الشباب يدافعون عن أنفسهم:
لسنا السبب في الحوادث القاتلة!!استطلاع اجرته – ياسمين خلف وسماء الوطني:
تصوير: عبدالرسول الحجيري
كل منا بلا استثناء يحاول وباستمرار ايجاد مبررات لأفعاله وقد نعترف بيننا وبين انفسنا، في مواجهة مع الضمير اننا مخطئون ولكن نؤثر الا نظهر ذلك للغير حتي لا نري نظرات الاستنكار والاستغراب بل حتي الازدراء، والتي تقتلنا بدل المرة مرات!!
وضعنا من خلال هذا الاستطلاع الشاب البحريني في قفص الاتهام، كونه مسؤولاً بدرجة كبيرة امام المجتمع عن الحوادث القاتلة والمميتة، وخير دليل تلك الاخبار التي نسمعها ونراها بأم اعيننا كل يوم ويكون الطرف الرئيسي فيها الشباب!!
المحامي الشاب نفسه دافع عن نفسه في تلك المرافعة، والتي قررنا في ختام الجلسة الاستطلاع ان نترك الحكم النهائي للجمهور ليحددوا العقوبة التي يستحقها كل مستهتر لا يعبأ بالنتائج التي تحدث ولا سيما اذا راح ضحيتها عائل أسرة او ام لاطفال او حتي شباب و.. احباب الله الاطفال !!
سياح يقودون بلا رخصة !!
السرعة ليست سمة في علاء عيسي سلمان – 18 سنة كما يقول، ولا يحب ان يقود سيارته الرياضية السبورت بسرعة!! ولكنه يفضل تلك النوعية من السيارات لشكلها ليس الا!! ويرجع سبب الحوادث المروعة الي السرعة والتهور من البعض وليس بشرط أن يكونوا شباباً بل قد يكونون كباراً في السن!!
وبتفسيره الشخصي يقول علاء : قد تزيد الحوادث لدي الفئة العمرية ما بين 18 – 25 سنة، ولكن هناك من هم اكبر من تلك الفئة العمرية بكثير ويكونون سببا في الحوادث.. ولا تنسوا كذلك المخالفات والتجاوزات القانونية التي يقوم بها بعض الخليجيين في الشوارع البحرينية، وخصوصاً اولئك المعروفون بترددهم المستمر علي المملكة! بل ان بعضهم لا يملكون رخص قيادة، ويستغلون البحرين لقيادة السيارات!!
يضحك.. ويجيب علي سؤالنا الذي وجهناه له ما هي أقصي سرعة تقود فيها سيارتك؟؟
200 كيلومتر في الساعة اذا ما كنت في عجلة من امري!! ويحاول ان يبعدنا عن الموضوع فيقول: نحن الشباب بحاجة الي مكان مخصص للسباق بشرط ألا نري رجل المرور في ذلك المكان.. بصراحة، وجوده قد يسبب لنا العصبية؟!؟
سرعتي لا تتجاوز 200 كيلومتر
يهوي خالد فيصل العصفور – 21 سنة ركوب السيارات الرياضية ويعشق القيادة بسرعة تصل في كثير من الاحيان الي 200 كيلومتر في الساعة، فكما يقول انها متعة لا يستطيع ان يصفها غير المجرب، ولكن علي الا تكون في الشوارع الضيقة او الصغيرة.
استنكار واضح في لهجته بدا عندما وجهنا له اتهامنا فقال: لسنا نحن الشباب السبب الرئيسي وراء الحوادث المرورية. نعم هناك اخطاء يرتكبها البعض ولكن هل نسيتم اخطاء النساء والرجال الكبار في السن، ففي احدي المرات وبينما كنت مسرعا وإذا برجل كبير في السن يمر من امامي، فوقعت بين نارين، النار الاولي الاصطدام بالرصيف، والنار الثانية الاصطدام بالرجل الكهل ، فما كان مني الا ان اخترت النار الاولي، فحياة الرجل اغلي بلا شك!!
يخفض راسه ويحاول الكتمان ولكنه نطق وقال: انا علي سبيل المثال تعرضت الي ثلاثة حوادث مرورية احداها انقلبت السيارة وانحشرت بداخلها، ورغم ذلك لم اتخلَّ عن السرعة ولن اتخلي عنها، لشغفي وولعي بها علي الرغم من النصائح التي توجه لي يومياً.
