هل يشبهني أخي؟

ياسمينيات
هل يشبهني أخي؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس دفاعاً عن الزواج الثاني، بل دفاعاً عن ثمرة هذا الزواج، دفاعا عن الأبناء الذين لا ذنب لهم في هذه الحياة سوى أنهم فتحوا أعينهم وهم أبناء للزوجة الثانية، يسمعون أن لهم إخوة من زوجة أبيهم الأولى ولا يرونهم، لا يشعرون برابط الأخوة بينهم وإن كانوا يحنون إليه، يتمنون اللقاء بهم، يحتفلون معهم في أفراحهم ويشاركونهم أحزانهم ”وكأن الأمر أبعد إليهم من النجوم! هل يشبهوننا؟ هل هم طيبون؟ كيف ستكون ردة فعلهم اتجاهنا؟” أسئلة قد تنهمر في عقولهم ولا يجدون لها إجابة.
قد يقول قائل ”أنا لي أخوة غير أشقاء وعلاقتنا أحلى من العسل” وأنا أقول لننظر في الضفة الأخرى التي يتألم فيها إخوة من معاملة أخوتهم، ولنكن أكثر واقعية، فهناك إخوة لا يرون أخوتهم إلا في وفاة من يربطهم ”الأب”، وقد لا يرونهم أبدا إذا ما رفض الإخوة والزوجة الأولى اللقاء بهم، وكأن الحرب قائمة إلى يوم يبعثون!
أقدر تعاطف الأبناء مع أمهم ”الزوجة الأولى” وتآزرهم معها، فجرح مشاعرها وزواج أبيهم عليها جرح كبير وألم في الخاصرة، فلا امرأة في العالم تقبل أن يتزوج عليها زوجها، وأن كابرن بعضهن فأعتبرهن شواذ عن القاعدة، هكذا أرى، ولا ألومهم ”الأبناء” أبداً إن حقدوا وكرهوا الزوجة الثانية، ”فخاطر أمهم يسوى الدنيا” ولكن أن يكرهوا إخوتهم غير الأشقاء، هذا ما لا أستسيغه أبداً، خصوصاً أن ما كانوا أصغر منهم ”بكثير” – حتى أن بعضهم اقرب سنا لأبنائهم أو حتى أصغر منهم، والطامة الكبرى إن ما استغلوا صغر سنهم وقلة حيلتهم ”ولهفوا الأكوا والماكوا”، كما نقول بالعامية واستولوا على حقوقهم، ليتركوهم يصارعون الحياة دافعين ثمن زواج لم يختاروا فيه أمهم ولا أبيهم.
الرحمة مطلوبة، فكيف بها إن كانت لمن هم من دمنا ولحمنا وتربطنا أقدس العلاقات ”علاقة الأخوة” أعرف فيمن أعرف إخوة غير أشقاء يتودد فيها الإخوة من الزوجة الثانية لإخوتهم من الزوجة الأولى يحاولون قدر المستطاع إذابة الحقد من قلوبهم ولو بكلمة أو نظرة حب، في الوقت الذي يجازون على ذلك بنعتهم بأخس الكلمات والألقاب، وتجد الإخوة الكبار من الزواج الأول قد تنعموا بخيرات والدهم الميت، وعاشوا في حلاله وتركوا إخوتهم في بيت لا يسكنه إلا الأشباح يقتاتون القليل ويلبسون أرخص الثياب، وكأنهم يعاقبونهم على ذنب يعرفون تماما بأنهم لم يقترفوه وأن كل ما في الأمر أن تلك هي ”قسمتهم في الحياة” لو أمعنوا في قوله تعالى ”ولا تزر وازرة وزر أخرى” لما كانت تلك تصرفاتهم ولما ألقوا جام غضبهم من زواج أبيهم على ”إخوتهم”.

