شئنا.. أم أبينا

ياسمينيات
شئنا.. أم أبينا
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أن يرفض أو يعترض الرجل على إعطاء المرأة الحاضنة ساعتي رضاعة من ساعات العمل، أمر وارد ومقبول، بحكم أنه لم يجرب آلام الحمل والولادة ولا التربية وإنما يسمع عنها، وقد يكون سماعاً عن «بعد» أيضاً، بل أمر متوقع ومتوقع جداً، خصوصاً إذا ما كان رب عمل ومصلحته الربحية فوق كل اعتبار، ولكن أن يأتي الاعتراض والرفض من المرأة لبنات جنسها أمر مرفوض، ويستحق الاستهجان، بل مداعاة للاستغراب فعلاً، فإن لم تشعر حواء بما تعاني منه أختها بعد الولادة من إرباك في حياتها وحاجتها للتفرغ نسبياً لرعاية طفلها فعلى الدنيا السلام.
المرأة هي المرأة، سواء العاملة في القطاع الخاص أو العام، فإنْ كانت العاملة في القطاع العام تستحق تلك الساعات، وأهداها القانون ذلك، فبلا أدنى شك زميلتها العاملة في القطاع الخاص تحتاجها هي الأخرى. لم أصبح بعد أمًّا، ولكن أعي تماماً المسؤولية الملقاة على كاهل المرأة العاملة بعد ولادتها، ويكفي أن طفلها بحاجة إلى رضاعة طبيعية. ألم توصِ منظمة الصحة العالمية بأهمية الرضاعة الطبيعية للطفل بما لا يقل عن 8 أشهر بحسب آخر التوصيات؟ وقبل المنظمة، هل نسينا قوله تعالى «والوالدات يرضعن أولدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرَّضاعة»؟ فإن تذرّع البعض بأن أغلب نساء اليوم لا يرضعن أبناءهن ويستعضن عن ذلك بالرضاعة الصناعية، فإن الأمر لا يعني أنها لا ترعاه ولا تقف على حاجاته، ولا ننسى كذلك أنها تترك طفلها في أيدي الغير لساعات طويلة، ومن يدري ربما تكون أيدي غير أمينة – وقصص عنف الخدم تقشعر لها الأبدان – أو تغافلنا بأنها وحتى قبل ولادتها لا تذوق للنوم طعماً، فما بالكم برضيع لا يهدأ إلا لسويعات وغالباً لا تكون في أوقات الليل! وأن بقاءها في العمل بساعاته الثماني يعني تراكم التعب على التعب، وبالتالي لا إنتاجية ولا نفسية منفتحة على العمل ولا هم يحزنون. ساعتا الرضاعة تلك هي في الحقيقة ساعة واحدة، بعد أن تهدر تلك الدقائق الستين في الشارع المخنوق من السيارات، وربما هي أقل أيضاً من ساعة إذا ما احتسبت المشاوير التي تقضيها من منزلها وإليه بعد أن تأخذ رضيعها من الحاضنة التي تولت رعايته أثناء غيابها في العمل.
أتساءل هل رب العمل يبحث عن المرأة فقط عندما تكون عزباء بلا مسؤولية أسرية ومتى ما كونت عائلتها لفظها و«عافها»؟ ونسي كل ما قدمته من إخلاص في العمل!
شوريتنا المعترضة على الاقتراح هي قبل أن تكون شورية كانت وزيرة للصحة وطبيبة، وتدرك أبعاد ترك الطفل لساعات لوحده، وقبل أن تكون وزيرة وطبيبة هي أم وتعلم ما تكون عليه الأم من وضع بعد الولادة ومتطلبات الرضاعة والتربية.
شئنا أم أبينا، فإن إقرار قانون يجيز للمرأة العاملة في القطاع الخاص الحصول على ساعتي رضاعة، هو انتصار للطفل أولاً، وللرجل والأسرة ثانياً، وللمرأة ثالثاً، والتي هي الأم والأخت والابنة، والتي هي أصل استمرارية الحياة.. فأعيدوا النظر رجاءً في قانون بناتكن وحفيداتكن في المستقبل والآتي سيُحرقن بناره إن لم يقر لصالحهن.

1443 الثلثاء 18 صفر 1431 هـ – 2 فبراير 2010

ياسمينيات شئنا.. أم أبينا ياسمين خلف أن يرفض أو يعترض الرجل على إعطاء المرأة الحاضنة ساعتي رضاعة من ساعات العمل، أمر وار...

إقرأ المزيد »

