قرأت .. تعلّمت … «كرفت»

ياسمينيات
قرأت .. تعلّمت … «كرفت»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لم تكن جميع النساء سعيدات بيومهن في يوم المرأة البحرينية، لم يكنّ راضيات بل بتن مكسورات الخاطر، لم يردن مكافآت مالية ولا أوسمة ولا جوائز بل كنّ ينتظرن التفاتة ولو مجرد التفاتة إعلامية تشيد بأسمائهن بعد أن قدمن وأسسن وعملن في ظروف قاسية قد لا يتحملنها نساء اليوم، هل ستقبل ممرضة من هذا الزمن مثلا أن تذهب وبقارب صغير إلى جزيرة ما لتقدم التطعيمات للأطفال؟ هذا جزء مما كابدنه ممرضات الأمس، ممرضات أسسن قواعد هذه المهنة لأيامنا هذه، فلم تكن العيادات الصحية آنذاك موجودة، ولم تكن هناك جسور للوصول إلى الجزر البحرينية البعيدة كالنبيه صالح مثلا، ورغم ذلك لم تُمنع المرأة البحرينية من دخول البحر للوصول إلى تلك الجزيرة عبر القوارب الصغيرة ”اللنج” واللواتي ما إن يصلن إليها حتى يتخذن من ظل شجرة مقراً لهن ومن الطابوق كرسيا، ليبدأن حملات التطعيم للأطفال.. وأمهات تلك الجزيرة يتوافدن مع أطفالهن بالقرب من الشجرة بعد أن يسمعن بوقا يدويا ”طوط طوط ” يستخدم كأسلوب للإعلان عن وصول الممرضات ، والأمر بالمثل بالنسبة لباقي القرى التي يجُبنها في سيارة ”جيب” من قرية لأخرى ليقدمن التطعيمات للأطفال.
رغم كل ما فعلنه نُسين وطواهنّ الزمان، بعضهن قضين نحبهن والبعض تألمن وبكين حسرة على تجاهل دورهن وتجاهلهن في يومهم، ما حزّ في نفوس هؤلاء الرائدات في مجالهن أنهن همشن وكرِّمت أخريات، ليس فقط ممرضات بل طبيبات وصيدلانيات، هن من قامت على سواعدهن بدايات هذه المهن، نحن لا نقلل من شأن من كُرِّم ولا من دور نساء اليوم، ولكن ألا تستحق أولئك النسوة تقديرا ولا بذكر أسمائهن في الصحف، تلك كانت صرختهن وأنا سأكرمهن بطريقتي الخاصة، وقبل ذلك أقول لكل امرأة قرأت .. تعلّمت.. ”كرفت” عفوا ”شاركت” كل عام وأنت بخير.
وشكر خاص لفاطمه عبدالكريم، أنيسه فرج، سبيكه الكويتى، شهربان الأنصاري، خيريه أسيرى، أمينه قمبر، صالحه خيري، شيخه الحرم، افتخار نسيمي ، حليمة أحمد – وهنّ جميعا عملن فترة ما قبل سبعينيات القرن الماضي ومتقاعدات.
أما عن ممرضات فترة السبعينات فهن: وداد القصاب أقدم ممرضة في صحة المجتمع وأقدم ضابطة تمريض وتعمل حاليا في الرعاية الصحية الأولية، وليلى مراد أول ممرضة أسست تراخيص التمريض على المستويين الخليجي والعربي وخديجة القعود أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في المستشفيات وسهام الشيخ أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة ، وبدريه قمبر أول ممرض تترأس غرفة العمليات وخديجة القحطانى أول ممرضة تترأس برنامج صحة المجتمع في كلية العلوم الصحية، وسلوى الأنصاري أول ممرضة تترأس برنامج البكالوريوس في كلية العلوم الصحية وليلى عبدالرحمن كأول صيدلانية تعمل في وزارة الصحة وثريا مال الله أول صيدلانية في الرعاية الصحية الأولية وجميعهن متقاعدات اليوم.

