اسـتـغــــــــلال

ياسمينيات
اسـتـغــــــــلال
ياسمين خلف

ياسمين خلف

شئنا أم أبينا الاستغلاليون يعيشون بيننا، ويتحينون الفرص التي تمكنهم من التهام ما يمكن التهامه والاستفادة قدر الإمكان من كل شيء، ولا يهمهم سوى الأخذ ولا يفكرون يوما بالعطاء، وكأن لسان حالهم يقول نحن ومن بعدنا الطوفان، فهم يعرفون صديقهم إذا ما كان في خير ونعمة ولا يذكرونه إذا ما كان في ضيق وأزمة، فما الذي يجبرهم على تحمل ضيق غيرهم إن لم يجنوا من ورائه مصلحة أيا كان نوعها سواء مادية أو اجتماعية أو غيرها من المصالح الدنيوية، ولهذا قال من قال إن الصديق لا يعرف في الفرح وإنما في الشدة والضيق.
ما دفعني إلى كتابة ما أكتبه هو رؤيتي وبأم عيني كيف يستغل ثلة من البشر شخصا عزيزا علي، وأكاد أقسم أنهم لولا ما يلتهمونه من ورائه ومن أمامه من أموال لما ضحكوا على نكته المكررة ولا ذهبوا أماكن لا يفكرون حتى في زيارتها، ولا يتوقف استغلالهم عند حد معين لتقول إن الحاجة بنت ‘’……’’ وإنما يسعون على قدم وساق إلى الاستفادة والاستغلال حتى وإن اضطرهم إلى إشراك غيرهم في هذا الاستغلال وما أقرب المثال إلى أن يستغل البعض الآخر عن طريق الزوج والأبناء أو حتى الإخوان والأصدقاء المقربون.
ومن المؤلم حقا أن تجد الشخص يعرف تمام المعرفة أنه واقع تحت استغلال، ولكنه يؤثر الصحبة والصداقة على كل ما يملك، ويقبل أن يمثل دور ‘’المغفل’’ على أن يوقف كل تلك المحاولات لا لشيء سوى لإيمانه أن ما يحيكونه من مؤامرات وألاعيب لن تؤثر عليه بقدر ما قد تؤثر عليهم وكأنه يردد قوله جل جلاله ‘’ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين’’ إذ إن السحر لا بد في يوم من الأيام أن ينقلب على الساحر فالله يمهل ولا يهمل.
غريب أمر هؤلاء لا تهمهم عزتهم ولا كرامتهم حتى وإن تعرضوا للمهانة، والأغرب أنهم قد يكونون ‘’بخير’’ وغير مضطرين لأن يكونوا ‘’علكة’’ في أفواه الغير، فالناس من حولهم ليسوا بمغفلين، يحسبون جميع التحركات والهمزات واللمزات، وقد يقولونها جهرا إذا كان صاحبك عسلاً فلا تلتهمه كله! قريب لي اضطرته الظروف إلى السفر للعلاج في الخارج، ولأنه أب لأطفال وزوجته امرأة مغلوب على أمرها، استعان بصديق أو ربما حسبه صديقاً وجعل منه مرافقا له في سفرته العلاجية، أتدرون ما كانت النتيجة؟ ترك الصديق صديقه المريض في المستشفى من اليوم الأول، ‘’وتصرمح’’ في ذاك البلد بعد أن حجز في أغلى فنادقها، وعاد إلى أهله محملا بأغلى ‘’صوغة’’ وهدايا، وكل ذلك من أموال صديقه المريض الذي لم ير من حسبه صديقا إلا مرتين، مرة عند وصولهم لذاك البلد وأخرى عند عودتهم للبحرين.

العدد 534 – الاربعاء 25 رجب 1428 هـ – 8 أغسطس 2007

ياسمينيات اسـتـغــــــــلال ياسمين خلف شئنا أم أبينا الاستغلاليون يعيشون بيننا، ويتحينون الفرص التي تمكنهم من التهام ما...

إقرأ المزيد »

إنهم يجاهرون بالمعصية

ياسمينيات
إنهم يجاهرون بالمعصية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