مدينة الظلام

ياسمينيات
مدينة الظلام
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما إنْ تغيب الشمس ويلبس الليل عباءته حتى تجد المحافظة الشمالية وبالتحديد شارع البديع قد تحول من دون غيره من الشوارع في المملكة إلى مدينة مظلمة موحشة مريبة، خصوصاً إذا ما خلا من السيارات إلا قليلاً، وانتشرت قوات مكافحة الشغب في الساحات المجاورة، واغتصبت مسيلات الدموع المنازل، وعاث الرصاص المطاطي ساحات البيوت واستهدف النوافذ والأبواب والسيارات، والتهبت الشوارع بالنيران والغازات والأدخنة، حتى ليندم المرء من سكنه في منطقة لا تهدأ يوماً ولا يعرف فيها معنى الأمن والاستقرار.
ربما تأقلم سكان هذه المنطقة الملتهبة مع الأوضاع والمناوشات التي إنْ فترت أو هدأت يوماً أو بضع يوم فكأن شيئاً غريباً وغير معتاد قد حدث، وكأن الهدوء لم يعد من سمات هذه المنطقة، ولكن لا أحد منهم طبعاً سيتأقلم مع الكربون المتصاعد من ألسنة النيران المشتعلة يومياً ورائحة مسيلات الدموع الخانقة للصدور والمحرقة للجفون، فأثرها ليس وقتياً فقط، بل أخطر وأمرّ مع تراكمه اليومي والمستمر، والذي قد يكون سبباً لأمراض سرطانية مستقبلاً أو أمراض صدرية مزمنة أقلها ضيق التنفس، أو سبباً لأمراض العيون والجلد، ولا أستبعد أن يكون تأثيرها كبيراً حتى على صحة الشعر كأن يكون سبباً في تساقطه أو زيادة الصلع عند الرجال والنساء على حد سواء.
لست طبيبة لأفتي، ولكن أجزم بأن تلك السموم التي نستنشقها يومياً لن تتركنا نقضي بقية أيام حياتنا بسلام، ومن له شك في ذلك فليزر تلك المنطقة ويسكن بيوتها يوماً ليعيش ساعات لن ينساها، وليرى الضرر والتلف الذي يتجاوز الصحة إلى الضرر الذي يطال حتى أثاث منزله ونظافته.
هل يتصور أحدكم أن المنازل هناك تحتاج يومياً إلى تنظيف شاق لإزالة الكربون الملتصق على جدرانها وأرضياتها؟ هذا ما تفعله بالأثاث فماذا تتصورن أن يحدث داخل أجسام البشر هناك؟
كما قلنا مرراً.. إن هناك من يعاقب على جرم لم يقترفه، وقد يتضرر ربما أكثر من أولئك الذين لهم يد في القضية، هناك مرضى وكبار في السن وأطفال يكون الضرر عليهم مضاعفاً، رغم أنهم لم يشاركوا في مسيرات ولم يشعلوا النيران في الطرقات، والذي لا أعرف له تفسير حقاً، هو داعي إطلاق الغازات المسيلة للدموع في ساعات الفجر الأولى رغم استقرار الوضع الأمني واستغراق القائمين على الشغب في «نوم عميق».. بصراحة أموت وأعرف.

1440 السبت 15 صفر 1431 هـ – 30 يناير 2010

ياسمينيات مدينة الظلام ياسمين خلف ما إنْ تغيب الشمس ويلبس الليل عباءته حتى تجد المحافظة الشمالية وبالتحديد شارع البديع ق...

إقرأ المزيد »

فعل الخير .. شيعي أم سني ؟

ياسمينيات
فعل الخير.. شيعي أم سني؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أعترف بأني فقدت أعصابي ولم أعرف الحلم في تصرفي وأنا أرد على أحد القراء أو لنقل من أدعى بأنه فاعل خير ويريد أن يسارع لينال الأجر والثواب ليثقل ميزان حسناته. فمبدأ هذا القارئ للأسف مماثل لعدد ليس باليسير من القراء، وهذا ربما ما سبب لي الاختناق والثورة عليه كالبركان ليكون هو دون غيره كبش الفداء، فأنا مؤمنة حتى النخاع بأن فعل الخير والمساعدات الإنسانية لا تعرف مذهباً ولا طائفة، ولا علاقة له بالسياسة أصلاً، فمن يريد الحسنات حقاً لا يسأل كما سأل أخونا وغيره إن كان ذاك المحتاج أو تلك، شيعية أم سنية؟ فو الله من كان يريد الحسنات يبحث عن المحتاج ليس من بين البشر فقط، وإنما حتى من بين الحيوانات.
ما يحز في القلب أكثر، أن بعض أولئك من تجملوا بلقب ‘’فاعلي خير’’ تجدهم يسألون عن تفاصيل، ولولا الحياء ‘’إن كانوا يملكونه أصلا’’ لطلبوا تقريرا عن أجداد أجدادهم، حتى وجدت نفسي في مواجهتهم أقول ‘’هل فعلا يا أخي الكريم تريد مساعدتهم فعلاً أم لا؟ وأنا حينها مضطرة لأن أقول ذلك فالمحتاج لا يقبل الذل، والعوز لا يعني الإذلال’’ ولتكونوا أكثر في الصورة، أحايين كثيرة أعرض في تقارير إنسانية حالات لمرضى ومحتاجين وفقراء، البعض منهم لا يجد حتى قوت يومه، ولله الحمد أجد من بين فاعلي الخير من ينتشل أولئك من محنتهم فعلاً ولا تجده يطلب غير اسم وعنوان المحتاج ليتواصل معه ويتأكد بنفسه عن مدى صحة المعلومات المنشورة عنه، بل تجد بعضهم يتوارى عن عين ذاك المعوز لنكون نحن حلقة الوصل بينه وبينهم، فما يريده فاعل الخير هذا هو الحسنات التي لا يتبعها مَنٌّ ولا أذى ولا شهرة ولا هم يحزنون، ولكن في الكفة الأخرى تجد من يطيل في الأسئلة حتى تخاله هو من يقوم بالتحقيق الصحافي لا الصحافي الفعلي كاتب التقرير.
من حق فاعل الخير أن يتأكد أن ماله قد وصل في محله وصدقته لم تذهب في المكان الخطأ، ولكن لا أجد المبرر الذي يجعله يسأل من أي طائفة أو مذهب هذا الفقير، هل هو سني أم شيعي؟ والمضحك المبكي أن حالات إنسانية كثيرة مرت عليّ يكون فيها صاحب المشكلة لأب من مذهب ولأم من مذهب آخر فتجد ‘’فاعل الخير كما يدعي طبعا’’ يسأل، والأولاد يتبعون أي مذهب؟ مذهب أبيهم أم مذهب أمهم؟ ومن الغرائب أيضا أن بعضهم يسأل من أي منطقة هم؟ فبعض من يقدم مساعداته لا يقدمها إلا لسكان منطقة دون أخرى وكأن الفقراء لا يتواجدون إلا في تلك المنطقة، وكأن الحسنات لن تقبل له إلا إذا ساعد أهل تلك المنطقة، فيا عجبي كل العجب من أمة كأمتنا.