العدد 999 السبت 17 ذو القعدة 1429 هـ – 15 نوفمبر 2008

ياسمينيات
هل يشبهني أخي؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس دفاعاً عن الزواج الثاني، بل دفاعاً عن ثمرة هذا الزواج، دفاعا عن الأبناء الذين لا ذنب لهم في هذه الحياة سوى أنهم فتحوا أعينهم وهم أبناء للزوجة الثانية، يسمعون أن لهم إخوة من زوجة أبيهم الأولى ولا يرونهم، لا يشعرون برابط الأخوة بينهم وإن كانوا يحنون إليه، يتمنون اللقاء بهم، يحتفلون معهم في أفراحهم ويشاركونهم أحزانهم ”وكأن الأمر أبعد إليهم من النجوم! هل يشبهوننا؟ هل هم طيبون؟ كيف ستكون ردة فعلهم اتجاهنا؟” أسئلة قد تنهمر في عقولهم ولا يجدون لها إجابة.
قد يقول قائل ”أنا لي أخوة غير أشقاء وعلاقتنا أحلى من العسل” وأنا أقول لننظر في الضفة الأخرى التي يتألم فيها إخوة من معاملة أخوتهم، ولنكن أكثر واقعية، فهناك إخوة لا يرون أخوتهم إلا في وفاة من يربطهم ”الأب”، وقد لا يرونهم أبدا إذا ما رفض الإخوة والزوجة الأولى اللقاء بهم، وكأن الحرب قائمة إلى يوم يبعثون!
أقدر تعاطف الأبناء مع أمهم ”الزوجة الأولى” وتآزرهم معها، فجرح مشاعرها وزواج أبيهم عليها جرح كبير وألم في الخاصرة، فلا امرأة في العالم تقبل أن يتزوج عليها زوجها، وأن كابرن بعضهن فأعتبرهن شواذ عن القاعدة، هكذا أرى، ولا ألومهم ”الأبناء” أبداً إن حقدوا وكرهوا الزوجة الثانية، ”فخاطر أمهم يسوى الدنيا” ولكن أن يكرهوا إخوتهم غير الأشقاء، هذا ما لا أستسيغه أبداً، خصوصاً أن ما كانوا أصغر منهم ”بكثير” – حتى أن بعضهم اقرب سنا لأبنائهم أو حتى أصغر منهم، والطامة الكبرى إن ما استغلوا صغر سنهم وقلة حيلتهم ”ولهفوا الأكوا والماكوا”، كما نقول بالعامية واستولوا على حقوقهم، ليتركوهم يصارعون الحياة دافعين ثمن زواج لم يختاروا فيه أمهم ولا أبيهم.
الرحمة مطلوبة، فكيف بها إن كانت لمن هم من دمنا ولحمنا وتربطنا أقدس العلاقات ”علاقة الأخوة” أعرف فيمن أعرف إخوة غير أشقاء يتودد فيها الإخوة من الزوجة الثانية لإخوتهم من الزوجة الأولى يحاولون قدر المستطاع إذابة الحقد من قلوبهم ولو بكلمة أو نظرة حب، في الوقت الذي يجازون على ذلك بنعتهم بأخس الكلمات والألقاب، وتجد الإخوة الكبار من الزواج الأول قد تنعموا بخيرات والدهم الميت، وعاشوا في حلاله وتركوا إخوتهم في بيت لا يسكنه إلا الأشباح يقتاتون القليل ويلبسون أرخص الثياب، وكأنهم يعاقبونهم على ذنب يعرفون تماما بأنهم لم يقترفوه وأن كل ما في الأمر أن تلك هي ”قسمتهم في الحياة” لو أمعنوا في قوله تعالى ”ولا تزر وازرة وزر أخرى” لما كانت تلك تصرفاتهم ولما ألقوا جام غضبهم من زواج أبيهم على ”إخوتهم”.

العدد 999 السبت 17 ذو القعدة 1429 هـ – 15 نوفمبر 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “هل يشبهني أخي؟

  1. تعليق #1
    صباح الخير أستاذتنا ياسمين خلف

    مشكلة كبرى وتمزيق للأخوة والإنسانية عندما لايعرف الإخوان بعضهم بعضا ولاعذر لأمهم الأولى أبداً بأن تقتل روح الأخوة وتعمل جسراً كبيراً لقطع صلة الأرحام وأي صلة ؟؟ صلة الإخوة ؟؟؟

    بعدين بنقول المجتمع متفكك ولا هناك تواصل ولا ترابط … إذا كانت البداية حروب وتشويش على بعض
    فكيف يتحقق التواصل ؟؟ وأصلاً النية الطيبة غير متوفرة عند الأم ( المدرسة )

    بعدين يا أيتها الزوجة الأولى خافي من الله وآمني به وأعلمي أن الزواج الثاني والثالث ومهما كانت الأسباب هو حلال وحق للزوج وحتى لو هو حرام في عرف النساء
    فا الأولاد لاذنب لهم ابداً فمن الواجب على الأمهات أن يسعوا لخلق الجو المناسب وإبعاد الإخوان عن أي خلاف حتى لا يقتلوا فيهم الأخوة
    وحتى لا تحصل طامة كبرى بأن يحب أخاً أخته ويطلبها للزواج بعدها يكتشف الطامة الكبرى بأن هذه التي هام بعشقها ماهي إلى شقيقته من أم آخرى ( وهذه أم المصائب وعجب العجاب )
    في بلد عدد سكانه لا يتجاوز 20 شخص !!!