‘’إذا بليتم فاستتروا’’ المعصية وارتكاب الآثام أكبر بلاء يبتلى به الإنسان، والغريب أن البعض يجاهر بمعاصيه كما لو كان يتفاخر بجمعه للسيئات، اعتقادا منهم أنهم بذلك وصلوا ربما إلى أقصى حدود التمدن خصوصا إذا ما كان ذلك مجاراة وتقليدا أعمى للغرب، وليس ببعيد إذ اما ضربنا مثلا على ذلك بمعاقرة الخمر وارتكاب المحرمات، فكم واحد منهم جاء متباهيا بأنه يصاحب الأجنبيات وتصل بينهم العلاقة إلى ما حرم الله، ليثبت للجميع بأنه ‘’معذب قلوب العذارى’’، أو انه يحتسي الكحوليات إلى درجة الثمالة حتى تطرده زوجته من المنزل ويأخذ الموضوع كنكتة وينتظر من الغير الضحك عليها، ولا يعرف أنه بذلك يحتقر نفسه ويعريها بدلا من أن يستر عيوبه.
وكما العادة هناك طبعا من يجد أن إذا سلطنا الضوء على أي حالة أو ظاهرة يجد أننا كصحافيين نبالغ ‘’لنخلق من الحبة قبة’’ كما يقال في الأمثال الشعبية، ولكن هذا ما يحدث إذ إن أحدهم وصلت به المجاهرة بالمعصية إلى التعرض إلى الذات الإلهية وسب آل البيت بل إنه أخذ به الاستهتار والاستهزاء إلى أن يلصق صورة لشخصية هزلية ليشبه فيها أحد أفراد بيت النبوة، متحديا إذا ما كان قادرا على أن تحدث له لعنة أو معجزة، وما أقربه إلى الكفر من الإسلام إن كان يشكك في قدرة الله ووجوده، فإن كنا مسلمين أقمنا الحرب على من تعرض إلى ذات الرسول الأكرم عبر الرسوم الكاركتورية وهو الأجنبي فكيف وبيننا من يتعرض إليه وإلى الله وهم يحملون الديانة الإسلامية ولا نجد من يتصدى لهم أو يردعهم.
كثيرون هم من تحسبهم ‘’على الصراط المستقيم’’ وما إن يتكلم حتى يكشف عن نفسه إذا ما كان من نوعية من يجاهر بمعاصيه، حتى أنه يجد غيره ممن لا يحذو حذوه كالمتخلف الذي لايزال في ركب أجداده والناس عنه في ركب جديد، منهم من يجد أن الفتاة التي ترفض دعوات الغذاء أو احتساء القهوة مع زملائها الرجال متخلفة وسلوكها لا يليق بالفتاة الجامعية والموظفة التي تخالط الرجال في العمل، متناسين أن لكل شيء حد لا يمكن تجاوزه، وإن كانوا في حقيقة الأمر يناقضون أنفسهم، إذ إنهم لو واجهتهم بالأمر وطلبت رأيهم فيما لو كانت أختهم أو ابنتهم في ذات الموقف هل سيقبلون عليها ذات الأمر أم لا ستجدهم يتهربون من الإجابة، وفي أحسن الأحوال سيقولون ولما لا ونقبلها طبعا، فيما الواقع يكذبهم إذ ما عرفتهم جيدا، إلا أنهم يصرون على أنهم يقومون بكل ما يقوم به الغرب لأنهم منفتحون و’’مودرن’’ حتى وإن وصل بهم الأمر إلى أنهم يجاهرون بأنهم من تاركي الصلاة والصوم في شهر رمضان ويتحدون بذلك فتجدهم يدخنون ويحتسون القهوة بل ويجلبون الطعام ويأكلونه جهارا.

العدد 541 – الأربعاء 2 شعبان 1428 هـ – 15 أغسطس 2007

 

ياسمينيات إنهم يجاهرون بالمعصية ياسمين خلف ‘’إذا بليتم فاستتروا’’ المعصية وارتكاب الآثام أكبر بلاء يبتلى به الإنسان، وال...

إقرأ المزيد »

