التصنيفات:مقالات صحيفة الراية القطرية

ساقو ولا خبيص

بقلم : ياسمين خلف

أكثر من ثمانية أشخاص متحلقين حول وجبة الإفطار عجزوا عن تذكر اسم طبق شعبي كان ضمن المائدة الرمضانية، هل هو ساقو أو خبيص، أم نفور أم شيء آخر؟! حتى بدا الأمر كما لو كان سؤالاً في أحد برامج المسابقات والفائز من يخمن الاسم الصحيح! إلى أن تذكرت إحداهن اسم ذاك الطبق الشعبي بعد جهد جهيد في التذكر والتفكير.

شابات اليوم أكثرهن لا يعرفن طريق المطبخ، وإن عرفن طريقه فأغلبهن -لا أقول جميعهن- يفضلن إعداد الأطباق الجديدة من الأطعمة ولاسيما الباستا وأخواتها، أو الكاب كيك بأصنافها، أو السلطات بأنواعها – كونها من الأطباق التي تتلاءم مع نمط الحياة الصحي بل لنقل يتلاءم مع نظام الرجيم الذي يتبعنه – ولا يعرفن الأطباق الشعبية إلا في شهر رمضان الكريم، وإن عرفن شكلها لن يعرفن طريقة إعدادها، وإن عرفن طعمها فلا يعرفن مقاديرها أو مكوناتها!. صحيح أن مطاعم الأكلات الشعبية قد انتشرت وبكثرة في الآونة الأخيرة إلا أنها لن تُعلم شاباتنا بالطبع كيفية إعداد تلك الأطباق. وأمهات اليوم وإن تعلمن طرق إعداد تلك الأطباق من أمهاتهن، إلا أنهن للأسف لا يكترثن كثيراً بأهمية تعليم بناتهن -بنات هذا الجيل- طرق إعدادها، وإن أردن هن تعليمهن فالفتيات عازفات غير راغبات أصلاً في تعلمها. وليس بمستغرب أبداً أن تجد عاملة المنزل الإندونيسية أو الفلبينية تجيد إعداد أكلاتنا الشعبية، وتعرف مقاديرها ومكوناتها أكثر من شاباتنا البعيدات عن المطبخ.

قد يبدو الأمر كمزحة ولكن هل سيأتي اليوم الذي ستندثر فيه هذه الأطباق، وتكون نسياً منسيا؟ هل سنجدها ضمن كتب التراث والأطعمة التي كان يتناولها الأجداد وأصبحت غير موجودة على مائدة الأبناء!، لا أستبعد ذلك أبداً خلال الخمسين عاماً المقبلة كأكثر تقدير وأبعده. فإن كانت جدات وأمهات اليوم على قيد الحياة -أطال الله في أعمارهن- فإنهن سيلاقين وجه ربهن وسيمتن وستموت معهن تلك الوصفات والأطباق الشعبية التي لم تجد من يحييها ويحافظ عليها.

المحافظة على تلك الأطباق والأكلات الشعبية جزء من المحافظة على التراث الذي هو جزء من الهوية التي تميز كل شعب عن غيره لما تحمله من خصوصية، ودور الشابات اليوم هو نقل هذا الإرث من جداتهن وأمهاتهن وتسليمها مستقبلاً لبناتهن.

ياسمينة: شهر رمضان فرصة لتتعلم الفتيات كيفية إعداد الأطباق الشعبية، فلنحافظ على ما يحفظ هويتنا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGtwO9YhbpSAjUXMn-Pl7NMT-PPBbZQicpp1Nw0/

بقلم : ياسمين خلف أكثر من ثمانية أشخاص متحلقين حول وجبة الإفطار عجزوا عن تذكر اسم طبق شعبي كان ضمن المائدة الرمضانية، هل...

إقرأ المزيد »

قليل من الإنسانية يا عالم!

بقلم : ياسمين خلف

كالآخرين، تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات يظن من يصورها وينشرها أنه خفيف ظل وسيضحك الناس من حوله ويرسم الابتسامة على وجوههم، ولا يعلم أنه ومن حيث لا يعلم يدخل الحزن على قلوب البعض، ناهيك عن ارتكابه إثم من ضحك واستهزأ، وإثم كسر قلب أهل “الضحية”. أفي نشر المقاطع المصورة للمختلين عقلياً، أو المصابين بمتلازمة الداون أي دعابة؟ وهل في الاستهزاء بخلق لله، واستدراجهم للحديث أو الرقص أو الغناء مساحة للضحك؟.

