عندما تُنعت بالمدمن!

الاثنين ٢ مارس ٢٠٢٠

مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد وغيرهم المئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم يتعدوا الأربعين من أعمارهم، زهقت ارواحهم، ولا أقول إنهم ماتوا، لأنهم ذاقوا من ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلا أن اخمدت انفاسهم و ووريت أجسادهم التراب.

مرضى السكلر أكثر من 18 ألف مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرضى في البحرين، وهذا يعني أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام أن تستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة لتعطيها الأهمية اللائقة؟، وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم بإن لا علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.

يكذب من يقول ان مرضى السكلر يلقون الرعاية الصحية اللائقة، يكذب من يقول إن مرضى السكلر يحصلون على العلاج المناسب، ويكذب من يقول إن قضية مرضى السكلر تؤرق وزارة الصحة فتبذل ما استطاعت من جهود لتقلل من عدد من يتساقطون في القبور شهرياً من هذا المرض.

لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض لأجسادهم النحيلة وتبدأ النوبة…

إن كان قادراً على أن يتحرك فسيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، فأول ما ستستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن / مدمنة” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه من الممرضين والممرضات أو الأطباء في المركز. هذا إن لم يمتنع المركز عن اعطاءه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.

وإن كان في نوبة شديدة وعجز حتى عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصل لك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد؛ بل لأنه يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.

وبعد أن يصل إلى الطوارئ، ورغم وصوله للقسم في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره، ومحظوظ هو من يلاقي طبيب أو ممرضة يحملون بقايا رحمة في قلوبهم.

ياسمينة: الرحلة لازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.

وصلة فيديو المقال

الاثنين ٢ مارس ٢٠٢٠

مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد وغيرهم المئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم يتعدوا الأربعين من أعمارهم، زهقت ارواحهم، ولا أقول إنهم ماتوا، لأنهم ذاقوا من ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلا أن اخمدت انفاسهم و ووريت أجسادهم التراب.

مرضى السكلر أكثر من 18 ألف مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرضى في البحرين، وهذا يعني أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام أن تستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة لتعطيها الأهمية اللائقة؟، وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم بإن لا علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.

يكذب من يقول ان مرضى السكلر يلقون الرعاية الصحية اللائقة، يكذب من يقول إن مرضى السكلر يحصلون على العلاج المناسب، ويكذب من يقول إن قضية مرضى السكلر تؤرق وزارة الصحة فتبذل ما استطاعت من جهود لتقلل من عدد من يتساقطون في القبور شهرياً من هذا المرض.

لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض لأجسادهم النحيلة وتبدأ النوبة…

إن كان قادراً على أن يتحرك فسيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، فأول ما ستستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن / مدمنة” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه من الممرضين والممرضات أو الأطباء في المركز. هذا إن لم يمتنع المركز عن اعطاءه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.

وإن كان في نوبة شديدة وعجز حتى عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصل لك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد؛ بل لأنه يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.

وبعد أن يصل إلى الطوارئ، ورغم وصوله للقسم في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره، ومحظوظ هو من يلاقي طبيب أو ممرضة يحملون بقايا رحمة في قلوبهم.

ياسمينة: الرحلة لازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.