عصير كوكتيل وسندويشة فلافل

ياسمينيات
عصير كوكتيل وسندويشة فلافل
ياسمين خلف

ياسمين خلف

من أكثر ما يثير في الاشمئزاز حقا أن أسمع أن فلانا طلّق فلانة وهما لايزالان في فترة الخطوبة بعد عقد القرآن، ويطالبها بكل ما دفعه لها سواء هدايا غالية الثمن أو حتى تافهة لم تكلفه شيئا كثمن عباءة جديدة أو عطر، بل والأدهى والأمر بأنه يطالبها بثمن وجبة عشاء أو عصير، وأنا أن قلت ذلك لا أبالغ وإنما فعلا أتحدث وأعرف الشخوص أنفسهم تمام المعرفة.
كما وأعتقد أن الكثيرين قد مرت عليهم حالات مشابهة لانتشار الظاهرة، فمن ضمن ما يحدث كذلك أن يطالب الزوج بكلف حفلة الخطوبة ”بالكامل” وكأن الحفلة مقتصرة على الزوجة وأهلها وكأن الزوج لم يكن مشاركا فيها ولا أهله، فتجده يتزمت ويطالب بكل فلس دفعه ولا ينسى طبعا ثمن العصير ولا الماء الذي تم توزيعه، حتى لا يخسر من هذه الزيجة الفاشلة ولا فلس ليبدأ في البحث عن عروس أخرى وجيبه عامر، فيما تكون الخسارة من نصيب الزوجة وكما نقول خسارة من الألف إلى الياء، ألم أقل لكم بأنها قضية تثير الاشمئزاز؟
لي صديقة نالت من التعذيب على يد خطيبها ما لا يتبادر إلى الذهن، كأن يغرز القلم في بطنها ويصفعها على وجهها أمام أهلها وأهله، وصبرت عليه أملا في أن يتغير وبدأت في تجهيز شقتها وبذلت فيها ما استطاعت ليكون قصرا لا شقة، وعندما أيقنت بأنه لن يتغير وأن حياتها أصبحت جحيما قبل أن تبدأ، قررت الانفصال ووافق هو على ذلك، بشرط أن تترك كل ما في الشقة من أثاث وأجهزة ”هي من دفعت كلفها” وأن تعيد إليه ثمن الشبكة لا الشبكة ذاتها خوفا من انخفاض ثمنها في السوق، وطالبها بكل ما دفعه من كلف الحفلة والهدايا ووجبات العشاء التي خرجت معه عليها بل ولم يخجل أمام الشيخ الذي حضر واقعة الطلاق أن يجادل في عدد صناديق العصير التي تم توزيعها على المعازيم ولم يتنازل عن العدد الذي أفترضه، رغم أنه كان يسيطر حتى على بطاقتها البنكية ولا يسمح لها بشراء ولو زجاجة عطر من دون إذنه، والأدهى كذلك أنه طالب بألفين دينار زيادة على كل ما دفعه في الحفلة، إذ أن من حق الزوج أن يطلب ما يريد إذ ما كان الطلاق رغبة الزوجة كأي حالة من حالات الخلع رغم ثبوت الضرر على الزوجة التي أثبتت التعذيب الذي نالته على يده بالتقارير الطبية ومحاضر الشرطة.
في حياتنا الكثير من العلاقات التي قد يأتي عليها يوم وتتبدل، والصداقة إحداها فبعد علاقة الصداقة التي لا تختلف عن الأخوة تجدهما عدوين لدودين، إلا أننا لم نسمع يوما أن صديقا طالب صديقه بثمن وجبة غداء خرجا معا عليها ودفع قيمتهما أو عصير أو آيسكريم، فكيف بزوجين أو من كانت تربطهما علاقة هي من أقدس العلاقات يطالب فيها الحبيب من كانت حبيبته وزوجته بدنانير بخسة ”عفيه عليها من ذاكرة اللي يذكر فيها ثمن عصير وبعد مو أي عصير عصير كوكتيل وسندويشة فلافل”. هذا نموذج وهناك حالات أخرى قد تكون أكثر قسوة، الطلاق لم يأت إلا لحل مشكلات ”أو تسريح بإحسان” كما قال الله تعالى ولم يكن طريقا للشقاق والكراهية والبغض بين الزوجين وأهليهما، ولو كان كلا الزوجان تعفف لواصل كلا منهما حياته الجديدة من دون أن يحمل أحدهما أو كلاهما الكراهية والبغض مدى الحياة في نفسيهما، وخيرهما من كان كريما وتعفف عن صغائر الأمور والتي لا تغني ولا تسمن من جوع.

العدد 545 – الأحد 6 شعبان 1428 هـ – 19 أغسطس 2007

ياسمينيات عصير كوكتيل وسندويشة فلافل ياسمين خلف من أكثر ما يثير في الاشمئزاز حقا أن أسمع أن فلانا طلّق فلانة وهما لايزال...

إقرأ المزيد »

شروط على بنت «الحسب والنسب»

ياسمينيات
شروط على بنت «الحسب والنسب»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

عجبي من الرجل الشرقي، ولنقل الخليجي عموماً والبحريني خصوصاً، أن قرار الزواج وإكمال نصف دينه ووقعت عينه على الأجنبية لا يفكر سوى بالزواج منها من دون أي اعتبار لأخلاقها وسلوكياتها ومن أية بيئة تنحدر، وطبعاً لا يهمه نسبها ولا حسبها ولا فصلها، بل تجده يخضع لأسلوب حياتها ويحترم ما تعودت عليه طوال عمرها، ولكن إذا ما قرر الزواج من بنت من بنات جنسيته تجده لا يتوانى من وضع الشروط التي تبدأ من الشكل الخارجي وطريقة اللبس (يعني إذا بحرينية لازم متحجبة وإذا أجنبية كيفها ما يقدر يجبرها على ارتدائه «محمد في دينه وعيسى في دينه»)؛ ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب فتجده يدقق في نسبها وفصلها وحسبها، وكما تقول صديقتي إن من المتعارف عليه في منطقتها أن أهل المعرس يرجعون إلى أصل الفتاة من سابع جد باعتبار أن العرق دساس، ويمكن أن تكون سلالتها طيبة إذا ما كان أصلها طيب، وإن كان أصلها خبيثاً وكانت جدتها السابعة ليست بالمرأة «الكفو» غضوا الطرف عنها وبدأوا في البحث عن عروس أخرى أجدادها «ما عليهم غبار».
من حق الزوج أن يختار من يشاء ومن أرض الله الواسعة التي يختار، وقد تكون الأجنبية زوجة صالحة أكثر من تلك التي من ذات جنسيته، وهناك كثير من التجارب التي تثبت ذلك، ولكن الأصل في الحديث عن الشروط التي يتعنت فيها الشباب عند تقدمهم للفتاة من ذات بيئتهم ولا يجدون لها أصلاً ولا داعي، إذا ما كانت فتاة الأحلام ذات شعر أشقر وعينين خضراوين.
اخرج للمجمعات التجارية وستجد نماذج متعددة، فذاك متأبط يد زوجة من دول شرق آسيا وتلبس القصير والفانيلة الخالية من الأكمام، وذاك يجري بعربته وراء تلك الأوربية ذات العيون الزرقاء التي تفوقه طولاً وعرضاً ولا تبالي إذا ما رأت زميلها أن تقبله «وتأخذه بالأحضان».. بالله عليكم، هل يعرف هؤلاء أصل هذه الفتاة وأهلها وأخلاقياتها؟ فالخليجية عموماً والبحرينية خصوصاً إذا ما اعترفت بأن لها ولو قصة حب سابقة خسرت ثقة شريكها، ولكن إذا ما جاءت القصة ذاتها وبتفاصيل وأحداث أكثر جرأة من قبل الأجنبية فإن الأمر لا يعدو ماضياً لا داعي لتقليب صفحاته، وإن الله يغفر فكيف بالعبد، ويطلب منها بدء حياتهما بصفحة جديدة ونسيان الماضي.
ليس من حق أي منا الاعتراض على اختيار الغير، فتلك حياتهم التي اختاروها، ولكن من المؤلم حقاً أن تجد انتشار ظاهرة الزواج من الأجنبيات «بلا شروط» والتشدد في الشروط على بنت البلد «بنت الحسب والنسب».

