إعدام الطلبة

ياسمينيات
إعدام الطلبة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

من وجهة نظري الإعدام ربما أرحم بكثير، على الأقل إن كان سيحرم المذنب من نعمة الحياة إلا أنه سيلاقي وجه ربه الذي هو أرحم الراحمين، إلا أن ما يمارس بحق بعض الطلبة من فصل نهائي من الدراسة عقاب أقسى وأمر من الإعدام نفسه، حيث سيترك ليواجه حياة أقل ما يمكن أن نقول عنها في ظل حياتنا المعاصرة بالحياة الفظيعة التي لا رحمة فيها أبدا.
لا ننكر هناك بعض الطلبة ممن رسبوا مرات ومرات، ومنهم من ارتكب مخالفات ”شنيعة” ربما، إلا أن عقابهم بالفصل النهائي من الدراسة عقاب قد لا ينظر إلى أنهم أولا وقبل كل شيء لايزالون في أعمار صغيرة – حتما لم يتعدوا 20 عاما في أسوأ الحالات – أي أنهم قد يعانون من درجات متطرفة من المراهقة التي لا تزن الأمور بميزان العقل!، والتهور وتمثيل البطولة أو الرجولة أدوار يتفاخرون بالتطرف فيها، ثانيا قد يكونون بحاجة إلى اهتمام وإرشاد أكثر أو حتى العلاج في حالات معينة، فكثير منهم يعاني من صراع داخلي أو مشكلات قد لا يفصحون عنها ولا يعرفها حتى أهاليهم، أوليست هي وزارة للتربية أولا ثم التعليم؟
اليوم الجامعيون تتلاطمهم الحياة وتلفظهم الوظائف ويتكبدون مصاعب شاقة لبناء حياتهم، فما بال أولئك الذين فصلوا وهم في الابتدائية والإعدادية؟ أوننتظر أن تحدث لهم معجزة ويكونون أطباء ومهندسين؟ إن كانت وزارة التربية والتعليم تحارب الجهل والأمية فإنها بهذه الطريقة تكون أداة لنشر الجهل بل معولاً لمستقبل أسر سنجدها لا محالة تقف أمام الجمعيات والصناديق الخيرية تستجدي مساعدة ببضعة دنانير، أي ستكون اللبنة الأولى لأسر فقيرة حظها من التعليم قليل، إن لم يكن ليس لها فيه أي حظ.
إن أذنب هؤلاء الطلبة في حق أنفسهم وهم ”أطفال أو مراهقون” فالوزارة وبقوانينها وقراراتها تلك أذنبت في حق أبنائها الطلبة بل ارتكبت فيهم جريمة عقوبتها سيعاني منها – الطلبة – طوال حياتهم، وكان حري بها أن تعالج المشكلة التي يعاني منها أولئك النزر القليل من الطلبة واعتبارها حالات تتحدى فيها غول الجهل والفقر الذي يتربصهم لا محالة، فالاستثمار في الطاقات البشرية أهم بكثير من الاستثمار في الأموال، فالبشر هم من يخلق المال وليس العكس.