ومن المقترحات التي ذكرها في معرض كلامه، منع كبار السن ممن تجاوزوا الستين او السبعين عاما من قيادة السيارات في الشوارع لضعف بصرهم من جهة وبطء حركتهم وردة فعلهم تجاه اي حدث مفاجئ، لكيلا يعرضوا انفسهم والغير للخطر الذي قد تذهب فيه ارواحهم، وان تسعي الدولة الي تخصيص مكان للسباق ليفرغ الشباب فيه رغبتهم وحبهم للسرعة و التخميس ، ويقول العصفور في ذلك: افضل وباستمرار الذهاب الي دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة للمشاركة في تلك الساحات الخاصة للسباق والتي نفتقدها في مملكتنا البحرين .
هل تضيفون مواد معينة لزيادة سرعة السيارة، سألناه فأجاب وهو يضحك: نعم، الكثير من الشباب يقدمون علي ذلك، وانا واحد منهم، فقد لجأت الي تلك الحيلة، والتي انتهت بي بحادث نجوت منه .
يعلق قبل ان يختم كلامه بقوله: لماذا شرطة المرور تقف لنا بالمرصاد دائماً، ويمنعوننا من وضع اضافات علي سياراتنا لتجميلها، والتي لن تضر بشيء، سوي انها نوع من انواع الزينة للسيارة؟! .
تركنا العصفور واخذ يخمس في الساحة، بل والطامة الكبري ان علاء الذي قال انه لا يسرع ولا يحبذ السرعة، انطلق كالصاروخ مستعرضا لنا قدراته!!
ثلاثة من أبناء
عمي راحوا ضحية حادث!!
واثناء حديثنا مع الشباب اتجهت اعينهم لسيارة كانت منطلقة اتجاهنا وقالوا بصوت واحد: جاءكم يعقوب يوسف – 21 سنة أكثرنا سرعة في قيادة السيارات بل واكثرنا جنوناً!! .. استقبلناه بابتسامة ممزوجة بخبث سؤالنا، بل بخبث اتهامنا الذي وجهناه اليه واضفنا عليه بقولنا: الكل يقول انك اكثرهم سرعة في القيادة، وانت والشباب عموما متهمون بكونكم السبب في الحوادث المروعة في المملكة فما ردك؟!.. ضحك وبكل برود قال: جيد ان يأخذ الناس عني هذه الفكرة، فبذلك سوف يبتعدون في الشارع عني وسيفسحون الطريق لي وحدي!! علي الرغم من اني لا اسرع ولا اقود السيارة باكثر من 80 كيلومتراً في الساعة في شوارع البحرين الضيقة.. لكنني اسرع عندما اسافر الي المملكة العربية السعودية لكون شوارعها واسعة.
يقول متهما الخليجيين: هم سبب تلك الحوادث، وقد يكون اختلاف القوانين المرورية هو السبب، فمثلاً عندما يكون السائق امامه دوار، الاولوية كما هو في دول الخليج لمن هم خارجه عكس ما هو معمول به في مملكة البحرين، فلماذا لا توحد القوانين؟! سؤال وجهه يعقوب للمسئولين لمناقشته!!.
تدخل في الحديث احد اصدقائه وقال: يكذب عليكم عندما ادعي بانه لا يسرع، يضحك يعقوب ليرد عليه: قبل ثلاث سنوات اي عندما استلمت رخصة القيادة، كنت اقود السيارة بسرعة جنونية، خصوصاً ان سيارتي كابريس 8 سلندرات ، وتساعدني في ذلك، ولكني اليوم اجد نفسي وقد تخليت عن ذلك الجنون بعض الشيء.
وعن اول مرة قاد فيها السيارة اخذ يقول: كنت حينها في الثالثة عشر من عمري، واخي الذي كان في العشرينات من عمره هو من دفعني لذلك، بل وعلمني القيادة لا لسبب القيادة في الشارع بل لأخرج سيارته من الكراج او لاغسلها له، فتعلمت القيادة وقدت السيارة مرات عدة ولله الحمد لم يرني رجال المرور ولا مرة!!