العدد 548 – الأربعاء 9 شعبان 1428 هـ – 22 أغسطس 2007

ياسمينيات شروط على بنت «الحسب والنسب» ياسمين خلف عجبي من الرجل الشرقي، ولنقل الخليجي عموماً والبحريني خصوصاً، أن قرار ال...

إقرأ المزيد »

الإخــوة الأعـــداء

ياسمينيات
الإخــوة الأعـــداء
ياسمين خلف

ياسمين خلف

هل تساوي بضعة أملاك أن يخسر الإنسان أهله؟ بعواطفنا وبالمنطق أيضا سنقول لا وألف لا، فالأموال تذهب وتأتي ولكن الإنسان لن يستطيع أن يحصل على أخ أو أخت بعد أن يموت والداه أو أحدهما، وسيقول البعض أيضا بأن الفلوس ”وسخ” دنيا، يجب أن لا نترك لها المجال لتخلق الحرب على أعز وأقرب الناس إلينا، وسنقول وسنقول ولكن الواقع يقول أشياء أخرى يقول إن الأخ قد يقتل أخاه لبضعة دنانير، ويقول إن الأخت قد تنسى يوما أنها كانت يوما في رحم واحد مع أختها وأخيها، وتتذكر فقط الأموال التي تعمي قلبها، وسنرى الأخ يسرق مال أخيه ويطرد أخته من المنزل إذا ما أغرت الأموال عينيه بل وأعمته، متناسيا عقاب الله.
هذا ما تخلفه الورثة للأبناء، يتناحرون حتى تصل بهم العداوة إلى المحاكم ويتوارث أبناؤهم الحقد لأجيال، سل القضاة عن عدد القضايا في المحاكم وسلهم عن العداوة التي خلقتها بين الإخوة والأخوات، حتى غدوا بين ليلة وضحاها ألد الأعداء بعد أن كانوا أشقاء، لأجل ماذا لأجل أملاك أو أموال لا تدوم، فلو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم، قف قليلا على بعض البيوت المهجورة القديمة منها والجديدة وستجد أن من ورائها ورثة لم يصلوا إلى اتفاق يرضيهم فبقيت هكذا كالوقف الذي لا يمكن الاستفادة منه، وإن التفتَّ حولك قليلا رأيت أن فلاناً ذا المال والجاه لم يتعب في بناء أسطورته وإنما حصل عليها من ورثة أبيه وبعد أن ”أكل” مال أخته وأخيه، فكيف للمال والأملاك أن تنسي الإنسان من كان يوما شقيقه؟ لا عجب والله جل جلاله يقول ”وتحبون المال حبا جما وتأكلون التراث أكلا لما” صدق الله العلي العظيم.
هناك من الآباء من أراد أن يكفي أبناءه شر القتال على الأموال، ليحفظ لهم حقوقهم من جهة وليبقيهم أحباء من جهة أخرى، فآثروا تقسيم ثروتهم من أموال وأملاك في حياتهم، وإن كانت هذه الطريقة تجدي عند البعض إلا أنها ليست كذلك عند البعض الآخر الذي همه أن يكون الأكثر مالا، فإما أنه يستغل جهل إخوانه في إدارة الأموال ويأكل حقهم بوجود أبيهم، وإما أن يهضم حق أبيه فيأخذ ماله وينساه، بل إن البعض منهم تجده يستعجل حصوله على ورثته من أبيه وكأنه يدعو عليه بالموت، فلا تردعه حقوق والده عليه فيرفع قضية للحجر على أمواله ليمنعه من التصرف فيها حتى وإن كان ذلك بالادعاء بأنه وصل إلى مرحلة الخرف ولا يستطيع عندها التصرف المتزن في أمواله، عجبي من أناس ”يتذابحون” على أموال هي في الأساس لم يتعبوا فيها ولم تأت من جهدهم ولا من عرق جبينهم، والتي ما هي إلا هدية يقدمها لهم آباؤهم بعد أن تغمض أعينهم ويتوسدون التربة وكأنهم لا يرون أن من سبقهم إليها لم يأخذوا منها شيئا سوى أعمالهم.

