لما نحن بالذات ؟

ياسمينيات
لما نحن بالذات؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قضية قد لا تعني شريحة كبيرة من الناس، وإن كانت في مضمونها رسالة قد تمس شرائح كثيرة تعاني هي الأخرى من التصرف ذاته، وإن اختلفت الظروف وجهات العمل، وحتى لا أدخلكم في متاهات التفكير ووضع الاحتمالات، فإن ما أذهب إليه في مسألة ”قضية” تعرض 6 أخصائيات تربية خاصة في وزارة التربية والتعليم إلى النقل للمدارس، بعد أن كن في إدارة الوزارة بدون سابق إنذار أو توضيح للأسباب، ومما زاد من حنق هؤلاء الأخصائيات هو معرفتهن بالقرار من خلال السكرتيرة وليس من قبل مديرة الإدارة، مما حسسهن بالإهانة خصوصا أنهن ذوات خبرات طويلة- بعضهن ناهزت خبرتهن 20 عاما – ناهيك عن مؤهلاتهن الأكاديمية، حيث جميعهن يحملن الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وعندما قابلهن مسؤول كبير في الوزارة لم يصلن إلى السؤال الجوهري الذي قض مضاجعهن ”لما نحن بالذات دون غيرنا؟ ونحن من أخلص للعمل وأهدر سنوات طويلة من عمره في الخدمة؟، ولم نطالب بحقوق نراها مشروعة حبا في العمل رغم أن من لم يطلهن القرار أقل خبرة ومؤهل أكاديمي”.
المشكلة أن لا أهداف مقنعة من عملية النقل، فالعمل ذاته يمارسنه سواء في الوزارة أو في المدارس بحسب الأخصائيات، والمشكلة الأكبر أن هؤلاء نقلن قسرا وبشكل مفاجئ، مما يعني أنهن سيعملن بنفسيات محطمة مما سينعكس بالتالي على الطلبة، وأي طلبة؟ طلبة احتياجات خاصة جلهم يرتبطون نفسيا بمن يتعاملون معه بشكل مباشر ومتواصل، خصوصا أنهن يرافقن الطلبة في سفرهم لدولة الكويت، حيث يتلقون هناك تعليمهم في المراكز المتخصصة، ويعرف المسؤولون ذلك تماما، وهذا يعني أن القرار لا يتوقف عند الأخصائيات وإنما يجرف معه كلا من الطلبة وأولياء أمورهم الذين ابدوا كذلك امتعاضا من عملية النقل التي زادت من همهم هما خوفا على أطفالهم، الذين هم بحاجة على عكس أقرانهم إلى درجة إضافية من الرعاية والصبر ”فهل كل أخصائية ستتحمل أطفال متأخرين في الذكاء؟”.
عمليات النقل غير المبررة وضبابية الأهداف تخلق نوعا من العدائية النفسية لدى الموظف، أيا كان موقعه بعيدا عن حديثنا عن تلك الأخصائيات، والذي – الموظف – وأن لم يبح بها علنا سيترجمها لا إراديا في عمله بشكل سلبي، خصوصا أنه من كان يهدر طاقته ووقته في سبيل تطوير عمله ولم يطالب بحقوقه حبا في عمله ورغبة في التميز دون انتظار المقابل المادي، وإن عدنا للقضية التي طرحتها سلفا سنجد ذلك جليا في أن هؤلاء الأخصائيات كن يتنقلن لعدد من المدارس، ويحصلن على ذات البدل الخاص بالمواصلات الذي يحصل عليه المدرسون في المدارس، والذين لا يتطلب عملهم التنقل ”20 ديناراً”، وأنهن يحصلن على إجازة 30 يوما في السنة رغم أن المدرسات يحصلن على 79 يوما في السنة كإجازتي الصيف والربيع، وقائلا سيقول لما إذا يعترضن على النقل والمميزات ستطالهن؟ وأجيب بصوتهن لأقول إن حب العمل اللصيق بذوي الاحتياجات الخاصة والشعور بعدم احترام رغبتهن في النقل من عدمه هو من أشعل نار السؤال ”لما نحن بالذات؟”.