التذكار: صورة لشباب.. رحلوا!!
اخذ يعقوب يبحث في سيارته واخرج صورة لأربعة شبان في التاسعة عشر من اعمارهم وبعد تنهيدة قال: هؤلاء قد توفوا جميعاً في حادث مؤسف، ثلاثة من ابناء عمومتي كانوا ضحايا حوادث مرورية، والوحيد الذي نجا منهم اصيب بعاهة مستديمة.
يقول ليغير الموضوع المؤلم: مللنا من المجمعات التجارية المغلقة، فلجأنا لهذه التجمعات الشبابية لنغسل سياراتنا، ونأخذ لنا بعدها لفات هنا وهناك في الشوارع.
سبب الحوادث كبار السن والنساء!!
لست انا سبب الحوادث المرورية، فأنا لا اسرع أبداً.. اجابة سريعة كسرعة عمار عبدالله ابراهيم – 24 سنة في قيادة السيارة وان ادعي عكس ذلك عندما قال: اقصي سرعة اقود بها 100 الي 120 كيلومترا في الساعة، قد اسرع قليلا اذا ما شعرت ان السائق القريب مني سيميل بسيارته علي سيارتي بطريقة مخيفة او خاطئة، وهذه الحوادث المروعة التي نسمع عنها سببها كبار السن عامة والنساء خاصة، وكذلك سرحان البعض في القيادة، وسهو البعض الاخر عندما يتكلمون في هواتفهم المحمولة.
بصراحة انا التزم بالقوانين المرورية ولم اقد سيارتي الا بعد ان حصلت علي الرخصة التي تخولني لذلك، فوالدي شديد جدا، ولم يسمح لنا حتي بفتح باب السيارة بمفتاحه لوحدنا ويقول: تعرضت لحادث واحد وكانت (فتاة) هي السبب!! .
يستلم خيط الحديث احد رفاقه ليقول: يكذب عليكم!! يضحك عمار ليغير رأيه ويقول: إذا كنت مستعجلاً وفي الطريق السريع قد اسرع الي اكثر من 260 كيلومتراً في الساعة وقبل ان يودعنا قال: اتمني ان يمنعوا الآسيويين من قيادة السيارات، فمنهم وان كانوا يقودون بحذر، الا انهم لا يجيدون التصرف السليم في الشارع، وبعبارة عامية يعلق: حذر مع غشامة ما ينفع فبصراحة يجب التشديد في قوانين المرور.
أفلام السينما
في قفص المحاكمة
باستغراب ودهشة يقول سعيد علي (19 عاما) ليس الشباب من يتحمل مسئولية الحوادث القاتلة، فانا شخصيا اعرف احد الرجال تعدي عمره 40 عاما يهوي سباقات السيارات فنجده دائما في حلبات السباق الريس ويسير في وسط الشوارع بصورة جنونية.
يواصل.. النساء يتحملن نصيب الاسد في الحوادث وليس الشباب، ولكنني لا ابرئ الشباب من انهم يسببون الحوادث وخاصة المتهورون منهم الذين ينطلقون بسرعة فائقة لمجرد التحدي والتفاخر فيما بينهم.
الافلام التي تعرض في دور العرض السينمائية لها تأثير كبير في طيش واستهتار الشباب، مؤخرا تم عرض احد الافلام التي اثرت علي الشباب..
فعندما خرجت من صالة عرض الفيلم لاحظت اعداداً كبيرة من الشباب في الشوارع يقلدون ما جاء في الفيلم من سرعة جنونية وحركات بهلوانية.
في ختام حديثه يشير سعيد قائلاً: لا انسي دور المخالفات في تهور الشاب فعندما يخالف المرء لابسط الامور يبدأ في الغليان فيهدئ من نفسه بالسرعة، غير ذلك.. الكاميرات التي توضع عند الاشارات فهي تؤدي الي الحوادث بسبب السرعة لتفاديها.
نعم.. الشباب مسئول!!
