الرأفة بهؤلاء

بقلم : ياسمين خلف

فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب الأطفال الصغار؟ يصحو الطفل يوماً فيجد نفسه فجأة يتيماً بعد أن مات والده أو لطيماً بعد أن مات والده وأمه، فيفقد جزءاً كبيراً من طفولته! بل ويفقد الأمان الذي كان يحيطه فيستشعر تلقائياً أو حتى فطرياً بيتمه، فالمصاب أكبر من قدرته على استيعاب المرحلة التي يمر فيها، وأكبر درس في الألم يمكن أن يأخذه؛ فاليتم يُضيف عمراً على عمر المرء مهما كان قوياً ومهما صغر عمره.

كثيرون هم الأطفال من بيننا من تجرعو مُر هذا الكأس في عمر لم يدرك أقرانهم إلا الفرح واللعب مع الأب أوالنوم بين أحضان الأم. هي أقدار مقدرة عند الله عز وجل، ولكن علينا أن ندرك دورنا جيداً في مساندة هؤلاء الأطفال ليجتازوا محنتهم بأقل ضرر ممكن، خصوصاً في الأيام أو حتى الأشهر الأولى من فقدانهم لأحد والديهم، إذ تكون الصدمة حينها لازالت تتملكهم فتُلقي بهم في دوامة من الحزن والألم التي قد تشُلهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية.

طلبة المدارس من هؤلاء الأطفال الذين قد يكونوا أكثر من يحتاج إلى المساندة المعنوية، كي لا تؤثر هذه المحنة سلباً لا على صحتهم النفسية ولا على مستوى تحصيلهم الدراسي. ولكم أن تتخيلوا الأمر عندما يفقد الطالب أحد والديه وهو في مرحلة الامتحانات النهائية أو حتى خلال الاختبارات الدورية!. فكيف نطالبه بإحراز أعلى الدرجات وأهم عامل مساعد مفقود وهو الحالة النفسية المستقرة!. على القائمين على المدارس من مشرفين ومعلمين أن يوفروا البيئة التعليمية الخاصة لهؤلاء الطلبة، وإن يكونوا أكثر رأفة وأكثر تفهماً للمرحلة الحرجة التي يمرون فيها. فمساواته مع الطلبة الآخرين ظلم بعينه، ومحاسبتهم على بعض التقصير أو التأخير في أداء الواجبات ليست من الإنسانية ولا حتى من الأسس التربوية. إذ لابد أن يكون هناك تعاملاً خاصاً يُشعر الطفل بأنه لايزال محاطاً بقلوب تحتضنه، وبها الدفء الذي يستشعر بفقده للأبد. لا أقول إن نمايز بينه وبين باقي الطلبة بشكل فج، ولكن حصوله على الاهتمام حق من حقوقه لنعدل بينه وبين أقرانه الذين يعيشون أياماً وحياة طبيعية في كنف آبائهم وأمهاتهم.

ياسمينة: لتكن المدارس فعلاً كما نهتف دائماً بأنها البيت الثاني للطفل، فكونوا لهم حقاً آباءً وأمهات خصوصاً عندما يفقدون آباءهم وأمهاتهم البيولوجيين.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFBQyNJhbs52GlMVFSWcm-JA428uVMpt0_MMjI0/

بقلم : ياسمين خلف

فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب الأطفال الصغار؟ يصحو الطفل يوماً فيجد نفسه فجأة يتيماً بعد أن مات والده أو لطيماً بعد أن مات والده وأمه، فيفقد جزءاً كبيراً من طفولته! بل ويفقد الأمان الذي كان يحيطه فيستشعر تلقائياً أو حتى فطرياً بيتمه، فالمصاب أكبر من قدرته على استيعاب المرحلة التي يمر فيها، وأكبر درس في الألم يمكن أن يأخذه؛ فاليتم يُضيف عمراً على عمر المرء مهما كان قوياً ومهما صغر عمره.

كثيرون هم الأطفال من بيننا من تجرعو مُر هذا الكأس في عمر لم يدرك أقرانهم إلا الفرح واللعب مع الأب أوالنوم بين أحضان الأم. هي أقدار مقدرة عند الله عز وجل، ولكن علينا أن ندرك دورنا جيداً في مساندة هؤلاء الأطفال ليجتازوا محنتهم بأقل ضرر ممكن، خصوصاً في الأيام أو حتى الأشهر الأولى من فقدانهم لأحد والديهم، إذ تكون الصدمة حينها لازالت تتملكهم فتُلقي بهم في دوامة من الحزن والألم التي قد تشُلهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية.

طلبة المدارس من هؤلاء الأطفال الذين قد يكونوا أكثر من يحتاج إلى المساندة المعنوية، كي لا تؤثر هذه المحنة سلباً لا على صحتهم النفسية ولا على مستوى تحصيلهم الدراسي. ولكم أن تتخيلوا الأمر عندما يفقد الطالب أحد والديه وهو في مرحلة الامتحانات النهائية أو حتى خلال الاختبارات الدورية!. فكيف نطالبه بإحراز أعلى الدرجات وأهم عامل مساعد مفقود وهو الحالة النفسية المستقرة!. على القائمين على المدارس من مشرفين ومعلمين أن يوفروا البيئة التعليمية الخاصة لهؤلاء الطلبة، وإن يكونوا أكثر رأفة وأكثر تفهماً للمرحلة الحرجة التي يمرون فيها. فمساواته مع الطلبة الآخرين ظلم بعينه، ومحاسبتهم على بعض التقصير أو التأخير في أداء الواجبات ليست من الإنسانية ولا حتى من الأسس التربوية. إذ لابد أن يكون هناك تعاملاً خاصاً يُشعر الطفل بأنه لايزال محاطاً بقلوب تحتضنه، وبها الدفء الذي يستشعر بفقده للأبد. لا أقول إن نمايز بينه وبين باقي الطلبة بشكل فج، ولكن حصوله على الاهتمام حق من حقوقه لنعدل بينه وبين أقرانه الذين يعيشون أياماً وحياة طبيعية في كنف آبائهم وأمهاتهم.

ياسمينة: لتكن المدارس فعلاً كما نهتف دائماً بأنها البيت الثاني للطفل، فكونوا لهم حقاً آباءً وأمهات خصوصاً عندما يفقدون آباءهم وأمهاتهم البيولوجيين.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFBQyNJhbs52GlMVFSWcm-JA428uVMpt0_MMjI0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.