الحياة الجديدة مع الهواتف الذكية لم تعد تترك لأحدنا خصوصية، فتحت الباب على مصراعيه لانتهاك الحرمات. وأحطها للكرامة وللإنسانية تلك التي يستغل البعض من لا حول لهم ولا قوة لتصوير مقاطع ليتم تداولها بين الناس بهدف السخرية والضحك، ونيل أكبر عدد من “اللايكات” أو الانتشار. أفي المرض والابتلاء سخرية يا عالم؟! وما المضحك في أن ترى من ابتلاه الله بالمرض وبعفوية يرقص في الشارع، وهو الذي لا تسعفه مداركه بأن يعرف إن من يضحك أمامه لا يشاركه لحظات فرحه بل يصوره ليهزأ به، ويُضحك الآخرون عليه!.

يقال في المثل الإنجليزي وبترجمته الحرفية “ضع نفسك في حذائي” كناية عن وضع النفس مكان موقف الآخر، ليقيم الأمر من زاوية من يكون في الموقف. فهل ستقبل أن يصور أحدهم ابنك أو أخاك المختل عقلياً، ليتم تتداول مقطعه المصور بين الناس ليضحكوا ويغيروا أمزجتهم المعكرة!. هل وضعت نفسك مكان أم هذا المريض كيف سيكون حالها وهي تستقبل هذا الفيديو على تلفونها، أو تسمع قهقهة أحدهم على ابنها المريض.

هذه التصرفات اللاإنسانية لابد أن تُجرم، ولابد من أن يحاسب من يرتكبها ليرتدع الآخرون عنها، ولابد من قسم الجرائم الإلكترونية أن تتصيد لهم. بل علينا رفض تداول وإرسال مثل هذه الرسائل كي لا تجد من يروج لها ويشجعها.

أحدهن قالت بأسى، كان زوجي يضحك ويسخر من طفل “منغولي” كان يتردد على مجلسهم، كان يسخر منه ويدفع الآخرين إلى الضحك عليه. وحدث أن حملت بطفلي الأول فكانت المفاجأة، طفلي كان منغولياً -يعاني من مرض متلازمة الداون- وكأنما الله قد عاقب زوجي على سخريته من ذاك الطفل بأن يكون أباً لمثله!.

ياسمينة: هناك حدود للدعابة والضحك، والسخرية على المرضى والمتخلفين عقلياً جريمة لا تضحك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGbSr1uBbmKGVzzsP_TB2OPq_Lt9YJ8bKuwki80/

بقلم : ياسمين خلف كالآخرين، تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات يظن من يصورها وينشرها أنه خفيف ظل وسيضحك الناس من...

إقرأ المزيد »

نحن والأميرة فيكتوريا

بقلم : ياسمين خلف

ظهرت ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ابنة الملك كارل غوستاف السادس عشر في لقطة ومن دون علمها – التقطها أحد المواطنين السويديين خلسة – وهي تنظف وتزيل فضلات كلبها في الشارع العام. لقطة تختصر ألف كلمة كما يُقال.

تذكرت هذه الصورة، وأنا في السيارة ظهراً، والمكيف رغم برودته مهزوم أمام حرارة الجو، وعامل النظافة تحت أشعة الشمس العمودية تسلخ وجهه حاملاً عدة التنظيف، ناكساً رأسه منحني ظهره لالتقاط أوساخ البشر الذين لم يفكروا وهم يلقون هذه القاذورات لا في شكل البلد الذي يعيشون فيه ونظافته، ولا في الإنسان الذي سيلتقطها من هنا وهناك في هذا الجو القائظ.

أميرة وانحنت لتلتقط فضلات كلبها، وأناس بيننا لا يكترثون إن سقطت منهم أوساخهم، بل ويرمونها عمداً في الطرقات، والمرافق العامة من سواحل وحدائق، ولا يكلفون أنفسهم عناء المشي بضع خطوات لرمي قاذوراتهم في سلة المهملات، بل وبكل وقاحة تجد من يفتح نافذة سيارته ليرمي علبة المشروب الغازي أو حتى أعقاب السجائر التي دخنها، وكأنه يقول نظافة سيارتي أهم من نظافة هذا البلد!. وأكثر ما قد يثير التقزز والغضب الداخلي عندما يتجرأ البعض ويبصقون في الشوارع والطرقات، وما أظن أنهم فاعلون ذلك في غرف بيوتهم أو في مقار عملهم. ليعكسوا شخصيات أنانية غير حضارية وإن كانت متعلمة وحاملة لأعلى الشهادات.

مؤسف أن ترى آباء وأمهات لا ينهون أبناءهم عن رمي فضلاتهم في الشوارع، بل وتستغرب وأنت ترى أنهم هم من يطلب منهم ذلك في كثير من الأحيان، فتجد الطفل يقدم لأمه بقايا الأكل وعلبة المشروب، وبدلاً من أن تربيه وتعلمه المحافظة على نظافة المرافق العامة التي يزورها تطلب منه رميها في أقرب مكان، فقط لتتخلص من تلك القاذورات، دون أن تعلم أن تصرفات ابنها تعكس تصرفاتها التي يقلدها كونها قدوته الأولى، وتعكس مستوى تربيتها له، متناسية أن التعود يخلق عادات سلوكية تترسخ في شخصيته، ويصعب التخلص منها مستقبلاً.

