر، ولا يدري إن سقوط ثمرة يقابلها إيناع ثمرات وثمرات، فالضرب الذي لا يميت يقوي كما يقال.
لا أعرف إن كان لكلماتي هذه معنى، فلكل كلمة ”أذن” ولعل كلماتي هذه ليست لآذان البعض، ولكنها حتما ستكون ثقيلة على آذان آخرين، فلا تتهموني بالغموض، وإن كنت موقنة حقا إن من يطع الواشي يضيع ويخرج من تلك اللعبة بعويل ونحيب، ولمنع هذه النهاية ”دعهم يقولون ويقولون و يقولون” وأمشٍ للأمام لأنك ما ضربت من الخلف إلا لأنك في المقدمة فواصل نجاحاتك يا أخي ليموت غيظا كل واشى عدو نجاحك وتميزك.

العدد 1120 الأثنين 19 ربيع الأول 1430 هـ – 16 مارس 2009

ياسمينيات
أنهم يقولون …. دعهم يقولون !
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا يجد الضعفاء غير الوشاية للنيل ممن حسسهم – دون قصد – بنواقصهم، وبعيوبهم ربما، فهم مرتاحو البال دون وجود ذاك المميز بينهم، فأقصر الطرق إلى إزاحته – في نظرهم طبعا- هو ”البسبسة والعقرة ” وتأليب الآخرين عليه، لإثباط همته وتأخير خطواته وإشغاله في أمور هي أتفه من التفاهة نفسها، هو أسلوب أرخص وأقصر عمرا من عمر الفراشة، فالقيل والقال فاكهة كل مجلس وما ألذها من فاكهة إن كانت سيرة الناس وبخاصة ما يمس شرفهم وسمعتهم هو ما يتناوبون على نهشه، وألذ الألذ إن كانت الوشاية تمس فتاة، وكأني بهم ليس لهم أهل ولا أخوات أو زوجات أو حتى بنات يخافون على سمعتهن من قبيل” كما تدين تدان”، فهي شرارة ما أن تنطلق حتى تحرق الأخضر واليابس، فتحول ما كان جنة في لحظات إلى جحيم.
يقول مثل غربي ”إنهم يقولون… ماذا يقولون ؟ دعهم يقولون!” ، وهذا ما يجب أن يكون، فليس كل ما يقال يحتاج إلى ردود أو تبرير، ”لا تبوق لا تخاف” هكذا قال القدماء من أهلنا، فالوقت الذي يهدر في متابعة تلك الأقاويل، يمكن استثماره في نجاحات أخرى تزيد من هم ”الواشي” وتثير حنقه وغضبه، فذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء، ومن منا لا يغلط ؟ و لو كان بسيطا لا يذكر إلا أن ”غلطة الشاطر بعشرة” كما نقول، فكلنا دون استثناء كالقمر لنا جانب مظلم، إلا أنه- الواشي- ومع الأيام سيجد نفسه قزما ويحس بتفاهته خصوصا إن كان من ”أكل لحمه ودعا غيره إلى المشاركة في ذاك النهش” عامله بالحسنى وقابل إساءته بطيبة وغفران، ألم تسمع من قال ”عندما تحب عدوك يحس بتفاهته؟”.
الغيوم مهما تلبدت سرعان ما تنقشع لتظهر شمس الحقيقة، فالذي أعرفه بأن الإنسان كلما ارتفع كلما تكاثفت حوله الغيوم والمحن، وكلما كان شجرة مثمرة زاد من يجاهد في إلقاء الحصى عليها ليسقط ذاك الثمر، ولا يدري إن سقوط ثمرة يقابلها إيناع ثمرات وثمرات، فالضرب الذي لا يميت يقوي كما يقال.
لا أعرف إن كان لكلماتي هذه معنى، فلكل كلمة ”أذن” ولعل كلماتي هذه ليست لآذان البعض، ولكنها حتما ستكون ثقيلة على آذان آخرين، فلا تتهموني بالغموض، وإن كنت موقنة حقا إن من يطع الواشي يضيع ويخرج من تلك اللعبة بعويل ونحيب، ولمنع هذه النهاية ”دعهم يقولون ويقولون و يقولون” وأمشٍ للأمام لأنك ما ضربت من الخلف إلا لأنك في المقدمة فواصل نجاحاتك يا أخي ليموت غيظا كل واشى عدو نجاحك وتميزك.