العدد 552 – الأحد 13 شعبان 1428 هـ – 26 أغسطس 2007

 

ياسمينيات الإخــوة الأعـــداء ياسمين خلف هل تساوي بضعة أملاك أن يخسر الإنسان أهله؟ بعواطفنا وبالمنطق أيضا سنقول لا وألف...

إقرأ المزيد »

أتركوهم «ينعقون»

ياسمينيات
أتركوهم «ينعقون»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما الذي يريده الناس من مراقبة غيرهم؟ يتدخلون فيما لا يعنيهم، فإن لم تتزوج الفتاة مثلا سألوها عن سبب تأجيلها لمشروع الزواج، وما أن تعقد قرانها حتى سألوها عن موعد الزفاف، ولتخرس الألسن تستعجل في الزواج على حساب نفسها وعلى حساب شريك حياتها، فتدخل في دوامة لكي تجهز نفسها وعشها الزوجي، ومع كل ذلك لا تجد للناس غاية تدرك، ففي ليلة الزفاف يدعون لها بالبنين والبنات، ليبدأوا في قصة جديدة، متى ستنجبين؟ ولماذا تؤجلين مشروع الإنجاب وكأنهم هم من سيتولى عملية تربيتهم، ورغم كل ذلك تسعى لأن تكون أما بأسرع وقت ممكن كي لا تبدأ الألسن في حياكة الأقاويل بأنها امرأة عاقر ‘’وإلا لماذا لم تنجب وقد مرت أشهر على زواجها’’، والقصة لم تنتهِ، فما أن تلد طفلها الأول حتى يعودوا في ‘’النعيق’’ متى إن شاء الله ‘’تجيبين له أختاً أو أخاً’’ وهكذا دواليك، والساذجة ولا أريد أن أقول ‘’الغبية’’ من تجري وراء إشباع غاية الناس التي لم ولن يدركها بشر.
تماما كما جاء في قصص التراث عندما حاول رجل وابنه إرضاء الناس الذين بدأوا في الكلام عندما وجدوا الأب يمتطي الحمار والابن يمشي، فقالوا بأنه أب قاس وأنه لا يحنو على ابنه الضعيف، وعندما امتطى الابن الحمار وقاده الأب تهامسوا بأنه ابن عاق يركب الحمار ويترك أباه يمشي، فما كان منهما إلا أن يركبا الحمار معا، ورغم كل ذلك لم يخرسوا الألسن التي قالت إنهما لا يرحمان الحيوان المسكين وتنبؤوا لهما بالعذاب المهين من الخالق العظيم، فلم يجد الأب وابنه من وسيلة بعدها غير أن يحملا الحمار على ظهريهما ومع كل ذلك الألسن لم تكف عن القول إنهما مجنونان وأن عملهما لم يأتِ به بشر قبلهما.
للأسف هذه العادة السيئة مستشرية في مجتمعنا كالمرض الخبيث، فالكل يراقب الكل، فلان مسافر فلانة ما سوت عرس، فلانة انتقلت بيت جديد وما كملت تأثيث، فلان بخيل وعنده فلوس ويسوق سيارة كحيانة ‘’قديمة’’ فتجدهم ينصبون أنفسهم قضاة يقررون ويصدرون الأحكام على حياة غيرهم، وكأن الله قد خلق لهم ألسنا مهمتها فقط أن فلانا سوى وعلانة ما سوت، وكم من فتن اشتعلت بسبب هذه العادة الذميمة حتى قضت على علاقات الناس وأكثرها سوءا تلك التي تتسبب في قطع الأرحام وخلق الفتنة بين الأقارب، والفتنة أشد من القتل يا جماعة الخير.

 العدد 555 – الأربعاء 16 شعبان 1428 هـ – 29 أغسطس 2007

ياسمينيات أتركوهم «ينعقون» ياسمين خلف ما الذي يريده الناس من مراقبة غيرهم؟ يتدخلون فيما لا يعنيهم، فإن لم تتزوج الفتاة م...