العدد 1106 الاثنين 5 ربيع الأول 1430 هـ – 2 مارس 2009

ياسمينيات
لما نحن بالذات؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قضية قد لا تعني شريحة كبيرة من الناس، وإن كانت في مضمونها رسالة قد تمس شرائح كثيرة تعاني هي الأخرى من التصرف ذاته، وإن اختلفت الظروف وجهات العمل، وحتى لا أدخلكم في متاهات التفكير ووضع الاحتمالات، فإن ما أذهب إليه في مسألة ”قضية” تعرض 6 أخصائيات تربية خاصة في وزارة التربية والتعليم إلى النقل للمدارس، بعد أن كن في إدارة الوزارة بدون سابق إنذار أو توضيح للأسباب، ومما زاد من حنق هؤلاء الأخصائيات هو معرفتهن بالقرار من خلال السكرتيرة وليس من قبل مديرة الإدارة، مما حسسهن بالإهانة خصوصا أنهن ذوات خبرات طويلة- بعضهن ناهزت خبرتهن 20 عاما – ناهيك عن مؤهلاتهن الأكاديمية، حيث جميعهن يحملن الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وعندما قابلهن مسؤول كبير في الوزارة لم يصلن إلى السؤال الجوهري الذي قض مضاجعهن ”لما نحن بالذات دون غيرنا؟ ونحن من أخلص للعمل وأهدر سنوات طويلة من عمره في الخدمة؟، ولم نطالب بحقوق نراها مشروعة حبا في العمل رغم أن من لم يطلهن القرار أقل خبرة ومؤهل أكاديمي”.
المشكلة أن لا أهداف مقنعة من عملية النقل، فالعمل ذاته يمارسنه سواء في الوزارة أو في المدارس بحسب الأخصائيات، والمشكلة الأكبر أن هؤلاء نقلن قسرا وبشكل مفاجئ، مما يعني أنهن سيعملن بنفسيات محطمة مما سينعكس بالتالي على الطلبة، وأي طلبة؟ طلبة احتياجات خاصة جلهم يرتبطون نفسيا بمن يتعاملون معه بشكل مباشر ومتواصل، خصوصا أنهن يرافقن الطلبة في سفرهم لدولة الكويت، حيث يتلقون هناك تعليمهم في المراكز المتخصصة، ويعرف المسؤولون ذلك تماما، وهذا يعني أن القرار لا يتوقف عند الأخصائيات وإنما يجرف معه كلا من الطلبة وأولياء أمورهم الذين ابدوا كذلك امتعاضا من عملية النقل التي زادت من همهم هما خوفا على أطفالهم، الذين هم بحاجة على عكس أقرانهم إلى درجة إضافية من الرعاية والصبر ”فهل كل أخصائية ستتحمل أطفال متأخرين في الذكاء؟”.
عمليات النقل غير المبررة وضبابية الأهداف تخلق نوعا من العدائية النفسية لدى الموظف، أيا كان موقعه بعيدا عن حديثنا عن تلك الأخصائيات، والذي – الموظف – وأن لم يبح بها علنا سيترجمها لا إراديا في عمله بشكل سلبي، خصوصا أنه من كان يهدر طاقته ووقته في سبيل تطوير عمله ولم يطالب بحقوقه حبا في عمله ورغبة في التميز دون انتظار المقابل المادي، وإن عدنا للقضية التي طرحتها سلفا سنجد ذلك جليا في أن هؤلاء الأخصائيات كن يتنقلن لعدد من المدارس، ويحصلن على ذات البدل الخاص بالمواصلات الذي يحصل عليه المدرسون في المدارس، والذين لا يتطلب عملهم التنقل ”20 ديناراً”، وأنهن يحصلن على إجازة 30 يوما في السنة رغم أن المدرسات يحصلن على 79 يوما في السنة كإجازتي الصيف والربيع، وقائلا سيقول لما إذا يعترضن على النقل والمميزات ستطالهن؟ وأجيب بصوتهن لأقول إن حب العمل اللصيق بذوي الاحتياجات الخاصة والشعور بعدم احترام رغبتهن في النقل من عدمه هو من أشعل نار السؤال ”لما نحن بالذات؟”.

العدد 1106 الاثنين 5 ربيع الأول 1430 هـ – 2 مارس 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “لما نحن بالذات ؟

  1. تعليق #1
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
    أولاً يجب الإشاره إلى أن وزارة التربية والتعليم لا تولي أي أهتمام يُذكر بمهنة الخدمة الإجتماعيه بل وأكثر من ذلك فهي تعتبرها مهنة غير مهمه وليست من ضمن أولوياتها، والسبب الذي دفعني لقول هذا هو:
    لماذا هناك أعداد من العاطلين الجامعيين المتخصصين في مهنة الخدمة الإجتماعيه رغم إحتياج الوزارة لهم، فالمدارس تحتاج لعدد كبير منهم؟

    وأتمنى أن لا يكون الجواب كما هو شائع حالياً لدى الخريجين أن الطائفيه هي السبب.

    ,اتمنى من الكاتبه القديره أن تولي أهتمامها بقضيه عاطلين الخدمه الإجتماعيه، وفكما ذكرتي أن لنفسية المشرف الإجتماعيه أهمية كبيره فهي تظنون نفسياتنا ونحن جاوزنا ال 9 أشهر من العطاله.

