مع احترامي للشباب

ياسمينيات
مع احترامي للشباب
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا شك أن من حق أي منا أن يسعى إلى زيادة دخله لينعم بحياة مستقرة هو وأسرته ويوفر لهم سبل الحياة المرفهة، ورغم أن بعض الناس يحمل شعار «الغاية تبرر الوسيلة»، إلا أن ذلك لا يعطيهم الحق أبداً أن يجنوا أرباح مضاعفة على حساب استقرار أسر وعائلات أخرى.
بيت القصيد، هناك بعض الأسر ممن اشتروا شقق التمليك الخاصة بوزارة الإسكان يشكون اليوم من جيرانهم، أو بالأحرى من كانوا في يوم من الأيام جيرانهم، والذين بعد أن منّ الله عليهم و«وسع عليهم» وبنوا لهم منازلهم الخاصة أجّروا شققهم على آخرين، و«ما الضير في ذلك؟» نقول وستقولون كذلك، فمن حقهم أن يتصرفوا بحلالهم بالشكل الذي يريحهم، ولكن المشكلة التي قد لا يعيها إلا من يعايش المشكلة هي أن أصحاب تلك الشقق «يسيل لعابهم» على من يدفع أكثر، ومن البديهي أن تكون مجموعة العزاب أقدر على الدفع من صاحب الأسرة، والعدّاد يرتفع أكثر وأكثر إذا ما كان المستأجر من الخليجيين، فـ 300 دينار بالنسبة إلى رب الأسرة البحريني كثيرة على شقة ولكنها تبدو بخسة في نظر الخليجيين الذين يدفعون عليها الضعف من دون جدال.
للعزاب حياتهم الخاصة، سهر وطرب و«هيصة وليصة» كما يقول إخواننا المصريون، وهم أحرار فيما يفعلون بشرط ألا يتعدوا على حرية الآخرين وإزعاجهم، إلا أن ذلك لا يروق طبعاً للعائلات التي تتحفظ على وجودهم بين نسائهم وأطفالهم، وخصوصاً إذا ما كانت تلك العائلات تضم فتيات مراهقات، قد تكون فريسة سهلة في حال وجود شيطان يحوم بين أولئك الشباب و«الشيطان شاطر»، فكلمة حلوة ونظرة «غير شكل» قد توهم تلك الصغيرة بحلم الحب السينمائي والبقية معروفة، ولا تقولوا إنهم سيغضون البصر عن مراهقة «راكبة نازلة» من الشقة، فتلك سذاجة لا تليق بما نسمعه من حوادث وقصص.
لابد من وجود قانون يردع من ينظر لمصلحته المادية أكثر من مصلحة الآخرين، ولاسيما الأمنية والاجتماعية، كأن يكون هناك بند يجرّم ويغرم من يؤجر مسكنه على عزاب بين العائلات، ويستثنى في ذلك الطالبات المغتربات واللواتي سيكوننّ في وضع أأمن بوجودهن بين العائلات، وبالعكس كذلك يجرم ويغرم من يؤجر لعائلة في عمارة تضم عزاباً.
هي ليست حرباً على العزاب أو دعوة إلى نبذهم، ولكن حفاظاً على حرمات البيوت ومنعاً لوقوع المحظور، فلا أعتقد أبداً أن أولئك أنفسهم ممن يؤجرون تلك الشقق على العزاب يقبلون لعائلاتهم أن يسكنوا قبالة شقق تعج بالشباب. مع احترامي الشديد للشباب.

