قليل من الإنسانية يا عالم!

بقلم : ياسمين خلف

كالآخرين، تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات يظن من يصورها وينشرها أنه خفيف ظل وسيضحك الناس من حوله ويرسم الابتسامة على وجوههم، ولا يعلم أنه ومن حيث لا يعلم يدخل الحزن على قلوب البعض، ناهيك عن ارتكابه إثم من ضحك واستهزأ، وإثم كسر قلب أهل “الضحية”. أفي نشر المقاطع المصورة للمختلين عقلياً، أو المصابين بمتلازمة الداون أي دعابة؟ وهل في الاستهزاء بخلق لله، واستدراجهم للحديث أو الرقص أو الغناء مساحة للضحك؟.

الحياة الجديدة مع الهواتف الذكية لم تعد تترك لأحدنا خصوصية، فتحت الباب على مصراعيه لانتهاك الحرمات. وأحطها للكرامة وللإنسانية تلك التي يستغل البعض من لا حول لهم ولا قوة لتصوير مقاطع ليتم تداولها بين الناس بهدف السخرية والضحك، ونيل أكبر عدد من “اللايكات” أو الانتشار. أفي المرض والابتلاء سخرية يا عالم؟! وما المضحك في أن ترى من ابتلاه الله بالمرض وبعفوية يرقص في الشارع، وهو الذي لا تسعفه مداركه بأن يعرف إن من يضحك أمامه لا يشاركه لحظات فرحه بل يصوره ليهزأ به، ويُضحك الآخرون عليه!.

يقال في المثل الإنجليزي وبترجمته الحرفية “ضع نفسك في حذائي” كناية عن وضع النفس مكان موقف الآخر، ليقيم الأمر من زاوية من يكون في الموقف. فهل ستقبل أن يصور أحدهم ابنك أو أخاك المختل عقلياً، ليتم تتداول مقطعه المصور بين الناس ليضحكوا ويغيروا أمزجتهم المعكرة!. هل وضعت نفسك مكان أم هذا المريض كيف سيكون حالها وهي تستقبل هذا الفيديو على تلفونها، أو تسمع قهقهة أحدهم على ابنها المريض.

هذه التصرفات اللاإنسانية لابد أن تُجرم، ولابد من أن يحاسب من يرتكبها ليرتدع الآخرون عنها، ولابد من قسم الجرائم الإلكترونية أن تتصيد لهم. بل علينا رفض تداول وإرسال مثل هذه الرسائل كي لا تجد من يروج لها ويشجعها.

أحدهن قالت بأسى، كان زوجي يضحك ويسخر من طفل “منغولي” كان يتردد على مجلسهم، كان يسخر منه ويدفع الآخرين إلى الضحك عليه. وحدث أن حملت بطفلي الأول فكانت المفاجأة، طفلي كان منغولياً -يعاني من مرض متلازمة الداون- وكأنما الله قد عاقب زوجي على سخريته من ذاك الطفل بأن يكون أباً لمثله!.

ياسمينة: هناك حدود للدعابة والضحك، والسخرية على المرضى والمتخلفين عقلياً جريمة لا تضحك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGbSr1uBbmKGVzzsP_TB2OPq_Lt9YJ8bKuwki80/

بقلم : ياسمين خلف

كالآخرين، تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات يظن من يصورها وينشرها أنه خفيف ظل وسيضحك الناس من حوله ويرسم الابتسامة على وجوههم، ولا يعلم أنه ومن حيث لا يعلم يدخل الحزن على قلوب البعض، ناهيك عن ارتكابه إثم من ضحك واستهزأ، وإثم كسر قلب أهل “الضحية”. أفي نشر المقاطع المصورة للمختلين عقلياً، أو المصابين بمتلازمة الداون أي دعابة؟ وهل في الاستهزاء بخلق لله، واستدراجهم للحديث أو الرقص أو الغناء مساحة للضحك؟.

الحياة الجديدة مع الهواتف الذكية لم تعد تترك لأحدنا خصوصية، فتحت الباب على مصراعيه لانتهاك الحرمات. وأحطها للكرامة وللإنسانية تلك التي يستغل البعض من لا حول لهم ولا قوة لتصوير مقاطع ليتم تداولها بين الناس بهدف السخرية والضحك، ونيل أكبر عدد من “اللايكات” أو الانتشار. أفي المرض والابتلاء سخرية يا عالم؟! وما المضحك في أن ترى من ابتلاه الله بالمرض وبعفوية يرقص في الشارع، وهو الذي لا تسعفه مداركه بأن يعرف إن من يضحك أمامه لا يشاركه لحظات فرحه بل يصوره ليهزأ به، ويُضحك الآخرون عليه!.

يقال في المثل الإنجليزي وبترجمته الحرفية “ضع نفسك في حذائي” كناية عن وضع النفس مكان موقف الآخر، ليقيم الأمر من زاوية من يكون في الموقف. فهل ستقبل أن يصور أحدهم ابنك أو أخاك المختل عقلياً، ليتم تتداول مقطعه المصور بين الناس ليضحكوا ويغيروا أمزجتهم المعكرة!. هل وضعت نفسك مكان أم هذا المريض كيف سيكون حالها وهي تستقبل هذا الفيديو على تلفونها، أو تسمع قهقهة أحدهم على ابنها المريض.

هذه التصرفات اللاإنسانية لابد أن تُجرم، ولابد من أن يحاسب من يرتكبها ليرتدع الآخرون عنها، ولابد من قسم الجرائم الإلكترونية أن تتصيد لهم. بل علينا رفض تداول وإرسال مثل هذه الرسائل كي لا تجد من يروج لها ويشجعها.

أحدهن قالت بأسى، كان زوجي يضحك ويسخر من طفل “منغولي” كان يتردد على مجلسهم، كان يسخر منه ويدفع الآخرين إلى الضحك عليه. وحدث أن حملت بطفلي الأول فكانت المفاجأة، طفلي كان منغولياً -يعاني من مرض متلازمة الداون- وكأنما الله قد عاقب زوجي على سخريته من ذاك الطفل بأن يكون أباً لمثله!.

ياسمينة: هناك حدود للدعابة والضحك، والسخرية على المرضى والمتخلفين عقلياً جريمة لا تضحك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGbSr1uBbmKGVzzsP_TB2OPq_Lt9YJ8bKuwki80/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.