 العدد 1114 الثلثاء 13 ربيع الأول 1430 هـ – 10 مارس 2009

ياسمينيات
إعدام الطلبة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

من وجهة نظري الإعدام ربما أرحم بكثير، على الأقل إن كان سيحرم المذنب من نعمة الحياة إلا أنه سيلاقي وجه ربه الذي هو أرحم الراحمين، إلا أن ما يمارس بحق بعض الطلبة من فصل نهائي من الدراسة عقاب أقسى وأمر من الإعدام نفسه، حيث سيترك ليواجه حياة أقل ما يمكن أن نقول عنها في ظل حياتنا المعاصرة بالحياة الفظيعة التي لا رحمة فيها أبدا.
لا ننكر هناك بعض الطلبة ممن رسبوا مرات ومرات، ومنهم من ارتكب مخالفات ”شنيعة” ربما، إلا أن عقابهم بالفصل النهائي من الدراسة عقاب قد لا ينظر إلى أنهم أولا وقبل كل شيء لايزالون في أعمار صغيرة – حتما لم يتعدوا 20 عاما في أسوأ الحالات – أي أنهم قد يعانون من درجات متطرفة من المراهقة التي لا تزن الأمور بميزان العقل!، والتهور وتمثيل البطولة أو الرجولة أدوار يتفاخرون بالتطرف فيها، ثانيا قد يكونون بحاجة إلى اهتمام وإرشاد أكثر أو حتى العلاج في حالات معينة، فكثير منهم يعاني من صراع داخلي أو مشكلات قد لا يفصحون عنها ولا يعرفها حتى أهاليهم، أوليست هي وزارة للتربية أولا ثم التعليم؟
اليوم الجامعيون تتلاطمهم الحياة وتلفظهم الوظائف ويتكبدون مصاعب شاقة لبناء حياتهم، فما بال أولئك الذين فصلوا وهم في الابتدائية والإعدادية؟ أوننتظر أن تحدث لهم معجزة ويكونون أطباء ومهندسين؟ إن كانت وزارة التربية والتعليم تحارب الجهل والأمية فإنها بهذه الطريقة تكون أداة لنشر الجهل بل معولاً لمستقبل أسر سنجدها لا محالة تقف أمام الجمعيات والصناديق الخيرية تستجدي مساعدة ببضعة دنانير، أي ستكون اللبنة الأولى لأسر فقيرة حظها من التعليم قليل، إن لم يكن ليس لها فيه أي حظ.
إن أذنب هؤلاء الطلبة في حق أنفسهم وهم ”أطفال أو مراهقون” فالوزارة وبقوانينها وقراراتها تلك أذنبت في حق أبنائها الطلبة بل ارتكبت فيهم جريمة عقوبتها سيعاني منها – الطلبة – طوال حياتهم، وكان حري بها أن تعالج المشكلة التي يعاني منها أولئك النزر القليل من الطلبة واعتبارها حالات تتحدى فيها غول الجهل والفقر الذي يتربصهم لا محالة، فالاستثمار في الطاقات البشرية أهم بكثير من الاستثمار في الأموال، فالبشر هم من يخلق المال وليس العكس.

 العدد 1114 الثلثاء 13 ربيع الأول 1430 هـ – 10 مارس 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “إعدام الطلبة

  1. تعليق #1
    من بوظبي نرحب ونتابع مقالاتك خاصه اذا كانت شامله ومتنوعه وللعلم ياسمين لاحظنا بالبحرين تسيب كبير واهمال وفوضي بالدراسه والدوام بمدارس البحرين طول الاشهر الدراسيه عندكم الطلبه باجازات وتهرب من الدراسه ولا حساب كما اخبروني الكثير من الاصدقاء بالبحرين تحياتنا لابداعك شكرا
    صلاح الثلاثاء 10 مارس 2009
    تعليق #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    تحية طيبة وبعد

    للعلم فقط انا كنت من الطلبة الذين انهوا دراستهم الاكاديمية في سبع سنوات بسبب العمل والدراسة بوقت واحد وتعرضت للانذار اكثر من مره وتحايلت على هذه الانذارات بتغيير تخصصي لكي اتخرج بشهادة تسد رمقي لكي اعمل بوظيفة افضل وفعلاً حصلت على هذه الشهادة بعد مضي سبع سنوات 🙂 فعلاً لو رجعت قليلاً لرأيت بعض زملاء واصدقاء تلك الحقبة فصلوا من الجامعة بسبب نزول المعدل التراكمي تحياتي لك على المقال المميز
    HAMAD AHMED الثلاثاء 10 مارس 2009
    تعليق #3
    الله يوفقك ويسدد خطاكي على طريق الصواب ومافيه خير إلى الناس وتفريج كربهم
    محمد الثلاثاء 10 مارس 2009
    تعليق #4
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كَوني لا أزال طالب في المدرسة و أرى يوميًا الوضع فيها ..

    لا أظن أنّ الفصل النهائي يَعني اعدامًا للطالب بالضرورة

    بل قد يكون حياة جديدة لباقي الطلبة الذين يعانون منه !
    محمود العابد الثلاثاء 10 مارس 2009
    تعليق #5
    موضوع مهم جدا لا بد من آخذه بعين الاعتبار
    بدرية العماد الثلاثاء 10 مارس 2009
    تعليق #6
    صباح الخير

    أعجبنى كثيرا عمودكى ليوم أمس بعنوان إعدام الطلبة حيث أن أسلوبكى كان رائعا فى الشرح وأتمنى بأن يكون هناك تواصل فيما بيننا

    تحياتى
    عصام الأربعاء 11 مارس 2009
    تعليق #7
    ياسمين خلف

    أحييك على مقالاتك الهادفة والبناءة وأعتبري خطابي هذا شهادة تقدير متواضعة مني إليك

    مع خالص التحية والشكر
    محمد صالح الأحد 15 مارس 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.