ياسمينيات
يا للعار
ياسمين خلف
ليلة الأربعاء كنت في طوارئ السلمانية ‘’وشفت وسمعت محد قال لي ‘’ما يرعب القلب وينذر بمصائب، طبيب استشاط غضبا على طبيب آخر بعد أن علم أنه لم يقم بأي فحوصات لمريضة سكلر كانت على ما يبدو تمر بنوبة شديدة ومضاعفات خطرة كان من المحتمل أن تصاب بها، الطبيب الآخر كان واقفا ولم ينبس ببنت شفة لإدراكه على ما يبدو’’الجرم’’ الذي ارتكبه بحق مريضة في الأربعين من عمرها،فيما كان الطبيب الأول يقول وبلهجة حادة وبالحرف ‘’كيف تترك مريضة سكلر تعاني من ألم حاد بدون أي فحوصات، ألا تعلم ما يعنيه مرض السكلر؟ ذات الحالة وبنفس الأعراض توفيت فتاة أصغر منها سنا في القسم أنا غير مسؤول عما قمت به’’ وترك له أوراق المريضة على الطاولة وذهب، مخلفا وراءه رعبا في قلوب المرضى ولاسيما أهالي مرضى السكلر الشاهدين على الموقف، والطبيب المعني يعرف نفسه تماما!
بالعربي الفصيح هناك أزمة عدم ثقافة لدى الأطباء بمرض السكلر الذي هو أحد أخطر الأمراض شيوعا بين البحرينيين، للأسف أن البعض يعتقد أن السكلر شأنه شأن آلام الروماتيزم، ولا يتصورون انه مرض مميت ويتسبب في تلف بعض الأجهزة الحيوية في الجسم إن لم يتم تدارك النوبة بالمسكنات أو بالمغذي الوريدي، ألا يعلم مثل هؤلاء الأطباء أنه مرض قد يؤدي إلى الجلطات أو توقف القلب ‘’يا للعار’’ إن كان المرضى أو عامة الناس يدركون ذلك وهم يجهلون.
خذ كذلك ما يحدث في الطوارئ ‘’مسؤولة تمريض’’ تعب المرضى وتعبت الصحافة من التنبيه لتصرفاتها ووزارة الصحة ‘’عمك أصمخ’’ تمنع أدوية ومسكنات عن مرضى السكلر في الوقت الذي يكون الأطباء هم من يصرفها لهم، تتركهم يصرخون من الوجع والألم الذي بحسب وصف المرضى ينخر العظم نخرا ويتنقل من منطقة لأخرى في الجسم دون هوادة، وبكل ‘’عنجهية’’ تغلق خزائن الأدوية بالمفتاح وتقول إن من يريد أخذ الحقن المسكنة فليأخذها في الأجنحة لا في قسم الطوارئ ‘’وعفية على ملاك الرحمة’’.
يعامل مرضى السكلر على أنهم مدمنون! بالله عليكم إن كانوا كذلك من أوصلهم إلى هذه المرحلة، وإن كانوا فعلا كذلك أليس المدمن بمريض لابد من علاجه؟ إذن عالجوهم من الإدمان ولا تشمتوا بهم أو تعايروهم.
‘’المسكلرين’’ كما يطلق المرضى على أنفسهم يعانون كذلك من قسوة الممرضات في الطوارئ والأجنحة، واللواتي يرفضن حتى مساعدتهم على النهوض من السرير للذهاب إلى دورة المياه! يعني بالمختصر المفيد المرضى يحسبون لدخولهم المستشفى ألف حساب لأنهم يدركون أن كل نوبة مرض هي موت جديد، وأبعد من ذلك يقولون بأنهم يدعون المرض ‘’ويتعايرون’’.
