ياسمينيات
هو و«جدته»
ياسمين خلف
مسكينة جدة مصوّر الوقت، رغم أمراضها وسنها الطاعن، إلا أنها اضطرت إلى التنقل في السيارة ومن مكان لآخر ومن الصباح حتى ساعات الظهر لأيام لتحصل على تقارير طبية تؤكد خلوّها من الأمراض المعدية لتحصل على تلك الرعاية الصحية المتنقلة التي توفرها وزارة الصحة لكبار السن في منازلهم!
وبحسب القصة كان يا مكان وليس في قديم الزمان طبعا، ذهب المصور مع جدته لقسم الطوارئ حيث كانت تعاني من تقرحات الفراش كونها عجوزا مقعدة، وبعد ساعات طوال من الانتظار حوّلت للطبيب المختص في المركز الصحي لتوفير الرعاية المنزلية إلا أن القسم اعتذر ”ما عدنا وقت”!، هكذا قالوا ”إن أردتم الخدمة أنتم أحضروها، وبجهودكم الشخصية”، وبعد أسبوعين، نعم أسبوعين، جاءت الباحثة الاجتماعية للمنزل وحصلت على شرف مقابلة ”الجدة” إلا أنها طلبت من أهلها تقريرا طبيا يثبت أنها لا تعاني من أي أمراض معدية، وأنهم بعدها سيزورونها 3 أيام في الأسبوع للكشف على مستوى ضغطها ومستوى الهيموجلوبين في دمها إضافة إلى توفير الرعاية الشخصية لها، ”خير وبركة أفضل من عدم وجود رعاية بالمرة”، هكذا قال الأهل.
ذهب الأهل للمركز الصحي للحصول على هذا التقرير، إلا أنهم أصروا على تواجدها في المركز لأخذ تحاليل للدم. في اليوم التالي ”الجدة” في السيارة منذ الصباح الباكر، إلا أن المختبر بحسب المركز يفتح أبوابه عصرا، وبعد أن وصلوا عصرا قيل لهم ”لا يمكن أن نأخذ منها عينة الدم فغدا الجمعة وبعده السبت يوما الإجازة الأسبوعية، والمختبر مغلق”!.. هل هذا معقول؟ ”ما دريت إحنا في أفريقيا”، ونتيجة التحاليل لا يمكن الحصول عليها عبر الكمبيوتر.
المهم مصورنا وجدته الحنون كانا على موعد مع جولات وجولات، فأربعة أيام قضوها في التنقل من مخزن لآخر للحصول على أدوية وكريمات خاصة بتقرحات الفراش التي تعاني منها، ولما وصلوا للمخزن الأخير قيل لهم ”مطلبكم غير موجود في الوزارة حاليا”، يا جماعة ليش مو من أول قلتون هذا الكلام بدل ما الواحد يضيّع وقته وجهده ويتلف أعصابه ”ما في نظام كمبيوتري يكشف الأدوية المتوافرة أو تلك النافدة من أي مخزن كان؟”، من يسمع ما ينشر في الصحف من تطور الخدمات لا يمكن أبدا أن يصدّق أننا لازلنا نعاني من تخلف الإجراءات والتطويل اللي ما له أي داعي، وإن كان مصور الوقت حالة فإن هناك حالات أخرى مشابهة وأكثر تطويلا وتعقيدا. أتدرون ما كان يدور في ذهن مصورنا ”أن تموت جدته والإجراءات لم تنتهِ بعد”، أطال الله في عمرك يا جدته.
العدد 1020 السبت 8 ذو الحجة 1429 هـ – 6 ديسمبر 2008
ياسمينيات
هو و«جدته»
ياسمين خلف
مسكينة جدة مصوّر الوقت، رغم أمراضها وسنها الطاعن، إلا أنها اضطرت إلى التنقل في السيارة ومن مكان لآخر ومن الصباح حتى ساعات الظهر لأيام لتحصل على تقارير طبية تؤكد خلوّها من الأمراض المعدية لتحصل على تلك الرعاية الصحية المتنقلة التي توفرها وزارة الصحة لكبار السن في منازلهم!