1437 الأربعاء 12 صفر 1431 هـ – 27 يناير 2010

ياسمينيات فعل الخير.. شيعي أم سني؟ ياسمين خلف أعترف بأني فقدت أعصابي ولم أعرف الحلم في تصرفي وأنا أرد على أحد القراء أو...

إقرأ المزيد »

بنات الحرام

ياسمينيات
بنات الحرام
ياسمين خلف

ياسمين خلف

مقالي السابق أثار غضب البعض واستفز البعض الآخر، وأحسب أن بعضهم قد ”دست له على طرف” هكذا نحن ما أن نحس بأن النقد موجه لنا حتى أخرجنا له مخالبنا في محاولة منا لتشويه الآخر دفاعا عن أنفسنا، عن سلوكنا الذي قد ننتقده بالسر بيننا وبين ذواتنا في لحظات محاسبة الضمير، ولكن هيهات أن نعترف بذلك أمام الغير! هي الفطرة التي لا قوة لنا عليها، رغم أن الكثيرات تفاجئنا بأنهن لسن الوحيدات المغدورات بهن بل فرحنا لعرض المشكلة ووجدنا أخيرا من ينطق بلسانهن ويأخذ حقهن ولو بكلمة، وأعترف ”والإعتراف بالذنب فضيلة” بأنني كنت نوعا ما منحازة لحواء ضد آدم، ربما هي المواقف والقصص التي فرضت نفسها و التي دعتني إلى ذلك وربما هي المساحة التي تخنقنا ككتاب، ولأنصف آدم اليوم، أقول بأنه وكما أن هناك أولاد الحرام نعم هناك بنات الحرام كذلك! وليعذرني من وجدها كلمة لا تليق بمكانة الجريدة ولكنني مؤمنة بما أكتب، وإن كان البعض يطالب بصحافة حرة فليقبل الرأي والرأي الآخر وهذا رأيي .
كثيرات هن من يستغلن الشباب بداعي الحب والغرام، ومع سبق الإصرار والترصد يحومون على بعضهم إلى أن يوقعونهم في شباكهن ولنقل شراكهن، هم خبراء في صنوف الإغواء وواثقات بأنهن لا يمكن أن ينجرفن وراء مشاعرهن، وبأنهن لن يستسلمن للزواج كنهاية للمطاف إلا بعد أن يتأكدن بأنهن وكما نقول بالعامية ”إطيحون وهم واقفين” فتجدهن يتلذذن بدخول علاقات جديدة وهدفهن ”غرف ما في الجيوب وليس البحث عن حب في القلوب” فمن على هذه الشاكلة تجدهن يسلبن ” الحبيب ” بصنوف متعددة مرة عبر شحن بطاقة الهاتف النقال – وهي من الطرق رغم كونها اليوم مفضوحة ومعروفة إلا أنها لا تزال مستخدمة فلا يجدن فيها أي غضاضة من الإتصال أو حتى الحديث عبر ” الماسنجر ” لطلب تعبئة الهاتف بالرصيد (اشحن لي وباتصلك) او (اشحن وباطلع معاك) ويالها من نفس رخيصة! وأخريات يلعبن بثقل أكبر عبر طلب تحويل مبالغ مالية لحسابهن البنكي بحجة الوقوع مرة في أزمة أو مرض ومرة أخرى كدين إلى أن ترجعه- وطبعا ليثبت لها بأنه رجل وذو مواقف رجولية يرفض استرجاعه وهي تعرف ذلك مسبقا أيضا فتجدها تضحك عليه وعلى سذاجته أمام صديقاتها ؟ و آخريات واللواتي يكن أكثر خبثا ودهاءا يحصلن على ما يردن على هيئة ”هدايا ” ولنقولها مجاهرة وبدون أي مكابرة أو استحياء هناك نماذج منهن بيننا شاء البعض منا أو رفض، وأغلبهن لا يقترن بؤلائك إلا القليل فهن دخلن اللعبة وكسبن منها ما أردن وعيونهن على آخرين أكثر بذخا أو ربما غباء، أحدهم جاء نادما اليوم على طيبة قلبه كما قال وإخلاصه في حبه، ولكن بعد أن خسر أكثر من 20 ألف دينار بحريني أنفقها على حبيبته وأسرتها، سيارة آخر موديل وساعات وشنط ماركات وحتى السفر صيفا، نعم حتى والدتها وأختها كانتا على علم بالذي يحدثه وكن بمثابة العصابة التي تناوبت عليه إلى أن أفلسوا جيبه وتركوه اليوم يصارع وحده الحب الذي لا يزال يعيش على أطلاله رغم قبح أخلاق حبيبته ….. فهل من متعظ؟

العدد 1218 الأثنين 28 جمادة الثاني 1430 هـ – 22 يونيو 2009

ياسمينيات بنات الحرام ياسمين خلف مقالي السابق أثار غضب البعض واستفز البعض الآخر، وأحسب أن بعضهم قد ''دست له على طرف'' هك...

