الجمعة – الموافق 28/2/2014 م
الرياضة حـــــــرام
قبل كل شيء، في أي قرن من الزمان نحن؟ وأين وصل العالم في التقدم التكنولوجي؟ بالضبط، هو كذلك، وصلنا للقرن الواحد والعشرين، والتكنولوجيا المتسارعة، جعلتنا نلهث للحاق بها، وبلكاد نتمكن من مجاراتها، ورغم كل ذلك ما زال بيننا من يرفع العصا مهدداً المرأة الراغبة أو الممارسة للتمارين الرياضية، وحجته أنها محرمة على النساء!
لست أمزح، ولا أكذب، وليس في الأمر تجمل، صدمت بالأمر! توجد دول بالعالم لا تزال فيها المرأة تناضل لكسب حقها في ممارسة الرياضة، فلا نوادي صحية ولا صالات رياضية مصرح لها رسمياً، ربما بعضها شرعت في السماح للفتيات في “بعض” المدارس لممارسة الرياضة -ليس كلها ايضاً- عبر إقامة الصالات المجهزة لذلك، ولكن أن تكون هذه الفكرة سائدة في بعض القبائل والعائلات في دول خليجية أخرى فهذا ما صدمت به حقاً!
أليس من المستغرب ان تضطر الفتيات إلى الكذب على أهاليهن بادعاء الذهاب للمجمعات التجارية أو لبيوت صديقاتهن، وهن في الحقيقة ذاهبات للنوادي الصحية لممارسة الرياضة! وكأنهن ذاهبات لأماكن الفاحشة والعياذ بالله، والأمر من ذلك إنهن يضطررن إلى وضع ملابسهن الرياضية عند المدربات خوفاً من اكتشاف أمرهن ويتعرضن لعقاب الأهل وسبابهم إن لم يجنين على أنفسهن ويتطلقن إن كن من المتزوجات!
أين الحرمة في ممارسة التمارين الرياضية، وهي في صالات مغلقة، على أيدي مدربات من النساء؟ من السذاجة أن اطرح ها هنا فوائد الرياضة على الصحة الجسمية والنفسية وحتى السلوكية، فتلك معلومات باتت من البديهيات في عصرنا هذا، ويعرفها صغيرنا قبل كبيرنا، فكيف لنا أن نحرم على المرأة مزاولة التمارين الرياضية ونحللها ونشجع الشباب عليها؟ أليس في ذلك ظلم فاقع مخزٍ؟
ورغم اهتمام الدول الخليجية بالرياضة، وإنفاقها الملايين لدعمها وجعلها جزءاً من نمط الحياة اليومية، إلا أن “بعض” الرجال يتنمرون ويمنعون المرأة من مزاولتها، وبعدها يلومونها ويعايرونها بأنها لا تملك القوام الرشيق كغيرها من النساء اللواتي يتفرجون عليهن في المحطات الفضائية، وإن لم “تزغلل” أعينهم على هذه وتلك، تزوجوا عليها، بحجة إنها لم تعد كما كانت عندما تزوجوها، متناسين أن لا شيء يدوم من غير اهتمام، وإن المرأة تمر بمراحل الحمل والولادة وبحاجة إلى الرياضة أكثر مما كانت قبل زواجها. هذا إن التفتنا إلى الشكل والقوام فقط، ولكن علينا ألا ننسى الأمراض التي قد تبتلى بها مع تقدمها في السن وعدم ممارستها للرياضة!
مازلت مصدومة!
ياسمينة: المرأة كالرجل، لها حقوق كما عليها واجبات، وهما عند الله سبحانه وتعالى سواسية، فسيحاسب المرأة كالرجل تماماً، ولا فرق بينهما إلا بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من اموالهم، ودون ذلك لا فرق بينهما، ولا تحرموا ما أحل الله على “المستضعفات على الأرض” ورفقاً بالقوارير.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/k81fCZBbr6
الجمعة - الموافق 28/2/2014 م الرياضة حـــــــرام قبل كل شيء، في أي قرن من ا...
أحدث التعليقات