وبحسب القصة كان يا مكان وليس في قديم الزمان طبعا، ذهب المصور مع جدته لقسم الطوارئ حيث كانت تعاني من تقرحات الفراش كونها عجوزا مقعدة، وبعد ساعات طوال من الانتظار حوّلت للطبيب المختص في المركز الصحي لتوفير الرعاية المنزلية إلا أن القسم اعتذر ”ما عدنا وقت”!، هكذا قالوا ”إن أردتم الخدمة أنتم أحضروها، وبجهودكم الشخصية”، وبعد أسبوعين، نعم أسبوعين، جاءت الباحثة الاجتماعية للمنزل وحصلت على شرف مقابلة ”الجدة” إلا أنها طلبت من أهلها تقريرا طبيا يثبت أنها لا تعاني من أي أمراض معدية، وأنهم بعدها سيزورونها 3 أيام في الأسبوع للكشف على مستوى ضغطها ومستوى الهيموجلوبين في دمها إضافة إلى توفير الرعاية الشخصية لها، ”خير وبركة أفضل من عدم وجود رعاية بالمرة”، هكذا قال الأهل.
ذهب الأهل للمركز الصحي للحصول على هذا التقرير، إلا أنهم أصروا على تواجدها في المركز لأخذ تحاليل للدم. في اليوم التالي ”الجدة” في السيارة منذ الصباح الباكر، إلا أن المختبر بحسب المركز يفتح أبوابه عصرا، وبعد أن وصلوا عصرا قيل لهم ”لا يمكن أن نأخذ منها عينة الدم فغدا الجمعة وبعده السبت يوما الإجازة الأسبوعية، والمختبر مغلق”!.. هل هذا معقول؟ ”ما دريت إحنا في أفريقيا”، ونتيجة التحاليل لا يمكن الحصول عليها عبر الكمبيوتر.
المهم مصورنا وجدته الحنون كانا على موعد مع جولات وجولات، فأربعة أيام قضوها في التنقل من مخزن لآخر للحصول على أدوية وكريمات خاصة بتقرحات الفراش التي تعاني منها، ولما وصلوا للمخزن الأخير قيل لهم ”مطلبكم غير موجود في الوزارة حاليا”، يا جماعة ليش مو من أول قلتون هذا الكلام بدل ما الواحد يضيّع وقته وجهده ويتلف أعصابه ”ما في نظام كمبيوتري يكشف الأدوية المتوافرة أو تلك النافدة من أي مخزن كان؟”، من يسمع ما ينشر في الصحف من تطور الخدمات لا يمكن أبدا أن يصدّق أننا لازلنا نعاني من تخلف الإجراءات والتطويل اللي ما له أي داعي، وإن كان مصور الوقت حالة فإن هناك حالات أخرى مشابهة وأكثر تطويلا وتعقيدا. أتدرون ما كان يدور في ذهن مصورنا ”أن تموت جدته والإجراءات لم تنتهِ بعد”، أطال الله في عمرك يا جدته.
العدد 1020 السبت 8 ذو الحجة 1429 هـ – 6 ديسمبر 2008
One Comment on “هو و«جدته»”
admin
تعليق #1
اختي الكريمة..
دائماً تطرحين مواضيع مهمه ..
شكراً لكِ
بوحسين السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #2
عزيزتي ياسمين على رغم قلة ماتكتبين هذه الفتره من مواضيع الى ان ابداعك ماشاء الله يزداد يوم بعد يوم اتمنى لكِ كل التوفيق يارب
صرخة ألم السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #3
رائع ما كتبتي
عندنا وعندكم الخير الكثـير
انا لي اسبوع اراجع لعمل اشعه مغناطيسيه MIR بأحدى المستشفيات عندنا وكل يوم يقولون لي بكرهـ . . . . . .