    ويعطيك العافية أستاذة ياسمين
    الفاارس _ البحرين السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #2
    المشكله تكمن في عقول النساء !!! لو كل زوجه تثقفة في دينها لو قيد انمله .. ما كان هناك نعرات بين الابناء الاشقاء ..
    بس نرجع نقول السبب الرئيسي هي الغيره عند الزوجه …كما قال ابو الحسنين “غيرة الرجل ايمان وغيرة المرأه كفر ” وبعدين الى متى تفهمون ان المشرع هو الله في الزواج والله حلل اربع زوجات … يالله اسئلك بالزوجه الثالثه تكون اصلح من اللى عندي 🙁
    وطبعا عيالى كلهم اندر كنترول مافي زوجه تقول الى ولدها ما تكلم اخوك تروح عليها …
    جيف لعب هى …
    حسين الستراوي السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #3
    الكاتبه المألقه / ياسمين خلف .
    يعطيكـ العافيه على مقالك الرائع ، وهذا ما نجده من ناحية الزواج من الأخـرى ويبداء الاخوه في تكاثر والمصيبة الكبرى بأنهم لا يعرفون بعضاً فقد يتزوج الاب ( بالســـر ) فلا يعلم احد إلا بعد وفاته ، وهذا ما يحصل حالياً في دول الخليج ، فلابد من وجود حلول سريعه ، فما ذنب ابناء لا يعرفون اخوتهم وما ذنب هذه الزوجه التي تزوجها الرجل بموافقة ولي امرها لا موافقتها هي .

    يعطيك العافيه
    ابراهيم الغامدي
    اعلامي سعودي
    عضو مجلس ادارة ومؤسس ورئيس اللجنة الاعلاميه بجميعة الشباب العربي (مملكة البحرين).
    ابراهيم الغامدي السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #4
    صباح الخير اختي ياسمين

    شكراً لج على هذي اللفته الطيبة والحلوة واتمنى كلامج يوصل ويؤثر ولو في بعض الناس

    اتمنى يفهمون بأن الظلم شيء عظيم وبأن هؤلاء الاطفال او حتى الاخوة والاخوات الكبار لا ذنب لهم ولا تزر وازرة وزر اخرى والسلام

    تحياتي: بدر البدور
    بدر البدووور السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #5
    الاخت ياسمين / كل مايجري للأخوة من تناحر أو العكس من حب ووئام يتحمله الاب في المقام الاول فهو يعلم حين ما اقدم على الوزواج الثاني ما هي ردة الفعل لذا كان عليه اخذ الحيطة في كل الجوانب ، ولكن للأسف الكل يفكر في شهوته وينسى ان هذا الزواج سيترتب عليه حقوق وواجبات تجاه أكثر من طرف الزوجة الاولى والثانية والاولاد وستكون المهمة صعبة خاصة ونحن نعيش في مجتمع غير مثقف بما يكفيه للتعامل في مثل هذه الظروف فالأب مقصر والام أيضا مقصرة ورجال الدين مقصرين والتوعية ناقصة في هذه الجوانب لذا ترين الاخوة هم من يتحمل في الاخير وزر تقصير أهلهم ومجتمعهم ولكن لا ننكر على الجانب الاخر هناك من يضرب بهم المثل في العلاقة الاخوية وان كانا غير شقيقين ، ولكنهم قليلين خاصة اذا كان الاب ذا ثروة وجاه .
    ابو أحمد السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #6
    assalamo alaykoum that is a good sunject and to tell you the thruth I am one of these victim but I hate my dady and I have no contact with all my brothers and sisters we are 15 brothers and sisters but no one take care to keep contact with the others I HATE THAT
    abd السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #7
    صباحكم سرور موضووع حلوو ، عندي زوجه اب وعندي خوات ثنتين منهم احنا نيتنا صافيه اتجاههم ونحب نختلط فيهم وامهم تحرضهم على الكره ـ ارتباط الاخوان غير الاشقاء يكون من الاهل نفسهم وتربية الام والاب وادخال الحب لاخوانهم من الصغر
    الفجــ رووح ــر السبت 15 نوفمبر 2008
    تعليق #8
    اخت ياسمين مثل مادافعتي عن ابناء الزوجة الثانية نبيج تحطين معاناة الزوجة الاولى وعيالها لما الاب يفضل الثانية على الاولى
    بنت البحرين السبت 15 نوفمبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.