عماة عين

بقلم : ياسمين خلف
قيل إن الدَّين همٌ في الليل، وذُل في النهار، يُلاحقك أينما كنت ويَقضي على مَضجعك. وما الحيلة إن ما وجدت نفسك واقفاً متحيّراً بين نارين، نار الدَّين المُحرقة، ونار الضروريات المُلحة، ولاسيما الحاجة إلى العلاج، أو الدراسة، أو لتوفير بعض من ضروريات العيش الكريم كتوفير منزل أو حتى سيارة!. فلا فرار للبعض من الاستدانة وتحمّل ثقل همه على كواهلهم، مع ضيق ذات اليد، والحاجة الملحة التي تجعل منه المُرّ الذي يُجبرهم عليه الأكثر مراً. لكن أن يلقي المرء بنفسه في النار طواعية ولأسباب تافهة فذاك الجنون بعينه!.

أستغرب من أولئك الذين يُقحمون أنفسهم في هذا الهم غير مُجبرين، كأن يقترض من أجل سيارة فارهة لا تتناسب مع مستواه الاقتصادي ولا مع مدخوله الشهري، فقط من أجل التباهي والتفاخر فيتحمّل هم القرض!. أو أن تقترض فلانة لشراء ساعات ومجوهرات هي في الأصل كماليات لا ضروريات ستموت إن لم تحصل عليها، أو لأن فلانة سافرت فلابد أن تسافر فلا أحد أفضل من أحد، فتستدين لتتباهى بأنها زارت تلك البلد وتجوّلت في شوارعه وتبضّعت من أسواقه!، أو أن يتحمّل الواحد منا مسؤولية دفع قرض لسنوات طوال فقط لإقامة حفل مدته ساعات قصار!.

الغريب أن البعض يعتاد على هذا المنوال في الحياة، فما أن ينتهي من قرض حتى يشرع في غيره، وكأنه استساغ أن يكون ملاحقاً بالديون أو أصبح جزءاً طبيعياً في حياته، ليصل الأمر ببعضهم إلى أن يتسبّبوا في تحميل أبنائهم هم تلك الديون والقروض بعد وفاتهم، فبدلاً من أن يورّثوهم الأملاك والأموال، يورّثونهم الديون والقروض وهمومها.

القروض البنكية لن تترك صاحبنا إن ما هو تخلّف عن سداد أقساطه، وستلاحقه قانونياً، وستضع يدها على أملاكه إن ما تعذر بضيق الحال وتعسّر أمره، لكن، ماذا عن تلك الديون التي يأخذها صاحبنا من فلان وعلان؟ والتي يتعذر عن سدادها متحججاً بالظروف؟ – هذا إن رأيته أصلاً بعد أن تُسلّمه تلك الريالات والدنانير- المضحك أن البعض ينسى سدادها فعلاً، ولا يتذكرها إلا بعد أن يَسمع خبر وفاة من أمن له فأقرضه، فإن كان من ذوي الأمانة سيسدّدها لأهله، وإن كان ذا ذمة “واسعة” سيتنفس الصعداء وسيكون له الفرج بطي الأمر ونسيان الدين!.

ياسمينة: لا ترق ماء وجهك إلا في الضرورة القصوى، فالسفر، والسيارات الفارهة والمجوهرات ليسوا بالضروريات التي تريق ماء وجهك لأجلها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BD5LwwnhblBACOrgSEI4xOiZAxKoNeFYNq4RKA0/

بقلم : ياسمين خلف
قيل إن الدَّين همٌ في الليل، وذُل في النهار، يُلاحقك أينما كنت ويَقضي على مَضجعك. وما الحيلة إن ما وجدت نفسك واقفاً متحيّراً بين نارين، نار الدَّين المُحرقة، ونار الضروريات المُلحة، ولاسيما الحاجة إلى العلاج، أو الدراسة، أو لتوفير بعض من ضروريات العيش الكريم كتوفير منزل أو حتى سيارة!. فلا فرار للبعض من الاستدانة وتحمّل ثقل همه على كواهلهم، مع ضيق ذات اليد، والحاجة الملحة التي تجعل منه المُرّ الذي يُجبرهم عليه الأكثر مراً. لكن أن يلقي المرء بنفسه في النار طواعية ولأسباب تافهة فذاك الجنون بعينه!.

أستغرب من أولئك الذين يُقحمون أنفسهم في هذا الهم غير مُجبرين، كأن يقترض من أجل سيارة فارهة لا تتناسب مع مستواه الاقتصادي ولا مع مدخوله الشهري، فقط من أجل التباهي والتفاخر فيتحمّل هم القرض!. أو أن تقترض فلانة لشراء ساعات ومجوهرات هي في الأصل كماليات لا ضروريات ستموت إن لم تحصل عليها، أو لأن فلانة سافرت فلابد أن تسافر فلا أحد أفضل من أحد، فتستدين لتتباهى بأنها زارت تلك البلد وتجوّلت في شوارعه وتبضّعت من أسواقه!، أو أن يتحمّل الواحد منا مسؤولية دفع قرض لسنوات طوال فقط لإقامة حفل مدته ساعات قصار!.

الغريب أن البعض يعتاد على هذا المنوال في الحياة، فما أن ينتهي من قرض حتى يشرع في غيره، وكأنه استساغ أن يكون ملاحقاً بالديون أو أصبح جزءاً طبيعياً في حياته، ليصل الأمر ببعضهم إلى أن يتسبّبوا في تحميل أبنائهم هم تلك الديون والقروض بعد وفاتهم، فبدلاً من أن يورّثوهم الأملاك والأموال، يورّثونهم الديون والقروض وهمومها.

القروض البنكية لن تترك صاحبنا إن ما هو تخلّف عن سداد أقساطه، وستلاحقه قانونياً، وستضع يدها على أملاكه إن ما تعذر بضيق الحال وتعسّر أمره، لكن، ماذا عن تلك الديون التي يأخذها صاحبنا من فلان وعلان؟ والتي يتعذر عن سدادها متحججاً بالظروف؟ – هذا إن رأيته أصلاً بعد أن تُسلّمه تلك الريالات والدنانير- المضحك أن البعض ينسى سدادها فعلاً، ولا يتذكرها إلا بعد أن يَسمع خبر وفاة من أمن له فأقرضه، فإن كان من ذوي الأمانة سيسدّدها لأهله، وإن كان ذا ذمة “واسعة” سيتنفس الصعداء وسيكون له الفرج بطي الأمر ونسيان الدين!.

ياسمينة: لا ترق ماء وجهك إلا في الضرورة القصوى، فالسفر، والسيارات الفارهة والمجوهرات ليسوا بالضروريات التي تريق ماء وجهك لأجلها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BD5LwwnhblBACOrgSEI4xOiZAxKoNeFYNq4RKA0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.