في دار رعاية المسنين أسرة بيضاء وتحيطها كراسي فاضية ! من يخفف عنهم وحشة الكبر .. و الخرف ؟!

استطلاع أجرته ـ ياسمين خلف:
أقسي لحظات قد يعيشها الواحد منا، هي البقاء وحيدا ضعيفا لا حول له ولا قوة، ينتظر مجهولات ويتعلق بأمل قد يتلاشي يوما بعد يوم، او ساعة بعد ساعة.. او ان يعتقد وهما ان هناك من يهتم به، او حتي يفكر فيه وبشئونه! فئة كبار السن العجزة والذين لم يطلق عليهم هذا المصطلح الا لعجزهم وقلة حيلتهم، يحتاجون منا جمعيا يدا حانية تربت علي اكتافهم، وكلمة تؤنسهم في وحشة الكبر والعجز!! هم اباؤنا وامهاتنا جميعا، فلم نبخل عليهم بضحكة او بزيارة قد تبعث الامل في نفوسهم من جديد؟ من يدخل باب دار رعاية المسنين، ويسمع قصص نزلائه حتما ستدمع عيناه وسيدمي قلبه من فرط نكر الابناء والاهل لذويهم، ونسيانهم لافضالهم وتضحياتهم!! لا نعمم بالطبع تلك الرؤية السوداوية، ولكننا نسلظ الضوء عليها، علي من يقرأ عنها يتعظ.
ولعل ذوي الحالات التي سنعرضها يرجعون الي رشدهم وتلين قلوبهم المتحجرة ويتوبوا الي الله، لكيلا تدور الدوائر ويروا انفسهم يوما ملقين علي سرير ابيض بين كراسي فاضية!!
يحاسبها علي 200 فلس
اسماء دخلت الدار بتاريخ 2003/2/23، لها بنت توفيت هي الاخري في دار العجزة مؤخرا، ولها كذلك ولد واحد لا يزورها! ما ان رأتنا حتي ترجتنا رجاء حار لاخذها لمدينة المنامة مسقط رأسها لتزور الحسينية التي اقامتها، وابتعدت عنها رغما عنها ، لدرجة انها سحبت يدنا غفلة وخلسة وقبلتها وهي تترجي!! وتقول بصوت حنون حزين: حفيدي…. اخذ اموالي وانا لست راضية علي فعلته هذه حتي انه لا يزورني ولا يعلم بحالي!!
تلتقط الباحثة الاجتماعية ام كلثوم زمام الحديث وتصف حالتها بالمأساة وتقول: اهلها غير متعاونين البتة، علي الرغم من انهم من عائلة معروفة! لدرجة انهم لا يأخذونها عندهم رغم الحاحها المستمر في رغبتها الدائمة الا وهي زيارة المنامة، ومن اجل تحقيق رغبتها اقلناها بواسطة الاسعاف الي بيت حفيدها، ونحن نعرف جيدا انهم لن يعتنوا بها او حتي بنظافتها الشخصية، الا اننا رأفة بها وبحالتها النفسية اخذناها مرة اليهم، ويالتينا لم نأخذها لهم! سألناها عن سبب هذا الاسف فردت تقول: ايتصور احدكم ان حفيدها المحترم كان يرفع صوته عليها من اجل ماذا؟ من اجل انه اشتري لها سندويش بـ 200 فلس ولم تأكلها مدعيا انها بسلوكها هذا تؤدي الي الاسراف!! تركنا اسماء وهي تسألنا عن الساعة التي سنأخذها فيها لمدينة المنامة وللحسينية التي اقامتها..

تتجمل وتتعطر
وتتزين بالاكسسوارات!
شريفة عزباء من مواليد عام 1922 ومن سكنة الدفنة ، حفيدة زوجها هي من وضعتها في عهدة دار رعاية المسنين، وزوجها توفي منذ اكثر من ثلاثين عاما، وظلت تشكو وتتذمر من حياتها ومن وضعها في الدار.
ومن بعيد وعلي سريرها الذي جلست عليه، بدت رباب مختلفة، فعلامات جمالها وهي شباب مازالت باقية رغم قسوة الزمن! والطريف انها دائما علي حد قول الباحثة الاجتماعية تتجمل وتتعطر وتتزين بالاكسسوارات!! تدعي رباب ان اهلها لا يزورونها ولكن الباحثة تؤكد العكس، الواضح الجلي ان الخرف بدأ يتسلل اليها كتسلل الشيب في شعرها .

أخي يعرف ما أريد
بالقرب من سرير عبدالكريم كانت هناك رسمة بريشة احد زملائه المتوفين في الدار، والذي قال عنه انه رفض الاكل حتي مات!! عبدالكريم من سكنة المصلي يقول بأسي: اهلي يزوروني بالكاد، واشعر بالملل واحتاج الي بعض الحاجيات ، وعندما سألناه عن تلك الحاجيات التي يريدها امتنع عن الاجابة وقال: اخي يعرفها جيدا!! .

أهلي يزوروني وأنا مرتاح هنا
ومن بعيد رحب بنا عيسي من سكنة النعيم سابقا، وابدي استعداده للحديث معنا، وقال: اهلي لا يقصرون معي في الزيارة، وان غابت طلتهم علي ابلغ الباحثة بالامر فتسارع بالاتصال بهم لمعرفة سبب عدم زيارتهم، فيزورونني بعدها واكد عيسي انه مرتاح جدا في دار رعاية المسنين، وانه غير محتاج الي شيء.