العدد 1006 السبت 24 ذو القعدة 1429 هـ – 22 نوفمبر 2008
ياسمينيات
يا للعار
ياسمين خلف
ليلة الأربعاء كنت في طوارئ السلمانية ‘’وشفت وسمعت محد قال لي ‘’ما يرعب القلب وينذر بمصائب، طبيب استشاط غضبا على طبيب آخر بعد أن علم أنه لم يقم بأي فحوصات لمريضة سكلر كانت على ما يبدو تمر بنوبة شديدة ومضاعفات خطرة كان من المحتمل أن تصاب بها، الطبيب الآخر كان واقفا ولم ينبس ببنت شفة لإدراكه على ما يبدو’’الجرم’’ الذي ارتكبه بحق مريضة في الأربعين من عمرها،فيما كان الطبيب الأول يقول وبلهجة حادة وبالحرف ‘’كيف تترك مريضة سكلر تعاني من ألم حاد بدون أي فحوصات، ألا تعلم ما يعنيه مرض السكلر؟ ذات الحالة وبنفس الأعراض توفيت فتاة أصغر منها سنا في القسم أنا غير مسؤول عما قمت به’’ وترك له أوراق المريضة على الطاولة وذهب، مخلفا وراءه رعبا في قلوب المرضى ولاسيما أهالي مرضى السكلر الشاهدين على الموقف، والطبيب المعني يعرف نفسه تماما!
بالعربي الفصيح هناك أزمة عدم ثقافة لدى الأطباء بمرض السكلر الذي هو أحد أخطر الأمراض شيوعا بين البحرينيين، للأسف أن البعض يعتقد أن السكلر شأنه شأن آلام الروماتيزم، ولا يتصورون انه مرض مميت ويتسبب في تلف بعض الأجهزة الحيوية في الجسم إن لم يتم تدارك النوبة بالمسكنات أو بالمغذي الوريدي، ألا يعلم مثل هؤلاء الأطباء أنه مرض قد يؤدي إلى الجلطات أو توقف القلب ‘’يا للعار’’ إن كان المرضى أو عامة الناس يدركون ذلك وهم يجهلون.
خذ كذلك ما يحدث في الطوارئ ‘’مسؤولة تمريض’’ تعب المرضى وتعبت الصحافة من التنبيه لتصرفاتها ووزارة الصحة ‘’عمك أصمخ’’ تمنع أدوية ومسكنات عن مرضى السكلر في الوقت الذي يكون الأطباء هم من يصرفها لهم، تتركهم يصرخون من الوجع والألم الذي بحسب وصف المرضى ينخر العظم نخرا ويتنقل من منطقة لأخرى في الجسم دون هوادة، وبكل ‘’عنجهية’’ تغلق خزائن الأدوية بالمفتاح وتقول إن من يريد أخذ الحقن المسكنة فليأخذها في الأجنحة لا في قسم الطوارئ ‘’وعفية على ملاك الرحمة’’.
يعامل مرضى السكلر على أنهم مدمنون! بالله عليكم إن كانوا كذلك من أوصلهم إلى هذه المرحلة، وإن كانوا فعلا كذلك أليس المدمن بمريض لابد من علاجه؟ إذن عالجوهم من الإدمان ولا تشمتوا بهم أو تعايروهم.
‘’المسكلرين’’ كما يطلق المرضى على أنفسهم يعانون كذلك من قسوة الممرضات في الطوارئ والأجنحة، واللواتي يرفضن حتى مساعدتهم على النهوض من السرير للذهاب إلى دورة المياه! يعني بالمختصر المفيد المرضى يحسبون لدخولهم المستشفى ألف حساب لأنهم يدركون أن كل نوبة مرض هي موت جديد، وأبعد من ذلك يقولون بأنهم يدعون المرض ‘’ويتعايرون’’.
العدد 1006 السبت 24 ذو القعدة 1429 هـ – 22 نوفمبر 2008
One Comment on “يا للعار”
admin
تعليق #1
هناك أزمة عدم ثقافة لدى الأطباء بمرض السكلر الذي هو أحد أخطر الأمراض شيوعا بين البحرينيين، للأسف أن البعض يعتقد أن السكلر شأنه شأن آلام الروماتيزم، ولا يتصورون انه مرض مميت ويتسبب في تلف بعض الأجهزة الحيوية في الجسم إن لم يتم تدارك النوبة بالمسكنات أو بالمغذي الوريدي، ألا يعلم مثل هؤلاء الأطباء أنه مرض قد يؤدي إلى الجلطات أو توقف القلب ‘’يا للعار’’ إن كان المرضى أو عامة الناس يدركون ذلك وهم يجهلون.
