معاناة يومية .. صيفاً وشتاء .. دقائق غير مريحة

ريبورتاج مصور
كتبته – ياسمين خلف:

معاناة الطلبة والطالبات ممن يستخدمون الباصات المدرسية الحكومية ليست بقليلة، خصوصاً في فصل الصيف الذي يحرق الأخضر واليابس ويلهب الجلود! فالأمر أشبه بمأساة كما وصفها الطلبة والطالبات لافتقار تلك الباصات للمكيفات الهوائية التي تبرد ولو قليلاً عليهم، وتخفف من لاهوب البحرين الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً!! وكذلك الحال في فصل الشتاء حين تهب رياح الشمال الباردة.. وربما خلال يوم وبعد يوم ماطر شديد البرودة.
في الآونة الأخيرة تم تخصيص قطاع النقل العام، وأصبح حال الباصات أفضل، ليس قليلاً، وإنما كثيراً، فالفرق شاسع ما بين باصات تاتا وباصات كارس والفرج بعدما جاء، هل سيشمل الطلبة والطالبات الذين لا حول لهم ولا قوة، خصوصاً إذا ما تعذر علي أهاليهم نقلهم عبر سياراتهم الخاصة، وضاقت أيديهم وعجزوا عن استئجار باص خاص لنقل فلذات أكبادهم إلي مدارسهم؟!

أصاب بدوار
ودوخة من الحرارة

فهذه رملة عباس عبدالنبي، طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الحورة التجارية للبنات تصف المعاناة اليومية علي حد قولها، فتستطرد تقول: بصراحة لا أتعب في الدوام المدرسي بقدر ما أتعب في النصف ساعة تلك، وهي مدة نقلنا من المدرسة إلي بيوتنا.. فالجو الحار الذي يسلخ وجوهنا ونحن جالسون علي مقاعد الباص ترهقنا وتسبب لنا الدوخة والدوار في الرأس حتي ساعات الليل.. بل وتمنعنا من أن نراجع دروسنا أو حتي تناول وجبة الغداء بهناء!!
وبعد تنهيدة عبرت عن استيائها واصلت وهي تقول:
ما ذنبنا نحن إذا لم يستطع أهلنا نقلنا إلي المدرسة عبر سياراتهم، إذ إن زحمة الشارع وضيق الوقت يمنعهم من نقلنا يومياً إلي مدارسنا، فلماذا لا تستبدل وزارة التربية والتعليم هذه الباصات، بباصات كارس التي بدأت خدماتها وارتاح روادها منها !! تضحك وتقول: الوضع في الباص أشبه بفرن ونحن طبعاً ننضج بفعل تلك الحرارة اللامعقولة!! .

ضحية
الباصات المدرسية!!

تغير لون بشرتي وأصبحت سمراء بل أقرب إلي لون الشوكولاته وكل ذلك بسبب ارتيادي لباص المدرسة، فأنا وما إن يقترب موسم المدرسة حتي ينتابني شعور بالضيق واليأس، لا لشيء سوي أنني وبمجرد أن أتذكر الدقائق الساخنة التي اتحملها، وأنا جالسة علي جلد ساخن مقاعد الباص والأشعة الملتهبة التي تخترق عيني أصاب بخيبة أمل، وأدعو ربي في قرارة نفسي وأقول: متي يا رب تتوب علينا نحن الطلبة وترحمنا من هذه المعاناة اليومية ونتخرج من المدرسة !! تلك الكلمات اليائسة لطالبة أبت أن تذكر اسمها واكتفت بالإشارة إلي نفسها بلقب الضحية ، فهي وعلي حد قولها تحس بالخجل من ركوبها تلك الباصات، التي تعتبرها مهينة للطلبة.

وضع الطالبات
أسوأ من الطلبة

أم زينب ولية أمر تصف وضع طلبة الباصات بالمأساة وتقول: عندما أراهم وهم يهمون بالدخول في الباصات المدرسية أشفق عليهم وعلي الوضع الذي هم عليه، وخصوصاً الطالبات، فالطلبة بإمكانهم ارتداء أي فانيلة خفيفة، ولكن الطالبات وخاصة المتحجبات منهن، يقعن في مأزق لا مفر منه، خصوصاً إذا ما اضطررن للبس المرايل المدرسية فوق ملابسهن الرياضية!! وتختتم بقولها: كان الله في عونهن .
نغرق في عرقنا !!

