بنات الحرام

ياسمينيات
بنات الحرام
ياسمين خلف

ياسمين خلف

مقالي السابق أثار غضب البعض واستفز البعض الآخر، وأحسب أن بعضهم قد ”دست له على طرف” هكذا نحن ما أن نحس بأن النقد موجه لنا حتى أخرجنا له مخالبنا في محاولة منا لتشويه الآخر دفاعا عن أنفسنا، عن سلوكنا الذي قد ننتقده بالسر بيننا وبين ذواتنا في لحظات محاسبة الضمير، ولكن هيهات أن نعترف بذلك أمام الغير! هي الفطرة التي لا قوة لنا عليها، رغم أن الكثيرات تفاجئنا بأنهن لسن الوحيدات المغدورات بهن بل فرحنا لعرض المشكلة ووجدنا أخيرا من ينطق بلسانهن ويأخذ حقهن ولو بكلمة، وأعترف ”والإعتراف بالذنب فضيلة” بأنني كنت نوعا ما منحازة لحواء ضد آدم، ربما هي المواقف والقصص التي فرضت نفسها و التي دعتني إلى ذلك وربما هي المساحة التي تخنقنا ككتاب، ولأنصف آدم اليوم، أقول بأنه وكما أن هناك أولاد الحرام نعم هناك بنات الحرام كذلك! وليعذرني من وجدها كلمة لا تليق بمكانة الجريدة ولكنني مؤمنة بما أكتب، وإن كان البعض يطالب بصحافة حرة فليقبل الرأي والرأي الآخر وهذا رأيي .
كثيرات هن من يستغلن الشباب بداعي الحب والغرام، ومع سبق الإصرار والترصد يحومون على بعضهم إلى أن يوقعونهم في شباكهن ولنقل شراكهن، هم خبراء في صنوف الإغواء وواثقات بأنهن لا يمكن أن ينجرفن وراء مشاعرهن، وبأنهن لن يستسلمن للزواج كنهاية للمطاف إلا بعد أن يتأكدن بأنهن وكما نقول بالعامية ”إطيحون وهم واقفين” فتجدهن يتلذذن بدخول علاقات جديدة وهدفهن ”غرف ما في الجيوب وليس البحث عن حب في القلوب” فمن على هذه الشاكلة تجدهن يسلبن ” الحبيب ” بصنوف متعددة مرة عبر شحن بطاقة الهاتف النقال – وهي من الطرق رغم كونها اليوم مفضوحة ومعروفة إلا أنها لا تزال مستخدمة فلا يجدن فيها أي غضاضة من الإتصال أو حتى الحديث عبر ” الماسنجر ” لطلب تعبئة الهاتف بالرصيد (اشحن لي وباتصلك) او (اشحن وباطلع معاك) ويالها من نفس رخيصة! وأخريات يلعبن بثقل أكبر عبر طلب تحويل مبالغ مالية لحسابهن البنكي بحجة الوقوع مرة في أزمة أو مرض ومرة أخرى كدين إلى أن ترجعه- وطبعا ليثبت لها بأنه رجل وذو مواقف رجولية يرفض استرجاعه وهي تعرف ذلك مسبقا أيضا فتجدها تضحك عليه وعلى سذاجته أمام صديقاتها ؟ و آخريات واللواتي يكن أكثر خبثا ودهاءا يحصلن على ما يردن على هيئة ”هدايا ” ولنقولها مجاهرة وبدون أي مكابرة أو استحياء هناك نماذج منهن بيننا شاء البعض منا أو رفض، وأغلبهن لا يقترن بؤلائك إلا القليل فهن دخلن اللعبة وكسبن منها ما أردن وعيونهن على آخرين أكثر بذخا أو ربما غباء، أحدهم جاء نادما اليوم على طيبة قلبه كما قال وإخلاصه في حبه، ولكن بعد أن خسر أكثر من 20 ألف دينار بحريني أنفقها على حبيبته وأسرتها، سيارة آخر موديل وساعات وشنط ماركات وحتى السفر صيفا، نعم حتى والدتها وأختها كانتا على علم بالذي يحدثه وكن بمثابة العصابة التي تناوبت عليه إلى أن أفلسوا جيبه وتركوه اليوم يصارع وحده الحب الذي لا يزال يعيش على أطلاله رغم قبح أخلاق حبيبته ….. فهل من متعظ؟