ولا اقول غـيـر ( يالليل ماطولكـ )
ابراهيم الغامدي السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #4
الاخت ياسمين
للمصور لازم تحمد ربك مليون مره وتصلي ركعتين قولي ليش لانك محظوض قالو لك بعد هلدوره ما عدنا مو احسن من ان يضربونها كيماوي
لكن نسال الباري يوليها العافيه
jaffary السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #5
تهنئه خاصه من الامارات للمبدعه ياسمين والي جميع العاملين بالوقت والاداره الكريمه عيد سعيد اما بخصوص ماطرحتيه وجدت ياياسمين عندكم بالبحرين قصص غريبه ومختلفه وكثيره عن احوال المواطنين الله يعينكم تحياتي
صلاح السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #6
في كل مرة أقرأ مقالاتك أختي ياسمين أجد نفسي أمام ملاك للرحمة ..قلبك دائما مع معناة أخواننا المصابين بالسكلر ,, او مع هذه الجدة المقعدة التي (مرمطوها )في السلمانية أو لتنقلي لنا معاناة ام علي مع وليدها لحظة بلحظة حتى لحظات الفراق !! عظيمة أنت يا ياسمين وان شاء الله أشوفك وزيرة للصحة تحرسين كل المرضى ولا يغمض لك جفن وهناك من يأن في سريره ,,
هاني السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #7
صباح الخير أستاذة ياسمين
الله يكون بجدتنا العزيزة والله يعطيها العافية … وعاد هذا حالنا مع مستشفياتنا يعذبون المريض فوق عذابه … مو كأنه التجنيس له دووور ؟؟
بعدين يا ياسمين وينك مانشوف لك مقال إلا في السنة حسنة ؟؟
يعطيك العافية ومشكورة على الطرح الجميل
الفاارس _ البحرين السبت 6 ديسمبر 2008
تعليق #8
السلام عليكم وعيدكم مبارك يا عيال الفقارة .. شكرا على الموضوع الحلو بس حبيت قبل ما أقول وجهة نظري أن أقول لج إنج لم تأتي الا بمئساة واحده فقط من نوع واحد فقط .
أما وجهة نظري يا استاذة فإنه يجب على جميع البحرينيين أن يكونوا مسئولين أو أصحاب نفوذ أو أصحاب ملايين أو أبسط الأمور يكونوا أصحاب واسطة قوية نوعا ما حتى من الممكن أن يحصلوا على حق بسيط مثل حق الرعاية الصحية أو هل شفتي في حياتج أو أي أحد ممن يقرؤا مثل هذه المواضيع سوى مسئولين أو أصحاب نفوذ أو أصحاب ملايين أو أصحاب واسطات واسطات لها قيمتها أن أي أحد من هؤلاء المواطنين يتعالج في مستشفيات الفقاره .. الواحد منهم لو قال أي صبعي يعورني وفي ظرف 24 ساعة يترتب له أفضل مستشفيات ممكن أن تخطر على بالج وفي أي بلد في العالم والقهر أن يكون على حساب الدولة وميزانيتها التي لا أحد يعرف لها طريق غير أصحابها طبعا والا أنتي تتخيلي أن مستشفى مثل السلمانية أو أي مركز صحي الواحد يتعالج فيه وببلاش ممكن أن يرى أي نتيجة .. خلينه نتكلم بكل صراحة ووضوح اليوم يا استاذه يجب أن يكون جميع ما يسمون بالشعب البحريني أو المواطنين البحرينيين لازم أن يكونوا أولا ((أولا .. حطي تحتها ألف خط أحمر )) مديونيين ولازم تصل ديونهم الى حد المحاكم ومن الضروري جدا أن كل بحريني ينال على الأقل ولو حكم واحد يكفي الى منعه من السفر أو حتى من الإقتراض للعلاج وإذا كان عنك استعداد أنا مستعد الى الكلام والكتابه الى مالا نهايه بهذا الخصوص ومن خلال تجارب وأدلة وبراهين عشتها شخصيا .. وعلى فكره اليوم صار أي بحريني غير مديون مشكوك فيه من أي نوع ومن أي إنتماء .. خليني أقول لج على شي يضحك آنا أعرف أحد الوافدين الآسيويين يغسل سيارات كفيله ما يخليه يتعالج في مستشفى مثل السلمانية لازم مستشفى خاص وهذا حسب كلامه وبعد أزيدج شوي ومكان اللي هو يغسل فيه ممنوع أي احد يغسل معاه فيه ولو كان هذا اللي يسمي نفسه بحريني يبي يعيش ويعيش أهله بالحلال .. يمكن قبل كان الواحد يتردد كثيرا قبل الكلام لكن الآن ماعاد هناك ما يخشاه الواحد خاصة لما يكون كل يوم يموت قهر ألف مرة لأنه إنكتب عليه أن يكون بحريني من ربع الفقاره أرجوج لا تخلينه نتكلم أكثر لأن ما أعتقد أن هناك من يدعو كل يوم ويحتسب عند رب العالمين على كل إنسان في موقع مسئولية ومنصب أن يصب الله عليه جام غضبه عليه لظلمه للناس وأكل حقوق الآخرين .
وكل عام وأنتم بخير يا عيال الفقارة
عبدالرحيم الخميس 11 ديسمبر 2008