إقرأ المزيد »

” الآيلة” المأسوف على شبابه

ياسمينيات
«الآيلة» المأسوف على شبابه
ياسمين خلف

ياسمين خلف

سنوات طويلة عاشها فقراء هذا البلد في بيوتهم المتهالكة، والتي أغلبها يمكن أن نقول عنها بأنها خراب لا بيوت، يتقاسمون الغرف التي تتكدس فيها اللحوم مع الحشرات والقوارض، ولا أبالغ أبدا إذا قلت ذلك وأنا من دخل عشرات منها لأسباب صحافية، أغلب سكان تلك البيوت كانوا يتعففون ويحمدون الله بأن لهم سقفا يحميهم وإن كان مهترئا لا يصمد أمام القطرات القليلة من المطر، فينزف حتى يغرقهم، وفي الصيف تخنقهم الرطوبة والحرارة معا خصوصا مع وجود مكيف صمد سنوات وسنوات جاهدا في تبريد جدران لا ينفع معها إلا الهدم، والكثير من تلك البيوت كانت سببا في إصابة أهاليها بالأمراض ‘’ جلدية ، تنفسية وحتى النفسية لبعض منهم’’ ورغم كل ذلك بقوا في منازلهم تلك منتظرين فرجا لم يحسبوا أبدا أن يكون من الحكومة، فجاءت البشارة بمشروع ملكي لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط وهو بحق مشروع يستحق الثناء والشكر، فمن كان يتوقع من أولئك الفقراء أن تتحول الجدران الرملية إلى أسمنتية ويتنفسون هواء خاليا من الرطوبة التي تشبعت بها جدرانهم فحسبوها قدرهم الذي لا مفر منه. تركوا بيوتهم فرحين غير متأسفين ومن ‘’ يعوف’’ أن يعود ويرى خرابته وقد تحولت إلى بيت لآدميين’’ ونزحوا إلى الشقق التي تعدهت الحكومة أن تدفع لهم بدل إيجارها والذي طبعا لا يزيد عن 200 دينار، إلا أنه ومع ارتفاع أسعار الإيجارات سلم الأهالي الأمر لله ، فالبدل لا يكفي وهم مضطرون ‘’وغصبا عنهم’’ أن يتحملوا فرق الإيجار وبدأوا منذ تلك اللحظات يختنقون من وضعهم الذي زاد سوءا على سوء ، فبعد أن كانوا يعيشون في بيوتهم الخاصة لا يحسبون للإيجار حسابا في ميزانياتهم، ولا يفزعهم طرق الأبواب خوفا من وجود صاحب الملك وراءها ، أخذوا يتوجسون خيفة ويحسبون لانقضاء الشهر ألف حساب ‘’ هم لاقين ياكلون عشان إجيهم هم الإيجار! ‘’ صبروا ولم ينالوا من صبرهم خيرا كما يقال وإنما نالوا الخيبة تلو الأخرى مع تقاذف مشكلة الموازنة التي لم يخططوا لها بالشكل المناسب، فانتهت قبل أن ينتهي المشروع، ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن شردوا الناس من بيوتهم وأرهقوهم بديون الإيجارات المتأخرة .
ما نريد قوله إن المواطنين ليس عليهم تحمل تبعات وإخفاقات وفشل الجهات الرسمية، كانوا في بيوتهم أعزاء لا أذلاء كما هو حالهم اليوم، مهددون بالطرد والنوم على قارعة الشارع كل لحظة، هم في حيرة وضيق ولا مكان يؤويهم بعد أن أخلوا بيوتهم القديمة وسلموا مفاتيحها إلى الجهات الحكومية، والتي لن تصلح بعد هجرها لأشهر أو ربما سنوات للعيش فيها مرة أخرى، وأصحاب العقارات معذورون كل العذر فتلك الأملاك مصدر رزقهم ورزق عيالهم، وكما الغلاء عاصف على المستأجر فالمؤجر يذوق من المر ذاته، الوعود بانتهاء الأزمة طالت ومن المؤسف حقا أن نسمع بين الفينة والأخرى أن فلانا أو فلانة خرجت من بيتها على أمل العودة إليه وهو جديد وبدلا من أن تخرج من الشقة إليه خرجت إلى المقبرة من دون أن تتحقق أمنيتها، ولا نريد أن نسمع مرة أخرى أن امرأة بدأت تفقد صبرها وحاولت الانتحار بعد أن بلغت بأن ‘’ ملايين المشروع انتهت ‘’ وحلمها لايكاد أن يتحقق! أنسيتم امرأة المنامة ؟ من المعيب حقا أن تلوك الأيام بعضها والوضع كما هو عليه ويكفي إذلالا للمواطنين فأوجدوا المخرج لهذه المأساة بصرف الأموال في مكانها بدلا من التعذر من عدم وجود ‘’ خردة للمشروع’’.

العدد 1209 السبت 19 جمادة الثاني 1430 هـ – 13 يونيو 2009

ياسمينيات «الآيلة» المأسوف على شبابه ياسمين خلف سنوات طويلة عاشها فقراء هذا البلد في بيوتهم المتهالكة، والتي أغلبها يمكن...

إقرأ المزيد »

