اللي ينبح ما يعض

ياسمينيات
اللي ينبح ما يعض
ياسمين خلف

ياسمين خلف

صدق إخواننا المصريون حين قالوا ‘’اللي على راسه بطحة بيتحسسها’’ نكتب نحن الصحافيين والكتاب خبراً كان أو عموداً دون أن نشير إلى أسماء وأوصاف أصحابها، بل لنقل أبطالها ‘’عشان يستانسون’’، فتثور ثائرتهم وتجدهم دون غيرهم من ‘’هالمليون نسمة’’ يتصلون لا ليستفسروا أو يتأكدوا من هوية المقصود بالمقال، إن كانوا هم فعلا أم غيرهم، فلربما هي الصدفة مثلا التي تسوق تشابه الأحداث، ولا يتصلون لاستيضاح لبس ما وتقديم الأدلة على نفي ما كتب، بل إنهم يتصلون للتهديد والوعيد، والتذكير بأنهم ‘’بن/ بنت فلان ـ وأن واسطتهم واصلة’’، معتقدين أن الصراخ سيخيف الصحافي وسيوقفه عن أداء واجبه كسلطة رابعة، ولا يعلمون أنهم بصراخهم هذا تأكيد على أنهم فعلا قاموا بتلك الأمور التي أصابوا بالحرج من معرفة الناس بها، خصوصا أن غالبية الصحافيين – لا أقول جميعهم – لا يكتبون دون سند ودون أدلة، والتي قد تفاجئ حتى أصحاب القضية أنفسهم.
الطريف – فعلا – أنهم ‘’الله ساتر عليهم’’ ولا يذكر الصحافي أسماءهم مثلا أو مواصفات تدل عليهم دون غيرهم، فالصحافي يعرف فِيمَ يكتب وفِيمَ لا يكتب، إذ إنهم هم فقط أو من شهدوا الواقعة يعرفون القضية، ومَنْ المتورط فيها، ودونهم بالطبع لن يعرفوا هويتهم حتى أقرب الناس إليهم إن لم تصلهم أخبارهم عن طريقهم، إلا أنهم ‘’الأبطال’’ يصابون بنوع من هستيريا الصراخ ‘’والله أخاف عليهم من السكتة القلبية’’، بل ويصر البعض الآخر على الرد وباسمه على الخبر ليفضح نفسه بنفسه في معادلة لم يحسب لها حساب ولا يدرك أبعادها، إلا بعد أن يأخذ الموضوع مساحة أكبر مما يستحق ‘’واللي ما يشتري يتفرج’’.
لا أقول إن الصحافي معصوم عن الخطأ، فكلنا ابن آدم، ولكنه يسعى إلى أن ينأى بنفسه عن الأخطاء التي يمكن أن تدينه على الأقل مهنياً، والصحافي الحق هو مَنْ يضع مصلحة الناس والمصلحة العامة نصب عينيه، أيّاً كانت العواقب وأيّاً كان صاحب القضية ‘’بن/ بنت فلان أو علان’’، وإن كان الصحافي حقاً قد أخطأ، فللطرف الآخر الحق أن يرد كتابياً ليوضح الأمور وينشر له في الصحيفة ذاتها، بل وله الحق أن يرفع قضية ضد الصحافي في المحكمة، وعلى الصحيفة إن كان فعلا صاحب حق لا كونه يصرخ ويصرخ ويعرف ضمناً أنه اعتدى على حرمات الغير وتسبب في تشويه سمعتهم، وهدد أمنهم واستقرارهم، ويعرف كذلك ونحن نعرف أن ‘’……’’ اللي ينبح ما يعض – كما قال القدماء من أهلنا.