حسناً تفعل بعض البلدان بإلزام من يرمي القاذورات في الشوارع والمرافق العامة بدفع الغرامات المالية، وتدشين خطوط ساخنة للتبليغ عن أي مخالف وتسجيل رقم سيارته، فالبعض لا يردعهم إلا الأخذ من جيوبهم، خصوصاً من مات ضميره، ونامت قيمه الأخلاقية والإسلامية.

ياسمينة: تصرفاتك في الأماكن العامة تعكس شخصيتك وتربيتك، والنظافة من صلب ديننا، وارحم تُرحم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGJM4bXBbtLb12jRkMz0iZRksXj3YimaNRpqzM0/

بقلم : ياسمين خلف ظهرت ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ابنة الملك كارل غوستاف السادس عشر في لقطة ومن دون علمها - التقطه...

إقرأ المزيد »

عمليات التشويه

بقلم : ياسمين خلف

هوس عمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط – رغم أن حب التَجمّل يُولد معهن بالفطرة – بل انتقلت عدواه إلى الرجال الذين باتوا اليوم ينافسون النساء في عالم التجميل. اسألوا أطباء التجميل عن عدد الرجال الزائرين لعياداتهم وستصدمون. كثيرون للأسف إن تحدّثوا عن التجميل يوجّهون نقدهم إلى النساء والفتيات، متناسين أن عدداً كبيراً من الرجال يُجرون كما النساء هذه العمليات، وكأن مجتمعنا حتى في هذا الموضوع ذكوري يحلل للرجل إجراءها ولا ينتقده عليها، ويحرّمها على النساء ولا يترك نقداً إلا ووجهه إليها.

لابد من التأكيد على أن بعض عمليات التجميل تعتبر ضرورية وملحّة، كأن يتم إجراؤها لمن يعاني من تشوهات خلقية، أو ندبات وحروق، أو حتى للمحافظة على الصحة العامة، كأولئك الذين تهدّد السمنة حياتهم. أو لترميم ما يُفسده الدهر مع التقدم في العمر، ولكنها ليست بكذلك بالنسبة لمن فقط يريد أن يظهر بشكل الفنان أو الفنانة الفلانية، أو تحشو جسمها للظهور بشكل أكثر فتنة وإغراء، فعمليات التجميل دوّامة إن دخلت في شباكها لن تخرج منها أبداً، فهي كالسلسلة تماماً عملية تجر بعدها عملية أخرى، ولن تعرف ما سيؤول إليه شكلك، ولن تعرف ما قد يُصيبك منها من مَضار ومَصائب، فكم من عمليات تشوِّه ولا تجمِّل. لن أضرب مثلاً على ممثلينا العرب رغم أن الأمثلة بينهم كثيرة، ولكن لننظر إلى ما وصلت إليه كيم كرديشيان من شكل بعد أن طمعت وبالغت في عمليات تجميلها حتى باتت مقزّزة.

الله جميل ويحب الجمال، والظهور بشكل مرتب وجميل ومهندم أمر ضروري، ليس فقط للظهور بشكل مقبول أمام الآخرين بل حتى لأثره على نفسية الشخص نفسه، ولكن ليس معنى هذا الجحود بنعمة الله علينا ورفض الشكل الذي خلقنا الله عليه. وليس معنى هذا أن يزاحم الرجال النساء في هذه العمليات، ليتعدوا الأمر إلى التجمّل اليومي بوضع مساحيق التجميل من بودرة وأحمر شفاة وحف للحواجب، ضاربين بالرجولة عرض الحائط، ليتباكى المجتمع يوماً بعد آخر بانقراض الرجولة بين ذكور هذا الجيل، الذي أصبح همّهم، كيف يبدو شكلهم أكثر من كيف تبدو أخلاقهم أو كيف يمكنهم أن يحققوا أعلى مراتب التفوق العلمي والعملي؟. فإن كان أول ما يلفت نظر الرجل جمال المرأة، فإن أول ما يلفت انتباه المرأة رجولة الرجل.

ياسمينة: كن جميلاً وملفتاً بأخلاقك وشهامتك، لا بشكل أنفك ولا برسمة حواجبك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFlF9-wBbraEMp3VkutvJKnFGn35HHqY5QlZK40/

بقلم : ياسمين خلف هوس عمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط - رغم أن حب التَجمّل يُولد معهن بالفطرة - بل انتقلت عدواه إ...

