بقلم : ياسمين خلف
تغاضت مرة، وأسرّت بامتعاضها مرّات لزميلتها، ورغم إبدائها الانزعاج من رسائله الإلكترونية الفاضحة إلا أنه استمرّ بالتحرّش بها بكل جرأة ووقاحة، مستأسداً عليها كونه مديرها بالعمل. حاولت زميلتها تشجيعها على رفع بلاغ لمركز الشرطة لتضع حداً لمضايقاته، إلا أنها رفضت الفكرة لحاجتها الماسّة للوظيفة!.
تتعرّض شريحة لا يُستهان بها من الموظفات إلى التحرّشات الجنسية اللفظية والإلكترونية وحتى تلك اللمسية من زملائهن الموظفين أو حتى رؤسائهن بالعمل. بعضها يتلبس بلبوس الملاطفة الكلاميّة بين الزملاء، رغم ما يحمله من تحرّش صلف بين طياته، وبعضها يأخذ منحى أكثر وقاحة عندما يبدأ الزميل في التحرّش اللمسي، الذي يحاول أن يظهره بالحادث الذي وقع بالخطأ، كأن يقترب منها أكثر من اللازم حال اقترابه من حاسبها الآلي متذرعاً بمساعدتها في مسألة ما، أو أن يلامس يدها إذ ما استلم منها أوراقاً وملفات مثلاً!. الخبيث منهم يبدي أسفه كونه أمراً حدث بالخطأ – رغم تكراره – والوقح منهم يتجاهل الأمر وكأنه أمر طبيعي أو أنه أمر لم يكن!.
تحرّشات الموظفين بزميلاتهم تابو محرّم ومكهرب، البعض ينكره، والبعض الآخر يخفي وجهه في الرمال خوفاً من التحدّث في المحظور، وإن كانت بعض الدول قد جرمت تلك التحرشات، ووضعت القوانين التي تدين المتحرشين من الموظفين، وتزجّ بهم في السجون وتُجبرهم على دفع الغرامات. إلا أنه وللأسف، القلة النادرة من الموظفات من يلجأن إلى القنوات القانونية للاقتصاص من هؤلاء المتحرشين، ووضع حد لتحرشاتهم ما يدفع بهم إلى التمادي، وإساءة الأدب.
كثيرات هن من يسكتن عن تلك التحرشات، لخوفهن من فقدان وظائفهن، ولخوفهن من نظرة المُحيطين بهن، أو حتى الخوف من ردة فعل أهاليهن لا سيما إن كنّ متزوجات، فيضعن عملهن واستمراريته في كفة، وكرامتهن وامتهانها في كفة أخرى، وغالباً ما يصمتن فيقبلن بالظلم وإهدار الكرامة على أن يبقين بلا عمل.
لا بد من تشجيع الموظفات على الجهر بالاعتراض على كل ما يمكن أن يخدش حياءهن أو يهدر كرامتهن أمام الآخرين أو حتى مع أنفسهن، فالمُجرم يأمن المجتمعات الصامتة، فيتشجع ويتمادى إن لم يجد من يردعه، وكلما وجد هؤلاء المتحرشون أن هناك من يجأر بالشكوى، وبالعلن، لن يتجرأ وسيحترم نفسه، وإن لم يكن من أهل الاحترام.
ما زلت أتذكر زميلة لي كيف أنها صفعت زميلنا أمام الجميع بعد أن تجرأ وتحرش لفظياً بها. هذا النموذج ما يجب أن يكون، ليس بالضرورة بالضرب طبعاً، فليست كل الصفعات باليد، فبعض الصفعات بالشكوى ضده، أو بفضح أمره.
ياسمينة: لا تترددي، وضعي حداً للمتحرشين بكِ.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BELul_xhbtZ6rxw79JzuYsW-g_-kh-VfyGL5is0/
بقلم : ياسمين خلف
تغاضت مرة، وأسرّت بامتعاضها مرّات لزميلتها، ورغم إبدائها الانزعاج من رسائله الإلكترونية الفاضحة إلا أنه استمرّ بالتحرّش بها بكل جرأة ووقاحة، مستأسداً عليها كونه مديرها بالعمل. حاولت زميلتها تشجيعها على رفع بلاغ لمركز الشرطة لتضع حداً لمضايقاته، إلا أنها رفضت الفكرة لحاجتها الماسّة للوظيفة!.
تتعرّض شريحة لا يُستهان بها من الموظفات إلى التحرّشات الجنسية اللفظية والإلكترونية وحتى تلك اللمسية من زملائهن الموظفين أو حتى رؤسائهن بالعمل. بعضها يتلبس بلبوس الملاطفة الكلاميّة بين الزملاء، رغم ما يحمله من تحرّش صلف بين طياته، وبعضها يأخذ منحى أكثر وقاحة عندما يبدأ الزميل في التحرّش اللمسي، الذي يحاول أن يظهره بالحادث الذي وقع بالخطأ، كأن يقترب منها أكثر من اللازم حال اقترابه من حاسبها الآلي متذرعاً بمساعدتها في مسألة ما، أو أن يلامس يدها إذ ما استلم منها أوراقاً وملفات مثلاً!. الخبيث منهم يبدي أسفه كونه أمراً حدث بالخطأ – رغم تكراره – والوقح منهم يتجاهل الأمر وكأنه أمر طبيعي أو أنه أمر لم يكن!.
تحرّشات الموظفين بزميلاتهم تابو محرّم ومكهرب، البعض ينكره، والبعض الآخر يخفي وجهه في الرمال خوفاً من التحدّث في المحظور، وإن كانت بعض الدول قد جرمت تلك التحرشات، ووضعت القوانين التي تدين المتحرشين من الموظفين، وتزجّ بهم في السجون وتُجبرهم على دفع الغرامات. إلا أنه وللأسف، القلة النادرة من الموظفات من يلجأن إلى القنوات القانونية للاقتصاص من هؤلاء المتحرشين، ووضع حد لتحرشاتهم ما يدفع بهم إلى التمادي، وإساءة الأدب.
كثيرات هن من يسكتن عن تلك التحرشات، لخوفهن من فقدان وظائفهن، ولخوفهن من نظرة المُحيطين بهن، أو حتى الخوف من ردة فعل أهاليهن لا سيما إن كنّ متزوجات، فيضعن عملهن واستمراريته في كفة، وكرامتهن وامتهانها في كفة أخرى، وغالباً ما يصمتن فيقبلن بالظلم وإهدار الكرامة على أن يبقين بلا عمل.
لا بد من تشجيع الموظفات على الجهر بالاعتراض على كل ما يمكن أن يخدش حياءهن أو يهدر كرامتهن أمام الآخرين أو حتى مع أنفسهن، فالمُجرم يأمن المجتمعات الصامتة، فيتشجع ويتمادى إن لم يجد من يردعه، وكلما وجد هؤلاء المتحرشون أن هناك من يجأر بالشكوى، وبالعلن، لن يتجرأ وسيحترم نفسه، وإن لم يكن من أهل الاحترام.
ما زلت أتذكر زميلة لي كيف أنها صفعت زميلنا أمام الجميع بعد أن تجرأ وتحرش لفظياً بها. هذا النموذج ما يجب أن يكون، ليس بالضرورة بالضرب طبعاً، فليست كل الصفعات باليد، فبعض الصفعات بالشكوى ضده، أو بفضح أمره.
ياسمينة: لا تترددي، وضعي حداً للمتحرشين بكِ.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BELul_xhbtZ6rxw79JzuYsW-g_-kh-VfyGL5is0/
أحدث التعليقات