تبادل أطراف الحديث حتي الوصول إلي المنزل هي الطريقة التي يلجأ إليها خليل إبراهيم طالب في الصف الثالث الثانوي بمدرسة النعيم الثانوية للبنين ليلهي نفسه فينسي الجو الحار ويقول في ذلك: باصاتنا غير مكيفة شأنها في ذلك شأن باصات وزارة التربية والتعليم.. ونذوق داخلها الويل فالحرارة التي تخترق أجسادنا لا مفر منها سوي الحديث والحديث مع الاصدقاء حتي نصل إلي منازلنا، وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فالأمر أسوأ بكثير عندما نصاب بالدوخة والدوار ونغرق في عرقنا ، ويقول مضيفاً صحيح أنهم زودوا الباصات مؤخراً بمراوح هوائية إلا أنها لا تفي بالغرض ولا تقلل من المعاناة إلا القليل اليسير.
فشلنا ولكننا سننجح
كنا نأمل أن نحصل علي رد شاف بارد يخفف حرارة الجو المحرقة التي يتعرض له الطلبة أثناء وجودهم في الباصات المدرسية، إلا أننا فشلنا، ونتمني أن ننجح مرة أخري، إذا ما تجاوبت معنا وزارة التربية والتعليم، وأملنا فيها كل خير.
ولكن ارتأينا ذكر تصريح سابق للدكتور ابراهيم جناحي الوكيل المساعد للتعليم العام والفني في الوزارة اذ يقول: ان الوزارة وفرت المواصلات لنقل الطلبة الذين تبعد مساكنهم عن مدارسهم الاكثر من 2 كيلو متر، والذين يقطنون في شوارع رئيسية، توفير شروط السلامة فيها. ان هذا الخدمة يستفيد منها حاليا اكثر من 30 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية.

Catedu
2003-09-21

ريبورتاج مصور
كتبته – ياسمين خلف:

معاناة الطلبة والطالبات ممن يستخدمون الباصات المدرسية الحكومية ليست بقليلة، خصوصاً في فصل الصيف الذي يحرق الأخضر واليابس ويلهب الجلود! فالأمر أشبه بمأساة كما وصفها الطلبة والطالبات لافتقار تلك الباصات للمكيفات الهوائية التي تبرد ولو قليلاً عليهم، وتخفف من لاهوب البحرين الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً!! وكذلك الحال في فصل الشتاء حين تهب رياح الشمال الباردة.. وربما خلال يوم وبعد يوم ماطر شديد البرودة.
في الآونة الأخيرة تم تخصيص قطاع النقل العام، وأصبح حال الباصات أفضل، ليس قليلاً، وإنما كثيراً، فالفرق شاسع ما بين باصات تاتا وباصات كارس والفرج بعدما جاء، هل سيشمل الطلبة والطالبات الذين لا حول لهم ولا قوة، خصوصاً إذا ما تعذر علي أهاليهم نقلهم عبر سياراتهم الخاصة، وضاقت أيديهم وعجزوا عن استئجار باص خاص لنقل فلذات أكبادهم إلي مدارسهم؟!

أصاب بدوار
ودوخة من الحرارة

فهذه رملة عباس عبدالنبي، طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الحورة التجارية للبنات تصف المعاناة اليومية علي حد قولها، فتستطرد تقول: بصراحة لا أتعب في الدوام المدرسي بقدر ما أتعب في النصف ساعة تلك، وهي مدة نقلنا من المدرسة إلي بيوتنا.. فالجو الحار الذي يسلخ وجوهنا ونحن جالسون علي مقاعد الباص ترهقنا وتسبب لنا الدوخة والدوار في الرأس حتي ساعات الليل.. بل وتمنعنا من أن نراجع دروسنا أو حتي تناول وجبة الغداء بهناء!!
وبعد تنهيدة عبرت عن استيائها واصلت وهي تقول:
ما ذنبنا نحن إذا لم يستطع أهلنا نقلنا إلي المدرسة عبر سياراتهم، إذ إن زحمة الشارع وضيق الوقت يمنعهم من نقلنا يومياً إلي مدارسنا، فلماذا لا تستبدل وزارة التربية والتعليم هذه الباصات، بباصات كارس التي بدأت خدماتها وارتاح روادها منها !! تضحك وتقول: الوضع في الباص أشبه بفرن ونحن طبعاً ننضج بفعل تلك الحرارة اللامعقولة!! .