إقرأ المزيد »

أنت في أحسن تقويم

أنت في أحسن تقويم

بقلم : ياسمين خلف

بعد ولادتها لطفلها البكر وقبل أن يَحبو طفلها أسرعت الخُطى إلى أكبر جرّاح تجميل في بلدها طالبة منه شد الترهل الذي أصاب بطنها جرّاء مرورها بمرحلتي الحمل والولادة. توسّلته، إلا أنه رفض استغلال رغبتها في العودة إلى سابق جسمها والكسب المادي من ورائها، طالباً منها التريث وعدم إجراء العملية إلا بعد اكتمال عدد أفراد أسرتها وإنجاب العدد الذي تتمنى من الأبناء. “لا تصدّقي من ينصحك بإجراء هذه العملية وأنت في عمرك هذا”، هكذا قال لها.

اليوم هي تحمل جميل نصيحة هذا الطبيب الشريف، ومَدينة له على إخلاصه في عمله، بل وأخذت تنصح كل شابة بهذه النصيحة التي أغنتها عن الدخول في دوّامة عمليات التجميل وخصوصاً التجارية منها، والتي تستغل رغبات الفتيات في الوصول إلى الكمال الشكلي، لزيادة الأرباح دون الاكتراث بالنتائج الوخيمة التي قد تلحق بهن.

فتيات اليوم بتن متشابهات إلى حد بعيد، شفاه منتفخة، وجنات متورّمة، أنف بحد المسطرة، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها!. إن مرّت مجازفة خوض هذه العمليات على خير وتغيّر شكلها إلى الأفضل فعليها أن تحمد ربها وتسجد له شاكرة، فهناك الكثيرات ممن وقعن في شراك أطباء يسيل لعابهم وراء الأموال والربح السريع للنقود، فلا تهمهم مصلحة المريض بقدر ما تهمهم حساباتهم البنكية، ومع ذلك هناك أطباء شرفاء وقسمهم يتردّد على أسماعهم كلما دخل عليهم مريض مراجعاً أو طالباً الاستشارة والنصح، فيكبح جماح من أصيب بلوثة تقليد المشاهير واللهاث وراء كل جديد في عالم التجميل، محاولاً ثنيه عن قرار قد تكون نتائجه أخطر مما يتوقع، خصوصاً إن كانت لمراهقين وشباب لم يصلوا بعد لسن ترميم ما أتلفه الدهر.

والطامة الأكبر عندما يستغل البعض هذه “اللوثة” فيعرض تلك الخدمات التجميلية في صالونات التجميل على أيدي غير المتخصّصين، أو حتى عبر تسويق مساحيق وكريمات يدّعون كذباً نتائجها الخارقة خلال مدة وجيزة، وبسعر زهيد، ولا يُدرك البعض من النساء -أو حتى البعض من الرجال المهووسين بالجمال- حجم الجريمة التي يقترفنها في حق أنفسهن إلا بعد أن يتشوهن!، فبدلاً من التجمّل والتحوّل إلى الأفضل يُمسخن ويُصبن بمشاكل وحروق العلاج منها يستغرق وقتاً طويلاً، هذا إن لم يكن الرجوع إلى الشكل الطبيعي يصبح أمراً مستحيلاً. والمصيبة الأخرى أن كل عملية ستجر وراءها عملية أكبر وأخطر أملاً في الوصول إلى نتيجة قد تصيب وقد تخيب، متغافلين قوله تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (4) سورة التين.

ياسمينة: يوماً ما ستحنين إلى صورك القديمة التي كنت يوماً تكرهينها، فلا ترم نفسك إلى التهلكة.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFTaDc8BbjuybkayLdHwnFfzH807i2dcDDgP0Y0/

أنت في أحسن تقويم بقلم : ياسمين خلف بعد ولادتها لطفلها البكر وقبل أن يَحبو طفلها أسرعت الخُطى إلى أكبر جرّاح تجميل في بل...

إقرأ المزيد »

الرأفة بهؤلاء

بقلم : ياسمين خلف

فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب الأطفال الصغار؟ يصحو الطفل يوماً فيجد نفسه فجأة يتيماً بعد أن مات والده أو لطيماً بعد أن مات والده وأمه، فيفقد جزءاً كبيراً من طفولته! بل ويفقد الأمان الذي كان يحيطه فيستشعر تلقائياً أو حتى فطرياً بيتمه، فالمصاب أكبر من قدرته على استيعاب المرحلة التي يمر فيها، وأكبر درس في الألم يمكن أن يأخذه؛ فاليتم يُضيف عمراً على عمر المرء مهما كان قوياً ومهما صغر عمره.