تعثر علي سلمان عبدالله (22 عاما) في الاجابة اذ يقول: اتمني ان ندافع عن انفسنا نحن الشباب ولكن ما باليد حيلة فنحن بتهورنا نتحمل مسئولية هذه الحوادث المميتة، وعند سؤاله عن السبب في تهورهم، اجابنا قائلاً: يميل الشاب لابراز نفسه من خلال السرعة والحركات البهلوانية وذلك لمجرد التحدي فيما بينه وبين الشباب الآخرين .
الرجل الطاعن
في السن المسئول الأول!!
يتفق حسين عباس (20 عاما) مع من سبقه اذ يقول: لا استطيع ان انكر ان المسئولية الاولي في الحوادث المميتة تقع علي عاتق الشباب الا اننا لا نبعد بقية فئات المجتمع ودورهم في هذه الحوادث، فالرجل الطاعن في السن نجده لا يستطيع السيطرة علي وضعه في الطريق ويقوم بالتجاوز في الاماكن التي لا يجب عليه ان يتجاوز فيها فتقع الحوادث وليست سرعة الشباب هي السبب هنا.
إدارة المرور هي السبب!!
كيف لا يكون الشاب هو المسئول في الحوادث القاتلة وهو في سن صغير يسمح له بالحصول علي رخصة القيادة.. هذا ما استهل به صادق مهدي علي ونضال عباس سلمان (28 عاما) حديثهما اذ يقولان: يجب ألا يسمح باعطاء الرخصة لشاب في الـ 18، ففي هذا السن لم ينضج الشاب بعد.. ويجب ان تكون هناك قوانين صارمة من قبل ادارة المرور للشباب المتهورين في السياقة كما ان الافلام التي تعرض في دور السينما لها الدور الكبير في التأثير علي الشباب، فعرض الفيلم (2 Fast 2 Furious) له اثر سلبي علي الشباب فنحن الاثنان وبهذا السن تأثرنا بالفيلم فما بال من هم اصغر منا سناً!!
المحلات التي تقوم بتزيين السيارات والكراجات ايضا يتحملون المسئولية فيجب ان تمنع من بيع ادوات زيادة السرعة للشباب، وان تكون هناك قوانين تمنع من ادخال المحركات السريعة للأسواق.
2003-08-2
الشباب يدافعون عن أنفسهم:
لسنا السبب في الحوادث القاتلة!!استطلاع اجرته – ياسمين خلف وسماء الوطني:
تصوير: عبدالرسول الحجيري
كل منا بلا استثناء يحاول وباستمرار ايجاد مبررات لأفعاله وقد نعترف بيننا وبين انفسنا، في مواجهة مع الضمير اننا مخطئون ولكن نؤثر الا نظهر ذلك للغير حتي لا نري نظرات الاستنكار والاستغراب بل حتي الازدراء، والتي تقتلنا بدل المرة مرات!!
وضعنا من خلال هذا الاستطلاع الشاب البحريني في قفص الاتهام، كونه مسؤولاً بدرجة كبيرة امام المجتمع عن الحوادث القاتلة والمميتة، وخير دليل تلك الاخبار التي نسمعها ونراها بأم اعيننا كل يوم ويكون الطرف الرئيسي فيها الشباب!!
المحامي الشاب نفسه دافع عن نفسه في تلك المرافعة، والتي قررنا في ختام الجلسة الاستطلاع ان نترك الحكم النهائي للجمهور ليحددوا العقوبة التي يستحقها كل مستهتر لا يعبأ بالنتائج التي تحدث ولا سيما اذا راح ضحيتها عائل أسرة او ام لاطفال او حتي شباب و.. احباب الله الاطفال !!
سياح يقودون بلا رخصة !!
السرعة ليست سمة في علاء عيسي سلمان – 18 سنة كما يقول، ولا يحب ان يقود سيارته الرياضية السبورت بسرعة!! ولكنه يفضل تلك النوعية من السيارات لشكلها ليس الا!! ويرجع سبب الحوادث المروعة الي السرعة والتهور من البعض وليس بشرط أن يكونوا شباباً بل قد يكونون كباراً في السن!!