أولاد الحرام

ياسمينيات
أولاد الحرام
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس بالضرورة أن يكون ابن الحرام من يولد خارج إطار الزوجية من علاقة محرمة أو علاقة زنا إن أردنا أن نستخدم المصطلح الأدق، فهناك من بيننا أبناء وبنات الحرام الذين لا يردعهم دين ولا أخلاق، همهم في هذه الحياة مصلحتهم وغايتهم تبرر الوسائل التي يلجؤون إليها، أشكالهم وتصرفاتهم لا حصر لها فالشيطان يلهمهم بفنون مبتكرة ويغريهم بالنتيجة، من بين تلك الأشكال من ينصب على بنات خلق الله ويستغلهن عازفا على أوتار الحب والغرام، تهيم به ويمثل معها دور الهيام، تطير في عالم الأحلام ويطير معها ويعرف تماما بأن عودته إلى الأرض قريبة، فكل شيء عنده مرسوم ومخطط وموزون .
لا أعرف كيف للصدف أن تجتمع مرة واحدة! هل لأنها تريد أن تعطي أدلة وإثباتات على ما تريد أن تكشفه، أم أنها الحقيقة الموجودة بيننا ولكننا لا نلتفت إليها إلا دفعة واحدة؟ هي الدروس الحياتية في النهاية، والتي لا تعطى ولا يستفاد منها بالمجان فلكل شيء ثمن حتى تجارب الحياة.
لا أريد أن أتهجم على الرجال في مقالي هذا بقدر ما أردت أن أنصح بنات جلدتي وأنبههن، فليس من المعقول أبدا ولا يقبلها حتى الله أن يستغل ”البعض” طيبة الفتيات لتكون له البنك الذي ينهل منه دون أن يأخذ عليه أي ضمانات، وحتى لا أدخل في أحجيات اسمعوا هذه القصص واحكموا عليها أنتم في النهاية، الأولى لامرأة أظنها كما يوحي شكلها بأنها في منتصف الخمسينات لا ولد لها ولا بنت، وصدمت عندما عرفت بأنها ومنذ شبابها وحتى اليوم تدفع قرضا بنكيا بالشيء الفلاني لمن؟ لزوجها الخليجي الذي أوهمها بحبه وما أن تزوجها أقنعها بضرورة أخذ قرض لبناء مستقبلهما حتى فر بجلده إلى موطنه ولا تعرف حتى اليوم موطئ قدم له، والذي تعرفه هو طريق البنك الذي يطالبها بالألوف. الثانية لشابة عقدت قرانها منذ أقل من عام، فرحتها أحس بها جميع من حولها، وزعت الحلو على جميع الموظفين معلنة عقد قرانها بالشاب الذي أسرها بشكله ومعسول كلامه. بعد أشهر فقط لم تجد غير المحكمة فاصلا بينهما للطلاق منه أولا ولاسترجاع الألوف التي ”لهفها” منها في ساعات سكرها بخمرة حبه ثانيا. والثالثة للأسف لفتاة أصغر منهن سنا وأكثرهن غباء للأسف إذ أعطت حبيبها من وعدها بالزواج كل ما تملك من أموال هي حصيلة تعبها وجهدها في العمل لتعينه في بناء مستقبله كما أوهمها كذبا ولا يزال يماطل ويماطل في الدفع وفي الزواج منها. والرابعة لفتاة لا ينكر أحد جمالها ويحزنك اليوم منظرها وهي تكلم نفسها بعد أن أصيبت بمرض نفسي جراء صدمة نفسية شديدة ألمت بها بعد أن اكتشفت غدر حبيبها وهجره لها بعد أن ألقى على عاتقها دينا للبنك لا تزال هي الأخرى تدفعه من ”عرق جبينها” أربع حالات مختلفة منها للمتزوجة والأخرى للمعقود قرانها والأخيرتان لا تزالان على البر، أفبعد كل ذلك ألا يحق لنا أن نطلق على هؤلاء وأمثالهم بأبناء الحرام؟ الحب شيء جميل والأجمل منه الإخلاص فيه وعدم اللجوء إلى الاستغلال الذي هو اعتراف صريح بعد وجود الحب أصلا..

العدد 1204 الاثنين 14 جمادة الثاني 1430 هـ – 8 يونيو 2009

ياسمينيات أولاد الحرام ياسمين خلف ليس بالضرورة أن يكون ابن الحرام من يولد خارج إطار الزوجية من علاقة محرمة أو علاقة زنا...

إقرأ المزيد »

ألا يستحق هؤلاء التفاتة ؟!