كثيرون هم الأطفال من بيننا من تجرعو مُر هذا الكأس في عمر لم يدرك أقرانهم إلا الفرح واللعب مع الأب أوالنوم بين أحضان الأم. هي أقدار مقدرة عند الله عز وجل، ولكن علينا أن ندرك دورنا جيداً في مساندة هؤلاء الأطفال ليجتازوا محنتهم بأقل ضرر ممكن، خصوصاً في الأيام أو حتى الأشهر الأولى من فقدانهم لأحد والديهم، إذ تكون الصدمة حينها لازالت تتملكهم فتُلقي بهم في دوامة من الحزن والألم التي قد تشُلهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية.

طلبة المدارس من هؤلاء الأطفال الذين قد يكونوا أكثر من يحتاج إلى المساندة المعنوية، كي لا تؤثر هذه المحنة سلباً لا على صحتهم النفسية ولا على مستوى تحصيلهم الدراسي. ولكم أن تتخيلوا الأمر عندما يفقد الطالب أحد والديه وهو في مرحلة الامتحانات النهائية أو حتى خلال الاختبارات الدورية!. فكيف نطالبه بإحراز أعلى الدرجات وأهم عامل مساعد مفقود وهو الحالة النفسية المستقرة!. على القائمين على المدارس من مشرفين ومعلمين أن يوفروا البيئة التعليمية الخاصة لهؤلاء الطلبة، وإن يكونوا أكثر رأفة وأكثر تفهماً للمرحلة الحرجة التي يمرون فيها. فمساواته مع الطلبة الآخرين ظلم بعينه، ومحاسبتهم على بعض التقصير أو التأخير في أداء الواجبات ليست من الإنسانية ولا حتى من الأسس التربوية. إذ لابد أن يكون هناك تعاملاً خاصاً يُشعر الطفل بأنه لايزال محاطاً بقلوب تحتضنه، وبها الدفء الذي يستشعر بفقده للأبد. لا أقول إن نمايز بينه وبين باقي الطلبة بشكل فج، ولكن حصوله على الاهتمام حق من حقوقه لنعدل بينه وبين أقرانه الذين يعيشون أياماً وحياة طبيعية في كنف آبائهم وأمهاتهم.

ياسمينة: لتكن المدارس فعلاً كما نهتف دائماً بأنها البيت الثاني للطفل، فكونوا لهم حقاً آباءً وأمهات خصوصاً عندما يفقدون آباءهم وأمهاتهم البيولوجيين.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFBQyNJhbs52GlMVFSWcm-JA428uVMpt0_MMjI0/

بقلم : ياسمين خلف فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب...

إقرأ المزيد »

كفتا البترول والتخلف

بقلم : ياسمين خلف

جدلي مع الأكاديمي العربي المقيم في خليجنا لم ينته بعد، خصوصاً أنه يجد أنه يشفق على الخليجيين المتخلفين أكثر من أنه يحسدهم على خيراتهم، بل وتمادى ليقول إنه لو وضع بترول الخليج في كفة، وتخلفهم وجهلهم في كفة أخرى لرجحت كفة تخلفهم وجهلهم!. وإن دول الخليج لولا اعتمادها على الأجانب لانهارت كونها تعتمد عليهم في كافة جوانب حياتها، متغاضياً ومتعامياً عن المثقفين والمتعلمين من أبناء دول الخليج الذين يعاني البعض منهم من بطالة لاستحواذ الأجنبي على حقهم في العمل في أوطانهم.

 مهلاً من قال إنّ دول الخليج غير قادرة على الاعتماد على سواعد أبنائها؟ الخليج العربي ثري بمواطنيه الأغنياء فكرياً وعلمياً وثقافياً، وما نحتاجه من عمالة، هو ما تحتاجه أي دول أخرى نهضتها متسارعة فتستورد العمال البسطاء للقيام بأعمال البناء والإنشاء وما في حكمها من الوظائف المكملة البسيطة، وبعضاً من الخبرات الأجنبية، للاستفادة من تجاربهم، وليس معنى ذلك أننا شعوب جاهلة غير متعلمة أو مثقفة، وتعاني من شلل رباعي في كفاءة وقدرات أبنائها.

لو أنه قال إن البلدان العربية كافة تعاني من الانحرافات الأخلاقية والجنسية لكان الأمر مختلفاً، ولكنه تطاول ورمى أهل الخليج كافة بهذه السلوكيات الشاذة، مبرئاً ساحة العرب الآخرين منها كنوع من الافتراء، وكأن الخليج ساحة دعارة وانحلال أخلاقي، والدول العربية الأخرى مدن فاضلة لا تأتيها الرذيلة من ورائها ولا من خلفها، بل مؤكداً أن القلة والنزر القليل من الخليجيين من نجا من الرذيلة وهذا ما لا يمكن أن يقبله عاقل، ويكفي أن نقارن بين دول الخليج والدول العربية من حولنا لنقف على هذا الافتراء الظالم.