.
.
يا سيدتي أنتِ تتكلمين عن طبيب!! وهذا يعني أن يكون ملم وعلى دراية كاملة بـ كيفية التشخيص وعمل الفحوصات اللازمة لكل مرض، أنت لا تتكلمين عن عامل بناء جديد على المهنة، بل إن عام البناء بمجرد مزاولة العمل لمدة شهر يكون على دراية بـ اساسيات عملة.
المشكلة أكثر من كونها عدم ثقافة المشكلة تتلخص في عدم كفاءة.
ودّ ياسمينيّ
الموسوي السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #2
المشكلة أن بعض الأطباء و الاستشاريين لا يكترثون بما في هؤلاء المرضى من آلام تفت القلب، و لا يصدقونهم.
محمد السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #3
صباح الخير استاذتي العزيزة ياسمين
وسلامي للقلم الطاهر والرائع
مصائب وزارة الصحة كثيرة واتمنى التطرق لها
عمار المختار السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #4
لم اكن اتوقع وانا ارى بام عيني ماحدث لمريض بنفس الحاله التي تحدثت عنها الاخت ياسمين ولكن ليست بالطوارى ولكن بالجناح حيث كان يرقد ابي بجنب هذا المريض ولم اتخيل ان يكون رد الممرضه بهذا الاسلوب وانا اتحدث لها عن ما يعانيه هذا المريض من الم شديد لدرجةانه كان يموت في كل لحظه يصرخ فيها من شدة الالم الممرضه بكل بساطه تقول لي والله شاهد على ما اقول(هذا مسكلر والمسكلرين كلهم جدي ومعظهم يتصنعون الالم) شكرا يا ياسمين على هذا المقال الاكثر من رائع والى مزيد من مقالاتك التي دائما ما تكون في الصميم.
الواثق السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #5
صباح الخير…
الموضوع وايد حساس بس السلمانية او (المجزرة)الواحد يدخل صهحي ويطلع مشوه الصراحة الكل هناك من اطباء وممرضين يبيلهم شيل بسبب عدم اللامبالاة….
وانا لو فيني شمخ رحت مستشفى خاص لو اقترض بس ماقط روحي في التهلكه….
وشكرا على الموضوع الحساس والى الامام يا اجمل كاتبة….
بويوسف السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #6
للأسف، هذا هو واقعنا يا صوت الشعب !!
ونحن نتعايش مع ما هو أدهى من ذلك في قسم الحوادث والطوارئ، والواقع والألم لا نستطيع أن نجسده للمسؤولين الذين صموا آذانهم عن نداءاتنا وتجاهلوا دموعنا.
نحن لا ننكر وجود أطباء تسارع بالعناية بمرضى السكلر في قسم الطوارئ ونحن نتقدم لهم بخالص الشكر والتقدير، ولكن الكثير من الأطباء في ذلك القسم يجهلون ماهية مرض السكلر ولا سيما الطاقم العربي الذي استورد لنا من أحد بلاد المغرب العربي الذي لا يعرف كيفية التعامل مع مريض السكلر ويكتفي بوصف بندول (بلفارجين) للتخفيف من نوبة السكلر، في حديث لي مع أحد أولئك الأطباء وسؤالي له عن مدى المامه بمرض السكلر فهو يجهله تماماً من حيث الناحية العلمية ولكنه يعرفه جزئياً من الناحية النظرية!!
هل نحن فئران تجارب لتجلبوا لنا أطباء من كل حدب وصوب لمعالجتنا، ألسنا أولوية على وزارة الصحة، ألسنا مواطنين يحق لنا العلاج حيث كفله الدستور لنا؟
ونقول ” يا للعار ” للحكومة التي لم تستطع أن تنظم وزاراتها، حيث تعث الفوضى أرجاء الوزارات التي لا يهمها إنتقاء الأفضل أكثر مما همها إستنزاف أموال هذه الأرض الطيبة.