العدد 1019 الجمعة 7 ذو الحجة 1429 هـ – 5 ديسمبر 2008

ياسمينيات
قرأت .. تعلّمت … «كرفت»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لم تكن جميع النساء سعيدات بيومهن في يوم المرأة البحرينية، لم يكنّ راضيات بل بتن مكسورات الخاطر، لم يردن مكافآت مالية ولا أوسمة ولا جوائز بل كنّ ينتظرن التفاتة ولو مجرد التفاتة إعلامية تشيد بأسمائهن بعد أن قدمن وأسسن وعملن في ظروف قاسية قد لا يتحملنها نساء اليوم، هل ستقبل ممرضة من هذا الزمن مثلا أن تذهب وبقارب صغير إلى جزيرة ما لتقدم التطعيمات للأطفال؟ هذا جزء مما كابدنه ممرضات الأمس، ممرضات أسسن قواعد هذه المهنة لأيامنا هذه، فلم تكن العيادات الصحية آنذاك موجودة، ولم تكن هناك جسور للوصول إلى الجزر البحرينية البعيدة كالنبيه صالح مثلا، ورغم ذلك لم تُمنع المرأة البحرينية من دخول البحر للوصول إلى تلك الجزيرة عبر القوارب الصغيرة ”اللنج” واللواتي ما إن يصلن إليها حتى يتخذن من ظل شجرة مقراً لهن ومن الطابوق كرسيا، ليبدأن حملات التطعيم للأطفال.. وأمهات تلك الجزيرة يتوافدن مع أطفالهن بالقرب من الشجرة بعد أن يسمعن بوقا يدويا ”طوط طوط ” يستخدم كأسلوب للإعلان عن وصول الممرضات ، والأمر بالمثل بالنسبة لباقي القرى التي يجُبنها في سيارة ”جيب” من قرية لأخرى ليقدمن التطعيمات للأطفال.
رغم كل ما فعلنه نُسين وطواهنّ الزمان، بعضهن قضين نحبهن والبعض تألمن وبكين حسرة على تجاهل دورهن وتجاهلهن في يومهم، ما حزّ في نفوس هؤلاء الرائدات في مجالهن أنهن همشن وكرِّمت أخريات، ليس فقط ممرضات بل طبيبات وصيدلانيات، هن من قامت على سواعدهن بدايات هذه المهن، نحن لا نقلل من شأن من كُرِّم ولا من دور نساء اليوم، ولكن ألا تستحق أولئك النسوة تقديرا ولا بذكر أسمائهن في الصحف، تلك كانت صرختهن وأنا سأكرمهن بطريقتي الخاصة، وقبل ذلك أقول لكل امرأة قرأت .. تعلّمت.. ”كرفت” عفوا ”شاركت” كل عام وأنت بخير.
وشكر خاص لفاطمه عبدالكريم، أنيسه فرج، سبيكه الكويتى، شهربان الأنصاري، خيريه أسيرى، أمينه قمبر، صالحه خيري، شيخه الحرم، افتخار نسيمي ، حليمة أحمد – وهنّ جميعا عملن فترة ما قبل سبعينيات القرن الماضي ومتقاعدات.
أما عن ممرضات فترة السبعينات فهن: وداد القصاب أقدم ممرضة في صحة المجتمع وأقدم ضابطة تمريض وتعمل حاليا في الرعاية الصحية الأولية، وليلى مراد أول ممرضة أسست تراخيص التمريض على المستويين الخليجي والعربي وخديجة القعود أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في المستشفيات وسهام الشيخ أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة ، وبدريه قمبر أول ممرض تترأس غرفة العمليات وخديجة القحطانى أول ممرضة تترأس برنامج صحة المجتمع في كلية العلوم الصحية، وسلوى الأنصاري أول ممرضة تترأس برنامج البكالوريوس في كلية العلوم الصحية وليلى عبدالرحمن كأول صيدلانية تعمل في وزارة الصحة وثريا مال الله أول صيدلانية في الرعاية الصحية الأولية وجميعهن متقاعدات اليوم.

