غرف الولادة في السلمانية

ياسمينيات
غرف الولادة في السلمانية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بحياة المرأة، فهل هناك أصعب من خروج الروح من الروح كما قال الرسول الأعظم؟ وإن كانت عملية الولادة هي الأسهل بالنسبة للأطباء وخصوصا إذا ما كانت طبيعية، فالجهد الأكبر تتحمله المرأة لا الطبيب أو طبيبة الولادة.. هكذا دائما يردد المختصون.
لم أمر بهذه التجربة بعد، ولكني قاسمت آلامها أخواتي وأعز صديقاتي، ودخلت غرف الاستعداد للولادة وهي تلك التي تبقى بها الأم تنازع آلام المخاض حتى تقترب من دقائق الولادة الفعلية، وللشهادة هي مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الطبية ومرفقة بحاضنة للأطفال، بعدها تنقل الأم إلى غرفة الولادة وهناك تواجه الموت بحد تعبير النساء، ومن هناك أيضا لي وجهة نظر.
كما هو موجود في لائحة قوانين مجمع السلمانية الطبي فإن من المسموح لزوج المرأة أو أمها فقط الدخول لغرفة الولادة لمؤازرة الأم الجديدة، ومع احترامي للقانون وواضعيه فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر أو على الأقل المرونة في التعامل معه، بحيث يسمح لكل مريضة أن يرافقها شخص واحد أو اثنان بموافقتها، فللظروف أحكام كما يقال، ومن تلك الظروف مثلا والتي عايشتها فعليا قبل عام خلال ولادة أختي الأخيرة أن الشخصين المخولين بالدخول عليها لا يتمكنان من ذلك، أولا لأن زوجها لا يحتمل مثل هذا الموقف وأغلب الرجال كذلك، وثانيا أن والدتنا حينها متوفاة قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكم تصور الوضع كيف كان مؤلما بأن تكون وحيدة خلال أصعب لحظات تمر بها أي امرأة، في الوقت الذي يرافق النساء الباقيات أمهاتهن، أليس من الممكن أن تكون إحدى أخواتها بجنبها في ظل غياب الأم؟ لا نطالب أبدا باختراق القوانين ولكن نطالب بالمرونة فيها دون المساس بالمبدأ، والذي لا نختلف عليه بأن لا تزدحم غرف الولادة بالأقرباء.
ورغم ما قد أذكره يثير الإحراج إلا أنني أجد نفسي في موقع المسؤولية التي تحتم علي أن ألفت النظر إلى أن النساء غالبا ما يشكون من عدم احترام خصوصيتهن أثناء الولادة، فالوضع لا يتطلب التفسير أو الإيضاح، ولكن من غير المعقول أن طبيبة أو ممرضة تلو الأخرى تأتي للكشف على المرأة، والأدهى والأمر إن جاء ‘’جروب’’ الأطباء المتدربين ليعاينوا حالات الولادة عن قرب! أليس من الممكن تخصيص واحدة أو اثنتين لكل حالة ولادة؟ طبعا وزارة الصحة سترد وتقول من غير الممكن، ولكنه تساءل نتمنى أن يرقى إلى أن يكون اقتراحا يوما.. ما من يدري؟ ناهيك عن أن الكثيرات يشكون من سوء المعاملة من البعض، وليس الكل طبعا، ‘’فلو خليت خربت’’، لدرجة أن بعض الموظفين في غرف الولادة يشتمن ويصرخن على المرأة وهي التي تواجه الموت من شدة الآم، أتلام في مثل هذه الساعات الحرجة أن صرخت المرأة من شدة الألم أو دفعت بيدها الممرضة؟ ما نعرفه أنهن ملائكة الرحمة، ونتمنى أن يبقى هذا المصطلح كذلك دون تشويه.