Catsocaff
2004-03-16

استطلاع أجرته ـ ياسمين خلف:
أقسي لحظات قد يعيشها الواحد منا، هي البقاء وحيدا ضعيفا لا حول له ولا قوة، ينتظر مجهولات ويتعلق بأمل قد يتلاشي يوما بعد يوم، او ساعة بعد ساعة.. او ان يعتقد وهما ان هناك من يهتم به، او حتي يفكر فيه وبشئونه! فئة كبار السن العجزة والذين لم يطلق عليهم هذا المصطلح الا لعجزهم وقلة حيلتهم، يحتاجون منا جمعيا يدا حانية تربت علي اكتافهم، وكلمة تؤنسهم في وحشة الكبر والعجز!! هم اباؤنا وامهاتنا جميعا، فلم نبخل عليهم بضحكة او بزيارة قد تبعث الامل في نفوسهم من جديد؟ من يدخل باب دار رعاية المسنين، ويسمع قصص نزلائه حتما ستدمع عيناه وسيدمي قلبه من فرط نكر الابناء والاهل لذويهم، ونسيانهم لافضالهم وتضحياتهم!! لا نعمم بالطبع تلك الرؤية السوداوية، ولكننا نسلظ الضوء عليها، علي من يقرأ عنها يتعظ.
ولعل ذوي الحالات التي سنعرضها يرجعون الي رشدهم وتلين قلوبهم المتحجرة ويتوبوا الي الله، لكيلا تدور الدوائر ويروا انفسهم يوما ملقين علي سرير ابيض بين كراسي فاضية!!
يحاسبها علي 200 فلس
اسماء دخلت الدار بتاريخ 2003/2/23، لها بنت توفيت هي الاخري في دار العجزة مؤخرا، ولها كذلك ولد واحد لا يزورها! ما ان رأتنا حتي ترجتنا رجاء حار لاخذها لمدينة المنامة مسقط رأسها لتزور الحسينية التي اقامتها، وابتعدت عنها رغما عنها ، لدرجة انها سحبت يدنا غفلة وخلسة وقبلتها وهي تترجي!! وتقول بصوت حنون حزين: حفيدي…. اخذ اموالي وانا لست راضية علي فعلته هذه حتي انه لا يزورني ولا يعلم بحالي!!
تلتقط الباحثة الاجتماعية ام كلثوم زمام الحديث وتصف حالتها بالمأساة وتقول: اهلها غير متعاونين البتة، علي الرغم من انهم من عائلة معروفة! لدرجة انهم لا يأخذونها عندهم رغم الحاحها المستمر في رغبتها الدائمة الا وهي زيارة المنامة، ومن اجل تحقيق رغبتها اقلناها بواسطة الاسعاف الي بيت حفيدها، ونحن نعرف جيدا انهم لن يعتنوا بها او حتي بنظافتها الشخصية، الا اننا رأفة بها وبحالتها النفسية اخذناها مرة اليهم، ويالتينا لم نأخذها لهم! سألناها عن سبب هذا الاسف فردت تقول: ايتصور احدكم ان حفيدها المحترم كان يرفع صوته عليها من اجل ماذا؟ من اجل انه اشتري لها سندويش بـ 200 فلس ولم تأكلها مدعيا انها بسلوكها هذا تؤدي الي الاسراف!! تركنا اسماء وهي تسألنا عن الساعة التي سنأخذها فيها لمدينة المنامة وللحسينية التي اقامتها..

تتجمل وتتعطر
وتتزين بالاكسسوارات!
شريفة عزباء من مواليد عام 1922 ومن سكنة الدفنة ، حفيدة زوجها هي من وضعتها في عهدة دار رعاية المسنين، وزوجها توفي منذ اكثر من ثلاثين عاما، وظلت تشكو وتتذمر من حياتها ومن وضعها في الدار.
ومن بعيد وعلي سريرها الذي جلست عليه، بدت رباب مختلفة، فعلامات جمالها وهي شباب مازالت باقية رغم قسوة الزمن! والطريف انها دائما علي حد قول الباحثة الاجتماعية تتجمل وتتعطر وتتزين بالاكسسوارات!! تدعي رباب ان اهلها لا يزورونها ولكن الباحثة تؤكد العكس، الواضح الجلي ان الخرف بدأ يتسلل اليها كتسلل الشيب في شعرها .

أخي يعرف ما أريد
بالقرب من سرير عبدالكريم كانت هناك رسمة بريشة احد زملائه المتوفين في الدار، والذي قال عنه انه رفض الاكل حتي مات!! عبدالكريم من سكنة المصلي يقول بأسي: اهلي يزوروني بالكاد، واشعر بالملل واحتاج الي بعض الحاجيات ، وعندما سألناه عن تلك الحاجيات التي يريدها امتنع عن الاجابة وقال: اخي يعرفها جيدا!! .

أهلي يزوروني وأنا مرتاح هنا
ومن بعيد رحب بنا عيسي من سكنة النعيم سابقا، وابدي استعداده للحديث معنا، وقال: اهلي لا يقصرون معي في الزيارة، وان غابت طلتهم علي ابلغ الباحثة بالامر فتسارع بالاتصال بهم لمعرفة سبب عدم زيارتهم، فيزورونني بعدها واكد عيسي انه مرتاح جدا في دار رعاية المسنين، وانه غير محتاج الي شيء.

Catsocaff
2004-03-16

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.