العدد 1120 الأثنين 19 ربيع الأول 1430 هـ – 16 مارس 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “أنهم يقولون …. دعهم يقولون

  1. صباح الخير يا ملكة الصحافة البحرينية ياسمين موضوع في قمه الروعة واشكرك من اعماق قلبى

    تحياتي
    عمار المختار
    عمار االمختار الأثنين 16 مارس 2009
    تعليق #2
    كلام في الصميم والله كل ما قلتيه صحيح 100 % هناك من الناس وخاصة “النسوان” ما في همهم غير هذي سوت وفلانة عملت وهم منبطين قهر منها
    from the moon الأثنين 16 مارس 2009
    تعليق #3
    صح لسناك،،،
    في ناس همها بس تنخر في عظام الناس.. ما أدري وش يبون وكأن شغلهم الشاغل هذا سوه وهذا فعل.. وأزيدك من الشعر بيت الأدهى والأمر إذا كان الكلام من أقرب الناس منك .!.!. مثلاً صديقك.!.!. تكون الشعره التي قسمت ظهر البعير…
    فا عش تنتعش … لان الدنيا ماليها أمان صارت مثل البحر غدار!!!
    …NO COMMENTS… الأثنين 16 مارس 2009
    تعليق #4
    الكاتبة ياسمين خلف المحترمة

    أنا أقول (إنما يحتاج إلى الكذب الضعيف, وإنما يخاف الضعيف, وإنما يتوتر الضعيف, أما من كان قوياً فهو لا يحتاج إلى ذلك كله بعيداً على القيم والمبادئ). إذاً نحن أمام إنسان قد يكون عملاق في تصرفاته وأخلاقه وربما يكون قزم لا يساوي تراب الأرض الذي يمشي عليه, فظاهرة الغيبة والتحدث عن عورات الغير وعيوبهم هي منتشرة في أوساط مجتمعنا (مع الأسف) ولو تأملنا جيداً في البشر نجد بأن هذا الإنسان هو كائن ضعيف في تركيبته الجسدية فمن يصدق بأن هذه العظمة والكبرياء يقتله مايكورب حيواني لا يرى بالعين المجردة؟؟ ونحن لو تعقلنا ما تكلم بعضنا عن بعض أو حتى ما عبد بعضنا ببعض, ماذا يملك هذا الإنسان ليخاف منه أو يعبد؟؟؟

    يقول رسول الإنسانية النبي محمد (ص): يا أباذر هل أخبرك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان, قال: بلى يا رسول الله, قال (ص): الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك). المتأمل في هذا الحديث يرى بأن النبي (ص) يوصي بترك ما لايهمنا حتى لا ننشغل بتوافه الأمور وننسى بأن لنا واجبات شخصية يجب علينا إنجازها, فالفاشل والجاهل هو من يتابع عورات الناس لأنه وبكل بساطة لا يملك أي هدف في حياته سوى ملاحقة عيوب الغير وفضحها أمام الناس في المقاهي, وهذه الشخصية في وجهة نظري القاصرة ليس عندها غيرة على عرضه وعياله, فكيف يرضى بملاحقة أعراض الناس من النساء, وهل نسى بأن هناك من سوف يلاحق أعراض أخواته أو حتى بناته؟؟

    أخيراً وليس آخرا.. لا يكون الصديق صديقاُ, حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته, وغيبته, ووفاته.

    تحياتي.
    حسين سعيد
    حسين سعيد الأثنين 16 مارس 2009
    تعليق #5
    متميزة… لا توجد كلمات لكي توفي ما أريد قوله لك…
    أقرأك السلام ولك مني التحية ، تحية العظام يا عظيمة
    فارس الوقت الأثنين 16 مارس 2009
    تعليق #6
    اولا تسلم اناملج على هالموضوع وانه شخصيا مريت بمثل هالظرف فعلا وحاليا انتظر شمس الحقيقه تظهر ولكن مازالت الغيوم ملبده00 حسبي الله ونعم الوكيل
    زينب بوحسان الأثنين 16 مارس 2009
    تعليق #7
    مثل ماقلتي صح لسانج ..
    كلما زدت تقدما زادوا حقدا.., دعني أتقدم ودعهم يزيدوا حقداً
    لايهم”
    zainh الثلاثاء 17 مارس 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.