العدد 1218 الأثنين 28 جمادة الثاني 1430 هـ – 22 يونيو 2009

ياسمينيات
بنات الحرام
ياسمين خلف

ياسمين خلف

مقالي السابق أثار غضب البعض واستفز البعض الآخر، وأحسب أن بعضهم قد ”دست له على طرف” هكذا نحن ما أن نحس بأن النقد موجه لنا حتى أخرجنا له مخالبنا في محاولة منا لتشويه الآخر دفاعا عن أنفسنا، عن سلوكنا الذي قد ننتقده بالسر بيننا وبين ذواتنا في لحظات محاسبة الضمير، ولكن هيهات أن نعترف بذلك أمام الغير! هي الفطرة التي لا قوة لنا عليها، رغم أن الكثيرات تفاجئنا بأنهن لسن الوحيدات المغدورات بهن بل فرحنا لعرض المشكلة ووجدنا أخيرا من ينطق بلسانهن ويأخذ حقهن ولو بكلمة، وأعترف ”والإعتراف بالذنب فضيلة” بأنني كنت نوعا ما منحازة لحواء ضد آدم، ربما هي المواقف والقصص التي فرضت نفسها و التي دعتني إلى ذلك وربما هي المساحة التي تخنقنا ككتاب، ولأنصف آدم اليوم، أقول بأنه وكما أن هناك أولاد الحرام نعم هناك بنات الحرام كذلك! وليعذرني من وجدها كلمة لا تليق بمكانة الجريدة ولكنني مؤمنة بما أكتب، وإن كان البعض يطالب بصحافة حرة فليقبل الرأي والرأي الآخر وهذا رأيي .
كثيرات هن من يستغلن الشباب بداعي الحب والغرام، ومع سبق الإصرار والترصد يحومون على بعضهم إلى أن يوقعونهم في شباكهن ولنقل شراكهن، هم خبراء في صنوف الإغواء وواثقات بأنهن لا يمكن أن ينجرفن وراء مشاعرهن، وبأنهن لن يستسلمن للزواج كنهاية للمطاف إلا بعد أن يتأكدن بأنهن وكما نقول بالعامية ”إطيحون وهم واقفين” فتجدهن يتلذذن بدخول علاقات جديدة وهدفهن ”غرف ما في الجيوب وليس البحث عن حب في القلوب” فمن على هذه الشاكلة تجدهن يسلبن ” الحبيب ” بصنوف متعددة مرة عبر شحن بطاقة الهاتف النقال – وهي من الطرق رغم كونها اليوم مفضوحة ومعروفة إلا أنها لا تزال مستخدمة فلا يجدن فيها أي غضاضة من الإتصال أو حتى الحديث عبر ” الماسنجر ” لطلب تعبئة الهاتف بالرصيد (اشحن لي وباتصلك) او (اشحن وباطلع معاك) ويالها من نفس رخيصة! وأخريات يلعبن بثقل أكبر عبر طلب تحويل مبالغ مالية لحسابهن البنكي بحجة الوقوع مرة في أزمة أو مرض ومرة أخرى كدين إلى أن ترجعه- وطبعا ليثبت لها بأنه رجل وذو مواقف رجولية يرفض استرجاعه وهي تعرف ذلك مسبقا أيضا فتجدها تضحك عليه وعلى سذاجته أمام صديقاتها ؟ و آخريات واللواتي يكن أكثر خبثا ودهاءا يحصلن على ما يردن على هيئة ”هدايا ” ولنقولها مجاهرة وبدون أي مكابرة أو استحياء هناك نماذج منهن بيننا شاء البعض منا أو رفض، وأغلبهن لا يقترن بؤلائك إلا القليل فهن دخلن اللعبة وكسبن منها ما أردن وعيونهن على آخرين أكثر بذخا أو ربما غباء، أحدهم جاء نادما اليوم على طيبة قلبه كما قال وإخلاصه في حبه، ولكن بعد أن خسر أكثر من 20 ألف دينار بحريني أنفقها على حبيبته وأسرتها، سيارة آخر موديل وساعات وشنط ماركات وحتى السفر صيفا، نعم حتى والدتها وأختها كانتا على علم بالذي يحدثه وكن بمثابة العصابة التي تناوبت عليه إلى أن أفلسوا جيبه وتركوه اليوم يصارع وحده الحب الذي لا يزال يعيش على أطلاله رغم قبح أخلاق حبيبته ….. فهل من متعظ؟

العدد 1218 الأثنين 28 جمادة الثاني 1430 هـ – 22 يونيو 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.