العدد 1195 السبت 5 جمادة الثاني 1430 هـ – 30 مايو 2009

ياسمينيات
اللي ينبح ما يعض
ياسمين خلف

ياسمين خلف

صدق إخواننا المصريون حين قالوا ‘’اللي على راسه بطحة بيتحسسها’’ نكتب نحن الصحافيين والكتاب خبراً كان أو عموداً دون أن نشير إلى أسماء وأوصاف أصحابها، بل لنقل أبطالها ‘’عشان يستانسون’’، فتثور ثائرتهم وتجدهم دون غيرهم من ‘’هالمليون نسمة’’ يتصلون لا ليستفسروا أو يتأكدوا من هوية المقصود بالمقال، إن كانوا هم فعلا أم غيرهم، فلربما هي الصدفة مثلا التي تسوق تشابه الأحداث، ولا يتصلون لاستيضاح لبس ما وتقديم الأدلة على نفي ما كتب، بل إنهم يتصلون للتهديد والوعيد، والتذكير بأنهم ‘’بن/ بنت فلان ـ وأن واسطتهم واصلة’’، معتقدين أن الصراخ سيخيف الصحافي وسيوقفه عن أداء واجبه كسلطة رابعة، ولا يعلمون أنهم بصراخهم هذا تأكيد على أنهم فعلا قاموا بتلك الأمور التي أصابوا بالحرج من معرفة الناس بها، خصوصا أن غالبية الصحافيين – لا أقول جميعهم – لا يكتبون دون سند ودون أدلة، والتي قد تفاجئ حتى أصحاب القضية أنفسهم.
الطريف – فعلا – أنهم ‘’الله ساتر عليهم’’ ولا يذكر الصحافي أسماءهم مثلا أو مواصفات تدل عليهم دون غيرهم، فالصحافي يعرف فِيمَ يكتب وفِيمَ لا يكتب، إذ إنهم هم فقط أو من شهدوا الواقعة يعرفون القضية، ومَنْ المتورط فيها، ودونهم بالطبع لن يعرفوا هويتهم حتى أقرب الناس إليهم إن لم تصلهم أخبارهم عن طريقهم، إلا أنهم ‘’الأبطال’’ يصابون بنوع من هستيريا الصراخ ‘’والله أخاف عليهم من السكتة القلبية’’، بل ويصر البعض الآخر على الرد وباسمه على الخبر ليفضح نفسه بنفسه في معادلة لم يحسب لها حساب ولا يدرك أبعادها، إلا بعد أن يأخذ الموضوع مساحة أكبر مما يستحق ‘’واللي ما يشتري يتفرج’’.
لا أقول إن الصحافي معصوم عن الخطأ، فكلنا ابن آدم، ولكنه يسعى إلى أن ينأى بنفسه عن الأخطاء التي يمكن أن تدينه على الأقل مهنياً، والصحافي الحق هو مَنْ يضع مصلحة الناس والمصلحة العامة نصب عينيه، أيّاً كانت العواقب وأيّاً كان صاحب القضية ‘’بن/ بنت فلان أو علان’’، وإن كان الصحافي حقاً قد أخطأ، فللطرف الآخر الحق أن يرد كتابياً ليوضح الأمور وينشر له في الصحيفة ذاتها، بل وله الحق أن يرفع قضية ضد الصحافي في المحكمة، وعلى الصحيفة إن كان فعلا صاحب حق لا كونه يصرخ ويصرخ ويعرف ضمناً أنه اعتدى على حرمات الغير وتسبب في تشويه سمعتهم، وهدد أمنهم واستقرارهم، ويعرف كذلك ونحن نعرف أن ‘’……’’ اللي ينبح ما يعض – كما قال القدماء من أهلنا.

العدد 1195 السبت 5 جمادة الثاني 1430 هـ – 30 مايو 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “اللي ينبح ما يعض

  1. تعليق #1
    لو راحت على هؤلاء بس لكنا بخير ولكن الموضوع ينسحب ايضا على زعاطيط في المدارس فقضية المعلمة التي جرجروها للمحاكم ليست ببعيدة عنا وكله بسبب أن جدها عضو في البرلمان. فبدل أن يعلمها جدها أنه هو وأعضاء البرلمان من يحمون القانون، راح يعلمها أنه سيحميها بكل قوته ويسخر لها البرلمان ليحميها إن هي تجاوزت القانون !! وعجبي

    تحياتي
    حسن السبت 30 مايو 2009
    تعليق #2
    صح الله لسانك يابنت خلف يا ايها الوردة والياسمينة المعطرة هناك اناس فعلا يعتقدون انهم فوق القانون واقول حتى لو كان القانون احيانا كسيح ومعاق لكن قانون السماء اشد قوة ونكالا والله لايظلم مثقال ذرة وهو ليس بظلام ٍ للعبيد , يعتقدون انهم باموالهم ملكوا الناس وبعقولهم ملكوا التفوق والتعقل وبعلاقاتهم المليئة بالمجاملات ملكوا كل الناس وهم خاطئون زائفون ولهم يوم سيعرفون من كانوا ويكونون , لاتأخذك في الله لومة لائم فكما ان الكاتب الصحفي مسؤول امام الله عما يقول ويكتب ولايجب ان يظلم احدا فمن حقه كذلك ان يظهر العثرات والمؤاخذات ليس لفضح طرف من الاطراف وانما لبيان الحق ودحر الباطل “”
    غيور السبت 30 مايو 2009
    تعليق #3
    تسلم يدج يا الكتابة اللطيفة ..دائما اسلوبج راقي و لطيف الله يوفقج.
    اشفيهم الناس جذي؟ ما في هل البلد الا هل الولد؟ ناس صج ما تستحي و لا توووب! عبالهم القوي لين صرخ بس وين العقل الي الله عطانه اياه ليش ما نستخدمة؟ انط على الناس و نخووفهم انا بنت وبن فلان؟ لا يكون اهوه الله استغفر اللة القديم ..
    ربنا لاتؤخذنا بما فعل السفههاء منا….
    الماي الازرق السبت 30 مايو 2009
    تعليق #4
    لا اعلم لماذا هذه الزعزعة

    لكنها لا تستحق .. دع القافلة تسيرة — والكلاب تنبح

    اهم ما رح يوقفونكم يالكتاب .. وانتم ما رح توقفونهم من النباح
    سيد مهدي الموسوي السبت 30 مايو 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.