وبتفسيره الشخصي يقول علاء : قد تزيد الحوادث لدي الفئة العمرية ما بين 18 – 25 سنة، ولكن هناك من هم اكبر من تلك الفئة العمرية بكثير ويكونون سببا في الحوادث.. ولا تنسوا كذلك المخالفات والتجاوزات القانونية التي يقوم بها بعض الخليجيين في الشوارع البحرينية، وخصوصاً اولئك المعروفون بترددهم المستمر علي المملكة! بل ان بعضهم لا يملكون رخص قيادة، ويستغلون البحرين لقيادة السيارات!!
يضحك.. ويجيب علي سؤالنا الذي وجهناه له ما هي أقصي سرعة تقود فيها سيارتك؟؟
200 كيلومتر في الساعة اذا ما كنت في عجلة من امري!! ويحاول ان يبعدنا عن الموضوع فيقول: نحن الشباب بحاجة الي مكان مخصص للسباق بشرط ألا نري رجل المرور في ذلك المكان.. بصراحة، وجوده قد يسبب لنا العصبية؟!؟
سرعتي لا تتجاوز 200 كيلومتر
يهوي خالد فيصل العصفور – 21 سنة ركوب السيارات الرياضية ويعشق القيادة بسرعة تصل في كثير من الاحيان الي 200 كيلومتر في الساعة، فكما يقول انها متعة لا يستطيع ان يصفها غير المجرب، ولكن علي الا تكون في الشوارع الضيقة او الصغيرة.
استنكار واضح في لهجته بدا عندما وجهنا له اتهامنا فقال: لسنا نحن الشباب السبب الرئيسي وراء الحوادث المرورية. نعم هناك اخطاء يرتكبها البعض ولكن هل نسيتم اخطاء النساء والرجال الكبار في السن، ففي احدي المرات وبينما كنت مسرعا وإذا برجل كبير في السن يمر من امامي، فوقعت بين نارين، النار الاولي الاصطدام بالرصيف، والنار الثانية الاصطدام بالرجل الكهل ، فما كان مني الا ان اخترت النار الاولي، فحياة الرجل اغلي بلا شك!!
يخفض راسه ويحاول الكتمان ولكنه نطق وقال: انا علي سبيل المثال تعرضت الي ثلاثة حوادث مرورية احداها انقلبت السيارة وانحشرت بداخلها، ورغم ذلك لم اتخلَّ عن السرعة ولن اتخلي عنها، لشغفي وولعي بها علي الرغم من النصائح التي توجه لي يومياً.
ومن المقترحات التي ذكرها في معرض كلامه، منع كبار السن ممن تجاوزوا الستين او السبعين عاما من قيادة السيارات في الشوارع لضعف بصرهم من جهة وبطء حركتهم وردة فعلهم تجاه اي حدث مفاجئ، لكيلا يعرضوا انفسهم والغير للخطر الذي قد تذهب فيه ارواحهم، وان تسعي الدولة الي تخصيص مكان للسباق ليفرغ الشباب فيه رغبتهم وحبهم للسرعة و التخميس ، ويقول العصفور في ذلك: افضل وباستمرار الذهاب الي دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة للمشاركة في تلك الساحات الخاصة للسباق والتي نفتقدها في مملكتنا البحرين .
هل تضيفون مواد معينة لزيادة سرعة السيارة، سألناه فأجاب وهو يضحك: نعم، الكثير من الشباب يقدمون علي ذلك، وانا واحد منهم، فقد لجأت الي تلك الحيلة، والتي انتهت بي بحادث نجوت منه .
يعلق قبل ان يختم كلامه بقوله: لماذا شرطة المرور تقف لنا بالمرصاد دائماً، ويمنعوننا من وضع اضافات علي سياراتنا لتجميلها، والتي لن تضر بشيء، سوي انها نوع من انواع الزينة للسيارة؟! .
تركنا العصفور واخذ يخمس في الساحة، بل والطامة الكبري ان علاء الذي قال انه لا يسرع ولا يحبذ السرعة، انطلق كالصاروخ مستعرضا لنا قدراته!!
ثلاثة من أبناء
عمي راحوا ضحية حادث!!