حميد المرهون السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #7
في دول أخرى يكون لمرضى السكلر “متابعة” فأزمة “السكلر” أو ما تعرف بأزمة الإنسداد الشرياني أو الوريدي” تحدث بصورة متكررة كل فترة معلومة من الزمن و لكل مريض سكلر زمن معين بين الأزمة و الأخرى و هناك أعراض تسمى أعراض ما قبل الأزمة و هي ثابتة تقريبا عند كل مريض .. فلو تابعنا المرضى بشكل مستمر سنعلم متى ستكون الأزمة التالية و نكون لها على أستعداد قبل حدوثها …فهل يمتلك السلمانية ملفات مرضى مرتبة و أوقات معلومة و مستعد لها لتلقي حالات أزمات السكلر؟ نحتاج لمسؤول ليجيبنا على هذا السؤال…
حسين الجمري السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #8
الممرضه عمله ان تباشر تعليمات الطبيب ولا تساعد اي مريض وفى دول الجوار توجد مساندات عملهم مساعدت المريض وادخاله الى دورات المياه ليش مايوضفون مثلهم فى البحرين لان الممرضه وخصاًفى دولتنه مهضومه
ام حسن السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #9
للاسف اختي كلامج صحيح, والواقع هناك اسوأ والخافي اعظم.. والكل يعلم ان المشكلة تبدا من فوق وليس من الموظفين
ربيع السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #10
أخت يا سمين ,,, أهلا
أقول لهذا النوع من الأطباء بأن يتقبلوا الوضع ماداموا قبلوا العمل في مستشفى السلمانية – البحرين , حيث يوجد مرض بإسمه الشائع ( السكلر ) وبأن من لا يستطيع أن يقدم العناية لهم عليه الجلوس في بيته أو الرحيل الى حيث أتى وله كل الشكر.
ونقول إنصافا – غير مبررين – لما تقوم به بعض الممرضات من عدم اهتمام هناك نقص وضغط على الممرضات ولكن هل هذه مسئولية ” المسكلرين ” ؟!
ولصاحبة الصون ملاك الرحمة ( مجازا*2 ) , الممرضة ” خشاشة الأدوية ” الى أين تريدين الوصول ؟ لن تصلي الى مكان , فالرجاء فتح الخزانة وأدي عملك بأمانة.
ابراهيم السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #11
صباح الخير
الأخت الفاضلة ياسمين خلف المحترمة
أود أن أشكرك على عمود عدد اليوم كل الشكر لأن هذه الأمور لايجب السكوت عناها في مثل هذه الحالات وخصوصاً هذه المرض الخطير وكم سمعنا من حالات وفاة بسبب هذا المرض .
ولهذا أردت أشكرك على هذا الموضوع الذي شدني أكثر لأن لدي أخوان يعانون من هذا المرض والعياذ بالله .
وعلماً أني من قراء كتاباتك .
هذا مع كل التقدير والاحترام
عمار السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #12
افتقدنا كتاباتك ياظل الياسمين نحن بالامارات لان عمودك مايطلع بالنت عندنا علي كل حال بلدكم حلوه ومزيونه لكن مشكلتكم عندكم ناس بلا ضمير وضعاف نفوس تحياتي
صلاح بن عيسي الحميدي السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #13
هذا الموضوع في غاية الأهمية ، أين المسئولين الى هذا الحد اصبحت حياة المرضى رخيصة و المخفي أعظم شكرا للكاتبة الرائعة و الى المزيد الى ان يصحى ضمير المقصرين في يوم من الايام
أحمد عبدالكريم السبت 22 نوفمبر 2008
تعليق #14
شكرا لضل الياسمين،المشكلة ليست في الطبيب أو مسئولة التمريض المشكلة في المسئولين اللي اعلى يعرفون بما يدور ولكن لايحركون ساكن هناك مسؤولة في هيئة التمريض الجميع يشتكي من تسلطها ومتضرر من قراراتها ومعاملتها وفي ذات الوقت جميع المسؤولين يعلمون عما تفعله لكنهم لا يحركون ساكن.
ارجو منك يا ياسمين ان تعملي تحقيق صحفي بخصوص تلك الرئيسة لأن إذا الراس خراب شنو تنتظرون
مع تحياتي
ام علي السبت 22 نوفمبر 2008