ياسمينيات
ألا يستحق هؤلاء التفاتة؟!
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لحظة، لا تقل إنها قضية أشبعت مطالبات ونداءات أشبه ما تكون بالصرخات الصادرة من صدور أنهكت من المرض والتعب، فلم تجد من يتفاعل أو حتى يتعاطف معها على أقل تقدير، وعلينا الكف عن نبشها بحجة أنه ”لا حياة لمن تنادي”، كما يقال، فالغبن الناتج عن عدم الإحساس المجتمعي بمدى نخر مرضي السكلر والثلاسيما بأجساد أبت أن تستسلم، قضية لها أبعاد وأبعاد، ما إن تلتفت لأحدها حتى تجد ثانيها يربت على كتفيك ويستدعيك للجهر به.
ها هم جميع الطلبة من جميع المراحل الدراسية قد أنهوا امتحاناتهم النهائية، لكن هل فكر أحدكم بمرضى السكلر والثلاسيما ومدى معاناتهم أثناء تأديتهم لتلك الامتحانات، التي وأن شبّهناها قلنا بأنها حرب ضروس دخلوا فيها ويعلمون بأنهم قد لا يرجعون منها منتصرين، فيفترسهم المرض قبل أن ينهوا الامتحانات! فإن كانت فترة الامتحانات فترة عصيبة على الأسوياء الأصحاء فما بالها على من يكون القلق النفسي سببا في إصابتهم بالنوبات المرضية التي تدخل عددا منهم إلى العناية المركزة، وتترك آخرين يتلوّون ألما على أسرّتهم، لا أبالغ أبدا في ذلك وأسالوا الأطباء؟ وهل فكرتم بهؤلاء الذين يقضون أياما وأياما على الأسرّة البيضاء في المستشفيات طوال العام الدراسي، وكيف يتمكنون من اللحاق بأقرانهم ومتابعة دروسهم ليتحصنوا للامتحانات؟ خصوصا أن بعض المدرسين لا يأبهون ولا يكترثون بإعادة الشرح لمن فاتهم الدرس، لا تهاوناً أو ”عيارة” من الطلاب وإنما لمرض لا يعرف للرحمة مكانا؟ وهل تعلمون بأن هذا المرض يسبب النسيان؟ نعم لا تستغربوا، هي معضلة لا يعرفها كثيرون فيلومون من يصاب بها، وذلك يعني للأسف بأن مرضى السكلر معرضين دون غيرهم من الطلبة لكثرة النسيان، والذي بلا شك سيؤثر سلبا على نتائج الامتحانات، أليست الأجوبة تعتمد على الحفظ أكثر من الفهم في مناهجنا وامتحاناتنا؟!
لا أقول لوزارة التربية والتعليم تغاضي عن درجات مرضى السكلر والثلاسيما ورفِّعيهم إلى مستويات أعلى دون وجه حق، فهذا لا يرضينا نحن ولا حتى المرضى أنفسهم، ولكن ما نطلبه هو مراعاتهم في فترة الامتحانات وخلال عملية التصحيح، بل وتذكرهم في خطة البعثات، فما أعرفه بأن رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أمر في العام الماضي بتخصيص بعثات للمعاقين، فلِمَ لا يضمُّ إليهم مرضى السكلر والثلاسيما؟ ليس في ذلك حسدا ولا طمعا في كعك الغير، وإنما إحقاق للحق، فالمعاق إن كان قادرا على الاستمرار في الحضور طوال أيام الدراسة إلا فيما ندر، فإن مرضى السكلر أكثر تعرضا لنوبات أشبه بحالات النزاع مع الموت، مما يجعلهم مضطرين إلى التغيب والذي يدفعون ثمنه باهضا بتراكم الدروس والمحاضرات، بل وتراكم الامتحانات حتى ليضطروا إلى تقديم أكثر من امتحانين في اليوم الواحد للحاق بأقرانهم، وحصولهم على درجات جيدة في ظل قهرهم للمرض يعني التفوق وبامتياز مع مرتبة الشرف، أفبعد كل ذلك ألا يستحقون جزءاً من البعثات؟
نعم انتهت الامتحانات، ولكن لا يعني ذلك أبدا ألا نلفت انتباه المعنيين لتصحيح الأمر للسنوات الدراسية المقبلة فيما يخص اللجان الخاصة أثناء عملية تأدية الامتحانات في المدارس، أسمها ”لجان خاصة” ولابد أن تكون كذلك، فالمفروض أن تضم إليها مرضى السكلر والثلاسيما لكي يحظوا بوقت إضافي باعتبارهم من الفئات الخاصة والحالات الاستثنائية. لا نقول أعطوهم الإجابة ولكن هم بحاجة إلى توضيح وشرح للمطلوب من السؤال أكثر من الطلبة الأسوياء لكثرة تغيبهم وعدم انتظامهم الدراسي الذي بلا شك سيربكهم في تحديد المطلوب بالضبط من الأسئلة، هم ليسوا بحاجة إلى التفضل عليهم بما لا يستحقون، لكنهم بحاجة إلى الشعور بالاهتمام، هل ذلك كثير عليهم؟

العدد 1201 الجمعة 11 جمادة الثاني 1430 هـ – 5 يونيو 2009

ياسمينيات ألا يستحق هؤلاء التفاتة؟! ياسمين خلف لحظة، لا تقل إنها قضية أشبعت مطالبات ونداءات أشبه ما تكون بالصرخات الصادر...

إقرأ المزيد »

اللي ينبح ما يعض

ياسمينيات
اللي ينبح ما يعض
ياسمين خلف

ياسمين خلف

صدق إخواننا المصريون حين قالوا ‘’اللي على راسه بطحة بيتحسسها’’ نكتب نحن الصحافيين والكتاب خبراً كان أو عموداً دون أن نشير إلى أسماء وأوصاف أصحابها، بل لنقل أبطالها ‘’عشان يستانسون’’، فتثور ثائرتهم وتجدهم دون غيرهم من ‘’هالمليون نسمة’’ يتصلون لا ليستفسروا أو يتأكدوا من هوية المقصود بالمقال، إن كانوا هم فعلا أم غيرهم، فلربما هي الصدفة مثلا التي تسوق تشابه الأحداث، ولا يتصلون لاستيضاح لبس ما وتقديم الأدلة على نفي ما كتب، بل إنهم يتصلون للتهديد والوعيد، والتذكير بأنهم ‘’بن/ بنت فلان ـ وأن واسطتهم واصلة’’، معتقدين أن الصراخ سيخيف الصحافي وسيوقفه عن أداء واجبه كسلطة رابعة، ولا يعلمون أنهم بصراخهم هذا تأكيد على أنهم فعلا قاموا بتلك الأمور التي أصابوا بالحرج من معرفة الناس بها، خصوصا أن غالبية الصحافيين – لا أقول جميعهم – لا يكتبون دون سند ودون أدلة، والتي قد تفاجئ حتى أصحاب القضية أنفسهم.
الطريف – فعلا – أنهم ‘’الله ساتر عليهم’’ ولا يذكر الصحافي أسماءهم مثلا أو مواصفات تدل عليهم دون غيرهم، فالصحافي يعرف فِيمَ يكتب وفِيمَ لا يكتب، إذ إنهم هم فقط أو من شهدوا الواقعة يعرفون القضية، ومَنْ المتورط فيها، ودونهم بالطبع لن يعرفوا هويتهم حتى أقرب الناس إليهم إن لم تصلهم أخبارهم عن طريقهم، إلا أنهم ‘’الأبطال’’ يصابون بنوع من هستيريا الصراخ ‘’والله أخاف عليهم من السكتة القلبية’’، بل ويصر البعض الآخر على الرد وباسمه على الخبر ليفضح نفسه بنفسه في معادلة لم يحسب لها حساب ولا يدرك أبعادها، إلا بعد أن يأخذ الموضوع مساحة أكبر مما يستحق ‘’واللي ما يشتري يتفرج’’.
لا أقول إن الصحافي معصوم عن الخطأ، فكلنا ابن آدم، ولكنه يسعى إلى أن ينأى بنفسه عن الأخطاء التي يمكن أن تدينه على الأقل مهنياً، والصحافي الحق هو مَنْ يضع مصلحة الناس والمصلحة العامة نصب عينيه، أيّاً كانت العواقب وأيّاً كان صاحب القضية ‘’بن/ بنت فلان أو علان’’، وإن كان الصحافي حقاً قد أخطأ، فللطرف الآخر الحق أن يرد كتابياً ليوضح الأمور وينشر له في الصحيفة ذاتها، بل وله الحق أن يرفع قضية ضد الصحافي في المحكمة، وعلى الصحيفة إن كان فعلا صاحب حق لا كونه يصرخ ويصرخ ويعرف ضمناً أنه اعتدى على حرمات الغير وتسبب في تشويه سمعتهم، وهدد أمنهم واستقرارهم، ويعرف كذلك ونحن نعرف أن ‘’……’’ اللي ينبح ما يعض – كما قال القدماء من أهلنا.