إقرأ المزيد »

ونعم التربية والله

ياسمينيات
ونعم التربية والله
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أم لها من الأولاد ما يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، متعلمة ويقال إنها مثقفة ومتدينة، ولكن إن خالطتها وعرفتها عن قرب وأتيت إلى تصرفاتها وقيمتها ستحسبها جاهلة ولا علاقة لها بأبجديات التربية والأخلاق التي تتشدق بها بالكلام وأفعالها تناقضها، فكيف لأم أن تزرع الأخلاق في أبنائها وهي تفتقر لها؟!، وكيف نطالب الأبناء بالتحلي بالأخلاق والتي أقلها معاملة الناس بالحسنى، وآباؤهم يحتاجون إلى من يعلمهم إياها، فتجدهم يترفعون على عباد الله ‘’حتى السلام على رسول الله ما يقولونها’’ ولسانهم لا ينفك عن غيبة علان أو النميمة على فلتان.
لا جدال أن التربية من أصعب المهام، وعليها تقوم أمم وتنهار أخرى ‘’إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا’’ فليس الفخر بالتكاثر، فحتى القطط تنجب، ولكن الفخر بتربية أبناء يشار لهم بالبنان ويدعو لهم الناس القاصي منهم والداني بالخير، ويدعون لآبائهم الذين أحسنوا تربيتهم، لا أن تجد الناس يدعون عليهم وعلى الأرحام التي احتوتهم.
ومن غير الإنصاف أن نقول إن للمستوى التعليمي للآباء دور في التربية، وأقسم بالله أن في سنوات عمري الماضية وجدت عددا ليس باليسير من المتعلمين والمثقفين الذين يخجل المرء من تصرفاتهم وتصرفات أبنائهم، وتتساءل بينك وبين نفسك عن البيئة التي نشأوا عليها وتربوا فيها وعن الآباء التي ربتهم، وفي المقابل وجدت من يستحق أن تنحني له احتراما وهو الذي رباه أبوان يجهلان حتى فك الخط ومدرستهم كانت الحياة والتجربة، وهي طبعا ليست بقاعدة فهناك العكس بالعكس، واعتبار الأمر قاعدة ظلم ننأى عنه، وبيني وبينكم فإن هناك من الأبناء من تكون التربية ‘’خسارة فيهم’’ ومهما بذل الآباء في تربيتهم ستجدهم يعيثون في الأرض فسادا.
رجوعا إلى الأم السالفة الذكر فمن إحدى تصرفاتها التي من المفترض أن تخجل منها وهي الجدة، أنها تجري وراء مصلحتها ‘’مصلحجية يعني بالعامية’’ فأنت الحبيب عندما تكون لها عندك حاجة فتسلم عليك على بعد ميل، ولا تعرفك إن لم تكن لها عندك منفعة وتتهرب منك وتنتظر منك السلام وإلا فلا سلام ولا كلام، وكل ذلك غرسته في أبنائها وبناتها الذين باتوا معروفين بذات الخصلة، قالها
الإخوان المصريون ‘’إإلب القدر على تمها تطلع البنت لمها’’ أي أن البنت نسخة أمها في الأخلاق، فابنتها كذلك، والمضحك المبكي أن الأم صادف أنها كذبت على صديقاتها، وتعذرت عن لقائها اليومي بهن بأنها مشغولة كي لا تخبرهم بأنها تجهز ابنتها في الخارج لزواجها ‘’كذابة بعد’’، وبالمصادفها رأتها إحدى صديقاتها في ذات البلد، فحاولت التهرب إلا أنها لم تفلح وبدلا من أن تحث أبنتها ‘’الراشدة’’ من إلقاء السلام، تغمز لها بالابتعاد كي لا تراها صديقتها، كما لو كانت فتاة مراهقة تجهل أدبيات الأخلاق البسيطة، ولا يعرفون أن من أساء فقد أساء لنفسه، وبقى أن أقول إنه ونعم التربية والله!

العدد 559 – الأحد 20 شعبان 1428 هـ – 2 سبتمبر 2007

ياسمينيات ونعم التربية والله ياسمين خلف أم لها من الأولاد ما يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، متعلمة ويقال إنها مثقفة ومت...

إقرأ المزيد »