ضحية
الباصات المدرسية!!

تغير لون بشرتي وأصبحت سمراء بل أقرب إلي لون الشوكولاته وكل ذلك بسبب ارتيادي لباص المدرسة، فأنا وما إن يقترب موسم المدرسة حتي ينتابني شعور بالضيق واليأس، لا لشيء سوي أنني وبمجرد أن أتذكر الدقائق الساخنة التي اتحملها، وأنا جالسة علي جلد ساخن مقاعد الباص والأشعة الملتهبة التي تخترق عيني أصاب بخيبة أمل، وأدعو ربي في قرارة نفسي وأقول: متي يا رب تتوب علينا نحن الطلبة وترحمنا من هذه المعاناة اليومية ونتخرج من المدرسة !! تلك الكلمات اليائسة لطالبة أبت أن تذكر اسمها واكتفت بالإشارة إلي نفسها بلقب الضحية ، فهي وعلي حد قولها تحس بالخجل من ركوبها تلك الباصات، التي تعتبرها مهينة للطلبة.

وضع الطالبات
أسوأ من الطلبة

أم زينب ولية أمر تصف وضع طلبة الباصات بالمأساة وتقول: عندما أراهم وهم يهمون بالدخول في الباصات المدرسية أشفق عليهم وعلي الوضع الذي هم عليه، وخصوصاً الطالبات، فالطلبة بإمكانهم ارتداء أي فانيلة خفيفة، ولكن الطالبات وخاصة المتحجبات منهن، يقعن في مأزق لا مفر منه، خصوصاً إذا ما اضطررن للبس المرايل المدرسية فوق ملابسهن الرياضية!! وتختتم بقولها: كان الله في عونهن .
نغرق في عرقنا !!

تبادل أطراف الحديث حتي الوصول إلي المنزل هي الطريقة التي يلجأ إليها خليل إبراهيم طالب في الصف الثالث الثانوي بمدرسة النعيم الثانوية للبنين ليلهي نفسه فينسي الجو الحار ويقول في ذلك: باصاتنا غير مكيفة شأنها في ذلك شأن باصات وزارة التربية والتعليم.. ونذوق داخلها الويل فالحرارة التي تخترق أجسادنا لا مفر منها سوي الحديث والحديث مع الاصدقاء حتي نصل إلي منازلنا، وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فالأمر أسوأ بكثير عندما نصاب بالدوخة والدوار ونغرق في عرقنا ، ويقول مضيفاً صحيح أنهم زودوا الباصات مؤخراً بمراوح هوائية إلا أنها لا تفي بالغرض ولا تقلل من المعاناة إلا القليل اليسير.
فشلنا ولكننا سننجح
كنا نأمل أن نحصل علي رد شاف بارد يخفف حرارة الجو المحرقة التي يتعرض له الطلبة أثناء وجودهم في الباصات المدرسية، إلا أننا فشلنا، ونتمني أن ننجح مرة أخري، إذا ما تجاوبت معنا وزارة التربية والتعليم، وأملنا فيها كل خير.
ولكن ارتأينا ذكر تصريح سابق للدكتور ابراهيم جناحي الوكيل المساعد للتعليم العام والفني في الوزارة اذ يقول: ان الوزارة وفرت المواصلات لنقل الطلبة الذين تبعد مساكنهم عن مدارسهم الاكثر من 2 كيلو متر، والذين يقطنون في شوارع رئيسية، توفير شروط السلامة فيها. ان هذا الخدمة يستفيد منها حاليا اكثر من 30 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية.

Catedu
2003-09-21

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.