    الله على كل ظالم يدعو للطائفيه والتي بسببها فقدنا حتى فرصة العمل

    شكراً على المقال الأكثر من رائع
    اخصائي خدمة اجتماعيه- عاطل منذ 9 أشهر الأثنين 2 مارس 2009
    تعليق #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    (ضبابية الأهداف تخلق نوعا من العدائية النفسية لدى الموظف) فعلا عزيزتي من واقع تجربة فعلا هذا الاحساس يحسه الموظف عندما يحس بالظلم والظيم يثقلون كاهله والتمييز هنا بجميع انواعة سواء ان كان طائفيا او دينيا او حتى المصيبة التي ذكرتها ذويي الاحتياجات الخاصة وعزاء هؤلاء الوحيد هو الخالق جل جلاله تحياتي لكي ودمتي بود
    HAMAD AHMED الأثنين 2 مارس 2009
    تعليق #3
    مرحبا ساتاذه ياسمين من ابوظبي نحب بك في ملاحظه انك تبعدين وتتجاهلي القضايا الخليجيه والعربيه ولو اننا متاكدون انك مبدعه عندما تطتبين باي شان تحياتي
    صلاح الأثنين 2 مارس 2009
    تعليق #4
    صدقتي يا ياسمينة أنا أعاني من نفس الظلم وأسأل نفسي دائما “لما أنا بالذات التي لم أحصل على اي ترقية رغم أنيأكثر الموظفات أخلاصا في العمل ، شكرا على بث همومنا يا ياسمينة الوقت لا لا ياسمينة البحرين كلها
    ولما أنا ؟ الأثنين 2 مارس 2009
    تعليق #5
    سلام الى احلى ياسمينة ووردة
    هل تعتقدين فقط في وزارة التربية تلك الهموم ولكن حتى في وزارة الصحة يوجد مثل تلك المظالم من تمييز وتهميش للكفائات وانا واحدة منهن حيث من اقدم وانشط الموظفات ولكن لا اعامل كاباقي الزميلات تقولون ار فعي شكوى للمسئولين تعبت وانا ارفع رسائل وشكوى الى اصغر مسئول وحتى رأس الهرم الا وهو الوزير نفسة ولكن لا حياة لمن تنادي كيف يزعلون المسئول ولو كان مخطأ وانهم يعلمون بذلك وبالمستندات ما عندهم سوى كلمات انشاء الله او اضعف الأيمان تشكيل لجان اللي ليس منه فائدة ترتجي لكن نقول لجميع المسئولين في الوزارة الظلم ظلالة يوم الظالم قصير واليوم انتم على الكرسي وبكرة غيركم يصبح مكانكم بس اتقوا الله وتذكروا ان هناك واحد احد يأخد حق المظلومين ولو بعد حين
    سلامي للياسمينة العطرة اعملي لقائات مع موظفي الوزارة لتتطلعي على المظالم التي تشيب الرأس
    مواطنة الأثنين 2 مارس 2009
    تعليق #6
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اهلين أخت ياسمين لقد أعجبني موضوعك لماذا نحن بذات وذلك في طريقه الطرح ولكن مااستعجبه منك أخت ياسمين هو عدم تركيزك في المواضيع التوعويه واللتي يحويها المواكبة الفكرية للتغيرات الفكرية واللتي تطراء على المجتمع بين الحين والآخر لذلك أتمنى ياسمين اعاده النظر في صياغة مواضيعك المقاليه لان من الملحوظ انك تحاولين في الاغلبيه نقل معانات افراد للمجتمع وأنتي مما لاشك فيه انك وبإذن الله ستؤجرين عليه ولكن الأهم من ذلك مايروق للقراء ماهو أكثر تثقيفا ووعيا واللي يعود عليه بالفائدة مستقبلا ولاننكر بان الطريقه المتبع لديك لخطاب الوزارات والمؤسسات ليست بتلك العادية والغير مسموع هوا غير منفذه بل ربما تربحين ولو ربما دعوه تنقلك إلى ديار الفردوس الأعلى وقد لاحظت الثقافة الفكرية ليست بتلك العادية فأتمنى يا ياسمين ان تعيدي النظر في اختيار ما يعكس شخصيه الكاتب الحقيقي وليس الصحفي فقط واللذي يسعى دائما لجلب الاخبار ونقلها الى الجهات المختصة فقط من اجل الوظيفة هذا ولك خالص تحياتي ووفائي أستاذه ياسمين ومع السلامه
    عبدالعزيز الأثنين 2 مارس 2009
    تعليق #7
    صباح الخير اخت ياسمين انا بصراحه رايي مثل الاخ عبد العزيز جميل ان تنقلي معناة فئه من الناس ولاكن الاجمل ان تنقلي هموم الوطن باكمله والله الموفق
    فضولي الأحد 8 مارس 2009
    تعليق #8
    يعطيكي الله العافية على هذي المقالات التي بها إحساس بمعانات وآلام الناس بهذا البلد وخاصة منهم الضعفاء من النساء والأطفال والمرضى
    وأتمنى لكي دوام التوفيق
    إلى أعلى المراتب إنشاء الله في الدنيا والأخرة
    محمد سند الأحد 8 مارس 2009
    تعليق #9
    بصراحة عجزت عن التعبير اخت ياسمين اتمنا ان يرزقنى الله سبحانة تعالى بفتاة تشبهك كى احس بسعادة والافتخر لستو بقادرا ان ارد على تعبيرك ولكننى اتمنا ان نتواصل
    عماد المعمرى السبت 2 مايو 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.