العدد 1195 السبت 5 جمادة الثاني 1430 هـ – 30 مايو 2009

ياسمينيات اللي ينبح ما يعض ياسمين خلف صدق إخواننا المصريون حين قالوا ‘’اللي على راسه بطحة بيتحسسها’’ نكتب نحن الصحافيين...

إقرأ المزيد »

ولا تخلي رحمة الله تنزل

ياسمينيات
ولا تخلي رحمة الله تنزل
ياسمين خلف

ياسمين خلف 

أكاد أتخيل أن عددا لا يستهان به من منتسبي وزارة التربية والتعليم يستشعرون اليوم بيد خفية تكاد أن تخنقهم بعد أن أصدرت وزارتهم تعميما تحذرهم فيه من العمل في ساعات ما بعد الدوام الرسمي دون أخذ موافقتها على نوعية العمل والجهة التي سينتسبون إليها بل وساعات ذاك العمل الإضافي، ومن حقها طبعا الموافقة على الطلب أو رفضه بموجب هذا القرار! وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية والتي لا نعرف إن كانت قد تصل إلى حرمان الموظف من وظيفته بالوزارة أم ستلجأ إلى خصم راتبه وحرمانه من الترقية، أم أنها ستطلب منه الوقوف في الشمس ورفع كلتا يديه عقابا وتأديبا له، وكأنها تقول ”نحن والزمن عليكم، هيهات أن تفروا من الفقر الذي هو مصيركم ومصير عيالكم”، ألا يكفي الناس والذين منهم منتسبو هذه الوزارة موجة الغلاء وضعضعة الرواتب؟ أم أن عملية الخنق المعيشي تتطلب التفنن في طرق التضييق على المواطن؟
قرار للأسف مجحف، فـ ”لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل”، المعلم الذي يعمل بعد دوامه المدرسي لا يعمل حبا في المشقة والتعب بل مضطرا لتوفير لقمة عيش كريمة لأهله وعياله، ولو كان راتبه يكفيه شر السؤال لما أنهك جسده ونفسيته في عمل إضافي يأخذ من صحته يوما بعد يوم ليجد نفسه أخيرا ملقى على فراش أبيض تفترسه الأمراض، فمثله لا يعرف طعم الراحة فعمله في الفترة الصباحية منهك وعدم أخذه الراحة الكافية بعد انتهائه منه يجعل منه آلة حتما ستكون معرضة للتلف والتوقف لكثرة العمل، بل إنه إنسان فاقد حتى لعلاقاته الاجتماعية بل محروم حتى من رؤية أطفاله. هل يتصور من تفتقت ذهنيته لصياغة هذا القرار أن هؤلاء مرتاحون و”مستانسين” على وضعهم هذا؟ أم أن صعوبة مواصلة الحياة بكرامة تتطلب منه التضحية براحته وصحته؟ لو عدلت الوزارة رواتب المدرسين لما اضطروا للعمل الإضافي الذي وكما نعرف أن بعضهم يلجأ حتى إلى حمل الأغراض بالسوق المركزي ”مدرس صباحا وحمالي في المساء” أو يتحول إلى بائع للسمك ويمتهن عملية تنظيفها و”تصفيطها” للزبائن، ألا تقدر الوزارة الحرج الذي قد يقع فيه المدرس كأقل تقدير لو مر عليه طالب من طلابه مساء يأمره بتنظيف السمك وهو الذي وقف صباحا بكل هندامه المرتب يشرح له الدرس؟ ليس انتقاصا من عمل بائع الأسماك ولكن للمدرس في نفسية الطلاب هيبة بل مكانته الاجتماعية محفوظة قد تهزها لو وجد عاملا في مهنة خارج المدرسة ولكن ماذا نقول والحاجة تدفعهم إلى ذلك دفعا لا رغبة ولا طمعا في جمع الأموال في البنوك.
إن لم تتراجع الوزارة عن قرارها هذا، فإنها ستكون للأسف سببا في زيادة عدد المحتاجين في المملكة ”وبتزيد التظلمات على علاوة الغلاء بو خمسين دينار” إذ إن شريحة واسعة من المعلمين سيفقدون مصدرا للرزق كان يسدون فيه قروضهم وأفواه عيالهم، ربما لجهل مني لا أعرف، إن كانت الوزارة تقسو على موظفيها لدرجة أنها تحكم السيطرة على نشاطاتهم حتى بعد ساعات الدوام الرسمية أم أنها ”حنونة” وتخاف على صحتهم وتنظر إلى راحتهم!