العدد 1019 الجمعة 7 ذو الحجة 1429 هـ – 5 ديسمبر 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “قرأت .. تعلّمت … «كرفت»

  1. تعليق #1
    أنا من كرف واشتغل وحلمت الليالي والأيام وجلست مليا أفكر إننى سأعمل غدا أو بعد غدا ,,,, لماذا لم أكرم
    إبراهيم بوعمر البومه الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #2
    شكرا عزيزتي الياسمينة وصباح نسيم الياسمين.. واقول للنساء “الإناث” جميعا كل عام وانتم بخير… لقد جعل الله الإنسان خليفته في أرضه ولم يحدد ان كان هذا الانسان رجلا أو إمرأة مما يعني ان الإثنان خلقا ليعمل كل منهما لعمارة هذه الأرض..ولكل منا دوره في تنمية مجتمعنا ووطننا والمرأة تؤدي دورها الكبير من داخل بيتها وعملها في بيتها وتربيتها لأبنائها وانا اقول لكِ يا أمي كل عام وانتي بخير حتى لو لم تتعلمي و”تكرفي” ولكن تربيتك لنا اعظم عمل و رعايتك لنا اجمل جميل وتفكيرك في مصلحتنا وتخطيطك لمستقبلنا أروع تفكير… دمتِ لنا
    زينة الحمد الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #3
    الاخت ياسمين / يوم المرأة كان لظهور فئة من النساء تعودنا على رؤيتهن وكأن البلاد خلت الا من منهم فمن ذكرتي انا لأول مرة اسمع بأسمائهم وفي أي حقل يعملون كل ذلك بفضل تصويب البوصلة الاعلامية على الفئة التي ذكرناها ، كما لم يلتفت احد للأمهات التي في المنازل بقرى البحرين ومدنها متعلمة وغير متعلمة ولم تفعل المراكز الاجتماعية التابعة لوزراة الشئون ولو بتذكير هذه الفئة المنسية في يوم المرأة ولو بهدية رمزية ، أو بمطوية توزع على المنازل ، وحتى من كرموا في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية كانت للبعض المقرب ونسوا من افنوا أعمارهن في خدمة وظائفهن ، بعدها يقال احتلفوا بيوم المرأة .
    ابو أحمد الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #4
    الزميلة ياسمين