لو كان كلام صاحبنا هذا حقاً لصفقت له حتى ولو كان الأمر ضد أهلي – أهل الخليج – ولكن الأمر لم يكن كذلك، فللأسف كلامه غير العلمي وغير الواقعي والمتحامل حتى النخاع على أهل الخليج، جعلني أدافع عن أهل الخليج رغم أنهم في غنى عن هذا الدفاع، خصوصاً أنه جعل من الشعوب الأخرى ملائكة، والشعوب الخليجية شياطين يستحقون النار كمستقر ومقام!.

لا أعرف المواقف التي مرّ بها هذا الأكاديمي حتى يشكل هذه الفكرة الظالمة عن الخليجيين، ولكن الذي أعرفه أنه عندما قال إن الأخيار قلة أمام الأشرار ركب سفينة التعميم الخطأ المهلكة، فاستحق مني هذا الرد.

 ياسمينة: إنّ كانت دول الخليج دولاً فاسدة، وأهلها منحرفين أخلاقياً ما الذي يجبرك على العيش على أرضها، ومعاشرة أهلها والنهل من خيراتها؟.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

 وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BEvJewiBbl39xoRfDMLunRZkybrUcwNzPpYiw00/

بقلم : ياسمين خلف جدلي مع الأكاديمي العربي المقيم في خليجنا لم ينته بعد، خصوصاً أنه يجد أنه يشفق على الخليجيين المتخلفين...

إقرأ المزيد »

متخلفون وأغبياء

بقلم : ياسمين خلف
وَصَفَ أكاديمي عربي مُقيم في أحد بلداننا الخليجية الخليجيين بالأغبياء والمتخلفين، مؤكداً بأن السواد الأعظم منهم أشرار، وإن لم ينكر أن من بينهم أخياراً، إلا أنه ومن وجهة نظره قلة قليلة. مشيراً إلى تعامله مع سيدات مجتمع في الخليج، ظاهرهن سيدات مجتمع وصاحبات مناصب، إلا أنهن يسلكن سلوك العاهرات في الخفاء. متوعداً بفضح الانحرافات الأخلاقية والجنسية والمالية لأهل الخليج في مؤلفات يتحيّن الفرصة المناسبة لنشرها لكشف الوجه الحقيقي لأهل الخليج- حسبما ذكر في عدد من المراسلات الإلكترونية- مؤكداً الانحرافات الأخلاقية والجنسية عند الخليجيين والتي تفوق بحسبه ما هو موجود في الدول الأوروبية!.

ووَجَد هذا الأكاديمي الحاصل على درجة دكتوراه أن عادات أهل الخليج عادات غبية وجاهلية، ومعتبراً أن نظام الكفالة نظام عبودية ووصمة عار على جبين أهل الخليج، ودليل صارخ على عدم إنسانية شعوب الخليج وتخلّفهم عن ركب الحضارة الإنسانية.

واستشهد بقول الرسول الأعظم أن “من علامات الساعة الكبرى تطاول الحفاة العراة في البنيان، وإنهم يصبحون سادة”، قائلاً: بأنه يراه عياناً بياناً في أهل الخليج! وإن من علامات الساعة الكبرى أيضاً خروج نار من أرض الحجاز إلى الشام، متسائلاً: أليست هذه النار دليلاً على غضب الله على أهل دول الخليج؟.

تُهم غير موضوعية ولا تليق بأكاديمي من المفترض أن يَرفض أية تعميمات لا تستند على قاعدة علمية أو إحصائية أو دراسة بحثية استطلاعية. رأيٌ يُجانبه الصواب وظالم في الكثير من جوانبه، وإن كنت أجد له المبرّرات التي جعلته متحاملاً كثيراً على أهل الخليج.

الانحرافات الأخلاقية والجنسية طبيعة بشرية لا جنسية لها ولا أرض واحدة تضمها، وكما هي موجودة عند الخليجيين فهي موجودة عند الشعوب العربية والغربية. وإن كانت دول الخليج من أكثر الدول التزاماً وتديّناً كشعوب أصيلة، وما نراه من انحرافات في أغلبها و”لا أعمّم” هي مستوردة من جاليات قطنت هذه الأراضي والتي وللأسف لم تأت فقط للنهل من خيرات هذه البلدان بل جاءت بكل تقاليدها وعاداتها، التي في كثير منها لا تمت لعادات الخليج ولا بتقاليدها بأي صلة. ونحن في الخليج نعاني من هذه الآفة الثقافية التي أخذت تغزو خليجنا.

نعت أهل الخليج بالأغبياء، ووصف عاداتهم بالعادات الجاهلية نعت تفوح منه رائحة الحسد والغيرة، فمعظم الشعوب وللأسف تستكثر الخير الذي أنعمه الله على أهل الخليج، وكأن الخليجيين قد سرقوه منهم، رغم أن أغلبهم يعيش على أرض الخليج ويتنعّم من خيراتها.

