نحن والأميرة فيكتوريا

بقلم : ياسمين خلف

ظهرت ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ابنة الملك كارل غوستاف السادس عشر في لقطة ومن دون علمها – التقطها أحد المواطنين السويديين خلسة – وهي تنظف وتزيل فضلات كلبها في الشارع العام. لقطة تختصر ألف كلمة كما يُقال.

تذكرت هذه الصورة، وأنا في السيارة ظهراً، والمكيف رغم برودته مهزوم أمام حرارة الجو، وعامل النظافة تحت أشعة الشمس العمودية تسلخ وجهه حاملاً عدة التنظيف، ناكساً رأسه منحني ظهره لالتقاط أوساخ البشر الذين لم يفكروا وهم يلقون هذه القاذورات لا في شكل البلد الذي يعيشون فيه ونظافته، ولا في الإنسان الذي سيلتقطها من هنا وهناك في هذا الجو القائظ.

أميرة وانحنت لتلتقط فضلات كلبها، وأناس بيننا لا يكترثون إن سقطت منهم أوساخهم، بل ويرمونها عمداً في الطرقات، والمرافق العامة من سواحل وحدائق، ولا يكلفون أنفسهم عناء المشي بضع خطوات لرمي قاذوراتهم في سلة المهملات، بل وبكل وقاحة تجد من يفتح نافذة سيارته ليرمي علبة المشروب الغازي أو حتى أعقاب السجائر التي دخنها، وكأنه يقول نظافة سيارتي أهم من نظافة هذا البلد!. وأكثر ما قد يثير التقزز والغضب الداخلي عندما يتجرأ البعض ويبصقون في الشوارع والطرقات، وما أظن أنهم فاعلون ذلك في غرف بيوتهم أو في مقار عملهم. ليعكسوا شخصيات أنانية غير حضارية وإن كانت متعلمة وحاملة لأعلى الشهادات.

مؤسف أن ترى آباء وأمهات لا ينهون أبناءهم عن رمي فضلاتهم في الشوارع، بل وتستغرب وأنت ترى أنهم هم من يطلب منهم ذلك في كثير من الأحيان، فتجد الطفل يقدم لأمه بقايا الأكل وعلبة المشروب، وبدلاً من أن تربيه وتعلمه المحافظة على نظافة المرافق العامة التي يزورها تطلب منه رميها في أقرب مكان، فقط لتتخلص من تلك القاذورات، دون أن تعلم أن تصرفات ابنها تعكس تصرفاتها التي يقلدها كونها قدوته الأولى، وتعكس مستوى تربيتها له، متناسية أن التعود يخلق عادات سلوكية تترسخ في شخصيته، ويصعب التخلص منها مستقبلاً.

حسناً تفعل بعض البلدان بإلزام من يرمي القاذورات في الشوارع والمرافق العامة بدفع الغرامات المالية، وتدشين خطوط ساخنة للتبليغ عن أي مخالف وتسجيل رقم سيارته، فالبعض لا يردعهم إلا الأخذ من جيوبهم، خصوصاً من مات ضميره، ونامت قيمه الأخلاقية والإسلامية.

ياسمينة: تصرفاتك في الأماكن العامة تعكس شخصيتك وتربيتك، والنظافة من صلب ديننا، وارحم تُرحم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGJM4bXBbtLb12jRkMz0iZRksXj3YimaNRpqzM0/

بقلم : ياسمين خلف

ظهرت ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ابنة الملك كارل غوستاف السادس عشر في لقطة ومن دون علمها – التقطها أحد المواطنين السويديين خلسة – وهي تنظف وتزيل فضلات كلبها في الشارع العام. لقطة تختصر ألف كلمة كما يُقال.

تذكرت هذه الصورة، وأنا في السيارة ظهراً، والمكيف رغم برودته مهزوم أمام حرارة الجو، وعامل النظافة تحت أشعة الشمس العمودية تسلخ وجهه حاملاً عدة التنظيف، ناكساً رأسه منحني ظهره لالتقاط أوساخ البشر الذين لم يفكروا وهم يلقون هذه القاذورات لا في شكل البلد الذي يعيشون فيه ونظافته، ولا في الإنسان الذي سيلتقطها من هنا وهناك في هذا الجو القائظ.

أميرة وانحنت لتلتقط فضلات كلبها، وأناس بيننا لا يكترثون إن سقطت منهم أوساخهم، بل ويرمونها عمداً في الطرقات، والمرافق العامة من سواحل وحدائق، ولا يكلفون أنفسهم عناء المشي بضع خطوات لرمي قاذوراتهم في سلة المهملات، بل وبكل وقاحة تجد من يفتح نافذة سيارته ليرمي علبة المشروب الغازي أو حتى أعقاب السجائر التي دخنها، وكأنه يقول نظافة سيارتي أهم من نظافة هذا البلد!. وأكثر ما قد يثير التقزز والغضب الداخلي عندما يتجرأ البعض ويبصقون في الشوارع والطرقات، وما أظن أنهم فاعلون ذلك في غرف بيوتهم أو في مقار عملهم. ليعكسوا شخصيات أنانية غير حضارية وإن كانت متعلمة وحاملة لأعلى الشهادات.

مؤسف أن ترى آباء وأمهات لا ينهون أبناءهم عن رمي فضلاتهم في الشوارع، بل وتستغرب وأنت ترى أنهم هم من يطلب منهم ذلك في كثير من الأحيان، فتجد الطفل يقدم لأمه بقايا الأكل وعلبة المشروب، وبدلاً من أن تربيه وتعلمه المحافظة على نظافة المرافق العامة التي يزورها تطلب منه رميها في أقرب مكان، فقط لتتخلص من تلك القاذورات، دون أن تعلم أن تصرفات ابنها تعكس تصرفاتها التي يقلدها كونها قدوته الأولى، وتعكس مستوى تربيتها له، متناسية أن التعود يخلق عادات سلوكية تترسخ في شخصيته، ويصعب التخلص منها مستقبلاً.

حسناً تفعل بعض البلدان بإلزام من يرمي القاذورات في الشوارع والمرافق العامة بدفع الغرامات المالية، وتدشين خطوط ساخنة للتبليغ عن أي مخالف وتسجيل رقم سيارته، فالبعض لا يردعهم إلا الأخذ من جيوبهم، خصوصاً من مات ضميره، ونامت قيمه الأخلاقية والإسلامية.

ياسمينة: تصرفاتك في الأماكن العامة تعكس شخصيتك وتربيتك، والنظافة من صلب ديننا، وارحم تُرحم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGJM4bXBbtLb12jRkMz0iZRksXj3YimaNRpqzM0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.