    مقالش يبرد على القلب

    ود وتحايا
    رباب الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #5
    شكرا لك الأخت ياسمين لذكر اسمي في مقالك، فعلا انتي صحفية مميزة بصراحة الذي حصل شيئ مخزي وعار على وزارة الصحة وذلك بسبب التمييز الموجود من قبل المسئولين ناكرين جميل الموظف المجتهد ويتبعون المسئولين المنافقين ، ان الظلم ضلاله حيث هناك موظفين وسكرتيرات يستحقون التكريم ولكن كرم كل من هب ودب والذي يستحق لم يكرم ليس هذا فقط تعالي واكتبي ما يدور في اروقة الوزارة من ظلم وفساد وخصوصا في إدارات التمريض وأن استكيتي الظلم لإعلى مسئول في هذه الوزارة يزيد المسئول في ظلمة وماعندهم الا تشكيل لجان لا تغني ولا تثمن حيث ان الحق دائما مع المسئول ولو اشتكى منه جميع الموظفين هدا حالنا في وزارة الصحة نسوا ان الدنيا يوم لك ويوم عليك والكراسي تكليف وليس تشريف فاليتقوا الله في الموظفين وخصوصا المجتهدين منهم لو دام لغيرهم سوف يدوم لهم وشكرا اختي ياسمين على مشاعرك النبيلة
    وداد القصاب الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #6
    السلام عليك ياأخت ياسمين أنا واحدة من تلك الممرضات التي ذهبنا للعمل بواسطة قارب وخدمنا المواطنين في تلك الحقبة من الزمان وطعمنا الأطفال تحت الأشجار وحرارة الشمس وبرودة الجو، ومن اسس اقسام رعاية الطفولة والأمومة ومن عمل في عيادة لمعالجة المرضة عبارة عن حجرة صغيرة تتبع بلدية جدحفص قبل ان تنشأ العيادات الحالية ، ودربنا العديد من الكوادر التمريضية والجميع يشهد على ذلك ولكن بسبب دفاعي عن حقي المسلوب من قبل المسئولين والتمييز والتهميش يتم اقصائي من العديد من الأمور وليس فقط من التكريم حيث انا وباقي زميلاتي اللواتي ذكرتي اسمائهن من اسس العمل في المراكز الصحية من قبل اللواتي تم تكريمهن ولكن ماذا نقول لمسئلين لا يحسبون حساب ان هناك واحد احد سوف يأخد حقي وحق باقي الموظفات اللواتي يقع الظلم عليهم حيث تم رفع الشكوى للمسئولين ولكن لا أحد يأخد حق المظلوم في هذه الوزارة التي فاحت ريحتهم بين جميع الموظفين والمسئولين لا نقولا الا في يوم من الأيام سوف يظهر الحق وهو قريب عندما نلجأ للسادة النواب بالحقائق والدلائل سلامي لجميع الممرضات مؤسسات التمريض في يوم المرأة كل سنة والجميع بخير
    وداد القصاب الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #7
    شكرا عزيزتي ياسمين لتسليطك الضوء على المتقاعدين وأوائل من خدموا في وزارة الصحة و نحن بدورنا نقدم لهم الشكر و العرفان على مابذلوه في خدمة التمريض خاصة و تمنياتي لهم بدوام الصحة و كل عام و انتم بخير
    ماجدة الشعباني الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #8
    الأخت ياسمين شكرا لمقالك لقد اثلج صدري ان العديد من الزميلات بعد قراءت مقالك وذكر اسمي انهالت علي المكاملات التي فرحت لذكري الكل يقول تستاهلين يا سستر، كما وصلني في السابق من تسائولات من الزميلات عن سبب غيابي في يوم التكريم حيث كما ذكروا انتي تستحقين ذلك قبل الكل لمعرفة الجميع بذلك الحق اتوجة بالشكر للجميع من يقف معي ويتذكرني من ممرضات وموظفين وما اقول الا حسبي الله ونعم والوكيل على كل ظالم والشكر الجزيل للكاتبة والتي لديها معلومات عن رائدات التمريض اكثر من مسئولي وزارة الصحة
    وداد القصاب الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #9
    الاخت ياسمين
    باقترح عى حضرتش تكوين وزارة ظل مثل اللى سواها سيد مقتده بالكوفة، وانا باعطيش صوتي للصحة ولحبيبتنا لميس الكهربه والداخلية
    Halima الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #10
    تحية وتقدير لكِ أستاذتي ياسمين (صوت الشعب)، الصحفي المتميز والمتألق هو من يسلط الأضواء على القضايا الإنسانية، وأنتِ بشهادة من الجميع متألقة ومتميزة في إنتقاءك لمواضيعك التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.. حقيقة تستحق كل إمرأة الشكر والتقدير لما لهن من دور كبير في رقي هذا الوطن الغالي.
    دمتِ لنا في حفظ الله ورعايته
    حميد المرهون
    حميد المرهون الجمعة 5 ديسمبر 2008
    تعليق #11
    ما يحتاج يوم مرأة بحرينية ولاخرابيط

    أنا بحرينية وأقولها

    بس حركات للفشار.. وليس لتكريم المرأة حقيقة
    بحرينية وأفتخر السبت 6 ديسمبر 2008
    تعليق #12
    يوم المرأه البحرينية سيمر كباقي الايام هو فقط لتكريم عدد من الاسامي وتوزيع الورود وليس لحل المشكلات العالقه للمراة البحرينية !

    ستحتفل المرأه البحرينية بيومها عند اقرار قانون الاحوال الشخصيه وعند تجنيس ابناء البحرينيات المتزوجات من اجانب وغيرها من الاموره التي لم نرى منها سوى ورش العمل والندوات
    بحرينية السبت 6 ديسمبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.