أهل الخليج ليسوا بأغبياء بل طيبتهم التي تفتقدها الشعوب الأخرى هي التي جعلت الآخرين ينظرون إليهم هذه النظرة التي كما أسلفت باطنها الحسد والغيرة منهم، وظاهرها من يحاول أن يجلدهم بترهات يدعي أنها وفق دراسات أكاديمية. فمن أهل الخليج الأطباء والمهندسون والخبراء.. وووو. والتخلف هو في عقول من وجدوا أنفسهم أعلى وأرقى من غيرهم.

أما عن الأدلة الدامغة على انحرافات أهل الخليج التي يدعي هذا الأكاديمي امتلاكها، فأنا أدعوه لنشرها -وله الحق في ذلك- ولكن في المقابل أدعوه لأن يكون مُنصفاً، ويقارن نسب انتشار تلك الانحرافات الأخلاقية والجنسية في البلدان العربية الأخرى لنقف على قاعدة علمية صلبة لا قاعدة رخوة غير علمية. مع التأكيد على الرجوع إلى أصل أصحاب هذه الانحرافات إن كانوا فعلاً من أبناء وبنات أهل الخليج -كما يدّعون- أم أنهم ممن استوطنوا خليجنا، ولصقوا أفعالهم وسلوكياتهم بأهل الخليج.

وللحديث صلة.

ياسمينة: أتساءل كم عدد من يمثلون وجهة نظر هذا العربي والمقيمين في خليجنا العربي؟

yasmeeniat@yasmeeniat.com

بقلم : ياسمين خلف وَصَفَ أكاديمي عربي مُقيم في أحد بلداننا الخليجية الخليجيين بالأغبياء والمتخلفين، مؤكداً بأن السواد ال...

إقرأ المزيد »

تحرشات الزملاء تابو مكهرب

بقلم : ياسمين خلف

تغاضت مرة، وأسرّت بامتعاضها مرّات لزميلتها، ورغم إبدائها الانزعاج من رسائله الإلكترونية الفاضحة إلا أنه استمرّ بالتحرّش بها بكل جرأة ووقاحة، مستأسداً عليها كونه مديرها بالعمل. حاولت زميلتها تشجيعها على رفع بلاغ لمركز الشرطة لتضع حداً لمضايقاته، إلا أنها رفضت الفكرة لحاجتها الماسّة للوظيفة!.

تتعرّض شريحة لا يُستهان بها من الموظفات إلى التحرّشات الجنسية اللفظية والإلكترونية وحتى تلك اللمسية من زملائهن الموظفين أو حتى رؤسائهن بالعمل. بعضها يتلبس بلبوس الملاطفة الكلاميّة بين الزملاء، رغم ما يحمله من تحرّش صلف بين طياته، وبعضها يأخذ منحى أكثر وقاحة عندما يبدأ الزميل في التحرّش اللمسي، الذي يحاول أن يظهره بالحادث الذي وقع بالخطأ، كأن يقترب منها أكثر من اللازم حال اقترابه من حاسبها الآلي متذرعاً بمساعدتها في مسألة ما، أو أن يلامس يدها إذ ما استلم منها أوراقاً وملفات مثلاً!. الخبيث منهم يبدي أسفه كونه أمراً حدث بالخطأ – رغم تكراره – والوقح منهم يتجاهل الأمر وكأنه أمر طبيعي أو أنه أمر لم يكن!.

تحرّشات الموظفين بزميلاتهم تابو محرّم ومكهرب، البعض ينكره، والبعض الآخر يخفي وجهه في الرمال خوفاً من التحدّث في المحظور، وإن كانت بعض الدول قد جرمت تلك التحرشات، ووضعت القوانين التي تدين المتحرشين من الموظفين، وتزجّ بهم في السجون وتُجبرهم على دفع الغرامات. إلا أنه وللأسف، القلة النادرة من الموظفات من يلجأن إلى القنوات القانونية للاقتصاص من هؤلاء المتحرشين، ووضع حد لتحرشاتهم ما يدفع بهم إلى التمادي، وإساءة الأدب.

كثيرات هن من يسكتن عن تلك التحرشات، لخوفهن من فقدان وظائفهن، ولخوفهن من نظرة المُحيطين بهن، أو حتى الخوف من ردة فعل أهاليهن لا سيما إن كنّ متزوجات، فيضعن عملهن واستمراريته في كفة، وكرامتهن وامتهانها في كفة أخرى، وغالباً ما يصمتن فيقبلن بالظلم وإهدار الكرامة على أن يبقين بلا عمل.