واثناء حديثنا مع الشباب اتجهت اعينهم لسيارة كانت منطلقة اتجاهنا وقالوا بصوت واحد: جاءكم يعقوب يوسف – 21 سنة أكثرنا سرعة في قيادة السيارات بل واكثرنا جنوناً!! .. استقبلناه بابتسامة ممزوجة بخبث سؤالنا، بل بخبث اتهامنا الذي وجهناه اليه واضفنا عليه بقولنا: الكل يقول انك اكثرهم سرعة في القيادة، وانت والشباب عموما متهمون بكونكم السبب في الحوادث المروعة في المملكة فما ردك؟!.. ضحك وبكل برود قال: جيد ان يأخذ الناس عني هذه الفكرة، فبذلك سوف يبتعدون في الشارع عني وسيفسحون الطريق لي وحدي!! علي الرغم من اني لا اسرع ولا اقود السيارة باكثر من 80 كيلومتراً في الساعة في شوارع البحرين الضيقة.. لكنني اسرع عندما اسافر الي المملكة العربية السعودية لكون شوارعها واسعة.
يقول متهما الخليجيين: هم سبب تلك الحوادث، وقد يكون اختلاف القوانين المرورية هو السبب، فمثلاً عندما يكون السائق امامه دوار، الاولوية كما هو في دول الخليج لمن هم خارجه عكس ما هو معمول به في مملكة البحرين، فلماذا لا توحد القوانين؟! سؤال وجهه يعقوب للمسئولين لمناقشته!!.
تدخل في الحديث احد اصدقائه وقال: يكذب عليكم عندما ادعي بانه لا يسرع، يضحك يعقوب ليرد عليه: قبل ثلاث سنوات اي عندما استلمت رخصة القيادة، كنت اقود السيارة بسرعة جنونية، خصوصاً ان سيارتي كابريس 8 سلندرات ، وتساعدني في ذلك، ولكني اليوم اجد نفسي وقد تخليت عن ذلك الجنون بعض الشيء.
وعن اول مرة قاد فيها السيارة اخذ يقول: كنت حينها في الثالثة عشر من عمري، واخي الذي كان في العشرينات من عمره هو من دفعني لذلك، بل وعلمني القيادة لا لسبب القيادة في الشارع بل لأخرج سيارته من الكراج او لاغسلها له، فتعلمت القيادة وقدت السيارة مرات عدة ولله الحمد لم يرني رجال المرور ولا مرة!!
التذكار: صورة لشباب.. رحلوا!!
اخذ يعقوب يبحث في سيارته واخرج صورة لأربعة شبان في التاسعة عشر من اعمارهم وبعد تنهيدة قال: هؤلاء قد توفوا جميعاً في حادث مؤسف، ثلاثة من ابناء عمومتي كانوا ضحايا حوادث مرورية، والوحيد الذي نجا منهم اصيب بعاهة مستديمة.
يقول ليغير الموضوع المؤلم: مللنا من المجمعات التجارية المغلقة، فلجأنا لهذه التجمعات الشبابية لنغسل سياراتنا، ونأخذ لنا بعدها لفات هنا وهناك في الشوارع.
سبب الحوادث كبار السن والنساء!!
لست انا سبب الحوادث المرورية، فأنا لا اسرع أبداً.. اجابة سريعة كسرعة عمار عبدالله ابراهيم – 24 سنة في قيادة السيارة وان ادعي عكس ذلك عندما قال: اقصي سرعة اقود بها 100 الي 120 كيلومترا في الساعة، قد اسرع قليلا اذا ما شعرت ان السائق القريب مني سيميل بسيارته علي سيارتي بطريقة مخيفة او خاطئة، وهذه الحوادث المروعة التي نسمع عنها سببها كبار السن عامة والنساء خاصة، وكذلك سرحان البعض في القيادة، وسهو البعض الاخر عندما يتكلمون في هواتفهم المحمولة.
بصراحة انا التزم بالقوانين المرورية ولم اقد سيارتي الا بعد ان حصلت علي الرخصة التي تخولني لذلك، فوالدي شديد جدا، ولم يسمح لنا حتي بفتح باب السيارة بمفتاحه لوحدنا ويقول: تعرضت لحادث واحد وكانت (فتاة) هي السبب!! .