العدد 1027 السبت 15 ذو الحجة 1429 هـ – 13 ديسمبر 2008

ياسمينيات
مع احترامي للشباب
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا شك أن من حق أي منا أن يسعى إلى زيادة دخله لينعم بحياة مستقرة هو وأسرته ويوفر لهم سبل الحياة المرفهة، ورغم أن بعض الناس يحمل شعار «الغاية تبرر الوسيلة»، إلا أن ذلك لا يعطيهم الحق أبداً أن يجنوا أرباح مضاعفة على حساب استقرار أسر وعائلات أخرى.
بيت القصيد، هناك بعض الأسر ممن اشتروا شقق التمليك الخاصة بوزارة الإسكان يشكون اليوم من جيرانهم، أو بالأحرى من كانوا في يوم من الأيام جيرانهم، والذين بعد أن منّ الله عليهم و«وسع عليهم» وبنوا لهم منازلهم الخاصة أجّروا شققهم على آخرين، و«ما الضير في ذلك؟» نقول وستقولون كذلك، فمن حقهم أن يتصرفوا بحلالهم بالشكل الذي يريحهم، ولكن المشكلة التي قد لا يعيها إلا من يعايش المشكلة هي أن أصحاب تلك الشقق «يسيل لعابهم» على من يدفع أكثر، ومن البديهي أن تكون مجموعة العزاب أقدر على الدفع من صاحب الأسرة، والعدّاد يرتفع أكثر وأكثر إذا ما كان المستأجر من الخليجيين، فـ 300 دينار بالنسبة إلى رب الأسرة البحريني كثيرة على شقة ولكنها تبدو بخسة في نظر الخليجيين الذين يدفعون عليها الضعف من دون جدال.
للعزاب حياتهم الخاصة، سهر وطرب و«هيصة وليصة» كما يقول إخواننا المصريون، وهم أحرار فيما يفعلون بشرط ألا يتعدوا على حرية الآخرين وإزعاجهم، إلا أن ذلك لا يروق طبعاً للعائلات التي تتحفظ على وجودهم بين نسائهم وأطفالهم، وخصوصاً إذا ما كانت تلك العائلات تضم فتيات مراهقات، قد تكون فريسة سهلة في حال وجود شيطان يحوم بين أولئك الشباب و«الشيطان شاطر»، فكلمة حلوة ونظرة «غير شكل» قد توهم تلك الصغيرة بحلم الحب السينمائي والبقية معروفة، ولا تقولوا إنهم سيغضون البصر عن مراهقة «راكبة نازلة» من الشقة، فتلك سذاجة لا تليق بما نسمعه من حوادث وقصص.
لابد من وجود قانون يردع من ينظر لمصلحته المادية أكثر من مصلحة الآخرين، ولاسيما الأمنية والاجتماعية، كأن يكون هناك بند يجرّم ويغرم من يؤجر مسكنه على عزاب بين العائلات، ويستثنى في ذلك الطالبات المغتربات واللواتي سيكوننّ في وضع أأمن بوجودهن بين العائلات، وبالعكس كذلك يجرم ويغرم من يؤجر لعائلة في عمارة تضم عزاباً.
هي ليست حرباً على العزاب أو دعوة إلى نبذهم، ولكن حفاظاً على حرمات البيوت ومنعاً لوقوع المحظور، فلا أعتقد أبداً أن أولئك أنفسهم ممن يؤجرون تلك الشقق على العزاب يقبلون لعائلاتهم أن يسكنوا قبالة شقق تعج بالشباب. مع احترامي الشديد للشباب.

العدد 1027 السبت 15 ذو الحجة 1429 هـ – 13 ديسمبر 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “مع احترامي للشباب

  1. تعليق #1
    شكراعلى طرح الموضوع لكن هذا النداء يجب ان يوجه الى وزارة الأسكان التي بدات بتنفيذ الألاف من شقق التمليك غير مكترثة براحةالمواطنين ولا مصلحة الوطن. فالأولى الكتابةالى وزارة الأسكان وليس لوم الشباب واصحاب الشقق الذين لا حول لهم ولا قوة.
    Noor Al Bahrain السبت 13 ديسمبر 2008
    تعليق #2
    كلام عسل من العسل
    jaffary السبت 13 ديسمبر 2008
    تعليق #3
    بجد قالك هذا جاء في الوقت الذي اصبحنا نعاني من الازمات السكنية و الاجارات المرتفعة .. وايضا قضية التأجير للشباب لمجرد المصالح المادية في زمن المادة … كلمن صار يركض عشان يجمع رزم الفلوس و كل هذا على حساب راحة و أمان بيوت آخرين
    ميرسي كتير على مقالك هذا
    جنا السبت 13 ديسمبر 2008
    تعليق #4
    اعتقد ان سكن العزاب بين العائلات محظور قانوناً فإن كان القانون معلقا فيجب تطبيقه.
    عادل السبت 13 ديسمبر 2008
    تعليق #5
    صدقتي يا اخت ياسمين ونتمنى التطبيق.
    ali السبت 13 ديسمبر 2008
    تعليق #6
    بختصار شديد:1لا=الكل و الكل لا=1.
    فلا ذنب لشاب العازب الذي ليس من هذه الفائه التي تفضلتي بذكرها و التي هي عار على المجتمع غير انه عازب.
    ان هذه الفائه ندرة جداً في مجتمعنا فالكثير من شبابنا يسهرون سهرات هدئه لايتخللها اي من ما ذكرتي.
    فأرجو منك كتابت مقالات عقلانيت اكثر.

    مع تحياتي.
    الحنون السبت 13 ديسمبر 2008
    تعليق #7
    Good morning

    I read your nice article time to time, they are really nice ……….keep on

    This article force me to write this , I believe that people who live in same building should move to stop These cases coz as per what I know ,the rule isn’t allowed bachelor to live with families
    plus they can call police whenever the face unmoral acting of them .

    Have a nice day
    نبيل الأثنين 15 ديسمبر 2008
    تعليق #8
    كلام جميل من أجمل صحفية في العالم

    حتى أن وصفها وصل إلى

    ملكة جمال الكون

    ياأرض احفظي ما عليك
    محمود السيد الخميس 25 ديسمبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.