 العدد 562 – الأربعاء 23 شعبان 1428 هـ – 5 سبتمبر 2007

ياسمينيات
غرف الولادة في السلمانية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بحياة المرأة، فهل هناك أصعب من خروج الروح من الروح كما قال الرسول الأعظم؟ وإن كانت عملية الولادة هي الأسهل بالنسبة للأطباء وخصوصا إذا ما كانت طبيعية، فالجهد الأكبر تتحمله المرأة لا الطبيب أو طبيبة الولادة.. هكذا دائما يردد المختصون.
لم أمر بهذه التجربة بعد، ولكني قاسمت آلامها أخواتي وأعز صديقاتي، ودخلت غرف الاستعداد للولادة وهي تلك التي تبقى بها الأم تنازع آلام المخاض حتى تقترب من دقائق الولادة الفعلية، وللشهادة هي مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الطبية ومرفقة بحاضنة للأطفال، بعدها تنقل الأم إلى غرفة الولادة وهناك تواجه الموت بحد تعبير النساء، ومن هناك أيضا لي وجهة نظر.
كما هو موجود في لائحة قوانين مجمع السلمانية الطبي فإن من المسموح لزوج المرأة أو أمها فقط الدخول لغرفة الولادة لمؤازرة الأم الجديدة، ومع احترامي للقانون وواضعيه فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر أو على الأقل المرونة في التعامل معه، بحيث يسمح لكل مريضة أن يرافقها شخص واحد أو اثنان بموافقتها، فللظروف أحكام كما يقال، ومن تلك الظروف مثلا والتي عايشتها فعليا قبل عام خلال ولادة أختي الأخيرة أن الشخصين المخولين بالدخول عليها لا يتمكنان من ذلك، أولا لأن زوجها لا يحتمل مثل هذا الموقف وأغلب الرجال كذلك، وثانيا أن والدتنا حينها متوفاة قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكم تصور الوضع كيف كان مؤلما بأن تكون وحيدة خلال أصعب لحظات تمر بها أي امرأة، في الوقت الذي يرافق النساء الباقيات أمهاتهن، أليس من الممكن أن تكون إحدى أخواتها بجنبها في ظل غياب الأم؟ لا نطالب أبدا باختراق القوانين ولكن نطالب بالمرونة فيها دون المساس بالمبدأ، والذي لا نختلف عليه بأن لا تزدحم غرف الولادة بالأقرباء.
ورغم ما قد أذكره يثير الإحراج إلا أنني أجد نفسي في موقع المسؤولية التي تحتم علي أن ألفت النظر إلى أن النساء غالبا ما يشكون من عدم احترام خصوصيتهن أثناء الولادة، فالوضع لا يتطلب التفسير أو الإيضاح، ولكن من غير المعقول أن طبيبة أو ممرضة تلو الأخرى تأتي للكشف على المرأة، والأدهى والأمر إن جاء ‘’جروب’’ الأطباء المتدربين ليعاينوا حالات الولادة عن قرب! أليس من الممكن تخصيص واحدة أو اثنتين لكل حالة ولادة؟ طبعا وزارة الصحة سترد وتقول من غير الممكن، ولكنه تساءل نتمنى أن يرقى إلى أن يكون اقتراحا يوما.. ما من يدري؟ ناهيك عن أن الكثيرات يشكون من سوء المعاملة من البعض، وليس الكل طبعا، ‘’فلو خليت خربت’’، لدرجة أن بعض الموظفين في غرف الولادة يشتمن ويصرخن على المرأة وهي التي تواجه الموت من شدة الآم، أتلام في مثل هذه الساعات الحرجة أن صرخت المرأة من شدة الألم أو دفعت بيدها الممرضة؟ ما نعرفه أنهن ملائكة الرحمة، ونتمنى أن يبقى هذا المصطلح كذلك دون تشويه.

 العدد 562 – الأربعاء 23 شعبان 1428 هـ – 5 سبتمبر 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “غرف الولادة في السلمانية

  1. تعليق #1
    شكراً أختي ياسمين على طرح مواضيعج الشيقه والمفيده ويعطيج الف عافيه ان شاء الله وربي يحفض كل وحده تدخل مستشفى الولادة
    بس حبيت ارد على موضوعج لان مديم متابعين لمواضيعج القيمه وتحياتي القلبيه

    صرخة ألم
    صرخة ألم الأربعاء 5 سبتمبر 2007
    تعليق #2
    شكراً على المقال واحب اقول كلامك صحيح ويحدث في جميع المستشفيات في المحرق وجدحفص وليس السلمانية فقط وان كانت السلمانية افضل نسبياً من الباقي
    حمد الأربعاء 5 سبتمبر 2007
    تعليق #3
    اول شي الحمدلله على السلامة من الاجازة .
    الشي الثاني انا قبل اسبوعين زوجتي ولدت في المستشفى العسكري و بحكم اني غير عسكري كان لازم ادفع و دفعت ، المهم ان الوضع في غرة الولادة كان فظيع لان ناس تسولفو تظحك كأنهم قاعدين حق شاي الضحى و كل وحده صوتها مايحتاي كأنها تغني في حفلة و مافي اي احترام حق المرضى اللي تعبانة و اللي قايلين لها لازم تنامين شوي بس مافي امل و حتى في الجناح مافي اي احترام ابدا و صدقيني اذا قلت لج ان فوضويين الى اخر درجه مع انهم لازم يكونون ملائكة الرحمة مع اني ماعتقد لا و اذا كلمت احم فيهم ولا كأنه يسمعك و اذا سمعك مايعبرك ولا يرد عليك و اذا رد كأنك تطر من عنده.
    احنا في بلد لازم الشعب يفكر بأسلوب حضاري حتي دينا الاسلامي يفرض علا الزائر انه يخفف علا المريض فما بالك بالممرضين و الدكاتره.
    المواضيع اللي تطرحينها دائما في الصميم .
    شكرا
    بو رفاع الأربعاء 5 سبتمبر 2007
    تعليق #4
    ياسمين معالج كل الحق وانا شخصيا لدي تجربة سيئة مع تلك الغرف المغلقة فقبل ثمانية اشهر تعرضت للاجهاض فقصدت مستشفي السلمانية ومن فرط سوء المعاملة .مع الحالة النفسية التي كنت اعاني منها بسبب فقداني للجنين والالام المصاحبة لذلك كنت اتلقي الاهانات من بعض الطاقم الطبي مما دفعني الي ترك المستشفي والتوجه الي احدي المستشفيات الخاصة لاجراء العملية والتي لم تستغرق في مجمل اجراءاتها ابتدا بالفحوصات وانتهاءا بالعملية اربع وعشرين ساعة .ولكن ليست جميع الاسر في البحرين قادرة على تحمل تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة .فاين يذهب هولاء .
    FARAH الأربعاء 5 سبتمبر 2007
    تعليق #5
    تسلم ايديج على هطبخة وينك من زمان
    عفريت النار الأربعاء 5 سبتمبر 2007
    تعليق #6
    شكرا غاليتي ياسمين لهذا الموضوع الشيق والذي يعبر عن واقع مستشفي السلمانية المرير .. والدي عانيت فيه كثيرا .. احبك ودائما تجدبني مواضيعك .. وفقك الله
    ام فاطمة السبت 8 سبتمبر 2007

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.