غرف الولادة في السلمانية

ياسمينيات
غرف الولادة في السلمانية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بحياة المرأة، فهل هناك أصعب من خروج الروح من الروح كما قال الرسول الأعظم؟ وإن كانت عملية الولادة هي الأسهل بالنسبة للأطباء وخصوصا إذا ما كانت طبيعية، فالجهد الأكبر تتحمله المرأة لا الطبيب أو طبيبة الولادة.. هكذا دائما يردد المختصون.
لم أمر بهذه التجربة بعد، ولكني قاسمت آلامها أخواتي وأعز صديقاتي، ودخلت غرف الاستعداد للولادة وهي تلك التي تبقى بها الأم تنازع آلام المخاض حتى تقترب من دقائق الولادة الفعلية، وللشهادة هي مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الطبية ومرفقة بحاضنة للأطفال، بعدها تنقل الأم إلى غرفة الولادة وهناك تواجه الموت بحد تعبير النساء، ومن هناك أيضا لي وجهة نظر.
كما هو موجود في لائحة قوانين مجمع السلمانية الطبي فإن من المسموح لزوج المرأة أو أمها فقط الدخول لغرفة الولادة لمؤازرة الأم الجديدة، ومع احترامي للقانون وواضعيه فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر أو على الأقل المرونة في التعامل معه، بحيث يسمح لكل مريضة أن يرافقها شخص واحد أو اثنان بموافقتها، فللظروف أحكام كما يقال، ومن تلك الظروف مثلا والتي عايشتها فعليا قبل عام خلال ولادة أختي الأخيرة أن الشخصين المخولين بالدخول عليها لا يتمكنان من ذلك، أولا لأن زوجها لا يحتمل مثل هذا الموقف وأغلب الرجال كذلك، وثانيا أن والدتنا حينها متوفاة قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكم تصور الوضع كيف كان مؤلما بأن تكون وحيدة خلال أصعب لحظات تمر بها أي امرأة، في الوقت الذي يرافق النساء الباقيات أمهاتهن، أليس من الممكن أن تكون إحدى أخواتها بجنبها في ظل غياب الأم؟ لا نطالب أبدا باختراق القوانين ولكن نطالب بالمرونة فيها دون المساس بالمبدأ، والذي لا نختلف عليه بأن لا تزدحم غرف الولادة بالأقرباء.
ورغم ما قد أذكره يثير الإحراج إلا أنني أجد نفسي في موقع المسؤولية التي تحتم علي أن ألفت النظر إلى أن النساء غالبا ما يشكون من عدم احترام خصوصيتهن أثناء الولادة، فالوضع لا يتطلب التفسير أو الإيضاح، ولكن من غير المعقول أن طبيبة أو ممرضة تلو الأخرى تأتي للكشف على المرأة، والأدهى والأمر إن جاء ‘’جروب’’ الأطباء المتدربين ليعاينوا حالات الولادة عن قرب! أليس من الممكن تخصيص واحدة أو اثنتين لكل حالة ولادة؟ طبعا وزارة الصحة سترد وتقول من غير الممكن، ولكنه تساءل نتمنى أن يرقى إلى أن يكون اقتراحا يوما.. ما من يدري؟ ناهيك عن أن الكثيرات يشكون من سوء المعاملة من البعض، وليس الكل طبعا، ‘’فلو خليت خربت’’، لدرجة أن بعض الموظفين في غرف الولادة يشتمن ويصرخن على المرأة وهي التي تواجه الموت من شدة الآم، أتلام في مثل هذه الساعات الحرجة أن صرخت المرأة من شدة الألم أو دفعت بيدها الممرضة؟ ما نعرفه أنهن ملائكة الرحمة، ونتمنى أن يبقى هذا المصطلح كذلك دون تشويه.

 العدد 562 – الأربعاء 23 شعبان 1428 هـ – 5 سبتمبر 2007

ياسمينيات غرف الولادة في السلمانية ياسمين خلف هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأك...

إقرأ المزيد »

جنة بلا «نساء» ما تنداس

ياسمينيات
جنة بلا «نساء» ما تنداس
ياسمين خلف

ياسمين خلف

رائع هو مشروع المدينة المائية الجديد في العرين، والأروع اختيار الاسم ‘’جنة دلمون المفقودة’’ فهي حقا جنة بالنسبة للمشروعات العائلية في البحرين ومفقودة منذ زمن، بعد انتقال العيون الطبيعية إلى رحمة الله، ناهيك عن موقعها البعيد وغير الواضح لسالكي الطريق مما يجعل منها حقا مفقودة لمن يرتادها للمرة الأولى.
ومن وجهة نظري أن المشروع قد تأخر كثيرا، أولا لحاجة البحرين لمثل هذه المشروعات رحمة ورأفة بالناس وخصوصا لمن لا يقوى على تحمل مصاريف السفر في فصل الصيف، ولأنه تأخر في الافتتاح والذي جرى في الثالث من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، أي قبل يوم واحد من بدء العام الدراسي الجديد، وكان من الأجدى أن يكون بعد انتهاء الدراسة مباشرة ليس فقط لصالح الناس وإنما حتى لصالح أصحاب المشروع الذين سيجنون حقا أرباحا طائلة لتزامنها مع موسم الإجازة وانتعاش السياحة.
وأعتقد أن الكثيرات من بني جنسي يؤيدن اقتراح أن يكون أحد أيام الأسبوع مخصصا للنساء، وهو حق لابد من الالتفات إليه في دولة إسلامية محافظة، حيث لا يمكن لهن ارتياد المسابح بالملابس المخصصة للسباحة ‘’بالمايوهات’’ والتي تظهر أكثر مما تخفي، وإن كان البعض وهن نزر بسيط جدا يوافقن ولا يجدن ضير في ذلك فإن الغالبية العظمى ستفضل أن تبقى تشاهد أطفالها أو أقاربها الرجال وهم يسبحون ويستمتعون وفي عيونهن ‘’الحسرة’’ والرغبة في المشاركة التي لا يمكن تحقيقها في مكان عام يعج بالرجال، مما سيجعل منها جنة بلا نساء وكما في الأمثال فإنها لن تداس.
وعلى الجانب الآخر فإن رسوم الدخول والتي تصل إلى 12 دينارا للكبار وكما أعتقد 8 دنانير للصغار فإنها وإن كانت مناسبة نسبيا لمشروع جديد أنفقت عليه الملايين، فانه ليس بكذلك بالنسبة للمستوى المعيشي في البحرين وأجور مواطنيها، فعائلة واحدة لا يتعدى عدد أفرادها الأربعة أطفال وزوجين وخادمة ستكلفهم الرسوم ما لا يقل عن 76 دينارا إذا ما افترضنا أن اثنين من الأبناء بالغان والاخران من فئة الأطفال ناهيك عن المصاريف الأخرى من أكل ولوازم سباحة وأمور أخرى سوف تعرض في السوق الملحقة ‘’بالجنة’’ والتي لا نتمنى أن تكون نار دلمون الجديدة على المواطن البحريني.