العدد 1194 الجمعة 4 جمادة الثاني 1430 هـ – 29 مايو 2009

ياسمينيات ولا تخلي رحمة الله تنزل ياسمين خلف   أكاد أتخيل أن عددا لا يستهان به من منتسبي وزارة التربية والتعليم يستشعرون...

إقرأ المزيد »

أتعرفون بنت من أنا ؟

ياسمين خلفياسمينيات أتعرفون بنت من أنا؟ ياسمين خلف لست أنا من يقول ذلك ولا هو بأسلوبي في الحديث مع الغير، ولكنها للأسف الإسطوانة المشروخة التي يدندن عليها البعض بصوت أشبه بأنكر الأصوات عندما يحتدون بالكلام، في طريقة أشبه بتلك التي يقال عنها ”خذوهم بالصوت” وخصوصا إذا كانوا في موقف ضعيف فلا سلاح لهم حينها إلا الترهيب والتخويف بالأصل والفصل، فلا تسمع أثناء الجلبة إلا الجملة المعهودة ” أتعرفون ابن / بنت من أنا ؟ وكأن من يكون من سلالة عائلته مرفوع عنهم القلم والحساب ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم، بل ويجوز لهم أن يعتدوا على أبناء خلق الله من دون أن يكون لهؤلاء الخلق حق الرد عليهم وإيقافهم عن عنجهيتهم وتسلطهم وظلمهم حتى ولو بالقانون، بل إن البعض الآخر يتخذ من الوظائف والمسميات الوظيفية لأهله درعا ليصد به كل أفعاله المشينة، على اعتبار أن فلانا هو من سيأخذ منه حقه ويلقنه درسا لن ينساه أبدا، الطريف حقا أن البعض ”يلصق روحه تلصيق بفلان وفلتان واللي ما يعرفونه أصلا وأن عرفوه يمكن يتبرون منه ويتفشلون منه بعد ” . قبل شهر تقريبا تهجمت إحدى الفتيات بملابسها الرياضية ”الخالية من الأكمام وتظهر حتى ملابسها الداخلية” على إحدى الشقق العائلية عند الساعة التاسعة مساء، وأخذت تضرب على الباب بطريقة هستيرية لمت عليها كل من في الشقق الأخرى، طالبة من في الشقة الخروج ومواجهتها، حيث كانت صاحبة الشقة، أما وابنتيها ذاتي العشر والاثنتي عشرة سنة فغارقتان في النوم، وعندما صحتا على تلك الفوضى وحاولت الأم معرفة من هي ومن تريد، ادعت وانتحلت شخصية شرطة الآداب مرة ومرة أخرى ادعت أنها من شرطة المجتمع ! ”لاحظوا” من أفراد الشرطة والأمن وبملابس رياضية من دون أكمام بعد، وتتهجم على الناس في شققهم من دون إذن أو تصريح! المهم أن الأم عندما سألتها عمن تطلب قالت اسم غير اسمها فبينت لها بأنها ليست المقصودة ورغم ذلك أصرت ”الأخت المحترمة جدا جدا” أن تفتح لها الباب، وبعد التَّيا والتي وصلت أخت الأم التي أصرت على أن ترفع عليها شكوى في المركز، لترفع الأخت ”المحترمة جدا” صوتها عاليا بأنها ألا تعرف من هي؟ وبنت من هي؟ وأنها أصلا لا تدخل هذه الأماكن ”مراكز الشرطة” تصوروا من أفراد الأمن والشرطة كما تدعي، وتقول إنها لا تدخل مثل هذه الأماكن، ومن دون الخوض في التفاصيل أكثر، القضية سجلت في مركز الشرطة ولم توقف ولم تحاسب الأخت على ما قامت به من تصرفات، رغم أنها أولا أزعجت تلك العائلة وأيقظتهم من نومهم وشوهت سمعة تلك العائلة وحطت من كرامتها ”دخلي البيت الله يستر عليج” كما كانت تقول لصاحبة الشقة، حتى ليظن البعض بأنها فعلا وراءها حكاية مخزية، خصوصا أنها ادعت أنها من شرطة الآداب والأم مطلقة وتسكن مع ابنتيها الصغيرتين لوحدهن، والجميع يعرف أن للناس ألسنا لا تكف عن الكلام بحق أو من دون حق، كيف لا وهن يسكن في منطقة شعبية ولم تعد من المركز إلا بعد الثانية صباحا؟ لتجد من ينتظرها من الشباب وهم يصفرون لها ويرمونها بالكلمات البذيئة الجارحة، وكأنها ”عاملة عملة” كيف ستقنع الناس بالحقيقة وهم من يؤمن بأن لا دخان من غير نار ! لدرجة أن تلك الأم تبحث حاليا عن مسكن آخر هربا من تلك النظرات التي أخذت تلاحقها منذ تلك الليلة، وصدق المثل الشعبي الذي يقول ”إتجيك التهايم وأنت نايم”، المشكلة في هؤلاء الناس بأنهم لا يعرفون أن ”ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال هاأناذا”.

العدد 1187 الجمعة 27 جمادة الأولى 1430 هـ – 22 مايو 2009

ياسمينيات أتعرفون بنت من أنا؟ ياسمين خلف لست أنا من يقول ذلك ولا هو بأسلوبي في الحديث مع الغير، ولكنها للأسف الإسطوانة ا...

إقرأ المزيد »