يستلم خيط الحديث احد رفاقه ليقول: يكذب عليكم!! يضحك عمار ليغير رأيه ويقول: إذا كنت مستعجلاً وفي الطريق السريع قد اسرع الي اكثر من 260 كيلومتراً في الساعة وقبل ان يودعنا قال: اتمني ان يمنعوا الآسيويين من قيادة السيارات، فمنهم وان كانوا يقودون بحذر، الا انهم لا يجيدون التصرف السليم في الشارع، وبعبارة عامية يعلق: حذر مع غشامة ما ينفع فبصراحة يجب التشديد في قوانين المرور.
أفلام السينما
في قفص المحاكمة
باستغراب ودهشة يقول سعيد علي (19 عاما) ليس الشباب من يتحمل مسئولية الحوادث القاتلة، فانا شخصيا اعرف احد الرجال تعدي عمره 40 عاما يهوي سباقات السيارات فنجده دائما في حلبات السباق الريس ويسير في وسط الشوارع بصورة جنونية.
يواصل.. النساء يتحملن نصيب الاسد في الحوادث وليس الشباب، ولكنني لا ابرئ الشباب من انهم يسببون الحوادث وخاصة المتهورون منهم الذين ينطلقون بسرعة فائقة لمجرد التحدي والتفاخر فيما بينهم.
الافلام التي تعرض في دور العرض السينمائية لها تأثير كبير في طيش واستهتار الشباب، مؤخرا تم عرض احد الافلام التي اثرت علي الشباب..
فعندما خرجت من صالة عرض الفيلم لاحظت اعداداً كبيرة من الشباب في الشوارع يقلدون ما جاء في الفيلم من سرعة جنونية وحركات بهلوانية.
في ختام حديثه يشير سعيد قائلاً: لا انسي دور المخالفات في تهور الشاب فعندما يخالف المرء لابسط الامور يبدأ في الغليان فيهدئ من نفسه بالسرعة، غير ذلك.. الكاميرات التي توضع عند الاشارات فهي تؤدي الي الحوادث بسبب السرعة لتفاديها.
نعم.. الشباب مسئول!!
تعثر علي سلمان عبدالله (22 عاما) في الاجابة اذ يقول: اتمني ان ندافع عن انفسنا نحن الشباب ولكن ما باليد حيلة فنحن بتهورنا نتحمل مسئولية هذه الحوادث المميتة، وعند سؤاله عن السبب في تهورهم، اجابنا قائلاً: يميل الشاب لابراز نفسه من خلال السرعة والحركات البهلوانية وذلك لمجرد التحدي فيما بينه وبين الشباب الآخرين .
الرجل الطاعن
في السن المسئول الأول!!
يتفق حسين عباس (20 عاما) مع من سبقه اذ يقول: لا استطيع ان انكر ان المسئولية الاولي في الحوادث المميتة تقع علي عاتق الشباب الا اننا لا نبعد بقية فئات المجتمع ودورهم في هذه الحوادث، فالرجل الطاعن في السن نجده لا يستطيع السيطرة علي وضعه في الطريق ويقوم بالتجاوز في الاماكن التي لا يجب عليه ان يتجاوز فيها فتقع الحوادث وليست سرعة الشباب هي السبب هنا.
إدارة المرور هي السبب!!
كيف لا يكون الشاب هو المسئول في الحوادث القاتلة وهو في سن صغير يسمح له بالحصول علي رخصة القيادة.. هذا ما استهل به صادق مهدي علي ونضال عباس سلمان (28 عاما) حديثهما اذ يقولان: يجب ألا يسمح باعطاء الرخصة لشاب في الـ 18، ففي هذا السن لم ينضج الشاب بعد.. ويجب ان تكون هناك قوانين صارمة من قبل ادارة المرور للشباب المتهورين في السياقة كما ان الافلام التي تعرض في دور السينما لها الدور الكبير في التأثير علي الشباب، فعرض الفيلم (2 Fast 2 Furious) له اثر سلبي علي الشباب فنحن الاثنان وبهذا السن تأثرنا بالفيلم فما بال من هم اصغر منا سناً!!
المحلات التي تقوم بتزيين السيارات والكراجات ايضا يتحملون المسئولية فيجب ان تمنع من بيع ادوات زيادة السرعة للشباب، وان تكون هناك قوانين تمنع من ادخال المحركات السريعة للأسواق.
2003-08-2
أحدث التعليقات