لا بد من تشجيع الموظفات على الجهر بالاعتراض على كل ما يمكن أن يخدش حياءهن أو يهدر كرامتهن أمام الآخرين أو حتى مع أنفسهن، فالمُجرم يأمن المجتمعات الصامتة، فيتشجع ويتمادى إن لم يجد من يردعه، وكلما وجد هؤلاء المتحرشون أن هناك من يجأر بالشكوى، وبالعلن، لن يتجرأ وسيحترم نفسه، وإن لم يكن من أهل الاحترام.

ما زلت أتذكر زميلة لي كيف أنها صفعت زميلنا أمام الجميع بعد أن تجرأ وتحرش لفظياً بها. هذا النموذج ما يجب أن يكون، ليس بالضرورة بالضرب طبعاً، فليست كل الصفعات باليد، فبعض الصفعات بالشكوى ضده، أو بفضح أمره.

ياسمينة: لا تترددي، وضعي حداً للمتحرشين بكِ.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BELul_xhbtZ6rxw79JzuYsW-g_-kh-VfyGL5is0/

بقلم : ياسمين خلف تغاضت مرة، وأسرّت بامتعاضها مرّات لزميلتها، ورغم إبدائها الانزعاج من رسائله الإلكترونية الفاضحة إلا أن...

إقرأ المزيد »

عماة عين

بقلم : ياسمين خلف
قيل إن الدَّين همٌ في الليل، وذُل في النهار، يُلاحقك أينما كنت ويَقضي على مَضجعك. وما الحيلة إن ما وجدت نفسك واقفاً متحيّراً بين نارين، نار الدَّين المُحرقة، ونار الضروريات المُلحة، ولاسيما الحاجة إلى العلاج، أو الدراسة، أو لتوفير بعض من ضروريات العيش الكريم كتوفير منزل أو حتى سيارة!. فلا فرار للبعض من الاستدانة وتحمّل ثقل همه على كواهلهم، مع ضيق ذات اليد، والحاجة الملحة التي تجعل منه المُرّ الذي يُجبرهم عليه الأكثر مراً. لكن أن يلقي المرء بنفسه في النار طواعية ولأسباب تافهة فذاك الجنون بعينه!.

أستغرب من أولئك الذين يُقحمون أنفسهم في هذا الهم غير مُجبرين، كأن يقترض من أجل سيارة فارهة لا تتناسب مع مستواه الاقتصادي ولا مع مدخوله الشهري، فقط من أجل التباهي والتفاخر فيتحمّل هم القرض!. أو أن تقترض فلانة لشراء ساعات ومجوهرات هي في الأصل كماليات لا ضروريات ستموت إن لم تحصل عليها، أو لأن فلانة سافرت فلابد أن تسافر فلا أحد أفضل من أحد، فتستدين لتتباهى بأنها زارت تلك البلد وتجوّلت في شوارعه وتبضّعت من أسواقه!، أو أن يتحمّل الواحد منا مسؤولية دفع قرض لسنوات طوال فقط لإقامة حفل مدته ساعات قصار!.

الغريب أن البعض يعتاد على هذا المنوال في الحياة، فما أن ينتهي من قرض حتى يشرع في غيره، وكأنه استساغ أن يكون ملاحقاً بالديون أو أصبح جزءاً طبيعياً في حياته، ليصل الأمر ببعضهم إلى أن يتسبّبوا في تحميل أبنائهم هم تلك الديون والقروض بعد وفاتهم، فبدلاً من أن يورّثوهم الأملاك والأموال، يورّثونهم الديون والقروض وهمومها.

القروض البنكية لن تترك صاحبنا إن ما هو تخلّف عن سداد أقساطه، وستلاحقه قانونياً، وستضع يدها على أملاكه إن ما تعذر بضيق الحال وتعسّر أمره، لكن، ماذا عن تلك الديون التي يأخذها صاحبنا من فلان وعلان؟ والتي يتعذر عن سدادها متحججاً بالظروف؟ – هذا إن رأيته أصلاً بعد أن تُسلّمه تلك الريالات والدنانير- المضحك أن البعض ينسى سدادها فعلاً، ولا يتذكرها إلا بعد أن يَسمع خبر وفاة من أمن له فأقرضه، فإن كان من ذوي الأمانة سيسدّدها لأهله، وإن كان ذا ذمة “واسعة” سيتنفس الصعداء وسيكون له الفرج بطي الأمر ونسيان الدين!.

ياسمينة: لا ترق ماء وجهك إلا في الضرورة القصوى، فالسفر، والسيارات الفارهة والمجوهرات ليسوا بالضروريات التي تريق ماء وجهك لأجلها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BD5LwwnhblBACOrgSEI4xOiZAxKoNeFYNq4RKA0/

بقلم : ياسمين خلف قيل إن الدَّين همٌ في الليل، وذُل في النهار، يُلاحقك أينما كنت ويَقضي على مَضجعك. وما الحيلة إن ما وجد...

إقرأ المزيد »