العدد 567 – الاثنين 28 شعبان 1428 هـ – 10 سبتمبر 2007

ياسمينيات جنة بلا «نساء» ما تنداس ياسمين خلف رائع هو مشروع المدينة المائية الجديد في العرين، والأروع اختيار الاسم ‘’جنة...

إقرأ المزيد »

أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء»

ياسمينيات
أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء»
ياسمين خلف

ياسمين خلف


أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي لاتزال في ريعان شبابها ولم تتزوج بعد، ولا يملك كل من سيعرفها إلا أن يحترمها بالمثل، ولكنها في المقابل لا تحتاج منا جميعا الاحترام فقط، وإنما هي في أمس الحاجة إلى يد تعينها على مصاريف الجامعة التي عجزت وأهلها عن تسديد رسومها.
حكايتها بدأت وهي في الحادية والعشرين من عمرها عندما فجعت وأهلها بأخيها وزوجته وأبنهما ذي الثلاث سنوات في حادث مروري بشع بعد خروجهم من المركز الصحي في طريقهم إلى المنزل، تاركين لها ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني الابتدائي وأصغرهم لم يتعدَ العام والتسعة أشهر من عمره، فيما كان أوسطهم لتوه قد أنهى الروضة، وكان ذلك في العام 2002، ولم تجد حينها وهي طالبة الأحياء في جامعة البحرين إلا أن تحتضن هؤلاء الأطفال لتكون الأم قبل أن تكون العمة، فتسبب لها ذلك في انخفاض معدلها الجامعي وكانت النتيجة الطرد والفصل من الجامعة.
بعدها بعامين فقط فجعت العائلة ذاتها بوفاة زوجة الأخ وكأن المصائب لا يحلو لها أن تأتي فرادا فتفضل أن تكون بالجملة، فخلفت المرحومة وراءها هذه المرة خمسة أطفال، أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي وأصغرهم لم يتعد الأربعة أشهر، نعم الأربعة أشهر، مما يعني أن المسؤولية كبيرة جدا، حيث زادت بحمل 5 أطفال إضافة إلى 3 أطفال آخرين، وكلهم يتامى وبحاجة إلى صدر أم حنون، فكانت هي من يمتلك الحنان الذي عوضهم عن حنان الأم وربما أعطتهم ما لم تكن لتعطيه إياه أمهاتهم لو قدر لهن العيش وطول العمر.
اليوم هي في السابعة والعشرين من عمرها، وهدفها الذي لم يغب عن بالها رغم المسؤولية العظيمة التي حملتها على عاتقها هو إكمال دراستها الجامعية، ولأنها فصلت فصلا تاما من جامعة البحرين، لم تجد غير الاتجاه نحو الجامعة الخاصة بمصاريفها التي لا ترحم ‘’فقير القوم’’ فكلفة السنة الدراسية تصل إلى نحو 0441 دينارا، بواقع 027 دينارا في كل فصل دراسي، ورغم تقسيط المبلغ من قبل الجامعة الخاصة التي تحمل اسما قديما للبحرين، إلا أنها لا تقوى على دفع كلفها، كيف تدفعها وهي عاطلة وأبوها شيخ كبير لا يزيد دخله عن 001 دينار كراتب تقاعدي.
لا حيلة لها اليوم غير أن تستجدي من يملك القدرة على إعانتها، بعد أن يئست من إرسال طلبها إلى الديوان الملكي، وبعد أن عجزت عن الحصول على عمل بدوام جزئي لارتباطها بالدراسة. تقول إنها تتمنى لو تحصل على من يتبناها دراسيا كإحدى الشركات أو البنوك أو من قبل وجهاء وأغنياء المملكة، أو حتى أن يتكفل أحدهم بدفع المصروفات إلى أن تتخرج كدين أو قرض تسدده متى ما حصلت على عمل بعد إنهائها للدراسة التي بقي عليها ثلاث سنوات، هل من معين لهذه الأم التي ربت 8 أيتام وهي ‘’عزباء’’؟.
العدد 569 – الأربعاء 30 شعبان 1428 هـ – 12 سبتمبر 2007

ياسمينيات أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء» ياسمين خلف أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي...

إقرأ المزيد »